يُونُس بن عبد الله بن قيس الْيَرْبُوعي يروي المقاطيع روى عَنهُ ابْنه أَحْمد بن يُونُس
Ibn Manjuwayh (d. 1036-37 CE) - Rijāl Ṣaḥīḥ Muslim - ابن منجويه - رجال صحيح مسلم
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2211 1. يونس بن عبد الله بن قيس22. ابان بن صمعة البصري الانصاري2 3. ابان بن عثمان بن عفان القرشي الاموي المديني...1 4. ابان بن يزيد العطار5 5. ابراهيم بن ابي عبلة6 6. ابراهيم بن المهاجر البجلي الكوفي1 7. ابراهيم بن حميد الرؤاسي2 8. ابراهيم بن خالد بن ابي اليمان ابو عبد الله...1 9. ابراهيم بن دينار2 10. ابراهيم بن زياد ابو اسحاق البغدادي2 11. ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن...4 12. ابراهيم بن سعد بن ابي وقاص الزهري المديني...1 13. ابراهيم بن سعيد الجوهري ابو اسحاق2 14. ابراهيم بن سويد النخعي الاعور3 15. ابراهيم بن طهمان الخرساني الهروي1 16. ابراهيم بن عبد الاعلي الكوفي2 17. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ابو اسحاق...1 18. ابراهيم بن عبد الله بن حنين الهاشمي2 19. ابراهيم بن عبد الله بن قارظ2 20. ابراهيم بن عبد الله بن قيس1 21. ابراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس2 22. ابراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي الانصاري...3 23. ابراهيم بن عقبة بن ابي عياش2 24. ابراهيم بن محمد بن الحارث بن اسماء3 25. ابراهيم بن محمد بن المنتشر بن الاجدع...4 26. ابراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله1 27. ابراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند الشامي...1 28. ابراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان التميمي...1 29. ابراهيم بن نافع المخزومي المكي1 30. ابراهيم بن يزيد بن شريك التيمي تيم الرباب...1 31. ابراهيم بن يزيد بن عمر ابو عمران النخعي...1 32. ابراهيم بن يوسف بن اسحاق بن ابي اسحاق...2 33. ابن ابي حسين1 34. ابن ابي حسين المكي1 35. ابن ابي حسين عبد الله بن عبد الرحمن1 36. ابن ابي ذئب محمد بن عبد الرحمن1 37. ابن ابي عتيق عبد الله1 38. ابن ابي عدي محمد بن ابراهيم1 39. ابن ابي عروبة1 40. ابن ابي فديك محمد بن اسماعيل1 41. ابن ابي مليكة عبد الله بن عبيد الله1 42. ابن البراء1 43. ابن الهاد يزيد1 44. ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز1 45. ابن حجيرة الاكبر عبد الرحمن1 46. ابن حزم2 47. ابن سفينة او سفينة1 48. ابن شماسة عبد الرحمن1 49. ابن علية اسماعيل1 50. ابن قسيط يزيد1 51. ابن هبيرة عبد الله1 52. ابو احمد الزبيري محمد1 53. ابو ادريس عائذالله1 54. ابو اسامة حماد بن اسامة3 55. ابو اسحاق الشيباني سلميان بن فيروز1 56. ابو اسحاق الفزاري ابراهيم بن محمد2 57. ابو اسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي1 58. ابو اسماء الرحبي عمرو بن مرثد1 59. ابو اسيد مالك بن ربيعة2 60. ابو الاحمص عوف بن مالك1 61. ابو الاحوص سلام بن سليم الحنفي2 62. ابو الاسود الديلي ظالم1 63. ابو الاسود محمد بن عبد الرحمن2 64. ابو الاسود والسوادة مسلم بن مخراق1 65. ابو الاشعث الصنعاني شراحيل1 66. ابو الاشهب جعفر بن حيان2 67. ابو التياح يزيد1 68. ابو الجعد3 69. ابو الجواب الاحوص1 70. ابو الجوزاء اوس بن عبد الله1 71. ابو الحباب سعيد بن يسار1 72. ابو الحكم7 73. ابو الحكم اظن1 74. ابو الخطاب الحساني زياد بن يحيى1 75. ابو الخليل صالح بن ابي مريم1 76. ابو الدرداء عويمر1 77. ابو الدهماء قرفة بن بهيس1 78. ابو الربيع الزهراني سليمان1 79. ابو الرجال محمد بن عبد الرحمن2 80. ابو الزاهرية حدير بن كريب2 81. ابو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس1 82. ابو الزناد عبد الله1 83. ابو السائب الانصاري المديني1 84. ابو السائب مولى هشام1 85. ابو السليل ضريب1 86. ابو الشعثاء5 87. ابو الشمر الضبعي البصري1 88. ابو الصديق بكر بن عمرو الناجي1 89. ابو الضحي مسلم بن صبيح3 90. ابو الطاهر احمد بن عمرو بن الشرح1 91. ابو العالية البراء زياد1 92. ابو العالية الرياحي رفيع1 93. ابو العلاء حيان بن عمير1 94. ابو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير...1 95. ابو العميس عتبة1 96. ابو الغيث سالم2 97. ابو المتوكل علي1 98. ابو المليح عامر بن اسامة1 99. ابو المنذر اسماعيل بن عمر1 100. ابو المنهال سيار1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Manjuwayh (d. 1036-37 CE) - Rijāl Ṣaḥīḥ Muslim - ابن منجويه - رجال صحيح مسلم are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154800&book=5545#b34d6b
يونس بن متى ذو النون نبي الله
ورسوله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من سبط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. كان من أهل الشام، من أعمال بعلبك. قيل إنه مات وهو صغير، فسألت أمه نبي الله إلياس عليه السلام، فدعا الله، فأحياه، ولم يكن لها غيره. ونبئ يونس وله أربعون سنةً، وكان من عباد بني إسرائيل، فهرب بدينه من الشام، ونزل شاطئ دجلة، فبعثه الله إلى أهل نينوى.
قال إسحاق بن بشر بأسانيده: كان يونس عبداً صالحاً، لم يكن في الأنبياء أحد أكثر صلاةً منه، كان يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة قبل أن يطعم، وقلما كان يطعم من دهره. وكان يصلي كل ليلة قبل أن يأخذ مضجعه ثلاثمائة ركعة، وقلما كان يتوسد الأرض. فلما أن فشت المعاصي في أهل نينوى، وعظمت أحداثهم بعث إليهم.
عن الحسن قال: كانت العجائب في بني إسرائيل، ولا يموت نبي حتى يبعث الله نبياً مكانه. وإنها كانت تكون فيهم الأنبياء الكثيرة.
قال ابن منبه اليماني: إن للنوبة أثقالاً ومؤونةً لا يحملها إلا القوي، وإن يونس بن متى كان عبداً صالحاً، وكان خلقه ضيقاً، فلما حملت عليه النبوة تفسح تحتها تفسخ الربع تحت الحمل، فرفضها من يده، وخرج هارباً، فقال الله تعالى لنبيه: " فأصْبِرْ كَمَا صَبَر أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "، وقال: " فأصْبِرْ لحُكْمِ رَبِّكَ ولا تَكُنْ كصاحِبِ الحُوتِ إذ نَادَى وهو مَكْظُوم ".
قال علي بن عاصم: قال بعض أصحابنا: بلغني أن يونس عليه السلام كان في خلقه ضعف، والنبوة لها ثقل، فأتاه جبريل وهو قائم يصلي في المسجد، فقذفها عليه، فتفسخ تحتها.
عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا ينبغي لأحد أن يقول: إني خير من يونس بن متى.
عن شهر بن حوشب قال:
كان يونس بن متى رجلاً من بني إسرائيل، وكان قلما رئي ساعةً تحل فيها الصلاة إلا وجد يصلي، فأتاه الرسول، فوجده يصلي في المسجد ببيت المقدس، فانفتل إليه، فقال له: إن الله يأمرك أن تأتي أهل نينوى، فتدعوهم إليه، قال: إلى أهل المدرة السوء؟ قال: نعم. فجعلت نفسه تأبى، فعاد الرسول إليه، فوجده قائماً يصلي في
المسجد، فأعاد عليه الرسالة، قال: إنما آتيهم مشياً، فأخرج إلى السوق، فاشتري حذاءً. فنهض عنه الرسول. وأبت نفسه، وجعل يقول: أولئك يجيئوني، كانوا عند بني إسرائيل أخبث أهل الأرض، لأنهم كانوا أول من غزا بيت المقدس، وقتلوا وحرقوا. فعاد إليه الرسول، فوجده قائماً يصلي في المسجد. فاستحثه، فخرج مغاضباً، وأتى البحر، فوجد سفينةً فذكر ركوبه فيها، والتقام الحوت إياه.
عن ابن عباس في قوله تعالى: " إذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً "، قال: عبد أبق من ربه. ثم اجتباه.
وعنه في قوله: " فَظَنَّ أَنْ لن نَقْدِرَ عليه "، يقول: ظن ألا يأخذه العذاب الذي أصابه وفي رواية: غضب على قومه، فظن أن لن نقضي عليه عقوبة، ولا بلاءً فيما صنع بقومه في غضبه عليهم، وفراره.
وعن مجاهد: فظن أن لن نقدر عليه؛ أن لن نعاقبه بذنبه.
وعن قتادة في قوله تعالى: " فساهَمَ، فكان من المُدْحَضِين "، قال: احتبست السفينة، فعلم القوم أنها احتبست من حدث أحدثه بعضهم، فتساهموا، فقرع يونس، فرمى بنفسه، " فالتَقَمَه الحوتُ وهو مُلِيم "، قال: وهو مسيء فيما صنع، " فلَوْلا أنَّه كان مِنَ المُسَبِّحين "، قال: كان كثير الصلاة في الرخاء، ناجاه.
