Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120705&book=5549#a94028
مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ: صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ: هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهَا: صَعْبَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَأُمُّهَا: بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، كَانَ مِنَ الْكَتَبَةِ الْحَسَبَةِ الْفَصَحَةِ، أَسْلَمَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ، وَقِيلَ: عَامَ الْقَضِيَّةِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَعَدَّهُ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ قَالَ: كَانَ فَقِيهًا، تُوُفِّيَ لِلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، كَانَ أَبْيَضَ طَوِيلًا أَجْلَحَ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، أَصَابَتْهُ لِقْوَةٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: «رَحِمَ اللهُ عَبْدًا دَعَا لِي بِالْعَافِيَةِ، فَقَدْ رُمِيتُ فِي أَحْسَنِ مَا يَبْدُو مِنِّي، وَلَوْلَا هَوًى مَنَّى فِي يَزِيدَ لَأَبْصَرْتُ بِرُشْدِي» ، وَلَمَّا اعْتَلَّ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنْ لَا أُعَمِّرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ» ، فَقِيلَ: إِلَى رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى وَمَغْفِرَتِهِ، فَقَالَ: إِلَى مَا شَاءَ وَقَضَى، قَدْ عَلِمَ أَنِّي لَمْ آلُ، وَمَا كَرِهَ اللهُ غَيَّرَ " كَانَ حَلِيمًا وَقُورًا فَصِيحًا، وَلِي الْعِمَالَةَ مِنْ قِبَلِ الْخُلَفَاءِ عِشْرِينَ سَنَةً، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْإِمَارَةِ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً: مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ , إِلَى سَنَةِ سِتِّينَ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ قَالَ: «لَيْتَنِي كُنْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بِذِي طُوًى، وَأَنِّي لَمْ أَلِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا» , وَكَانَ يَقُولُ: «لَا حِلْمَ إِلَّا بِالتَّجْرِبَةِ» ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخْلَقَ لِلْمُلْكِ مِنْ مُعَاوِيَةَ، لَمْ يَكُنْ بِالضَّيِّقِ الْحَصِرِ» ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ»
- وَكَانَ يَقُولُ: " مَا زِلْتُ أَطْمَعُ فِي الْوَلَايَةِ مُذْ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُعَاوِيَةُ , إِذَا مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ» . مَلَكَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِشْرِينَ سَنَةً مُنْفَرِدًا بِالْمُلْكِ، يَفْتَحُ اللهُ بِهِ الْفُتُوحَ، وَيَغْزُو الرُّومَ، وَيَقْسِمُ الْفَيْءَ وَالْغَنِيمَةَ، وَيُقِيمُ الْحُدُودَ، وَاللهُ تَعَالَى لَا يُضَيِّعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا. وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ صِفِّينَ: «لَا تَكْرَهُوا إِمَارَةَ مُعَاوِيَةَ، وَاللهِ لَئِنْ فَقَدْتُمُوهُ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الرُّءُوسِ تَنْدُرُ عَنْ كَوَاهِلِهَا كَالْحَنْظَلِ» وَكَانَ عِنْدَهُ قَمِيصُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ وَشَعَرُهُ، فَأَوْصَاهُمْ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: «كَفِّنُونِي فِي قَمِيصِهِ، وَأَدْرِجُونِي فِي رِدَائِهِ، وَأَزِّرُونِي بِإِزَارِهِ، وَاحْشُوا مَنْخَرَيَّ وَشِدْقَيَّ بِشَعَرِهِ، وَخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ رَحْمَةِ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ» . حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَجَرِيرٌ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَمِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي آخَرِينَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، , أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: «قَصَّرْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَتِهِ عَلَى الْمَرْوَةِ بِمِشْقَصٍ» رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، وَابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَاهُ مُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا خَلَّادٌ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مَالِكٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجٍّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، وَأَنَا صَائِمٌ , فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ» رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمَعْمَرٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ مُسَافِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، فِي آخَرِينَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطَّبَّاعِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَهَى عَنِ الْأُغْلُوطَاتِ» قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: عَنْ صِعَابِ الْمَسَائِلِ، وَشِدَادِهَا
