عقبة بن عمرو بن ثعلبة
ابن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو مسعود الأنصاري، البدري نسب إلى موضع كان يعرف ببدر.
صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد على معاوية.
حدث أبو مسعود الأنصاري عن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما صنعت ".
وعن أبي مسعود قال: كان فينا رجل نازل يقال له أبو شعيب، وكان له غلام لحام، فقال لغلامه: اصنع لي طعاماً لعلي أدعو النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خامس خمسة، فتبعه رجل، فقال النّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنك دعوتني خامس خمسة، وإن هذا تبعني فإن أذنت له إلا رجع ". قال: لا بل تأذن له.
شهد أبو مسعود العقبة الآخرة.
وولد عوف بن الحارث بن الخزرج خدرة وهو الأبجر، وجادرة، بطنان، فمن جدارة أبو مسعود البدري، واسمه عقبة بن عمرو، وأمه سلمى بنت غارب بن عوف بن عبد الله بن خالد من قضاعة.
قيل: البدري: إنه من ماء بدر، من ساكني الكوفة.
مات قبل الأربعين، قبل علي بن أبي طالب، ولم يشهد بدراً، وشهد العقبة وأحداً، ونزل بالكوفة، وابتنى بها داراً في سوق المراضيع.
وقيل: إنه توفي في أول خلافة معاوية، وقيل: في آخرها، وقيل: توفي في خلافة علي عليه السلام بالكوفة.
قال أبو بكر الخطيب، قال الدارقطني: أما نسيره: فهو في نسب أبي مسعود الأنصاري.
قال الخطيب: وهذا تصحيف لا شكّ فيه. وذكر ذلك بسنده، قال: وما كان ينبغي للدارقطني أن يجعله أصلاً في كتابه ولا يذكره إلا على سبيل البيان لفساده، وقد أورد نسب أبي مسعود في أول كتابه في حرف الألف، فقال: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة، بفتح الألف، وأسند ذلك، ووافقه خليفة بن خياط إلا أنه ذكره بضم الألف من أسيرة، وذكره ابن إسحاق يسيرة بالياء المضمومة، وليس بين ابن إسحاق وبين
خليفة بن خياط خلاف؛ لأن الياء قد تبدل من الألف، وأما النون فلا تبدل من الألف. فقد بان ان ما ذكره الدارقطني من نسيرة بالنون خطأ وتصحيف، وقولهم يسيرة بالياء أيضاً وهم.
وقد قيل: إنه شهد بدراً، واستخلفه علي بن أبي طالب في مخرجه إلى صفين على الكوفة.
روى الشعبي عن أبي مسعود الأنصاري قال: وأعدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العقبة يوم الأضحى ونحن سبعون رجلاً أنا أصغرهم، فأتانا، فقال: أوجزوا في الخطبة فإني أخاف عليكم كفار قريش. فقلنا: يا رسول الله، سلنا لربك، وسلنا لنفسك ولأصحابك، وأخبرنا الثواب على ذلك عليك وعلى ربك؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسألكم لربي عزّ وجلّ أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأسألكم لنفسي أن تتبعوني أهدكم سبيل السلام، وأسألكم لي ولأصحابي أن تواسونا في ذات أيديكم، وأن تمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم، وإذا فعلتم ذلك فإن لكم الجنة على الله واجبة ". قال: فمدننا أيدينا فبايعناه.
قال عمر بن الخطاب لأبي مسعود الأنصاري: نبئت أنك تفتي الناس، ولست بأمين، فولٌ حارّها من تولّى قارّها.
وكان أبو مسعود تشبه تجاليده تجاليد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
دخل رجلان من أبواب كندة، وأبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة، فقال أحدهما: ألا رجل ينفد بيننا؟ فقال رجل في الحلقة: أنا فأخذ أبو مسعود كفاً من
خصىً فرماه به، وقال: مه، إنه كان يكره التسرع إلى الحكم.