عن الحسن: أن يونس كان مع نبي من أنبياء بني إسرائيل، فأوحى الله إليه أن ابعث يونس إلى أهل نينوى يحذرهم عقوبتي. قال: وكانت الأنبياء تبعث بإقامة التوراة فيهم، وما أنزل الله بعد موسى كتاباً إلا الإنجيل، وزبور داود. فمضى يونس على كره منه، وكان رجلاً حديداً، شديد الغضب لله عز وجل فأتاهم، وحذرهم، وأنذرهم. فكذبوه، وردوا عليه نصيحته، ورموه بالحجارة، وأخرجوه. فانصرف عنهم. فقال له نبي بني إسرائيل: ارجع إليهم، فرجع، ففعلوا مثل ذلك ثلاث مرات، فأوعدهم العذاب، فقالوا: كذبت.
قال ابن عباس: فلما أيس من إيمان قومه دعا عليهم ربه، وأوعدهم العذاب بعد
ثلاثة أيام، وأخرج أهله، ومعه ابناه صغيرين، فصعد جبلاً ينظر إلى أهل نينوى، ويترقب العذاب. قال: وعاين قوم يونس العذاب للوقت الذي وقت لهم يونس، فلما استيقنوا بالعذاب سقط في أيديهم، وعلموا أن يونس قد صدقهم، فبعث القوم إلى أنبياء كانت في بني إسرائيل، فسألوهم عما ابتلوا به، فقالوا: اطلبوا يونس يدعو لكم، فإنه هو الذي دعا عليكم، فطلبوه، فلم يقدروا عليه، فقالوا: تعالوا نجتمع إلى الله، فنتوب إليه. فخرجوا جميعاً الرجال والنساء والبهائم، وجعلوا الرماد على رؤوسهم، ووضعوا الشوك من تحت أرجلهم، ولبسوا المسوح والصوف، ثم رفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء، وجأروا إلى الله، وعلم الله منهم الصدق، فقبل توبتهم.
يقول الله تعالى: " فَلوْلا "، يعني: فلم يكن " قرية آمنت " عند معاينة العذاب، " فَنَفَعَها إيمانُها إلاّ قوْمَ يونسَ لمّا آمنوا كَشَفْنا عنهم عذابَ الخِزْي في الحياةِ الدنيا ".
قال: وكانوا عاينوا العذاب أول يوم من ذي الحجة، ورفع عنهم يوم العاشر من المحرم. فلما رأى يونس ذلك جاءه إبليس عدو الله، فقال له: يا يونس، إنك إن رجعت إلى قومك اتهموك وكذبوك، فذهب مغاضباً لقومه، " فظَنَّ أَنْ لن نقدِرَ عليه "، فقد كذب. فانطلق يونس حتى أتى شاطئ دجلة ومعه أهله وابناه. فجاءت سفينة، فقال: احملوني، فقالوا: قد أوقرنا سفينتنا هذه، فإن شئت حملنا بعض من معك، فتلحقنا بسفينة أخرى، فتركبها. قال: فحمل أهله، وبقي يونس وابناه، فطلعت سفينة، فانطلق يونس إليها، ودنا أحد ابنيه من شاطئ دجلة، فزلت رجله، فوقع في الماء، فغرق، وجاء الذئب فاحتمل ابنه الآخر، فأكله. فجاء يونس، فوجد أحد ابنيه طافياً على الماء، والآخر قد أكله الذئب، فعلم أنها عقوبة، فركب السفينة ليلحق بأهله، فلما توسطت السفينة الماء أوحى الله إلى السفينة أن اركدي، فركدت، والسفن تمر يميناً وشمالاً، فقالوا: ما بال سفينتكم؟ قالوا: لا ندري. قال يونس: أنا أدري، فيها عبد أبق من ربه، فلا تسير حتى تلقوه. قالوا: ومن هو؟ قال: أنا، فقالوا: أما أنت فلسنا نلقيك والله، ما نرجو النجاة منها إلا بك! قال: فاقترعوا، فمن
قرع فألقوه في الماء، فاقترعوا، فقرعهم يونس، فأبوا أن يلقوه في الماء، وقالوا: إن القرعة تخطئ وتصيب. فاقترعوا الثانية، فقرعهم، فقال لهم: ألقوني في الماء، فأوحي إلى حوت كان يكون في بحر من وراء البحور أن يجيء حتى يحيط بسفينة يونس، فاخترق الحوت البحار، فاستقبل سفينة يونس، فأحاط بها، وفغر فاه، فأوحى الله إلى الحوت ألا يخدش له لحماً، ولا يكسر له عظماً، فإنه نبيي وصفيي. وقال الحوت: يا رب، جعلت بطني له مسكناً، لأحفظنه حفظ الوالدة ولدها. قال: واحتمل يونس إلى ناحية السفينة ليلقى في الماء، فانصرف الحوت إليها، فقال: انطلقوا بي إلى ناحية أخرى، فانطلقوا به، فإذا هم بالحوت، ففعلوا مثل ذلك بجميع جوانب السفينة، فقال: اقذفوني، فقذفوا به، فأخذه الحوت، وهوى به إلى مسكنه من البحر، ثم انطلق به إلى قرار الأرض، فطاف به البحار أربعين يوماً، فسمع يونس تسبيح الجن، وتسبيح الحيتان، فجعل يسمع الحس، ولا يرى ما هو، فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: يا يونس، هذا تسبيح دواب البحر، فجعل يسبح ويهلل، وقال: سيدي، من الجبال أهبطتني، وفي البلاد سيرتني، وفي الظلمات الثلاث سجنتني: ظلمة الليل، وظلمة الماء، وظلمة بطن الحوت. إلهي، عاقبتني بعقوبة لم تعاقبها أحداً قبلي.
فلما كان تمام أربعين ليلة وهي قدر ما كان قومه في العذاب، وأصابه الغم، " فَنَادى في الظُّلُماتِ أَنْ لا إله إلاَّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كنتُ مِنَ الظالمين "، فسمعت الملائكة بكاءه، وعرفوا صوته، فبكت الملائكة لبكاء يونس، وقالوا: يا ربنا، صوت ضعيف حزين نعرفه في مكان غريب! قال: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر. فقالوا: يا رب، العبد الصالح الذي كان يصعد له كل يوم وليلة العمل الصالح الكثير؟ قال: نعم.
قال ابن عباس: هذه عقوبته لأوليائه فكيف لأعدائه؟ فشفعت له الملائكة، فبعث الله جبريل إلى الحوت يأمره أن يقذف يونس حيث ابتلعه، قال: فجاء به إلى شاطئ دجلة، فدنا جبريل من الحوت، وقرب فاه من في الحوت، وقال: السلام عليك يا يونس، رب العزة يقرئك السلام، فقال يونس: مرحباً بصوت كنت خشيت ألا
أسمعه أبداً، ومرحباً بصوت كنت أرجوه قريباً من شدتي. ثم قال جبريل للحوت: اقذف يونس بإذن الرحمن، فقذفه مثل الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش، فاحتضنه جبريل وقيل: بقي يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاثة ليال وقذفه على الساحل مثل الصبي المنفوس، لم ينقص منه خلقاً، ولم يكس له عظماً.
وقيل: لما أمر الحوت أن يلتقمه قال: يا رب، كنت أشقى خلقك برسولك! فبعث الله حوتاً آخر، فجعل يقول للحوت: والله لتلتقمن يونس أو لألتقمنك، فمضى الحوت لأمر الله تعالى، وقيل: أوحى الله إلى الحوت: إني لم أجعل يونس لك رزقاً، وإنما جعلت بطنك له سجناً؛ فلا تهشمن من يونس عظماً. وقيل: لما استقر في بطن الحوت قال: وعزتك، لأبنين لك مسجداً في مكان لم يبنه أحد قبلي، فجعل يسجد له. وقال تعالى: " فلوْلا أنّه كان مِنَ المُسَبِّحين "، أي من المكثرين للصلاة قبل ذلك.
قال الحسن: شكر الله له صلاته قبل ذلك، فأنجاه بها.
قال ميمون بن مهران: سمعت الضحاك بن قيس يقول على المنبر: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، فإن يونس كان عبداً ذاكراً لله، فلما أصابته الشدة دعا الله، فقال الله: " فلولا أنَّه كان مِنَ المُسَبّحين ". وكان فرعون طاغياً، فلما " أَدْرَكَه الغَرَقُ قال: آمَنْتُ "، فقال الله: " ءآلآن، وقد عَصَيْتَ قبلُ ".
وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعوة ذي النون الذي دعا بها في بطن الحوت: " لا إله إلاّ أنتَ سبحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظالمين "، لم يدع بها مسلم في كربة إلا استجاب الله له.
قال علي بن عثام: دعاء الأنبياء: " ربِّ إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فقِير "، " إلاّ تَغْفِرْ لي وتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخاسرين "، " لا إله إلاَّ أَنْتَ سبحانَكَ إنِّي كنتُ مِنَ الظالمين ".
عن سعيد بن جبير قال: لما ألقي يونس في بطن الحوت جرى به الحوت في البحور كلها سبعة أيام، ثم انتهى إلى شط دجلة، فقذفه على شط دجلة، فأنبت الله عليه شجرةً من يقطين، قال: من نبات البرية، وأرسله إلى " مائة ألفٍ أو يزيدون "، قال: يزيدون سبعين ألفاً، وقد كان أظلهم العذاب، ففرقوا بين كل ذات رحم ورحمها من الناس والبهائم، ثم عجوا إلى الله، فصرف عنهم العذاب، ومطرت السماء دماً.
