يَحْيَى بْن المتَوَكل الْبَصْرِيّ يروي عَنْ هِلَال بْن أبي هِلَال عَنْ أنس وَكَانَ روايا لِابْنِ جريج روى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ قدم عَلَيْهِم بَغْدَاد فَكتب عَنْهُ أَهلهَا كَانَ يخطىء وَلَيْسَ هَذَا يَحْيَى بْن المتَوَكل الَّذِي يُقَال لَهُ أَبُو عقيل صَاحب بهية ذَاك ضَعِيف
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
يَحْيَى بنُ يَحْيَى بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيْمِيُّ
شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَعَالِمُ خُرَاسَانَ، أَبُو زَكَرِيَّا التَّمِيْمِيُّ، المِنْقَرِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحَافِظُ.
كَتَبَ: بِبَلَدِهِ، وَبَالحِجَازِ، وَالعِرَاقِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ.
لَقِيَ صِغَاراً مِنَ التَّابِعِيْنَ، مِنْهُم: كَثِيْرُ بنُ سُلَيْمٍ - وَأَخَذَ عَنْهُ -.
وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ، وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَمَالِكٍ، وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَسُعَيْرِ بنِ الخِمْسِ، وَأَبِي عَقِيْلٍ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَالِ، وَعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَدَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ، وَمُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ، وَأُمَمٍ سِوَاهُم.
وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ القُشَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَابْنُهُ؛ يَحْيَى حَيْكَانُ، وَزَكَرِيَّا بنُ دَاوُدَ الخَفَّافُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الجُرَشِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ التُّرْكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ بَشَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ،
وَدَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الصَّفَّارُ، وَخَلاَئِقُ.أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الشَّافِعِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ، قَالاَ:
أَنْبَأَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ القَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَقِيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ مَا تَوَجَّهَتْ بِهِ.
وُلِدَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
نَقَلَهُ: أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي، عَنْ أَبِي الطَّيِّبِ المَكْفُوْفِ صَاحِبِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
مَا رَأَيْتُ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَلاَ أَحْسِبُ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الخَفَّافُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:
مَا رَأَى يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِثْلَ نَفْسِهِ، وَمَا رَأَى النَّاسُ مِثْلَهُ.
رَوَاهَا: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ شَاذَانَ، عَنْهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ:مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى يَوْم مَاتَ وَهُوَ إِمَامٌ لأَهْلِ الدُّنْيَا.
أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدَشَ - وَكَانَ ثِقَةً - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: عَمَّنْ أَكْتُبُ؟
فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
قَالَ خُشْنَامُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:
كَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى عِنْدِي إِمَاماً، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي نَفَقَةٌ، لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ.
مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَخْرَمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ:
كَانَ أَبِي يَرْجِعُ فِي المُشْكِلاَتِ إِلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَيَقُوْلُ: هُوَ إِمَامٌ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ.
قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ المَكْفُوْفُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَحَدٍ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَالفَضْلِ بنِ مُوْسَى، وَيَحْيَى أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ.
قُلْتُ: وَلِمَ؟
قَالَ: لأَنَّ يَحْيَى أَخرَجَ مِن عِلْمِهِ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُخْرِجَه، وَأَمسَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُمْسِكَ عَنْهُ.
الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ.
ثُمَّ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِلاَّ أَنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى شَيْءٌ آخَرُ.
قَالَ ابْنُ مَحْمِشَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ يَقُوْلُ:
كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ
بنِ حَنْبَلٍ، فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ، فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.فَقَالَ: كَيْفَ قَالَ يَحْيَى؟
فَأَخبَرتُهُ، فَضَرَبَ عَلَى حَدِيْثِهِ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا خَالَفَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَكَانَ إِمَاماً، وَقُدْوَةً، وَنُوراً للإِسْلاَمِ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا يَقُوْلُوْنَ:
لَوْ عَاشَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى سَنَتَيْنِ، لَذَهَبَ حَدِيْثُهُ، فَإِنَّهُ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ، أَرْسَلَهُ، هَذَا فِي بَدْءِ أَمرِهِ، ثُمَّ صَارَ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ، تَرَكَهُ، ثُمَّ صَارَ يَضْرِبُ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ.
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَذكُرُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْراً، وَقَالَ:
مَا أَخَرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَهُ، كُنَّا نُسَمِّيهِ يَحْيَى الشَّكَّاكَ؛ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَشُكُّ فِي الحَدِيْثِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ، فَقُلْتُ: مَنْ أَدْرَكْتَ مِنَ المَشَايِخِ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟
فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قَرَأَ عَلَيْنَا إِسْحَاقُ عَنْ مَشَايِخِهِ أَحَادِيْثَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَوْثَقُ مَنْ حَدَّثْتُكُمُ اليَوْمَ عَنْهُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الدَّارَابْجِرْدِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى الحِمَّانِيَّ يَقُوْلُ:
كُنَّا نَعُدُّ فُقَهَاءَ خُرَاسَانَ ثَلاَثَةً: عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَآخَرَ.قَالَ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ، قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ، فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
فَتَوَقَّفَ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا يُخَالِفُ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ - وَذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيَّ - فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَإِتْقَانِهِ أَمراً عَظِيْماً.
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَذْرَةَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنَ عُثْمَانَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَزْرَةَ يَقُوْلُ:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيَّ.
فَكُنْتُ يَوْماً جَالِساً أَكتُبُ، فَوَقَفَ عَلَيَّ رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، مَعَهُ عَصَا وَرَكْوَةٌ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، هَذِهِ دَارُ أَبِي عَبْدِ اللهِ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: تُرَاهُ فِي البَيْتِ؟
قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
فَوَثَبتُ مَسْرُوْراً، وَأَخبَرتُ أَبِي، فَأَطرَقَ مَلِيّاً، وَقَالَ: أَبْلِغْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، وَقُلْ: آتَاكَ اللهُ ثَوَابَ مَا نَوَيتَ.
فَرَجَعتُ شِبْهَ الخَجِلِ، فَقَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ الله يَا بُنَيَّ، وَمَضَى.
فَهَذِهِ حِكَايَةٌ بَاطِلَةٌ، لَمْ يُتِمَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَإِنَّمَا طَلَبَ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ مَوْتِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَيْضاً فَمَا نَعْلَمُ أَنَّ يَحْيَى دَخَلَ بَغْدَادَ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ، سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ المَنْصُوْرِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ، سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ، يَقُوْلُ:
أَرَادَ
يَحْيَى بنُ يَحْيَى الحَجَّ، فَاسْتَأْذَنَ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ، فَقَالَ:أَنْتَ مِنَ الإِسْلاَمِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى، فَلاَ آمَنُ أَنْ تُمْتَحَنَ، فَتَصِيْرَ إِلَى مَكْرُوهٍ، فَهَذَا الإِذْنُ، وَهَذِهِ النَّصِيْحَةُ، فَقَعَدَ.
وَبَلَغَنَا: أَنَّ يَحْيَى أَوْصَى بِثِيَابِ بَدَنِهِ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى أَحْمَدَ، أَخَذَ مِنْهَا ثَوْباً وَاحِداً لِلْبَرَكَةِ، وَرَدَّ البَاقِي، وَقَالَ:
إِنَّهُ لَيْسَ تَفْصِيْلُ ثِيَابِهِ مِن زِيِّ بَلَدِنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فِي أَوَّلِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الفَرَّاءَ يَقُوْلُ:
أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، قَالَ:
أَوْصَى أَبِي بِثِيَابِ جَسَدِهِ لأَحْمَدَ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فِي مِنْدِيْلٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِي.
ثُمَّ أَخَذَ ثَوْباً وَاحِداً، وَرَدَّ البَاقِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: وَسَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ فِي رَمَضَانَ كَأَنَّ كِتَاباً أُدْلِيَ مِنَ السَّمَاءِ، فَقِيْلَ لِي:
هَذَا الكِتَابُ فِيْهِ اسْمُ مَنْ غُفِرَ لَهُ.
فَقُمْتُ، فَتَصَفَّحْتُ فِيْهِ، فَإِذَا فِيْهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبِي: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو العَمْرَوِيَّ - وَالِيَ البَلَدِ - يَقُوْلُ:
بَينَا أَنَا نَائِمٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى السَّطْحِ، إِذْ رَأَيْتُ نُوراً يَسْطَعُ إِلَى السَّمَاءِ، مِنْ قَبْرٍ فِي مَقْبَرَةِ الحُسَيْنِ، كَأَنَّهُ مَنَارَةٌ بَيْضَاءُ، فَدَعَوْتُ بِغُلاَمٍ لِي رَامٍ،
فَقُلْتُ: ارْمِ ذَاكَ القَبْرَ الَّذِي يَسْطَعُ مِنْهُ النُّوْرُ.فَفَعَلَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، بَكَّرْتُ بِنَفْسِي، فَإِذَا النَّشَّابَةُ فِي قَبْرِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ -.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِنْ مَوَالِي بَنِي مِنْقَرٍ، كَانَ ثِقَةً، حَسَنَ الوَجْهِ، طَوِيْلَ اللِّحْيَةِ، خَيِّراً، فَاضِلاً، صَائِناً لِنَفْسِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً: يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، الثِّقَةُ، المَأْمُوْنُ.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: ذَهَبْتُ يَوْماً أَحْكِي لِيَحْيَى بنِ يَحْيَى بَعْضَ كَلاَمِ الجَهْمِيَّةِ لأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ نَقْضاً عَلَيْهِم، وَفِي مَجْلِسِهِ يَوْمَئِذٍ حُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَرِيْشِ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ - فِيْمَا أَحْسِبُ - وَغَيْرُهُم مِنَ المَشَايِخِ.
فَزَبَرَنِي يَحْيَى بِغَضَبٍ، وَقَالَ: اسْكُتْ.
وَأَنكَرَ عَلَى أُوْلَئِكَ اسْتَعِظَاماً أَنْ أَحْكِيَ كَلاَمَهُم وَإِنْكَاراً.
وَقَالَ نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا بِإِسْبِيْجَابَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
الذَّبُّ عَنِ السُّنَّةِ، أَفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
فَقُلْتُ ليَحْيَى: الرَّجُلُ يُنْفِقُ مَالَهُ، وَيُتْعِبُ نَفْسَهُ، وَيُجَاهِدُ، فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْهُ؟!
قَالَ: نَعَمْ، بِكَثِيْرٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الغَسِيْلِيُّ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ:قَالَ لِي أَبِي: مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ النَّبِيْلَ؛ أَبَا الطَّيِّبِ المَكْفُوْفَ - وَقَدْ جَالَسَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى - يَقُوْلُ:
قَالَ لِي إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْهِ يَوْماً: أَصْبَحَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى إِمَامَ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ.
قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ بِخُرَاسَانَ بَعْدَهُ مِثْلُهُ إِلاَّ إِسْحَاقُ، وَلاَ بَعْدَ إِسْحَاقَ مِثْلُ الذُّهْلِيِّ، وَلاَ بَعْدَ الذُّهْلِيِّ كَمُسْلِمٍ، وَلاَ بَعْدَ مُسْلِمٍ كَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ، وَلاَ بَعْدَ ابْنِ نَصْرٍ كَابْنِ خُزَيْمَةَ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِيِّ.
شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَعَالِمُ خُرَاسَانَ، أَبُو زَكَرِيَّا التَّمِيْمِيُّ، المِنْقَرِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحَافِظُ.
كَتَبَ: بِبَلَدِهِ، وَبَالحِجَازِ، وَالعِرَاقِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ.
لَقِيَ صِغَاراً مِنَ التَّابِعِيْنَ، مِنْهُم: كَثِيْرُ بنُ سُلَيْمٍ - وَأَخَذَ عَنْهُ -.
وَعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَخْرَمِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ، وَزُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَمَالِكٍ، وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَسُعَيْرِ بنِ الخِمْسِ، وَأَبِي عَقِيْلٍ يَحْيَى بنِ المُتَوَكِّلِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، وَاللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي المَوَالِ، وَعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَدَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَطَّارِ، وَمُسْلِمِ بنِ خَالِدٍ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ، وَأُمَمٍ سِوَاهُم.
وَعَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَحَمِيْدُ بنُ زَنْجُوْيَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ القُشَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَابْنُهُ؛ يَحْيَى حَيْكَانُ، وَزَكَرِيَّا بنُ دَاوُدَ الخَفَّافُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الجُرَشِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ التُّرْكِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ بَشَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ،
وَدَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الصَّفَّارُ، وَخَلاَئِقُ.أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الشَّافِعِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ، قَالاَ:
أَنْبَأَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي القَاسِمِ القَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَقِيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ مَا تَوَجَّهَتْ بِهِ.
وُلِدَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
نَقَلَهُ: أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي، عَنْ أَبِي الطَّيِّبِ المَكْفُوْفِ صَاحِبِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه يَقُوْلُ:
مَا رَأَيْتُ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَلاَ أَحْسِبُ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الخَفَّافُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:
مَا رَأَى يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِثْلَ نَفْسِهِ، وَمَا رَأَى النَّاسُ مِثْلَهُ.
رَوَاهَا: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ شَاذَانَ، عَنْهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ:مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى يَوْم مَاتَ وَهُوَ إِمَامٌ لأَهْلِ الدُّنْيَا.
أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدَشَ - وَكَانَ ثِقَةً - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَسْلَمَ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: عَمَّنْ أَكْتُبُ؟
فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
قَالَ خُشْنَامُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:
كَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى عِنْدِي إِمَاماً، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي نَفَقَةٌ، لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ.
مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَخْرَمُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ:
كَانَ أَبِي يَرْجِعُ فِي المُشْكِلاَتِ إِلَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَيَقُوْلُ: هُوَ إِمَامٌ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ.
قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ المَكْفُوْفُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ:
لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَحَدٍ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَالفَضْلِ بنِ مُوْسَى، وَيَحْيَى أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ.
قُلْتُ: وَلِمَ؟
قَالَ: لأَنَّ يَحْيَى أَخرَجَ مِن عِلْمِهِ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُخْرِجَه، وَأَمسَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُمْسِكَ عَنْهُ.
الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ.
ثُمَّ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِلاَّ أَنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى شَيْءٌ آخَرُ.
قَالَ ابْنُ مَحْمِشَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللهِ البَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ يَقُوْلُ:
كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ
بنِ حَنْبَلٍ، فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ، فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.فَقَالَ: كَيْفَ قَالَ يَحْيَى؟
فَأَخبَرتُهُ، فَضَرَبَ عَلَى حَدِيْثِهِ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا خَالَفَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَكَانَ إِمَاماً، وَقُدْوَةً، وَنُوراً للإِسْلاَمِ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا يَقُوْلُوْنَ:
لَوْ عَاشَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى سَنَتَيْنِ، لَذَهَبَ حَدِيْثُهُ، فَإِنَّهُ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ، أَرْسَلَهُ، هَذَا فِي بَدْءِ أَمرِهِ، ثُمَّ صَارَ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيْثٍ، تَرَكَهُ، ثُمَّ صَارَ يَضْرِبُ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ.
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَذكُرُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى، فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْراً، وَقَالَ:
مَا أَخَرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَهُ، كُنَّا نُسَمِّيهِ يَحْيَى الشَّكَّاكَ؛ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَشُكُّ فِي الحَدِيْثِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ، فَقُلْتُ: مَنْ أَدْرَكْتَ مِنَ المَشَايِخِ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟
فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قَرَأَ عَلَيْنَا إِسْحَاقُ عَنْ مَشَايِخِهِ أَحَادِيْثَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَوْثَقُ مَنْ حَدَّثْتُكُمُ اليَوْمَ عَنْهُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الدَّارَابْجِرْدِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى الحِمَّانِيَّ يَقُوْلُ:
كُنَّا نَعُدُّ فُقَهَاءَ خُرَاسَانَ ثَلاَثَةً: عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ، وَيَحْيَى بنَ يَحْيَى، وَآخَرَ.قَالَ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ، قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَرَوَى حَدِيْثاً عَنْ سُفْيَانَ، فَقُلْتُ: خَالَفَكَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
فَتَوَقَّفَ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيْمَا يُخَالِفُ فِيْهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ - وَذَكَرَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيَّ - فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَإِتْقَانِهِ أَمراً عَظِيْماً.
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَذْرَةَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بنَ عُثْمَانَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَزْرَةَ يَقُوْلُ:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي كَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيَّ.
فَكُنْتُ يَوْماً جَالِساً أَكتُبُ، فَوَقَفَ عَلَيَّ رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، مَعَهُ عَصَا وَرَكْوَةٌ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، هَذِهِ دَارُ أَبِي عَبْدِ اللهِ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: تُرَاهُ فِي البَيْتِ؟
قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
فَوَثَبتُ مَسْرُوْراً، وَأَخبَرتُ أَبِي، فَأَطرَقَ مَلِيّاً، وَقَالَ: أَبْلِغْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، وَقُلْ: آتَاكَ اللهُ ثَوَابَ مَا نَوَيتَ.
فَرَجَعتُ شِبْهَ الخَجِلِ، فَقَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ الله يَا بُنَيَّ، وَمَضَى.
فَهَذِهِ حِكَايَةٌ بَاطِلَةٌ، لَمْ يُتِمَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَإِنَّمَا طَلَبَ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ مَوْتِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَيْضاً فَمَا نَعْلَمُ أَنَّ يَحْيَى دَخَلَ بَغْدَادَ.
الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ، سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ المَنْصُوْرِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ، سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ، يَقُوْلُ:
أَرَادَ
يَحْيَى بنُ يَحْيَى الحَجَّ، فَاسْتَأْذَنَ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ، فَقَالَ:أَنْتَ مِنَ الإِسْلاَمِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى، فَلاَ آمَنُ أَنْ تُمْتَحَنَ، فَتَصِيْرَ إِلَى مَكْرُوهٍ، فَهَذَا الإِذْنُ، وَهَذِهِ النَّصِيْحَةُ، فَقَعَدَ.
وَبَلَغَنَا: أَنَّ يَحْيَى أَوْصَى بِثِيَابِ بَدَنِهِ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى أَحْمَدَ، أَخَذَ مِنْهَا ثَوْباً وَاحِداً لِلْبَرَكَةِ، وَرَدَّ البَاقِي، وَقَالَ:
إِنَّهُ لَيْسَ تَفْصِيْلُ ثِيَابِهِ مِن زِيِّ بَلَدِنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى فِي أَوَّلِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الفَرَّاءَ يَقُوْلُ:
أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، قَالَ:
أَوْصَى أَبِي بِثِيَابِ جَسَدِهِ لأَحْمَدَ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فِي مِنْدِيْلٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِي.
ثُمَّ أَخَذَ ثَوْباً وَاحِداً، وَرَدَّ البَاقِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: وَسَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ مَنْصُوْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ طَاهِرٍ الأَمِيْرَ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ فِي رَمَضَانَ كَأَنَّ كِتَاباً أُدْلِيَ مِنَ السَّمَاءِ، فَقِيْلَ لِي:
هَذَا الكِتَابُ فِيْهِ اسْمُ مَنْ غُفِرَ لَهُ.
فَقُمْتُ، فَتَصَفَّحْتُ فِيْهِ، فَإِذَا فِيْهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبِي: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو العَمْرَوِيَّ - وَالِيَ البَلَدِ - يَقُوْلُ:
بَينَا أَنَا نَائِمٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى السَّطْحِ، إِذْ رَأَيْتُ نُوراً يَسْطَعُ إِلَى السَّمَاءِ، مِنْ قَبْرٍ فِي مَقْبَرَةِ الحُسَيْنِ، كَأَنَّهُ مَنَارَةٌ بَيْضَاءُ، فَدَعَوْتُ بِغُلاَمٍ لِي رَامٍ،
فَقُلْتُ: ارْمِ ذَاكَ القَبْرَ الَّذِي يَسْطَعُ مِنْهُ النُّوْرُ.فَفَعَلَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، بَكَّرْتُ بِنَفْسِي، فَإِذَا النَّشَّابَةُ فِي قَبْرِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ -.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِنْ مَوَالِي بَنِي مِنْقَرٍ، كَانَ ثِقَةً، حَسَنَ الوَجْهِ، طَوِيْلَ اللِّحْيَةِ، خَيِّراً، فَاضِلاً، صَائِناً لِنَفْسِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً: يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، الثِّقَةُ، المَأْمُوْنُ.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: ذَهَبْتُ يَوْماً أَحْكِي لِيَحْيَى بنِ يَحْيَى بَعْضَ كَلاَمِ الجَهْمِيَّةِ لأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ نَقْضاً عَلَيْهِم، وَفِي مَجْلِسِهِ يَوْمَئِذٍ حُسَيْنُ بنُ عِيْسَى البِسْطَامِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَرِيْشِ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرَخْسِيُّ - فِيْمَا أَحْسِبُ - وَغَيْرُهُم مِنَ المَشَايِخِ.
فَزَبَرَنِي يَحْيَى بِغَضَبٍ، وَقَالَ: اسْكُتْ.
وَأَنكَرَ عَلَى أُوْلَئِكَ اسْتَعِظَاماً أَنْ أَحْكِيَ كَلاَمَهُم وَإِنْكَاراً.
وَقَالَ نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا بِإِسْبِيْجَابَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
الذَّبُّ عَنِ السُّنَّةِ، أَفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
فَقُلْتُ ليَحْيَى: الرَّجُلُ يُنْفِقُ مَالَهُ، وَيُتْعِبُ نَفْسَهُ، وَيُجَاهِدُ، فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْهُ؟!
قَالَ: نَعَمْ، بِكَثِيْرٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الغَسِيْلِيُّ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ:قَالَ لِي أَبِي: مَا أَخْرَجَتْ خُرَاسَانُ بَعْدَ ابْنِ المُبَارَكِ مِثْلَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ: سَمِعْتُ النَّبِيْلَ؛ أَبَا الطَّيِّبِ المَكْفُوْفَ - وَقَدْ جَالَسَ يَحْيَى بنَ يَحْيَى - يَقُوْلُ:
قَالَ لِي إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْهِ يَوْماً: أَصْبَحَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى إِمَامَ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ.
قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ بِخُرَاسَانَ بَعْدَهُ مِثْلُهُ إِلاَّ إِسْحَاقُ، وَلاَ بَعْدَ إِسْحَاقَ مِثْلُ الذُّهْلِيِّ، وَلاَ بَعْدَ الذُّهْلِيِّ كَمُسْلِمٍ، وَلاَ بَعْدَ مُسْلِمٍ كَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ، وَلاَ بَعْدَ ابْنِ نَصْرٍ كَابْنِ خُزَيْمَةَ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي حَامِدٍ بنِ الشَّرْقِيِّ، وَلاَ بَعْدَهُ كَأَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِيِّ.
يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي كنيته أَبُو زَكَرِيَّا وَيُقَال مولى بني منقر من بني سعد النَّيْسَابُورِي مَاتَ فِي آخر صفر سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ كَانَ من سَادَات أهل زَمَانه علما ودينا وفضلا ونسكا وإتقانا
روى عَن أبي الْأَحْوَص فِي الْإِيمَان وَعباد بن عباد وَمَالك وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأبي مُعَاوِيَة وَمُعَاوِيَة بن سَلام وجعفر بن سُلَيْمَان وَيزِيد بن زُرَيْع وهشيم وعبد الرحمن بن مهْدي فِي الْوضُوء ووكيع وخَالِد بن عبد الله وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَاللَّيْث والدراوردي وَدَاوُد بن عبد الرحمن وَإِسْمَاعِيل بن علية وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَسليمَان بن منهال وَحَمَّاد بن زيد وَمُحَمّد بن مُسلم الطَّائِفِي وَحميد بن عبد الرحمن الرواسِي وَأبي عَلْقَمَة الْفَروِي عبد الله وَيحيى بن زَكَرِيَّا بن ابي زَائِدَة وَأبي عوَانَة وعبيد الله بن إياد بن لَقِيط وعبد الوارث بن سعيد وعبد العزيز بن أبي حَازِم وفضيل بن عِيَاض وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير فِي الصَّلَاة والرؤيا حِكَايَة وعبثر بن الْقَاسِم
وعبد الله بن وهب فِي الصَّلَاة وعبد الله بن جَعْفَر الْمسور فِي الْجَنَائِز وَإِبْرَاهِيم بن سعد فِي الصَّوْم وَالْهِبَة وَغَيرهمَا وَأبي معشر الْبَراء فِي الصَّوْم وَهُوَ يُوسُف الْعَطَّار والمعتمر بن سُلَيْمَان فِي الْحَج وَأبي المحياه يحيى بن يعلى وَحَفْص بن غياث فِي الْحَج والمغيرة بن عبد الرحمن فِي الْحَج وَغَيره وَجَرِير بن عبد الحميد فِي الْحَج وَغَيره وَمُعَاوِيَة بن عمار فِي الْحَج وعبد العزيز بن الرّبيع بن سُبْرَة فِي النِّكَاح وَأبي ضَمرَة أنس بن عِيَاض فِي النِّكَاح وعبد الواحد بن زِيَاد فِي الْبيُوع وسليم بن أَخْضَر فِي الْوَصَايَا ويوسف بن الْمَاجشون فِي الْجِهَاد وَالصَّيْد وَغَيرهمَا وحجاج بن مُحَمَّد فِي الْأَشْرِبَة وعبد الله بن نمير فِي اللبَاس وَالْأَدب وَأبي بكر بن شُعَيْب بن الْحجاب فِي إمَاطَة الْأَذَى والْحَارث بن عبيد أبي قدامَة فِي الْعلم ومُوسَى بن أعين فِي صفة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة
روى عَن أبي الْأَحْوَص فِي الْإِيمَان وَعباد بن عباد وَمَالك وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَأبي مُعَاوِيَة وَمُعَاوِيَة بن سَلام وجعفر بن سُلَيْمَان وَيزِيد بن زُرَيْع وهشيم وعبد الرحمن بن مهْدي فِي الْوضُوء ووكيع وخَالِد بن عبد الله وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَاللَّيْث والدراوردي وَدَاوُد بن عبد الرحمن وَإِسْمَاعِيل بن علية وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَسليمَان بن منهال وَحَمَّاد بن زيد وَمُحَمّد بن مُسلم الطَّائِفِي وَحميد بن عبد الرحمن الرواسِي وَأبي عَلْقَمَة الْفَروِي عبد الله وَيحيى بن زَكَرِيَّا بن ابي زَائِدَة وَأبي عوَانَة وعبيد الله بن إياد بن لَقِيط وعبد الوارث بن سعيد وعبد العزيز بن أبي حَازِم وفضيل بن عِيَاض وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير فِي الصَّلَاة والرؤيا حِكَايَة وعبثر بن الْقَاسِم
وعبد الله بن وهب فِي الصَّلَاة وعبد الله بن جَعْفَر الْمسور فِي الْجَنَائِز وَإِبْرَاهِيم بن سعد فِي الصَّوْم وَالْهِبَة وَغَيرهمَا وَأبي معشر الْبَراء فِي الصَّوْم وَهُوَ يُوسُف الْعَطَّار والمعتمر بن سُلَيْمَان فِي الْحَج وَأبي المحياه يحيى بن يعلى وَحَفْص بن غياث فِي الْحَج والمغيرة بن عبد الرحمن فِي الْحَج وَغَيره وَجَرِير بن عبد الحميد فِي الْحَج وَغَيره وَمُعَاوِيَة بن عمار فِي الْحَج وعبد العزيز بن الرّبيع بن سُبْرَة فِي النِّكَاح وَأبي ضَمرَة أنس بن عِيَاض فِي النِّكَاح وعبد الواحد بن زِيَاد فِي الْبيُوع وسليم بن أَخْضَر فِي الْوَصَايَا ويوسف بن الْمَاجشون فِي الْجِهَاد وَالصَّيْد وَغَيرهمَا وحجاج بن مُحَمَّد فِي الْأَشْرِبَة وعبد الله بن نمير فِي اللبَاس وَالْأَدب وَأبي بكر بن شُعَيْب بن الْحجاب فِي إمَاطَة الْأَذَى والْحَارث بن عبيد أبي قدامَة فِي الْعلم ومُوسَى بن أعين فِي صفة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة
يحيى بن المتَوَكل أَبُو بكر الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ
روى عَن أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ وهلال بن أبي هِلَال وَهِشَام بن حسان وَغَيرهم
روى عَنهُ مُحَمَّد بن عَمْرو بن أبي مدعور وَإِسْحَاق بن البهلول وَآخَرُونَ
قَالَ ابْن الْجُنَيْد سَأَلت يحيى بن معِين عَن يحيى بن المتَوَكل أبي بكر الْبَصْرِيّ كَانَ قدم بَغْدَاد فَحَدثهُمْ عَن هِشَام بن حسان وَغَيره وَخرج إِلَى المصيصة فَمَاتَ بهَا فَقَالَ لَا أعرفهُ
وَأَشَارَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه إِلَى تَضْعِيفه فَإِنَّهُ روى حَدِيث همام فِي نزع الْخَاتم عِنْد دُخُول الْخَلَاء ثمَّ رَوَاهُ من رِوَايَة يحيى بن المتَوَكل هَذَا مُتَابعًا لهمام وَقَالَ إِنَّه شَاهد ضَعِيف
وَقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ كَانَ يخطيء وَقَالَ هَذَا لَيْسَ يحيى بن المتَوَكل الَّذِي يُقَال لَهُ عقيل صَاحب بهية ذَاك ضَعِيف.
روى عَن أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ وهلال بن أبي هِلَال وَهِشَام بن حسان وَغَيرهم
روى عَنهُ مُحَمَّد بن عَمْرو بن أبي مدعور وَإِسْحَاق بن البهلول وَآخَرُونَ
قَالَ ابْن الْجُنَيْد سَأَلت يحيى بن معِين عَن يحيى بن المتَوَكل أبي بكر الْبَصْرِيّ كَانَ قدم بَغْدَاد فَحَدثهُمْ عَن هِشَام بن حسان وَغَيره وَخرج إِلَى المصيصة فَمَاتَ بهَا فَقَالَ لَا أعرفهُ
وَأَشَارَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه إِلَى تَضْعِيفه فَإِنَّهُ روى حَدِيث همام فِي نزع الْخَاتم عِنْد دُخُول الْخَلَاء ثمَّ رَوَاهُ من رِوَايَة يحيى بن المتَوَكل هَذَا مُتَابعًا لهمام وَقَالَ إِنَّه شَاهد ضَعِيف
وَقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ كَانَ يخطيء وَقَالَ هَذَا لَيْسَ يحيى بن المتَوَكل الَّذِي يُقَال لَهُ عقيل صَاحب بهية ذَاك ضَعِيف.
يَحْيَى بْن المتوكل، أَبُو بَكْر الباهلي الْبَصْرِيّ :
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنْ أسامة بْن زيد الليثي، وهلال بْن أبي هلال، وإبراهيم ابن يزيد الخوارزمي، وهشام بْن حسان، وعَنْبسة بْن مهران. رَوَى عَنه مُحَمَّد بْن عُمَر ابن أبي مَذعور، والحسين بْن أبي زيد الدَّبَّاغ، وإسحاق بن البهلول التّنوخيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن بهلول الأزرق، أخبرني جدي أبو يعقوب إسحاق ابن البهلول- قراءة عليه- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْخُوزِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَقْرَءُونَ:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
قرأنا عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين عَن يَحْيَى ابن المتوكل- أبي بَكْر الْبَصْرِيّ- كَانَ قدم بغداد فحدثهم عن هشام بن حسّان وغيرهم ثم خرج إلى المصيصة فمات بها؟ قَالَ: لا أعرفه.
قدم بغداد وحدث بِهَا عَنْ أسامة بْن زيد الليثي، وهلال بْن أبي هلال، وإبراهيم ابن يزيد الخوارزمي، وهشام بْن حسان، وعَنْبسة بْن مهران. رَوَى عَنه مُحَمَّد بْن عُمَر ابن أبي مَذعور، والحسين بْن أبي زيد الدَّبَّاغ، وإسحاق بن البهلول التّنوخيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد الواعظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن بهلول الأزرق، أخبرني جدي أبو يعقوب إسحاق ابن البهلول- قراءة عليه- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْخُوزِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَقْرَءُونَ:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
قرأنا عَلِيّ الجوهري عَنْ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سألتُ يَحْيَى بْن معين عَن يَحْيَى ابن المتوكل- أبي بَكْر الْبَصْرِيّ- كَانَ قدم بغداد فحدثهم عن هشام بن حسّان وغيرهم ثم خرج إلى المصيصة فمات بها؟ قَالَ: لا أعرفه.
يَحْيى بن المتوكل الباهلي مولى آل عُمَر مديني، يُكَنَّى أبا عقيل وكان حذاء ضعيفا.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ مروان، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل البصري (ح) وحدثنا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال أبو عقيل صاحب بهية اسمه يَحْيى بن المتوكل ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: قُلتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِين فأبو عقيل يَحْيى بن المتوكل قال ليس به بأس.
وقال عثمان هو ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ أبو عقيل الذي روى عن بهية ضعيف وسمعت أحمد بن حنبل يقول في أبي عقيل صاحب بهية قال أحاديثه عن بهية عن عائشة منكرة لم يرو عن بهية ما روى عنها إلا هو واهي
الحديث.
حَدَّثَنَا ابن أَبِي عصمة، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حميد يقول: سَمعتُ أحمد بن حنبل يقول أبو عقيل صاحب بهية يرو عن قوم لا أعرف منهم أحدا ولم يحمل عنهم هو مديني مولى للعمريين.
حَدَّثَنَا خالد بن النضر سمعت عَمْرو بن علي يقول أبو عقيل صاحب بهية يروى عن قوم لا أعرف منهم واحدا ولم يحمل عنهم هو مديني مولى للعمريين.
حَدَّثَنَا خالد بن النضر سمعت عَمْرو بن علي يقول أبو عقيل صاحب بهية اسمه يَحْيى بن المتوكل، وَهو ضعيف.
وقال عَمْرو بن علي، وأَبُو عقيل يَحْيى بن المتوكل صاحب بهية فيه ضعف وقد سمعت أبا داود وأبا الوليد يحدثان عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي أبو عقيل الثقفي أحاديثه منكره.
وقال النسائي يَحْيى بن المتوكل أبو عقيل يروي عن بهية ضعيف.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، حَدَّثَنا جبارة، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل أَبُو عقيل عَنْ.
بُهَيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عليكم بالشوتير فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلا السام والسام الموت.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو عُقَيْلٍ عَنْ بُهَيَّةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ عَنْ يَتِيمَةٍ كَانَتْ فِي حِجْرِهَا قَالَتْ زَوَّجْنَاهَا رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنْتُ فِيمَنْ أَهْدَاهَا إِلَى زَوْجِهَا فَلَمَّا رَجَعْنَا قَال: مَا قُلْتُمْ قَالَتْ سَلَّمْنَا وَدَعَوْنَا بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الأَنْصَارَ قَوْمٌ غُزُلٌ أفلا قلتم اتيناكم اتياناكم
فحيونا نحيكم.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ خُرَيْمٍ الْقَزَّازُ، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا سَعِيد بن يَحْيى، حَدَّثَنا أبو عقيل، حَدَّثَنا بُهَيَّةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وِلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ أَيْنَ هُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي الْجَنَّةِ يَا عَائِشَةُ قَالَتْ وَسَأَلْتُهُ عَنْ وِلْدَانِ الْمُشْرِكِينَ أَيْنَ هُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي النَّارِ يَا عَائِشَةُ قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ مُجِيبَةً يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ يُدْرِكُوا الأَعْمَالَ وَلَمْ تَجْرِ عَلَيْهِمُ الأَقْلامُ قَالَ رَبُّكِ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ شِئْتِ لأَسْمَعْتُكِ تضاغيهم في النار.
حَدَّثَنَا ابن ذريح، حَدَّثَنا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجماني، حَدَّثَنا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ بَهِيَّةَ قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ تَرَى الْمَرْأَةَ لَيْسَ فِي يَدَيْهَا أَثَرُ الْحِنَّاءِ وَالْخِضَابِ.
وهذه الأحاديث لأبي عقيل عن بهية عن عائشة غير محفوظة، ولاَ يروى عَن بهية غير أَبِي عقيل هذا.
حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل عن عنبسة بن مهران عن محكول عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أبي هريرة يَحْيى بن المتوكل ياتى بِهِ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْن عَبد العزيز البغوي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنا أبو
عَقِيلٍ يَحْيى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَظْهَرُ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ.
لا يَرْوِيهِ عَنْ كَثِيرٍ غير أبى عقيل.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عاصم، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، حَدَّثني الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيد اللَّهِ، عَن عَمِّه سَالِمِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ عَلَى طَعَامٍ أَعْجَبَهُ حُسْنُهُ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِ الطَّعَامِ فَأَخْرَجَ شَيْئًا لَيْسَ كَالظَّاهِرِ قَالَ فَأَفَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَاحِبِ الطَّعَامِ ثُمَّ نَادَى يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا غِشَّ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا.