ولما خرج عليٌّ كرم الله وجهه إلى صفين استخلف عقبة بن عمرو أبا مسعود على الكوفة، قال: وقد تخبأ رجال لم يخرجوا مع علي، قال: فقام على المنبر فقال: يا أيها الناس من كان تخبأ فليظهر، فلعمري لئن كان إلى الكثرة، إن أصحابنا لكثير، وما نعده فتحاً أن يلتقي هذا الخيلان غداً من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، حتى إذا لم يبق إلا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين غداً على الأخرى، ولكن نعده فتحاً أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن دماءهم، ويصلح به ذات بينهم، ويصلح به كلمتهم.
قال الشعبي: لما خرج عليٌّ إلى صفين استخلف أبا مسعود على الكوفة، وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا، فلما خرج ظهروا، فكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون: قد والله أهلك الله أعداءه، وأظهر أمير المؤمنين، فيقول أبو مسعود: إني والله ما أعده ظفراً ولا عافية أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى. قال: فمه؟ قال: يكون بين القوم صلح.
فلما قدم عليّ ذكروا ذلك له، فقال له علي: اعتزل عملنا، قال: وذلك ممّه؟ قال: إنا وجدناك لا تعقل عقلة، قال: أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شر.
وعن أبي مسعود قال: ذكرت الدنانير والدراهم عنده، قال: فقال: الزقوها بأكبادكم، وتناجزوا عليها تناجزكم، والذي نفس عقبة بن عمرو بيده لا تصلون إلى الآخرة دينا ولا بدرهم،
ولتتركنّها في بطون الأرض وعلى ظهرها كما تركها من كان قبلكم، تناجزوا عليها الآن تناجزكم، وتذابحوا عليها تذابحكم، وليهلك دينكم ودنياكم.
قال أبو مسعود: وعن يسير بن عمرو قال: شيّعنا أبا مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية، فدخل بستاناً، فقضى الحاجة ومسح على جوربين، ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء، فقلنا: اعهد غلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن، ولا ندري أنلقاك بعد اليوم أم لا، فقال: اتقوا الله، واصبروا حتى يستريح برٌّ أو يستراح من فاجر، وعليكم بالجماعة، فغن الله لا يجمع أمته على ضلالة.
توفي سنة أربعين، وقيل: سنة تسع وثلاثين.
ابن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو مسعود الأنصاري، البدري نسب إلى موضع كان يعرف ببدر.
صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد على معاوية.
حدث أبو مسعود الأنصاري عن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما صنعت ".
وعن أبي مسعود قال: كان فينا رجل نازل يقال له أبو شعيب، وكان له غلام لحام، فقال لغلامه: اصنع لي طعاماً لعلي أدعو النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خامس خمسة، فتبعه رجل، فقال النّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنك دعوتني خامس خمسة، وإن هذا تبعني فإن أذنت له إلا رجع ". قال: لا بل تأذن له.
شهد أبو مسعود العقبة الآخرة.
وولد عوف بن الحارث بن الخزرج خدرة وهو الأبجر، وجادرة، بطنان، فمن جدارة أبو مسعود البدري، واسمه عقبة بن عمرو، وأمه سلمى بنت غارب بن عوف بن عبد الله بن خالد من قضاعة.
قيل: البدري: إنه من ماء بدر، من ساكني الكوفة.
مات قبل الأربعين، قبل علي بن أبي طالب، ولم يشهد بدراً، وشهد العقبة وأحداً، ونزل بالكوفة، وابتنى بها داراً في سوق المراضيع.
وقيل: إنه توفي في أول خلافة معاوية، وقيل: في آخرها، وقيل: توفي في خلافة علي عليه السلام بالكوفة.
قال أبو بكر الخطيب، قال الدارقطني: أما نسيره: فهو في نسب أبي مسعود الأنصاري.
قال الخطيب: وهذا تصحيف لا شكّ فيه. وذكر ذلك بسنده، قال: وما كان ينبغي للدارقطني أن يجعله أصلاً في كتابه ولا يذكره إلا على سبيل البيان لفساده، وقد أورد نسب أبي مسعود في أول كتابه في حرف الألف، فقال: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة، بفتح الألف، وأسند ذلك، ووافقه خليفة بن خياط إلا أنه ذكره بضم الألف من أسيرة، وذكره ابن إسحاق يسيرة بالياء المضمومة، وليس بين ابن إسحاق وبين
خليفة بن خياط خلاف؛ لأن الياء قد تبدل من الألف، وأما النون فلا تبدل من الألف. فقد بان ان ما ذكره الدارقطني من نسيرة بالنون خطأ وتصحيف، وقولهم يسيرة بالياء أيضاً وهم.
