مالك بن عياض
المعروف بمالك الدار المدني مولى عمر بن الخطاب.
ويقال: الجبلاني.
قدم مع عمر بن الخطاب الشام، وشهد معه فتح بيت المقدس، وخطبته بالجابية.
عن مالك الدار، قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب، فجاء رجل إلى قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، استسق الله أمتك. فأتاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقال: " ايت عمر، فأقره السلام، وقل له: إنكم مسقون، فعليكم بالكيس ". قال: فبكى عمر، وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه.
وعنه قال: دعاني عمر بن الخطاب يوماً، فإذا عنده صرة فيها ذهب فيها أربعمئة دينار، فقال: اذهب بهذه إلى عبيدة بن الجراح، فقل له: أرسل بهذه إليك أمير المؤمنين صله لك تعود بها على عيالك.
قال: فذهب بها، فسلمت، فوجدته في مسجد بيته وهو يصلي فيه، فقلت له كما قال لي عمر، فقال: افتحها؛ ففتحت الصرة فوضعتها. فقال: ادع لي فلاناً وفلاناً ناساً من أهله، فطفق يرسلهم بها؛ اذهب بذا إلى فلان وفلان، حتى لم يبق في الصرة شيء، ثم رجعت إلى أمير المؤمنين، وقد كان أمرني أن أرجع إليه بما يصنع فيها.
قال: فأخبرته أنه لم يبق عنده منها دينار؛ ووجدت عنده صرة مثلها، فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل الأنصاري، فقل له مثل ما قلت لصاحبه، وانظر ما يصنع بها.
قال: فجئته، فاستأذنت عليه، فوجدته يصلي في مسجد له في بيته، فقلت له: هذه أمر لك بها أمير المؤمنين. قال: وما هي؟ قلت: صلة تعود بها على عيالك وأهلك. قال: حلها، وضعها مكانها، ادع لي فلاناً وفلاناً، كما قال صاحبه، فلم يزل يرسل منها ويقسم حتى لم يبق في الصرة إلا دينارين، فقالت امرأته من وراء الستر في البيت: ياهذا - لزوجها - إنا مساكيين، فتقسم للناس وتدعنا، والله ما لنا شيء. قال: فإن كان ليس لك شيء فهاك هذين الدينارين.
قال: فرجعت إلى عمر، فأخبرته ما رأيت؛ فقال له: والله الذي جعلهم هكذا، وجعل بعضهم من بعض.
وعنه، قال: صاح علي عمر يوماً، وعلاني بالدرة، فقلت: أذكرك بالله. قال: فطرحها، وقال: لقد ذكرتني عظيماً.
قال علي بن المديني: كان مالك الدار خازناً لعمر.
المعروف بمالك الدار المدني مولى عمر بن الخطاب.
ويقال: الجبلاني.
قدم مع عمر بن الخطاب الشام، وشهد معه فتح بيت المقدس، وخطبته بالجابية.
عن مالك الدار، قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب، فجاء رجل إلى قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، استسق الله أمتك. فأتاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقال: " ايت عمر، فأقره السلام، وقل له: إنكم مسقون، فعليكم بالكيس ". قال: فبكى عمر، وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه.
وعنه قال: دعاني عمر بن الخطاب يوماً، فإذا عنده صرة فيها ذهب فيها أربعمئة دينار، فقال: اذهب بهذه إلى عبيدة بن الجراح، فقل له: أرسل بهذه إليك أمير المؤمنين صله لك تعود بها على عيالك.
قال: فذهب بها، فسلمت، فوجدته في مسجد بيته وهو يصلي فيه، فقلت له كما قال لي عمر، فقال: افتحها؛ ففتحت الصرة فوضعتها. فقال: ادع لي فلاناً وفلاناً ناساً من أهله، فطفق يرسلهم بها؛ اذهب بذا إلى فلان وفلان، حتى لم يبق في الصرة شيء، ثم رجعت إلى أمير المؤمنين، وقد كان أمرني أن أرجع إليه بما يصنع فيها.
قال: فأخبرته أنه لم يبق عنده منها دينار؛ ووجدت عنده صرة مثلها، فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل الأنصاري، فقل له مثل ما قلت لصاحبه، وانظر ما يصنع بها.
قال: فجئته، فاستأذنت عليه، فوجدته يصلي في مسجد له في بيته، فقلت له: هذه أمر لك بها أمير المؤمنين. قال: وما هي؟ قلت: صلة تعود بها على عيالك وأهلك. قال: حلها، وضعها مكانها، ادع لي فلاناً وفلاناً، كما قال صاحبه، فلم يزل يرسل منها ويقسم حتى لم يبق في الصرة إلا دينارين، فقالت امرأته من وراء الستر في البيت: ياهذا - لزوجها - إنا مساكيين، فتقسم للناس وتدعنا، والله ما لنا شيء. قال: فإن كان ليس لك شيء فهاك هذين الدينارين.
قال: فرجعت إلى عمر، فأخبرته ما رأيت؛ فقال له: والله الذي جعلهم هكذا، وجعل بعضهم من بعض.
وعنه، قال: صاح علي عمر يوماً، وعلاني بالدرة، فقلت: أذكرك بالله. قال: فطرحها، وقال: لقد ذكرتني عظيماً.
قال علي بن المديني: كان مالك الدار خازناً لعمر.