قال أمية بن أبي الصلت قبل الإسلام في ذلك بيتاً من شعر: من الطويل
فأنبت يقطيناً عليه برحمةٍ ... من الله، لولا الله ألقي ضاحيا
عن مجاهد في قوله تعالى: " وَأَنْبَتْنا عليه شَجَرةً مِنْ يَقْطِين "، قال: كل غير ذات أصل من الدباء وغيره.
عن الحسن قال: وكان لها ظل واسع يستظل بها، وأمرت أن ترضعه أغصانها، فكان يرضع منها كما يرضع الصبي، ويؤوب إليه جسمه.
وفي رواية أخرى عن الحسن قال: بعث الله تعالى إلى يونس وعلةً من وعل الجبل، يدر ضرعها لبناً، حتى جاءت إلى
يونس وهو مثل الفرخ، ثم ربضت، وجعلت ضرعها في في يونس، فكان يمصه كما يمص الصبي، فإذا شبع انصرفت، فكانت تختلف إليه حتى اشتد، ونبت شعره خلقاً جديداً، ورجع إلى حاله قبل أن يقع في بطن الحوت، فمرت به مارة، فكسوه كساءً فبينا هو ذات يوم نائم إذ أوحى الله إلى الشمس: أحرقي شجرة يونس، فأحرقتها، وأصابت الشمس جلده، فأحرقته، فبكى، فأوحى الله إليه: اتبكي على شيء لا ينفع، ولا يضر، ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم في غداة واحدة؟ فعند ذلك عرف يونس ذنبه، فاستغفر ربه، فغفر له.
وروي عن عائشة مرفوعاً: أما صلاة الفجر فتاب الله على آدم، وأما صلاة الهاجرة فتاب الله على داود، وأما العصر فتاب الله على سليمان، وأما المغرب فبشر يعقوب بيوسف، وأما العشاء فأخرج الله يونس من بطن الحوت حين اشتبكت النجوم، وغاب الشفق، فصلى لله أربع ركعات شكراً، فجعلها الله لي ولأمتي تمحيصاً، وكفارات ودرجات.
وقيل: إن يونس كان آثر الصمت، فقيل له: يا نبي الله، إنا نراك تكثر السكوت؟ فقال: كثرة الكلام اسكنتني بطن الحوت. فلما خرج يونس من بطن الحوت عاتبه الله في دعائه على قومه، فقال له: آليت على نفسي أن أعذبك، فقال: عذاب الدنيا، فقال: اخطب من فلان ابنته، ففعل، فكانت تسومه سوء العذاب.
قال شهر بن حوشب: كانت رسالة يونس بعدما نبذه الحوت. ولم يذهب إلى القوم إلا من بعد ما خرج من بطن الحوت.
عن الحسن قال: إن يونس كان نبياً، ثم صار من بعد ما أنجاه الله من بطن الحوت نبياً رسولاً، لأن الله يقول: " وأَنْبَتْنا عليه شَجَرةً مِنْ يَقْطِين. وأرسلناه " يعني من بعد ذلك " إلى مائةِ أَلْفٍ أو يزيدون "، قال: والزيادة عشرون ألفاً، وقيل: سبعون ألفاً.
عن قتادة قال: إن يونس عليه السلام لقي راعياً من أهل نينوى بعد أن كشف الله عنهم العذاب، فقال له: أنا يونس، فقال الراعي: هات بينة على ما تقول؛ فإني من قوم إذا حدث رجل منه فكذب قتل. قال: هذه الشاة تشهد لك، وهذه الشجرة. فشهدتا له بذلك، فملكوه.
وعن الحسن قال:
فرجع يونس، فمر بارع من رعاة قومه، فقال له: ما فعل يونس؟ قال: لا ندي ما حاله، غير أنه كان خير الناس، وأصدق الناس؛ وأخبرنا عن العذاب فجاءنا على ما قال، فتبنا إلى الله، فرحمنا. ونحن نطلب يونس، ما ندري أين هو، ولا نسمع له بذكر. فقال له يونس: هل عندك لبن؟ قال: والذي أكرم يونس ما أمطرت السماء، ولا أعشبت الأرض منذ فارقنا يونس. فقال: ائتني بنعجة، فمسح يده على بطنها، ثم قال: دي بإذن الله، فدرت لبناً، فاحتلبها يونس، فشرب يونس والراعي، فقال له الراعي: إن كان يونس حياً فأنت هو، قال: فإني أنا يونس، فأت قومك، فأقرهم مني السلام، قال الراعي: إن الملك قد قال: من أتاني فأعلمني أنه رأى يونس، وجاءني على ذلك ببرهان جعلت له عليه ملكي، وجعلته مكاني، ولا أستطيع أبلغه ذلك إلا بحجة، فإني أخاف أن يقال لي: إنما فعلت هذا القول للملك. قال يونس: تشهد الشاة التي شربت من لبنها. فقال: ما يمنعك يا نبي الله أن تأتيهم، فتسلم عليهم؟ قال: لا يروني أبداً.
وعن الحسن: أنه رجع إليهم! وذلك أن الراعي انطلق، فنادى في المدينة بصوت رفيع حزين: ألا إن رسول الله يونس بن متى قد رأيته. فاجتمع الناس، وكذبوه، فقال: إن لي بينة، واستشهد الشاة أنه رآه، فاطلق الله لسانها، فقالت: نعم، وشرب من لبني، وأمرني أن أشهد لك. ثم انطلق بهم إلى الصخرة، فقال لها: أيتها الصخرة، نشدتك بالذي كشف عنا العذاب، هل رأيت يونس؟ قالت: نعم، وأمرني أن أشهد لك، وإنه لتحت ظلي الساعة، فانحدروا في الوادي، فإذا هم بيونس قائماً يصلي، فاحتملوه، ورفعوا أصواتهم
بالبكاء والتضرع إلى الله حتى أدخلوه مدينتهم، فأنزل الله عليهم بركات السماء، وأخرج لهم من بركات الإرض، وجمع الله تعالى بين يونس وأهله، فأقام فيهم حتى أقام لهم السنن والشرائع. ثم سأل ربه أن يخرج، فيسيح في الأرض، فيتعبد حتى يلحق بالله، فأذن له، فخرج. وعمد الملك إلى الراعي الذي رأى يونس، فولاه الملك، وقال: أنت خيرنا وسيدنا. ثم لحق الملك بالنساك، فلم ير بعد ذلك يونس، ولا الملك. وقالوا للراعي: أنت خيرنا وسيدنا، ولا ينبغي أن يكون فينا أحد أرفع منك، ولا نعصي لك أمراً. فملكهم الراعي أربعين سنة.
قال أبو الجلد: إن العذاب لما هبط على قوم يونس جعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم، فمشى ذوو العقول منهم إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا: إنا قد نزل بنا ما ترى فعلمنا دعاء ندعو به عسى الله أن يرفع عنا عقوبته. قال: قولوا: يا حي حين لا حي، ويا حي تحيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت. فكشف الله عنهم.
قال الفضيل بن عياض: بلغني أن قوم يونس لما عاينوا العذاب قال رجل منهم: الله إن ذنوبنا قد عظمت وجلت، وأنت أعظم منها، وأجل، فافعل بنا ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله. قال: فكشف الله عنهم العذاب.
عن عباد بن كثير والحسن قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تفضلوا بيني وبين إخوتي من النبيين ولا ينبغي لأحد أن يفضل على يونس بن متى.
عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى على وادي الأزرق، وقال: كأني أنظر إلى موسى منهبطاً وله جؤار إلى ربه بالتلبية. ثم أتى على ثنية، فقال: كأني أنظر إلى يونس بن
متى عليه عباءتان قطوانيتان يلبي تجيبه الجبال، والله يقول له: لبيك يا يونس، هذا أنا معك.
وعنه قال: كانت تلبية موسى: لبيك عبدك وابن عبدك، وكانت تلبية يونس: لبيك كاشف الكرب.
عن عثمان بن الأسود بلغه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لقد مر بفم الروحاء سبعون نبياً على نوق حمر خطمها الليف، ولباسهم العباء، وتلبيتهم شتى، فمنهم يونس بن متى، يقول: لبيك فارج الكرب لبيك.
قال محمد بن معاوية بن الأزرق: حدثنا شيخ لنا قال: التقى يونس وجبريل عليهما السلام فقال يونس: يا جبريل، دلني على أعبد أهل الأرض، فأتى به على رجل قد قطع الجذام يديه ورجليه، وهو يقول: متعتني بهما حيث شئت، وسلبتنيهما حيث شئت، وأبقيت لي فيك طول الأمل، يا بارئاً رضاك.
فقال يونس: يا جبريل، إنما سألتك أن ترينيه صواماً قواماً، قال جبريل: إن هذا كان قبل البلاء هكذا، وقد أمرت أن أسلبه بصره، قال: فأشار إلى عينيه، فسالتا، فقال: متعتني بهما حيث شئت، وسلبتنيهما حيث شئت، وأبقيت لي فيك طول الأمل، يا بارئاً رضاك. فقال جبريل: هل تدعو الله، وندعو معك فيرد عليك يديك ورجليك وبصرك، فتعود إلى العبادة التي كنت فيها، قال: ما أحب ذلك، قال: ولم؟ قال: أما إذ كانت محبته في هذا فمحبته أحب إلي من ذاك. قال يونس: بالله يا جبريل، ما رأيت أحداً أعبد من هذا قط. قال جبريل: يا يونس، هذا طريق لا يوصل إلى الله عز وجل بشيء أفضل منه.