وَهَذَا، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيد اللَّهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ يَرْوِيهِ عَنْهُ أَبُو عُقَيْلٍ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا الْمُطَرِّزُ، وَالحُسَين بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي وَغَيْرِهِمَا قَالُوا، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ بهلول، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل الباهلي، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنا سَالِمِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالُوا لا تُقْطَعُ صَلاةُ الْمُسْلِمِ بشَيْءٍ وادرأوا ما استطعتم وكانوا يقرؤونها مالك يوم الدين وكانوا يستفتحون القراءة الحمد لله رب العالمين
وَهَذَا عَنْ سَالِمٍ يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بن يزيد أبو عقيل.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حاتم الرازي، حَدَّثَنا عُبَيد بن رباح الأيلي، حَدَّثَنا خلاد بن يَحْيى، حَدَّثَنا أَبُو عُقَيْلٍ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: تَجَاوَزَ اللَّهُ لِي فِي أُمَّتِي عَنْ ثلاث خصال عن ما اخطات وعن ما نسيت وعن ما اسْتُكْرِهَتْ عَلَيْهِ.
وَهَذَا عُبَيد بْنُ رَبَاحٍ قَالَ فِيهِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ خَلادٍ وَعَنْ أَبِي عُقَيْلٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنُ عُمَر عَنْ نَافِعٍ.
ولأبي عقيل عن بهية غير مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وَعَامَّةُ أحاديثه غير محفوظة.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ مروان، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل البصري (ح) وحدثنا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال أبو عقيل صاحب بهية اسمه يَحْيى بن المتوكل ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: قُلتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِين فأبو عقيل يَحْيى بن المتوكل قال ليس به بأس.
وقال عثمان هو ضَعِيفٌ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيى سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ أبو عقيل الذي روى عن بهية ضعيف وسمعت أحمد بن حنبل يقول في أبي عقيل صاحب بهية قال أحاديثه عن بهية عن عائشة منكرة لم يرو عن بهية ما روى عنها إلا هو واهي
الحديث.
حَدَّثَنَا ابن أَبِي عصمة، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حميد يقول: سَمعتُ أحمد بن حنبل يقول أبو عقيل صاحب بهية يرو عن قوم لا أعرف منهم أحدا ولم يحمل عنهم هو مديني مولى للعمريين.
حَدَّثَنَا خالد بن النضر سمعت عَمْرو بن علي يقول أبو عقيل صاحب بهية يروى عن قوم لا أعرف منهم واحدا ولم يحمل عنهم هو مديني مولى للعمريين.
حَدَّثَنَا خالد بن النضر سمعت عَمْرو بن علي يقول أبو عقيل صاحب بهية اسمه يَحْيى بن المتوكل، وَهو ضعيف.
وقال عَمْرو بن علي، وأَبُو عقيل يَحْيى بن المتوكل صاحب بهية فيه ضعف وقد سمعت أبا داود وأبا الوليد يحدثان عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي أبو عقيل الثقفي أحاديثه منكره.
وقال النسائي يَحْيى بن المتوكل أبو عقيل يروي عن بهية ضعيف.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، حَدَّثَنا جبارة، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل أَبُو عقيل عَنْ.
بُهَيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عليكم بالشوتير فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلا السام والسام الموت.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو عُقَيْلٍ عَنْ بُهَيَّةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ عَنْ يَتِيمَةٍ كَانَتْ فِي حِجْرِهَا قَالَتْ زَوَّجْنَاهَا رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنْتُ فِيمَنْ أَهْدَاهَا إِلَى زَوْجِهَا فَلَمَّا رَجَعْنَا قَال: مَا قُلْتُمْ قَالَتْ سَلَّمْنَا وَدَعَوْنَا بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الأَنْصَارَ قَوْمٌ غُزُلٌ أفلا قلتم اتيناكم اتياناكم
فحيونا نحيكم.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ خُرَيْمٍ الْقَزَّازُ، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا سَعِيد بن يَحْيى، حَدَّثَنا أبو عقيل، حَدَّثَنا بُهَيَّةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وِلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ أَيْنَ هُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي الْجَنَّةِ يَا عَائِشَةُ قَالَتْ وَسَأَلْتُهُ عَنْ وِلْدَانِ الْمُشْرِكِينَ أَيْنَ هُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي النَّارِ يَا عَائِشَةُ قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ مُجِيبَةً يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ يُدْرِكُوا الأَعْمَالَ وَلَمْ تَجْرِ عَلَيْهِمُ الأَقْلامُ قَالَ رَبُّكِ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ شِئْتِ لأَسْمَعْتُكِ تضاغيهم في النار.
حَدَّثَنَا ابن ذريح، حَدَّثَنا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجماني، حَدَّثَنا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ بَهِيَّةَ قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ تَرَى الْمَرْأَةَ لَيْسَ فِي يَدَيْهَا أَثَرُ الْحِنَّاءِ وَالْخِضَابِ.
وهذه الأحاديث لأبي عقيل عن بهية عن عائشة غير محفوظة، ولاَ يروى عَن بهية غير أَبِي عقيل هذا.
حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل عن عنبسة بن مهران عن محكول عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أبي هريرة يَحْيى بن المتوكل ياتى بِهِ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْن عَبد العزيز البغوي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنا أبو
عَقِيلٍ يَحْيى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَظْهَرُ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ.
لا يَرْوِيهِ عَنْ كَثِيرٍ غير أبى عقيل.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عاصم، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، حَدَّثني الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيد اللَّهِ، عَن عَمِّه سَالِمِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ عَلَى طَعَامٍ أَعْجَبَهُ حُسْنُهُ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِ الطَّعَامِ فَأَخْرَجَ شَيْئًا لَيْسَ كَالظَّاهِرِ قَالَ فَأَفَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَاحِبِ الطَّعَامِ ثُمَّ نَادَى يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا غِشَّ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا.
وَهَذَا، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيد اللَّهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ يَرْوِيهِ عَنْهُ أَبُو عُقَيْلٍ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا الْمُطَرِّزُ، وَالحُسَين بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي وَغَيْرِهِمَا قَالُوا، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ بهلول، حَدَّثَنا يَحْيى بن المتوكل الباهلي، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنا سَالِمِ بْنِ عَبد اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالُوا لا تُقْطَعُ صَلاةُ الْمُسْلِمِ بشَيْءٍ وادرأوا ما استطعتم وكانوا يقرؤونها مالك يوم الدين وكانوا يستفتحون القراءة الحمد لله رب العالمين
وَهَذَا عَنْ سَالِمٍ يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بن يزيد أبو عقيل.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حاتم الرازي، حَدَّثَنا عُبَيد بن رباح الأيلي، حَدَّثَنا خلاد بن يَحْيى، حَدَّثَنا أَبُو عُقَيْلٍ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: تَجَاوَزَ اللَّهُ لِي فِي أُمَّتِي عَنْ ثلاث خصال عن ما اخطات وعن ما نسيت وعن ما اسْتُكْرِهَتْ عَلَيْهِ.
وَهَذَا عُبَيد بْنُ رَبَاحٍ قَالَ فِيهِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ خَلادٍ وَعَنْ أَبِي عُقَيْلٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنُ عُمَر عَنْ نَافِعٍ.
ولأبي عقيل عن بهية غير مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وَعَامَّةُ أحاديثه غير محفوظة.
يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان بن مشنج، من ولد أكثم بن صيفي التميمي، يكنى أبا محمد :
وهو مروزي سمع عبد اللَّهِ بْن المبارك، والفضل بن مُوسَى السيناني، وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري، ويحيى بن الضريس، ومهران بن أبي عمر الرّازيّين، وجرير ابن عبد الحميد الضبي، وعبد الله بن إدريس الأودي وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعيسى بن يونس، ووكيع بن الجراح، وعليَّ بن عيّاش الحمصي، وأبا
توبة الحلبي. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو حاتِم الرازي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأخوه حماد بن إسحاق، ومحمد بن إبراهيم البرتي، وأبو عيسى بن العَرَّاد، وغيرهم. وكان عالِمًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، وولاه المأمون القضاء ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيُّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حدثنا أبو عيسى بن عراد- ببغداد- حدثنا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عِمْرَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ وغرب [في حد الزنا] وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وَغَرَّبَ.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْمَيَانِجِيُّ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ عَرَّادٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ، وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا هُوَ مَعْرُوفٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَإِنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِهِ.
قلت: الأمرُ عَلَى ما ذكر إلا أن جماعة قد رووه عَن عَبْد الله بْن إدريس هكذا مرفوعا مفصلا، ولَمْ يكن فيهم ثبتٌ سوى أبي كُريب.
ورواهُ يوسف بْن مُحَمَّد بْن سابق عَن ابن إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا.
وخالفه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نُمير وَأبو سَعِيد الأشج فروياهُ عَن ابن إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَر: أن أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وغَرّب، ولم يذكرا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّوَابُ.
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: لَمّا سَمِعَ يَحْيَى بْن أكثم من ابن المبارك وكان صغيرًا صنع أبوهُ طعامًا ودعا الناس ثُمّ قَالَ: اشهدوا أن هذا سَمِعَ من ابن المبارك وهو صغير.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد العبدوي، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد السامي، عَن أبي داود السنجي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى ابن أكثم يَقُولُ: كنتُ عِنْدَ سُفْيَان فقال: ابتُليتُ بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من
جالس أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أعظم مني مُصيبة! فقلتُ: يا أَبَا مُحَمَّد الذين بقوا حتى جالسوك بعد مُجالسة أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا أعظم مصيبة منك.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشاهد، حدثنا أبو بكر الصولي، حدثنا الكديمي، حدثنا علي بن الْمَدِينِيّ قَالَ: خرج سُفْيَان بْن عُيَيْنَة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر. فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالستُ ضمرة بْن سَعِيد وجالس أَبَا سَعِيد الخدري وجالستُ عمرو بْن دينار، وجالس جَابِر بْن عَبْد الله، وجالستُ عَبْد الله بْن دينار وجالس ابن عُمَر، وجالستُ الزُّهْرِيّ، وجالسَ أنس بْن مالك. حتى عدد جماعة، ثُمَّ أَنَا أجالسكم! فقال لَهُ حَدَثٌ فِي المجلس: أتُنصفُ يا أَبَا مُحَمَّد؟ قَالَ: إن شاء الله، قَالَ لَهُ: والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بك أشد من شقائك بنا، فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس:
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
فسئل عن الحَدَث؟ فقالوا: يَحيى بن أكثم. فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء- يعني السلطان-.