وقد قيل: إنه شهد بدراً، واستخلفه علي بن أبي طالب في مخرجه إلى صفين على الكوفة.
روى الشعبي عن أبي مسعود الأنصاري قال: وأعدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العقبة يوم الأضحى ونحن سبعون رجلاً أنا أصغرهم، فأتانا، فقال: أوجزوا في الخطبة فإني أخاف عليكم كفار قريش. فقلنا: يا رسول الله، سلنا لربك، وسلنا لنفسك ولأصحابك، وأخبرنا الثواب على ذلك عليك وعلى ربك؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسألكم لربي عزّ وجلّ أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأسألكم لنفسي أن تتبعوني أهدكم سبيل السلام، وأسألكم لي ولأصحابي أن تواسونا في ذات أيديكم، وأن تمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم، وإذا فعلتم ذلك فإن لكم الجنة على الله واجبة ". قال: فمدننا أيدينا فبايعناه.
قال عمر بن الخطاب لأبي مسعود الأنصاري: نبئت أنك تفتي الناس، ولست بأمين، فولٌ حارّها من تولّى قارّها.
وكان أبو مسعود تشبه تجاليده تجاليد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
دخل رجلان من أبواب كندة، وأبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة، فقال أحدهما: ألا رجل ينفد بيننا؟ فقال رجل في الحلقة: أنا فأخذ أبو مسعود كفاً من
خصىً فرماه به، وقال: مه، إنه كان يكره التسرع إلى الحكم.
ولما خرج عليٌّ كرم الله وجهه إلى صفين استخلف عقبة بن عمرو أبا مسعود على الكوفة، قال: وقد تخبأ رجال لم يخرجوا مع علي، قال: فقام على المنبر فقال: يا أيها الناس من كان تخبأ فليظهر، فلعمري لئن كان إلى الكثرة، إن أصحابنا لكثير، وما نعده فتحاً أن يلتقي هذا الخيلان غداً من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، حتى إذا لم يبق إلا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين غداً على الأخرى، ولكن نعده فتحاً أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن دماءهم، ويصلح به ذات بينهم، ويصلح به كلمتهم.
قال الشعبي: لما خرج عليٌّ إلى صفين استخلف أبا مسعود على الكوفة، وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا، فلما خرج ظهروا، فكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون: قد والله أهلك الله أعداءه، وأظهر أمير المؤمنين، فيقول أبو مسعود: إني والله ما أعده ظفراً ولا عافية أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى. قال: فمه؟ قال: يكون بين القوم صلح.
فلما قدم عليّ ذكروا ذلك له، فقال له علي: اعتزل عملنا، قال: وذلك ممّه؟ قال: إنا وجدناك لا تعقل عقلة، قال: أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شر.
وعن أبي مسعود قال: ذكرت الدنانير والدراهم عنده، قال: فقال: الزقوها بأكبادكم، وتناجزوا عليها تناجزكم، والذي نفس عقبة بن عمرو بيده لا تصلون إلى الآخرة دينا ولا بدرهم،
ولتتركنّها في بطون الأرض وعلى ظهرها كما تركها من كان قبلكم، تناجزوا عليها الآن تناجزكم، وتذابحوا عليها تذابحكم، وليهلك دينكم ودنياكم.
قال أبو مسعود: وعن يسير بن عمرو قال: شيّعنا أبا مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية، فدخل بستاناً، فقضى الحاجة ومسح على جوربين، ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء، فقلنا: اعهد غلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن، ولا ندري أنلقاك بعد اليوم أم لا، فقال: اتقوا الله، واصبروا حتى يستريح برٌّ أو يستراح من فاجر، وعليكم بالجماعة، فغن الله لا يجمع أمته على ضلالة.
توفي سنة أربعين، وقيل: سنة تسع وثلاثين.