مالك بن المنذر بن الجارود
واسمه بشر بن حنش بن المعلى بن الحارث بن زيد بن حارثة أبو غسان العبدي، وأمه عمرة بنت مالك بن مسمع وفد على سليمان بن عبد الملك، وشهد بيعة عمر بن عبد العزيز.
عن زيد بن عبد القاهر، عمن حدثه؛ أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى مالك بن المنذر: أما بعد، فإن هذا الصليب علامة من علامة أهل الشرك، لا يرون أنه يقوم لهم أمر إلا به، وقد كانوا يظهرون منه أمراً
كرهته ورأيت غيره، فلا تدعن صليباً ظاهراً إلا أمرت به أن يكسر إن شاء الله، فافعل ذلك فيما كان بأرضك من صلب أهل الشرك.
عن خليفة، قال: وكان على شرطة البصرة - يعني للقسري - مالك بن المنذر بن الحارث بن الجارود العبدي. ثم عزله، وولى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى.
عن محمد بن سلام، قال: فلما قدم - يعني خالد بن عبد الله القسري - العراق أميراً، أمر شرطه مالك بن المنذر، وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز يدعي على مالك فرية فأبطلها خالد، وحفر النهر الذي سماه المبارك، فانتقض عليه، فقال الفرزدق: " من الطويل "
وأهلكت مال الله في غير كنهه ... على نهرك المشؤوم غير المبارك
أتضرب أقواماً براء ظهورهم ... وتترك حق الله في ظهر مالك
أإنفاق مال الله في غير كنهه ... ومنعاً لحق المرملات الضرائك
فكتب خالد إلى مالك بن المنذر؛ أن احبس الفرزدق، فإنه هجا نهر أمير المؤمنين؛ فأرسل مالك إلى أيوب بن عيسى فقال: أئتني بالفرزدق؛ فلم يزل يعمل فيه حتى أخذه، فطلب إليهم الفرزدق أن يمروا به على بني حنيفة.
فلما قيل لمالك: هذا الفرزدق، انفتح وربا. فلما أدخل عليه قال: " من الطويل "
أقول لنفسي حين غصت بريقها ... ألا ليت شعري مالها عند مالك
لها عنده أن يرجع الله روحها ... إليها وتنجو من عظام المهالك
وأنت ابن جباري ربيعة أدركا ... بك الشمس والخضراء ذات الحبائك
فسكن مالك، وأمر به إلى السجن، فقال يهجو أيوب بن عيسى الضبي: " من الطويل "
متت له بالرحم بيني وبينه ... فألفيته مني بعيداً أواصره
وقلت امرؤ من آل ضبة فانتمى ... إلى غيرهم جلد استه ومناخره
فلو كنت ضبياً عرفت قرابتي ... ولكن زنجياً غليظاً مشافره
فسوف يرى الزنجي ما اكتدحت له ... يداه إذا ما الشعر غيت نوافره
ثم مدح خالداً ومالكاً، وهو محبوس، مديحاً كثيراً؛ فأنشدني له يونس في كلمة طويلة: " من الكامل "
يا مال هل هو مهلك ما لم أقل ... وليعرفن من القصائد قيلي
يا مال هل لك في كبير قد أتت ... تسعون فوق يديه غير قليل
فتجز ناصيتي وتفرج كربتي ... عني وتطلق لي يداك كبولي
ولقد نمت بك في المعالي ذروة ... رفعت بناءك في أشم طويل
والخيل تعلم في جديلة أنها ... تردي بكل سميدع بهلول
إن ابن جباري ربيعة مالكاً ... لله سيف صنيعه مسلول
وكانت أم مالك بنت مالك بن مسمع، فقال: " من الوافر "
وقرم بين أولاد المعلى ... وأولاد المامعة الكرام
تخمط في ربيعة بين بكر ... وعبد القيس في الحسب اللهام
