- والزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. يكنى أبا القاسم. مات زمن أبي جعفر.
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 564. الركين بن الربيع بن عميلة1 565. الزارع بن الوازع1 566. الزارع بن عمرو1 567. الزبير بن العوام5 568. الزبير بن العوام بن خويلد4 569. الزبير بن سعيد بن سليمان1570. الزبير بن عدي3 571. السائب أبو خالد الجهني1 572. السائب بن أبي السائب1 573. السائب بن أبي لبابة2 574. السائب بن خلاد3 575. السائب بن خلاد بن سويد2 576. السائب بن عثمان بن مظعون2 577. السائب بن يزيد9 578. السدي1 579. السري بن يحيى الشيباني3 580. السميط بن عمير2 581. السميط بن عمير بن حبلة1 582. الشريد بن سويد3 583. الشريد بن سويد الثقفي8 584. الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس1 585. الصبي بن معبد2 586. الصعب بن جثامة2 587. الصلت بن حريث بن جابر1 588. الصماء1 589. الصنابح بن الأعسر2 590. الضحاك بن عثمان بن عبد1 591. الضحاك بن فيروز الديلمي5 592. الضحاك بن قيس3 593. الضحاك بن قيس بن خالد3 594. الضحاك بن مزاحم5 595. الضحاك بن مزاحم الهلالي4 596. الطيب بن برة1 597. الطيب بن برير1 598. العباس بن سهل بن سعد2 599. العباس بن عبد الرحمن2 600. العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف...4 601. العباس بن مرداس بن أبي عامر1 602. العباس ومصعب ابنا سهل بن مالك1 603. العداء بن خالد بن هوذة3 604. العرباض بن سارية3 605. العرس بن قيس بن سعيد1 606. العريان بن الهيثم بن الأسود1 607. العقار بن المغيرة بن شعبة1 608. العلاء بن الحارث3 609. العلاء بن الحارث الذماري1 610. العلاء بن الحضرمي11 611. العلاء بن زياد بن مطر1 612. العلاء بن عبد الرحمن5 613. العوام بن حوشب4 614. العيزار بن حريث2 615. الفاكه بن سعد بن جبر1 616. الفرات بن حيان بن عبد العزى2 617. الفضل بن دكين3 618. الفضل بن عباس بن عبد1 619. الفضل بن عبد الرحمن2 620. الفضل بن عنبسة الخزاز1 621. الفضل وعبد الله ابنا العباس بن عبد المطلب...1 622. الفضيل بن عياض2 623. الفضيل بن يزيد الرقاشي1 624. الفلتان بن عاصم2 625. القاسم بن أبي بزة4 626. القاسم بن عبد الرحمن11 627. القاسم بن عبد الله4 628. القاسم بن عبيد الله2 629. القاسم بن عوف الشيباني4 630. القاسم بن محمد بن أبي1 631. القاسم بن مخيمرة8 632. القاسم بن معن المسعودي1 633. القعقاع بن حكيم1 634. القعقاع بن شور بن نعمان1 635. اللجلاج2 636. المبارك بن فضالة6 637. المثنى بن الصباح5 638. المستورد بن شداد بن عمرو3 639. المسور بن مخزمة بن نوفل1 640. المسيب بن حزن بن أبي وهب2 641. المسيب بن رافع2 642. المسيب بن شريك4 643. المطلب بن أبي وداعة3 644. المطلب بن السائب بن أبي1 645. المطلب بن حنطب بن الحارث1 646. المطلب بن عبد الله2 647. المعتمر بن سليمان بن طرخان1 648. المعلى بن منصور الرازي1 649. المغيرة بن حكيم3 650. المغيرة بن شعبة6 651. المغيرة بن شعبة بن أبي عامر1 652. المغيرة بن عبد الرحمن6 653. المغيرة بن مخادش1 654. المغيرة وسعيد ابنا نوفل بن الحارث1 655. المفضل بن لاحق1 656. المقداد بن عمرو بن ثعلبة2 657. المقدام بن معديكرب بن عمرو2 658. المنكدر بن محمد بن المنكدر3 659. المنهال بن عمرو2 660. المهاجر بن قنفذ3 661. المهاجر بن قنفذ بن عمير1 662. المهاجر بن مسمار2 663. المهلب بن أبي صفرة1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 564. الركين بن الربيع بن عميلة1 565. الزارع بن الوازع1 566. الزارع بن عمرو1 567. الزبير بن العوام5 568. الزبير بن العوام بن خويلد4 569. الزبير بن سعيد بن سليمان1570. الزبير بن عدي3 571. السائب أبو خالد الجهني1 572. السائب بن أبي السائب1 573. السائب بن أبي لبابة2 574. السائب بن خلاد3 575. السائب بن خلاد بن سويد2 576. السائب بن عثمان بن مظعون2 577. السائب بن يزيد9 578. السدي1 579. السري بن يحيى الشيباني3 580. السميط بن عمير2 581. السميط بن عمير بن حبلة1 582. الشريد بن سويد3 583. الشريد بن سويد الثقفي8 584. الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس1 585. الصبي بن معبد2 586. الصعب بن جثامة2 587. الصلت بن حريث بن جابر1 588. الصماء1 589. الصنابح بن الأعسر2 590. الضحاك بن عثمان بن عبد1 591. الضحاك بن فيروز الديلمي5 592. الضحاك بن قيس3 593. الضحاك بن قيس بن خالد3 594. الضحاك بن مزاحم5 595. الضحاك بن مزاحم الهلالي4 596. الطيب بن برة1 597. الطيب بن برير1 598. العباس بن سهل بن سعد2 599. العباس بن عبد الرحمن2 600. العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف...4 601. العباس بن مرداس بن أبي عامر1 602. العباس ومصعب ابنا سهل بن مالك1 603. العداء بن خالد بن هوذة3 604. العرباض بن سارية3 605. العرس بن قيس بن سعيد1 606. العريان بن الهيثم بن الأسود1 607. العقار بن المغيرة بن شعبة1 608. العلاء بن الحارث3 609. العلاء بن الحارث الذماري1 610. العلاء بن الحضرمي11 611. العلاء بن زياد بن مطر1 612. العلاء بن عبد الرحمن5 613. العوام بن حوشب4 614. العيزار بن حريث2 615. الفاكه بن سعد بن جبر1 616. الفرات بن حيان بن عبد العزى2 617. الفضل بن دكين3 618. الفضل بن عباس بن عبد1 619. الفضل بن عبد الرحمن2 620. الفضل بن عنبسة الخزاز1 621. الفضل وعبد الله ابنا العباس بن عبد المطلب...1 622. الفضيل بن عياض2 623. الفضيل بن يزيد الرقاشي1 624. الفلتان بن عاصم2 625. القاسم بن أبي بزة4 626. القاسم بن عبد الرحمن11 627. القاسم بن عبد الله4 628. القاسم بن عبيد الله2 629. القاسم بن عوف الشيباني4 630. القاسم بن محمد بن أبي1 631. القاسم بن مخيمرة8 632. القاسم بن معن المسعودي1 633. القعقاع بن حكيم1 634. القعقاع بن شور بن نعمان1 635. اللجلاج2 636. المبارك بن فضالة6 637. المثنى بن الصباح5 638. المستورد بن شداد بن عمرو3 639. المسور بن مخزمة بن نوفل1 640. المسيب بن حزن بن أبي وهب2 641. المسيب بن رافع2 642. المسيب بن شريك4 643. المطلب بن أبي وداعة3 644. المطلب بن السائب بن أبي1 645. المطلب بن حنطب بن الحارث1 646. المطلب بن عبد الله2 647. المعتمر بن سليمان بن طرخان1 648. المعلى بن منصور الرازي1 649. المغيرة بن حكيم3 650. المغيرة بن شعبة6 651. المغيرة بن شعبة بن أبي عامر1 652. المغيرة بن عبد الرحمن6 653. المغيرة بن مخادش1 654. المغيرة وسعيد ابنا نوفل بن الحارث1 655. المفضل بن لاحق1 656. المقداد بن عمرو بن ثعلبة2 657. المقدام بن معديكرب بن عمرو2 658. المنكدر بن محمد بن المنكدر3 659. المنهال بن عمرو2 660. المهاجر بن قنفذ3 661. المهاجر بن قنفذ بن عمير1 662. المهاجر بن مسمار2 663. المهلب بن أبي صفرة1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133274&book=5517#29853a
الزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف، أَبُو الْقَاسِم الهاشمي المدائنيّ :
سكن المدائن وَحدث بِها عَنْ مُحَمَّد بْن المنكدر، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ ركانة. روى عنه جرير بن حازم وسعيد بن زكريا المدائني، وعبد الله بن المبارك، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السابوري- بالبصرة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ برد الأنطاكيّ حدّثنا موسى بن داود حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يزيد بن ركانة- كذا كان في الأصل- السَّابُورِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَلْبَتَةَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «مَا أَرَدْتَ» قَالَ: وَاحِدَةً قَالَ: «آللَّهِ؟» قَالَ: آللَّهِ. قَالَ: «هِيَ واحدة » .
الصَّوَابُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ. قَالَ: طَلَّقَ جَدِّي رُكَانَةُ. فَأَرْسَلَهُ وَلَمْ يَقُلْ فِي الإِسْنَادِ عَنْ أَبِيهِ. هَكَذَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ حِبَّانَ بْنِ مُوسَى، وَخَالَفَهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، فَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ المبارك عن الزّبير عن عبيد اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ عَنْ جَدِّهِ رُكَانَةَ بْنِ عَبْدٍ يَزِيدَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ- قَرِيبُ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ عَنْ رُكَانَةَ بْن عَبْدِ يَزِيدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن عليّ الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَنِ الزبير ابن سَعِيد الهاشمي فَقَالَ: ضعيف كَانَ ينزل المدائن، يحدث عنه جرير بْن حازم، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدثنا محمّد بن مخلد حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: الزبير بْن سَعِيد كَانَ ينزل المدائن، وَكَانَ ضعيفا.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح البصري أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ: الزبير بْن سَعِيد ضعيف الحديث.
أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المَدينِي قَالَ وَسألته- يعني أباه- عَنِ الزبير بْن سَعِيد الهاشمي، وَكَانَ ينزل المدائن فضعفه.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ سألته- يعني أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَنِ الزبير بْن سَعِيد، فلين أمره.
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه. قَالَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد: الزبير بْن سَعِيد الهاشمي، كَانَ يَكُون بالبصرة، روى حديثين- أَوْ ثلاثة- مجهول.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي.
وأخبرني البرقانيّ حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الساجي قالا: الزبير بْن سَعِيد ضعيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهاني أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط. قَالَ:
وَالزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا الْقَاسِم، مات زمن أَبِي جَعْفَر.
أخبرنا الزّهريّ والجوهريّ. قالا: حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد حدّثنا محمّد بن سعيد. قَالَ: الزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم، توفي فِي خلافة أَبِي جَعْفَر وَكَانَ قليل الحديث.
سكن المدائن وَحدث بِها عَنْ مُحَمَّد بْن المنكدر، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ ركانة. روى عنه جرير بن حازم وسعيد بن زكريا المدائني، وعبد الله بن المبارك، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السابوري- بالبصرة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ برد الأنطاكيّ حدّثنا موسى بن داود حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يزيد بن ركانة- كذا كان في الأصل- السَّابُورِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَلْبَتَةَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «مَا أَرَدْتَ» قَالَ: وَاحِدَةً قَالَ: «آللَّهِ؟» قَالَ: آللَّهِ. قَالَ: «هِيَ واحدة » .
الصَّوَابُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ. قَالَ: طَلَّقَ جَدِّي رُكَانَةُ. فَأَرْسَلَهُ وَلَمْ يَقُلْ فِي الإِسْنَادِ عَنْ أَبِيهِ. هَكَذَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ حِبَّانَ بْنِ مُوسَى، وَخَالَفَهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، فَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ المبارك عن الزّبير عن عبيد اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ عَنْ جَدِّهِ رُكَانَةَ بْنِ عَبْدٍ يَزِيدَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ- قَرِيبُ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ عَنْ رُكَانَةَ بْن عَبْدِ يَزِيدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن عليّ الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قَالَ: سألت يَحْيَى بْن معين عَنِ الزبير ابن سَعِيد الهاشمي فَقَالَ: ضعيف كَانَ ينزل المدائن، يحدث عنه جرير بْن حازم، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدثنا محمّد بن مخلد حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول: الزبير بْن سَعِيد كَانَ ينزل المدائن، وَكَانَ ضعيفا.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح البصري أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ: الزبير بْن سَعِيد ضعيف الحديث.
أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ أخبرنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المَدينِي قَالَ وَسألته- يعني أباه- عَنِ الزبير بْن سَعِيد الهاشمي، وَكَانَ ينزل المدائن فضعفه.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ سألته- يعني أَحْمَد بْن حَنْبَل- عَنِ الزبير بْن سَعِيد، فلين أمره.
قرأت فِي كتاب أَبِي الْحَسَن بن الفرات- بخطه- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي الْهَرَوِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه. قَالَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ صالح بْن مُحَمَّد: الزبير بْن سَعِيد الهاشمي، كَانَ يَكُون بالبصرة، روى حديثين- أَوْ ثلاثة- مجهول.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي.
وأخبرني البرقانيّ حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى الساجي قالا: الزبير بْن سَعِيد ضعيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهاني أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط. قَالَ:
وَالزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، يكنى أبا الْقَاسِم، مات زمن أَبِي جَعْفَر.
أخبرنا الزّهريّ والجوهريّ. قالا: حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد حدّثنا محمّد بن سعيد. قَالَ: الزبير بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بْن هاشم، توفي فِي خلافة أَبِي جَعْفَر وَكَانَ قليل الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=146297&book=5517#e66283
الزبير بن سعيد بن سُلَيْمَان بن سعيد بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب أَبُو الْقَاسِم النَّوْفَلِي الْهَاشِمِي الْمدنِي
يروي عَن ابْن الْمُنْكَدر مَنَاكِير وَعَن صَفْوَان بن سليم
قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَكَذَلِكَ قَالَ عَليّ وزَكَرِيا السَّاجِي وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ يحيى مرّة ثِقَة
يروي عَن ابْن الْمُنْكَدر مَنَاكِير وَعَن صَفْوَان بن سليم
قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَكَذَلِكَ قَالَ عَليّ وزَكَرِيا السَّاجِي وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ يحيى مرّة ثِقَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=107979&book=5517#68a121
الزبير بن سعيد بن سُلَيْمَان بْن نَوْفَل بْن الْحَارِث بْن عبد الْمطلب أمه حمادة بنت يَعْقُوب بن سعيد بن نَوْفَل بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمطلب مَاتَ فِي ولَايَة أبي جَعْفَر وَهُوَ يروي عَن صَفْوَان بن سليم وَقد أدْرك بن الْمُبَارك الزبير هَذَا وروى عَنهُ ويروي عَن عَبْد اللَّه بن عَليّ بن يزِيد بْن ركَانَة عَن جده أَنه طلق امْرَأَته الْبَتَّةَ الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63872&book=5517#bf425f
الزبير بن العوام
ب د ع: الزبير بْن العوام بْن خويلد بْن أسد ابن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي الأسدي، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو ابن عمة رَسُول اللَّهِ، وابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النَّبِيّ، وكانت أمه تكنيه أبا الطاهر، بكنية أخيها الزبير بْن عبد المطلب، واكتنى هو بأبي عَبْد اللَّهِ، بابنه عَبْد اللَّهِ، فغلبت عليه.
وأسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، قاله هشام بْن عروة.
وقال عروة: أسلم الزبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة، رواه أَبُو الأسود، عن عروة.
وروى هشام بْن عروة، عن أبيه، أن الزبير أسلم، وهو ابن ست عشرة سنة.
وقيل: أسلم وهو ابن ثماني سنين، وكان إسلامه بعد أَبِي بكر رضي اللَّه عنه، بيسير، كان رابعًا أو خامسًا في الإسلام.
وهاجر إِلَى الحبشة وَإِلى المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، لما آخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بْن سلامة بْن وقش.
(452) أخبرنا أَبُو ياسر عبد الوهاب بْن أَبِي حبة، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، قال: حدثني أَبِي، أخبرنا زكرياء بْن عدي، أخبرنا علي بْن مسهر، عن هشام بْن عروة، عن أبيه، عن مروان، ولا إخالة يتهم علينا، قال: " أصاب عثمان الرعاف سنة الرعاف، حتى تخلف عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش، فقال: استخلف.
قال: وقالوه؟ قال: نعم.
قال: من هو؟ قال: فسكت.
ثم دخل عليه رجل آخر، فقال مثل ما قال الأول، ورد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: الزبير بْن العوام؟ قال: نعم.
قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم ما علمت، وأحبهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
(453) أخبرنا أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا هَنَّادٌ، أخبرنا عَبْدَةُ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن الزُّبَيْرِ، قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: " بِأَبِي وَأُمِّي "
(454) قَالَ: وَأخبرنا أَبُو عِيسَى، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَو، أخبرنا زَائِدَةُ، عن عَاصِمٍ، عن زِرٍّ، عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ " وروى عن جابر نحوه، وقال أَبُو نعيم: قاله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الأحزاب، لما قال: " من يأتينا بخير القوم "، قال الزبير: أنا.
قالها ثلاثًا، والزبير يقول: أنا
(455) قَالَ: وأخبرنا أَبُو عِيسَى، أخبرنا قُتَيْبَةُ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوْصَى الزُّبَيْرُ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ صَبِيحَةَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: " مَا مِنِّي عُضْوٌ إِلا قَدْ جُرِحَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى فَرْجِهِ " وكان الزبير أول من سل سيفًا في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وكان سبب ذلك أن المسلمين لما كانوا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وقع الخبر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخذه الكفار، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأعلى مكة، فقال له: " ما لك يا زبير؟ " قال: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا له ولسيفه.
وسمع ابن عمر رجلًا، يقول: أنا ابن الحواري، قال: إن كنت ابن الزبير وَإِلا فلا.
وشهد الزبير بدرًا، وكان عليه عمامة صفراء معتجرًا بها، فيقال: إن الملائكة نزلت يومئذ عَلَى سيماء الزبير.
وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، والفتح، وحنينًا، والطائف، وشهد فتح مصر، وجعله عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنهما في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راض.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة:
(456) أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو خَيْثَمَةَ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، أخبرنا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عن النَّضْرِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازُ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْتَفَضَ حِرَاءُ، قَالَ: " اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدٌ ".
وَكَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ
(457) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا سُفْيَانُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عن يحيى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عن أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ} قَالَ الزُّبَيْرُ: " يَا رَسُول اللَّهِ، وَأَيُّ النَّعِيمِ نَسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا هُوَ الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ " قيل: كان للزبير ألف مملوك، يؤدون إليه الخراج، فما يدخل إِلَى بيته منها درهمًا واحدًا، كان يتصدق بذلك كله، ومدحه حسان ففضله عَلَى الجميع، فقال:
أقام عَلَى عهد النَّبِيّ وهديه حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام عَلَى منهاجه وطريقه يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي يصول إذا ما كان يَوْم محجل
وَإِن امرأ كانت صفية أمه ومن أسد في بيته لمرفل
له من رَسُول اللَّهِ قربى قريبة ومن نصرة الإسلام مجد موثل
فكم كربة ذب الزبير بسيفه عن المصطفى والله يعطي ويجزل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها بأبيض سباق إِلَى الموت يرقل
فما مثله فيهم ولا كان قبله وليس يكون الدهر ما دام يذبل
وقال هشام بْن عروة: أوصى إِلَى الزبير سبعة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم: عثمان، وعبد الرحمن بْن عوف، والمقداد، وابن مسعود وغيرهم.
وكان يحفظ عَلَى أولادهم مالهم، وينفق عليهم من ماله.
وشهد الزبير الجمل مقاتلًا لعلي، فناداه علي ودعاه، فانفرد به، وقال له: أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنظر إلي وضحك وضحكت، فقلت أنت: لا يدع ابن أَبِي طالب زهوه، فقال: " ليس بمزه، ولتقاتلنه وأنت له ظالم "، فذكر الزبير ذلك، فانصرف عن القتال، فنزل بوادي السباع، وقام يصلي فأتاه ابن جرموز فقتله؟ وجاء بسيفه إِلَى علي، فقال: إن هذا سيف طالما فرج الكرب عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وكان قتله يَوْم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين، وقيل: إن ابن جرموز استأذن عَلَى علي، فلم يأذن له، وقال للآذان: بشره بالنار.
فقال:
أتيت عليًا برأس الزبيـ ـر أرجو لديه به الزلفه
فبشر بالنار إذ جئته فبئس البشارة والتحفه
وسيان عندي قتل الزبير وضرطة عنز بذي الجحفه
وقيل: إن الزبير لما فارق الحرب، وبلغ سفوان أتى إنسان إِلَى الأحنف بْن قيس، فقال: هذا الزبير قد لقي بسفوان.
قال الأحنف: ما شاء اللَّه؟ كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف، ثم يلحق ببيته وأهله، فسمعه ابن جرموز، وفضالة بْن حابس، ونفيع، في غواة بني تميم، فركبوا، فأتاه ابن جرموز من خلفه فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير، وهو عَلَى فرس، يقال له: ذو الخمار، حتى إذا ظن أَنَّهُ قاتله، نادى صاحبيه، فحملوا عليه فقتلوه.
وكان عمره لما قتل سبعًا وستين سنة، وقيل: ست وستون، وكان أسمر ربعة، معتدل اللحم، خفيف اللحية.
وكثير من الناس يقولون: إن ابن جرموز قتل نفسه، لما قال له علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وليس كذلك، وَإِنما عاش بعد ذلك حتى ولي مصعب بْن الزبير البصرة، فاختفى ابن جرموز، فقال مصعب: ليخرج فهو آمن، أيظن أني أقيده بأبي عَبْد اللَّهِ، يعني أباه الزبير، ليسا سواء.
فظهرت المعجزة بأنه من أهل النار، لأنه قتل الزبير رضي اللَّه عنه، وقد فارق المعركة، وهذه معجزة ظاهرة.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: الزبير بْن العوام بْن خويلد بْن أسد ابن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي الأسدي، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو ابن عمة رَسُول اللَّهِ، وابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النَّبِيّ، وكانت أمه تكنيه أبا الطاهر، بكنية أخيها الزبير بْن عبد المطلب، واكتنى هو بأبي عَبْد اللَّهِ، بابنه عَبْد اللَّهِ، فغلبت عليه.
وأسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، قاله هشام بْن عروة.
وقال عروة: أسلم الزبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة، رواه أَبُو الأسود، عن عروة.
وروى هشام بْن عروة، عن أبيه، أن الزبير أسلم، وهو ابن ست عشرة سنة.
وقيل: أسلم وهو ابن ثماني سنين، وكان إسلامه بعد أَبِي بكر رضي اللَّه عنه، بيسير، كان رابعًا أو خامسًا في الإسلام.
وهاجر إِلَى الحبشة وَإِلى المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، لما آخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بْن سلامة بْن وقش.
(452) أخبرنا أَبُو ياسر عبد الوهاب بْن أَبِي حبة، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، قال: حدثني أَبِي، أخبرنا زكرياء بْن عدي، أخبرنا علي بْن مسهر، عن هشام بْن عروة، عن أبيه، عن مروان، ولا إخالة يتهم علينا، قال: " أصاب عثمان الرعاف سنة الرعاف، حتى تخلف عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش، فقال: استخلف.
قال: وقالوه؟ قال: نعم.
قال: من هو؟ قال: فسكت.
ثم دخل عليه رجل آخر، فقال مثل ما قال الأول، ورد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: الزبير بْن العوام؟ قال: نعم.
قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم ما علمت، وأحبهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
(453) أخبرنا أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا هَنَّادٌ، أخبرنا عَبْدَةُ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن الزُّبَيْرِ، قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: " بِأَبِي وَأُمِّي "
(454) قَالَ: وَأخبرنا أَبُو عِيسَى، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَو، أخبرنا زَائِدَةُ، عن عَاصِمٍ، عن زِرٍّ، عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ " وروى عن جابر نحوه، وقال أَبُو نعيم: قاله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الأحزاب، لما قال: " من يأتينا بخير القوم "، قال الزبير: أنا.
قالها ثلاثًا، والزبير يقول: أنا
(455) قَالَ: وأخبرنا أَبُو عِيسَى، أخبرنا قُتَيْبَةُ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوْصَى الزُّبَيْرُ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ صَبِيحَةَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: " مَا مِنِّي عُضْوٌ إِلا قَدْ جُرِحَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى فَرْجِهِ " وكان الزبير أول من سل سيفًا في اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وكان سبب ذلك أن المسلمين لما كانوا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وقع الخبر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخذه الكفار، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأعلى مكة، فقال له: " ما لك يا زبير؟ " قال: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا له ولسيفه.
وسمع ابن عمر رجلًا، يقول: أنا ابن الحواري، قال: إن كنت ابن الزبير وَإِلا فلا.
وشهد الزبير بدرًا، وكان عليه عمامة صفراء معتجرًا بها، فيقال: إن الملائكة نزلت يومئذ عَلَى سيماء الزبير.
وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، والفتح، وحنينًا، والطائف، وشهد فتح مصر، وجعله عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنهما في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راض.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة:
(456) أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو خَيْثَمَةَ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، أخبرنا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عن النَّضْرِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازُ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْتَفَضَ حِرَاءُ، قَالَ: " اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدٌ ".
وَكَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ
(457) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا سُفْيَانُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عن يحيى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عن أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ} قَالَ الزُّبَيْرُ: " يَا رَسُول اللَّهِ، وَأَيُّ النَّعِيمِ نَسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا هُوَ الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ " قيل: كان للزبير ألف مملوك، يؤدون إليه الخراج، فما يدخل إِلَى بيته منها درهمًا واحدًا، كان يتصدق بذلك كله، ومدحه حسان ففضله عَلَى الجميع، فقال:
أقام عَلَى عهد النَّبِيّ وهديه حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام عَلَى منهاجه وطريقه يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي يصول إذا ما كان يَوْم محجل
وَإِن امرأ كانت صفية أمه ومن أسد في بيته لمرفل
له من رَسُول اللَّهِ قربى قريبة ومن نصرة الإسلام مجد موثل
فكم كربة ذب الزبير بسيفه عن المصطفى والله يعطي ويجزل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها بأبيض سباق إِلَى الموت يرقل
فما مثله فيهم ولا كان قبله وليس يكون الدهر ما دام يذبل
وقال هشام بْن عروة: أوصى إِلَى الزبير سبعة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم: عثمان، وعبد الرحمن بْن عوف، والمقداد، وابن مسعود وغيرهم.
وكان يحفظ عَلَى أولادهم مالهم، وينفق عليهم من ماله.
وشهد الزبير الجمل مقاتلًا لعلي، فناداه علي ودعاه، فانفرد به، وقال له: أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنظر إلي وضحك وضحكت، فقلت أنت: لا يدع ابن أَبِي طالب زهوه، فقال: " ليس بمزه، ولتقاتلنه وأنت له ظالم "، فذكر الزبير ذلك، فانصرف عن القتال، فنزل بوادي السباع، وقام يصلي فأتاه ابن جرموز فقتله؟ وجاء بسيفه إِلَى علي، فقال: إن هذا سيف طالما فرج الكرب عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وكان قتله يَوْم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين، وقيل: إن ابن جرموز استأذن عَلَى علي، فلم يأذن له، وقال للآذان: بشره بالنار.
فقال:
أتيت عليًا برأس الزبيـ ـر أرجو لديه به الزلفه
فبشر بالنار إذ جئته فبئس البشارة والتحفه
وسيان عندي قتل الزبير وضرطة عنز بذي الجحفه
وقيل: إن الزبير لما فارق الحرب، وبلغ سفوان أتى إنسان إِلَى الأحنف بْن قيس، فقال: هذا الزبير قد لقي بسفوان.
قال الأحنف: ما شاء اللَّه؟ كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف، ثم يلحق ببيته وأهله، فسمعه ابن جرموز، وفضالة بْن حابس، ونفيع، في غواة بني تميم، فركبوا، فأتاه ابن جرموز من خلفه فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير، وهو عَلَى فرس، يقال له: ذو الخمار، حتى إذا ظن أَنَّهُ قاتله، نادى صاحبيه، فحملوا عليه فقتلوه.
وكان عمره لما قتل سبعًا وستين سنة، وقيل: ست وستون، وكان أسمر ربعة، معتدل اللحم، خفيف اللحية.
وكثير من الناس يقولون: إن ابن جرموز قتل نفسه، لما قال له علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وليس كذلك، وَإِنما عاش بعد ذلك حتى ولي مصعب بْن الزبير البصرة، فاختفى ابن جرموز، فقال مصعب: ليخرج فهو آمن، أيظن أني أقيده بأبي عَبْد اللَّهِ، يعني أباه الزبير، ليسا سواء.
فظهرت المعجزة بأنه من أهل النار، لأنه قتل الزبير رضي اللَّه عنه، وقد فارق المعركة، وهذه معجزة ظاهرة.
أخرجه الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63872&book=5517#53b8e1
الزبير بن العوام
قال عبد اللَّه: حدثني أبي ويحيى بن معين قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة، وقُتل وهو ابن بضع وستين (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (3813)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد اللَّه بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير أبو معاوية قال: قدم علينا مكة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، أن الزبير بني العوام كان إذا اجتمع بنوه عنده أو ولده أقبل عليهم. .، فذكر الحديث. قال: ثم يقبل على عبد اللَّه بن الزبير فيقول له: أنت أشبه الناس بأبي بكر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4062)
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب. أبي بخط يده: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود، أن الزبير بن العوام أسلم وهو ابن ثمان سنين، فجعل عمه يعذبه بالدخان كي يترك الإسلام، فيأبى الزبير، فلما رأى عمه ألا يتركه تركه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5907)
قال أبو العرب: حدثني بكر بن حماد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، عن حماد بن أسامة، قال: أخبرنا هشام، عن أبيه، قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم
يتخلف عن غزوة غزاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قط، وقُتِل وهو ابن بضع وستين سنة.
وقال أحمد بن حنبل: حدثني حُجَير بن المثنى، قال: حدثنا حِبَّان بن عليّ، عن معروف، عن أبي جعفر، قال: كان عليّ بن أبي طالب، وطلحة ابن عبيد اللَّه، والزبير بن العوام، في سن واحدة.
"المحن" ص 110
قال عبد اللَّه: حدثني أبي ويحيى بن معين قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة، وقُتل وهو ابن بضع وستين (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (3813)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد اللَّه بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير أبو معاوية قال: قدم علينا مكة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، أن الزبير بني العوام كان إذا اجتمع بنوه عنده أو ولده أقبل عليهم. .، فذكر الحديث. قال: ثم يقبل على عبد اللَّه بن الزبير فيقول له: أنت أشبه الناس بأبي بكر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4062)
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب. أبي بخط يده: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود، أن الزبير بن العوام أسلم وهو ابن ثمان سنين، فجعل عمه يعذبه بالدخان كي يترك الإسلام، فيأبى الزبير، فلما رأى عمه ألا يتركه تركه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5907)
قال أبو العرب: حدثني بكر بن حماد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، عن حماد بن أسامة، قال: أخبرنا هشام، عن أبيه، قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم
يتخلف عن غزوة غزاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قط، وقُتِل وهو ابن بضع وستين سنة.
وقال أحمد بن حنبل: حدثني حُجَير بن المثنى، قال: حدثنا حِبَّان بن عليّ، عن معروف، عن أبي جعفر، قال: كان عليّ بن أبي طالب، وطلحة ابن عبيد اللَّه، والزبير بن العوام، في سن واحدة.