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُشْنَانَيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُتْبِيُّ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ، ثنا الصُّنَابِحِيّ، قَالَ: حَضَرْنَا مَجْلِسَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَتَذَكَّرُوا إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ ابْنَيْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِسْمَاعِيلُ الذَّبِيحُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ إِسْحَاقُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: سَقَطْتُمْ عَلَى الْخَبِيرِ، كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَتَاهُ أَعْرَابِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلَّفْتُ الْبِلَادَ يَابِسْ، وَالْمَالَ عَابِسْ، هَلَكَ الْعِيَالْ، وَضَاعَ الْمَالْ، فَعُدْ عَلَيَّ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ «يَا ابْنَ الذَّبِيحَيْنِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ» ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا الذَّبِيحَانِ؟ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا أُمِرَ بِحَفْرِ بِئْرِ زَمْزَمَ، آلَى , إِنْ سَهُلَ لَهُ أَمْرُهَا أَنْ يَنْحَرَ بَعْضَ وَلَدِهِ، فَأَسْهَمَ بَيْنَهُمْ , فَخَرَجَ السَّهْمُ عَلَى عَبْدِ اللهِ , فَأَرَادَ ذَبْحَهُ، فَمَنَعَهُ أَخْوَالُهُ بَنُو مَخْزُومٍ، وَقَالُوا: أَرْضِ رَبَّكَ، وَافْدِ ابْنَكَ , قَالَ: فَفَدَاهُ بِمِائَةِ نَاقَةٍ، فَهُوَ الذَّبِيحُ، وَإِسْمَاعِيلُ الثَّانِي "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120705&book=5549#fbd8dc
ومعاوية بْن أَبِي سفيان: صخر بْن حرب بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف بْن قصي بْن كلاب، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ :
وأمه: هند بنت عتبة بْن ربيعة بْن عَبْد شمس، أسلم وهو ابْن ثمان عشرة سنة،
وكان يقول: أسلمت عام القضية، ولقيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعت عنده إسلامي، واستكتبه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولاه عُمَر بْن الخطاب الشام بعد وفاة أخيه يزيد بْن أَبِي سفيان، فلم يزل عليها مدة خلافة عُمَر، وأقره عثمان بْن عفان على عمله، ولما قتل عَلِيّ بْن أبي طالب عليه السّلام سار معاوية من الشام إِلَى العراق فنزل بمسكن ناحية حربي، إِلَى أن وجه إليه الْحَسَن بْن عَلِيّ فصالحه، وقدم معاوية الكوفة فبايع له الْحَسَن بالخلافة وسمي عام الجماعة.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بزهان الغزّال قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا عبّاس بن عبد الله الترقفي قال نبأنا أبو مسهر قال نبأنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزْنِيِّ، قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي مُعَاوِيَةَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ »
. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الخلال قَالَ نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا أبو أحمد الجريري قال نبأنا أحمد بن الحارث الخزّاز قال نبأنا أَبُو الْحَسَنِ المدائني: في قصة الْحَسَن بْن عَلِيّ لما بايع له الناس بعد قتل عَلِيّ، قَالَ: وأقبل معاوية إِلَى العراق في ستين ألفا. واستخلف على الشام الضحاك بْن قيس الفهري، والحسن مقيم بالكوفة لم يشخصني حتى بلغه أن معاوية قد عبر جسر منبج، فعقد لقيس بْن سعد بْن عبادة على اثني عشر ألفا وودعهم وأوصاهم، فأخذوا على الفرات وقرى الفلوجة وسار قيس إِلَى مسكن، ثم أتى الأخنونية وهي حربي فنزلها، وأقبل معاوية من جسر منبج إِلَى الأخنونية فسار عشرة أيام معه القصاص يقصون في كل يوم، يحضون أهل الشام عند وقت كل صلاة، فقال بعض شعرائهم:
من جسر منبج أضحى غب عاشرة
... في نخل مسكن تتلى حوله السور
قَالَ: ونزل معاوية بإزاء عسكر قيس بْن سعد، وقدم بسر بْن أرطاة إليهم، فكانت بينهم مناوشة ولم تكن قتلى ولا جرحى، ثم تحاجزوا، وساق بقية الحديث.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو بكر بن الحسن الحرشي قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ قَالَ نبأنا بشر بن شعيب بن حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ وَافِدًا عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَخْلاهُ فَقَالَ: يَا مِسْوَرُ مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الأَئِمَّةِ؟ فَقَالَ الْمِسْوَرُ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَأَحْسِنْ فيما قدمنا له. قال معاوية: والله لتكلمن بِذَاتِ نَفْسِكَ، وَالَّذِي تَعِيبُ عَلَيَّ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَلَمْ أَتْرُكْ شَيْئًا أَعِيبُهُ عَلَيْهِ إِلا بَيَّنْتُهُ لَهُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: لا بَرِئَ مِنَ الذَّنْبِ، فَهَلْ تَعُدُّ يَا مسور مالي مِنَ الإِصْلاحِ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، أَمْ تَعُدُّ الذُّنُوبَ وَتَتْرُكُ الْحَسَنَاتِ.