فلما لم ينفعه مديحه خالداً ومالكاً، قال يمدح هشام بن عبد الملك، ويعتذر إليه: " من الطويل "
ألكني إلى راعي البرية والذي ... له العدل في الأرض العريضة نورا
فإن تنكروا شعري إذا خرجت له ... بوادر لو يرمي بها لتفقرا
ثبير ولو مست حراء لحركت ... به الراسيات الصم حتى تكوروا
إذا قال غاو من معد قصيدة ... بها حرب كانت وبالاً مدمرا
لئن صبرت نفسي لقد أمرت به ... وخير عباد الله من كان أصبرا
عن أبي عاصم النبيل، قال: صلى مالك بن المنذر بن الجارود، وكان على أحداث البصرة، في ثوب رقيق، فقال له عثمان البتي: لا تصل في ثوب رقيق. فلما ولى من عنده أرسل إليه فضربه عشرين سوطاً. فقال له البتي: علام تضربني؟ فقال: إنك تأمر الناس بترك الصلاة! عن أحمد بن عبيد الحرمازي، قال: قال عبد الله بن الأعور بن قراد يمدح مالك بن المنذر بن الجارود: " من الرجز
يا مالك بن المنذر بن الجارود ... أنت الجواد ابن الجواد المحمود
سرادق المجد عليك ممدود
وقال أيضاً: " من الرجز "
أنت لها منذر من بين البشر ... داهية الدهر وصماء الغير
أنت لها إذ عجزت منها مضر
فقال له: حكمك يا أبا سعيد مشتطا. قال: مئة. قال: اغد يا غلام فوفه إياها بالمربد. قال: قل له يجعلها بيضاء. قال: قد خبرتك، وإنما طلبت الدراهم، لك مئة ومئة حتى تبلغ ألفاً. فلامه قومه، وقالوا: حكمك سيد العرب فاحتكمت مئة درهم! فقال: والله ما ألقاني في ذلك إلا سوء عادتكم، أمدح أحدكم فيعطيني الجدي والفطيمة.
واسمه بشر بن حنش بن المعلى بن الحارث بن زيد بن حارثة أبو غسان العبدي، وأمه عمرة بنت مالك بن مسمع وفد على سليمان بن عبد الملك، وشهد بيعة عمر بن عبد العزيز.
عن زيد بن عبد القاهر، عمن حدثه؛ أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى مالك بن المنذر: أما بعد، فإن هذا الصليب علامة من علامة أهل الشرك، لا يرون أنه يقوم لهم أمر إلا به، وقد كانوا يظهرون منه أمراً
كرهته ورأيت غيره، فلا تدعن صليباً ظاهراً إلا أمرت به أن يكسر إن شاء الله، فافعل ذلك فيما كان بأرضك من صلب أهل الشرك.
عن خليفة، قال: وكان على شرطة البصرة - يعني للقسري - مالك بن المنذر بن الحارث بن الجارود العبدي. ثم عزله، وولى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى.
عن محمد بن سلام، قال: فلما قدم - يعني خالد بن عبد الله القسري - العراق أميراً، أمر شرطه مالك بن المنذر، وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز يدعي على مالك فرية فأبطلها خالد، وحفر النهر الذي سماه المبارك، فانتقض عليه، فقال الفرزدق: " من الطويل "
وأهلكت مال الله في غير كنهه ... على نهرك المشؤوم غير المبارك
أتضرب أقواماً براء ظهورهم ... وتترك حق الله في ظهر مالك
أإنفاق مال الله في غير كنهه ... ومنعاً لحق المرملات الضرائك
فكتب خالد إلى مالك بن المنذر؛ أن احبس الفرزدق، فإنه هجا نهر أمير المؤمنين؛ فأرسل مالك إلى أيوب بن عيسى فقال: أئتني بالفرزدق؛ فلم يزل يعمل فيه حتى أخذه، فطلب إليهم الفرزدق أن يمروا به على بني حنيفة.