أخبرنا أحمد بن الحسين، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حَدَّثَنَا سهل بْن شاذويه قَالَ: سمعتُ عليًّا- يعني ابن خشرم- يقول: أخبرني يحيى ابن أكثم أنه لما صار إلى حفص بْن غياث فتعشى عنده، فأتي حفص بعُس فشرب منه، ثُمَّ ناوله أَبَا بَكْر بْن أبي شيبة فشرب منه فناوله أَبُو بَكْر يَحْيَى بْن أكثم فقال لَهُ:
يا أَبَا بَكْر أيُسكر كثيره؟ قَالَ: إي والله! وقليله، فلم يَشرب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا عَبْد الله مُحَمَّد بْن يعقوب الشيباني يَقُولُ: سمعتُ أبي يَقُولُ: قَالَ رجلٌ ليحيى بْن أكثم:
يا أَبَا زكريا، فقال لَهُ يَحْيَى: قست فأخطأت، وكان كنيتُه أَبُو مُحَمَّد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون النّحويّ الكوفيّ، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد، أخبرنا وكيع، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي- وَرَّاق المخرمي- قَالَ: حدَّثَنِي قاسم بْن الفضل قَالَ: قرأتُ كتابًا ليحيى بْن أكثم بِخطه إلى صديق له:
جفوت وما فيما مضى كنت تفعل ... وأغفلت من لم تلفه عنك يغفل
وعجلت قطع الوصل في ذات بيننا ... بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل
فأصبحت لولا أنني ذو تعطف ... عليك بودي صابر متحمل
أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى ... إلى الله فيها المشتكى والمعول
فأُقسم لولا أن حقك واجب ... عليَّ وأني بالوفاء موكل
لكنت عزوف النفس عن كل مدبر ... وبعض عزوف النفس عن ذاك أجمل
ولكنني أرعى الحقوق وأستحي ... وأحملُ من ذي الودِّ ما ليس يحمل
فإن مصاب المرء في أهل وده ... بلاءٌ عظيم عند من كان يعقل
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن محمد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثمان بْن أَحْمَد الدقاق أن أَبَا أيوب العثماني الضرير أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنِي بعضُ الأدباء عن بكر بن أحمد البزّار النّضري أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْن أكثم فقال لَهُ: أيها القاضي أتّأذنُ لي فِي الكلام فإنَّ مجلسك مجلس حكم، فقال لَهُ: قل فأنشأ يَقُولُ:
ماذا تقول كلاك الله في رجل ... يهوى عجوزًا أراها بنت تسعين
قال: فنكت القاضي في الأرض ورفع رأسه وأنشأ يقول:
يبكى عليه وقد حق البكاء له ... إن العجوز لِها حين من الحين
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحسن أخو الخلال، أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن عَبْد الله المالكي الْبَصْرِيّ- بجرجان، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الهجيمي قَالَ: سمعتُ أَبَا العيناء يَقُولُ:
تولى يَحْيَى بْن أكثم ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا، فطلبوه وطالبوه فلم يُعطهم، فاجتمعوا فلمّا انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوهُ وطالبوه فقال: لَيْسَ لكم عِنْدَ أمير المؤمنين شيء. فقالوا: إن وقفنا معك إلى غد تزيدنا عَلَى هذا القول شيئًا؟ فقال: لا! فقالوا: لا تفعل يا أَبَا سَعِيد، فقال: الحبْسَ الحبس. فأمر بِهم فحبسوا جميعًا، فلما كَانَ الليل ضجوا، فقال المأمون: ما هذا؟ فقالوا: الأضِراء حبسهم يَحْيَى بن أكثم فقال: لِم حبسهم؟ فقالوا كنَّوه فحبسهم. فدعاهُ فقال لَهُ حبستهم عَلَى أن كنَّوك! فقال: يا أمير المؤمنين لَم أحبسهم عَلَى ذَلِكَ، إنّما حبستُهم عَلَى التَّعريض قَالُوا لِي يا أَبَا سَعِيد يُعرضون بشيخ لائط فِي الْخُريبة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان بْن بسام المحولي، حدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يعقوب قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن أكثم يحسد
حسدًا شديدًا، وكان مفتنًّا، فكان إذا نظر إلى رَجُل يحفظُ الفقه سأله عَن الحديث، فإذا رآهُ يحفظ الحديث سأله عَن النحو، فإذا رآهُ يعلم النحو سأله عَن الكلام، ليقطعهُ ويُخجله. فدخلَ إِلَيْهِ رجلٌ من أهل خراسان ذكي حافظ فناظره فرآهُ مفتنًّا فقال لَهُ:
نظرتَ فِي الحديث؟ قَالَ: نعم! قَالَ: فما تحفظ من الأصول؟ قَالَ: أحفظُ؛ شريك عَن أبي إِسْحَاق عَن الحارث أن عليًّا رجم لوطيًّا. فأمسك فلم يكلمه بشيء.
أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أبي الفتح الفارسي، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدثني محمّد بن مرزبان، حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُسْلِم الكاتب قَالَ: دخل عَلَى يَحْيَى بْن أكثم ابنا مسعدة- وكانا عَلَى نهاية الجمال- فلما رآهما يمشيان فِي الصحن أنشأ يَقُولُ:
يا زائرينا من الخيام ... حياكما الله بالسلام
لم تأتياني وبي نُهوض ... إلى حلال ولا حرام
يحزنني أن وقفتماني ... وليس عندي سوى الكلام
ثُمَّ أجلسهما بين يديه وجعل يمازحهما حتى انصرفا.
قَالَ أَبُو بَكْر: وسمعتُ غير ابن المرزبان من شيوخنا يحكي أنَّ يَحْيَى عُزِلَ عَن الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدها لما دخل عَلَيْهِ ابنا مسعدة.
حدثني الصوري، أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْق الهزاني قَالَ: أنشد أَبُو صخرة الرياشي فِي يَحْيَى بْن أكثم:
أنطقني الدهر بعد إخراس ... لنائبات أطلن وسواسي
يا بؤس للدهر لا يزال كما ... يرفع من ناس يحط من ناس
لا أفلحت أمة وحق لَهَا ... بطول نكس وطول إتعاس
ترضى بيحيى يكون سائسها ... وليس يحيى لَها بسواس
قاض يري الحد في الزناء ولا ... يرى على من يلوط من باس
يحكم للأمرد الغرير على ... مثل جرير ومثل عباس
فالحمد لله كيف قد ذهب ال ... عدل وقل الوفاء في الناس
أميرنا يرتشى وحاكمنا ... يلوط والرأس شر ما راس
لو صلح الدين واستقام لقد ... قام على الناس كل مقياس
لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال ... أمة قاض من آل عباس
قلت: ليست هذه الأبيات للرياشي، إنّما هِيَ لأحمد بْن أبي نُعَيْم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو الحسن بن المأمون قَالَ: قَالَ المأمون ليحيى بْن أكثم: من الَّذِي يَقُولُ؟ - وهو يعرض بِهِ-:
قاض يري الحد فِي الزناء ولا ... يرى عَلَى من يلوط من باس
قَالَ: أو ما يعرف أمير المؤمنين من قاله؟ قَالَ: لا، قَالَ: يقوله الفاجر أَحْمَد بْن أبي نُعَيْم الذي يقول:
أميرنا يرتشى وحاكمنا ... يلوط والرأس شر ما راسِ
لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال ... أمة وال من آل عباس
قَالَ: فأفحم المأمون وأسكت خجلا. وقال: ينبغي أن يُنفى أَحْمَد بْن أبي نُعَيْم إلى السند.
أَخْبَرَنَا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدثني أحمد بن جعفر الصباع، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن أكثم يقول: اختصم إليّ هاهنا- فِي الرُّصافة- الجد الخامس يطلبُ ميراث ابن ابن ابن ابنه.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الطيب الطّبريّ، حدثنا المعافى بن زكريّا، أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصفار قَالَ: سمعتُ أَبَا العيناء فِي مجلس أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يزيد قَالَ: كنت فِي مجلس أبي عاصم النبيل، وكان أَبُو بَكْر بْن يَحْيَى بْن أكثم حاضرًا، فنازعَ غلامًا فارتفعَ الصوت، فقال أَبُو عاصم: مهيم؟ فقالوا: هذا أبو بكر ابن يَحْيَى بْن أكثم ينازعُ غلامًا. فقال: إن يسرق فقد سرق أبٌ لَهُ من قبل.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: سمعتُ أَبَا أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب يَقُولُ: سمعتُ إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي يَقُولُ: جاء رجلٌ يسأل يَحْيَى بْن أكثم، فقال لَهُ: أيش توسّمت فيَّ؟ أَنَا قاض والقاضي يأخذ ولا يُعطي، وأنا من مرو وأنت تعرف ضيق أهل مرو، وأنا من تَميم، والمثل إلى بخل تميم.
حدثنا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أَبُو مُحَمَّد يَحْيَى بْن أكثم أحد الفقهاء روى عنه علي بن الْمَدِينِيّ، ومُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن شقيق. أخبرني محمّد بن علي
المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله الحافظ النيسابوري قَالَ: يَحْيَى بْن أكثم ابن مُحَمَّد التميمي أَبُو مُحَمَّد القاضي الْمَرْوَزِيّ كَانَ من أئمة أهل العلم، ومن نَظر لَهُ فِي كتاب التنبيه عرف تقدمه فِي العلوم.
أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ: قَالَ طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر: ويحيى بْن أكثم أحد أعلام الدُّنْيَا، ومن قد اشتهر أمره وعرف خبره، ولم يستر عَن الكبير والصغير من الناس فضله وعلمُه، ورياسته وسياسته لأمره، وأمر أهل زمانه من الخلفاء والملوك. واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة، قائم بكل معضلة. وغلبَ عَلَى المأمون، حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعًا. وكان المأمون ممن برَع فِي العلوم، فعرف من حال يَحْيَى بْن أكثم وما هُوَ عَلَيْهِ من العلم والعقل ما أخذ بِمجامع قلبه، حتى قلده قضاء القضاة، وتدبير أهل مملكته. فكانت الوزراء لا تعمل فِي تدبير الملك شيئًا إلا بعد مطالعة يَحْيَى بْن أكثم، ولا نعلمُ أحدًا غلبَ عَلَى سُلطانه فِي زمانه إلا يَحْيَى بْن أكثم وابن أبي دؤاد.
أخبرني الصيمري، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْد الله الحكيمي عَن أبي العيناء قَالَ: سُئِلَ رجلٌ من الْبُلغاء عَن يَحْيَى بْن أكثم، وابن أبي دؤاد أيهما أنبل؟ فقال: كَانَ أَحْمَد يجد مَعَ جاريته وابنته، ويحيى يَهزل مَعَ خصمه وعدوه.
قلت: وكان يَحْيَى سليمًا من البدعة ينتحلُ مذهب أهل السنة.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أَبَا منصور مُحَمَّد بْن القاسم العتكي يَقُول: سمعتُ الفضل بْن مُحَمَّد الشعراني يَقُول: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: القرآن كلامُ الله، فمن قَالَ مخلوق يُستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عُنقه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عَبْدِ اللَّهِ قال: حدثني عمي- من لفظه غير مرة- قَالَ: سألتُ أَحْمَد بْن حنبل عَن يَحْيَى بْن أكثم؟ فقال: ما عرفناهُ ببدعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حدثنا محمّد بن العبّاس، حدثنا محمّد ابن هارون بن الْمُجَدَّر قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: ذكر يَحْيَى بْن أكثم عِنْدَ أبي فقال: ما عرفتُ فِيهِ بدعة، فبلغت يَحْيَى فقال: صدق أَبُو عَبْد الله، ما
عرفني ببدعة قَط. قَالَ: وذكر لَهُ ما يرميه الناس. فقال: سبحان الله! سبحان الله، ومن يَقُولُ هذا؟ وأنكرَ ذَلِكَ أَحْمَد إنكارًا شديدًا.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن علي الدسكري، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بِأَصْبَهَانَ- قَالَ:
سمعتُ صالِح بْن مُحَمَّد يَقُولُ: سمعتُ منصور بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: وَلِي يَحْيَى بْن أكثم قضاء البصرة وهو شابٌ ابن إحدى وعشرين سنة- أو كما قَالَ- قَالَ:
فاستزرَى بِهِ مشايخ البصرة واستصغروه فامتحنوه. فقالوا: كم سن القاضي؟ قَالَ:
سن عَتّاب بْن أسيد حين ولاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: ذكر أَبُو علي عيسى بْن مُحَمَّد الطوماري أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حازم القاضي يَقُولُ: سمعتُ أبي يَقُولُ: ولي يَحْيَى بْن أكثم القاضي البصرة وسنه عشرون- أو نحوها- قَالَ: فاستصغره أهل البصرة فقال لَهُ أحدهم: كم سنو القاضي؟ قَالَ: فعلم أَنَّهُ قد استصغره فقال لَهُ: أَنَا أكبر من عتاب بْن أسيد الَّذِي وجه بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاضيًا عَلَى أهل مكة يوم الفتح، وأكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل اليمن، وأنا أكبرُ من كعب بْن سور الذي وجهه ابن عمر ابن الخطاب قاضيًا عَلَى أهل البصرة. قَالَ: وبقي سنةً لا يقبل بِهَا شاهدًا. قَالَ: فتقدم إِلَيْهِ أبي- وكان أحد الأمناء- فقال لَهُ: أيها القاضي قد وقفت الأمور وتربتت، قَالَ:
وما السبب؟ قَالَ: فِي ترك القاضي قبول الشهود، قَالَ: فأجازَ فِي ذَلِكَ اليوم شهادة سبعين شاهدًا.
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرنا الصولي، حدثنا أبو العيناء، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي دؤاد. قَالَ الصولي:
وحدثنا محمّد بن موسى بن حمّاد، حدثنا المشرف بن سعيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن منصور- واللفظُ لأبي العيناء- قَالَ: كُنَّا مَعَ المأمون فِي طريق الشام، فأمرَ فنُودي بتحليل المتعة، فقال لنا يَحْيَى بْن أكثم: بكرا غدًا إِلَيْهِ فإن رأيتما للقول وجهًا فقولا، وإلا فاسكتا إلى أن أدخل. قَالَ: فدخلنا إِلَيْهِ وهو يستاك ويقول- وهو مغتاظ- متعتان كانتا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى عهد أبي بَكْر، وأنا أنْهَى عَنْهُمَا. ومن أنت يا أحول حتى تَنْهَى عما فعله النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْر؟ فأومأت إلى مُحَمَّد بْن منصور أن أمسك، رجلٌ يَقُولُ فِي عُمر بْن الْخَطَّاب ما يَقُولُ نكلمه نحن؟ فأمسكنا وجاء يحيى
فجلس وجلسنا، فقال المأمون ليحيى: مالي أراكَ متغيرًا؟ قَالَ: هُوَ غمٌّ يا أمير المؤمنين لِما حَدَّث فِي الْإسْلَام، قَالَ: وما حَدَّث فِيهِ؟ قَالَ النداء بتحليل الزنا. قَالَ: الزنا؟ قَالَ:
نعم المتعة زنا، قَالَ: ومن أَيْنَ قلت هذا؟ قَالَ: من كتاب الله، وحديث رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
إلى قوله: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ.
إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ*
[الْمُؤْمِنُونَ 1: 7] يا أمير المؤمنين زَوْجَة المتعة ملك يمين؟ قَالَ:
لا! قَالَ: فهي الزوجة التي عنى الله ترث وتورث، ويلحق الولد، ولها شرائطها؟ قَالَ:
لا! قَالَ: فقد صار متجاوز هذين من العادين، وهذا الزُّهْرِيّ يا أمير المؤمنين رَوَى عَن عَبْد اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ الحنفية عن أبيهما مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن أنادي بالنهي عَن المتعة وتحريمها، بعد أن كَانَ أمر بِهَا. فالتفت إلينا المأمون، فقال: أمحفوظ هذا من حديث الزُّهْرِيّ؟ فقلنا: نعم يا أمير المؤمنين، رواهُ جماعة. منهم مالك. فقال: أستغفرُ الله، نادوا بتحريم المتعة، فنادوا بِهَا. قَالَ الصولي: فسمعتُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق يَقُولُ- وقد ذُكِرَ يَحْيَى بْن أكثم- فعظم أمره وقال: كَانَ لَهُ يوم فِي الْإسْلَام لم يكن لأحد مثله، وذكر هذا اليوم. فقال لَهُ رَجُل: فما كَانَ يُقال؟ قَالَ: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ وحاسد، وكانت كتبه فِي الفقه أجل كتب، فتركها الناس لطولِها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش أن أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلبًا أخبرهم قَالَ: أخبرنا أبو العالية الشّاميّ- مؤدب ولد المأمون- قَالَ: لقي رجلٌ يَحْيَى بْن أكثم- وهو يومئذ عَلَى قَضَاء القضاة- فقال لَهُ أصلحَ الله القاضي، كم آكل؟ قَالَ: فوق الجوع ودونَ الشبع. قَالَ: فكم أضحك؟
قَالَ: حتى يسفر وجهك ولا يعلو صوتك قَالَ: فكم أبكي؟ قَالَ: لا تَمل البكاء من خشية الله تعالى. قَالَ: فكم أخفي من عملي؟ قَالَ: ما استطعت. قَالَ: فكم أظهر منه؟
قَالَ: ما يقتدي بك البر الخير، ويؤمن عليك قول الناس. فقال الرجل: سُبحان الله، قول قاطن وعمل ظاعن.
قلت: وكان المتوكل عَلَى الله لما استخلف صير يَحْيَى بْن أكثم فِي مرتبة أَحْمَد بْن أبي دؤاد وخَلَع عَلَيْهِ خمس خلع، وولي يَحْيَى وعزل مدة، ثُمَّ جعل فِي مرتبته جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الهاشمي.
فأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ولما عُزل يَحْيَى بْن أكثم عَن القضاء بجعفر بْن عَبْد الواحد جاءه كاتبه فقال:
سلم الديوان. فقال: شاهدان عدلان عَلَى أمير المؤمنين أَنَّهُ أمرني بذلك. فأخذ منه الديوان قَهْرًا، وغضب عَلَيْهِ المتوكل فأمر بقبض أملاكه ثُمَّ أدخل مدينة السلام وألزم منزله.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة: كتبت عَن يَحْيَى بْن أكثم شيئًا؟ فقال: ما أطعمته فِي هذا قط. ولقد كَانَ شديد الإيجاب لي. لقد مرضتُ مرضة ببغداد فما أحسن أصف ما كَانَ يوليني من التعاهد والافتقاد، وحدث ذات يوم عَن الحارث بْن مرة الحنفي بِحديث الأشربة، فقال: يعيش وصحّف فيه.
فقلت: له نشيش فقال: نفيش من أسامي العبيد، وخجل. فقلتُ لَهُ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حنبل والقواريري، قالا: حَدَّثَنَا الحارث بْن مرة. فرجعَ لما ورد عَلَيْهِ أَحْمَد والقواريري قَالَ أَبُو زرعة جبلان- أو نحو ما قَالَ- يعني أن أَحْمَد والقواريري جبلان أو نحوه.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي، حدثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريّا الساجي، حدثنا عَبْد الله بْن إِسْحَاق الجوهري قَالَ: سمعتُ أَبَا عاصم يَقُولُ: يَحْيَى بْن أكثم كذاب.
أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمّد القرشيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِم بْن الحجاج قَالَ:
سمعتُ إِسْحَاق بْن راهويه يَقُولُ: ذاك الدجال- يعني يَحْيَى بْن أكثم- يحدث عنه ابن المبارك.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمار المخرمي، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: يَحْيَى بْن أكثم كان يكذب، جاء مصر وأنا بِهَا مقيم سنتين وأشهرًا، فبعث يَحْيَى بْن أكثم فاشترى كُتب الوراقين وأصولهُمْ، فقال: أجيزوها لي.
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أبو
زكريا: قَالَ لي أحمد بْن خاقان أخو يَحْيَى بْن خاقان: كان يحيى بن أكثم رفيقي بالكوفة، فما سمع من حفص بن غِياث إلا عشرة أحاديث، فنسخ أحاديث حفص كلها، ثُمَّ جاء بِهَا معه إلى البيت.
وقال أَبُو زكريا: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: سمعتُ من ابن المبارك عَن يونس الأيلي أربعة آلاف حديث، أملى علينا ابن المبارك إملاء. قَالَ أَبُو زكريا: ولا والله ما سَمِعَ ابن المبارك من يونس ألف حديث.
وأنبأنا أحمد بن محمّد بن محمّد الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن طالب بْن علي قَالَ: سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد البغدادي عَن يَحْيَى بْن أكثم. قلت: أكان يُكتب عَنْهُ؟ فقال: نعم! كَانَ عنده حديث كثير إلا أني لَمْ أكتب عَنْهُ، وذاك أَنَّهُ كَانَ يُحدث عَن عَبْد الله بْن إدريس بأحاديث لَمْ يسمعها منه.
حدَّثَنِي أَحْمَد بن محمّد الغزال، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ: يَحْيَى بْن أكثم قاضي القضاة يتكلمون فِيهِ، رَوَى عَن الثقات عجائب لا يتابع عليها.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة اثنتين وأربعين ومائتين فيها مات أَبُو مُحَمَّد يَحْيَى بْن أكثم التّميميّ.
وأخبرني مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَن داود بْن علي قَالَ: صحبتُ يَحْيَى بْن أكثم تِلْكَ السنة إلى مكة وقد حَمَل معه أخته، وعزم عَلَى أن يجاور، فلما اتصل بِهِ رجوع المتوكل لَهُ بدا لَهُ فِي المجاورة، ورجعَ يريدُ العراق، حتى إذا صار إلى الربذة مات بِهَا فقبره هنالك.
قرأتُ عَلَى البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: مات يَحْيَى بْن أكثم- أَبُو زكريا- بالربذة منصرفه من الحج يوم الجمعة لخمس عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
قَالَ مُحَمَّد بْن عَلِيّ ابْن أخيه: بلغ يَحْيَى بْن أكثم بن محمد بن قطن الأسديّ ثلاثا وثمانين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن كامل القاضي: تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّد يَحْيَى بْن أكثم بْن مُحَمَّد بْن قطن بن سمعان بن مشنج من ولد أكثم بْن صيفي فِي غُرّة سنة ثلاث وأربعين ومائتين بعد منصرفه من الحج ودفنَ بالربذة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ المعدل، أخبرنا أبو الفضل الزّهريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزعفراني.
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قال:
حدثني أبو الحسن الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس بْن واصل المقرئ قَالَ: سمعت محمّد ابن عَبْد الرَّحْمَن الصيرفي قَالَ: رأى جارٌ لنا يَحْيَى بْن أكثم بعد موته فِي منامه، فقال لَهُ: ما فعل بك ربك؟ قَالَ: وقفت بن يديه فقال لي سوءة لك يا شيخ، فقلتُ: يا رب إن رسولك قَالَ إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تُعذبهم وأنا ابن ثَمانين أسيرُ الله فِي الأرض، فقال لي: صدق رسولي، قد عفوتُ عنك.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، حدثنا عمر بن سعد بن سنان الطّائيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلم الخواص- الشيخ الصالِح- قَالَ:
رأيتُ يَحْيَى بْن أكثم القاضي فِي المنام فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: أوقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذُ العبد بن يدي مولاهُ، فلما أفقتُ قَالَ لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذُ العبد بين يدي مولاهُ، فلما أفقتُ قَالَ لي: يا شيخ السوء، فذكر الثالثة مثل الأوليين، فلما أفقتُ قلت: يا رب ما هكذا حُدثت عنك، فقال الله تعالى: وما حُدثت عني- وهو أعلمُ بذلك- قلتُ: حدَّثَنِي عَبْد الرزاق بْن همّام، حَدَّثَنَا معمر بْن راشد، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عَن نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن جبريل عَنك يا عظيمُ أنك قلت: ما شاب لي عبدٌ فِي الْإسْلَام شيبة إلا استحييتُ منه أن أعذبه بالنار. فقال الله: صدق عَبْد الرزاق وصدق معمر وصدق الزُّهْرِيّ وصدق أنس وصدق نبيي وصدق جبرائيل، أَنَا قلت ذَلِكَ انطلقوا بِهِ إلى الجنة.
وهو مروزي سمع عبد اللَّهِ بْن المبارك، والفضل بن مُوسَى السيناني، وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري، ويحيى بن الضريس، ومهران بن أبي عمر الرّازيّين، وجرير ابن عبد الحميد الضبي، وعبد الله بن إدريس الأودي وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعيسى بن يونس، ووكيع بن الجراح، وعليَّ بن عيّاش الحمصي، وأبا
توبة الحلبي. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو حاتِم الرازي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأخوه حماد بن إسحاق، ومحمد بن إبراهيم البرتي، وأبو عيسى بن العَرَّاد، وغيرهم. وكان عالِمًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، وولاه المأمون القضاء ببغداد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيُّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حدثنا أبو عيسى بن عراد- ببغداد- حدثنا يحيى بن أكثم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عِمْرَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ وغرب [في حد الزنا] وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وَغَرَّبَ.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْمَيَانِجِيُّ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ عَرَّادٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ، وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا هُوَ مَعْرُوفٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَإِنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِهِ.
قلت: الأمرُ عَلَى ما ذكر إلا أن جماعة قد رووه عَن عَبْد الله بْن إدريس هكذا مرفوعا مفصلا، ولَمْ يكن فيهم ثبتٌ سوى أبي كُريب.
ورواهُ يوسف بْن مُحَمَّد بْن سابق عَن ابن إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا.
وخالفه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نُمير وَأبو سَعِيد الأشج فروياهُ عَن ابن إِدْرِيسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَر: أن أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وغَرّب، ولم يذكرا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّوَابُ.
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: لَمّا سَمِعَ يَحْيَى بْن أكثم من ابن المبارك وكان صغيرًا صنع أبوهُ طعامًا ودعا الناس ثُمّ قَالَ: اشهدوا أن هذا سَمِعَ من ابن المبارك وهو صغير.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد العبدوي، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد السامي، عَن أبي داود السنجي قَالَ: سمعتُ يَحْيَى ابن أكثم يَقُولُ: كنتُ عِنْدَ سُفْيَان فقال: ابتُليتُ بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من
جالس أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أعظم مني مُصيبة! فقلتُ: يا أَبَا مُحَمَّد الذين بقوا حتى جالسوك بعد مُجالسة أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا أعظم مصيبة منك.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشاهد، حدثنا أبو بكر الصولي، حدثنا الكديمي، حدثنا علي بن الْمَدِينِيّ قَالَ: خرج سُفْيَان بْن عُيَيْنَة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر. فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالستُ ضمرة بْن سَعِيد وجالس أَبَا سَعِيد الخدري وجالستُ عمرو بْن دينار، وجالس جَابِر بْن عَبْد الله، وجالستُ عَبْد الله بْن دينار وجالس ابن عُمَر، وجالستُ الزُّهْرِيّ، وجالسَ أنس بْن مالك. حتى عدد جماعة، ثُمَّ أَنَا أجالسكم! فقال لَهُ حَدَثٌ فِي المجلس: أتُنصفُ يا أَبَا مُحَمَّد؟ قَالَ: إن شاء الله، قَالَ لَهُ: والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بك أشد من شقائك بنا، فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس:
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
فسئل عن الحَدَث؟ فقالوا: يَحيى بن أكثم. فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء- يعني السلطان-.