عن كعب قال: إن يونس لحق بالعباد، وكانت العباد حين عظمت الأحداث في بني إسرائيل خرجوا
إلى الفيافي والجبال والسواحل؛ فمنهم من كان يأكل العشب، ومنهم من كان يأكل ورق الشجر، ومنهم من يطلب الرزق طلب الطير ويجزئه من الدنيا ما يجزئ الطير، تركوا الدنيا، فلولا هؤلاء ما نظر الله إلى بني إسرائيل طرفة عين، غير أن الله كان متجاوزاً عنهم، متعطفاً عليهم، يدفع عنهم بأوليائه.
قال كعب: إن يونس لم يجامع الناس بعد ذلك حتى لحق بالله. وكان شعيا تلميذ يونس، وكان عبداً صالحاً، قد اصطفاه الله، وطهره، فلما مات يونس أمر شعيا أن يفتي ببني إسرائيل، وكان إذا ملك الملك على بني إسرائيل بعث الله معه نبياً يسدده، ويرشده، ويكون فيما بينه وبين الله. قال: وشعيا هو الذي بشر بعيسى بن مريم، وبشر بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فخبر بني إسرائيل أنه يكون نبي يخلق من غير ذكر، من عذراء صديقة طيبة مباركة، يركب الحمار، يكون على يديه العجائب والآيات، يبشر بنبي من بعده اسمه أحمد من ولد قيذار بن إسماعيل، مولده بمكة، ومهاجره بأرض طيبة، أمته خير أمة أخرجت للناس، يركب الجمل، ويقاتل الناس بقضيب الحديد، طيبت أمته وقدست وهم في أصلاب آبائهم، خير من مضى، وخير من بقي، يجعل الله فيهم العز والسلطان في آخر الزمان، ويظهرهم على الدين كله ولوكره المشركون.
ورسوله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من سبط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. كان من أهل الشام، من أعمال بعلبك. قيل إنه مات وهو صغير، فسألت أمه نبي الله إلياس عليه السلام، فدعا الله، فأحياه، ولم يكن لها غيره. ونبئ يونس وله أربعون سنةً، وكان من عباد بني إسرائيل، فهرب بدينه من الشام، ونزل شاطئ دجلة، فبعثه الله إلى أهل نينوى.
قال إسحاق بن بشر بأسانيده: كان يونس عبداً صالحاً، لم يكن في الأنبياء أحد أكثر صلاةً منه، كان يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة قبل أن يطعم، وقلما كان يطعم من دهره. وكان يصلي كل ليلة قبل أن يأخذ مضجعه ثلاثمائة ركعة، وقلما كان يتوسد الأرض. فلما أن فشت المعاصي في أهل نينوى، وعظمت أحداثهم بعث إليهم.
عن الحسن قال: كانت العجائب في بني إسرائيل، ولا يموت نبي حتى يبعث الله نبياً مكانه. وإنها كانت تكون فيهم الأنبياء الكثيرة.
قال ابن منبه اليماني: إن للنوبة أثقالاً ومؤونةً لا يحملها إلا القوي، وإن يونس بن متى كان عبداً صالحاً، وكان خلقه ضيقاً، فلما حملت عليه النبوة تفسح تحتها تفسخ الربع تحت الحمل، فرفضها من يده، وخرج هارباً، فقال الله تعالى لنبيه: " فأصْبِرْ كَمَا صَبَر أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "، وقال: " فأصْبِرْ لحُكْمِ رَبِّكَ ولا تَكُنْ كصاحِبِ الحُوتِ إذ نَادَى وهو مَكْظُوم ".
قال علي بن عاصم: قال بعض أصحابنا: بلغني أن يونس عليه السلام كان في خلقه ضعف، والنبوة لها ثقل، فأتاه جبريل وهو قائم يصلي في المسجد، فقذفها عليه، فتفسخ تحتها.
عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا ينبغي لأحد أن يقول: إني خير من يونس بن متى.
عن شهر بن حوشب قال:
كان يونس بن متى رجلاً من بني إسرائيل، وكان قلما رئي ساعةً تحل فيها الصلاة إلا وجد يصلي، فأتاه الرسول، فوجده يصلي في المسجد ببيت المقدس، فانفتل إليه، فقال له: إن الله يأمرك أن تأتي أهل نينوى، فتدعوهم إليه، قال: إلى أهل المدرة السوء؟ قال: نعم. فجعلت نفسه تأبى، فعاد الرسول إليه، فوجده قائماً يصلي في
المسجد، فأعاد عليه الرسالة، قال: إنما آتيهم مشياً، فأخرج إلى السوق، فاشتري حذاءً. فنهض عنه الرسول. وأبت نفسه، وجعل يقول: أولئك يجيئوني، كانوا عند بني إسرائيل أخبث أهل الأرض، لأنهم كانوا أول من غزا بيت المقدس، وقتلوا وحرقوا. فعاد إليه الرسول، فوجده قائماً يصلي في المسجد. فاستحثه، فخرج مغاضباً، وأتى البحر، فوجد سفينةً فذكر ركوبه فيها، والتقام الحوت إياه.
عن ابن عباس في قوله تعالى: " إذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً "، قال: عبد أبق من ربه. ثم اجتباه.
وعنه في قوله: " فَظَنَّ أَنْ لن نَقْدِرَ عليه "، يقول: ظن ألا يأخذه العذاب الذي أصابه وفي رواية: غضب على قومه، فظن أن لن نقضي عليه عقوبة، ولا بلاءً فيما صنع بقومه في غضبه عليهم، وفراره.
وعن مجاهد: فظن أن لن نقدر عليه؛ أن لن نعاقبه بذنبه.
وعن قتادة في قوله تعالى: " فساهَمَ، فكان من المُدْحَضِين "، قال: احتبست السفينة، فعلم القوم أنها احتبست من حدث أحدثه بعضهم، فتساهموا، فقرع يونس، فرمى بنفسه، " فالتَقَمَه الحوتُ وهو مُلِيم "، قال: وهو مسيء فيما صنع، " فلَوْلا أنَّه كان مِنَ المُسَبِّحين "، قال: كان كثير الصلاة في الرخاء، ناجاه.
عن الحسن: أن يونس كان مع نبي من أنبياء بني إسرائيل، فأوحى الله إليه أن ابعث يونس إلى أهل نينوى يحذرهم عقوبتي. قال: وكانت الأنبياء تبعث بإقامة التوراة فيهم، وما أنزل الله بعد موسى كتاباً إلا الإنجيل، وزبور داود. فمضى يونس على كره منه، وكان رجلاً حديداً، شديد الغضب لله عز وجل فأتاهم، وحذرهم، وأنذرهم. فكذبوه، وردوا عليه نصيحته، ورموه بالحجارة، وأخرجوه. فانصرف عنهم. فقال له نبي بني إسرائيل: ارجع إليهم، فرجع، ففعلوا مثل ذلك ثلاث مرات، فأوعدهم العذاب، فقالوا: كذبت.
قال ابن عباس: فلما أيس من إيمان قومه دعا عليهم ربه، وأوعدهم العذاب بعد
ثلاثة أيام، وأخرج أهله، ومعه ابناه صغيرين، فصعد جبلاً ينظر إلى أهل نينوى، ويترقب العذاب. قال: وعاين قوم يونس العذاب للوقت الذي وقت لهم يونس، فلما استيقنوا بالعذاب سقط في أيديهم، وعلموا أن يونس قد صدقهم، فبعث القوم إلى أنبياء كانت في بني إسرائيل، فسألوهم عما ابتلوا به، فقالوا: اطلبوا يونس يدعو لكم، فإنه هو الذي دعا عليكم، فطلبوه، فلم يقدروا عليه، فقالوا: تعالوا نجتمع إلى الله، فنتوب إليه. فخرجوا جميعاً الرجال والنساء والبهائم، وجعلوا الرماد على رؤوسهم، ووضعوا الشوك من تحت أرجلهم، ولبسوا المسوح والصوف، ثم رفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء، وجأروا إلى الله، وعلم الله منهم الصدق، فقبل توبتهم.
يقول الله تعالى: " فَلوْلا "، يعني: فلم يكن " قرية آمنت " عند معاينة العذاب، " فَنَفَعَها إيمانُها إلاّ قوْمَ يونسَ لمّا آمنوا كَشَفْنا عنهم عذابَ الخِزْي في الحياةِ الدنيا ".