قَالَ الْمِسْوَرُ: لا وَاللَّهِ مَا نَذْكُرُ إِلا مَا تَرَى مِنْ هَذِهِ الذُّنُوبِ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَإِنَّا نَعْتَرِفُ لِلَّهِ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، فَهَلْ لَكَ يَا مِسْوَرُ ذُنُوبٌ فِي خَاصَّتِكَ تَخْشَى أَنْ تُهْلِكَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ؟ قَالَ مِسْوَرٌ: نَعَمْ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا يَجْعَلُكَ أَحَقَّ أَنْ تَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنِّي؟
فو الله لَمَا أَلِي مِنَ الإِصْلاحِ أَكْثَرَ مِمَّا تَلِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا أُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ غَيْرِهِ إِلا اخْتَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا سِوَاهُ، وَإِنَّا عَلَى دِينٍ يَقْبَلُ اللَّهُ فِيهِ الْعَمَلَ، وَيُجْزِي فِيهِ بِالْحَسَنَاتِ، وَيُجْزِي فِيهِ بِالذُّنُوبِ، إِلا أَنْ يَعْفُوَ عَمَّنْ يَشَاءُ، فَأَنَا أَحْتَسِبُ كُلَّ حَسَنَةٍ عَمِلْتُهَا بِأَضْعَافِهَا، وَأُوَازِي أُمُورًا عِظَامًا لا أُحْصِيهَا وَلا تُحْصِيهَا، مِنْ عمل الله فِي إِقَامَةِ صَلَوَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْحُكْمِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى، وَالأُمُورِ الَّتِي لَسْتَ تُحْصِيهَا وَإِنْ عَدَدْتُهَا لَكَ، فَتَفَكَّرْ فِي ذَلِكَ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَعَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَصَمَنِي حِينَ ذَكَر لِي مَا ذَكَرَ. قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ يَسْمَعِ الْمِسْوَرُ بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق البزار قال نبأنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى النيسابوري قَالَ نا أَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد الحيري قراءة عليه [بمكة ] قال نبأنا عثمان بْن سعيد قَالَ سمعت الربيع بْن نافع يقول: معاوية بْن أَبِي سفيان ستر أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما وراءه.
وأخبرنا ابن رزق قال نا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأدميّ البزّار قال:
نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ قَالَ نا رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلا يَسْأَلُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ معاوية ابن أَبِي سُفْيَانَ؟ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لا يُقَاسُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، مُعَاوِيَةُ صَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَكَاتِبُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوا لِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »
. أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نا ابْن بكير عَنِ الليث بْن سعد قَالَ: بويع معاوية بإيليا في رمضان بيعة الجماعة، ودخل الكوفة سنة أربعين.
قال الشيخ أبو بكر: هذه البيعة كانت بيعة أهل الشام لمعاوية عند مقتل على عليه السّلام، وذلك في سنة أربعين، وأما دخوله الكوفة واتفاقه مع الحسن بن على عليهما السّلام فإنما كان ذلك في سنة إحدى وأربعين.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء قال نا أبو بكر بن أبي الدّنيا قال نبأنا سعيد بْن يَحْيَى عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سعيد عن زياد ابن عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْن إِسْحَاقَ، قَالَ: بويع معاوية بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا يَحْيَى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن بكير عَنِ الليث، قَالَ: توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه سنة ستين، فكانت مدة خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قال نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خمي قال نبأنا محمّد بن شاذان الجوهريّ قال نا عمرو بن حكام قال نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ، فَقَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَعُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَنَا ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ. وَلَكِنَّهُ عُمِّرَ بَعْدَهَا حَتَّى بَلَغَ الثَّمَانِينَ.