"المحن" ص 110
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63872&book=5517#01a0f5
الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ
- الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه صَفِيَّةُ بِنْت عَبْد الْمُطَّلِبِ بْن هَاشِمِ بْن عبد مناف بن قصي. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ الْفُرَافِصَةَ الْحَنَفِيِّ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالُوا: وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ مِنَ الْوَلَدِ أَحَدَ عَشَرَ ذَكَرًا وَتِسْعُ نِسْوَةٍ: عَبْدُ اللَّهِ وَعُرْوَةُ وَالْمُنْذِرُ وَعَاصِمٌ وَالْمُهَاجِرُ دَرَجَا. وَخَدِيجَةُ الْكُبْرَى وَأُمُّ الْحَسَنِ وَعَائِشَةُ. وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَخَالِدٌ وَعَمْرٌو وَحَبِيبَةُ وَسَوْدَةُ وَهِنْدٌ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ. وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خالد بن سعيد بن العاص بن أمية. وَمُصْعَبٌ وَحَمْزَةُ وَرَمْلَةُ. وَأُمُّهُمُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ. وَعُبَيْدَةُ وَجَعْفَرٌ. وَأُمَّهُمَا زَيْنَبُ. وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. وَزَيْنَبُ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. وَخَدِيجَةُ الصُّغْرَى وَأُمُّهَا الْحَلالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شُجْنَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ يُسَمِّي بَنِيهِ بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ. وَقَدْ عَلِمَ أَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ. وَإِنِّي أُسَمِّي بَنِيَّ بِأَسْمَاءِ الشُّهَدَاءِ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا. فَسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. وَالْمُنْذِرَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو. وَعُرْوَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ. وَحَمْزَةَ بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَجَعْفَرًا بِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَمُصْعَبًا بِمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعُبَيْدَةَ بِعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ. وَخَالِدًا بِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ. وَعَمْرًا بِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. قُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَاتَلَ الزُّبَيْرُ بِمَكَّةَ. وَهُوَ غُلامٌ. رَجُلا فَكَسَرَ يَدَهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا. فَمُرَّ بِالرَّجُلِ عَلَى صَفِيَّةَ وَهُوَ يُحْمَلُ فَقَالَتْ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: قَاتَلَ الزُّبَيْرَ. فقالت: كَيْفَ رَأَيْتَ زَبْرًا ... أَأَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرًا أَمْ مُشْمَعِلا صَقْرًا؟ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ صَفِيَّةَ كَانَتْ تَضْرِبُ الزُّبَيْرَ ضَرْبًا شَدِيدًا وَهُوَ يَتِيمٌ. فَقِيلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ. خَلَعْتِ فُؤَادَهُ. أَهْلَكْتِ هَذَا الْغُلامَ. قَالَتْ: إِنَّمَا أَضْرِبُهُ كَيْ يَلَبْ وَيَجُرَّ الْجَيْشَ ذَا الْجَلَبْ. قَالَ وَكَسَرَ يَدَ غُلامٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَجِيءَ بِالْغُلامِ إِلَى صَفِيَّةَ. وَقِيلَ لَهَا ذَلِكَ. فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا ... أَأَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرًا أَمْ مُشْمَعِلا صَقْرًا؟ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: وَكَانَ إِسْلامُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ. كَانَ رَابِعًا أَوْ خَامِسًا. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ الزبير أسلم وهو ابن ست عشر سَنَةً. وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا: وَهَاجَرَ الزُّبَيْرُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى الْمُنْذِرِ بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الْجُلاحِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عروة قال: آخى رسول الله ص. بَيْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يُعْلَمُ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ. وَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ الْمَلائِكَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ. فَكَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ عِصَابَةٌ صَفْرَاءُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ. قَالَ مَرَّةً عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالَ مَرَّةً عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: كَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا. وَكَانَتْ عَلَى الْمَلائِكَةِ يَوْمَئِذٍ عَمَائِمُ صُفْرٌ. . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عروة قال: لم يكن مع النبي. ص. يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ فَرَسَيْنِ أَحَدُهُمَا عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رُخِّصَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ لُبْسِ الحرير فأخبرنا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَخَّصَ لِلزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ حَرِيرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا خَطَّ الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ جَعَلَ لِلزُّبَيْرِ بَقِيعًا وَاسِعًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلا. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا فِيهَا نَخْلٌ كَانَتْ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ. وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْجُرُفَ. قَالَ أَنَسُ بْنُ عياض في حديثه: أرضا مواتا. وقال لعبد اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ. وَأَنَّ عُمَرَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْعَقِيقَ أَجْمَعَ. قَالُوا: وَشَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ. ص. وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَ أُحُدٍ. وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ. وَكَانَتْ مَعَ الزُّبَيْرِ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلاثِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: أَبَوَاكَ وَاللَّهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصابَهُمُ الْقَرْحُ. . ذكر قول النبي. ص: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وحواريي الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام: . . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ ابن دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حبيش: هذا . أَبِي مُطِيعٍ مِنْ بَيْنِهِمْ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ وَلَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ لِيَدْخُلْ قَاتَلُ ابْنَ صَفِيَّةَ النَّارِ. وَقَالُوا جَمِيعًا فِي إِسْنَادِهِمْ. . . . قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلا يَقُولُ أَنَا ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وَإِلا فَلا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ غُلامًا مَرَّ بِابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ مَنْ هُوَ فَقَالَ: ابْنُ حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ وَإِلا فَلا. قَالَ فَسُئِلَ: هَلْ كَانَ أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ. . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بن حازم وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بن عبد الله بن الزبير يحدث عن أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا لِي لا أَسْمَعُكُ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ بُعِثَ إِلَى مِصْرَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ بِهَا الطَّاعُونَ. فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْنَا لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ. قَالَ فَوَضَعُوا السَّلالِيمَ فَصَعِدُوا عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَجَازَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ فَنَزَلَ عَلَى أَخْوَالِهِ بَنِي كَاهِلٍ فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَجْوَدُ؟ قَالُوا: مَالُ أَصْبَهَانَ. قَالَ: أَعْطُونِي مِنْ مَالِ أَصْبَهَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ لا يُغَيِّرُ. يَعْنِي. الشَّيْبَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبَيِ الزُّبَيْرِ وَأَنَا غُلامٌ فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَجُلا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ. إِلَى الْخِفَّةِ مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ. وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةً. أَسْمَرَ اللَّوْنِ أَشْعَرَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. ذِكْرُ وَصِيَّةِ الزُّبَيْرِ وَقَضَاءِ دَيْنِهِ وَجَمِيعِ تَرَكْتِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ جَعَلَ دَارًا لَهُ حَبِيسًا عَلَى كُلِّ مَرْدُودَةٍ مِنْ بَنَاتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَوْصَى بِثُلُثِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ وَإِنِّي لا أُرَانِي إِلا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي. أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ بِعْ مَالَنَا وَاقْضِ دَيْنِي وَأَوْصِ بِالثُّلُثِ فَإِنْ فَضُلَ مِنْ مَالِنَا مِنْ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ. قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ. قَالَ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ يَا بُنَيَّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلايَ. قَالَ فو الله مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ يَا أبه من مولاك؟ قال: الله. قال: فو الله مَا وَقَعَتْ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلا قُلْتُ يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ. فَيَقْضِيَهِ. قَالَ وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِلا أَرَضِينَ فِيهَا الْغَابَةُ. وَإِحْدَى عشرة دار بِالْمَدِينَةِ. وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ. وَدَارًا بِالْكُوفَةِ. وَدَارًا بِمِصْرَ. قَالَ وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهُ بِالْمَالِ لِيَسْتَوْدِعَهُ إِيَّاهُ فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لا وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ. إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ. وَمَا وَلِي إِمَارَةً قَطُّ وَلا جِبَايَةً وَلا خَرَاجًا وَلا شَيْئًا إِلا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ. فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ فَكَتَمَهُ وَقَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ. فَقَالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتُكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ؟ قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي. وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةَ أَلْفٍ فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ. ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ شَيْءٌ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ. قَالَ فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ ابن الزبير: إن شئتم تركتها وَإِنْ شِئْتُمْ فَأَخِّرُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ. إِنْ أَخَّرْتُمْ شَيْئًا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: لا. قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا. قَالَ فَبَاعَهُ مِنْهَا بِقَضَاءِ دَيْنِهِ فَأَوْفَاهُ وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ. قَالَ فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ زَمْعَةَ. قَالَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الْغَابَةُ؟ قَالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: كَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ. قَالَ فَقَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ معاوية: فكم بَقِيَ؟ قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ. قَالَ: أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ وَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ. فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا. قَالَ: لا وَاللَّهِ لا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ فِي الْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ أَلا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ. قَالَ فَجَعَلَ كُلُّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ. فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سنين قسم بينهم. قال وكان لزبير أَرْبَعَ نِسْوَةٍ. قَالَ وَرَبَّعَ الثُّمُنَ فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَةَ أَلْفٍ. قَالَ فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: اقْتُسِمَ مِيرَاثُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ قِيمَةُ مَا تَرَكَ الزُّبَيْرُ أَحَدًا وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ لِلزُّبَيْرِ بِمِصْرَ خِطَطٌ وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ خِطَطٌ وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ خِطَطٌ وَبِالْكُوفَةِ خِطَطٌ وَبِالْبَصْرَةِ دُورٌ. وَكَانَتْ لَهُ غَلاتٌ تَقْدَمُ عَلَيْهِ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ. ذِكْرُ قَتْلِ الزُّبَيْرِ ومن قتله وأين قبره. وكم عاش. رحمه الله تعالى: . قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ. يَعْنِي الْوَالِبِيَّ. قَالَ: دَعَا الأَحْنَفُ بَنِي تَمِيمٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ. ثُمَّ دَعَا بَنِي سَعْدٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ. فَاعْتَزَلَ فِي رَهْطٍ فَمَرَّ الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ذُو النِّعَالِ. فَقَالَ الأَحْنَفُ: هَذَا الَّذِي كَانَ يُفْسِدُ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ فَاتَّبَعَهُ رَجُلانِ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا فَطَعَنَهُ. وَحَمَلَ عَلَيْهِ الآخَرُ فَقَتَلَهُ. وَجَاءَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْبَابِ فَقَالَ: ائْذَنُوا لِقَاتِلِ الزُّبَيْرِ. فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ . قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَكَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ. فَجَاءَ فَارِسٌ يَسِيرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِشَيْءٍ. ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. فَلَمَّا الْتَقَى الْقَوْمُ وَرَأَى الزُّبَيْرُ مَا رأى قال: وا جدع أَنْفِيَاهُ. أَوْ يَا قَطَعَ ظَهْرَيَاهُ. قَالَ فُضَيْلٌ لا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَفْكَلٌ. قَالَ فَجَعَلَ السِّلاحُ يَنْتَقِضُ. قَالَ جَوْنٌ فَقُلْتُ: ثَكِلَتْنِي أُمِّي. أَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ مَعَهُ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَرَى هَذَا إِلا مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ أَوْ رَآهُ وَهُوَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا تَشَاغَلَ النَّاسُ انْصَرَفَ فَقَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ ثُمَّ ذَهَبَ وَانْصَرَفَ جَوْنٌ فَجَلَسَ عَلَى دَابَّتِهِ فَلَحِقَ بِالأَحْنَفِ. قَالَ فَأَتَى الأَحْنَفَ فَارِسَانِ فَنَزَلا وَأَكَبَّا عَلَيْهِ يُنَاجِيَانِهِ. فَرَفَعَ الأَحْنَفُ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا عَمْرُو. يَعْنِي ابْنَ جُرْمُوزٍ. يَا فُلانُ. فَأَتَيَاهُ فَأَكَبَّا عَلَيْهِ فَنَاجَاهُمَا سَاعَةً ثُمَّ انْصَرَفَ. ثُمَّ جَاءَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الأَحْنَفِ فَقَالَ: أَدْرَكْتُهُ فِي وَادِي السِّبَاعِ فَقَتَلْتُهُ. فَكَانَ قُرَّةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْجَوْنِ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ كَانَ صَاحِبُ الزُّبَيْرِ إِلا الأَحْنَفَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ أَنَّهُ ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالَ: فَرَكِبَ الزُّبَيْرُ فَأَصَابَهُ أَخُو بَنِي تَمِيمٍ بِوَادِي السِّبَاعِ. قَالُوا خَرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ بَعْدَ الْقِتَالِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخِمَارِ مُنْطَلِقًا يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ النَّعِرُ بْنُ زَمَّامٍ الْمُجَاشِعِيُّ بِسَفْوَانَ فَقَالَ لَهُ: يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيَّ إِلَيَّ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي لا يَصِلُ إِلَيْكَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَأَقْبَلَ مَعَهُ وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ آخَرُ إِلَى الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ: هَذَا الزُّبَيْرُ فِي وَادِي السِّبَاعِ. فَرَفَعَ الأَحْنَفُ صَوْتَهُ وَقَالَ: مَا أَصْنَعُ وَمَا تَأْمُرُونِي إِنْ كَانَ الزُّبَيْرُ لَفَّ بَيْنَ غَارَّيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ ثُمَّ هُوَ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِأَهْلِهِ. فَسَمِعَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ التَّمِيمِيُّ وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَنُفَيْعٌ أَوْ نُفَيْلُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ فَرَكِبُوا أَفْرَاسَهُمْ فِي طَلَبِهِ فَلَحِقُوهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ فَطَعَنَهُ طَعْنَةً خَفِيفَةً. فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَاتِلَهُ دَعَا: يَا فَضَالَةُ. يَا نُفَيْعُ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا زُبَيْرُ! فَكَفَّ عَنْهُ ثُمَّ سَارَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَطَعَنَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ طَعْنَةً أَثْبَتَتْهُ فَوَقَعَ. فَاعْتَوَرُوهُ وَأَخَذُوا سَيْفَهُ وَأَخَذَ ابْنُ جُرْمُوزٍ رَأْسَهُ فَحَمَلَهُ حَتَّى أَتَى . وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نفيل. وَكَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: مَنْ أَرَادَ الشَّهَادَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ. كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقُتِلَ عَنْهَا. ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُتِلَ عَنْهَا. ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ الزُّبَيْرِ فَقُتِلَ عَنْهَا. فَقَالَتْ: غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لا طَائِشًا رَعِشَ الْجَنَانِ وَلا الْيَدِ شَلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ الْمُتَعَمِّدِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيمَنْ مَضَى فِيمَا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي؟ كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى: إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرَهُ ... وَادِي السِّبَاعِ لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ وَبَكَى الزُّبَيْرَ بَنَاتُهُ فِي مَأْتَمٍ ... مَاذَا يَرُدُّ بُكَاءُ مَنْ لا يَسْمَعُ! قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ وَقَدْ زَادَ عَلَى السِّتِّينَ أَرْبَعُ سِنِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: شَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فَقَالَ: يَا عَجَبًا لِلزُّبَيْرِ. أَخَذَ بِحَقْوَيْ أَعْرَابِيٍّ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ. أَجِرْنِي أَجِرْنِي. حَتَّى قُتِلَ. وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُ بِقِرْنٍ. أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ فِي ذِمَّةٍ مَنِيعَةٍ!. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سفيان بن مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَاسْتَجْفَاهُ فَقَالَ: أَمَّا أَصْحَابُ الْبَلاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الحجر: . وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُمْ حلفاء الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام
- الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه صَفِيَّةُ بِنْت عَبْد الْمُطَّلِبِ بْن هَاشِمِ بْن عبد مناف بن قصي. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ الْفُرَافِصَةَ الْحَنَفِيِّ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالُوا: وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ مِنَ الْوَلَدِ أَحَدَ عَشَرَ ذَكَرًا وَتِسْعُ نِسْوَةٍ: عَبْدُ اللَّهِ وَعُرْوَةُ وَالْمُنْذِرُ وَعَاصِمٌ وَالْمُهَاجِرُ دَرَجَا. وَخَدِيجَةُ الْكُبْرَى وَأُمُّ الْحَسَنِ وَعَائِشَةُ. وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَخَالِدٌ وَعَمْرٌو وَحَبِيبَةُ وَسَوْدَةُ وَهِنْدٌ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ. وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خالد بن سعيد بن العاص بن أمية. وَمُصْعَبٌ وَحَمْزَةُ وَرَمْلَةُ. وَأُمُّهُمُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ. وَعُبَيْدَةُ وَجَعْفَرٌ. وَأُمَّهُمَا زَيْنَبُ. وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. وَزَيْنَبُ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. وَخَدِيجَةُ الصُّغْرَى وَأُمُّهَا الْحَلالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شُجْنَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ يُسَمِّي بَنِيهِ بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ. وَقَدْ عَلِمَ أَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ. وَإِنِّي أُسَمِّي بَنِيَّ بِأَسْمَاءِ الشُّهَدَاءِ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا. فَسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. وَالْمُنْذِرَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو. وَعُرْوَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ. وَحَمْزَةَ بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَجَعْفَرًا بِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَمُصْعَبًا بِمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعُبَيْدَةَ بِعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ. وَخَالِدًا بِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ. وَعَمْرًا بِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. قُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَاتَلَ الزُّبَيْرُ بِمَكَّةَ. وَهُوَ غُلامٌ. رَجُلا فَكَسَرَ يَدَهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا. فَمُرَّ بِالرَّجُلِ عَلَى صَفِيَّةَ وَهُوَ يُحْمَلُ فَقَالَتْ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: قَاتَلَ الزُّبَيْرَ. فقالت: كَيْفَ رَأَيْتَ زَبْرًا ... أَأَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرًا أَمْ مُشْمَعِلا صَقْرًا؟ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ صَفِيَّةَ كَانَتْ تَضْرِبُ الزُّبَيْرَ ضَرْبًا شَدِيدًا وَهُوَ يَتِيمٌ. فَقِيلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ. خَلَعْتِ فُؤَادَهُ. أَهْلَكْتِ هَذَا الْغُلامَ. قَالَتْ: إِنَّمَا أَضْرِبُهُ كَيْ يَلَبْ وَيَجُرَّ الْجَيْشَ ذَا الْجَلَبْ. قَالَ وَكَسَرَ يَدَ غُلامٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَجِيءَ بِالْغُلامِ إِلَى صَفِيَّةَ. وَقِيلَ لَهَا ذَلِكَ. فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا ... أَأَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرًا أَمْ مُشْمَعِلا صَقْرًا؟ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: وَكَانَ إِسْلامُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ. كَانَ رَابِعًا أَوْ خَامِسًا. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ الزبير أسلم وهو ابن ست عشر سَنَةً. وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا: وَهَاجَرَ الزُّبَيْرُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى الْمُنْذِرِ بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الْجُلاحِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عروة قال: آخى رسول الله ص. بَيْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يُعْلَمُ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ. وَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ الْمَلائِكَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ. فَكَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ عِصَابَةٌ صَفْرَاءُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ. قَالَ مَرَّةً عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالَ مَرَّةً عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: كَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا. وَكَانَتْ عَلَى الْمَلائِكَةِ يَوْمَئِذٍ عَمَائِمُ صُفْرٌ. . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عروة قال: لم يكن مع النبي. ص. يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ فَرَسَيْنِ أَحَدُهُمَا عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رُخِّصَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ لُبْسِ الحرير فأخبرنا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَخَّصَ لِلزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ حَرِيرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا خَطَّ الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ جَعَلَ لِلزُّبَيْرِ بَقِيعًا وَاسِعًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلا. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا فِيهَا نَخْلٌ كَانَتْ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ. وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْجُرُفَ. قَالَ أَنَسُ بْنُ عياض في حديثه: أرضا مواتا. وقال لعبد اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ. وَأَنَّ عُمَرَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْعَقِيقَ أَجْمَعَ. قَالُوا: وَشَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ. ص. وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَ أُحُدٍ. وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ. وَكَانَتْ مَعَ الزُّبَيْرِ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلاثِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: أَبَوَاكَ وَاللَّهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصابَهُمُ الْقَرْحُ. . ذكر قول النبي. ص: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وحواريي الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام: . . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ ابن دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حبيش: هذا . أَبِي مُطِيعٍ مِنْ بَيْنِهِمْ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ وَلَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ لِيَدْخُلْ قَاتَلُ ابْنَ صَفِيَّةَ النَّارِ. وَقَالُوا جَمِيعًا فِي إِسْنَادِهِمْ. . . . قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلا يَقُولُ أَنَا ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وَإِلا فَلا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ غُلامًا مَرَّ بِابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ مَنْ هُوَ فَقَالَ: ابْنُ حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ وَإِلا فَلا. قَالَ فَسُئِلَ: هَلْ كَانَ أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: لا أَعْلَمُهُ. . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بن حازم وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بن عبد الله بن الزبير يحدث عن أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا لِي لا أَسْمَعُكُ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ بُعِثَ إِلَى مِصْرَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ بِهَا الطَّاعُونَ. فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْنَا لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ. قَالَ فَوَضَعُوا السَّلالِيمَ فَصَعِدُوا عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَجَازَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ فَنَزَلَ عَلَى أَخْوَالِهِ بَنِي كَاهِلٍ فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَجْوَدُ؟ قَالُوا: مَالُ أَصْبَهَانَ. قَالَ: أَعْطُونِي مِنْ مَالِ أَصْبَهَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ لا يُغَيِّرُ. يَعْنِي. الشَّيْبَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبَيِ الزُّبَيْرِ وَأَنَا غُلامٌ فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَجُلا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ. إِلَى الْخِفَّةِ مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ. وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةً. أَسْمَرَ اللَّوْنِ أَشْعَرَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. ذِكْرُ وَصِيَّةِ الزُّبَيْرِ وَقَضَاءِ دَيْنِهِ وَجَمِيعِ تَرَكْتِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ جَعَلَ دَارًا لَهُ حَبِيسًا عَلَى كُلِّ مَرْدُودَةٍ مِنْ بَنَاتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَوْصَى بِثُلُثِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ وَإِنِّي لا أُرَانِي إِلا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي. أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ بِعْ مَالَنَا وَاقْضِ دَيْنِي وَأَوْصِ بِالثُّلُثِ فَإِنْ فَضُلَ مِنْ مَالِنَا مِنْ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ. قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ. قَالَ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ يَا بُنَيَّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلايَ. قَالَ فو الله مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ يَا أبه من مولاك؟ قال: الله. قال: فو الله مَا وَقَعَتْ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلا قُلْتُ يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ. فَيَقْضِيَهِ. قَالَ وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِلا أَرَضِينَ فِيهَا الْغَابَةُ. وَإِحْدَى عشرة دار بِالْمَدِينَةِ. وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ. وَدَارًا بِالْكُوفَةِ. وَدَارًا بِمِصْرَ. قَالَ وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهُ بِالْمَالِ لِيَسْتَوْدِعَهُ إِيَّاهُ فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لا وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ. إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ. وَمَا وَلِي إِمَارَةً قَطُّ وَلا جِبَايَةً وَلا خَرَاجًا وَلا شَيْئًا إِلا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ. فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ فَكَتَمَهُ وَقَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ. فَقَالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتُكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ؟ قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي. وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةَ أَلْفٍ فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ. ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ شَيْءٌ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ. قَالَ فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ ابن الزبير: إن شئتم تركتها وَإِنْ شِئْتُمْ فَأَخِّرُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ. إِنْ أَخَّرْتُمْ شَيْئًا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: لا. قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا. قَالَ فَبَاعَهُ مِنْهَا بِقَضَاءِ دَيْنِهِ فَأَوْفَاهُ وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ. قَالَ فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ زَمْعَةَ. قَالَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الْغَابَةُ؟ قَالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: كَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ. قَالَ فَقَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ معاوية: فكم بَقِيَ؟ قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ. قَالَ: أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ وَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ. فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا. قَالَ: لا وَاللَّهِ لا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ فِي الْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ أَلا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ. قَالَ فَجَعَلَ كُلُّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ. فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سنين قسم بينهم. قال وكان لزبير أَرْبَعَ نِسْوَةٍ. قَالَ وَرَبَّعَ الثُّمُنَ فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَةَ أَلْفٍ. قَالَ فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: اقْتُسِمَ مِيرَاثُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ قِيمَةُ مَا تَرَكَ الزُّبَيْرُ أَحَدًا وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ لِلزُّبَيْرِ بِمِصْرَ خِطَطٌ وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ خِطَطٌ وَبِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ خِطَطٌ وَبِالْكُوفَةِ خِطَطٌ وَبِالْبَصْرَةِ دُورٌ. وَكَانَتْ لَهُ غَلاتٌ تَقْدَمُ عَلَيْهِ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ. ذِكْرُ قَتْلِ الزُّبَيْرِ ومن قتله وأين قبره. وكم عاش. رحمه الله تعالى: . قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ. يَعْنِي الْوَالِبِيَّ. قَالَ: دَعَا الأَحْنَفُ بَنِي تَمِيمٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ. ثُمَّ دَعَا بَنِي سَعْدٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ. فَاعْتَزَلَ فِي رَهْطٍ فَمَرَّ الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ذُو النِّعَالِ. فَقَالَ الأَحْنَفُ: هَذَا الَّذِي كَانَ يُفْسِدُ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ فَاتَّبَعَهُ رَجُلانِ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا فَطَعَنَهُ. وَحَمَلَ عَلَيْهِ الآخَرُ فَقَتَلَهُ. وَجَاءَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْبَابِ فَقَالَ: ائْذَنُوا لِقَاتِلِ الزُّبَيْرِ. فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ . قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَكَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ. فَجَاءَ فَارِسٌ يَسِيرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِشَيْءٍ. ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. فَلَمَّا الْتَقَى الْقَوْمُ وَرَأَى الزُّبَيْرُ مَا رأى قال: وا جدع أَنْفِيَاهُ. أَوْ يَا قَطَعَ ظَهْرَيَاهُ. قَالَ فُضَيْلٌ لا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَفْكَلٌ. قَالَ فَجَعَلَ السِّلاحُ يَنْتَقِضُ. قَالَ جَوْنٌ فَقُلْتُ: ثَكِلَتْنِي أُمِّي. أَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ مَعَهُ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَرَى هَذَا إِلا مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ أَوْ رَآهُ وَهُوَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا تَشَاغَلَ النَّاسُ انْصَرَفَ فَقَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ ثُمَّ ذَهَبَ وَانْصَرَفَ جَوْنٌ فَجَلَسَ عَلَى دَابَّتِهِ فَلَحِقَ بِالأَحْنَفِ. قَالَ فَأَتَى الأَحْنَفَ فَارِسَانِ فَنَزَلا وَأَكَبَّا عَلَيْهِ يُنَاجِيَانِهِ. فَرَفَعَ الأَحْنَفُ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا عَمْرُو. يَعْنِي ابْنَ جُرْمُوزٍ. يَا فُلانُ. فَأَتَيَاهُ فَأَكَبَّا عَلَيْهِ فَنَاجَاهُمَا سَاعَةً ثُمَّ انْصَرَفَ. ثُمَّ جَاءَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الأَحْنَفِ فَقَالَ: أَدْرَكْتُهُ فِي وَادِي السِّبَاعِ فَقَتَلْتُهُ. فَكَانَ قُرَّةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْجَوْنِ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ كَانَ صَاحِبُ الزُّبَيْرِ إِلا الأَحْنَفَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ أَنَّهُ ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالَ: فَرَكِبَ الزُّبَيْرُ فَأَصَابَهُ أَخُو بَنِي تَمِيمٍ بِوَادِي السِّبَاعِ. قَالُوا خَرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ بَعْدَ الْقِتَالِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخِمَارِ مُنْطَلِقًا يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ النَّعِرُ بْنُ زَمَّامٍ الْمُجَاشِعِيُّ بِسَفْوَانَ فَقَالَ لَهُ: يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيَّ إِلَيَّ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي لا يَصِلُ إِلَيْكَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَأَقْبَلَ مَعَهُ وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ آخَرُ إِلَى الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ: هَذَا الزُّبَيْرُ فِي وَادِي السِّبَاعِ. فَرَفَعَ الأَحْنَفُ صَوْتَهُ وَقَالَ: مَا أَصْنَعُ وَمَا تَأْمُرُونِي إِنْ كَانَ الزُّبَيْرُ لَفَّ بَيْنَ غَارَّيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ ثُمَّ هُوَ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِأَهْلِهِ. فَسَمِعَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ التَّمِيمِيُّ وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَنُفَيْعٌ أَوْ نُفَيْلُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ فَرَكِبُوا أَفْرَاسَهُمْ فِي طَلَبِهِ فَلَحِقُوهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ فَطَعَنَهُ طَعْنَةً خَفِيفَةً. فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَاتِلَهُ دَعَا: يَا فَضَالَةُ. يَا نُفَيْعُ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا زُبَيْرُ! فَكَفَّ عَنْهُ ثُمَّ سَارَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَطَعَنَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ طَعْنَةً أَثْبَتَتْهُ فَوَقَعَ. فَاعْتَوَرُوهُ وَأَخَذُوا سَيْفَهُ وَأَخَذَ ابْنُ جُرْمُوزٍ رَأْسَهُ فَحَمَلَهُ حَتَّى أَتَى . وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نفيل. وَكَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: مَنْ أَرَادَ الشَّهَادَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ. كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقُتِلَ عَنْهَا. ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُتِلَ عَنْهَا. ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ الزُّبَيْرِ فَقُتِلَ عَنْهَا. فَقَالَتْ: غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لا طَائِشًا رَعِشَ الْجَنَانِ وَلا الْيَدِ شَلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ الْمُتَعَمِّدِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيمَنْ مَضَى فِيمَا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي؟ كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى: إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرَهُ ... وَادِي السِّبَاعِ لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ وَبَكَى الزُّبَيْرَ بَنَاتُهُ فِي مَأْتَمٍ ... مَاذَا يَرُدُّ بُكَاءُ مَنْ لا يَسْمَعُ! قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ وَقَدْ زَادَ عَلَى السِّتِّينَ أَرْبَعُ سِنِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: شَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فَقَالَ: يَا عَجَبًا لِلزُّبَيْرِ. أَخَذَ بِحَقْوَيْ أَعْرَابِيٍّ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ. أَجِرْنِي أَجِرْنِي. حَتَّى قُتِلَ. وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُ بِقِرْنٍ. أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ فِي ذِمَّةٍ مَنِيعَةٍ!. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سفيان بن مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَاسْتَجْفَاهُ فَقَالَ: أَمَّا أَصْحَابُ الْبَلاءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الحجر: . وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُمْ حلفاء الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=63872&book=5517#0b6125
مَعْرِفَةُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكُنْيَتِهِ وَنَسَبِهِ وَصِفَتِهِ وَسِنِّهِ، وَوَفَاتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: " سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَهَاهُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: " كَانَ الزُّبَيْرُ يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدَ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّىَ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ، أُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، حَتَّى هَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، أَوَّلُ مَنْ سَلَّ السَّيْفَ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ صَاحِبَ الرَّايَةِ يَوْمَ الْفَتْحِ، اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ، شَهِدَ بَدْرًا فَارِسًا وَلَمْ يُشْهِدْهُ فَارِسًا غَيْرُهُ وَالْمِقْدَادُ، مَعَهُمَا فُرْسَانُ كَانَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمَيْمَنَةِ، وَالْمِقْدَادُ عَلَى الْمَيْسَرَةِ، شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا وَكَانَ يَضْرِبُ لَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَغَانِمِ بِأَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ، سَهْمٍ لَهُ وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ، وَسَهْمٍ مِنْ سِهَامِ ذَوِي الْقُرْبَى