قال: وكانوا عاينوا العذاب أول يوم من ذي الحجة، ورفع عنهم يوم العاشر من المحرم. فلما رأى يونس ذلك جاءه إبليس عدو الله، فقال له: يا يونس، إنك إن رجعت إلى قومك اتهموك وكذبوك، فذهب مغاضباً لقومه، " فظَنَّ أَنْ لن نقدِرَ عليه "، فقد كذب. فانطلق يونس حتى أتى شاطئ دجلة ومعه أهله وابناه. فجاءت سفينة، فقال: احملوني، فقالوا: قد أوقرنا سفينتنا هذه، فإن شئت حملنا بعض من معك، فتلحقنا بسفينة أخرى، فتركبها. قال: فحمل أهله، وبقي يونس وابناه، فطلعت سفينة، فانطلق يونس إليها، ودنا أحد ابنيه من شاطئ دجلة، فزلت رجله، فوقع في الماء، فغرق، وجاء الذئب فاحتمل ابنه الآخر، فأكله. فجاء يونس، فوجد أحد ابنيه طافياً على الماء، والآخر قد أكله الذئب، فعلم أنها عقوبة، فركب السفينة ليلحق بأهله، فلما توسطت السفينة الماء أوحى الله إلى السفينة أن اركدي، فركدت، والسفن تمر يميناً وشمالاً، فقالوا: ما بال سفينتكم؟ قالوا: لا ندري. قال يونس: أنا أدري، فيها عبد أبق من ربه، فلا تسير حتى تلقوه. قالوا: ومن هو؟ قال: أنا، فقالوا: أما أنت فلسنا نلقيك والله، ما نرجو النجاة منها إلا بك! قال: فاقترعوا، فمن
قرع فألقوه في الماء، فاقترعوا، فقرعهم يونس، فأبوا أن يلقوه في الماء، وقالوا: إن القرعة تخطئ وتصيب. فاقترعوا الثانية، فقرعهم، فقال لهم: ألقوني في الماء، فأوحي إلى حوت كان يكون في بحر من وراء البحور أن يجيء حتى يحيط بسفينة يونس، فاخترق الحوت البحار، فاستقبل سفينة يونس، فأحاط بها، وفغر فاه، فأوحى الله إلى الحوت ألا يخدش له لحماً، ولا يكسر له عظماً، فإنه نبيي وصفيي. وقال الحوت: يا رب، جعلت بطني له مسكناً، لأحفظنه حفظ الوالدة ولدها. قال: واحتمل يونس إلى ناحية السفينة ليلقى في الماء، فانصرف الحوت إليها، فقال: انطلقوا بي إلى ناحية أخرى، فانطلقوا به، فإذا هم بالحوت، ففعلوا مثل ذلك بجميع جوانب السفينة، فقال: اقذفوني، فقذفوا به، فأخذه الحوت، وهوى به إلى مسكنه من البحر، ثم انطلق به إلى قرار الأرض، فطاف به البحار أربعين يوماً، فسمع يونس تسبيح الجن، وتسبيح الحيتان، فجعل يسمع الحس، ولا يرى ما هو، فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: يا يونس، هذا تسبيح دواب البحر، فجعل يسبح ويهلل، وقال: سيدي، من الجبال أهبطتني، وفي البلاد سيرتني، وفي الظلمات الثلاث سجنتني: ظلمة الليل، وظلمة الماء، وظلمة بطن الحوت. إلهي، عاقبتني بعقوبة لم تعاقبها أحداً قبلي.
فلما كان تمام أربعين ليلة وهي قدر ما كان قومه في العذاب، وأصابه الغم، " فَنَادى في الظُّلُماتِ أَنْ لا إله إلاَّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كنتُ مِنَ الظالمين "، فسمعت الملائكة بكاءه، وعرفوا صوته، فبكت الملائكة لبكاء يونس، وقالوا: يا ربنا، صوت ضعيف حزين نعرفه في مكان غريب! قال: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر. فقالوا: يا رب، العبد الصالح الذي كان يصعد له كل يوم وليلة العمل الصالح الكثير؟ قال: نعم.
قال ابن عباس: هذه عقوبته لأوليائه فكيف لأعدائه؟ فشفعت له الملائكة، فبعث الله جبريل إلى الحوت يأمره أن يقذف يونس حيث ابتلعه، قال: فجاء به إلى شاطئ دجلة، فدنا جبريل من الحوت، وقرب فاه من في الحوت، وقال: السلام عليك يا يونس، رب العزة يقرئك السلام، فقال يونس: مرحباً بصوت كنت خشيت ألا
أسمعه أبداً، ومرحباً بصوت كنت أرجوه قريباً من شدتي. ثم قال جبريل للحوت: اقذف يونس بإذن الرحمن، فقذفه مثل الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش، فاحتضنه جبريل وقيل: بقي يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاثة ليال وقذفه على الساحل مثل الصبي المنفوس، لم ينقص منه خلقاً، ولم يكس له عظماً.
وقيل: لما أمر الحوت أن يلتقمه قال: يا رب، كنت أشقى خلقك برسولك! فبعث الله حوتاً آخر، فجعل يقول للحوت: والله لتلتقمن يونس أو لألتقمنك، فمضى الحوت لأمر الله تعالى، وقيل: أوحى الله إلى الحوت: إني لم أجعل يونس لك رزقاً، وإنما جعلت بطنك له سجناً؛ فلا تهشمن من يونس عظماً. وقيل: لما استقر في بطن الحوت قال: وعزتك، لأبنين لك مسجداً في مكان لم يبنه أحد قبلي، فجعل يسجد له. وقال تعالى: " فلوْلا أنّه كان مِنَ المُسَبِّحين "، أي من المكثرين للصلاة قبل ذلك.
قال الحسن: شكر الله له صلاته قبل ذلك، فأنجاه بها.
قال ميمون بن مهران: سمعت الضحاك بن قيس يقول على المنبر: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، فإن يونس كان عبداً ذاكراً لله، فلما أصابته الشدة دعا الله، فقال الله: " فلولا أنَّه كان مِنَ المُسَبّحين ". وكان فرعون طاغياً، فلما " أَدْرَكَه الغَرَقُ قال: آمَنْتُ "، فقال الله: " ءآلآن، وقد عَصَيْتَ قبلُ ".
وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعوة ذي النون الذي دعا بها في بطن الحوت: " لا إله إلاّ أنتَ سبحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظالمين "، لم يدع بها مسلم في كربة إلا استجاب الله له.
قال علي بن عثام: دعاء الأنبياء: " ربِّ إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فقِير "، " إلاّ تَغْفِرْ لي وتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخاسرين "، " لا إله إلاَّ أَنْتَ سبحانَكَ إنِّي كنتُ مِنَ الظالمين ".
عن سعيد بن جبير قال: لما ألقي يونس في بطن الحوت جرى به الحوت في البحور كلها سبعة أيام، ثم انتهى إلى شط دجلة، فقذفه على شط دجلة، فأنبت الله عليه شجرةً من يقطين، قال: من نبات البرية، وأرسله إلى " مائة ألفٍ أو يزيدون "، قال: يزيدون سبعين ألفاً، وقد كان أظلهم العذاب، ففرقوا بين كل ذات رحم ورحمها من الناس والبهائم، ثم عجوا إلى الله، فصرف عنهم العذاب، ومطرت السماء دماً.
قال أمية بن أبي الصلت قبل الإسلام في ذلك بيتاً من شعر: من الطويل
فأنبت يقطيناً عليه برحمةٍ ... من الله، لولا الله ألقي ضاحيا
عن مجاهد في قوله تعالى: " وَأَنْبَتْنا عليه شَجَرةً مِنْ يَقْطِين "، قال: كل غير ذات أصل من الدباء وغيره.
عن الحسن قال: وكان لها ظل واسع يستظل بها، وأمرت أن ترضعه أغصانها، فكان يرضع منها كما يرضع الصبي، ويؤوب إليه جسمه.
وفي رواية أخرى عن الحسن قال: بعث الله تعالى إلى يونس وعلةً من وعل الجبل، يدر ضرعها لبناً، حتى جاءت إلى
يونس وهو مثل الفرخ، ثم ربضت، وجعلت ضرعها في في يونس، فكان يمصه كما يمص الصبي، فإذا شبع انصرفت، فكانت تختلف إليه حتى اشتد، ونبت شعره خلقاً جديداً، ورجع إلى حاله قبل أن يقع في بطن الحوت، فمرت به مارة، فكسوه كساءً فبينا هو ذات يوم نائم إذ أوحى الله إلى الشمس: أحرقي شجرة يونس، فأحرقتها، وأصابت الشمس جلده، فأحرقته، فبكى، فأوحى الله إليه: اتبكي على شيء لا ينفع، ولا يضر، ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم في غداة واحدة؟ فعند ذلك عرف يونس ذنبه، فاستغفر ربه، فغفر له.
وروي عن عائشة مرفوعاً: أما صلاة الفجر فتاب الله على آدم، وأما صلاة الهاجرة فتاب الله على داود، وأما العصر فتاب الله على سليمان، وأما المغرب فبشر يعقوب بيوسف، وأما العشاء فأخرج الله يونس من بطن الحوت حين اشتبكت النجوم، وغاب الشفق، فصلى لله أربع ركعات شكراً، فجعلها الله لي ولأمتي تمحيصاً، وكفارات ودرجات.
وقيل: إن يونس كان آثر الصمت، فقيل له: يا نبي الله، إنا نراك تكثر السكوت؟ فقال: كثرة الكلام اسكنتني بطن الحوت. فلما خرج يونس من بطن الحوت عاتبه الله في دعائه على قومه، فقال له: آليت على نفسي أن أعذبك، فقال: عذاب الدنيا، فقال: اخطب من فلان ابنته، ففعل، فكانت تسومه سوء العذاب.
قال شهر بن حوشب: كانت رسالة يونس بعدما نبذه الحوت. ولم يذهب إلى القوم إلا من بعد ما خرج من بطن الحوت.
عن الحسن قال: إن يونس كان نبياً، ثم صار من بعد ما أنجاه الله من بطن الحوت نبياً رسولاً، لأن الله يقول: " وأَنْبَتْنا عليه شَجَرةً مِنْ يَقْطِين. وأرسلناه " يعني من بعد ذلك " إلى مائةِ أَلْفٍ أو يزيدون "، قال: والزيادة عشرون ألفاً، وقيل: سبعون ألفاً.