أخبرنا أحمد بن الحسين، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حَدَّثَنَا سهل بْن شاذويه قَالَ: سمعتُ عليًّا- يعني ابن خشرم- يقول: أخبرني يحيى ابن أكثم أنه لما صار إلى حفص بْن غياث فتعشى عنده، فأتي حفص بعُس فشرب منه، ثُمَّ ناوله أَبَا بَكْر بْن أبي شيبة فشرب منه فناوله أَبُو بَكْر يَحْيَى بْن أكثم فقال لَهُ:
يا أَبَا بَكْر أيُسكر كثيره؟ قَالَ: إي والله! وقليله، فلم يَشرب.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا عَبْد الله مُحَمَّد بْن يعقوب الشيباني يَقُولُ: سمعتُ أبي يَقُولُ: قَالَ رجلٌ ليحيى بْن أكثم:
يا أَبَا زكريا، فقال لَهُ يَحْيَى: قست فأخطأت، وكان كنيتُه أَبُو مُحَمَّد.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون النّحويّ الكوفيّ، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد، أخبرنا وكيع، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي- وَرَّاق المخرمي- قَالَ: حدَّثَنِي قاسم بْن الفضل قَالَ: قرأتُ كتابًا ليحيى بْن أكثم بِخطه إلى صديق له:
جفوت وما فيما مضى كنت تفعل ... وأغفلت من لم تلفه عنك يغفل
وعجلت قطع الوصل في ذات بيننا ... بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل
فأصبحت لولا أنني ذو تعطف ... عليك بودي صابر متحمل
أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى ... إلى الله فيها المشتكى والمعول
فأُقسم لولا أن حقك واجب ... عليَّ وأني بالوفاء موكل
لكنت عزوف النفس عن كل مدبر ... وبعض عزوف النفس عن ذاك أجمل
ولكنني أرعى الحقوق وأستحي ... وأحملُ من ذي الودِّ ما ليس يحمل
فإن مصاب المرء في أهل وده ... بلاءٌ عظيم عند من كان يعقل
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن محمد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثمان بْن أَحْمَد الدقاق أن أَبَا أيوب العثماني الضرير أخبرهم قَالَ: أَخْبَرَنِي بعضُ الأدباء عن بكر بن أحمد البزّار النّضري أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْن أكثم فقال لَهُ: أيها القاضي أتّأذنُ لي فِي الكلام فإنَّ مجلسك مجلس حكم، فقال لَهُ: قل فأنشأ يَقُولُ:
ماذا تقول كلاك الله في رجل ... يهوى عجوزًا أراها بنت تسعين
قال: فنكت القاضي في الأرض ورفع رأسه وأنشأ يقول:
يبكى عليه وقد حق البكاء له ... إن العجوز لِها حين من الحين
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحسن أخو الخلال، أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن عَبْد الله المالكي الْبَصْرِيّ- بجرجان، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الهجيمي قَالَ: سمعتُ أَبَا العيناء يَقُولُ:
تولى يَحْيَى بْن أكثم ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا، فطلبوه وطالبوه فلم يُعطهم، فاجتمعوا فلمّا انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوهُ وطالبوه فقال: لَيْسَ لكم عِنْدَ أمير المؤمنين شيء. فقالوا: إن وقفنا معك إلى غد تزيدنا عَلَى هذا القول شيئًا؟ فقال: لا! فقالوا: لا تفعل يا أَبَا سَعِيد، فقال: الحبْسَ الحبس. فأمر بِهم فحبسوا جميعًا، فلما كَانَ الليل ضجوا، فقال المأمون: ما هذا؟ فقالوا: الأضِراء حبسهم يَحْيَى بن أكثم فقال: لِم حبسهم؟ فقالوا كنَّوه فحبسهم. فدعاهُ فقال لَهُ حبستهم عَلَى أن كنَّوك! فقال: يا أمير المؤمنين لَم أحبسهم عَلَى ذَلِكَ، إنّما حبستُهم عَلَى التَّعريض قَالُوا لِي يا أَبَا سَعِيد يُعرضون بشيخ لائط فِي الْخُريبة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان بْن بسام المحولي، حدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يعقوب قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن أكثم يحسد
حسدًا شديدًا، وكان مفتنًّا، فكان إذا نظر إلى رَجُل يحفظُ الفقه سأله عَن الحديث، فإذا رآهُ يحفظ الحديث سأله عَن النحو، فإذا رآهُ يعلم النحو سأله عَن الكلام، ليقطعهُ ويُخجله. فدخلَ إِلَيْهِ رجلٌ من أهل خراسان ذكي حافظ فناظره فرآهُ مفتنًّا فقال لَهُ:
نظرتَ فِي الحديث؟ قَالَ: نعم! قَالَ: فما تحفظ من الأصول؟ قَالَ: أحفظُ؛ شريك عَن أبي إِسْحَاق عَن الحارث أن عليًّا رجم لوطيًّا. فأمسك فلم يكلمه بشيء.
أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بْن أبي الفتح الفارسي، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدثني محمّد بن مرزبان، حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُسْلِم الكاتب قَالَ: دخل عَلَى يَحْيَى بْن أكثم ابنا مسعدة- وكانا عَلَى نهاية الجمال- فلما رآهما يمشيان فِي الصحن أنشأ يَقُولُ:
يا زائرينا من الخيام ... حياكما الله بالسلام
لم تأتياني وبي نُهوض ... إلى حلال ولا حرام
يحزنني أن وقفتماني ... وليس عندي سوى الكلام
ثُمَّ أجلسهما بين يديه وجعل يمازحهما حتى انصرفا.
قَالَ أَبُو بَكْر: وسمعتُ غير ابن المرزبان من شيوخنا يحكي أنَّ يَحْيَى عُزِلَ عَن الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدها لما دخل عَلَيْهِ ابنا مسعدة.
حدثني الصوري، أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْق الهزاني قَالَ: أنشد أَبُو صخرة الرياشي فِي يَحْيَى بْن أكثم:
أنطقني الدهر بعد إخراس ... لنائبات أطلن وسواسي
يا بؤس للدهر لا يزال كما ... يرفع من ناس يحط من ناس
لا أفلحت أمة وحق لَهَا ... بطول نكس وطول إتعاس
ترضى بيحيى يكون سائسها ... وليس يحيى لَها بسواس
قاض يري الحد في الزناء ولا ... يرى على من يلوط من باس
يحكم للأمرد الغرير على ... مثل جرير ومثل عباس
فالحمد لله كيف قد ذهب ال ... عدل وقل الوفاء في الناس
أميرنا يرتشى وحاكمنا ... يلوط والرأس شر ما راس
لو صلح الدين واستقام لقد ... قام على الناس كل مقياس
لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال ... أمة قاض من آل عباس
قلت: ليست هذه الأبيات للرياشي، إنّما هِيَ لأحمد بْن أبي نُعَيْم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو الحسن بن المأمون قَالَ: قَالَ المأمون ليحيى بْن أكثم: من الَّذِي يَقُولُ؟ - وهو يعرض بِهِ-:
قاض يري الحد فِي الزناء ولا ... يرى عَلَى من يلوط من باس
قَالَ: أو ما يعرف أمير المؤمنين من قاله؟ قَالَ: لا، قَالَ: يقوله الفاجر أَحْمَد بْن أبي نُعَيْم الذي يقول:
أميرنا يرتشى وحاكمنا ... يلوط والرأس شر ما راسِ
لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال ... أمة وال من آل عباس
قَالَ: فأفحم المأمون وأسكت خجلا. وقال: ينبغي أن يُنفى أَحْمَد بْن أبي نُعَيْم إلى السند.
أَخْبَرَنَا التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدثني أحمد بن جعفر الصباع، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بن أكثم يقول: اختصم إليّ هاهنا- فِي الرُّصافة- الجد الخامس يطلبُ ميراث ابن ابن ابن ابنه.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الطيب الطّبريّ، حدثنا المعافى بن زكريّا، أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصفار قَالَ: سمعتُ أَبَا العيناء فِي مجلس أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يزيد قَالَ: كنت فِي مجلس أبي عاصم النبيل، وكان أَبُو بَكْر بْن يَحْيَى بْن أكثم حاضرًا، فنازعَ غلامًا فارتفعَ الصوت، فقال أَبُو عاصم: مهيم؟ فقالوا: هذا أبو بكر ابن يَحْيَى بْن أكثم ينازعُ غلامًا. فقال: إن يسرق فقد سرق أبٌ لَهُ من قبل.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: سمعتُ أَبَا أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب يَقُولُ: سمعتُ إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي يَقُولُ: جاء رجلٌ يسأل يَحْيَى بْن أكثم، فقال لَهُ: أيش توسّمت فيَّ؟ أَنَا قاض والقاضي يأخذ ولا يُعطي، وأنا من مرو وأنت تعرف ضيق أهل مرو، وأنا من تَميم، والمثل إلى بخل تميم.
حدثنا الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النّسائيّ، أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: أَبُو مُحَمَّد يَحْيَى بْن أكثم أحد الفقهاء روى عنه علي بن الْمَدِينِيّ، ومُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن شقيق. أخبرني محمّد بن علي
المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله الحافظ النيسابوري قَالَ: يَحْيَى بْن أكثم ابن مُحَمَّد التميمي أَبُو مُحَمَّد القاضي الْمَرْوَزِيّ كَانَ من أئمة أهل العلم، ومن نَظر لَهُ فِي كتاب التنبيه عرف تقدمه فِي العلوم.
أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ: قَالَ طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر: ويحيى بْن أكثم أحد أعلام الدُّنْيَا، ومن قد اشتهر أمره وعرف خبره، ولم يستر عَن الكبير والصغير من الناس فضله وعلمُه، ورياسته وسياسته لأمره، وأمر أهل زمانه من الخلفاء والملوك. واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة، قائم بكل معضلة. وغلبَ عَلَى المأمون، حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعًا. وكان المأمون ممن برَع فِي العلوم، فعرف من حال يَحْيَى بْن أكثم وما هُوَ عَلَيْهِ من العلم والعقل ما أخذ بِمجامع قلبه، حتى قلده قضاء القضاة، وتدبير أهل مملكته. فكانت الوزراء لا تعمل فِي تدبير الملك شيئًا إلا بعد مطالعة يَحْيَى بْن أكثم، ولا نعلمُ أحدًا غلبَ عَلَى سُلطانه فِي زمانه إلا يَحْيَى بْن أكثم وابن أبي دؤاد.
أخبرني الصيمري، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْد الله الحكيمي عَن أبي العيناء قَالَ: سُئِلَ رجلٌ من الْبُلغاء عَن يَحْيَى بْن أكثم، وابن أبي دؤاد أيهما أنبل؟ فقال: كَانَ أَحْمَد يجد مَعَ جاريته وابنته، ويحيى يَهزل مَعَ خصمه وعدوه.