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: هَاجَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثُمَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، يَقُولُ: " كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَبْيَضَ طَوِيلًا مُخَفِّفًا خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا ابْنُ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبِيِّ الزُّبَيْرِ وَأَنَا غُلَامٌ، فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، إِلَى الْخِفَّةِ مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ، وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةٌ، أَسْمَرَ اللَّوْنِ أَشْعَرَ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا ابْنُ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: «كَانَ الزُّبَيْرُ لَا يُغَيِّرُ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا أَبُو غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ الزُّبَيْرُ طَوِيلًا، تَخُطُّ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ إِذَا رَكِبَ الدَّابَّةَ أَشْعَرَ، وَرُبَّمَا أَخَذْتُ بِشَعْرِ كَتِفَيْهِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ، غَزَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، «أَنَّ الزُّبَيْرَ، أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَجَعَلَ عَمُّهُ يُعَذِّبُهُ كَيْ يَتْرُكَ الْإِسْلَامَ، فَيَأْبَى الزُّبَيْرُ، فَلَمَّا رَأَى عَمُّهُ أَنْ لَا يَتْرُكَ تَرَكَهُ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: " أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَهَاجَرَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَكَانَ عَمُّ الزُّبَيْرِ يُعَلِّقُ الزُّبَيْرَ فِي حَصِيرٍ وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَهُوَ يَقُولُ: ارْجِعْ إِلَى الْكُفْرِ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لَا أَكْفُرُ أَبَدًا "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبِي وَعَمِّي أَبُو بَكْرٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ، غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،
ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «قُتِلَ أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ، وَقَدْ زَادَ عَلَى السِّتِّينِ أَرْبَعَ سِنِينَ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ، غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: «قُتِلَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي جُمَادَى، لَا أَدْرِي الْأُولَى أَوِ الْآخِرَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ»
- قَالَ يَحْيَى: فَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عُرْوَةُ «أَنَّ الزُّبَيْرَ أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَهُوَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، وَإِنْ كَانَ أَقَامَ عَشْرَ سِنِينَ، فَالزُّبَيْرُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: «قُتِلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: " قُتِلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بِوَادِي السِّبَاعِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا انْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ جَعَلَ يَقُولُ :
[البحر الكامل]
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَوْ أَنَّ عِلْمِيَ نَافِعِي ... أَنَّ الْحَيَاةَ مِنَ الْمَمَاتِ قَرِيبُ،
ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَتَلَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ"
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ، يَقُولُ: «الزُّبَيْرُ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُتِلَ بِسَفْوَانَ، قَتَلَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِفَضَالَةَ بْنِ حَابِسٍ، وَنُفَيْعٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ سَلَّ السَّيْفَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، سَمِعَ نَفْخَةً نَفَخَهَا الشَّيْطَانُ، أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ يَشُقُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ مَالَكَ: يَا زُبَيْرُ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ "
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، سَمِعَ نَفْخَةً، مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ مُحَمَّدًا، أُخِذَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ، وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً فَسَلَّ سَيْفَهُ، وَخَرَجَ يَشْتَدُّ فِي الْأَزِقَّةِ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ وَالْسَّيْفُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا شَأْنُكَ» قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّكَ قَدْ أُخِذْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كُنْتَ تَصْنَعُ؟» ، قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي هَذَا مِنْ أَخْذَكَ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِسَيْفِهِ وَقَالَ: «انْصَرِفْ» رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا سِكِّينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمَوْصِلِ، قَالَ: " صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَأَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ بِأَرْضِ قَفْرٍ، فَقَالَ: اسْتُرْنِي، فَسَتَرْتُهُ فَحَانَتْ مِنِّي إِلَيْهِ الْتِفَاتَةٌ، فَرَأَيْتُهُ مُجَدَّعًا بِالسُّيُوفِ، قُلْتُ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ بِكَ آثَارًا مَا رَأَيْتُهَا بِأَحَدٍ قَطُّ، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتَ ذَاكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا مِنَهَا جِرَاحَةٌ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "
وَمِنْ أَسْمَائِهِ الْمُشْتَقَّةِ مِنْ أَحْوَالِهِ الْحَوَارِيُّ وَالْجَادُّ وَالْمُفَدَّى بِالْأَبَوَيْنِ وَرُكْنُ الدِّينِ وَعَمُودُ الْإِسْلَامِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيُّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي» رَوَاهُ عَنْ جَابِرٍ، وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو الزُّبَيْرَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ
- فَأَمَّا حَدِيثُ وَهْبٍ فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ الزُّبَيْرَ حَوَارِيَّ» وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَخَالَفَ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الزُّبَيْرِ
- فَحَدَّثْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأُشْنَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثَنَا السَّرَّاجُ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ مِثْلَهُ وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَقِيلٍ
- فَحَدَّثْنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَرْتَنِيسِيُّ، ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» وَرَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دُحَيْمٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الْجَنَّةِ»
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ» ، قُلْتُ: أَنَا، فَذَهَبْتُ فَلَمَّا جِئْتُ إِلَيْهِ، قَالَ لِي: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ هَارُونَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عُرْوَةَ أَنَّ مُطِيعَ بْنَ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " لَوْ عَهِدْتُ عَهْدًا أَوْ تَرَكْتُ تَرِكَةً، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنَّ أَجْعَلَهَا إِلَيْهِ: الزُّبَيْرِ، فَإِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّينِ "
- وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا بَلِيلُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا أَبُو عَوْفٍ الْيَزُورِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوْصَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَمُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ، لِمُطِيعٍ: لَا أَقْبَلُ لَكَ وَصِيَّةً، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ، مَا أَبْتَغِي فِي ذَلِكَ إِلَّا قَوْلَ عُمَرَ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ عَهِدْتُ عَهْدًا أَوْ تَرَكْتُ تَرِكَةً مَا أَوْصَيْتُ إِلَّا إِلَى الزُّبَيْرِ، إِنَّ الزُّبَيْرَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّينِ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ مُطِيعَ بْنَ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: «مَنْ عَهِدَ مِنْكُمْ إِلَى الزُّبَيْرِ فَإِنَّ الزُّبَيْرَ عَمُودٌ مِنْ عُمُدِ الْإِسْلَامِ»
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِصَامٍ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَقُولُ: أَنَا ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وَإِلَّا فَلَا»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَا: عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ يَرِيمَ، قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: عَنْ سُمَيٍّ، أَوْ مُغِيثٍ، وَقَالَ الْحَارِثُ: عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ، قَالَ: «كَانَ لِلزُّبَيْرِ أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدُّونَ الْخَرَاجَ، مَا يَدْخُلُ سَنَةً مِنْ خَرَاجِهِمْ دِرْهَمٌ»
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابُورَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «قُتِلَ الزُّبَيْرُ وَتَرَكَ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ، فَوَرَثَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ رُبْعَ الثُّمُنِ أَلْفَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، خَلَّفَ عِشْرِينَ وَلَدًا عَشْرَةً ذُكُورًا وَعَشَرَةً إِنَاثًا، خَلَّفَ عَبْدَ اللهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِالْمَدِينَةِ، وَالْمُنْذِرَ، وَعُرْوَةَ، وَعَاصِمًا، وَالْمُهَاجِرَ وَخَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَأُمَّ حَسَنٍ وَعَائِشَةَ، أُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، وَخَالِدًا، وَعَمْرًا وَحَبِيبَةَ وَسَوْدَةَ وَهِنْدًا، أُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ وَسَمِعَتْ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَتْ عَنْهُ، وُلِدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَمُصْعَبَ، وَحَمْزَةَ وَرَمْلَةَ أُمُّهُمُ الرَّبَابُ بِنْتُ أَنِيفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلِيمِ بْنِ جَنَابِ بْنِ هُبَلِ بْنِ كَلْبٍ، وَعُبَيْدَةَ، وَجَعْفَرًا وَحَفْصَةَ أُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدٍ، مِنْ بَنِي قَيْسٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ، أُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَخَدِيجَةَ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا الْحَلَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شِحْنَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قَيْسٍ»
مَعْرِفَةُ مَا أَسْنَدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى عَنْهُ مِنَ الْمُتُونِ نَيْفًا وَثَلَاثِينَ حَدِيثًا بِمَرَاسِيلِهَا فَمِنْ صِحَاحِ حَدِيثِهِ وَغَرَائِبِهِ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو مَسْعُودٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ح وَثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، وَفَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، قَالَا: ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ح وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَلِمَةً، قَالَ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقَلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَغُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ وَبْرَةَ الْمُسْتَمْلِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبْرَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ إِلَّا وَهُوَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدِّثْنِي حَتَّى أُحَدِّثَ عَنْكَ، قَالَ: إِنِّي حَوَارِيُّهُ وَابْنُ عَمَّتِهِ وَإِنَّهُ لَبَعْلُ خَالَتِكَ عَائِشَةَ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وَرَوَاهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَهْ، مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ كُلَّ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُونَ عَنْ آبَائِهِمْ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، كُلُّهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ ثُمَّ يَجِئَ فَيَضَعُهُ فِي السُّوقِ فَيَبِيعَهُ ثُمَّ يَسْتَعِينَ بِهِ فَيُنْفِقَهُ عَلَى نَفْسِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ الْحَمَّادَانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَجَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدَةُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ فِي آخَرِينَ، وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ ثَابِتٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بِإِسْنَادِهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كُنَاسَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ هِشَامٍ وَرَوَاهُ عَنْهُ الْأَئِمَّةُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضَّلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قُرَيْشًا بِسَبْعِ خِصَالٍ: فَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُمْ عَبْدُوا اللهَ عَشْرَ سِنِينَ، لَا يَعْبُدُهُ إِلَّا قُرَشِيٌّ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُ نَصْرَهُمْ يَوْمَ الْفِيلِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُمْ نَزَلَتْ فِيهِمْ سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّ فِيهِمُ النُّبُوَّةَ، وَالْخِلَافَةَ وَالْحِجَابَةَ، وَالسِّقَايَةَ " هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبٍ فِيمَا قَالَ سُلَيْمَانُ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ السَّمَّانُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَكْنَا بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا لَا نَقْطَعُ وَادِيًا وَلَا نَصْعَدُ صَعُودًا وَلَا نَهْبِطُ إِلَّا كَانُوا مَعَنَا» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَكُونُ أَنْ يَكُونُوا مَعَنَا وَلَمْ يَشْهَدُوا، قَالَ: «نِيَّاتُهُمْ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا فَيُذَكِّرُنَا بِأَيَّامِ اللهِ حَتَّى يُعْرَفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَكَأَنَّهُ رَجُلٌ يَتَخَوَّفُ أَنْ يُصْبِحَهُمُ الْأَمْرُ غُدْوَةً، وَكَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَمْ يَبْتَسِمْ ضَاحِكًا حَتَّى يَرْتَفِعَ عَنْهُ» وَهَذَا الْحَدِيثُ تَابَعَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ فِيهِ وَهْبَ بْنَ جَرِيرٍ، فَقَالَ: عَنْ عَلِيٍّ أَوِ الزُّبَيْرِ، رَوَاهُ عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ عَلَى الشَّكِّ، وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ عَلَى مَا ذَكَرْنَا بِغَيْرِ شَكٍّ، عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ إِنْ كَانَ صَاحِبَ عَلِيٍّ، وَسَعْدٌ، وَابْنُ مَسْعُودٍ فَهُوَ الْمُرَادِيُّ الْجَمَلِيُّ يَرْوِي عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ وَيَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا هَارُونُ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ سُنَنِ قَوْمِ لُوطٍ قَدْ فُقِدَتْ إِلَّا ثَلَاثٌ، جَرُّ نِعَالِ السُّودِ، وَخَضْبُ الْأَظْفَارِ، وَكَشْفٌ عَنِ الْعَوْرَةِ» ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: " سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَهَاهُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: " كَانَ الزُّبَيْرُ يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدَ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّىَ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ، أُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، حَتَّى هَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، أَوَّلُ مَنْ سَلَّ السَّيْفَ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ صَاحِبَ الرَّايَةِ يَوْمَ الْفَتْحِ، اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ، شَهِدَ بَدْرًا فَارِسًا وَلَمْ يُشْهِدْهُ فَارِسًا غَيْرُهُ وَالْمِقْدَادُ، مَعَهُمَا فُرْسَانُ كَانَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمَيْمَنَةِ، وَالْمِقْدَادُ عَلَى الْمَيْسَرَةِ، شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا وَكَانَ يَضْرِبُ لَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَغَانِمِ بِأَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ، سَهْمٍ لَهُ وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ، وَسَهْمٍ مِنْ سِهَامِ ذَوِي الْقُرْبَى
- حَدَّثَنَا فَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: هَاجَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثُمَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، يَقُولُ: " كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَبْيَضَ طَوِيلًا مُخَفِّفًا خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا ابْنُ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبِيِّ الزُّبَيْرِ وَأَنَا غُلَامٌ، فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، إِلَى الْخِفَّةِ مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ، وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةٌ، أَسْمَرَ اللَّوْنِ أَشْعَرَ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا ابْنُ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: «كَانَ الزُّبَيْرُ لَا يُغَيِّرُ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا أَبُو غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ الزُّبَيْرُ طَوِيلًا، تَخُطُّ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ إِذَا رَكِبَ الدَّابَّةَ أَشْعَرَ، وَرُبَّمَا أَخَذْتُ بِشَعْرِ كَتِفَيْهِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ، غَزَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، «أَنَّ الزُّبَيْرَ، أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَجَعَلَ عَمُّهُ يُعَذِّبُهُ كَيْ يَتْرُكَ الْإِسْلَامَ، فَيَأْبَى الزُّبَيْرُ، فَلَمَّا رَأَى عَمُّهُ أَنْ لَا يَتْرُكَ تَرَكَهُ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: " أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَهَاجَرَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ، وَكَانَ عَمُّ الزُّبَيْرِ يُعَلِّقُ الزُّبَيْرَ فِي حَصِيرٍ وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَهُوَ يَقُولُ: ارْجِعْ إِلَى الْكُفْرِ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لَا أَكْفُرُ أَبَدًا "
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبِي وَعَمِّي أَبُو بَكْرٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ، غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،
ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَهْ، ثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «قُتِلَ أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ، وَقَدْ زَادَ عَلَى السِّتِّينِ أَرْبَعَ سِنِينَ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ، غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: «قُتِلَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي جُمَادَى، لَا أَدْرِي الْأُولَى أَوِ الْآخِرَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ»
- قَالَ يَحْيَى: فَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عُرْوَةُ «أَنَّ الزُّبَيْرَ أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَهُوَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، وَإِنْ كَانَ أَقَامَ عَشْرَ سِنِينَ، فَالزُّبَيْرُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: «قُتِلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: " قُتِلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بِوَادِي السِّبَاعِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ يُكْنَى: أَبَا عَبْدِ اللهِ "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا انْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ جَعَلَ يَقُولُ :
[البحر الكامل]
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَوْ أَنَّ عِلْمِيَ نَافِعِي ... أَنَّ الْحَيَاةَ مِنَ الْمَمَاتِ قَرِيبُ،
ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَتَلَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ"
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ، يَقُولُ: «الزُّبَيْرُ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُتِلَ بِسَفْوَانَ، قَتَلَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِفَضَالَةَ بْنِ حَابِسٍ، وَنُفَيْعٍ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ سَلَّ السَّيْفَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، سَمِعَ نَفْخَةً نَفَخَهَا الشَّيْطَانُ، أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ يَشُقُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ مَالَكَ: يَا زُبَيْرُ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ "
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، سَمِعَ نَفْخَةً، مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ مُحَمَّدًا، أُخِذَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ، وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً فَسَلَّ سَيْفَهُ، وَخَرَجَ يَشْتَدُّ فِي الْأَزِقَّةِ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ وَالْسَّيْفُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا شَأْنُكَ» قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّكَ قَدْ أُخِذْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كُنْتَ تَصْنَعُ؟» ، قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي هَذَا مِنْ أَخْذَكَ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِسَيْفِهِ وَقَالَ: «انْصَرِفْ» رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا سِكِّينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمَوْصِلِ، قَالَ: " صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَأَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ بِأَرْضِ قَفْرٍ، فَقَالَ: اسْتُرْنِي، فَسَتَرْتُهُ فَحَانَتْ مِنِّي إِلَيْهِ الْتِفَاتَةٌ، فَرَأَيْتُهُ مُجَدَّعًا بِالسُّيُوفِ، قُلْتُ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ بِكَ آثَارًا مَا رَأَيْتُهَا بِأَحَدٍ قَطُّ، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتَ ذَاكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا مِنَهَا جِرَاحَةٌ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "
وَمِنْ أَسْمَائِهِ الْمُشْتَقَّةِ مِنْ أَحْوَالِهِ الْحَوَارِيُّ وَالْجَادُّ وَالْمُفَدَّى بِالْأَبَوَيْنِ وَرُكْنُ الدِّينِ وَعَمُودُ الْإِسْلَامِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيُّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي» رَوَاهُ عَنْ جَابِرٍ، وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو الزُّبَيْرَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ
- فَأَمَّا حَدِيثُ وَهْبٍ فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ الزُّبَيْرَ حَوَارِيَّ» وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَخَالَفَ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الزُّبَيْرِ
- فَحَدَّثْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأُشْنَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثَنَا السَّرَّاجُ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ مِثْلَهُ وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَقِيلٍ
- فَحَدَّثْنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَرْتَنِيسِيُّ، ثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» وَرَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دُحَيْمٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الْجَنَّةِ»
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ» ، قُلْتُ: أَنَا، فَذَهَبْتُ فَلَمَّا جِئْتُ إِلَيْهِ، قَالَ لِي: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ هَارُونَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عُرْوَةَ أَنَّ مُطِيعَ بْنَ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " لَوْ عَهِدْتُ عَهْدًا أَوْ تَرَكْتُ تَرِكَةً، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنَّ أَجْعَلَهَا إِلَيْهِ: الزُّبَيْرِ، فَإِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّينِ "
- وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا بَلِيلُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا أَبُو عَوْفٍ الْيَزُورِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوْصَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَمُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ، لِمُطِيعٍ: لَا أَقْبَلُ لَكَ وَصِيَّةً، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ، مَا أَبْتَغِي فِي ذَلِكَ إِلَّا قَوْلَ عُمَرَ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ عَهِدْتُ عَهْدًا أَوْ تَرَكْتُ تَرِكَةً مَا أَوْصَيْتُ إِلَّا إِلَى الزُّبَيْرِ، إِنَّ الزُّبَيْرَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّينِ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ مُطِيعَ بْنَ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: «مَنْ عَهِدَ مِنْكُمْ إِلَى الزُّبَيْرِ فَإِنَّ الزُّبَيْرَ عَمُودٌ مِنْ عُمُدِ الْإِسْلَامِ»
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِصَامٍ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَقُولُ: أَنَا ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وَإِلَّا فَلَا»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَا: عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ يَرِيمَ، قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: عَنْ سُمَيٍّ، أَوْ مُغِيثٍ، وَقَالَ الْحَارِثُ: عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ، قَالَ: «كَانَ لِلزُّبَيْرِ أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدُّونَ الْخَرَاجَ، مَا يَدْخُلُ سَنَةً مِنْ خَرَاجِهِمْ دِرْهَمٌ»
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابُورَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «قُتِلَ الزُّبَيْرُ وَتَرَكَ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ، فَوَرَثَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ رُبْعَ الثُّمُنِ أَلْفَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، خَلَّفَ عِشْرِينَ وَلَدًا عَشْرَةً ذُكُورًا وَعَشَرَةً إِنَاثًا، خَلَّفَ عَبْدَ اللهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِالْمَدِينَةِ، وَالْمُنْذِرَ، وَعُرْوَةَ، وَعَاصِمًا، وَالْمُهَاجِرَ وَخَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَأُمَّ حَسَنٍ وَعَائِشَةَ، أُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، وَخَالِدًا، وَعَمْرًا وَحَبِيبَةَ وَسَوْدَةَ وَهِنْدًا، أُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ وَسَمِعَتْ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَتْ عَنْهُ، وُلِدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَمُصْعَبَ، وَحَمْزَةَ وَرَمْلَةَ أُمُّهُمُ الرَّبَابُ بِنْتُ أَنِيفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلِيمِ بْنِ جَنَابِ بْنِ هُبَلِ بْنِ كَلْبٍ، وَعُبَيْدَةَ، وَجَعْفَرًا وَحَفْصَةَ أُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدٍ، مِنْ بَنِي قَيْسٍ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ، أُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَخَدِيجَةَ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا الْحَلَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شِحْنَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قَيْسٍ»
مَعْرِفَةُ مَا أَسْنَدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى عَنْهُ مِنَ الْمُتُونِ نَيْفًا وَثَلَاثِينَ حَدِيثًا بِمَرَاسِيلِهَا فَمِنْ صِحَاحِ حَدِيثِهِ وَغَرَائِبِهِ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو مَسْعُودٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ح وَثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، وَفَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، قَالَا: ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ح وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَلِمَةً، قَالَ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقَلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَغُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ وَبْرَةَ الْمُسْتَمْلِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبْرَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ إِلَّا وَهُوَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدِّثْنِي حَتَّى أُحَدِّثَ عَنْكَ، قَالَ: إِنِّي حَوَارِيُّهُ وَابْنُ عَمَّتِهِ وَإِنَّهُ لَبَعْلُ خَالَتِكَ عَائِشَةَ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وَرَوَاهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَهْ، مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ كُلَّ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُونَ عَنْ آبَائِهِمْ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، كُلُّهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ ثُمَّ يَجِئَ فَيَضَعُهُ فِي السُّوقِ فَيَبِيعَهُ ثُمَّ يَسْتَعِينَ بِهِ فَيُنْفِقَهُ عَلَى نَفْسِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ الْحَمَّادَانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَجَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدَةُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ فِي آخَرِينَ، وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ ثَابِتٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بِإِسْنَادِهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كُنَاسَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ هِشَامٍ وَرَوَاهُ عَنْهُ الْأَئِمَّةُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضَّلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قُرَيْشًا بِسَبْعِ خِصَالٍ: فَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُمْ عَبْدُوا اللهَ عَشْرَ سِنِينَ، لَا يَعْبُدُهُ إِلَّا قُرَشِيٌّ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُ نَصْرَهُمْ يَوْمَ الْفِيلِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُمْ نَزَلَتْ فِيهِمْ سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّ فِيهِمُ النُّبُوَّةَ، وَالْخِلَافَةَ وَالْحِجَابَةَ، وَالسِّقَايَةَ " هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبٍ فِيمَا قَالَ سُلَيْمَانُ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ السَّمَّانُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَكْنَا بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا لَا نَقْطَعُ وَادِيًا وَلَا نَصْعَدُ صَعُودًا وَلَا نَهْبِطُ إِلَّا كَانُوا مَعَنَا» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَكُونُ أَنْ يَكُونُوا مَعَنَا وَلَمْ يَشْهَدُوا، قَالَ: «نِيَّاتُهُمْ»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا فَيُذَكِّرُنَا بِأَيَّامِ اللهِ حَتَّى يُعْرَفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَكَأَنَّهُ رَجُلٌ يَتَخَوَّفُ أَنْ يُصْبِحَهُمُ الْأَمْرُ غُدْوَةً، وَكَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لَمْ يَبْتَسِمْ ضَاحِكًا حَتَّى يَرْتَفِعَ عَنْهُ» وَهَذَا الْحَدِيثُ تَابَعَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ فِيهِ وَهْبَ بْنَ جَرِيرٍ، فَقَالَ: عَنْ عَلِيٍّ أَوِ الزُّبَيْرِ، رَوَاهُ عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ عَلَى الشَّكِّ، وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ عَلَى مَا ذَكَرْنَا بِغَيْرِ شَكٍّ، عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ إِنْ كَانَ صَاحِبَ عَلِيٍّ، وَسَعْدٌ، وَابْنُ مَسْعُودٍ فَهُوَ الْمُرَادِيُّ الْجَمَلِيُّ يَرْوِي عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ وَيَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا هَارُونُ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ سُنَنِ قَوْمِ لُوطٍ قَدْ فُقِدَتْ إِلَّا ثَلَاثٌ، جَرُّ نِعَالِ السُّودِ، وَخَضْبُ الْأَظْفَارِ، وَكَشْفٌ عَنِ الْعَوْرَةِ» ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68171&book=5517#6e5ac5
الزبير بن العوام بن خويلد رضي الله عنه وخديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم عمته -رضوان الله عليهما- وأمه صفية بنت عبد المطلب، وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم الجمل، وقد تنحى عن القتال، فتبعه ابن جُرموز فقتله، رحم الله الزبير.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68171&book=5517#8dea9d
الزبير بن العوام بن خويلد
ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله الأسدي
ابن عمة سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحواريه، وأحد العشرة الذين شهد لهم سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة. شهد بدراً، وأحداً، وغيرهما من المشاهد، وشهد اليرموك، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب، وهو من أهل الشورى، وأمه صفية بنت عبد المطلب.
حدثت سلامة مولاة عائشة بنت عبد الله بن الزبير، وكانت سلامة امرأة صدقٍ، قالت: أرسلتني عائشة بنت عامر إلى هشام بن عروة تقول له: ما لأصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدثون عنه، ولا يحدث عنه الزبير؟ فقال هشام: أخبرني أبي قال: أخبرني عبد الله بن الزبير قال: عناني ذلك فسألت أبي عنه، فقال: يا بني، كانت عندي أمك، وعند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالتك عائشة، وبيني وبينه من القرابة والرحم ما قد علمت، وعمي أم حبيبة بنت أسد جدته، وعمته أمي، وأمه آمنة بنت وهبٍ بن عبد مناف، وجدتي هالة بنت أهيب بن عبد مناف، وزوجته خديجة بنت خويلد عمتي، ولقد نلت من صحابته أفضل ما نال أحدٌ، ولكني سمعته يقول:
من قال علي ما لم أقل تبوأ مقعده من النار.
فلا أحب أن أحدث عنه.
حدث هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الزبير قاعداً، ورجلٌ يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عامة مجلسه. قال: فسكت الزبير حتى انقضت مقالته. قال: فقال الزبير: ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً من هذا! قال: والله يا عبد الله، إنك لحاضر المجلس يومئذٍ. قال: صدقت، إنما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن تجيء: قال رجلٌ من أهل الكتاب. فجعل يذكر عنه، فجئت وهو يذكر ذلك، فذاك الذي يمنعني من الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أبو سليمان الخطابي: لم يخف الزبير على نفسه من الحديث أن يكذب فيه عمداً، ولكنه خاف أن يزل، أو يخطىء: فيكون ما يجري فيه من الغلط كذباً إذ لم يتبين أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قاله.
قال: وفيه من العلم أنه لا يجوز الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشك، وغالب الظن، حتى يتيقن سماعة.
حدث عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: سمعت عبد الله يقول: قدمت مع الزبير من الشام من غزوة اليرموك، فكنت أراه يصلي على راحلته حيثما توجهت.
وعن عبد الله بن الزبير قال: كنت مع الزبير عام اليرموك، فلما تعبأ الناس للقتال لبس الزبير لأمته، ثم جلس على فرسه، ثم قال لموليين له: احبسا عبد الله في الرحل معكما، فإنه غلام صغير، ثم وجه فدخل في الناس، فلما اقتتلوا نظرت إلى ناس وقوفٍ على تلٍّ لا يقاتلون مع الناس، فأخذت فرساً للزبير، خلفه في الرحل، فركبته، ثم ذهبت إلى أولئك، فوقفت معهم، فقلت: أنظر ما يصنع الناس، فإذا أبو سفيان بن حرب في مشيخةٍ من قريش من مهاجرة
الفتح وقوفاً لا يقاتلون. فلما رأوني غلاماً حدثاً فلم يتقوني، فجعلوا إذا مال المسلمون وركبتهم الروم يقولون: إنه أمة بني الأصفر، قال: وإذا مال الروم وركبهم المسلمون قالوا: يا ويح بني الأصفر، فجعلت أعجب من قولهم.
فلما هزم الله الروم، ورجع الزبير، جعلت أخبره خبرهم، قال: فجعل يضحك ويقول: قاتلهم الله، أبوا إلا ضغناً، وماذا لهم في أن يظهر علينا الروم، لنحن خيرٌ لهم منهم. ثم إن الله أنزل نصره، وهزمت الروم وجموع هرقل التي جمعت، وأصيب من الروم وأهل أرمينية والمستعربة سبعون ألفاً، وقتل الله القيفلان.
فلما انهزمت الروم بعث أبو عبيدة عياض بن غنم في طلبهم، فسلك الأعماق حتى بلغ ملطية، فصالحه أهلها على الجزية، ثم انصرف. فلما سمع هرقل بذلك بعث إلى مقاتليها ومن فيها، فساقهم إليه، وأمر بملطية فحرقت.
قال موسى بن طلحة: كان علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله عذار عام واحدٍ، يعني: ولدوا في عام واحدٍ.
حدث أبو الأسود قال: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثماني سنين، وهاجر وهو ابن ثماني عشرة، وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار، ويقول: ارجع إلى الكفر. فيقول الزبير: لا أكفر أبداً.
وعن عروة قال:
أسلم الزبير وهو ابن ثماني سنين، قال: ونفخت نفخةٌ من الشيطان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام ابن اثنتي عشرة سنة، ومعه السيف، فمن رآه ممن لا يعرفه قال: الغلام معه السيف، حتى أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مالك يا زبير؟ قال: أخبرت أنك أخذت. قال: فكنت صانعاً ماذا؟ قال: كنت أضرب من أخذك. قال: فدعا له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولسيفه، وكان أول سيفٍ سل في سبيل الله تعالى.
كان الزبير بن العوام طويلاً، تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة، أشعر، ربما أخذت بشعر كتفيه، متوذف الخلقة.
حدث عروة: أن صفية كانت تضرب الزبير ضرباً شديداً، وهو يتيم، فقيل لها: قتلته خلعت فؤاده، أهلكت هذا الغلام. قالت:
إنما أضربه لكي يلب ... ويجر الجيش ذا الجلب
قال: وكسر يد غلام ذات يوم، فجيء بالغلام إلى صفية، فقيل لها ذلك، فقالت صفية: من الرجز
كيف وجدت زبراً ... أأقطا حسبته أم تمرا
أم مشمعلاً صقرا
وعن ابن عباس: أن علي بن أبي طالب قال له: ما كان معنا إلا فرسان: فرسٌ للزبير، وفرس للمقداد بن الأسود. يعني به يوم بدرٍ.
وعن عبد الله بن الزبير: أن الزبير كانت عليه ملاءةً صفراء يوم بدرٍ، فاعتم بها، فنزلت الملائكة معتمين بعمائم صفر.
وفي حديث آخر بمعناه: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نزلت الملائكة اليوم على سماء أبي عبد الله. وجاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه عمامة صفراء.
وعن عروة قال: قالت عائشة: يا بن أختي، كان أبواك تعني الزبير وأبا بكر من " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح ". قالت: لما انصرف المشركون من أحدٍ، وأصاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ما أصابهم، خاف أن يرجعوا، فقال: من ينتدب لهؤلاء في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة؟ قال: فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين، فخرجوا في آثار القوم، فسمعوا بهم، فانصرفوا. قالت: " فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ ". قال: لم يلقوا عدواً.
وعن داود بن خالدٍ وغيره: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى يوم أحد رجلاً يقتل المسلمين قتلاً عنيفاً، فقال: قم إليه يا زبير. فرقى إليه الزبير حتى إذا علا فوقه اقتحم عليه فاعتنقه، فأقبلا يتحدران حتى وقعا على الأرض، ووقع الزبير على صدره فقتله، فتلقاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبله، وقال: فداك عمٌّ وخالٌ.
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم الخندق: من رجلٌ يأتينا بخير بني قريظة؟ فقال الزبير: أنا. فذهب، ثم قالها الثانية، فقال الزبير: أنا. فذهب، ثم قالها الثالثة، فقال الزبير: أنا فذهب، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل نبي حواري، والزبير حواري وابن عمتي.
وفي حديث بمعناه: فقيل للزبير: يا أبا عبد الله، هل قالها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحدٍ غيرك؟ فقال: لا والله ما علمت قالها لأحدٍ غيري.
وعن زر بن حبيش قال: جاء ابن جرموزٍ قاتل الزبير يستأذن على علي رضي الله عنه، فقال علي: ليدخل النار، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لكل نبي حواريٌّ وحواري الزبير.
وعنه قال: استأذن ابن جرموزٍ على علي، وأنا عنده، فقال علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار، ثم قال علي: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لكل نبي ٍ حواريٌ، وحواري الزبير.
وقتل الزبير يوم الجمل، وقد تنحى عن القتال، فتبعه ابن جرموز فقتله.
وعن هشام بن عروة: أن غلاماً مر بابن عمر، فسئل: من هو؟ فقال: أنا ابن حواري رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال ابن عمر: إن كنت من ولد الزبير، وإلا فلا. قال: فسئل: هل كان أحدٌ يقال له حواريٌّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير الزبير؟ فقال: لا أعلمه.
والحواري: الناصر، وقيل: الحواري: الخالص من كل شيء.
وعن الزبير قال: والله لقد جمع لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ارم فداك أبي وأمي.