عن قتادة قال: إن يونس عليه السلام لقي راعياً من أهل نينوى بعد أن كشف الله عنهم العذاب، فقال له: أنا يونس، فقال الراعي: هات بينة على ما تقول؛ فإني من قوم إذا حدث رجل منه فكذب قتل. قال: هذه الشاة تشهد لك، وهذه الشجرة. فشهدتا له بذلك، فملكوه.
وعن الحسن قال:
فرجع يونس، فمر بارع من رعاة قومه، فقال له: ما فعل يونس؟ قال: لا ندي ما حاله، غير أنه كان خير الناس، وأصدق الناس؛ وأخبرنا عن العذاب فجاءنا على ما قال، فتبنا إلى الله، فرحمنا. ونحن نطلب يونس، ما ندري أين هو، ولا نسمع له بذكر. فقال له يونس: هل عندك لبن؟ قال: والذي أكرم يونس ما أمطرت السماء، ولا أعشبت الأرض منذ فارقنا يونس. فقال: ائتني بنعجة، فمسح يده على بطنها، ثم قال: دي بإذن الله، فدرت لبناً، فاحتلبها يونس، فشرب يونس والراعي، فقال له الراعي: إن كان يونس حياً فأنت هو، قال: فإني أنا يونس، فأت قومك، فأقرهم مني السلام، قال الراعي: إن الملك قد قال: من أتاني فأعلمني أنه رأى يونس، وجاءني على ذلك ببرهان جعلت له عليه ملكي، وجعلته مكاني، ولا أستطيع أبلغه ذلك إلا بحجة، فإني أخاف أن يقال لي: إنما فعلت هذا القول للملك. قال يونس: تشهد الشاة التي شربت من لبنها. فقال: ما يمنعك يا نبي الله أن تأتيهم، فتسلم عليهم؟ قال: لا يروني أبداً.
وعن الحسن: أنه رجع إليهم! وذلك أن الراعي انطلق، فنادى في المدينة بصوت رفيع حزين: ألا إن رسول الله يونس بن متى قد رأيته. فاجتمع الناس، وكذبوه، فقال: إن لي بينة، واستشهد الشاة أنه رآه، فاطلق الله لسانها، فقالت: نعم، وشرب من لبني، وأمرني أن أشهد لك. ثم انطلق بهم إلى الصخرة، فقال لها: أيتها الصخرة، نشدتك بالذي كشف عنا العذاب، هل رأيت يونس؟ قالت: نعم، وأمرني أن أشهد لك، وإنه لتحت ظلي الساعة، فانحدروا في الوادي، فإذا هم بيونس قائماً يصلي، فاحتملوه، ورفعوا أصواتهم
بالبكاء والتضرع إلى الله حتى أدخلوه مدينتهم، فأنزل الله عليهم بركات السماء، وأخرج لهم من بركات الإرض، وجمع الله تعالى بين يونس وأهله، فأقام فيهم حتى أقام لهم السنن والشرائع. ثم سأل ربه أن يخرج، فيسيح في الأرض، فيتعبد حتى يلحق بالله، فأذن له، فخرج. وعمد الملك إلى الراعي الذي رأى يونس، فولاه الملك، وقال: أنت خيرنا وسيدنا. ثم لحق الملك بالنساك، فلم ير بعد ذلك يونس، ولا الملك. وقالوا للراعي: أنت خيرنا وسيدنا، ولا ينبغي أن يكون فينا أحد أرفع منك، ولا نعصي لك أمراً. فملكهم الراعي أربعين سنة.
قال أبو الجلد: إن العذاب لما هبط على قوم يونس جعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم، فمشى ذوو العقول منهم إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا: إنا قد نزل بنا ما ترى فعلمنا دعاء ندعو به عسى الله أن يرفع عنا عقوبته. قال: قولوا: يا حي حين لا حي، ويا حي تحيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت. فكشف الله عنهم.
قال الفضيل بن عياض: بلغني أن قوم يونس لما عاينوا العذاب قال رجل منهم: الله إن ذنوبنا قد عظمت وجلت، وأنت أعظم منها، وأجل، فافعل بنا ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله. قال: فكشف الله عنهم العذاب.
عن عباد بن كثير والحسن قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تفضلوا بيني وبين إخوتي من النبيين ولا ينبغي لأحد أن يفضل على يونس بن متى.
عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى على وادي الأزرق، وقال: كأني أنظر إلى موسى منهبطاً وله جؤار إلى ربه بالتلبية. ثم أتى على ثنية، فقال: كأني أنظر إلى يونس بن
متى عليه عباءتان قطوانيتان يلبي تجيبه الجبال، والله يقول له: لبيك يا يونس، هذا أنا معك.
وعنه قال: كانت تلبية موسى: لبيك عبدك وابن عبدك، وكانت تلبية يونس: لبيك كاشف الكرب.
عن عثمان بن الأسود بلغه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لقد مر بفم الروحاء سبعون نبياً على نوق حمر خطمها الليف، ولباسهم العباء، وتلبيتهم شتى، فمنهم يونس بن متى، يقول: لبيك فارج الكرب لبيك.
قال محمد بن معاوية بن الأزرق: حدثنا شيخ لنا قال: التقى يونس وجبريل عليهما السلام فقال يونس: يا جبريل، دلني على أعبد أهل الأرض، فأتى به على رجل قد قطع الجذام يديه ورجليه، وهو يقول: متعتني بهما حيث شئت، وسلبتنيهما حيث شئت، وأبقيت لي فيك طول الأمل، يا بارئاً رضاك.
فقال يونس: يا جبريل، إنما سألتك أن ترينيه صواماً قواماً، قال جبريل: إن هذا كان قبل البلاء هكذا، وقد أمرت أن أسلبه بصره، قال: فأشار إلى عينيه، فسالتا، فقال: متعتني بهما حيث شئت، وسلبتنيهما حيث شئت، وأبقيت لي فيك طول الأمل، يا بارئاً رضاك. فقال جبريل: هل تدعو الله، وندعو معك فيرد عليك يديك ورجليك وبصرك، فتعود إلى العبادة التي كنت فيها، قال: ما أحب ذلك، قال: ولم؟ قال: أما إذ كانت محبته في هذا فمحبته أحب إلي من ذاك. قال يونس: بالله يا جبريل، ما رأيت أحداً أعبد من هذا قط. قال جبريل: يا يونس، هذا طريق لا يوصل إلى الله عز وجل بشيء أفضل منه.
عن كعب قال: إن يونس لحق بالعباد، وكانت العباد حين عظمت الأحداث في بني إسرائيل خرجوا
إلى الفيافي والجبال والسواحل؛ فمنهم من كان يأكل العشب، ومنهم من كان يأكل ورق الشجر، ومنهم من يطلب الرزق طلب الطير ويجزئه من الدنيا ما يجزئ الطير، تركوا الدنيا، فلولا هؤلاء ما نظر الله إلى بني إسرائيل طرفة عين، غير أن الله كان متجاوزاً عنهم، متعطفاً عليهم، يدفع عنهم بأوليائه.
قال كعب: إن يونس لم يجامع الناس بعد ذلك حتى لحق بالله. وكان شعيا تلميذ يونس، وكان عبداً صالحاً، قد اصطفاه الله، وطهره، فلما مات يونس أمر شعيا أن يفتي ببني إسرائيل، وكان إذا ملك الملك على بني إسرائيل بعث الله معه نبياً يسدده، ويرشده، ويكون فيما بينه وبين الله. قال: وشعيا هو الذي بشر بعيسى بن مريم، وبشر بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فخبر بني إسرائيل أنه يكون نبي يخلق من غير ذكر، من عذراء صديقة طيبة مباركة، يركب الحمار، يكون على يديه العجائب والآيات، يبشر بنبي من بعده اسمه أحمد من ولد قيذار بن إسماعيل، مولده بمكة، ومهاجره بأرض طيبة، أمته خير أمة أخرجت للناس، يركب الجمل، ويقاتل الناس بقضيب الحديد، طيبت أمته وقدست وهم في أصلاب آبائهم، خير من مضى، وخير من بقي، يجعل الله فيهم العز والسلطان في آخر الزمان، ويظهرهم على الدين كله ولوكره المشركون.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=145528&book=5545#91f2a0
يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن قيس بن أبي مسلم.
حدث بالمسند عن أبي داود ويقال إن هذا المسند جمع له مما وجد سماعه من أبي داود جمعه له بعض حفاظ الأصبهانيين حدث عنه بالمسند عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس وحدث عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرائيني في صحيحه.
أخبرنا أبو محمد جعفر بن أبي سعيد الأصبهاني إذنا قال أنبأ عبد المنعم بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه قال أنبا أبو الخير محمد بن أحمد بن ررا قال أنبا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ قال يونس بن حبيب وساق نسبه كما قدمناه ثم قال كان له محل عظيم كاتبه المعتز بالله كتابا في أمر متظلم تظلم إليه توفي سنة سبع وستين ومائتين هو ابن بنت حبيب بن الزبير الذي روى عنه شعبة وكان ينزل المدينة وكان أبو مسلم من سبي الديلم سباه أهل الكوفة وحسن إسلامه فولد له قيس الماصر ويقال إنه مولى لعلي بن أبي طالب وكان أول من مصر الفرات ودجلة فسمى قيس الماصر وكانا ممن خرج مع ابن الأشعث أيام الحجاج إلى أصبهان وقام عمر بن قيس الماصر بالكوفة وروى عنه الكوفيون حدث يونس عن أبي داود والحسين بن حفص وقتيبة بن مهران وبكر بن بكار وعن محمد بن كثير الصنعاني سمع منه بمكة.