قلت: وكان يَحْيَى سليمًا من البدعة ينتحلُ مذهب أهل السنة.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أَبَا منصور مُحَمَّد بْن القاسم العتكي يَقُول: سمعتُ الفضل بْن مُحَمَّد الشعراني يَقُول: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: القرآن كلامُ الله، فمن قَالَ مخلوق يُستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عُنقه.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عَبْدِ اللَّهِ قال: حدثني عمي- من لفظه غير مرة- قَالَ: سألتُ أَحْمَد بْن حنبل عَن يَحْيَى بْن أكثم؟ فقال: ما عرفناهُ ببدعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حدثنا محمّد بن العبّاس، حدثنا محمّد ابن هارون بن الْمُجَدَّر قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: ذكر يَحْيَى بْن أكثم عِنْدَ أبي فقال: ما عرفتُ فِيهِ بدعة، فبلغت يَحْيَى فقال: صدق أَبُو عَبْد الله، ما
عرفني ببدعة قَط. قَالَ: وذكر لَهُ ما يرميه الناس. فقال: سبحان الله! سبحان الله، ومن يَقُولُ هذا؟ وأنكرَ ذَلِكَ أَحْمَد إنكارًا شديدًا.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن علي الدسكري، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بِأَصْبَهَانَ- قَالَ:
سمعتُ صالِح بْن مُحَمَّد يَقُولُ: سمعتُ منصور بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: وَلِي يَحْيَى بْن أكثم قضاء البصرة وهو شابٌ ابن إحدى وعشرين سنة- أو كما قَالَ- قَالَ:
فاستزرَى بِهِ مشايخ البصرة واستصغروه فامتحنوه. فقالوا: كم سن القاضي؟ قَالَ:
سن عَتّاب بْن أسيد حين ولاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: ذكر أَبُو علي عيسى بْن مُحَمَّد الطوماري أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حازم القاضي يَقُولُ: سمعتُ أبي يَقُولُ: ولي يَحْيَى بْن أكثم القاضي البصرة وسنه عشرون- أو نحوها- قَالَ: فاستصغره أهل البصرة فقال لَهُ أحدهم: كم سنو القاضي؟ قَالَ: فعلم أَنَّهُ قد استصغره فقال لَهُ: أَنَا أكبر من عتاب بْن أسيد الَّذِي وجه بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاضيًا عَلَى أهل مكة يوم الفتح، وأكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل اليمن، وأنا أكبرُ من كعب بْن سور الذي وجهه ابن عمر ابن الخطاب قاضيًا عَلَى أهل البصرة. قَالَ: وبقي سنةً لا يقبل بِهَا شاهدًا. قَالَ: فتقدم إِلَيْهِ أبي- وكان أحد الأمناء- فقال لَهُ: أيها القاضي قد وقفت الأمور وتربتت، قَالَ:
وما السبب؟ قَالَ: فِي ترك القاضي قبول الشهود، قَالَ: فأجازَ فِي ذَلِكَ اليوم شهادة سبعين شاهدًا.
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرنا الصولي، حدثنا أبو العيناء، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي دؤاد. قَالَ الصولي:
وحدثنا محمّد بن موسى بن حمّاد، حدثنا المشرف بن سعيد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن منصور- واللفظُ لأبي العيناء- قَالَ: كُنَّا مَعَ المأمون فِي طريق الشام، فأمرَ فنُودي بتحليل المتعة، فقال لنا يَحْيَى بْن أكثم: بكرا غدًا إِلَيْهِ فإن رأيتما للقول وجهًا فقولا، وإلا فاسكتا إلى أن أدخل. قَالَ: فدخلنا إِلَيْهِ وهو يستاك ويقول- وهو مغتاظ- متعتان كانتا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى عهد أبي بَكْر، وأنا أنْهَى عَنْهُمَا. ومن أنت يا أحول حتى تَنْهَى عما فعله النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْر؟ فأومأت إلى مُحَمَّد بْن منصور أن أمسك، رجلٌ يَقُولُ فِي عُمر بْن الْخَطَّاب ما يَقُولُ نكلمه نحن؟ فأمسكنا وجاء يحيى
فجلس وجلسنا، فقال المأمون ليحيى: مالي أراكَ متغيرًا؟ قَالَ: هُوَ غمٌّ يا أمير المؤمنين لِما حَدَّث فِي الْإسْلَام، قَالَ: وما حَدَّث فِيهِ؟ قَالَ النداء بتحليل الزنا. قَالَ: الزنا؟ قَالَ:
نعم المتعة زنا، قَالَ: ومن أَيْنَ قلت هذا؟ قَالَ: من كتاب الله، وحديث رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
إلى قوله: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ.
إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ*
[الْمُؤْمِنُونَ 1: 7] يا أمير المؤمنين زَوْجَة المتعة ملك يمين؟ قَالَ:
لا! قَالَ: فهي الزوجة التي عنى الله ترث وتورث، ويلحق الولد، ولها شرائطها؟ قَالَ:
لا! قَالَ: فقد صار متجاوز هذين من العادين، وهذا الزُّهْرِيّ يا أمير المؤمنين رَوَى عَن عَبْد اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ الحنفية عن أبيهما مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن أنادي بالنهي عَن المتعة وتحريمها، بعد أن كَانَ أمر بِهَا. فالتفت إلينا المأمون، فقال: أمحفوظ هذا من حديث الزُّهْرِيّ؟ فقلنا: نعم يا أمير المؤمنين، رواهُ جماعة. منهم مالك. فقال: أستغفرُ الله، نادوا بتحريم المتعة، فنادوا بِهَا. قَالَ الصولي: فسمعتُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق يَقُولُ- وقد ذُكِرَ يَحْيَى بْن أكثم- فعظم أمره وقال: كَانَ لَهُ يوم فِي الْإسْلَام لم يكن لأحد مثله، وذكر هذا اليوم. فقال لَهُ رَجُل: فما كَانَ يُقال؟ قَالَ: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ وحاسد، وكانت كتبه فِي الفقه أجل كتب، فتركها الناس لطولِها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش أن أَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلبًا أخبرهم قَالَ: أخبرنا أبو العالية الشّاميّ- مؤدب ولد المأمون- قَالَ: لقي رجلٌ يَحْيَى بْن أكثم- وهو يومئذ عَلَى قَضَاء القضاة- فقال لَهُ أصلحَ الله القاضي، كم آكل؟ قَالَ: فوق الجوع ودونَ الشبع. قَالَ: فكم أضحك؟
قَالَ: حتى يسفر وجهك ولا يعلو صوتك قَالَ: فكم أبكي؟ قَالَ: لا تَمل البكاء من خشية الله تعالى. قَالَ: فكم أخفي من عملي؟ قَالَ: ما استطعت. قَالَ: فكم أظهر منه؟
قَالَ: ما يقتدي بك البر الخير، ويؤمن عليك قول الناس. فقال الرجل: سُبحان الله، قول قاطن وعمل ظاعن.
قلت: وكان المتوكل عَلَى الله لما استخلف صير يَحْيَى بْن أكثم فِي مرتبة أَحْمَد بْن أبي دؤاد وخَلَع عَلَيْهِ خمس خلع، وولي يَحْيَى وعزل مدة، ثُمَّ جعل فِي مرتبته جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الهاشمي.
فأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ولما عُزل يَحْيَى بْن أكثم عَن القضاء بجعفر بْن عَبْد الواحد جاءه كاتبه فقال:
سلم الديوان. فقال: شاهدان عدلان عَلَى أمير المؤمنين أَنَّهُ أمرني بذلك. فأخذ منه الديوان قَهْرًا، وغضب عَلَيْهِ المتوكل فأمر بقبض أملاكه ثُمَّ أدخل مدينة السلام وألزم منزله.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة: كتبت عَن يَحْيَى بْن أكثم شيئًا؟ فقال: ما أطعمته فِي هذا قط. ولقد كَانَ شديد الإيجاب لي. لقد مرضتُ مرضة ببغداد فما أحسن أصف ما كَانَ يوليني من التعاهد والافتقاد، وحدث ذات يوم عَن الحارث بْن مرة الحنفي بِحديث الأشربة، فقال: يعيش وصحّف فيه.
فقلت: له نشيش فقال: نفيش من أسامي العبيد، وخجل. فقلتُ لَهُ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حنبل والقواريري، قالا: حَدَّثَنَا الحارث بْن مرة. فرجعَ لما ورد عَلَيْهِ أَحْمَد والقواريري قَالَ أَبُو زرعة جبلان- أو نحو ما قَالَ- يعني أن أَحْمَد والقواريري جبلان أو نحوه.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي، حدثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريّا الساجي، حدثنا عَبْد الله بْن إِسْحَاق الجوهري قَالَ: سمعتُ أَبَا عاصم يَقُولُ: يَحْيَى بْن أكثم كذاب.
أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمّد القرشيّ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِم بْن الحجاج قَالَ:
سمعتُ إِسْحَاق بْن راهويه يَقُولُ: ذاك الدجال- يعني يَحْيَى بْن أكثم- يحدث عنه ابن المبارك.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر الواعظ، حدثنا أبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمار المخرمي، حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان قال: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: يَحْيَى بْن أكثم كان يكذب، جاء مصر وأنا بِهَا مقيم سنتين وأشهرًا، فبعث يَحْيَى بْن أكثم فاشترى كُتب الوراقين وأصولهُمْ، فقال: أجيزوها لي.
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أبو
زكريا: قَالَ لي أحمد بْن خاقان أخو يَحْيَى بْن خاقان: كان يحيى بن أكثم رفيقي بالكوفة، فما سمع من حفص بن غِياث إلا عشرة أحاديث، فنسخ أحاديث حفص كلها، ثُمَّ جاء بِهَا معه إلى البيت.
وقال أَبُو زكريا: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: سمعتُ من ابن المبارك عَن يونس الأيلي أربعة آلاف حديث، أملى علينا ابن المبارك إملاء. قَالَ أَبُو زكريا: ولا والله ما سَمِعَ ابن المبارك من يونس ألف حديث.
وأنبأنا أحمد بن محمّد بن محمّد الكاتب، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِم بْن مهران قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن طالب بْن علي قَالَ: سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد البغدادي عَن يَحْيَى بْن أكثم. قلت: أكان يُكتب عَنْهُ؟ فقال: نعم! كَانَ عنده حديث كثير إلا أني لَمْ أكتب عَنْهُ، وذاك أَنَّهُ كَانَ يُحدث عَن عَبْد الله بْن إدريس بأحاديث لَمْ يسمعها منه.
حدَّثَنِي أَحْمَد بن محمّد الغزال، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ: يَحْيَى بْن أكثم قاضي القضاة يتكلمون فِيهِ، رَوَى عَن الثقات عجائب لا يتابع عليها.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة اثنتين وأربعين ومائتين فيها مات أَبُو مُحَمَّد يَحْيَى بْن أكثم التّميميّ.
وأخبرني مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَن داود بْن علي قَالَ: صحبتُ يَحْيَى بْن أكثم تِلْكَ السنة إلى مكة وقد حَمَل معه أخته، وعزم عَلَى أن يجاور، فلما اتصل بِهِ رجوع المتوكل لَهُ بدا لَهُ فِي المجاورة، ورجعَ يريدُ العراق، حتى إذا صار إلى الربذة مات بِهَا فقبره هنالك.
قرأتُ عَلَى البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: مات يَحْيَى بْن أكثم- أَبُو زكريا- بالربذة منصرفه من الحج يوم الجمعة لخمس عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
قَالَ مُحَمَّد بْن عَلِيّ ابْن أخيه: بلغ يَحْيَى بْن أكثم بن محمد بن قطن الأسديّ ثلاثا وثمانين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قَالَ أَحْمَد بْن كامل القاضي: تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّد يَحْيَى بْن أكثم بْن مُحَمَّد بْن قطن بن سمعان بن مشنج من ولد أكثم بْن صيفي فِي غُرّة سنة ثلاث وأربعين ومائتين بعد منصرفه من الحج ودفنَ بالربذة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ المعدل، أخبرنا أبو الفضل الزّهريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزعفراني.
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن عمر البرمكي، أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ قال:
حدثني أبو الحسن الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس بْن واصل المقرئ قَالَ: سمعت محمّد ابن عَبْد الرَّحْمَن الصيرفي قَالَ: رأى جارٌ لنا يَحْيَى بْن أكثم بعد موته فِي منامه، فقال لَهُ: ما فعل بك ربك؟ قَالَ: وقفت بن يديه فقال لي سوءة لك يا شيخ، فقلتُ: يا رب إن رسولك قَالَ إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تُعذبهم وأنا ابن ثَمانين أسيرُ الله فِي الأرض، فقال لي: صدق رسولي، قد عفوتُ عنك.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، حدثنا عمر بن سعد بن سنان الطّائيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلم الخواص- الشيخ الصالِح- قَالَ:
رأيتُ يَحْيَى بْن أكثم القاضي فِي المنام فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: أوقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذُ العبد بن يدي مولاهُ، فلما أفقتُ قَالَ لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذُ العبد بين يدي مولاهُ، فلما أفقتُ قَالَ لي: يا شيخ السوء، فذكر الثالثة مثل الأوليين، فلما أفقتُ قلت: يا رب ما هكذا حُدثت عنك، فقال الله تعالى: وما حُدثت عني- وهو أعلمُ بذلك- قلتُ: حدَّثَنِي عَبْد الرزاق بْن همّام، حَدَّثَنَا معمر بْن راشد، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عَن نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن جبريل عَنك يا عظيمُ أنك قلت: ما شاب لي عبدٌ فِي الْإسْلَام شيبة إلا استحييتُ منه أن أعذبه بالنار. فقال الله: صدق عَبْد الرزاق وصدق معمر وصدق الزُّهْرِيّ وصدق أنس وصدق نبيي وصدق جبرائيل، أَنَا قلت ذَلِكَ انطلقوا بِهِ إلى الجنة.