حدث مصعب قال:
كان ابن الزبير يحدث أنه كان في فارع، أطم حسان بن ثابت، مع النساء يوم الخندق، ومعهم عمر بن أبي سلمة، فقال ابن الزبير: ومعنا حسان بن ثابت ضارباً وتداً في ناحية الأطم، فإذا حمل أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المشركين انحاز عن الوتد حتى كأنه يقاتل قرناً، يتشبه بهم، كأنه يرى أنه يجاهد حين جبن عن القتال، قال: وإني لأظلم ابن أبي سلمة يومئذ، وهو أكبر مني بسنتين، فأقول له: تحملني على عنقك حتى أنظر، فإني أحملك إذا نزلت، قال: فإذا حملني ثم سألني أن يركب قلت له: هذه المرة،. قال: وإني لأنظر إلى أبي معلماً بصفرةٍ، فأخبرتها أبي بعد، فقال: وأين أنت حينئذٍ؟ قلت: على عنق ابن أبي سلمة يحملني. فقال: أما والذي نفسي بيده إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذٍ ليجمع لي أبويه.
فقال ابن الزبير: فجاء يهودي يرتقي إلى الحصن، فقالت صفية لحسان: عندك
يا حسان، فقال: لو كنت مقاتلاً كنت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقالت صفية له: أعطني السيف، فأعطاها، فلما ارتقى اليهودي ضربته حتى قتلته، ثم احتزت رأسه، فأعطته حسان، وقالت: طوح به، فإن الرجل أشد رمية من المرأة، تريد أن ترعب أصحابه.
قال ابن أبي الزناد: ضرب الزبير بن العوام يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة بالسيف على مغفره، فقطعه إلى القربوس، فقالوا: ما أجود سيفك. فغضب الزبير: يريد أن العمل ليده لا لسيفه.
قال ابن واقد في خيبر: قالوا: وبرز أسير، وكان رجلا أيداً، وكان إلى القصر، فجعل يصيح: من يبارز؟ فبرز له محمد بن مسلمة، فاختلفا ضرباتٍ، ثم قتله محمد بن مسلمة، ثم برز ياسر، وكان من أشدائهم، وكانت معه حربةٌ يحوش بها المسلمين حوشاً، فبرز له علي بن أبي طالب، فقال الزبير: أقسمت عليك إلا خليت بيني وبينه، ففعل علي، وأقبل ياسر بحربته يسوق بها الناس، فبرز له الزبير، فقالت صفية: يا رسول الله، واحدي، ابني يقتل يا رسول الله. فقال: بل ابنك يقتله. قال فاقتتلا قال: فقتله الزبير، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فداك عمٌ وخالٌ. وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل نبيٍّ حواريٌّ، وحواري الزبير وابن عمتي، فلما قتل مرحب وياسر قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبشروا قد ترحبت خيبر وتيسرت.
وعن الزبير عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة، فدخل الزبير مكة بلواءين.
عن سعيد بن المسيب قال: لما انهزم المشركون يوم حنينٍ، خرج مالك بن عوف عند الهزيمة حتى وقف على فوارس
من قومه على ثنيةٍ، فقال لأصحابه: قفوا حتى يمر ضعفاء الناس، ويحلق آخركم بكم.
قال: فبينا هم كذلك طلعت عليها خيلٌ، فقال مالك بن عوف: ماذا ترون؟ قالوا: نرى قوماً واضعين الرماح بين آذان الخيل، طوال، بوادهم عليها. فقال: هذه بنو سليم، اثبتوا فلا بأس عليكم منهم، فلما أتوا أسفل الثنية سلكوا بطن الوادي ذات اليسار.
قال: ثم طلعت خيلٌ أخرى تتبعها، فقال لأصحابه: ما ترون؟ قالوا: نرى أقواماً جاعلين الرماح على أكفال الخيل. قال: هذه الأوس والخزرج، اثبتوا: فلا بأس عليكم منهم. فلما انتهوا إلى أسفل الثنية سلكوا طريق بني سليم.
ثم طلع فارسٌ واحدٌ، فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ قالوا: نرى فارساً طويل النجاد، هول الفخذ، واضع الرمح. قال: هذا الزبير بن العوام، وأحلف بالله ليخالطنكم، فاثبتوا. قال: فلما انتهى إلى أسفل الثنية أبصر القوم، فعمد إليهم، فلم يزل يطاعنهم حتى أزالوا عنها.
وعن أسماء بنت أبي بكرٍ قالت: عندي للزبير ساعدان من ديباج، كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاها إياه يقاتل فيهما.
وعن عروة قال: أعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزبير بن العوام يلمق حريرٍ محشواً بالقز، يقاتل فيه.
وعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: أسهم الزبير سهمين لفرسه، وسهماً لنفسه، ولأمه سهم في ذي القربى، فكان يأخذ أربعة أسهم.
كان سفيان يقول: هؤلاء الثلاثة بجدة أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام.
وعن عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال:
جاء رجل إلى علي بن أبي طالب، وهو في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: يا أبا الحسن، من أشجع الناس؟ فقال له: ذاك الذي يغضب غضب النمر، ويثب وثوب الأسد، وأشار إلى الزبير، فقام إلى الزبير ولا يشعر بما قال علي، فقال له: يا أبا عبد الله، من أشجع الناس؟ قال: الذي كسر وجبر، أراد بقوله: كسر وجبر أن القرن إذا كسر وجبر كان أشد منه في أوله.
قال علي بن زيد: أخبرني من رأى الزبير بن العوام وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرمي.
قال حفص بن خالد: حدثني شيخ قدم علينا من الموصل، قال: صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره، فأصابته جنايةٌ بأرضٍ قفرٍ، فقال: استرني. فسترته، فحانت مني التفاتةٌ، فرأيته مخذعاً بالسيوف، فقلت: والله لقد رأيت بك آثاراً ما رأيتها بأحدٍ قط! فقال: وقد رأيت ذلك؟ قلت: نعم. فقال: أما والله ما منها جراحةٌ إلا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي سبيل الله.
قال هشام بن عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقه، إن كانت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدرٍ، وواحدة يوم اليرموك.
قال عروة: قال عبد الملك بن مروان حين قتل عبد الله بن الزبير: يا عروة، هل تعرف سيف الزبير؟ قال: قلت: نعم. قال: فما فيه؟ قال: قلت: فيه فلةٌ فلها يوم بدر. قال: صدقت، فاستله، فرآها فيه فقال: من الطويل:
بهن فلولٌ من قراع الكتائب
ثم أغمدة، ثم رده علي. قال هشام: فأقمناه بيننا بثلاثة آلاف، فأخذه بعضنا، ولوددت أني كنت أخذته.
وعن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان على جبل حراء، فتحرك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسكن حراء، فما عليك إلا نبيٌّ، أو صديقٌ، أو شهيدٌ، وكان عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص.
قال عبد الرحمن بن الأخنس: شهدت المغيرة بن شعبة يخطب بالكوفة، فذكر علياً فنال منه، فقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أشهد أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أنا في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، ولو شئت أن أسمي العاشر، قال: ثم سمي نفسه.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم قال: لمشهد رجلٍ منهم مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغبر فيه وجهه خيرٌ من عمل أحدكم، ولو عمر عمر نوح.
وعن عقبة بن علقمة اليشكري قال: سمعت علياً يوم الجمل يقول: سمعت من في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: طلحة الزبير جاراي في الجنة.
وعن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم إنك باركت لأمتي في أصحابي، فلا تسلبهم البركة، وباركت لأصحابي في أبي بكرٍ فلا تسلبه البركة، اللهم واجمعهم عليه، ولا تعسر أمره، فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللهم وأعن عمر بن الخطاب، وصبر عثمان بن عفان، ووفق علياً، واغفر لطلحة، وثبت الزبير، وسلم سعداً، وفقه عبد الرحمن، وألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان.
وعن الزبير قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حاجة في يوم باردٍ، فجئت ومعه بعض نسائه في لحافٍ، فأدخلني في لحافه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن عمرو بن ميمون قال: قال عمر بن الخطاب: إنهم يقولون: استخلف علينا. فإن حدث بي حدثٌ فالأمر في هؤلاء الستة الذين فارقهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راضٍ: علي بن أبي طالب، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف.
وعن سالم بن عبد الله بن عمر قال: لما طعن عمر وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته، فقالت له: يا أبه إن الناس يزعمون أن هؤلاء الستة ليسوا برضىً. قال: أسندوني، أسندوني. فلما أسند قال: ما عسى أن يقولوا في علي بن أبي طالب؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يا علي يدك في يدي، تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل.
ما عسى أن يقولوا في عثمان بن عفان؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يوم يموت عثمانٌ تصلي عليه ملائكة السماء. قال: قلت: يا رسول الله، عثمان خاصةً أم الناس عامةً؟ قال: عثمان خاصة.
ما عسى أن يقولوا في طلحة بن عبيد الله؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة قرية، وقد سقط رحله، فقال: من يسوي رحلي، وهو في الجنة؟ فبدر طلحة بن عبيد الله، فسواه، حتى ركب، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا طلحة هذا جبريل يقرئك السلام ويقول: أنا معك في أهوال القيامة حتى أنجيك منها.
ما عسى أن يقولوا في الزبير بن العوام؟ رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد نام، فجلس الزبير يذب عن وجهه حتى استيقظ، فقال له: يا أبا عبد الله، لم تزل؟ قال: لم أزل بأبي أنت
وأمي. قال: هذا جبريل يقرئك السلام ويقول: أنا معك يوم القيامة حتى أذب عن وجهك شرر جهنم.
ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدرٍ، وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرةً فيدفعها إليه، ويقول: ارم فداك أبي وأمي.
ما عسى أن يقولوا في عبد الرحمن بن عوف؟ رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في منزل فاطمة والحسن والحسين يبكيان جوعاً، ويتضوران، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يصلنا بشيءٍ؟ فطلع عبد الرحمن بن عوف بصفحة فيها حيسٌ ورغيفان بينهما إهالة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كفاك الله أمر دنياك، فأما آخرتك فأنا لها ضامنٌ.
وعن عروة عن مروان بن الحكم أنه حدثه: أن عثمان بن عفان اشتكى عام الرعاف حتى قعد عن الحج، قال: فدخل عليه رجلان فقال أحدهما: استخلف يا أمير المؤمنين. فقال عثمان: أوَقالوه؟ قال: نعم. قال: من؟ فسكت وجلس، قال: ثم دخل الآخر، فقال: استخلف يا أمير المؤمنين. فقال: أوَقالوه؟ قال: نعم. قال: من؟ فسكت، قال: فقال عثمان: فلعلهم قالوا: الزبير بن العوام؟ قالوا: نعم. فقال عثمان: والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال عروة: أخبر به مروان ولا إخاله يهتم لنا.
وعن عروة قال: أوصى إلى الزبير عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، والمقداد بن الأسود، ومطيع بن الأسود. وقال لمطيع: لا أقبل وصيتك، فقال له مطيع: أنشدك الله والرحم، والله ما أتبع في ذلك إلا رأي عمر بن الخطاب، إني سمعت عمر يقول: لو تركت تركةً، أو عهدت عهداً إلى أحد لعهدت إلى الزبير بن العوام، إنه ركن من أركان الدين.
وعن هشام بن عروة قال: أوصت عائشة، وحكيم بن حزام إلى عبد الله بن الزبير. وأوصى إلى الزبير سبعةً من
أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم عثمان، والمقداد، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، فكان يحفظ عليهم أموالهم، وينفق على أبنائهم من ماله.
وعن هشام بن عروة قال: أوصى عثمان بن عفان إلى الزبير بن العوام بصدقته حتى يدرك ابنه عمرو بن عثمان، وأوصى إليه عبد الرحمن بن عوف، وأوصى إليه مطيع بن الأسود، وأوصى إليه أبو العاص بن الربيع ببنيته أمامة من ابنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوجها علي بن أبي طالب، وأوصى إليه عبد الله بن مسعود، وأوصى إليه المقداد بن عمرو.
وعن أبي رجاء قال: شهدت الزبير يوماً، وأتاه رجلٌ فقال: ما شأنكم يا أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! أراكم أخف الناس صلاةً؟ قال: نبادر الوسواس.
كان الزبير يقول: أيكم استطاع أن يكون له خبية من عمل صالح فليفعل.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال: كان للزبير ألف غلامٍ يؤدون إليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئاً، يتصدق به كله.
وعن جويرية قال: باع الزبير داراً له بست مئة ألفٍ، فقيل له: يا أبا عبد الله، غبنت! قال: كلا، والله لتعلمن أني لم أغبن، هي في سبيل الله.
وعن ميمون بن مهران قال: كانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط تحت الزبير بن العوام، وكان فيه شدة على النساء، فكانت له كارهة، وكانت تسأله الطلاق، فيأبى عليها، فضربها الطلق وهو لا يعلم، فألحت عليه حتى طلقها واحدةً، وهو يتوضأ للصلاة، ثم خرج فتبعه إنسان من أهله، فأخبره أنها قد وضعت، فقال: خدعتني خدعها الله، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر ذلك له، فقال: سبق فيها كتاب الله، اخطبها. قال: لا ترجع إلي.
وعن علي رضي الله عنه قال: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله فقلبه.
وعن هشام: أن الزبير لما قتل عمر بن الخطاب محا نفسه من الديوان، وأن عبد الله بن الزبير لما قتل عثمان محا نفسه من الديوان
وحدث جماعةً من الرواة دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين قال: لما دنا علي وأصحابه من طلحة والزبير، ودنت الصفوف بعضاً من بعض خرج عليٌّ وهو على بغلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنادى: ادعوا لي الزبير بن العوام. فدعي له الزبير، فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما، فقال علي: يا زبير، نشدتك بالله أتذكر يوم مر بك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مكان كذا وكذا، فقال: يا زبير أتحب علياً؟ قلت: ألا أحب ابن خالي وابن عمتي، وعلى ديني؟ فقال: يا علي أتحبه؟ قلت: يا رسول الله، ألا أحب ابن عمتي وعلى ديني؟ فقال: يا زبير أما والله لتقاتلنه أنت، وأنت ظالمٌ له؟ قال: بلى والله لقد أنسيته منذ سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكرته الآن، والله لا أقاتلك.
فرجع الزبير على دابته يشق الصفوف، فعرض له ابنه عبد الله بن الزبير: وقال: مالك؟ قال: ذكرني عليٌّ حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعته يقول: لتقاتلنه وأنت ظالم له، فلا أقاتله. قال: وللقتال جئت؟ إنما جئت لتصلح بين الناس، ويصلح الله هذا الأمر. قال: قد حلفت ألا أقاتله. قال: فأعتق غلامك جرجس، وقف حتى تصلح بين الناس. فأعتق غلامه، ووقف، فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه.
روت عجوزٌ من عبد القيس كانت تداوي الجرحى مع علي بن أبي طالب عليه السلام، قالت: إني ذات يوم شاهدة يوم الجمل إذ جاء راكبٌ على فرس ينادي: ألا فيكم عمار؟ فقال عمار: هذا رسول طلحة والزبير أرسلا ينظران، فيكم أنا. فقال عمار: نعم أنا عمار. فنزل الرجل فقال: احسر لي عن رأسك. فحسر عمار عن رأسه، قال: فلمس الرجل أذن عمارٍ وقال: كانت لعمار زنمةٌ في أذنه. فلمسها، ثم ركب راجعاً.
فأخبر الزبير بذلك، فرجع الزبير حتى أتى وادي السباع، فأتاه ابن جرموز فقتله، فبلغ ذلك علياً، فقال: أما والله ما رجع جبناً، ولكنه رجع تائباً.
وفي حديث آخر: فنادى عليٌّ بن أبي طالب الزبير: وهو بين الصفين قال: تعالى حتى أكلمك. فأتاه حتى اختلفت أعناق دابتيهما، فقال له: يا زبير، أنشدك الله أخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي وأنت معه، فضرب كتفك، ثم قال لك: كأنك قد قاتلت هذا؟ قال: اللهم نعم. قال: فأين جئت وقد سمعت هذا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا أقاتلك.
فرجع فسار ليلتين من البصرة، فمر على ماء لبني مجاشعٍ، فعرفه رجل من تميم يقال له: ابن جرموز، فقتله، وجاء بسيفه إلى علي، فقال: هذا سيف الزبير، وقد قتلته، فقال عليٌّ: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وعن عبد العزيز السلمي قال: لما انصرف الزبير يوم الجمل جعل يقول: من الكامل
ولقد علمت لو أن علمي نافعي ... أن الحياة من الممات قريب
ثم لم ينشب أن قتله ابن جرموز.
ومن حديث آخر: أن ابن جرموز أخذ رأس الزبير وسيفه، وأتى بهما علياً، فأخذه علي، وقال: سيف والله، طالما جلي به عن وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكرب، ولكن الحين ومصارع السوء. ودفن الزبير رحمة الله بوادي السباع، وجلس علي يبكي عليه وهو وأصحابه.
وعن النعمان بن بشير قال: كنا مع علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة، وهو مجتنح لشقه، فخضنا في ذكر
عثمان وطلحة والزبير، فاجتنح لشقه الأيمن، فقال: فيم خضتم؟ فقلنا: خضنا في عثمان وطلحة والزبير، وحسبنا أنك نائمٌ. فقال علي: " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ". فأنا وعثمان وطلحة والزبير. ثم قال: وأنا من شيعة عثمان وطلحة والزبير، ثم قال: " ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخواناً على سررٍ متقابلين ". قال: ذلك عثمان، وطلحة، والزبير، وأنا من شيعة عثمان، وطلحة، والزبير، رضي الله عنهم أجمعين.
وعن الحسن قال: لما ظفر عليٌّ بالجمل دخل الدار والناس معه، قال علي: إني لأعلم قائد فتنةٍ دخل الجنة، وأتباعه إلى النار. فقال الأحنف: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: الزبير.
قال أبو نضرة: لما أتي علي بقتل الزبير وبخاتمه وبسيفه بكى عليه، وبكى بنوه، وقال: نغص علينا قتل الزبير ما نحن فيه. ومما قيل في قتل الزبير قول عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت تحته: من الكامل
غدر ابن جرموز بفارس بهمةٍ ... يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد
شلت يمينك إن قتلت لمسلماً ... حلت عليك عقوبة المتعمد
حدث هشام عن أبيه عن الزبير: أنه أوصى بالثلث، وأنه لم يدع ديناراً ولا درهماً، قال: وترك من العروض قيمة خمسين ألفاً.
قال عبد الله بن الزبير: قال لي أبي يوم الجمل: يا بني، انظر ديني وهو ألف ألفٍ ومئتا ألف.
وعن ابن الزبير قال: ترك عليه الزبير من الدين ألف ألف درهم، فقال له رجل: ترك أبوك ألف ألف درهم، وكان على ما كان عليه من الفضل؟ فقال: إنها لم تكن ديناً عليه، ولكنها كانت مواعيد عليه، فكتب مواعيده كما كتب دينه.
وعن هشام بن عروة قال: قيم ميراث الزبير على أربعين ألف ألف.
وعن عروة: أن الزبير ترك من العروض خمسين ألف ألف درهم، ومن العين خمسين ألف ألف درهم.
وكان الزبير يضرب له في المغنم بأربعة أسهم: سهمٍ له. وسهمين لفرسه، وسهمٍ لذي القربى.
قال عروة: كان للزبير بمصر خططٌ وبالاسكندرية خطط، وبالكوفة خطط، وبالبصرة دور، وكانت له غلات تقدم عليه من أعراض المدينة، وكانت عاتكة بنة زيد أخت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل تحت الزبير بن العوام، فلما قتل الزبير كتبت إلى عبد الله بن الزبير بعد حين: قد علمت حبس نفسي بعد أبيك، فإن كانلي عندك شيء فابعث به. فبعث إليها بألفي ألف، ربع ثمن مال الزبير، وكان نساؤه أربعاً مات عنهن، وهن أسماء بنة أبي
بكرامٌ عبد الله بن الزبير، وعاتكة بنت زيد، وابنة خالد بن سعيد، وأم مصعب الكلبية.
قتل الزبير بن العوام في سنة ست وثلاثين، وهو ابن أربعٍ وستين سنة، وقيل: اثنتين وستين، وقيل: إحدى وستين سنة.
قال الزهري: التقوا يوم الجمل، فولى الزبير منهزماً، فأدركه ابن جرموز فقتله، ورمي طلحة، وهو معتزلٌ في بعض الصفوف، بسهم غرب، فقطع من رجله عرق النسا، فتنبج حتى نزف طلحة، فمات، وملك على العراق كله، وذلك على ستة أشهر من مقتل عثمان رضي الله عنهم.
قال سفيان: جاء ابن جرموز إلى مصعب فقال: أقدني بالزبير. قال: فكتب إلى عبد الله بن الزبير، فكتب إليه: أنا أقتل ابن جرموز بالزبير؟ خل عنه، ولا بشسع نعله.
كتب مصعب إلى عبد الله: إني قد أخذت قاتل الزبير.
فكتب إليه عبد الله: لا تخفف عنه، دعه يلق الله بدم الزبير. فتركه، فأسف، فخرج إلى الصياقلة، فنظر إلى سيف، فأعجبه، فاشتراه، ثم حكم في عرض الناس فقتل.
وقيل: إن مصعباً قذفه في سجن، وكتب إلى عبد الله يذكر له أمره، فكتب إليه عبد الله أن بئس ما صنعت، أظننت أني أقتل أعرابياً من بني تميم بالزبير؟ خل سبيله، فخلاه. حتى إذا كان ببعض السواد لحق بقصر من قصوره عليه رخٌّ، ثم أمر إنساناً أن
يطرحه عليه، فطرحه عليه، فقتله، وكان قد كره الحياة لما كان يهول عليه، ويرى في منامه، وذلك دعاه إلى ما فعل.
قال يعقوب بن سليمان الهاشمي: حدثني شيخٌ من موالينا قال: كنت يوماً مع قوم، فتذاكرنا أمر عليٍّ وطلحة والزبير، فكأني نلت من الزبير، فلما كان في الليل رأيت في منامي كأني انتهيت إلى صحراء واسعة، فيها خلقٌ كثير عراة، رؤوسهم رؤوس الكلاب، وأجسادهم أجساد الناس مقطعي الأيدي والأرجل من خلاف، فيهم رجلٌ مقطوع اليدين والرجلين، فلم أر منظراً أوحش منه، فامتلأت رعباً وفزعاً، وقلت: من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء الذين يشتمون أصحاب محمدٍ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت: ما بال هذا من بينهم مقطوع اليدين والرجلين؟ قيل: هذا أغلالهم في شتم عليٍّ رضي الله عنه. قال: فبينا أنا كذلك إذ رفع لي بابٌ فدخلته، فإذا درجةٌ، فصعدتها إلى موضع واسعٍ، وإذا رجلٌ جالسٌ حواليه جماعةٌ، فقيل لي: هذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدنوت منه، فأخذت بيده، فجذب يده من يدي، وغمز يدي غمزة شديدةً، وقال: تعود؟ فذكرت ما كنت قلت في الزبير، فقلت: لا والله يا رسول الله لا أعود إلى شيءٍ من ذلك. قال: فالتفت صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رجل خلفه فقال: يا زبير، قد ذكر أنه لا يعود، فأقله. قال: قد أقلته يا رسول الله، قال: فأخذت يده فجعلت أقبلها، وأبكي، وأضعها على صدري. قال: فانتبهت، وإنه ليخيل إلي أني أجد بردها في ظهري.
ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله الأسدي
ابن عمة سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحواريه، وأحد العشرة الذين شهد لهم سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة. شهد بدراً، وأحداً، وغيرهما من المشاهد، وشهد اليرموك، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب، وهو من أهل الشورى، وأمه صفية بنت عبد المطلب.
حدثت سلامة مولاة عائشة بنت عبد الله بن الزبير، وكانت سلامة امرأة صدقٍ، قالت: أرسلتني عائشة بنت عامر إلى هشام بن عروة تقول له: ما لأصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدثون عنه، ولا يحدث عنه الزبير؟ فقال هشام: أخبرني أبي قال: أخبرني عبد الله بن الزبير قال: عناني ذلك فسألت أبي عنه، فقال: يا بني، كانت عندي أمك، وعند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالتك عائشة، وبيني وبينه من القرابة والرحم ما قد علمت، وعمي أم حبيبة بنت أسد جدته، وعمته أمي، وأمه آمنة بنت وهبٍ بن عبد مناف، وجدتي هالة بنت أهيب بن عبد مناف، وزوجته خديجة بنت خويلد عمتي، ولقد نلت من صحابته أفضل ما نال أحدٌ، ولكني سمعته يقول:
من قال علي ما لم أقل تبوأ مقعده من النار.
فلا أحب أن أحدث عنه.
حدث هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الزبير قاعداً، ورجلٌ يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عامة مجلسه. قال: فسكت الزبير حتى انقضت مقالته. قال: فقال الزبير: ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً من هذا! قال: والله يا عبد الله، إنك لحاضر المجلس يومئذٍ. قال: صدقت، إنما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن تجيء: قال رجلٌ من أهل الكتاب. فجعل يذكر عنه، فجئت وهو يذكر ذلك، فذاك الذي يمنعني من الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أبو سليمان الخطابي: لم يخف الزبير على نفسه من الحديث أن يكذب فيه عمداً، ولكنه خاف أن يزل، أو يخطىء: فيكون ما يجري فيه من الغلط كذباً إذ لم يتبين أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قاله.
قال: وفيه من العلم أنه لا يجوز الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشك، وغالب الظن، حتى يتيقن سماعة.
حدث عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: سمعت عبد الله يقول: قدمت مع الزبير من الشام من غزوة اليرموك، فكنت أراه يصلي على راحلته حيثما توجهت.
وعن عبد الله بن الزبير قال: كنت مع الزبير عام اليرموك، فلما تعبأ الناس للقتال لبس الزبير لأمته، ثم جلس على فرسه، ثم قال لموليين له: احبسا عبد الله في الرحل معكما، فإنه غلام صغير، ثم وجه فدخل في الناس، فلما اقتتلوا نظرت إلى ناس وقوفٍ على تلٍّ لا يقاتلون مع الناس، فأخذت فرساً للزبير، خلفه في الرحل، فركبته، ثم ذهبت إلى أولئك، فوقفت معهم، فقلت: أنظر ما يصنع الناس، فإذا أبو سفيان بن حرب في مشيخةٍ من قريش من مهاجرة
الفتح وقوفاً لا يقاتلون. فلما رأوني غلاماً حدثاً فلم يتقوني، فجعلوا إذا مال المسلمون وركبتهم الروم يقولون: إنه أمة بني الأصفر، قال: وإذا مال الروم وركبهم المسلمون قالوا: يا ويح بني الأصفر، فجعلت أعجب من قولهم.
فلما هزم الله الروم، ورجع الزبير، جعلت أخبره خبرهم، قال: فجعل يضحك ويقول: قاتلهم الله، أبوا إلا ضغناً، وماذا لهم في أن يظهر علينا الروم، لنحن خيرٌ لهم منهم. ثم إن الله أنزل نصره، وهزمت الروم وجموع هرقل التي جمعت، وأصيب من الروم وأهل أرمينية والمستعربة سبعون ألفاً، وقتل الله القيفلان.
فلما انهزمت الروم بعث أبو عبيدة عياض بن غنم في طلبهم، فسلك الأعماق حتى بلغ ملطية، فصالحه أهلها على الجزية، ثم انصرف. فلما سمع هرقل بذلك بعث إلى مقاتليها ومن فيها، فساقهم إليه، وأمر بملطية فحرقت.
قال موسى بن طلحة: كان علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله عذار عام واحدٍ، يعني: ولدوا في عام واحدٍ.
حدث أبو الأسود قال: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثماني سنين، وهاجر وهو ابن ثماني عشرة، وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار، ويقول: ارجع إلى الكفر. فيقول الزبير: لا أكفر أبداً.
وعن عروة قال:
أسلم الزبير وهو ابن ثماني سنين، قال: ونفخت نفخةٌ من الشيطان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام ابن اثنتي عشرة سنة، ومعه السيف، فمن رآه ممن لا يعرفه قال: الغلام معه السيف، حتى أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مالك يا زبير؟ قال: أخبرت أنك أخذت. قال: فكنت صانعاً ماذا؟ قال: كنت أضرب من أخذك. قال: فدعا له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولسيفه، وكان أول سيفٍ سل في سبيل الله تعالى.
كان الزبير بن العوام طويلاً، تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة، أشعر، ربما أخذت بشعر كتفيه، متوذف الخلقة.
حدث عروة: أن صفية كانت تضرب الزبير ضرباً شديداً، وهو يتيم، فقيل لها: قتلته خلعت فؤاده، أهلكت هذا الغلام. قالت:
إنما أضربه لكي يلب ... ويجر الجيش ذا الجلب
قال: وكسر يد غلام ذات يوم، فجيء بالغلام إلى صفية، فقيل لها ذلك، فقالت صفية: من الرجز
كيف وجدت زبراً ... أأقطا حسبته أم تمرا
أم مشمعلاً صقرا
وعن ابن عباس: أن علي بن أبي طالب قال له: ما كان معنا إلا فرسان: فرسٌ للزبير، وفرس للمقداد بن الأسود. يعني به يوم بدرٍ.
وعن عبد الله بن الزبير: أن الزبير كانت عليه ملاءةً صفراء يوم بدرٍ، فاعتم بها، فنزلت الملائكة معتمين بعمائم صفر.
وفي حديث آخر بمعناه: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نزلت الملائكة اليوم على سماء أبي عبد الله. وجاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه عمامة صفراء.
وعن عروة قال: قالت عائشة: يا بن أختي، كان أبواك تعني الزبير وأبا بكر من " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح ". قالت: لما انصرف المشركون من أحدٍ، وأصاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ما أصابهم، خاف أن يرجعوا، فقال: من ينتدب لهؤلاء في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة؟ قال: فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين، فخرجوا في آثار القوم، فسمعوا بهم، فانصرفوا. قالت: " فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ ". قال: لم يلقوا عدواً.
وعن داود بن خالدٍ وغيره: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى يوم أحد رجلاً يقتل المسلمين قتلاً عنيفاً، فقال: قم إليه يا زبير. فرقى إليه الزبير حتى إذا علا فوقه اقتحم عليه فاعتنقه، فأقبلا يتحدران حتى وقعا على الأرض، ووقع الزبير على صدره فقتله، فتلقاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبله، وقال: فداك عمٌّ وخالٌ.
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم الخندق: من رجلٌ يأتينا بخير بني قريظة؟ فقال الزبير: أنا. فذهب، ثم قالها الثانية، فقال الزبير: أنا. فذهب، ثم قالها الثالثة، فقال الزبير: أنا فذهب، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل نبي حواري، والزبير حواري وابن عمتي.
وفي حديث بمعناه: فقيل للزبير: يا أبا عبد الله، هل قالها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحدٍ غيرك؟ فقال: لا والله ما علمت قالها لأحدٍ غيري.
وعن زر بن حبيش قال: جاء ابن جرموزٍ قاتل الزبير يستأذن على علي رضي الله عنه، فقال علي: ليدخل النار، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لكل نبي حواريٌّ وحواري الزبير.
وعنه قال: استأذن ابن جرموزٍ على علي، وأنا عنده، فقال علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار، ثم قال علي: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لكل نبي ٍ حواريٌ، وحواري الزبير.
وقتل الزبير يوم الجمل، وقد تنحى عن القتال، فتبعه ابن جرموز فقتله.
وعن هشام بن عروة: أن غلاماً مر بابن عمر، فسئل: من هو؟ فقال: أنا ابن حواري رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال ابن عمر: إن كنت من ولد الزبير، وإلا فلا. قال: فسئل: هل كان أحدٌ يقال له حواريٌّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير الزبير؟ فقال: لا أعلمه.
والحواري: الناصر، وقيل: الحواري: الخالص من كل شيء.
وعن الزبير قال: والله لقد جمع لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ارم فداك أبي وأمي.
حدث مصعب قال:
كان ابن الزبير يحدث أنه كان في فارع، أطم حسان بن ثابت، مع النساء يوم الخندق، ومعهم عمر بن أبي سلمة، فقال ابن الزبير: ومعنا حسان بن ثابت ضارباً وتداً في ناحية الأطم، فإذا حمل أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المشركين انحاز عن الوتد حتى كأنه يقاتل قرناً، يتشبه بهم، كأنه يرى أنه يجاهد حين جبن عن القتال، قال: وإني لأظلم ابن أبي سلمة يومئذ، وهو أكبر مني بسنتين، فأقول له: تحملني على عنقك حتى أنظر، فإني أحملك إذا نزلت، قال: فإذا حملني ثم سألني أن يركب قلت له: هذه المرة،. قال: وإني لأنظر إلى أبي معلماً بصفرةٍ، فأخبرتها أبي بعد، فقال: وأين أنت حينئذٍ؟ قلت: على عنق ابن أبي سلمة يحملني. فقال: أما والذي نفسي بيده إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذٍ ليجمع لي أبويه.