أخبرتنا عائشة بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بأصبهان قالت أنبأ زاهر بن طاهر قال انبأ أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب قال أنبأ محمد بن محمد الحافظ قال أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي بالري قال: ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى عن مسح الحصى1 فقال: واحدة.
وقال: سفيان عن الأعمش عن مجاهد عن أبي ليلى عن أبي ذر عن
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه, قال عبد الرحمن: سمعت ابن الجنيد يقول هذا أغرب حديث في الدنيا.
حدث بالمسند عن أبي داود ويقال إن هذا المسند جمع له مما وجد سماعه من أبي داود جمعه له بعض حفاظ الأصبهانيين حدث عنه بالمسند عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس وحدث عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرائيني في صحيحه.
أخبرنا أبو محمد جعفر بن أبي سعيد الأصبهاني إذنا قال أنبأ عبد المنعم بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه قال أنبا أبو الخير محمد بن أحمد بن ررا قال أنبا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ قال يونس بن حبيب وساق نسبه كما قدمناه ثم قال كان له محل عظيم كاتبه المعتز بالله كتابا في أمر متظلم تظلم إليه توفي سنة سبع وستين ومائتين هو ابن بنت حبيب بن الزبير الذي روى عنه شعبة وكان ينزل المدينة وكان أبو مسلم من سبي الديلم سباه أهل الكوفة وحسن إسلامه فولد له قيس الماصر ويقال إنه مولى لعلي بن أبي طالب وكان أول من مصر الفرات ودجلة فسمى قيس الماصر وكانا ممن خرج مع ابن الأشعث أيام الحجاج إلى أصبهان وقام عمر بن قيس الماصر بالكوفة وروى عنه الكوفيون حدث يونس عن أبي داود والحسين بن حفص وقتيبة بن مهران وبكر بن بكار وعن محمد بن كثير الصنعاني سمع منه بمكة.
أخبرتنا عائشة بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بأصبهان قالت أنبأ زاهر بن طاهر قال انبأ أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب قال أنبأ محمد بن محمد الحافظ قال أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي بالري قال: ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى عن مسح الحصى1 فقال: واحدة.
وقال: سفيان عن الأعمش عن مجاهد عن أبي ليلى عن أبي ذر عن
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه, قال عبد الرحمن: سمعت ابن الجنيد يقول هذا أغرب حديث في الدنيا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116914&book=5545#1b2aca
يُونُسُ بْنُ حَبِيبِ بْنُ عَبْدِ الظَّاهِرِ بْنِ عُبَيْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ نِسْبَةً، وَقَالَ: عَمْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ الْعَجَلِيُّ، يُكْنَى أَبَا بِشْرٍ صَاحِبَ أَبِي دَاوُدَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَكَانَ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ سَبْيِ الدَّيْلَمِ، سَبَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، فَوُلِدَ لَهُ قَيْسٌ، وَيُقَالُ أَنَّهُ مَوْلًى لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ جَبَانَةِ السُّوقِ، ثُمَّ وَلَّاهُ الْمَاصِرُ وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ مَصَّرَ الْفُرَاتَ وَدِجْلَةَ، فَسُمِّيَ قَيْسٌ الْمَاصِرُ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ الْمَاصِرُ، فَمِنْ وَلَدِهِ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، وَكُنَّا مِمَّنْ خَرَّجَا ابْنَ الْأَشْعَثِ أَيَّامَ الْحَجَّاجِ مَعَ الْقُرَّاءِ، فَلَمَّا هُزِمَ ابْنُ الْأَشْعَثِ هَرَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٌ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَأَقَامَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ بِالْكُوفَةِ، فَرَوَى عَنْهُ الْكُوفِيُّيونَ وَتَزَوَّجَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِأُمِّ الْبَنِينِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ مِشْكَانَ، وَتَزَوَّجُوا فِي الزُّبَيْرِيَّةِ وَتَزَوَّجَ مِنْهُمُ الزُّبَيْرِيَّةَ، وَكَانَ يُونُسُ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ يُقَالُ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ ثَلَاثِينَ أَلْفٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَكَانَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ بِالسَّتْرِ وَالصَّلَاحِ، وَكَانَ مَقْبُولُ الْقَوْلِ، وَكَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ الْمُعْتَزُّ بِاللَّهِ كِتَابًا بِالنَّظَرِ فِي أَمْرِ مُتَظَلِّمٍ تَظَلَّمَ إِلْيَهِ وَحَمَلَهُ، وَأَبَاهُ عَلَى الْحَقِّ، وَكَانَ عَظِيمَ الْقَدْرِ خَطِيرًا وَمِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِهِ
حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَابْنُ الْجَارُود ِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَر ٍ، قَالُوا: ثنا يُونُسُ، قال: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قال: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ»
حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، وَابْنُ الْجَارُود ِ، وَعَلِيُّ بْنُ رُسْتُم َ، وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: ثنا يُونُسُ، قال: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قال: ثنا أَبُو الأَشْهَبِ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَسَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ، وَحَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، وصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالا: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ، وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ»
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال: ثنا يُونُسُ، قال: ثنا أَبُو دَاوُدَ، وقَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمُ»
الْحَدِيثَ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72491&book=5545#d0d617
يونس بن أبي إسحاق عمرو السبيعي
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو قطن قال: خالف رجل شعبة -يعني: في حديث أبي إسحاق، عن قيس بن أبي حازم سمع عبد اللَّه: إذا دُعي أحدكم إلى طعام وهو صائم، فليقل إني صائم.
قال أبي: قال أبو قطن: فقلت ليونس بن أبي إسحاق، فقال: لم يحفظ -يعني: الذي خالف شعبة- كنت مع أبي حين دخل عليه -يعني: على قيس- ولكن لم أحفظ الحديث.
قال عبد اللَّه: قلت ليحيى بن معين: تحفظ عن يونس بن أبي إسحاق، عن قيس شيئًا؟
قال: لا. وحدثته بهذا الحديث، فقال: من روى هذا؟
قلت: حدثنيه أبي، عن أبي قطن.
فقال: لم أسمعه، أو لم يكن هذا عند حجاج -يعني: حديث أبي قطن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (515)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي: أيما أصح حديثًا عيسى أو أبوه يونس؟
قال: لا، عيسى أصح حديثًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1335)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: حدثني سهل بن عبيد بن عمرو البخاري سنة إحدى وتسعين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2343)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن عمر قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن ناجية أبي خفاف العتري في سنة تسعين قال: يا أبا إسحاق تمارى عبد اللَّه وعمار في التيمم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2366)
وقال عبد اللَّه: سألته عن عيسى بن يونس؛ قال: عيسى يُسأل عنه!
قلت: فأبوه يونس؟
قال: كذا وكذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3146)، (3147)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: يونس بن أبي إسحاق؟
قال: حديثه حديث مضطرب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3424)
قال الفضل بن زياد: وقال: يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على الناس.
قلت له: يقولون إنما سمعوا من أبي إسحاق حفظًا، ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم.
قال: من أين قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحاق وكتب، وهو وحده؟ فلم تكن فيه زيادة مثل يونس.
قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟
قال: إسرائيل.
قلت: إسرائيل أحب إليك من يونس؟
قال: نعم إسرائيل صاحب كتاب.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 173 - 174
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على حديث الناس.
قلت: يقولون: إنه سمع من الكتب فهي أتم.
قال: إسرائيل ابنه قد سمع من أبي إسحاق وكتب، فلم يكن فيه زيادة مثل ما يزيد يونس.
"الجرح والتعديل" 9/ 244، "تهذيب الكمال" 32/ 492
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه، وذكر يونس بن أبي إسحاق، فضعف حديثه عن أبيه، وقال: إسرائيل أحب إليَّ منه.
"الضعفاء" للعقيلي 4/ 457، "تهذيب الكمال" 32/ 491، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 521
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو قطن قال: خالف رجل شعبة -يعني: في حديث أبي إسحاق، عن قيس بن أبي حازم سمع عبد اللَّه: إذا دُعي أحدكم إلى طعام وهو صائم، فليقل إني صائم.
قال أبي: قال أبو قطن: فقلت ليونس بن أبي إسحاق، فقال: لم يحفظ -يعني: الذي خالف شعبة- كنت مع أبي حين دخل عليه -يعني: على قيس- ولكن لم أحفظ الحديث.
قال عبد اللَّه: قلت ليحيى بن معين: تحفظ عن يونس بن أبي إسحاق، عن قيس شيئًا؟
قال: لا. وحدثته بهذا الحديث، فقال: من روى هذا؟
قلت: حدثنيه أبي، عن أبي قطن.
فقال: لم أسمعه، أو لم يكن هذا عند حجاج -يعني: حديث أبي قطن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (515)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي: أيما أصح حديثًا عيسى أو أبوه يونس؟
قال: لا، عيسى أصح حديثًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1335)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: حدثني سهل بن عبيد بن عمرو البخاري سنة إحدى وتسعين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2343)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن عمر قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن ناجية أبي خفاف العتري في سنة تسعين قال: يا أبا إسحاق تمارى عبد اللَّه وعمار في التيمم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2366)
وقال عبد اللَّه: سألته عن عيسى بن يونس؛ قال: عيسى يُسأل عنه!
قلت: فأبوه يونس؟
قال: كذا وكذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3146)، (3147)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: يونس بن أبي إسحاق؟
قال: حديثه حديث مضطرب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3424)
قال الفضل بن زياد: وقال: يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على الناس.
قلت له: يقولون إنما سمعوا من أبي إسحاق حفظًا، ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم.
قال: من أين قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحاق وكتب، وهو وحده؟ فلم تكن فيه زيادة مثل يونس.
قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟
قال: إسرائيل.
قلت: إسرائيل أحب إليك من يونس؟
قال: نعم إسرائيل صاحب كتاب.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 173 - 174
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على حديث الناس.
قلت: يقولون: إنه سمع من الكتب فهي أتم.
قال: إسرائيل ابنه قد سمع من أبي إسحاق وكتب، فلم يكن فيه زيادة مثل ما يزيد يونس.
"الجرح والتعديل" 9/ 244، "تهذيب الكمال" 32/ 492
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه، وذكر يونس بن أبي إسحاق، فضعف حديثه عن أبيه، وقال: إسرائيل أحب إليَّ منه.
"الضعفاء" للعقيلي 4/ 457، "تهذيب الكمال" 32/ 491، "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/ 521
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154801&book=5545#e0ea11
يونس بن ميسرة بن حلبس أبو عبيد
ويقال: أبو حلبس، الجبلاني الأعمى أخو يزيد بن ميسرة.
قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على منبر دمشق.
وروى عن معاوية بن أبي سفيان: أنه توضأ لهم وضوء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثاً ثلاثاً، فلما غسل رجليه أنقاهما ولم يعد لهما عدداً من الماء حتى أنقاهما. وسمع معاوية يقرأ: "
يا عيسى إنّي متَوفّيكَ ".
وقال الأوزاعي: ليس تغسل الرجلين عدداً، اغسلهما، وأنقهما.
قال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الشام: يونس بن ميسرة بن حلبس. وكان ثقة. لما دخل المسودة في أول سلطان بني هاشم دمشق دخلوا مسجدها، فقتلوا من وجدوا فيه، فقتل يومئذ يونس بن ميسرة بن حلبس، وقتل يومئذ جد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسره الغساني الدمشقي، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في أول خلافة أبي العباس.
قال الدارقطني: وأما جبلان بالباء فهي قبيلة باليمن، وهو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ورفع في نسبه إلى حمير، ثم قال: وإخوتهم وصاب بن سهل، إليهما ينسب الجبلانيون والوصابيون، وهما قبيلتان بحمص. منهم يونس بن ميسرة الجبلاني، وعمر بن حفص الوصابي.
قال ابن ماكولا.
حلبس بفتح الحاء المهملة وسكون اللام، وفتح الباء المعجمة بواحدة.
وثقه العجلي، والدارقطني وابن عمار.
قال محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أيوب بن ميسرة بن حلبس؟ فقال: صالح الحديث هو وأخوه يونس بن ميسرة بن حلبس. قلت لأبي حاتم: إن يونس بن ميسرة كان من
خيار المسلمين، أدرك معاوية، ونفراً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يقرئ في مسجد دمشق، وكف بصره، فلما دخل عبد الله بن علي البلد قام يدخل البيت، فكدمته دابة، فمات؟ فقال أبو حاتم: نعم.
قال يونس بن ميسرة بن حلبس: خرجت عام توفي معاوية حاجاً، فإني لأسير إذ أدركني عبد الله بن عمر، فسلمن فرددت. ثم هازلني، فقال: جنادل بلادنا أكثر من جنادل بلادكم. فقلت: وثمار بلادنا أكثر من ثمار بلادكم. فقال: أجل. قلت: أخبرني عن ابن عمر؟ فقال: لو أقسمت بالله ما عمل ابن عمر منذ أسلم عملاً إلا الله لبررت.
قال ابن حلبس:
إن لقمان قال لابنه: يا بني ثق بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي وثق بالله فلم ينجه؟ يا بني، توكل على الله، ثم سل في الناس: من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه؟ يا بني، أحسن الظن بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي أحسن بالله الظن فلم يكن عند حسن ظنه به.
وقال يونس بن حلبس: من عمل على غير يقين فباطل.
وقال: تقول الحكم: يتعنى ابن أدم وأجدني في حرفين. يعمل خير ما يعلم، ويذر شر ما يعلم.
وقال: أين إخواني؟ أين أصحابي؟ ذهب المعلمون، وبقي المتعلمون، ذهب المطعمون وبقي المستطعمون.
وقال: الزهد أن يكون حالك في المصيبة، وحالك إذا لم تصب بها سواء، وأن يكون مادحك وذامك في الخلق سواء.
وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك.
وقال: حرم الله على نفس أن تموت حتى ينقطع أثرها، وحتى تأتي على آخر عملها، وحتى تستوعب آخر رزقها، وحتى ينقطع أجلها.
وقال: اللهم إني أسألك حرباً في لين، وقوة في دين، وإيماناً في يقين، ونشاطاً في هدى، وبراً في استقامة، وكسباً من حلال.
قال الهيثم بن عمران: كنت جالساً عند يونس بن حلبس، وكان عند غياب الشمس يدعو بدعوات فيها: اله ارزقنا الشهادة في سبيلك. فكنت أقول في نفسي: من أين يرزق هذه الشهادة وهو أعمى؟! فلما دخلت المسودة دمشق قتل.
قال الهيثم: بلغني أن الخراسانيين اللذين قتلاه بكيا عليه لما أخبرا من صلاحه، وكان من آنس الناس مجلساً.
قال أبو زرعة: قتل أبو حلبس سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في شهر رمضان.
ويقال: أبو حلبس، الجبلاني الأعمى أخو يزيد بن ميسرة.
قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على منبر دمشق.
وروى عن معاوية بن أبي سفيان: أنه توضأ لهم وضوء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثاً ثلاثاً، فلما غسل رجليه أنقاهما ولم يعد لهما عدداً من الماء حتى أنقاهما. وسمع معاوية يقرأ: "
يا عيسى إنّي متَوفّيكَ ".
وقال الأوزاعي: ليس تغسل الرجلين عدداً، اغسلهما، وأنقهما.
قال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الشام: يونس بن ميسرة بن حلبس. وكان ثقة. لما دخل المسودة في أول سلطان بني هاشم دمشق دخلوا مسجدها، فقتلوا من وجدوا فيه، فقتل يومئذ يونس بن ميسرة بن حلبس، وقتل يومئذ جد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسره الغساني الدمشقي، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في أول خلافة أبي العباس.
قال الدارقطني: وأما جبلان بالباء فهي قبيلة باليمن، وهو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ورفع في نسبه إلى حمير، ثم قال: وإخوتهم وصاب بن سهل، إليهما ينسب الجبلانيون والوصابيون، وهما قبيلتان بحمص. منهم يونس بن ميسرة الجبلاني، وعمر بن حفص الوصابي.
قال ابن ماكولا.
حلبس بفتح الحاء المهملة وسكون اللام، وفتح الباء المعجمة بواحدة.
وثقه العجلي، والدارقطني وابن عمار.
قال محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أيوب بن ميسرة بن حلبس؟ فقال: صالح الحديث هو وأخوه يونس بن ميسرة بن حلبس. قلت لأبي حاتم: إن يونس بن ميسرة كان من
خيار المسلمين، أدرك معاوية، ونفراً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يقرئ في مسجد دمشق، وكف بصره، فلما دخل عبد الله بن علي البلد قام يدخل البيت، فكدمته دابة، فمات؟ فقال أبو حاتم: نعم.
قال يونس بن ميسرة بن حلبس: خرجت عام توفي معاوية حاجاً، فإني لأسير إذ أدركني عبد الله بن عمر، فسلمن فرددت. ثم هازلني، فقال: جنادل بلادنا أكثر من جنادل بلادكم. فقلت: وثمار بلادنا أكثر من ثمار بلادكم. فقال: أجل. قلت: أخبرني عن ابن عمر؟ فقال: لو أقسمت بالله ما عمل ابن عمر منذ أسلم عملاً إلا الله لبررت.
قال ابن حلبس:
إن لقمان قال لابنه: يا بني ثق بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي وثق بالله فلم ينجه؟ يا بني، توكل على الله، ثم سل في الناس: من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه؟ يا بني، أحسن الظن بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي أحسن بالله الظن فلم يكن عند حسن ظنه به.
وقال يونس بن حلبس: من عمل على غير يقين فباطل.
وقال: تقول الحكم: يتعنى ابن أدم وأجدني في حرفين. يعمل خير ما يعلم، ويذر شر ما يعلم.
وقال: أين إخواني؟ أين أصحابي؟ ذهب المعلمون، وبقي المتعلمون، ذهب المطعمون وبقي المستطعمون.
وقال: الزهد أن يكون حالك في المصيبة، وحالك إذا لم تصب بها سواء، وأن يكون مادحك وذامك في الخلق سواء.
وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك.
وقال: حرم الله على نفس أن تموت حتى ينقطع أثرها، وحتى تأتي على آخر عملها، وحتى تستوعب آخر رزقها، وحتى ينقطع أجلها.
وقال: اللهم إني أسألك حرباً في لين، وقوة في دين، وإيماناً في يقين، ونشاطاً في هدى، وبراً في استقامة، وكسباً من حلال.
قال الهيثم بن عمران: كنت جالساً عند يونس بن حلبس، وكان عند غياب الشمس يدعو بدعوات فيها: اله ارزقنا الشهادة في سبيلك. فكنت أقول في نفسي: من أين يرزق هذه الشهادة وهو أعمى؟! فلما دخلت المسودة دمشق قتل.
قال الهيثم: بلغني أن الخراسانيين اللذين قتلاه بكيا عليه لما أخبرا من صلاحه، وكان من آنس الناس مجلساً.
قال أبو زرعة: قتل أبو حلبس سنة اثنتين وثلاثين ومائة، في شهر رمضان.