فلما قيل لمالك: هذا الفرزدق، انفتح وربا. فلما أدخل عليه قال: " من الطويل "
أقول لنفسي حين غصت بريقها ... ألا ليت شعري مالها عند مالك
لها عنده أن يرجع الله روحها ... إليها وتنجو من عظام المهالك
وأنت ابن جباري ربيعة أدركا ... بك الشمس والخضراء ذات الحبائك
فسكن مالك، وأمر به إلى السجن، فقال يهجو أيوب بن عيسى الضبي: " من الطويل "
متت له بالرحم بيني وبينه ... فألفيته مني بعيداً أواصره
وقلت امرؤ من آل ضبة فانتمى ... إلى غيرهم جلد استه ومناخره
فلو كنت ضبياً عرفت قرابتي ... ولكن زنجياً غليظاً مشافره
فسوف يرى الزنجي ما اكتدحت له ... يداه إذا ما الشعر غيت نوافره
ثم مدح خالداً ومالكاً، وهو محبوس، مديحاً كثيراً؛ فأنشدني له يونس في كلمة طويلة: " من الكامل "
يا مال هل هو مهلك ما لم أقل ... وليعرفن من القصائد قيلي
يا مال هل لك في كبير قد أتت ... تسعون فوق يديه غير قليل
فتجز ناصيتي وتفرج كربتي ... عني وتطلق لي يداك كبولي
ولقد نمت بك في المعالي ذروة ... رفعت بناءك في أشم طويل
والخيل تعلم في جديلة أنها ... تردي بكل سميدع بهلول
إن ابن جباري ربيعة مالكاً ... لله سيف صنيعه مسلول
وكانت أم مالك بنت مالك بن مسمع، فقال: " من الوافر "
وقرم بين أولاد المعلى ... وأولاد المامعة الكرام
تخمط في ربيعة بين بكر ... وعبد القيس في الحسب اللهام
فلما لم ينفعه مديحه خالداً ومالكاً، قال يمدح هشام بن عبد الملك، ويعتذر إليه: " من الطويل "
ألكني إلى راعي البرية والذي ... له العدل في الأرض العريضة نورا
فإن تنكروا شعري إذا خرجت له ... بوادر لو يرمي بها لتفقرا
ثبير ولو مست حراء لحركت ... به الراسيات الصم حتى تكوروا
إذا قال غاو من معد قصيدة ... بها حرب كانت وبالاً مدمرا
لئن صبرت نفسي لقد أمرت به ... وخير عباد الله من كان أصبرا
عن أبي عاصم النبيل، قال: صلى مالك بن المنذر بن الجارود، وكان على أحداث البصرة، في ثوب رقيق، فقال له عثمان البتي: لا تصل في ثوب رقيق. فلما ولى من عنده أرسل إليه فضربه عشرين سوطاً. فقال له البتي: علام تضربني؟ فقال: إنك تأمر الناس بترك الصلاة! عن أحمد بن عبيد الحرمازي، قال: قال عبد الله بن الأعور بن قراد يمدح مالك بن المنذر بن الجارود: " من الرجز
يا مالك بن المنذر بن الجارود ... أنت الجواد ابن الجواد المحمود
سرادق المجد عليك ممدود
وقال أيضاً: " من الرجز "
أنت لها منذر من بين البشر ... داهية الدهر وصماء الغير
أنت لها إذ عجزت منها مضر
فقال له: حكمك يا أبا سعيد مشتطا. قال: مئة. قال: اغد يا غلام فوفه إياها بالمربد. قال: قل له يجعلها بيضاء. قال: قد خبرتك، وإنما طلبت الدراهم، لك مئة ومئة حتى تبلغ ألفاً. فلامه قومه، وقالوا: حكمك سيد العرب فاحتكمت مئة درهم! فقال: والله ما ألقاني في ذلك إلا سوء عادتكم، أمدح أحدكم فيعطيني الجدي والفطيمة.
مَالك بن الْمُنْذر بن الْجَارُود يروي عَن أَبِي هُرَيْرَة وأَبِي سَعِيد روى عَنهُ يحيى بن يزِيد