فقال ابن الزبير: فجاء يهودي يرتقي إلى الحصن، فقالت صفية لحسان: عندك
يا حسان، فقال: لو كنت مقاتلاً كنت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقالت صفية له: أعطني السيف، فأعطاها، فلما ارتقى اليهودي ضربته حتى قتلته، ثم احتزت رأسه، فأعطته حسان، وقالت: طوح به، فإن الرجل أشد رمية من المرأة، تريد أن ترعب أصحابه.
قال ابن أبي الزناد: ضرب الزبير بن العوام يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة بالسيف على مغفره، فقطعه إلى القربوس، فقالوا: ما أجود سيفك. فغضب الزبير: يريد أن العمل ليده لا لسيفه.
قال ابن واقد في خيبر: قالوا: وبرز أسير، وكان رجلا أيداً، وكان إلى القصر، فجعل يصيح: من يبارز؟ فبرز له محمد بن مسلمة، فاختلفا ضرباتٍ، ثم قتله محمد بن مسلمة، ثم برز ياسر، وكان من أشدائهم، وكانت معه حربةٌ يحوش بها المسلمين حوشاً، فبرز له علي بن أبي طالب، فقال الزبير: أقسمت عليك إلا خليت بيني وبينه، ففعل علي، وأقبل ياسر بحربته يسوق بها الناس، فبرز له الزبير، فقالت صفية: يا رسول الله، واحدي، ابني يقتل يا رسول الله. فقال: بل ابنك يقتله. قال فاقتتلا قال: فقتله الزبير، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فداك عمٌ وخالٌ. وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل نبيٍّ حواريٌّ، وحواري الزبير وابن عمتي، فلما قتل مرحب وياسر قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبشروا قد ترحبت خيبر وتيسرت.
وعن الزبير عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة، فدخل الزبير مكة بلواءين.
عن سعيد بن المسيب قال: لما انهزم المشركون يوم حنينٍ، خرج مالك بن عوف عند الهزيمة حتى وقف على فوارس
من قومه على ثنيةٍ، فقال لأصحابه: قفوا حتى يمر ضعفاء الناس، ويحلق آخركم بكم.
قال: فبينا هم كذلك طلعت عليها خيلٌ، فقال مالك بن عوف: ماذا ترون؟ قالوا: نرى قوماً واضعين الرماح بين آذان الخيل، طوال، بوادهم عليها. فقال: هذه بنو سليم، اثبتوا فلا بأس عليكم منهم، فلما أتوا أسفل الثنية سلكوا بطن الوادي ذات اليسار.
قال: ثم طلعت خيلٌ أخرى تتبعها، فقال لأصحابه: ما ترون؟ قالوا: نرى أقواماً جاعلين الرماح على أكفال الخيل. قال: هذه الأوس والخزرج، اثبتوا: فلا بأس عليكم منهم. فلما انتهوا إلى أسفل الثنية سلكوا طريق بني سليم.
ثم طلع فارسٌ واحدٌ، فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ قالوا: نرى فارساً طويل النجاد، هول الفخذ، واضع الرمح. قال: هذا الزبير بن العوام، وأحلف بالله ليخالطنكم، فاثبتوا. قال: فلما انتهى إلى أسفل الثنية أبصر القوم، فعمد إليهم، فلم يزل يطاعنهم حتى أزالوا عنها.
وعن أسماء بنت أبي بكرٍ قالت: عندي للزبير ساعدان من ديباج، كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاها إياه يقاتل فيهما.
وعن عروة قال: أعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزبير بن العوام يلمق حريرٍ محشواً بالقز، يقاتل فيه.
وعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: أسهم الزبير سهمين لفرسه، وسهماً لنفسه، ولأمه سهم في ذي القربى، فكان يأخذ أربعة أسهم.
كان سفيان يقول: هؤلاء الثلاثة بجدة أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام.
وعن عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال:
جاء رجل إلى علي بن أبي طالب، وهو في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: يا أبا الحسن، من أشجع الناس؟ فقال له: ذاك الذي يغضب غضب النمر، ويثب وثوب الأسد، وأشار إلى الزبير، فقام إلى الزبير ولا يشعر بما قال علي، فقال له: يا أبا عبد الله، من أشجع الناس؟ قال: الذي كسر وجبر، أراد بقوله: كسر وجبر أن القرن إذا كسر وجبر كان أشد منه في أوله.
قال علي بن زيد: أخبرني من رأى الزبير بن العوام وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرمي.
قال حفص بن خالد: حدثني شيخ قدم علينا من الموصل، قال: صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره، فأصابته جنايةٌ بأرضٍ قفرٍ، فقال: استرني. فسترته، فحانت مني التفاتةٌ، فرأيته مخذعاً بالسيوف، فقلت: والله لقد رأيت بك آثاراً ما رأيتها بأحدٍ قط! فقال: وقد رأيت ذلك؟ قلت: نعم. فقال: أما والله ما منها جراحةٌ إلا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي سبيل الله.
قال هشام بن عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقه، إن كانت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدرٍ، وواحدة يوم اليرموك.
قال عروة: قال عبد الملك بن مروان حين قتل عبد الله بن الزبير: يا عروة، هل تعرف سيف الزبير؟ قال: قلت: نعم. قال: فما فيه؟ قال: قلت: فيه فلةٌ فلها يوم بدر. قال: صدقت، فاستله، فرآها فيه فقال: من الطويل:
بهن فلولٌ من قراع الكتائب
ثم أغمدة، ثم رده علي. قال هشام: فأقمناه بيننا بثلاثة آلاف، فأخذه بعضنا، ولوددت أني كنت أخذته.
وعن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان على جبل حراء، فتحرك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسكن حراء، فما عليك إلا نبيٌّ، أو صديقٌ، أو شهيدٌ، وكان عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص.
قال عبد الرحمن بن الأخنس: شهدت المغيرة بن شعبة يخطب بالكوفة، فذكر علياً فنال منه، فقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أشهد أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أنا في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، ولو شئت أن أسمي العاشر، قال: ثم سمي نفسه.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم قال: لمشهد رجلٍ منهم مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغبر فيه وجهه خيرٌ من عمل أحدكم، ولو عمر عمر نوح.
وعن عقبة بن علقمة اليشكري قال: سمعت علياً يوم الجمل يقول: سمعت من في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: طلحة الزبير جاراي في الجنة.
وعن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم إنك باركت لأمتي في أصحابي، فلا تسلبهم البركة، وباركت لأصحابي في أبي بكرٍ فلا تسلبه البركة، اللهم واجمعهم عليه، ولا تعسر أمره، فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللهم وأعن عمر بن الخطاب، وصبر عثمان بن عفان، ووفق علياً، واغفر لطلحة، وثبت الزبير، وسلم سعداً، وفقه عبد الرحمن، وألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان.
وعن الزبير قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حاجة في يوم باردٍ، فجئت ومعه بعض نسائه في لحافٍ، فأدخلني في لحافه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن عمرو بن ميمون قال: قال عمر بن الخطاب: إنهم يقولون: استخلف علينا. فإن حدث بي حدثٌ فالأمر في هؤلاء الستة الذين فارقهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راضٍ: علي بن أبي طالب، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف.
وعن سالم بن عبد الله بن عمر قال: لما طعن عمر وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته، فقالت له: يا أبه إن الناس يزعمون أن هؤلاء الستة ليسوا برضىً. قال: أسندوني، أسندوني. فلما أسند قال: ما عسى أن يقولوا في علي بن أبي طالب؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يا علي يدك في يدي، تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل.
ما عسى أن يقولوا في عثمان بن عفان؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يوم يموت عثمانٌ تصلي عليه ملائكة السماء. قال: قلت: يا رسول الله، عثمان خاصةً أم الناس عامةً؟ قال: عثمان خاصة.
ما عسى أن يقولوا في طلحة بن عبيد الله؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة قرية، وقد سقط رحله، فقال: من يسوي رحلي، وهو في الجنة؟ فبدر طلحة بن عبيد الله، فسواه، حتى ركب، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا طلحة هذا جبريل يقرئك السلام ويقول: أنا معك في أهوال القيامة حتى أنجيك منها.
ما عسى أن يقولوا في الزبير بن العوام؟ رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد نام، فجلس الزبير يذب عن وجهه حتى استيقظ، فقال له: يا أبا عبد الله، لم تزل؟ قال: لم أزل بأبي أنت
وأمي. قال: هذا جبريل يقرئك السلام ويقول: أنا معك يوم القيامة حتى أذب عن وجهك شرر جهنم.
ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص؟ سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدرٍ، وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرةً فيدفعها إليه، ويقول: ارم فداك أبي وأمي.
ما عسى أن يقولوا في عبد الرحمن بن عوف؟ رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في منزل فاطمة والحسن والحسين يبكيان جوعاً، ويتضوران، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يصلنا بشيءٍ؟ فطلع عبد الرحمن بن عوف بصفحة فيها حيسٌ ورغيفان بينهما إهالة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كفاك الله أمر دنياك، فأما آخرتك فأنا لها ضامنٌ.
وعن عروة عن مروان بن الحكم أنه حدثه: أن عثمان بن عفان اشتكى عام الرعاف حتى قعد عن الحج، قال: فدخل عليه رجلان فقال أحدهما: استخلف يا أمير المؤمنين. فقال عثمان: أوَقالوه؟ قال: نعم. قال: من؟ فسكت وجلس، قال: ثم دخل الآخر، فقال: استخلف يا أمير المؤمنين. فقال: أوَقالوه؟ قال: نعم. قال: من؟ فسكت، قال: فقال عثمان: فلعلهم قالوا: الزبير بن العوام؟ قالوا: نعم. فقال عثمان: والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال عروة: أخبر به مروان ولا إخاله يهتم لنا.
وعن عروة قال: أوصى إلى الزبير عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، والمقداد بن الأسود، ومطيع بن الأسود. وقال لمطيع: لا أقبل وصيتك، فقال له مطيع: أنشدك الله والرحم، والله ما أتبع في ذلك إلا رأي عمر بن الخطاب، إني سمعت عمر يقول: لو تركت تركةً، أو عهدت عهداً إلى أحد لعهدت إلى الزبير بن العوام، إنه ركن من أركان الدين.
وعن هشام بن عروة قال: أوصت عائشة، وحكيم بن حزام إلى عبد الله بن الزبير. وأوصى إلى الزبير سبعةً من
أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم عثمان، والمقداد، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، فكان يحفظ عليهم أموالهم، وينفق على أبنائهم من ماله.
وعن هشام بن عروة قال: أوصى عثمان بن عفان إلى الزبير بن العوام بصدقته حتى يدرك ابنه عمرو بن عثمان، وأوصى إليه عبد الرحمن بن عوف، وأوصى إليه مطيع بن الأسود، وأوصى إليه أبو العاص بن الربيع ببنيته أمامة من ابنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوجها علي بن أبي طالب، وأوصى إليه عبد الله بن مسعود، وأوصى إليه المقداد بن عمرو.
وعن أبي رجاء قال: شهدت الزبير يوماً، وأتاه رجلٌ فقال: ما شأنكم يا أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! أراكم أخف الناس صلاةً؟ قال: نبادر الوسواس.
كان الزبير يقول: أيكم استطاع أن يكون له خبية من عمل صالح فليفعل.
وعن سعيد بن عبد العزيز قال: كان للزبير ألف غلامٍ يؤدون إليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئاً، يتصدق به كله.
وعن جويرية قال: باع الزبير داراً له بست مئة ألفٍ، فقيل له: يا أبا عبد الله، غبنت! قال: كلا، والله لتعلمن أني لم أغبن، هي في سبيل الله.
وعن ميمون بن مهران قال: كانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط تحت الزبير بن العوام، وكان فيه شدة على النساء، فكانت له كارهة، وكانت تسأله الطلاق، فيأبى عليها، فضربها الطلق وهو لا يعلم، فألحت عليه حتى طلقها واحدةً، وهو يتوضأ للصلاة، ثم خرج فتبعه إنسان من أهله، فأخبره أنها قد وضعت، فقال: خدعتني خدعها الله، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر ذلك له، فقال: سبق فيها كتاب الله، اخطبها. قال: لا ترجع إلي.
وعن علي رضي الله عنه قال: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله فقلبه.
وعن هشام: أن الزبير لما قتل عمر بن الخطاب محا نفسه من الديوان، وأن عبد الله بن الزبير لما قتل عثمان محا نفسه من الديوان
وحدث جماعةً من الرواة دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين قال: لما دنا علي وأصحابه من طلحة والزبير، ودنت الصفوف بعضاً من بعض خرج عليٌّ وهو على بغلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنادى: ادعوا لي الزبير بن العوام. فدعي له الزبير، فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما، فقال علي: يا زبير، نشدتك بالله أتذكر يوم مر بك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مكان كذا وكذا، فقال: يا زبير أتحب علياً؟ قلت: ألا أحب ابن خالي وابن عمتي، وعلى ديني؟ فقال: يا علي أتحبه؟ قلت: يا رسول الله، ألا أحب ابن عمتي وعلى ديني؟ فقال: يا زبير أما والله لتقاتلنه أنت، وأنت ظالمٌ له؟ قال: بلى والله لقد أنسيته منذ سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكرته الآن، والله لا أقاتلك.
فرجع الزبير على دابته يشق الصفوف، فعرض له ابنه عبد الله بن الزبير: وقال: مالك؟ قال: ذكرني عليٌّ حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعته يقول: لتقاتلنه وأنت ظالم له، فلا أقاتله. قال: وللقتال جئت؟ إنما جئت لتصلح بين الناس، ويصلح الله هذا الأمر. قال: قد حلفت ألا أقاتله. قال: فأعتق غلامك جرجس، وقف حتى تصلح بين الناس. فأعتق غلامه، ووقف، فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه.
روت عجوزٌ من عبد القيس كانت تداوي الجرحى مع علي بن أبي طالب عليه السلام، قالت: إني ذات يوم شاهدة يوم الجمل إذ جاء راكبٌ على فرس ينادي: ألا فيكم عمار؟ فقال عمار: هذا رسول طلحة والزبير أرسلا ينظران، فيكم أنا. فقال عمار: نعم أنا عمار. فنزل الرجل فقال: احسر لي عن رأسك. فحسر عمار عن رأسه، قال: فلمس الرجل أذن عمارٍ وقال: كانت لعمار زنمةٌ في أذنه. فلمسها، ثم ركب راجعاً.
فأخبر الزبير بذلك، فرجع الزبير حتى أتى وادي السباع، فأتاه ابن جرموز فقتله، فبلغ ذلك علياً، فقال: أما والله ما رجع جبناً، ولكنه رجع تائباً.
وفي حديث آخر: فنادى عليٌّ بن أبي طالب الزبير: وهو بين الصفين قال: تعالى حتى أكلمك. فأتاه حتى اختلفت أعناق دابتيهما، فقال له: يا زبير، أنشدك الله أخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي وأنت معه، فضرب كتفك، ثم قال لك: كأنك قد قاتلت هذا؟ قال: اللهم نعم. قال: فأين جئت وقد سمعت هذا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا أقاتلك.
فرجع فسار ليلتين من البصرة، فمر على ماء لبني مجاشعٍ، فعرفه رجل من تميم يقال له: ابن جرموز، فقتله، وجاء بسيفه إلى علي، فقال: هذا سيف الزبير، وقد قتلته، فقال عليٌّ: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
وعن عبد العزيز السلمي قال: لما انصرف الزبير يوم الجمل جعل يقول: من الكامل
ولقد علمت لو أن علمي نافعي ... أن الحياة من الممات قريب
ثم لم ينشب أن قتله ابن جرموز.
ومن حديث آخر: أن ابن جرموز أخذ رأس الزبير وسيفه، وأتى بهما علياً، فأخذه علي، وقال: سيف والله، طالما جلي به عن وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكرب، ولكن الحين ومصارع السوء. ودفن الزبير رحمة الله بوادي السباع، وجلس علي يبكي عليه وهو وأصحابه.
وعن النعمان بن بشير قال: كنا مع علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة، وهو مجتنح لشقه، فخضنا في ذكر
عثمان وطلحة والزبير، فاجتنح لشقه الأيمن، فقال: فيم خضتم؟ فقلنا: خضنا في عثمان وطلحة والزبير، وحسبنا أنك نائمٌ. فقال علي: " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ". فأنا وعثمان وطلحة والزبير. ثم قال: وأنا من شيعة عثمان وطلحة والزبير، ثم قال: " ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخواناً على سررٍ متقابلين ". قال: ذلك عثمان، وطلحة، والزبير، وأنا من شيعة عثمان، وطلحة، والزبير، رضي الله عنهم أجمعين.
وعن الحسن قال: لما ظفر عليٌّ بالجمل دخل الدار والناس معه، قال علي: إني لأعلم قائد فتنةٍ دخل الجنة، وأتباعه إلى النار. فقال الأحنف: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: الزبير.
قال أبو نضرة: لما أتي علي بقتل الزبير وبخاتمه وبسيفه بكى عليه، وبكى بنوه، وقال: نغص علينا قتل الزبير ما نحن فيه. ومما قيل في قتل الزبير قول عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت تحته: من الكامل
غدر ابن جرموز بفارس بهمةٍ ... يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد
شلت يمينك إن قتلت لمسلماً ... حلت عليك عقوبة المتعمد
حدث هشام عن أبيه عن الزبير: أنه أوصى بالثلث، وأنه لم يدع ديناراً ولا درهماً، قال: وترك من العروض قيمة خمسين ألفاً.
قال عبد الله بن الزبير: قال لي أبي يوم الجمل: يا بني، انظر ديني وهو ألف ألفٍ ومئتا ألف.
وعن ابن الزبير قال: ترك عليه الزبير من الدين ألف ألف درهم، فقال له رجل: ترك أبوك ألف ألف درهم، وكان على ما كان عليه من الفضل؟ فقال: إنها لم تكن ديناً عليه، ولكنها كانت مواعيد عليه، فكتب مواعيده كما كتب دينه.
وعن هشام بن عروة قال: قيم ميراث الزبير على أربعين ألف ألف.
وعن عروة: أن الزبير ترك من العروض خمسين ألف ألف درهم، ومن العين خمسين ألف ألف درهم.
وكان الزبير يضرب له في المغنم بأربعة أسهم: سهمٍ له. وسهمين لفرسه، وسهمٍ لذي القربى.
قال عروة: كان للزبير بمصر خططٌ وبالاسكندرية خطط، وبالكوفة خطط، وبالبصرة دور، وكانت له غلات تقدم عليه من أعراض المدينة، وكانت عاتكة بنة زيد أخت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل تحت الزبير بن العوام، فلما قتل الزبير كتبت إلى عبد الله بن الزبير بعد حين: قد علمت حبس نفسي بعد أبيك، فإن كانلي عندك شيء فابعث به. فبعث إليها بألفي ألف، ربع ثمن مال الزبير، وكان نساؤه أربعاً مات عنهن، وهن أسماء بنة أبي
بكرامٌ عبد الله بن الزبير، وعاتكة بنت زيد، وابنة خالد بن سعيد، وأم مصعب الكلبية.
قتل الزبير بن العوام في سنة ست وثلاثين، وهو ابن أربعٍ وستين سنة، وقيل: اثنتين وستين، وقيل: إحدى وستين سنة.
قال الزهري: التقوا يوم الجمل، فولى الزبير منهزماً، فأدركه ابن جرموز فقتله، ورمي طلحة، وهو معتزلٌ في بعض الصفوف، بسهم غرب، فقطع من رجله عرق النسا، فتنبج حتى نزف طلحة، فمات، وملك على العراق كله، وذلك على ستة أشهر من مقتل عثمان رضي الله عنهم.
قال سفيان: جاء ابن جرموز إلى مصعب فقال: أقدني بالزبير. قال: فكتب إلى عبد الله بن الزبير، فكتب إليه: أنا أقتل ابن جرموز بالزبير؟ خل عنه، ولا بشسع نعله.
كتب مصعب إلى عبد الله: إني قد أخذت قاتل الزبير.
فكتب إليه عبد الله: لا تخفف عنه، دعه يلق الله بدم الزبير. فتركه، فأسف، فخرج إلى الصياقلة، فنظر إلى سيف، فأعجبه، فاشتراه، ثم حكم في عرض الناس فقتل.
وقيل: إن مصعباً قذفه في سجن، وكتب إلى عبد الله يذكر له أمره، فكتب إليه عبد الله أن بئس ما صنعت، أظننت أني أقتل أعرابياً من بني تميم بالزبير؟ خل سبيله، فخلاه. حتى إذا كان ببعض السواد لحق بقصر من قصوره عليه رخٌّ، ثم أمر إنساناً أن
يطرحه عليه، فطرحه عليه، فقتله، وكان قد كره الحياة لما كان يهول عليه، ويرى في منامه، وذلك دعاه إلى ما فعل.
قال يعقوب بن سليمان الهاشمي: حدثني شيخٌ من موالينا قال: كنت يوماً مع قوم، فتذاكرنا أمر عليٍّ وطلحة والزبير، فكأني نلت من الزبير، فلما كان في الليل رأيت في منامي كأني انتهيت إلى صحراء واسعة، فيها خلقٌ كثير عراة، رؤوسهم رؤوس الكلاب، وأجسادهم أجساد الناس مقطعي الأيدي والأرجل من خلاف، فيهم رجلٌ مقطوع اليدين والرجلين، فلم أر منظراً أوحش منه، فامتلأت رعباً وفزعاً، وقلت: من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء الذين يشتمون أصحاب محمدٍ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت: ما بال هذا من بينهم مقطوع اليدين والرجلين؟ قيل: هذا أغلالهم في شتم عليٍّ رضي الله عنه. قال: فبينا أنا كذلك إذ رفع لي بابٌ فدخلته، فإذا درجةٌ، فصعدتها إلى موضع واسعٍ، وإذا رجلٌ جالسٌ حواليه جماعةٌ، فقيل لي: هذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدنوت منه، فأخذت بيده، فجذب يده من يدي، وغمز يدي غمزة شديدةً، وقال: تعود؟ فذكرت ما كنت قلت في الزبير، فقلت: لا والله يا رسول الله لا أعود إلى شيءٍ من ذلك. قال: فالتفت صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رجل خلفه فقال: يا زبير، قد ذكر أنه لا يعود، فأقله. قال: قد أقلته يا رسول الله، قال: فأخذت يده فجعلت أقبلها، وأبكي، وأضعها على صدري. قال: فانتبهت، وإنه ليخيل إلي أني أجد بردها في ظهري.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68171&book=5517#2db7d6
الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب كنيته أبو عبد الله كان حوارى المصطفى صلى الله عليه وسلم قتله عمرو بن جرموز يوم الجمل في شهر رجب سنة ست وثلاثين وذاك انه أوصى إلى ابنه عبد الله صبحة يوم الجمل وقال يا بنى ما في بدنى عضو إلا وقد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى ذلك إلى
فرجى فقتل من آخر يومه وقبره بوادي السباع على أميال من البصرة مشهور يعرف
فرجى فقتل من آخر يومه وقبره بوادي السباع على أميال من البصرة مشهور يعرف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155147&book=5517#0641f7
الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى
ابْنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ.
حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَحَدُ العَشرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى، وَأَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَسْلَمَ وَهُوَ حَدَثٌ، لَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَرَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:
أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ، وَنَفَحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلاَمٌ ابْنُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً بِيَدِهِ السَّيْفُ، فَمَنْ رَآهُ عَجِبَ، وَقَالَ:
الغُلاَمُ مَعَهُ السَّيْفُ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟) .فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ.
وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ رَجُلاً طَوِيْلاً، إِذَا رَكِبَ خَطَّتْ رِجْلاهُ الأَرْضَ، وَكَانَ خَفِيْفَ اللِّحْيَةِ وَالعَارِضَيْنِ.
رَوَى أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ بَنُوْهُ: عَبْدُ اللهِ، وَمُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَمَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ، وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ، وَمُسْلِمُ بنُ جُنْدَبٍ، وَأَبُو حَكِيْمٍ مَوْلاَهُ، وَآخَرُوْنَ.
اتَّفَقَا لَهُ عَلَى حَدِيْثَيْنِ، وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ.
أَخْبَرَنَا المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِذْناً، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي (ح) .
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الطَّبِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو
يَعْلَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالاَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَلفْظُ أَبِي يَعْلَى: سَمِعْتُ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟
قَالَ: مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً:
سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) ، لَمْ يَقُلْ أَبُو يَعْلَى مُتَعَمِّداً.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَلَبِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ (ح) .وَحَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ حَكَّامٍ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي: مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يُحَدِّثُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ؟
قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .
رَوَاهُ: خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، عَنْ بَيَانِ بنِ بِشْرٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ.
أَخْرَجَ طَرِيْقَ شُعْبَةَ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائَيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ.
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى: عَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، قَالَ:
كَانَ عَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، عِذَارَ عَامٍ وَاحِدٍ، يَعْنِي: وُلِدُوا فِي سَنَةٍ.
وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: كَانَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَلِيٌّ، أَتْرَاباً.
وَقَالَ يَتِيْمُ عُرْوَةَ: هَاجَرَ الزُّبَيْرُ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَمُّهُ يُعَلِّقُهُ، وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ أَرْجِعُ إِلَى الكُفْرِ أَبَداً.
قَالَ عُرْوَةُ: جَاءَ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا لَكَ؟) .قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ.
قَالَ: (فَكُنْتَ صَانعاً مَاذَا؟) .
قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ بِهِ مَنْ أَخَذَكَ، فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ.
وَرَوَى: هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ عُرْوَةَ: أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ طَوِيْلاً تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ إِذَا رَكِبَ الدَّابَّةَ، أَشْعَرَ.
وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ تَضْرِبُهُ ضَرْباً شَدِيْداً، وَهُوَ يَتِيْمٌ.
فَقِيْلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ، أَهْلَكْتِهِ.
قَالَتْ:
إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ ... وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ
قَالَ: وَكَسَرَ يَدَ غُلاَمٍ ذَاتَ يَوْمٍ، فَجِيْءَ بِالغُلاَمِ إِلَى صَفِيَّةَ، فَقِيْلَ لَهَا ذَلِكَ.
فَقَالَتْ:
كَيْفَ وَجَدْتَ وَبْرَا ... أَأَقِطاً أَمْ تَمْرَا
أَمْ مُشْمَعِلاَّ صَقْرَا
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأَسْلَمَ - عَلَى مَا بَلَغَنِي - عَلَى يَدِ أَبِي بَكْرٍ: الزُّبَيْرُ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ.
وَعَنْ عُمَرَ بنِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَاتَلَ الزُّبَيْرُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ وَلَهُ سَبْعَ
عَشْرَةَ.أَسَدُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا جَامِعٌ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ البَهِيِّ قَالَ:
كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَارِسَانِ: الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْمَنَةِ، وَالمِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْسَرَةِ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى سِيْمَاءِ الزُّبَيْرِ.
الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: عَنْ عُقْبَةَ بنِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ سَلاَمٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَرِيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ قَالَ:
كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَتِ المَلاَئِكَةُ كَذَلِكَ.
وَفِيْهِ يَقُوْلُ عَامِرُ بنُ صَالِحٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ:جَدِّي ابْنُ عَمَّةِ أَحْمَدٍ وَوَزِيْرُهُ ... عِنْدَ البَلاَءِ وَفَارِسُ الشَّقْرَاءِ
وَغَدَاةَ بَدْرٍ كَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ ... شَهِدَ الوَغَى فِي اللاَّمَةِ الصَّفْرَاءِ
نَزَلَتْ بِسِيْمَاهُ المَلاَئِكُ نُصْرَةً ... بِالحَوْضِ يَوْمَ تَأَلُّبِ الأَعْدَاءِ
وَهُوَ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ، فِيْمَا نَقَلَهُ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يُطَوِّلِ الإِقَامَةَ بِهَا.
أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي ! كَانَ أَبُوَاكَ -يَعْنِي: الزُّبَيْرَ، وَأَبَا بَكْرٍ - مِن: {الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوا لِلِّهِ وَالرَّسُوْلِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ} [آلُ عِمْرَانَ: 172] .
لَمَّا انْصَرَفَ المُشْرِكُوْنَ مِنْ أُحُدٍ، وَأَصَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، فَقَالَ: (مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً؟) .
فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سَبْعِيْنَ، فَخَرَجُوا فِي آثَارِ المُشْرِكِيْنَ، فَسَمِعُوا بِهِم، فَانْصَرَفُوا.
قَالَ تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ} [آلُ عِمْرَانَ: 174] لَمْ يَلْقَوا عَدُوّاً.
وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ: جَابِرٌ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الخَنْدَقِ: (مَنْ يَأْتِيْنَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ؟) .
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسٍ، فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ. ثُمَّ
قَالَ الثَّانِيَةَ.فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ.
ثُمَّ الثَّالِثَةَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ) .
رَوَاهُ: جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ عَنْهُ.
وَرَوَى: جَمَاعَةٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيّاً، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ).
أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي، وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي ) .
يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
أَخَذَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي، فَقَالَ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ، وَابْنُ عَمَّتِي ) .
وَبِإِسْنَادِي فِي (المُسْنَدِ) إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا
زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ:اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
بَشَّرْ قَاتِلَ ابْنَ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ) .
تَابَعَهُ شَيْبَانُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ.
وَرَوَى: جَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوْسَى قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرَهُ.
وَرَوَى: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ اليَزَنِيِّ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (وَحَوَارِيَّ مِنَ الرَّجَالِ: الزُّبَيْرُ، وَمِنَ النِّسَاءِ: عَائِشَةُ ) .
ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: يَا ابْنَ حَوَارِيِّ رَسُوْلِ اللهِ!
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ، وَإِلاَّ فَلاَ.
رَوَاهُ: ثِقَتَانِ عَنْهُ، وَالحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: الحَوَارِيُّ: الخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ الكَلْبِيُّ: الحَوَارِيُّ: الخَلِيْلُ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:جَمَعَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَوَيْهِ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بنُ أَشْرَسَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ: يَا أَبَةِ! قَدْ رَأَيْتُكَ تَحْمِلُ عَلَى فَرَسِكَ الأَشْقَرِ يَوْمَ الخَنْدَقِ.
قَالَ: يَا بُنَيَّ! رَأَيْتَنِي؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ لَيَجْمَعُ لأَبِيْكَ أَبَوَيْهِ، يَقُوْلُ: (ارْمِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ) .
أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي الأُطُمِ الَّذِي فِيْهِ نِسَاءُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُطُمِ حَسَّان، فَكَانَ عُمَرُ يَرْفَعُنِي وَأَرْفَعُهُ، فَإِذَا رَفَعَنِي عَرَفْتُ أَبِي حِيْنَ يَمُرُّ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَيُقَاتِلُهُمْ.
الرِّيَاشِيُّ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ:ضَرَبَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الخَنْدَقِ عُثْمَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المُغِيْرَةِ بِالسَّيْفِ عَلَى مِغْفَرِهِ، فَقَطَعَهُ إِلَى القَرَبُوسِ.
فَقَالُوا: مَا أَجْوَدَ سَيْفَكَ!
فَغَضِبَ الزُّبَيْرُ، يُرِيْدُ أَنَّ العَمَلَ لِيَدِهِ لاَ لِلسَّيْفِ.
أَبُو خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَدِيْنِيُّ حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ بِنْتُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُخْتِهَا عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيْهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءِ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بِلِوَاءَيْنِ.
وَعَنْ أَسمَاءَ قَالَتْ: عِنْدِي لِلزُّبَيْرِ سَاعِدَانِ مِنْ دِيْبَاجٍ، كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، فَقَاتَلَ فِيْهِمَا.
رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ ) مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ لَهِيْعَةَ.
عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:أَعْطَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزُّبَيْرَ يَلْمَقَ حَرِيْرٍ مَحْشُوٍّ بِالقَزِّ، يُقَاتِلُ فِيْهِ.
وَرَوَى: يَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَالَ الزُّبَيْرُ: مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا المُسْلِمُوْنَ، إِلاَّ أَنْ أُقْبِلَ، فَأَلْقَى نَاساً يَعْقِبُوْنَ.
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ نَجْدَةُ الصَّحَابَةِ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ وَفِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ العُيُوْنِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْي.
مَعْمَرٌ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ: إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ، إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيْهَا، ضُرِب ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوْكِ.
قَالَ عُرْوَةُ: قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ حِيْنَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَا عُرْوَةَ! هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمَا فِيْهِ؟
قُلْتُ: فَلَّةٌ فَلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَاسْتَلَّهُ فَرَآهَا فِيْهِ، فَقَالَ:
بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ ثُمَّ أَغْمَدَهُ وَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَأَقَمْنَاهُ بَيْنَنَا بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ، فَأَخَذَهُ بَعْضُنَا، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ.
يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ عَلَى حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ.
فَقَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ! فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيْقٌ، أَوْ شَهِيْدٌ، وَكَانَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ.
الحَدِيْثُ رَوَاهُ: مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً، وَذَكَرَ مِنْهُم عَلِيّاً.
وَقَدْ مَرَّ فِي تَرَاجِمِ الرَّاشِدِيْنَ أَنَّ العَشَرَةَ فِي الجَنَّةِ، وَمَرَّ فِي تَرْجَمَةِ طَلْحَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ ) .أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ: عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنَ قَالَ:
قَالَ عُمَرُ: إِنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَالأَمْرُ فِي هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ الَّذِيْنَ فَارَقَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، ثُمَّ سَمَّاهُمْ.
أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَرْوَانَ -وَلاَ إِخَالُهُ مُتَّهَماً عَلَيْنَا- قَالَ:
أَصَابَ عُثْمَانَ رُعَافٌ سَنَةَ الرُّعَافِ، حَتَّى تَخَلَّفَ عَنِ الحَجِّ، وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ.
قَالَ: وَقَالُوْهُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ.
قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَرَدَّ عَلَيْهِ نَحْوَ ذَلِكَ.
قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: قَالُوا: الزُّبَيْرَ؟
قَالُوا: نَعْم.
قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَانَ لأَخْيَرَهُمْ مَا عَلِمْتُ، وَأَحَبَّهُم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
رَوَاهُ: أَبُو مَرْوَانَ الغَسَّانِيُّ، عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ.
وَقَالَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ عُمَرُ:
لَوْ عَهِدْتَ أَوْ تَرَكْتَ تَرِكَةً كَانَ أَحَبُّهُمْ إِليَّ
الزُّبَيْرُ، إِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّيْنِ.ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عُثْمَانُ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الوَرَثَةِ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ أَمْوَالَهُمْ.
ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ الزُّبَيْرَ خَرَجَ غَازِياً نَحْوَ مِصْرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيْرُ مِصْرَ: إِنَّ الأَرْضَ قَدْ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُوْنُ، فَلاَ تَدْخُلْهَا.
فَقَالَ: إِنَّمَا خَرَجْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُوْنِ، فَدَخَلَهَا فَلَقِيَ طَعْنَةً فِي جَبْهَتِهِ، فَأَفْرَقَ.
عَوْفٌ: عَنْ أَبِي رَجَاء العُطَارِدِيُّ، قَالَ: شَهِدْتُ الزُّبَيْرَ يَوْماً وَأتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ:
مَا شَأْنُكُمْ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ، أَرَاكُمْ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً؟
قَالَ: نُبَادِرُ الوَسْوَاسَ.
الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي نُهَيْكُ بنُ مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُغِيْثُ بنُ سُمَيٍّ قَالَ: كَانَ
لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام أَلفُ مَمْلُوْكٍ يُؤَدُّوْنَ إِلَيْهِ الخَرَاجَ، فَلاَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئاً.رَوَاهُ: سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ نَحْوَهُ، وَزَادَ:
بَلْ يَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ:
مَرَّ الزُّبَيْرُ بِمَجْلِسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَسَّانُ يُنْشِدُهُمْ مِنْ شِعْرِهِ، وَهُمْ غَيْرُ نِشَاطٍ لِمَا يَسْمَعُوْنَ مِنْهُ، فَجَلَسَ مَعَهُمُ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ قَالَ:
مَالِي أَرَاكُمْ غَيْرَ أَذِنِيْنَ لِمَا تَسْمَعُوْنَ مِنْ شِعْرِ ابْنِ الفُرَيْعَةِ، فَلَقَدْ كَانَ يعرضُ بِهِ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُحْسِنُ اسْتمَاعَهُ، وَيُجْزَلُ عَلَيْهِ ثَوَابَهُ، وَلاَ يَشْتَغِلُ عَنْهُ.
فَقَالَ حَسَّانُ يَمْدَحُ الزُّبَيْرَ:
أَقَامَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ وَهَدْيِهِ ... حَوَارِيُّهُ وَالقَوْلُ بِالفِعْلِ يُعْدَلُ
أَقَامَ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَطَرِيْقِهِ ... يُوَالِي وَلِيَّ الحَقِّ وَالحَقُّ أَعْدَلُ
هُوَ الفَارِسُ المَشْهُوْرُ وَالبَطَلُ الَّذِي ... يَصُوْلُ إِذَا مَا كَانَ يَوْمٌ مُحَجَّلُ
إِذَا كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا الحَرْبُ حَشَّهَا ... بِأَبْيَضَ سَبَّاقٍ إِلَى المَوْتِ يُرْقِلُ
وَإِنَّ امْرَءاً كَانَتْ صَفِيَّةُ أُمَّهُ ... وَمِنْ أَسَدٍ فِي بَيْتِهَا لَمُؤَثَّلُ
لَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ قُرْبَى قَرِيْبَةٌ ... وَمِنْ نُصْرَةِ الإِسْلاَمِ مَجْدٌ مُؤَثَّلُ
فَكَمْ كُرْبَةٍ ذَبَّ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ ... عَنِ المُصْطَفَى وَاللهُ يُعْطِي فَيُجْزِلُ
ثَنَاؤُكَ خَيْرٌ مِنْ فَعَالِ مُعَاشِرٍ ... وَفِعْلُكَ يَا ابْنَ الهَاشِمِيَّةِ أَفْضَلُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: بَاعَ الزُّبَيْرُ دَاراً لَهُ بِسِتِّ مَائَةِ أَلفٍ، فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! غُبِنْتَ.
قَالَ: كَلاَّ، هِيَ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
اللَّيْثُ: عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ: أَنَّ الزُّبَيْرَ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ، مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيْوَانِ، وَأَنَّ ابْنَهُ عَبْدَ اللهِ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيْوَانِ.
أَحْمَدُ فِي (المُسْنَدِ) : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا جَاءَ بِكُمْ، ضَيَّعْتُمُ الخَلِيْفَةَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ؟
قَالَ: إِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيْبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأَنْفَال: 25] لَمْ نَكُنْ نَحْسِبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ.
مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: عَنِ الحَسَنِ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى الزُّبَيْرَ وَهُوَ بِالبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَلاَ أَقْتُلُ عَلِيّاً؟
قَالَ: كَيْفَ تَقْتُلُهُ وَمَعَهُ الجُنُوْدُ؟
قَالَ: ألحق بِهِ، فَأَكُونُ مَعَكَ، ثُمَّ أَفْتِكُ بِهِ.
قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الإِيْمَانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لاَ يَفْتِكُ
مُؤْمِنٌ ) .هَذَا فِي (المُسْنَدِ) ، وَفِي (الجَعْدِيَّاتِ) .
الدُّوْلاَبِيُّ فِي (الذُّرِّيَّةِ الطَّاهِرَةِ) : حَدَّثَنَا الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، سَمِعْتُ شَرِيْكاً، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ يَقْتَفِي آثَارَ الخَيْلِ قَعْصاً بِالرُّمْحِ، فَنَادَاهُ عَلِيٌّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ!
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ حَتَّى الْتَفَّتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أُنَاجِيْكَ، فَأَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (تُنَاجِيْهِ! فَوَاللهِ لَيُقَاتِلَنَّكَ وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ) .
قَالَ: فَلَمْ يَعْدُ أَنْ سَمِعَ الحَدِيْثَ، فَضَرَبَ وَجْهَ دَابَّتِهِ وَذَهَبَ.
قَالَ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ وَغَيْرُهُ: عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الجَمَلِ: يَا ابْنَ صَفِيَّةَ! هَذِهِ عَائِشَةُ تُمَلِّكُ المُلْكَ
طَلْحَةَ، فَأَنْتَ عَلاَمَ تُقَاتِلُ قَرِيْبَكَ عَلِيّاً؟زَادَ فِيْهِ غَيْرُ أَبِي شِهَابٍ: فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ، فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ، فَقَتَلَهُ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَخِي إِسْحَاقَ قَالَ:
قَالَ عَلِيٌّ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ: أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ: عَائِشَةُ، وَأَشْجَعُ النَّاسِ: الزُّبَيْرُ، وَأَمْكَرُ النَّاسِ: طَلْحَةُ، لَمْ يُدْرِكْهُ مَكْرٌ قَطُّ، وَأَعْطَى النَّاسِ: يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ، وَأَعَبَدُ النَّاسِ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، كَانَ مَحْمُوداً حَتَّى اسْتَزَلَّهُ أَبُوْهُ، وَكَانَ يَعْلَى يُعطِي الرَّجُلَ الوَاحِدَ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً وَالسِّلاَحَ وَالفَرَسَ عَلَى أَنْ يُحَارِبَنِي.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ حِيْنَ تَوَاقَفَا، فَقَالَ عَلِيٌّ:
يَا زُبَيْرُ! أَنْشُدُكَ اللهَ، أَسَمِعْتَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ) .
قَالَ: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْهُ إِلاَّ فِي مَوْقِفِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ.
رَوَاهُ: أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) ، وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ مِنْ وُجُوْهٍ سُقْنَا كَثِيْراً مِنْهَا فِي كِتَاب (فَتْحِ المَطَالِبِ ) .قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى
قَالَ: انْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ عَنْ عَلِيٍّ، فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: جُبْناً جُبْناً!
قَالَ: قَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنِّي لَسْتُ بِجَبَانٍ، وَلَكِنْ ذَكَّرَنِي عَلِيٌّ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَلَفْتُ أَنْ لاَ أُقَاتِلَهُ، ثُمَّ قَالَ:
تَرْكُ الأُمُوْرِ الَّتِي أَخْشَى عَوَاقِبَهَا ... فِي اللهِ أَحْسَنُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الدِّيْنِ
وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَنْشَدَ:
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَوِ انَّ عِلْمِيَ نَافِعِي ... أَنَّ الحَيَاةَ مِنَ المَمَاتِ قَرِيْبُ
فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَتَلَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ.
وَرَوَى: حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بنِ جَاوَانَ
قَالَ: قُتِلَ طَلْحَةُ وَانْهَزَمُوا، فَأَتَى الزُّبَيْرُ سَفَوَانَ، فَلَقِيَهُ النَّعِرُ المُجَاشِعِيُّ، فَقَالَ:
يَا حَوَارِيَّ رَسُوْلِ اللهِ! أَيْنَ تَذْهَبُ؟ تَعَالَ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي، فَسَارَ مَعَهُ.
وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الأَحْنَفِ، فَقَالَ: إِنَّ الزُّبَيْرَ بِسَفَوَانَ، فَمَا تَأْمُرُ إِنْ كَانَ جَاءَ، فَحَمَلَ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ، حَتَّى إِذَا ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، أَرَادَ أَنْ يَلْحَقَ بِبَنِيْهِ؟ قَالَ: فَسَمِعَهَا
عُمَيْرُ بنُ جُرْمُوْزٍ، وفَضَالَةُ بنُ حَابِسٍ، وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: نُفَيْعٌ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى لَقَوْهُ مُقْبِلاً مَعَ النَّعِرِ وَهُمْ فِي طَلَبِهِ، فَأَتَاهُ عُمَيْرٌ مِنْ خَلْفِهِ، وَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيْفَةً، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ، فَلَمَّا اسْتَلْحَمَهُ وَظَنَّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ، قَالَ:يَا فَضَالَةُ! يَا نُفَيْعُ!
قَالَ: فَحَمَلُوا عَلَى الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلُوْهُ.
عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا فُضَيلُ بنُ مَرْزُوْقٍ، حَدَّثَنِي شقِيْقُ بنُ عُقْبَةَ، عَنْ قُرَّةَ بنِ الحَارِثِ، عَنْ جونِ بنِ قتَادَةَ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ الجَمَلِ، وَكَانُوا يُسَلِّمُوْنَ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ، إِلَى أَنْ قَالَ:
فَطَعَنَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ ثَانِياً، فَأَثْبَتَهُ، فَوَقَعَ، وَدُفِنَ بِوَادِي السِّبَاعِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
قُرَّةُ بنُ حَبِيْبٍ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ أَبِي الحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ:
جِيْءَ بِرَأَسِ الزُّبَيْرِ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
تَبَوَّأْ يَا أَعْرَابِيُّ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ فِي النَّارِ.
شُعْبَةُ: عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ:أَدْرَكْتُ خَمْسَ مَائَةٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ، يَقُوْلُوْنَ:
عَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ.
قُلْتُ: لأَنَّهُم مِنَ العَشْرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، وَمِنَ البَدْرِيِّيْنَ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَمِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُم وَرَضُوْا عَنْهُ، وَلأَنَّ الأَرْبَعَةَ قُتِلُوا وَرُزِقُوا الشَّهَادَةَ، فَنَحْنُ مُحِبُّوْنَ لَهُم، بَاغِضُوْنَ لِلأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ قَتَلُوا الأَرْبَعَةَ.
أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
لَقِيْتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ لاَ يُرَى إِلاَّ عَيْنَاهُ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا ذَاتِ الكَرِشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالعَنَزَةِ، فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ، فَمَاتَ.
فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ، فَكَانَ الجهدَ أَنْ نَزَعْتُهَا -يَعْنِي: الحَرْبَةَ- فَلَقَدِ انْثَنَى طَرَفُهَا.
قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ، أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ، سَألَهَا عُمَرُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبضَ عُمَرُ، أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ، فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ.
غَرِيْبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: البُخَارِيُّ.
ابْنُ المُبَارَكِ: أَنْبَأَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالُوا لِلزُّبَيْرِ: أَلاَ تَشُدُّ فَنَشُدُّ مَعَكَ؟قَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَّبْتُم.
فَقَالُوا: لاَ نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِم حَتَّى شَقَّ صُفُوْفَهُم، فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً، فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ، فَضَرَبُوْهُ ضَرْبَتَيْنِ: ضَرْبَةً عَلَى عَاتِقِهِ، بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْم بَدْرٍ.
قَالَ عُرْوَةُ: فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيْرٌ.
قَالَ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ، وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً.
قُلْتُ: هَذِهِ الوَقْعَةُ هِيَ يَوْمُ اليَمَامَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ إِذْ ذَاكَ ابْنَ عَشْرِ سِنِيْنَ.
أَبُو بَكْرِ بنِ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ:
لَمَّا ظَفرَ عَلِيٌّ بِالجَمَلِ، دَخَلَ الدَّارَ، وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَالَ عَلِيّ:
إِنِّي لأَعْلَمُ قَائِدَ فِتْنَةٍ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَأَتْبَاعُهُ إِلَى النَّارِ.
فَقَالَ الأَحْنَفُ: مَنْ هُوَ؟
قَالَ: الزُّبَيْرُ.
فِي إِسْنَادِهِ إِرْسَالٌ، وَفِي لَفْظِهِ نَكَارَةٌ، فَمَعَاذَ الله أَنْ نَشْهَدَ عَلَى أَتْبَاعِ الزُّبَيْرِ، أَوْ جُنْدِ مُعَاوِيَةَ، أَوْ عَلِيٍّ، بِأَنَّهُمْ فِي النَّارِ، بَلْ نُفَوِّضُ أَمْرَهُمْ إِلَى اللهِ، وَنَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، بَلَى: الخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ، وَشَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيْمِ السَّمَاءِ، لأَنَّهُمْ مَرَقُوا مِنَ الإِسْلاَمِ، ثُمَّ لاَ نَدْرِيْ مَصِيْرَهُمْ إِلَى مَاذَا، وَلاَ نَحْكُمُ عَلَيْهِم بِخُلُوْدِ النَّارِ، بَلْ نَقِفُ.
وَلِبَعْضِهِم:
إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرُهُ ... وَادِي السِّبَاعِ لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُوْرُ المَدِيْنَةِ وَالجِبَالُ الخُشَّعُ قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: قُتِلَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ.
وَادِي السِّبَاعِ: عَلَى سَبْعَةِ فَرَاسِخَ مِنَ البَصْرَةِ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ: قُتِلَ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُمَا: قِيْلَ: وَلَهُ بِضْعٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، وَهُوَ أَشْبَهُ.
قَالَ القَحْذَمِيُّ: كَانَتْ تَحْتَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَاتِكَةُ أُخْتُ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَأُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَأُمُّ مُصْعَبٍ الكَلْبِيَّةُ.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوْزَ إِلَى مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ -يَعْنِي: لَمَّا وَلِيَ إِمْرَةَ العِرَاقِ لأَخِيْهِ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ- فَقَالَ: أَقِدْنِي بِالزُّبَيْرِ.
فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ يُشَاوِرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ.
فَجَاءهُ الخَبَرُ: أَنَا أَقْتُلُ ابْنَ جُرْمُوْزٍ بِالزُّبَيْرِ؟ وَلاَ بِشِسْعِ نَعْلِهِ.
قُلْتُ: أَكَلَ المُعَثَّرُ يَدَيْهِ نَدَماً عَلَى قَتْلِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لاَ كَقَاتِلِ طَلْحَةَ، وَقَاتِلِ عُثْمَانَ، وَقَاتِلِ عَلِيٍّ.
الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ مُسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ عُمَيْرَ بنَ جُرْمُوْزٍ أَتَى حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ مُصْعَبٍ، فَسَجَنَهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَخِيْهِ فِي أَمْرِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ، أَظَنَنْتَ أَنِّي قَاتِلٌ أَعْرَابِياً بِالزُّبَيْرِ؟ خَلِّ سَبِيْلَهُ.
فَخَلاَّهُ، فَلَحِقَ بِقَصْرٍ بِالسَّوَادِ عَلَيْهِ
أَزَجٌ، ثُمَّ أَمَرَ إِنْسَاناً أَنْ يَطْرَحَهُ عَلَيْهِ، فَطَرَحَهُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ قَدْ كَرِهَ الحَيَاةَ لِمَا كَانَ يُهَوَّلُ عَلَيْهِ، وَيُرَى فِي مَنَامِهِ.قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ الزُّبَيْرَ تَرَكَ مِنَ العُرُوْضِ: بِخَمْسِيْنَ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمِنَ العَيْنِ: خَمْسِيْنَ أَلفِ أَلفِ دِرْهَمٍ.
كَذَا هَذِهِ الرِّوَايَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: اقْتُسِمَ مَالُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِيْنَ أَلْفِ أَلْفٍ.
أَبُو أُسَامَةَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ، دَعَانِي.
فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ:
يَا بُنَيَّ! إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ، وَإِنِّي لاَ أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْماً، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئاً؟
يَا بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا، فَاقْضِ دَيْنِي، فَأُوْصِي بِالثُّلُثِ، وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ، فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ.
قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ: خُبَيْبٌ، وَعَبَّادٌ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ! إِنْ عَجِزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى
حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ، مَنْ مَوْلاَكَ؟قَالَ: اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ، إِلاَّ قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ، فَيَقْضِيَهُ.
قَالَ: وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِيْنَاراً وَلاَ دِرْهَماً، إِلاَّ أَرَضِيْنَ بِالغَابَةِ، وَدَاراً بِالمَدِيْنَةِ، وَدَاراً بِالبَصْرَةِ، وَدَاراً بِالكُوْفَةِ، وَدَاراً بِمِصْرَ.
قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ يَجِيْءُ بِالمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ، فَيَقُوْلُ الزُّبَيْرُ: لاَ، وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ، إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ.
وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ، وَلاَ جِبَايَةً، وَلاَ خَرَاجاً، وَلاَ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ فِي غَزْوٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ.
فَحَسَبْتُ دَيْنَهُ، فَوَجَدْتُهُ أَلْفَي أَلْفٍ وَمَائَتَي أَلْفٍ.
فَلَقِيَ حَكِيْمُ بنُ حِزَامٍ الأَسَدِيُّ عَبْدَ اللهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟
فَكَتَمَهُ، وَقَالَ: مَائَةُ أَلْفٍ.
فَقَالَ حَكِيْمٌ: مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ.
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمَائَتَيْ أَلفٍ؟
قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيْقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجِزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاسْتعِيْنُوا بِي.
وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَدِ اشْتَرَى الغَابَةَ بِسَبْعِيْنَ وَمَائَةِ أَلْفٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ اللهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ.
وَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالغَابَةِ.
فَأَتَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مَائَةِ أَلْفٍ.
فَقَالَ لابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنْ شِئْتَ تَرَكْتُهَا لَكُمْ.
قَالَ: لاَ.
قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً.
قَالَ: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا.
قَالَ: فَبَاعَهُ بِقَضَاءِ دَيْنِهِ.
قَالَ: وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فَقَالَ المُنْذِرُ بنُ الزُّبَيْرِ:
قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ.
وَقَالَ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ.
وَقَالَ ابْنُ رَبِيْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ؟
قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ.
قَالَ: قَدْ أَخَذْتُ بِمَائَةٍ وَخَمْسِيْنَ أَلفاً.
قَالَ: وَبَاعَ ابْنُ جَعْفَرٍ نَصِيْبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ.
فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ، قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيْرَاثَنَا.
قَالَ: لاَ وَاللهِ،
حَتَّى أُنَادِي بِالمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِيْنَ: أَلاَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا، فَلْنَقْضِهِ.فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالمَوْسِمِ، فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِيْنَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ.
فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، قَالَ: فَرَفَعَ الثُّلُثَ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائَةَ أَلْفٍ، فَجَمِيْعُ مَالِهِ خَمْسُوْنَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائِتَا أَلْفٍ.
لِلزُّبَيْرِ فِي (مُسْنَدِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ) ثَمَانِيَةٌ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً، مِنْهَا فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) حَدِيْثَانِ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِسَبْعَةِ أَحَادِيْثَ.
قَالَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
بَلَغَ حِصَّةُ عَاتِكَةَ بِنْتِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، زَوْجَةِ الزُّبَيْرِ مِنْ مِيْرَاثِهِ: ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
وَقَالَتْ تَرْثِيْهِ:
غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ
يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لاَ طَائِشاً رَعشَ البَنَانِ وَلاَ اليَدِ
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيْمَا مَضَى مِمَّا تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي
كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الفَدْفَدِ
وَاللهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِماً ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوْبَةُ المُتَعَمِّدِ
ابْنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ.
حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَحَدُ العَشرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى، وَأَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَسْلَمَ وَهُوَ حَدَثٌ، لَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَرَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:
أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ، وَنَفَحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلاَمٌ ابْنُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً بِيَدِهِ السَّيْفُ، فَمَنْ رَآهُ عَجِبَ، وَقَالَ:
الغُلاَمُ مَعَهُ السَّيْفُ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟) .فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ.
وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ رَجُلاً طَوِيْلاً، إِذَا رَكِبَ خَطَّتْ رِجْلاهُ الأَرْضَ، وَكَانَ خَفِيْفَ اللِّحْيَةِ وَالعَارِضَيْنِ.
رَوَى أَحَادِيْثَ يَسِيْرَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ بَنُوْهُ: عَبْدُ اللهِ، وَمُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَمَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ، وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ، وَمُسْلِمُ بنُ جُنْدَبٍ، وَأَبُو حَكِيْمٍ مَوْلاَهُ، وَآخَرُوْنَ.
اتَّفَقَا لَهُ عَلَى حَدِيْثَيْنِ، وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ.
أَخْبَرَنَا المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِذْناً، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي (ح) .
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الطَّبِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو
يَعْلَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالاَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَلفْظُ أَبِي يَعْلَى: سَمِعْتُ عَامِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟
قَالَ: مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً:
سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) ، لَمْ يَقُلْ أَبُو يَعْلَى مُتَعَمِّداً.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ سُنْقُرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَلَبِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوْسُفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ (ح) .وَحَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ حَكَّامٍ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي: مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يُحَدِّثُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ؟
قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .
رَوَاهُ: خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، عَنْ بَيَانِ بنِ بِشْرٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ عَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ نَحْوَهُ.
أَخْرَجَ طَرِيْقَ شُعْبَةَ: البُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائَيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ.
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى: عَنْ مُوْسَى بنِ طَلْحَةَ، قَالَ:
كَانَ عَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، عِذَارَ عَامٍ وَاحِدٍ، يَعْنِي: وُلِدُوا فِي سَنَةٍ.
وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: كَانَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَلِيٌّ، أَتْرَاباً.
وَقَالَ يَتِيْمُ عُرْوَةَ: هَاجَرَ الزُّبَيْرُ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَمُّهُ يُعَلِّقُهُ، وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لاَ أَرْجِعُ إِلَى الكُفْرِ أَبَداً.
قَالَ عُرْوَةُ: جَاءَ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا لَكَ؟) .قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ.
قَالَ: (فَكُنْتَ صَانعاً مَاذَا؟) .
قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ بِهِ مَنْ أَخَذَكَ، فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ.
وَرَوَى: هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ عُرْوَةَ: أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ طَوِيْلاً تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ إِذَا رَكِبَ الدَّابَّةَ، أَشْعَرَ.
وَكَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّةُ تَضْرِبُهُ ضَرْباً شَدِيْداً، وَهُوَ يَتِيْمٌ.
فَقِيْلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ، أَهْلَكْتِهِ.
قَالَتْ:
إِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَي يَدِبّ ... وَيَجُرَّ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ
قَالَ: وَكَسَرَ يَدَ غُلاَمٍ ذَاتَ يَوْمٍ، فَجِيْءَ بِالغُلاَمِ إِلَى صَفِيَّةَ، فَقِيْلَ لَهَا ذَلِكَ.
فَقَالَتْ:
كَيْفَ وَجَدْتَ وَبْرَا ... أَأَقِطاً أَمْ تَمْرَا
أَمْ مُشْمَعِلاَّ صَقْرَا
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأَسْلَمَ - عَلَى مَا بَلَغَنِي - عَلَى يَدِ أَبِي بَكْرٍ: الزُّبَيْرُ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ.
وَعَنْ عُمَرَ بنِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَاتَلَ الزُّبَيْرُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ وَلَهُ سَبْعَ
عَشْرَةَ.أَسَدُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا جَامِعٌ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ البَهِيِّ قَالَ:
كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَارِسَانِ: الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْمَنَةِ، وَالمِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ عَلَى فَرَسٍ، عَلَى المَيْسَرَةِ.
وَقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ عَلَى سِيْمَاءِ الزُّبَيْرِ.
الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: عَنْ عُقْبَةَ بنِ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ سَلاَمٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَرِيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ قَالَ:
كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَتِ المَلاَئِكَةُ كَذَلِكَ.
وَفِيْهِ يَقُوْلُ عَامِرُ بنُ صَالِحٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ:جَدِّي ابْنُ عَمَّةِ أَحْمَدٍ وَوَزِيْرُهُ ... عِنْدَ البَلاَءِ وَفَارِسُ الشَّقْرَاءِ
وَغَدَاةَ بَدْرٍ كَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ ... شَهِدَ الوَغَى فِي اللاَّمَةِ الصَّفْرَاءِ
نَزَلَتْ بِسِيْمَاهُ المَلاَئِكُ نُصْرَةً ... بِالحَوْضِ يَوْمَ تَأَلُّبِ الأَعْدَاءِ
وَهُوَ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ، فِيْمَا نَقَلَهُ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يُطَوِّلِ الإِقَامَةَ بِهَا.
أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي ! كَانَ أَبُوَاكَ -يَعْنِي: الزُّبَيْرَ، وَأَبَا بَكْرٍ - مِن: {الَّذِيْنَ اسْتَجَابُوا لِلِّهِ وَالرَّسُوْلِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ} [آلُ عِمْرَانَ: 172] .
لَمَّا انْصَرَفَ المُشْرِكُوْنَ مِنْ أُحُدٍ، وَأَصَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، فَقَالَ: (مَنْ يُنْتَدَبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً؟) .
فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سَبْعِيْنَ، فَخَرَجُوا فِي آثَارِ المُشْرِكِيْنَ، فَسَمِعُوا بِهِم، فَانْصَرَفُوا.
قَالَ تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ} [آلُ عِمْرَانَ: 174] لَمْ يَلْقَوا عَدُوّاً.
وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ: جَابِرٌ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الخَنْدَقِ: (مَنْ يَأْتِيْنَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ؟) .
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسٍ، فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ. ثُمَّ
قَالَ الثَّانِيَةَ.فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ.
ثُمَّ الثَّالِثَةَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ) .
رَوَاهُ: جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ عَنْهُ.
وَرَوَى: جَمَاعَةٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيّاً، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ).
أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي، وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي ) .
يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
أَخَذَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي، فَقَالَ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ، وَابْنُ عَمَّتِي ) .
وَبِإِسْنَادِي فِي (المُسْنَدِ) إِلَى أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا
زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ:اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
بَشَّرْ قَاتِلَ ابْنَ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ) .
تَابَعَهُ شَيْبَانُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ.
وَرَوَى: جَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوْسَى قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرَهُ.
وَرَوَى: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ اليَزَنِيِّ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (وَحَوَارِيَّ مِنَ الرَّجَالِ: الزُّبَيْرُ، وَمِنَ النِّسَاءِ: عَائِشَةُ ) .
ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: يَا ابْنَ حَوَارِيِّ رَسُوْلِ اللهِ!
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ، وَإِلاَّ فَلاَ.
رَوَاهُ: ثِقَتَانِ عَنْهُ، وَالحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: الحَوَارِيُّ: الخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ الكَلْبِيُّ: الحَوَارِيُّ: الخَلِيْلُ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:جَمَعَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَوَيْهِ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَصْرُوْنَ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمٌ المُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بنُ أَشْرَسَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ: يَا أَبَةِ! قَدْ رَأَيْتُكَ تَحْمِلُ عَلَى فَرَسِكَ الأَشْقَرِ يَوْمَ الخَنْدَقِ.
قَالَ: يَا بُنَيَّ! رَأَيْتَنِي؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ لَيَجْمَعُ لأَبِيْكَ أَبَوَيْهِ، يَقُوْلُ: (ارْمِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ) .
أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي الأُطُمِ الَّذِي فِيْهِ نِسَاءُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُطُمِ حَسَّان، فَكَانَ عُمَرُ يَرْفَعُنِي وَأَرْفَعُهُ، فَإِذَا رَفَعَنِي عَرَفْتُ أَبِي حِيْنَ يَمُرُّ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَيُقَاتِلُهُمْ.
الرِّيَاشِيُّ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ:ضَرَبَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الخَنْدَقِ عُثْمَانَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ المُغِيْرَةِ بِالسَّيْفِ عَلَى مِغْفَرِهِ، فَقَطَعَهُ إِلَى القَرَبُوسِ.
فَقَالُوا: مَا أَجْوَدَ سَيْفَكَ!
فَغَضِبَ الزُّبَيْرُ، يُرِيْدُ أَنَّ العَمَلَ لِيَدِهِ لاَ لِلسَّيْفِ.
أَبُو خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ المَدِيْنِيُّ حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ بِنْتُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُخْتِهَا عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيْهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءِ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بِلِوَاءَيْنِ.
وَعَنْ أَسمَاءَ قَالَتْ: عِنْدِي لِلزُّبَيْرِ سَاعِدَانِ مِنْ دِيْبَاجٍ، كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، فَقَاتَلَ فِيْهِمَا.
رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ ) مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ لَهِيْعَةَ.
عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:أَعْطَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزُّبَيْرَ يَلْمَقَ حَرِيْرٍ مَحْشُوٍّ بِالقَزِّ، يُقَاتِلُ فِيْهِ.
وَرَوَى: يَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
قَالَ الزُّبَيْرُ: مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا المُسْلِمُوْنَ، إِلاَّ أَنْ أُقْبِلَ، فَأَلْقَى نَاساً يَعْقِبُوْنَ.
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ نَجْدَةُ الصَّحَابَةِ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ وَفِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ العُيُوْنِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْي.
مَعْمَرٌ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ: إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ، إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيْهَا، ضُرِب ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوْكِ.
قَالَ عُرْوَةُ: قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ حِيْنَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَا عُرْوَةَ! هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمَا فِيْهِ؟
قُلْتُ: فَلَّةٌ فَلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَاسْتَلَّهُ فَرَآهَا فِيْهِ، فَقَالَ:
بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ ثُمَّ أَغْمَدَهُ وَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَأَقَمْنَاهُ بَيْنَنَا بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ، فَأَخَذَهُ بَعْضُنَا، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ.
يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ عَلَى حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ.
فَقَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ! فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيْقٌ، أَوْ شَهِيْدٌ، وَكَانَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ.
الحَدِيْثُ رَوَاهُ: مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعاً، وَذَكَرَ مِنْهُم عَلِيّاً.
وَقَدْ مَرَّ فِي تَرَاجِمِ الرَّاشِدِيْنَ أَنَّ العَشَرَةَ فِي الجَنَّةِ، وَمَرَّ فِي تَرْجَمَةِ طَلْحَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ ) .أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ: عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنَ قَالَ:
قَالَ عُمَرُ: إِنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَالأَمْرُ فِي هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ الَّذِيْنَ فَارَقَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، ثُمَّ سَمَّاهُمْ.
أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مَرْوَانَ -وَلاَ إِخَالُهُ مُتَّهَماً عَلَيْنَا- قَالَ:
أَصَابَ عُثْمَانَ رُعَافٌ سَنَةَ الرُّعَافِ، حَتَّى تَخَلَّفَ عَنِ الحَجِّ، وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ.
قَالَ: وَقَالُوْهُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ.
قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَرَدَّ عَلَيْهِ نَحْوَ ذَلِكَ.
قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: قَالُوا: الزُّبَيْرَ؟
قَالُوا: نَعْم.
قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَانَ لأَخْيَرَهُمْ مَا عَلِمْتُ، وَأَحَبَّهُم إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
رَوَاهُ: أَبُو مَرْوَانَ الغَسَّانِيُّ، عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ.
وَقَالَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ عُمَرُ:
لَوْ عَهِدْتَ أَوْ تَرَكْتَ تَرِكَةً كَانَ أَحَبُّهُمْ إِليَّ
الزُّبَيْرُ، إِنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الدِّيْنِ.ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عُثْمَانُ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى الوَرَثَةِ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ أَمْوَالَهُمْ.
ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ الزُّبَيْرَ خَرَجَ غَازِياً نَحْوَ مِصْرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيْرُ مِصْرَ: إِنَّ الأَرْضَ قَدْ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُوْنُ، فَلاَ تَدْخُلْهَا.
فَقَالَ: إِنَّمَا خَرَجْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُوْنِ، فَدَخَلَهَا فَلَقِيَ طَعْنَةً فِي جَبْهَتِهِ، فَأَفْرَقَ.
عَوْفٌ: عَنْ أَبِي رَجَاء العُطَارِدِيُّ، قَالَ: شَهِدْتُ الزُّبَيْرَ يَوْماً وَأتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ:
مَا شَأْنُكُمْ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ، أَرَاكُمْ أَخَفَّ النَّاسِ صَلاَةً؟
قَالَ: نُبَادِرُ الوَسْوَاسَ.
الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي نُهَيْكُ بنُ مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُغِيْثُ بنُ سُمَيٍّ قَالَ: كَانَ
لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام أَلفُ مَمْلُوْكٍ يُؤَدُّوْنَ إِلَيْهِ الخَرَاجَ، فَلاَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئاً.رَوَاهُ: سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ نَحْوَهُ، وَزَادَ:
بَلْ يَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ:
مَرَّ الزُّبَيْرُ بِمَجْلِسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَسَّانُ يُنْشِدُهُمْ مِنْ شِعْرِهِ، وَهُمْ غَيْرُ نِشَاطٍ لِمَا يَسْمَعُوْنَ مِنْهُ، فَجَلَسَ مَعَهُمُ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ قَالَ:
مَالِي أَرَاكُمْ غَيْرَ أَذِنِيْنَ لِمَا تَسْمَعُوْنَ مِنْ شِعْرِ ابْنِ الفُرَيْعَةِ، فَلَقَدْ كَانَ يعرضُ بِهِ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُحْسِنُ اسْتمَاعَهُ، وَيُجْزَلُ عَلَيْهِ ثَوَابَهُ، وَلاَ يَشْتَغِلُ عَنْهُ.
فَقَالَ حَسَّانُ يَمْدَحُ الزُّبَيْرَ:
أَقَامَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ وَهَدْيِهِ ... حَوَارِيُّهُ وَالقَوْلُ بِالفِعْلِ يُعْدَلُ
أَقَامَ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَطَرِيْقِهِ ... يُوَالِي وَلِيَّ الحَقِّ وَالحَقُّ أَعْدَلُ
هُوَ الفَارِسُ المَشْهُوْرُ وَالبَطَلُ الَّذِي ... يَصُوْلُ إِذَا مَا كَانَ يَوْمٌ مُحَجَّلُ
إِذَا كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا الحَرْبُ حَشَّهَا ... بِأَبْيَضَ سَبَّاقٍ إِلَى المَوْتِ يُرْقِلُ
وَإِنَّ امْرَءاً كَانَتْ صَفِيَّةُ أُمَّهُ ... وَمِنْ أَسَدٍ فِي بَيْتِهَا لَمُؤَثَّلُ
لَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ قُرْبَى قَرِيْبَةٌ ... وَمِنْ نُصْرَةِ الإِسْلاَمِ مَجْدٌ مُؤَثَّلُ
فَكَمْ كُرْبَةٍ ذَبَّ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ ... عَنِ المُصْطَفَى وَاللهُ يُعْطِي فَيُجْزِلُ
ثَنَاؤُكَ خَيْرٌ مِنْ فَعَالِ مُعَاشِرٍ ... وَفِعْلُكَ يَا ابْنَ الهَاشِمِيَّةِ أَفْضَلُ قَالَ جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْمَاءَ: بَاعَ الزُّبَيْرُ دَاراً لَهُ بِسِتِّ مَائَةِ أَلفٍ، فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! غُبِنْتَ.
قَالَ: كَلاَّ، هِيَ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
اللَّيْثُ: عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ: أَنَّ الزُّبَيْرَ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ، مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيْوَانِ، وَأَنَّ ابْنَهُ عَبْدَ اللهِ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيْوَانِ.
أَحْمَدُ فِي (المُسْنَدِ) : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا جَاءَ بِكُمْ، ضَيَّعْتُمُ الخَلِيْفَةَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُوْنَ بِدَمِهِ؟
قَالَ: إِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيْبَنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأَنْفَال: 25] لَمْ نَكُنْ نَحْسِبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ.
مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: عَنِ الحَسَنِ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى الزُّبَيْرَ وَهُوَ بِالبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَلاَ أَقْتُلُ عَلِيّاً؟
قَالَ: كَيْفَ تَقْتُلُهُ وَمَعَهُ الجُنُوْدُ؟
قَالَ: ألحق بِهِ، فَأَكُونُ مَعَكَ، ثُمَّ أَفْتِكُ بِهِ.
قَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الإِيْمَانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لاَ يَفْتِكُ
مُؤْمِنٌ ) .هَذَا فِي (المُسْنَدِ) ، وَفِي (الجَعْدِيَّاتِ) .
الدُّوْلاَبِيُّ فِي (الذُّرِّيَّةِ الطَّاهِرَةِ) : حَدَّثَنَا الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، سَمِعْتُ شَرِيْكاً، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ يَقْتَفِي آثَارَ الخَيْلِ قَعْصاً بِالرُّمْحِ، فَنَادَاهُ عَلِيٌّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ!
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ حَتَّى الْتَفَّتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أُنَاجِيْكَ، فَأَتَانَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (تُنَاجِيْهِ! فَوَاللهِ لَيُقَاتِلَنَّكَ وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ) .
قَالَ: فَلَمْ يَعْدُ أَنْ سَمِعَ الحَدِيْثَ، فَضَرَبَ وَجْهَ دَابَّتِهِ وَذَهَبَ.
قَالَ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ وَغَيْرُهُ: عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الجَمَلِ: يَا ابْنَ صَفِيَّةَ! هَذِهِ عَائِشَةُ تُمَلِّكُ المُلْكَ
طَلْحَةَ، فَأَنْتَ عَلاَمَ تُقَاتِلُ قَرِيْبَكَ عَلِيّاً؟زَادَ فِيْهِ غَيْرُ أَبِي شِهَابٍ: فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ، فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ، فَقَتَلَهُ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَخِي إِسْحَاقَ قَالَ:
قَالَ عَلِيٌّ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ: أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ: عَائِشَةُ، وَأَشْجَعُ النَّاسِ: الزُّبَيْرُ، وَأَمْكَرُ النَّاسِ: طَلْحَةُ، لَمْ يُدْرِكْهُ مَكْرٌ قَطُّ، وَأَعْطَى النَّاسِ: يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ، وَأَعَبَدُ النَّاسِ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، كَانَ مَحْمُوداً حَتَّى اسْتَزَلَّهُ أَبُوْهُ، وَكَانَ يَعْلَى يُعطِي الرَّجُلَ الوَاحِدَ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً وَالسِّلاَحَ وَالفَرَسَ عَلَى أَنْ يُحَارِبَنِي.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ حِيْنَ تَوَاقَفَا، فَقَالَ عَلِيٌّ:
يَا زُبَيْرُ! أَنْشُدُكَ اللهَ، أَسَمِعْتَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ) .
قَالَ: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْهُ إِلاَّ فِي مَوْقِفِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ.
رَوَاهُ: أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) ، وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ مِنْ وُجُوْهٍ سُقْنَا كَثِيْراً مِنْهَا فِي كِتَاب (فَتْحِ المَطَالِبِ ) .قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى
قَالَ: انْصَرَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ عَنْ عَلِيٍّ، فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: جُبْناً جُبْناً!
قَالَ: قَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنِّي لَسْتُ بِجَبَانٍ، وَلَكِنْ ذَكَّرَنِي عَلِيٌّ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَلَفْتُ أَنْ لاَ أُقَاتِلَهُ، ثُمَّ قَالَ:
تَرْكُ الأُمُوْرِ الَّتِي أَخْشَى عَوَاقِبَهَا ... فِي اللهِ أَحْسَنُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الدِّيْنِ
وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَنْشَدَ:
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَوِ انَّ عِلْمِيَ نَافِعِي ... أَنَّ الحَيَاةَ مِنَ المَمَاتِ قَرِيْبُ
فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَتَلَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ.
وَرَوَى: حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بنِ جَاوَانَ
قَالَ: قُتِلَ طَلْحَةُ وَانْهَزَمُوا، فَأَتَى الزُّبَيْرُ سَفَوَانَ، فَلَقِيَهُ النَّعِرُ المُجَاشِعِيُّ، فَقَالَ:
يَا حَوَارِيَّ رَسُوْلِ اللهِ! أَيْنَ تَذْهَبُ؟ تَعَالَ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي، فَسَارَ مَعَهُ.
وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الأَحْنَفِ، فَقَالَ: إِنَّ الزُّبَيْرَ بِسَفَوَانَ، فَمَا تَأْمُرُ إِنْ كَانَ جَاءَ، فَحَمَلَ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ، حَتَّى إِذَا ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، أَرَادَ أَنْ يَلْحَقَ بِبَنِيْهِ؟ قَالَ: فَسَمِعَهَا
عُمَيْرُ بنُ جُرْمُوْزٍ، وفَضَالَةُ بنُ حَابِسٍ، وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: نُفَيْعٌ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى لَقَوْهُ مُقْبِلاً مَعَ النَّعِرِ وَهُمْ فِي طَلَبِهِ، فَأَتَاهُ عُمَيْرٌ مِنْ خَلْفِهِ، وَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيْفَةً، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ، فَلَمَّا اسْتَلْحَمَهُ وَظَنَّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ، قَالَ:يَا فَضَالَةُ! يَا نُفَيْعُ!
قَالَ: فَحَمَلُوا عَلَى الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلُوْهُ.
عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا فُضَيلُ بنُ مَرْزُوْقٍ، حَدَّثَنِي شقِيْقُ بنُ عُقْبَةَ، عَنْ قُرَّةَ بنِ الحَارِثِ، عَنْ جونِ بنِ قتَادَةَ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ الجَمَلِ، وَكَانُوا يُسَلِّمُوْنَ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ، إِلَى أَنْ قَالَ:
فَطَعَنَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ ثَانِياً، فَأَثْبَتَهُ، فَوَقَعَ، وَدُفِنَ بِوَادِي السِّبَاعِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
قُرَّةُ بنُ حَبِيْبٍ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ أَبِي الحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ:
جِيْءَ بِرَأَسِ الزُّبَيْرِ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
تَبَوَّأْ يَا أَعْرَابِيُّ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ فِي النَّارِ.
شُعْبَةُ: عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُوْلُ:أَدْرَكْتُ خَمْسَ مَائَةٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ، يَقُوْلُوْنَ:
عَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ.
قُلْتُ: لأَنَّهُم مِنَ العَشْرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، وَمِنَ البَدْرِيِّيْنَ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَمِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُم وَرَضُوْا عَنْهُ، وَلأَنَّ الأَرْبَعَةَ قُتِلُوا وَرُزِقُوا الشَّهَادَةَ، فَنَحْنُ مُحِبُّوْنَ لَهُم، بَاغِضُوْنَ لِلأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ قَتَلُوا الأَرْبَعَةَ.
أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
لَقِيْتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ لاَ يُرَى إِلاَّ عَيْنَاهُ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا ذَاتِ الكَرِشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالعَنَزَةِ، فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ، فَمَاتَ.
فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ، فَكَانَ الجهدَ أَنْ نَزَعْتُهَا -يَعْنِي: الحَرْبَةَ- فَلَقَدِ انْثَنَى طَرَفُهَا.
قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ، أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ، سَألَهَا عُمَرُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبضَ عُمَرُ، أَخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ، فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ.
غَرِيْبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: البُخَارِيُّ.
ابْنُ المُبَارَكِ: أَنْبَأَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالُوا لِلزُّبَيْرِ: أَلاَ تَشُدُّ فَنَشُدُّ مَعَكَ؟قَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَّبْتُم.
فَقَالُوا: لاَ نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِم حَتَّى شَقَّ صُفُوْفَهُم، فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً، فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ، فَضَرَبُوْهُ ضَرْبَتَيْنِ: ضَرْبَةً عَلَى عَاتِقِهِ، بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْم بَدْرٍ.
قَالَ عُرْوَةُ: فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيْرٌ.
قَالَ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ، وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً.
قُلْتُ: هَذِهِ الوَقْعَةُ هِيَ يَوْمُ اليَمَامَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ إِذْ ذَاكَ ابْنَ عَشْرِ سِنِيْنَ.
أَبُو بَكْرِ بنِ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ:
لَمَّا ظَفرَ عَلِيٌّ بِالجَمَلِ، دَخَلَ الدَّارَ، وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَالَ عَلِيّ:
إِنِّي لأَعْلَمُ قَائِدَ فِتْنَةٍ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَأَتْبَاعُهُ إِلَى النَّارِ.
فَقَالَ الأَحْنَفُ: مَنْ هُوَ؟
قَالَ: الزُّبَيْرُ.
فِي إِسْنَادِهِ إِرْسَالٌ، وَفِي لَفْظِهِ نَكَارَةٌ، فَمَعَاذَ الله أَنْ نَشْهَدَ عَلَى أَتْبَاعِ الزُّبَيْرِ، أَوْ جُنْدِ مُعَاوِيَةَ، أَوْ عَلِيٍّ، بِأَنَّهُمْ فِي النَّارِ، بَلْ نُفَوِّضُ أَمْرَهُمْ إِلَى اللهِ، وَنَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، بَلَى: الخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ، وَشَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيْمِ السَّمَاءِ، لأَنَّهُمْ مَرَقُوا مِنَ الإِسْلاَمِ، ثُمَّ لاَ نَدْرِيْ مَصِيْرَهُمْ إِلَى مَاذَا، وَلاَ نَحْكُمُ عَلَيْهِم بِخُلُوْدِ النَّارِ، بَلْ نَقِفُ.
وَلِبَعْضِهِم:
إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرُهُ ... وَادِي السِّبَاعِ لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُوْرُ المَدِيْنَةِ وَالجِبَالُ الخُشَّعُ قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: قُتِلَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ.
وَادِي السِّبَاعِ: عَلَى سَبْعَةِ فَرَاسِخَ مِنَ البَصْرَةِ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ: قُتِلَ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُمَا: قِيْلَ: وَلَهُ بِضْعٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً، وَهُوَ أَشْبَهُ.
قَالَ القَحْذَمِيُّ: كَانَتْ تَحْتَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَاتِكَةُ أُخْتُ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَأُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَأُمُّ مُصْعَبٍ الكَلْبِيَّةُ.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوْزَ إِلَى مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ -يَعْنِي: لَمَّا وَلِيَ إِمْرَةَ العِرَاقِ لأَخِيْهِ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ- فَقَالَ: أَقِدْنِي بِالزُّبَيْرِ.
فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ يُشَاوِرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ.
فَجَاءهُ الخَبَرُ: أَنَا أَقْتُلُ ابْنَ جُرْمُوْزٍ بِالزُّبَيْرِ؟ وَلاَ بِشِسْعِ نَعْلِهِ.
قُلْتُ: أَكَلَ المُعَثَّرُ يَدَيْهِ نَدَماً عَلَى قَتْلِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لاَ كَقَاتِلِ طَلْحَةَ، وَقَاتِلِ عُثْمَانَ، وَقَاتِلِ عَلِيٍّ.
الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ مُسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ عُمَيْرَ بنَ جُرْمُوْزٍ أَتَى حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ مُصْعَبٍ، فَسَجَنَهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَخِيْهِ فِي أَمْرِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ، أَظَنَنْتَ أَنِّي قَاتِلٌ أَعْرَابِياً بِالزُّبَيْرِ؟ خَلِّ سَبِيْلَهُ.
فَخَلاَّهُ، فَلَحِقَ بِقَصْرٍ بِالسَّوَادِ عَلَيْهِ
أَزَجٌ، ثُمَّ أَمَرَ إِنْسَاناً أَنْ يَطْرَحَهُ عَلَيْهِ، فَطَرَحَهُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ قَدْ كَرِهَ الحَيَاةَ لِمَا كَانَ يُهَوَّلُ عَلَيْهِ، وَيُرَى فِي مَنَامِهِ.قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ الزُّبَيْرَ تَرَكَ مِنَ العُرُوْضِ: بِخَمْسِيْنَ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمِنَ العَيْنِ: خَمْسِيْنَ أَلفِ أَلفِ دِرْهَمٍ.
كَذَا هَذِهِ الرِّوَايَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: اقْتُسِمَ مَالُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِيْنَ أَلْفِ أَلْفٍ.
أَبُو أُسَامَةَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ، دَعَانِي.
فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ:
يَا بُنَيَّ! إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُوْمٌ، وَإِنِّي لاَ أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُوْماً، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئاً؟
يَا بُنَيَّ! بِعْ مَا لَنَا، فَاقْضِ دَيْنِي، فَأُوْصِي بِالثُّلُثِ، وَثُلُثِ الثُّلُثِ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ، فَثُلُثٌ لِوَلَدِكَ.
قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ: خُبَيْبٌ، وَعَبَّادٌ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَجَعَلَ يُوصِيْنِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ! إِنْ عَجِزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَاسْتَعِنْ بِمَوْلاَيَ.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى
حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ، مَنْ مَوْلاَكَ؟قَالَ: اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ، إِلاَّ قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ، فَيَقْضِيَهُ.
قَالَ: وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِيْنَاراً وَلاَ دِرْهَماً، إِلاَّ أَرَضِيْنَ بِالغَابَةِ، وَدَاراً بِالمَدِيْنَةِ، وَدَاراً بِالبَصْرَةِ، وَدَاراً بِالكُوْفَةِ، وَدَاراً بِمِصْرَ.
قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ يَجِيْءُ بِالمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ، فَيَقُوْلُ الزُّبَيْرُ: لاَ، وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ، إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ.
وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ، وَلاَ جِبَايَةً، وَلاَ خَرَاجاً، وَلاَ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ فِي غَزْوٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ.
فَحَسَبْتُ دَيْنَهُ، فَوَجَدْتُهُ أَلْفَي أَلْفٍ وَمَائَتَي أَلْفٍ.
فَلَقِيَ حَكِيْمُ بنُ حِزَامٍ الأَسَدِيُّ عَبْدَ اللهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟
فَكَتَمَهُ، وَقَالَ: مَائَةُ أَلْفٍ.
فَقَالَ حَكِيْمٌ: مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ.
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمَائَتَيْ أَلفٍ؟
قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيْقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجِزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاسْتعِيْنُوا بِي.
وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَدِ اشْتَرَى الغَابَةَ بِسَبْعِيْنَ وَمَائَةِ أَلْفٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ اللهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ.
وَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالغَابَةِ.
فَأَتَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مَائَةِ أَلْفٍ.
فَقَالَ لابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنْ شِئْتَ تَرَكْتُهَا لَكُمْ.
قَالَ: لاَ.
قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً.
قَالَ: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا.
قَالَ: فَبَاعَهُ بِقَضَاءِ دَيْنِهِ.
قَالَ: وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فَقَالَ المُنْذِرُ بنُ الزُّبَيْرِ:
قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ.
وَقَالَ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ.
وَقَالَ ابْنُ رَبِيْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْماً بِمَائَةِ أَلْفٍ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ؟
قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ.
قَالَ: قَدْ أَخَذْتُ بِمَائَةٍ وَخَمْسِيْنَ أَلفاً.
قَالَ: وَبَاعَ ابْنُ جَعْفَرٍ نَصِيْبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مَائَةِ أَلْفٍ.
فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ، قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيْرَاثَنَا.
قَالَ: لاَ وَاللهِ،
حَتَّى أُنَادِي بِالمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِيْنَ: أَلاَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا، فَلْنَقْضِهِ.فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالمَوْسِمِ، فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِيْنَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ.
فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، قَالَ: فَرَفَعَ الثُّلُثَ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائَةَ أَلْفٍ، فَجَمِيْعُ مَالِهِ خَمْسُوْنَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمَائِتَا أَلْفٍ.
لِلزُّبَيْرِ فِي (مُسْنَدِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ) ثَمَانِيَةٌ وَثَلاَثُوْنَ حَدِيْثاً، مِنْهَا فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) حَدِيْثَانِ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِسَبْعَةِ أَحَادِيْثَ.
قَالَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
بَلَغَ حِصَّةُ عَاتِكَةَ بِنْتِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، زَوْجَةِ الزُّبَيْرِ مِنْ مِيْرَاثِهِ: ثَمَانِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
وَقَالَتْ تَرْثِيْهِ:
غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ
يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لاَ طَائِشاً رَعشَ البَنَانِ وَلاَ اليَدِ
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيْمَا مَضَى مِمَّا تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي
كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الفَدْفَدِ
وَاللهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِماً ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوْبَةُ المُتَعَمِّدِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133276&book=5517#18b529
الزبير بْن بكار بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُصْعَبِ بْن ثَابِتِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام بْن خويلد، أَبُو عَبْد اللَّهِ الأسدي المديني العلامة :
سمع سفيان بْن عيينة، وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، وأبا ضمرة أنس ابن عياض، وَأبا غزية مُحَمَّد بْن مُوسَى، وَالنضر بْن شميل، وَأبا الْحَسَن المدائني، وَعبد اللَّه بْن نافع الصائغ، وَإسماعيل بْن أَبِي أويس، وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن زبالة، وَعبد الملك بْن عَبْد العزيز الماجشون، فِي أمثالهم. روى عنه عبد الله ابن شبيب الربعي، وَأحمد بْن يَحْيَى ثعلب، وَمحمد بْن أَحْمَدَ بْن البراء. وَأَبُو بَكْر ابن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَأبو الْقَاسِم البغوي، وَيحيى بْن صاعد، وَأحمد بْن سَعِيد الدمشقي، وَأحمد بْن سُلَيْمَان الطوسي، وَهارون بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الزيات، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبان، وَمحمد بْن أَبِي الأزهر، وَإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَيوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول وغيرهم.
وَكَانَ ثقة ثبتا عالما بالنسب، عارفا بأخبار المتقدمين، ومآثر الماضين، وله الكتاب المصنف في نسب قريش وأخبارهم. وَلي القضاء بمكة، وَورد بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- قراءة عليه- حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِهِمَا غَيْرُ شَاكٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ »
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد الواعظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن البهلول التّنوخيّ- إملاء- حدّثنا الزّبير بن بكار حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي رواد حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ يُقَالُ لَهُ بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي كِلِّ ذَوْدٍ خَمْسٍ سَائِمَةٍ صَدَقَةٌ »
. أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فِي كُلِّ ذَوْدٍ خَمْسٌ سَائِمَةٌ صَدَقَةٌ»
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَعْمَرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ. حَدَّثَ بِهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ بَهْزٍ، وَوَهِمَ فِي ذِكْرِ الزُّهْرِيِّ، وَالصَّوَابُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ. كَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ.
قُلْتُ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ بَهْزٍ.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي حدّثنا أبو همّام الوليد بن شجاع حدّثنا ابن المبارك حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مِثْلَ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ. حدثت عَنِ المعافى بْن زَكَرِيَّا. قَالَ قَالَ لنا أَبُو علي الكوكبي: لما قدم الزبير- يعني ابن بكار- على بَغْدَاد. قَالَ: اعرضوا على مستمليكم، فعرضوا عَلَيْهِ
فأتاهم، فلما حضر أَبُو حامد المستملي. قَالَ له: من ذكرت يا ابن حواري رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ فأعجبه أمره فاستملى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أَبِي المغيرة الأندلسي أخبرنا عليّ بن بقاء الورّاق حدّثنا عبد الغني ابن سعيد أخبرنا أبو الطّاهر قاضي مصر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك أَبُو بَكْر- وَهُوَ التاريخي- قَالَ أنشدني ابْن أَبِي طاهر له فِي الزبير بْن بكار:
ما قَالَ «لا» قط إِلا فِي تشهده ... وَلا جرى لفظه إِلا على نعم
بين الحواري وَالصديق نسبته ... وَقد جرى وَرَسُول اللَّهِ فِي رحم
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد الله الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: وَابن أخي مصعب الزبير بْن بكار يكنى أبا عَبْد اللَّهِ من أَهْل العلم سمعت مصعبا غير مرة يقول لي بالمدينة: إن بلغ أحد منا فسيبلغ- يعني الزبير بْن بكار.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: الزبير بْن بكار ثقة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن شاذان قال سمعت أبا مُحَمَّد جَعْفَر بْن مُحَمَّد القاري قَالَ سمعت السري بْن يَحْيَى يقول: لقي الزبير بْن بكار إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ الموصلي فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ عملت كتابا سميته كتاب النسب، وَهُوَ كتاب الأخبار. قَالَ: وَأنت يا أبا مُحَمَّد- أيدك اللَّه- عملت كتابا سميته كتاب «الأغاني» ، وَهُوَ كتاب «المعاني» .
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي البصريّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا جحظة قَالَ: كنت بحضرة الأمير مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر، فاستؤذن عَلَيْهِ للزبير بْن بكار حين قدم من الحجاز، فلما دخل عَلَيْهِ أكرمه وَعظمه وَقَالَ له: لئن باعدت بيننا الأنساب، لقد قربت بيننا الآداب، وَإن أمير المؤمنين ذكرك فاختارك لتأديب وَلده، وَأمر لك بعشرة آلاف درهم وَعشرة تخوت من الثياب، وَعشرة أبغل تحمل عليها رحلك إِلَى حضرته بسر من رأى، فشكره على ذلك وَقبله، فلما أراد توادعه قَالَ له: أيها الشيخ تزودنا حديثا نذكرك به؟ فَقَالَ أحدثك بما سمعت أَوْ بما شاهدت؟ قَالَ بل بما شاهدت، فَقَالَ بينا أنا فِي مسيري هذا بين المسجدين، إذ
بصرت بحبالة منصوبة فيها ظبي ميت وَبإزائها رجل على نعش ميت، وَرأيت امرأة حرى تنعي. وَهي تقول:
يا خشف لو بطل لكنه أجل ... على الأثاية ما أودى بك البطل
يا خشف قلقل أحشائي وَأزعجها ... وَذاك يا خشف عندي كله جلل
أمست فتاة بني نهد علانية ... وَبعلها فِي أكف القوم يبتذل
قد كنت راغبة فيه أضن به ... فحال من دون ضن الرغبة الأجل
قَالَ فلما خرج من حضرته قَالَ لنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر: أي شيء أفدنا من الشيخ؟ قلنا له الأمير أعلم، فَقَالَ قوله أمست فتاة بني نهد علانية أي ظاهرة، وَهذا حرف لم أسمعه فِي كلام العرب قبل هذا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عليّ الجوهريّ أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشاهد أَخْبَرَنَا حرمي بْن أَبِي العلاء. قَالَ قَالَ الزبير بْن بكار: ركب عمي مصعب إِلَى إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ رجع من عنده فَقَالَ: لقيني عَلِيّ بْن صالح فأنشدني بيت شعر وَسألني من قائله، وَهل فيه زيادة، فقلت له لا أدري، وَقد قدم ابْن أخي وَقلما فاتني شيء إِلا وَجدت علمه عنده، وَأنشدني البيت وَهُوَ:
غراب وَظبي أعضب القرن ناديا ... بصرم وَصردان العشي تصيح
وسألني لمن هو؟ فقلت لعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة بْن مسعود، فَقَالَ هل فيه زيادة؟ قلت نعم:
لعمري لئن شطت بعثمة دارها ... لقد كنت من وَشك الفراق أليح
أروح بهم ثُمَّ أغدو بمثله ... وَيحسب أني فِي الثياب صحيح
فغدا علينا الغد عَلِيّ بْن صالح فاكتتبها، وَاللفظ للجوهري.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى قَالَ انقطع صديق للزبير عنه مدة، ثُمَّ لقيه، فأنشده الزبير:
ما عرفنا ذنبا يشتت شملا ... لا، وَلا حادثا يجر التجافي
فتعالوا نرد حلوا التصافي ... وَنميت الجفاء بالألطاف
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عَنْ ثعلب. قَالَ: كَانَ يحضر مجلس الزبير بْن بكار رجل من بني هاشم له رواء وَهيئة، حسن الثوب، طيب الرائحة، وَكَانَ الزبير يكرمه وَيرفع مجلسه، فَقَالَ يوما للزبير:
الفرزدم كَانَ جاهليا أَوْ تميميا؟ فولاه الزبير ظهره وَقَالَ: اللهم اردد على قريش أخطارها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا محمّد بن موسى المارستاني حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار:
قَالَ قالت ابنة لأختي لأهلنا: خالي خير رجل لأهله لا يتخذ ضرة، وَلا يشتري جارية، قَالَ تقول المرأة: وَالله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر!.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح النهرواني أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ قَالَ سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصيرفي الشاهد يقول سألت الزبير بْن بكار- وَقد جرى حَدِيث- منذ كم زوجتك معك؟ قَالَ لا تسألني، ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها، ضحيت عنها بسبعين كبشا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر وَعلي بْن أَبِي علي البصري قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن شاذان. قَالَ قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي:
توفي أَبُو عَبْد اللَّهِ الزبير قاضي مكة ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذي العقدة سنة ست وَخمسين وَمائتين وَتوفي وَقد بلغ أربعا وَثمانين سنة، وَدفن بمكة وَحضرت جنازته وَصلى عَلَيْهِ ابنه مصعب. وَكَانَ سبب وَفاته أنه وَقع من فوق سطحه فمكث يومين لا يتكلم وَمات، وَتوفي الزبير بعد فراغنا من قراءة كتاب «النسب» عَلَيْهِ بثلاثة أيام.
سمع سفيان بْن عيينة، وَعبد المجيد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، وأبا ضمرة أنس ابن عياض، وَأبا غزية مُحَمَّد بْن مُوسَى، وَالنضر بْن شميل، وَأبا الْحَسَن المدائني، وَعبد اللَّه بْن نافع الصائغ، وَإسماعيل بْن أَبِي أويس، وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن زبالة، وَعبد الملك بْن عَبْد العزيز الماجشون، فِي أمثالهم. روى عنه عبد الله ابن شبيب الربعي، وَأحمد بْن يَحْيَى ثعلب، وَمحمد بْن أَحْمَدَ بْن البراء. وَأَبُو بَكْر ابن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وَأبو الْقَاسِم البغوي، وَيحيى بْن صاعد، وَأحمد بْن سَعِيد الدمشقي، وَأحمد بْن سُلَيْمَان الطوسي، وَهارون بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الزيات، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبان، وَمحمد بْن أَبِي الأزهر، وَإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَيوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول وغيرهم.
وَكَانَ ثقة ثبتا عالما بالنسب، عارفا بأخبار المتقدمين، ومآثر الماضين، وله الكتاب المصنف في نسب قريش وأخبارهم. وَلي القضاء بمكة، وَورد بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مهديّ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- قراءة عليه- حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِهِمَا غَيْرُ شَاكٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ »
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حمّاد الواعظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسحاق بن البهلول التّنوخيّ- إملاء- حدّثنا الزّبير بن بكار حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي رواد حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ يُقَالُ لَهُ بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي كِلِّ ذَوْدٍ خَمْسٍ سَائِمَةٍ صَدَقَةٌ »
. أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فِي كُلِّ ذَوْدٍ خَمْسٌ سَائِمَةٌ صَدَقَةٌ»
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَعْمَرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ. حَدَّثَ بِهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ بَهْزٍ، وَوَهِمَ فِي ذِكْرِ الزُّهْرِيِّ، وَالصَّوَابُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ. كَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ.
قُلْتُ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ بَهْزٍ.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي حدّثنا أبو همّام الوليد بن شجاع حدّثنا ابن المبارك حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مِثْلَ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ. حدثت عَنِ المعافى بْن زَكَرِيَّا. قَالَ قَالَ لنا أَبُو علي الكوكبي: لما قدم الزبير- يعني ابن بكار- على بَغْدَاد. قَالَ: اعرضوا على مستمليكم، فعرضوا عَلَيْهِ
فأتاهم، فلما حضر أَبُو حامد المستملي. قَالَ له: من ذكرت يا ابن حواري رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ فأعجبه أمره فاستملى عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أَبِي المغيرة الأندلسي أخبرنا عليّ بن بقاء الورّاق حدّثنا عبد الغني ابن سعيد أخبرنا أبو الطّاهر قاضي مصر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك أَبُو بَكْر- وَهُوَ التاريخي- قَالَ أنشدني ابْن أَبِي طاهر له فِي الزبير بْن بكار:
ما قَالَ «لا» قط إِلا فِي تشهده ... وَلا جرى لفظه إِلا على نعم
بين الحواري وَالصديق نسبته ... وَقد جرى وَرَسُول اللَّهِ فِي رحم
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد الله الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: وَابن أخي مصعب الزبير بْن بكار يكنى أبا عَبْد اللَّهِ من أَهْل العلم سمعت مصعبا غير مرة يقول لي بالمدينة: إن بلغ أحد منا فسيبلغ- يعني الزبير بْن بكار.
أَخْبَرَنِي الحسن بن مُحَمَّد الخلال قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَن الدارقطني: الزبير بْن بكار ثقة.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بن شاذان قال سمعت أبا مُحَمَّد جَعْفَر بْن مُحَمَّد القاري قَالَ سمعت السري بْن يَحْيَى يقول: لقي الزبير بْن بكار إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ الموصلي فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبْد اللَّهِ عملت كتابا سميته كتاب النسب، وَهُوَ كتاب الأخبار. قَالَ: وَأنت يا أبا مُحَمَّد- أيدك اللَّه- عملت كتابا سميته كتاب «الأغاني» ، وَهُوَ كتاب «المعاني» .
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي البصريّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا جحظة قَالَ: كنت بحضرة الأمير مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر، فاستؤذن عَلَيْهِ للزبير بْن بكار حين قدم من الحجاز، فلما دخل عَلَيْهِ أكرمه وَعظمه وَقَالَ له: لئن باعدت بيننا الأنساب، لقد قربت بيننا الآداب، وَإن أمير المؤمنين ذكرك فاختارك لتأديب وَلده، وَأمر لك بعشرة آلاف درهم وَعشرة تخوت من الثياب، وَعشرة أبغل تحمل عليها رحلك إِلَى حضرته بسر من رأى، فشكره على ذلك وَقبله، فلما أراد توادعه قَالَ له: أيها الشيخ تزودنا حديثا نذكرك به؟ فَقَالَ أحدثك بما سمعت أَوْ بما شاهدت؟ قَالَ بل بما شاهدت، فَقَالَ بينا أنا فِي مسيري هذا بين المسجدين، إذ
بصرت بحبالة منصوبة فيها ظبي ميت وَبإزائها رجل على نعش ميت، وَرأيت امرأة حرى تنعي. وَهي تقول:
يا خشف لو بطل لكنه أجل ... على الأثاية ما أودى بك البطل
يا خشف قلقل أحشائي وَأزعجها ... وَذاك يا خشف عندي كله جلل
أمست فتاة بني نهد علانية ... وَبعلها فِي أكف القوم يبتذل
قد كنت راغبة فيه أضن به ... فحال من دون ضن الرغبة الأجل
قَالَ فلما خرج من حضرته قَالَ لنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر: أي شيء أفدنا من الشيخ؟ قلنا له الأمير أعلم، فَقَالَ قوله أمست فتاة بني نهد علانية أي ظاهرة، وَهذا حرف لم أسمعه فِي كلام العرب قبل هذا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علي البزاز أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عليّ الجوهريّ أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الشاهد أَخْبَرَنَا حرمي بْن أَبِي العلاء. قَالَ قَالَ الزبير بْن بكار: ركب عمي مصعب إِلَى إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ رجع من عنده فَقَالَ: لقيني عَلِيّ بْن صالح فأنشدني بيت شعر وَسألني من قائله، وَهل فيه زيادة، فقلت له لا أدري، وَقد قدم ابْن أخي وَقلما فاتني شيء إِلا وَجدت علمه عنده، وَأنشدني البيت وَهُوَ:
غراب وَظبي أعضب القرن ناديا ... بصرم وَصردان العشي تصيح
وسألني لمن هو؟ فقلت لعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة بْن مسعود، فَقَالَ هل فيه زيادة؟ قلت نعم:
لعمري لئن شطت بعثمة دارها ... لقد كنت من وَشك الفراق أليح
أروح بهم ثُمَّ أغدو بمثله ... وَيحسب أني فِي الثياب صحيح
فغدا علينا الغد عَلِيّ بْن صالح فاكتتبها، وَاللفظ للجوهري.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى قَالَ انقطع صديق للزبير عنه مدة، ثُمَّ لقيه، فأنشده الزبير:
ما عرفنا ذنبا يشتت شملا ... لا، وَلا حادثا يجر التجافي
فتعالوا نرد حلوا التصافي ... وَنميت الجفاء بالألطاف
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخالع أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ عَنْ ثعلب. قَالَ: كَانَ يحضر مجلس الزبير بْن بكار رجل من بني هاشم له رواء وَهيئة، حسن الثوب، طيب الرائحة، وَكَانَ الزبير يكرمه وَيرفع مجلسه، فَقَالَ يوما للزبير:
الفرزدم كَانَ جاهليا أَوْ تميميا؟ فولاه الزبير ظهره وَقَالَ: اللهم اردد على قريش أخطارها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا محمّد بن موسى المارستاني حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار:
قَالَ قالت ابنة لأختي لأهلنا: خالي خير رجل لأهله لا يتخذ ضرة، وَلا يشتري جارية، قَالَ تقول المرأة: وَالله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر!.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح النهرواني أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ قَالَ سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصيرفي الشاهد يقول سألت الزبير بْن بكار- وَقد جرى حَدِيث- منذ كم زوجتك معك؟ قَالَ لا تسألني، ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها، ضحيت عنها بسبعين كبشا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر وَعلي بْن أَبِي علي البصري قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن شاذان. قَالَ قَالَ لنا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي:
توفي أَبُو عَبْد اللَّهِ الزبير قاضي مكة ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذي العقدة سنة ست وَخمسين وَمائتين وَتوفي وَقد بلغ أربعا وَثمانين سنة، وَدفن بمكة وَحضرت جنازته وَصلى عَلَيْهِ ابنه مصعب. وَكَانَ سبب وَفاته أنه وَقع من فوق سطحه فمكث يومين لا يتكلم وَمات، وَتوفي الزبير بعد فراغنا من قراءة كتاب «النسب» عَلَيْهِ بثلاثة أيام.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65012&book=5517#97f051
والزبير بن سعيد
ليس بشئ، روى عنه جرير بن حازم وأبو عاصم النبيل.
(هذا رأي يحيى بن معين)
ليس بشئ، روى عنه جرير بن حازم وأبو عاصم النبيل.
(هذا رأي يحيى بن معين)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65012&book=5517#1c7b2c
الزبير بن سعيد
قال المروذي: سألته عن الزبير بن سعيد، فلين أمره.
"العلل" رواية المروذي وغيره (157).
قال المروذي: سألته عن الزبير بن سعيد، فلين أمره.
"العلل" رواية المروذي وغيره (157).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65012&book=5517#087e89
الزبير بن سعيد
- الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه حميدة وهي حمادة بنت يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. فولد الزبير بن سعيد: القاسم وبه كان يكنى. ومحمد الأكبر. ورقية. درجوا. وأمهم أم المغيرة بنت إسحاق بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث. وإسحاق. والطاهر. وبريكة. وأم القاسم. وفاطمة. وأم سعيد وهم لأم ولد. والحسن. وسعيدا. ومحمد الأصغر. وإبراهيم. وسحيقة. وسكينة. وزينب. وأمهم ابنة حسن بن الزبير بن الوليد بن سعيد بن نوفل. والفضل ومحمد الأوسط. وكلثم الكبرى. وكلثم الصغرى. وعائشة. وكلهم لأم ولد. درجوا. وكان الزبير قليل الحديث. توفي في خلافة أبي جعفر.
- الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه حميدة وهي حمادة بنت يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. فولد الزبير بن سعيد: القاسم وبه كان يكنى. ومحمد الأكبر. ورقية. درجوا. وأمهم أم المغيرة بنت إسحاق بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث. وإسحاق. والطاهر. وبريكة. وأم القاسم. وفاطمة. وأم سعيد وهم لأم ولد. والحسن. وسعيدا. ومحمد الأصغر. وإبراهيم. وسحيقة. وسكينة. وزينب. وأمهم ابنة حسن بن الزبير بن الوليد بن سعيد بن نوفل. والفضل ومحمد الأوسط. وكلثم الكبرى. وكلثم الصغرى. وعائشة. وكلهم لأم ولد. درجوا. وكان الزبير قليل الحديث. توفي في خلافة أبي جعفر.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133278&book=5517#0725d1
الزبير بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد، أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ :
سمع أبا ميسرة أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ النهاوندي، وَعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَعبد اللَّه بْن أَبِي سَعْد الوراق، وَطبقتهم. روى عنه عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وَأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ وَعلي بْن الْحَسَن الجراحي، وَأبو حفص بْن شاهين، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الزّبير بن محمّد البغداديّ حدّثنا العبّاس بن محمّد بن حاتم حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ- أَبُو نُوحٍ- قال حدّثني السّري بن يحيى حدّثني عبد الرّحمن ابن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «أَيُّمَا وَالٍ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي، فَلَمْ يَنْصَحْ لَهُمْ، وَيَجْتَهِدْ لَهُمْ كَنَصِيحَتِهِ وَجَهْدِهِ لِنَفْسِهِ، كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ إِلا السَّرِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو نُوحٍ.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جَعْفَر أن الزبير الْحَافِظ مات فِي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
سمع أبا ميسرة أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ النهاوندي، وَعباس بْن مُحَمَّد الدوري، وَعبد اللَّه بْن أَبِي سَعْد الوراق، وَطبقتهم. روى عنه عَبْد الصمد بْن عَلِيّ الطستي، وَأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ وَعلي بْن الْحَسَن الجراحي، وَأبو حفص بْن شاهين، وَكَانَ ثِقَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهريار أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الزّبير بن محمّد البغداديّ حدّثنا العبّاس بن محمّد بن حاتم حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ- أَبُو نُوحٍ- قال حدّثني السّري بن يحيى حدّثني عبد الرّحمن ابن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «أَيُّمَا وَالٍ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي، فَلَمْ يَنْصَحْ لَهُمْ، وَيَجْتَهِدْ لَهُمْ كَنَصِيحَتِهِ وَجَهْدِهِ لِنَفْسِهِ، كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ »
. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ إِلا السَّرِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو نُوحٍ.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جَعْفَر أن الزبير الْحَافِظ مات فِي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=102576&book=5517#905a98
الزبير بن الْعَوام بن خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي
أَبُو عبد الله الْقرشِي الْأَسدي الْمدنِي شهد بَدْرًا وَأمه صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب بن هَاشم سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ ابناه عبد الله وَعُرْوَة فِي الْعلم وَالزَّكَاة والبيوع قتل يَوْم الْجمل وَكَانَ يَوْم الْجمل يَوْم الْجُمُعَة لعشر خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 36 قَتله عَمْرو بن حرموز بوادي السبَاع قَالَه خَليفَة بن خياط وَقَالَ الْوَاقِدِيّ يَوْم الْخَمِيس مثله وَقَالَ الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير نَحْو ذَلِك وَزَاد سنه أَربع وَسِتُّونَ وَشهد بَدْرًا وَهُوَ ابْن 29 سنة وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي قتل سنة 36 وَقَالَ ابْن نمير قتل سنة 36 وَهُوَ ابْن 64 سنة
أَبُو عبد الله الْقرشِي الْأَسدي الْمدنِي شهد بَدْرًا وَأمه صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب بن هَاشم سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ ابناه عبد الله وَعُرْوَة فِي الْعلم وَالزَّكَاة والبيوع قتل يَوْم الْجمل وَكَانَ يَوْم الْجمل يَوْم الْجُمُعَة لعشر خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 36 قَتله عَمْرو بن حرموز بوادي السبَاع قَالَه خَليفَة بن خياط وَقَالَ الْوَاقِدِيّ يَوْم الْخَمِيس مثله وَقَالَ الذهلي قَالَ يَحْيَى بن بكير نَحْو ذَلِك وَزَاد سنه أَربع وَسِتُّونَ وَشهد بَدْرًا وَهُوَ ابْن 29 سنة وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي قتل سنة 36 وَقَالَ ابْن نمير قتل سنة 36 وَهُوَ ابْن 64 سنة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=102576&book=5517#743621
الزبير بن الْعَوام بن خويلد بن أَسد بن عبد العزى بن قصي الْقرشِي الْأَسدي حوارِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَابْن عمته كنيته أَبُو عبد الله وَأمه صَفِيَّة بنت عبد المطلب بن هَاشم بن عبدمناف
شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ اسْتشْهد بسفران من نَاحيَة الْبَصْرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقَتله عَمْرو بن جرمون وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ أَربع وَسِتُّونَ سنة وقبره بوادي السبَاع فِي أَرض بني تَمِيم رَحمَه الله ورضوانه عَلَيْهِ
قَالَ عَمْرو بن عَليّ قتل بوادي السبَاع سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة يكنى أَبَا عبد الله
روى عَنهُ مَالك بن أنس فِي الْجِهَاد وَابْنه عبد الله فِي ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ اسْتشْهد بسفران من نَاحيَة الْبَصْرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقَتله عَمْرو بن جرمون وَكَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ أَربع وَسِتُّونَ سنة وقبره بوادي السبَاع فِي أَرض بني تَمِيم رَحمَه الله ورضوانه عَلَيْهِ
قَالَ عَمْرو بن عَليّ قتل بوادي السبَاع سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة يكنى أَبَا عبد الله
روى عَنهُ مَالك بن أنس فِي الْجِهَاد وَابْنه عبد الله فِي ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=102576&book=5517#fa962b
الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَحَدِيثُهُ فِي الْعَشَرَةِ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَهْ، مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا يُحَدِّثُ غَيْرُكَ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ الرَّقِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ الْحَرَّانِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ النَّصِيبِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ خَبَّابٍ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا قُمْنَا مِنْ عِنْدِكَ أَخَذْنَا فِي أَحَادِيثِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: " إِذَا جَلَسْتُمْ تِلْكَ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَخَافُونَ فِيهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَقُولُوا عِنْدَ مَقَامِكُمْ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ، إِلَيْكَ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ مَا أَصَبْتُمْ فِيهَا " تَفَرَّدَ بِهِ الْكَلْبِيُّ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَهْ، مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا يُحَدِّثُ غَيْرُكَ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ الرَّقِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ الْحَرَّانِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ النَّصِيبِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ خَبَّابٍ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا قُمْنَا مِنْ عِنْدِكَ أَخَذْنَا فِي أَحَادِيثِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: " إِذَا جَلَسْتُمْ تِلْكَ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَخَافُونَ فِيهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَقُولُوا عِنْدَ مَقَامِكُمْ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ، إِلَيْكَ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ مَا أَصَبْتُمْ فِيهَا " تَفَرَّدَ بِهِ الْكَلْبِيُّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=102576&book=5517#50a324
الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي
يكنى أبا عبد الله. أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى وكيع وغيره، عن هشام بن عروة، قَالَ: أسلم الزبير وهو ابن خمس عشر سنة. وروى أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه مثله سواء إلى آخره.
وذكر السَّرَّاجُ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمه موسى بن طلحة، قال: كان علي، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وُلِدُوا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، وَرَوَى قُتَيْبَةُ بْنُ سَعْدٍ، عن الليث بن سعد، عن أبي الأسود [مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ] عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن أنه بلغه أن علي بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَسْلَمَا، وَهُمَا ابْنَا ثَمَانِي سِنِينَ. وروى أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:
أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة. [وقول عروة أصح من قول أبي الأسود ] والله أعلم.
قَالَ أبو عمر: لم يتخلف الزبير عن غزوة غزاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين بمكة. فلما قدم المدينة، وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بين الزبير وبين سلمة بن سلامة بن وقش، وكان له من الولد فيما ذكر بعضهم عشرة: عبد الله، وعروة، ومصعب، والمنذر، وعمر، وعبيدة، وجعفر، وعامر، وعمير، وحمزة.
وكان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله عزّ وجل، رواه حماد ابن سلمة، عن علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب. قال سعيد: ودعا له
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذ بخير، والله لا يضيع دعاءه. وقال الزبير ابن بكار: قَالَ حَدَّثَنِي أبو حمزة بن عياض ، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن أول رجل سل سيفه في سبيل الله الزبير، وذلك أنه نفحت نفحة من الشيطان أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه ، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأعلى مكة، فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مالك يا زبير؟ قَالَ: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه، ودعا له، ولسيفه. وروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي. وأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لكل نبي حواري، وحوارييىّ الزبير. وسمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن الحواري. فَقَالَ له: إن كنت ابن الزبير، وإلا فلا.
وَقَالَ محمد بن سلام: سألت يونس بن حبيب عن قوله صَلَّى الله عليه وسلم: حوارييى الزبير. فَقَالَ: [من] خلصائه . وذكر علي بن المغيرة أبو الحسن الأثرم، عن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ محمد بن السائب، أنه كان يقول: الحوارىّ الخليل، وذكر قول جرير:
أفبعد مقتلهم خليل محمد ... ترجو العيون مع الرسول سبيلا
وَقَالَ غيره: الحواري الناصر، وذكر قول الأعور الكلابي:
وأكنه ألقى زمام قلوصه ... فيحيا كريما أو يموت حواريا
وَقَالَ غيره: الحواري الصاحب المستخلص. وَقَالَ معمر، عَنْ قَتَادَةَ:
الحواريون كلهم من قريش، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة، وجعفر، وأبو عبيدة الجراح، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، وطلحة، والزبير.
وَقَالَ روح بن القاسم، عَنْ قَتَادَةَ أنه ذكر يوما الحواريين فقيل له:
وما الحواريون؟ قَالَ: الذين تصلح لهم الخلافة.
شهد الزبير بدرا، وكانت عليه يومئذ عمامة صفراء كان معتجرا بها، فيقال: إنها نزلت الملائكة يوم بدر على سيماء الزبير.
وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن عبّاد بن حمزة ابن الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَنَزَلَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ.
وشهد الحديبية والمشاهد كلها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يلج النار أحد شهد بدرا والحديبية. وَقَالَ عمر: في الستة أهل الشورى: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو راض عنهم. وهو أيضا من العشرة، الذين شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة. وثبت عن الزبير أنه قَالَ: جمع لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أبويه] مرتين: يوم أحد، ويوم قريظة، فقال: ارم فداك أبى وأمى.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ قَالَ: سَأَلْتُ مَجْلِسًا فِيهِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: الزُّبَيْرُ، وعلى ابن أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ الزُّبَيْرِ تَاجِرًا مَجْدُودًا فِي التِّجَارَةِ، وَقِيلَ لَهُ يَوْمًا:
بِمَ أَدْرَكْتَ فِي التِّجَارَةِ مَا أَدْرَكْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَشْتَرِ عَيْنًا ، وَلَمْ أُرِدْ رِبْحًا، وَاللَّهُ يُبَارِكُ لِمَنْ يَشَاءُ.
وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سَمِيٍّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ لِلزُّبَيْرِ أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ، فَمَا كَانَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، يَعْنِي أَنَّهُ يَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ، وفضله حسان على جميعهم، كما فضل أبو هريرة على الصحابة أجمعين جعفر بن أبى طالب، فقال يمدحه :
أقام على عهد النبي وهديه ... حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه ... يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي ... يصول إذا ما كان يوم محجل
وإن امرأ كانت صفية أمه ... ومن أسد في بيته لمرفّل
له من رَسُول اللَّهِ قربى قربية ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى، والله يعطى ويجزل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها ... بأبيض سباق إلى الموت يرقل
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل
ثم شهد الزبير الجمل، فقاتل فيه ساعة، فناداه علي وانفرد به، فذكر الزبير أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له، وقد وجدهما يضحكان بعضهما إلى بعض: أما إنك ستقاتل عليا، وأنت له ظالم. فذكر الزبير ذَلِكَ، فانصرف عن القتال فاتبعه ابن جرموز عبد الله، ويقَالَ عمير، ويقَالَ عمرو . وقيل عميرة بن جرموز السعدي، فقتله بموضع يعرف بوادي السباع، وجاء بسيفه إلى علي، فَقَالَ له علي:
بشر قاتل ابن صفية بالنار. وكان الزبير قد انصرف عن القتال نادما مفارقا للجماعة التي خرج فيها، منصرفا إلى المدينة، فرآه ابن جرموز، فَقَالَ: أتى يؤرش بين الناس، ثم تركهم، والله لا أتركه، ثم اتبعه، فلما لحق بالزبير، ورأى الزبير أنه يريده أقبل عليه، فَقَالَ له ابن جرموز: أذكرك الله. فكف عنه الزبير حتى فعل ذَلِكَ مرارا، فَقَالَ الزبير: قاتله الله، يذكرنا الله وينساه، ثم غافصه ابن جرموز فقتله. وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى
الأولى سنة ست وثلاثين، وفي ذَلِكَ اليوم كانت وقعة الجمل، ولما أتى قاتل الزبير عليا برأسه يستأذن عليه فلم يأذن له، وقال للآذن: بشّره بالنار، فقال:
أتيت عليا برأس الزبير ... أرجو لديه به الزلفة
فبشر بالنار إذ جئته ... فبئس البشارة والتحفة
وسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عير بذي الجحفة
وفي حديث عمرو بن جاوان، عن الأحنف قَالَ: لما بلغ الزبير سفوان موضعا من البصرة، كمكان القادسية من الكوفة، لقيه البكر رجل من بني مجاشع، فَقَالَ: أين تذهب يا حواري رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك، فأقبل معه وأتى إنسان الأحنف بن قيس فَقَالَ:
هذا الزبير قد لقي بسفوان. فَقَالَ الأحنف: ما شاء الله، كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف، ثم يلحق ببنيه وأهله، فسمعه عميرة بن جرموز، وفضالة بن حابس، ونفيع في غواة بني تميم، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النفر، فأتاه عمير بن جرموز من خلف، وهو على فرس له ضعيفة، فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقَالُ له ذو الخمار، حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه يا نفيع! يا فضالة! فحملوا عليه حتى قتلوه، وهذا أصح مما تقدم والله أعلم.
وكانت سن الزبير يوم قتل- رحمه الله- سبعا وستين سنة. وقيل ستا وستين، وكان الزبير أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية رضي الله عنه.
يكنى أبا عبد الله. أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى وكيع وغيره، عن هشام بن عروة، قَالَ: أسلم الزبير وهو ابن خمس عشر سنة. وروى أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه مثله سواء إلى آخره.
وذكر السَّرَّاجُ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمه موسى بن طلحة، قال: كان علي، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وُلِدُوا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، وَرَوَى قُتَيْبَةُ بْنُ سَعْدٍ، عن الليث بن سعد، عن أبي الأسود [مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ] عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن أنه بلغه أن علي بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَسْلَمَا، وَهُمَا ابْنَا ثَمَانِي سِنِينَ. وروى أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:
أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة. [وقول عروة أصح من قول أبي الأسود ] والله أعلم.
قَالَ أبو عمر: لم يتخلف الزبير عن غزوة غزاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين بمكة. فلما قدم المدينة، وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بين الزبير وبين سلمة بن سلامة بن وقش، وكان له من الولد فيما ذكر بعضهم عشرة: عبد الله، وعروة، ومصعب، والمنذر، وعمر، وعبيدة، وجعفر، وعامر، وعمير، وحمزة.
وكان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله عزّ وجل، رواه حماد ابن سلمة، عن علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب. قال سعيد: ودعا له
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذ بخير، والله لا يضيع دعاءه. وقال الزبير ابن بكار: قَالَ حَدَّثَنِي أبو حمزة بن عياض ، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن أول رجل سل سيفه في سبيل الله الزبير، وذلك أنه نفحت نفحة من الشيطان أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه ، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأعلى مكة، فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مالك يا زبير؟ قَالَ: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه، ودعا له، ولسيفه. وروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي. وأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لكل نبي حواري، وحوارييىّ الزبير. وسمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن الحواري. فَقَالَ له: إن كنت ابن الزبير، وإلا فلا.
وَقَالَ محمد بن سلام: سألت يونس بن حبيب عن قوله صَلَّى الله عليه وسلم: حوارييى الزبير. فَقَالَ: [من] خلصائه . وذكر علي بن المغيرة أبو الحسن الأثرم، عن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ محمد بن السائب، أنه كان يقول: الحوارىّ الخليل، وذكر قول جرير:
أفبعد مقتلهم خليل محمد ... ترجو العيون مع الرسول سبيلا
وَقَالَ غيره: الحواري الناصر، وذكر قول الأعور الكلابي:
وأكنه ألقى زمام قلوصه ... فيحيا كريما أو يموت حواريا
وَقَالَ غيره: الحواري الصاحب المستخلص. وَقَالَ معمر، عَنْ قَتَادَةَ:
الحواريون كلهم من قريش، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة، وجعفر، وأبو عبيدة الجراح، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، وطلحة، والزبير.
وَقَالَ روح بن القاسم، عَنْ قَتَادَةَ أنه ذكر يوما الحواريين فقيل له:
وما الحواريون؟ قَالَ: الذين تصلح لهم الخلافة.
شهد الزبير بدرا، وكانت عليه يومئذ عمامة صفراء كان معتجرا بها، فيقال: إنها نزلت الملائكة يوم بدر على سيماء الزبير.
وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن عبّاد بن حمزة ابن الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَنَزَلَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ.
وشهد الحديبية والمشاهد كلها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يلج النار أحد شهد بدرا والحديبية. وَقَالَ عمر: في الستة أهل الشورى: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو راض عنهم. وهو أيضا من العشرة، الذين شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة. وثبت عن الزبير أنه قَالَ: جمع لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أبويه] مرتين: يوم أحد، ويوم قريظة، فقال: ارم فداك أبى وأمى.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ قَالَ: سَأَلْتُ مَجْلِسًا فِيهِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: الزُّبَيْرُ، وعلى ابن أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ الزُّبَيْرِ تَاجِرًا مَجْدُودًا فِي التِّجَارَةِ، وَقِيلَ لَهُ يَوْمًا:
بِمَ أَدْرَكْتَ فِي التِّجَارَةِ مَا أَدْرَكْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَشْتَرِ عَيْنًا ، وَلَمْ أُرِدْ رِبْحًا، وَاللَّهُ يُبَارِكُ لِمَنْ يَشَاءُ.
وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سَمِيٍّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ لِلزُّبَيْرِ أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ، فَمَا كَانَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، يَعْنِي أَنَّهُ يَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ، وفضله حسان على جميعهم، كما فضل أبو هريرة على الصحابة أجمعين جعفر بن أبى طالب، فقال يمدحه :
أقام على عهد النبي وهديه ... حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه ... يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي ... يصول إذا ما كان يوم محجل
وإن امرأ كانت صفية أمه ... ومن أسد في بيته لمرفّل
له من رَسُول اللَّهِ قربى قربية ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى، والله يعطى ويجزل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها ... بأبيض سباق إلى الموت يرقل
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل
ثم شهد الزبير الجمل، فقاتل فيه ساعة، فناداه علي وانفرد به، فذكر الزبير أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له، وقد وجدهما يضحكان بعضهما إلى بعض: أما إنك ستقاتل عليا، وأنت له ظالم. فذكر الزبير ذَلِكَ، فانصرف عن القتال فاتبعه ابن جرموز عبد الله، ويقَالَ عمير، ويقَالَ عمرو . وقيل عميرة بن جرموز السعدي، فقتله بموضع يعرف بوادي السباع، وجاء بسيفه إلى علي، فَقَالَ له علي:
بشر قاتل ابن صفية بالنار. وكان الزبير قد انصرف عن القتال نادما مفارقا للجماعة التي خرج فيها، منصرفا إلى المدينة، فرآه ابن جرموز، فَقَالَ: أتى يؤرش بين الناس، ثم تركهم، والله لا أتركه، ثم اتبعه، فلما لحق بالزبير، ورأى الزبير أنه يريده أقبل عليه، فَقَالَ له ابن جرموز: أذكرك الله. فكف عنه الزبير حتى فعل ذَلِكَ مرارا، فَقَالَ الزبير: قاتله الله، يذكرنا الله وينساه، ثم غافصه ابن جرموز فقتله. وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى
الأولى سنة ست وثلاثين، وفي ذَلِكَ اليوم كانت وقعة الجمل، ولما أتى قاتل الزبير عليا برأسه يستأذن عليه فلم يأذن له، وقال للآذن: بشّره بالنار، فقال:
أتيت عليا برأس الزبير ... أرجو لديه به الزلفة
فبشر بالنار إذ جئته ... فبئس البشارة والتحفة
وسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عير بذي الجحفة
وفي حديث عمرو بن جاوان، عن الأحنف قَالَ: لما بلغ الزبير سفوان موضعا من البصرة، كمكان القادسية من الكوفة، لقيه البكر رجل من بني مجاشع، فَقَالَ: أين تذهب يا حواري رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك، فأقبل معه وأتى إنسان الأحنف بن قيس فَقَالَ:
هذا الزبير قد لقي بسفوان. فَقَالَ الأحنف: ما شاء الله، كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف، ثم يلحق ببنيه وأهله، فسمعه عميرة بن جرموز، وفضالة بن حابس، ونفيع في غواة بني تميم، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النفر، فأتاه عمير بن جرموز من خلف، وهو على فرس له ضعيفة، فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقَالُ له ذو الخمار، حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه يا نفيع! يا فضالة! فحملوا عليه حتى قتلوه، وهذا أصح مما تقدم والله أعلم.
وكانت سن الزبير يوم قتل- رحمه الله- سبعا وستين سنة. وقيل ستا وستين، وكان الزبير أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية رضي الله عنه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=102576&book=5517#f32551
الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثَّقَةُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلَيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحِمَامِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا مُعَلَّى بْنُ عَبَّادِ بْنِ يَعْلَى، نا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ أَلَا إِنَّ الْبَغْضَاءَ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءَ، نا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ» وَذَكَرَ نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، نا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ، نا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مَالِكٍ لَا تُحَدِّثْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثَّقَةُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلَيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحِمَامِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا مُعَلَّى بْنُ عَبَّادِ بْنِ يَعْلَى، نا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ أَلَا إِنَّ الْبَغْضَاءَ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءَ، نا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ» وَذَكَرَ نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، نا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ، نا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مَالِكٍ لَا تُحَدِّثْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»