قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ وَهُوَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُقَاعِسٍ، وَاسْمُهُ الْحَارِثُ، وَسُمِّيَ مُقَاعِسًا؛ لِتَقَاعُسِهِ عَنْ حِلْفِ بَنِي سَعْدٍ، وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ أُمُّهُ أُمُّ أَصْفَرَ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ مُنْقِذٍ، يُكُنَّى أَبَا عَلِيٍّ، وَيُقَالُ: أَبَا قَبِيصَةَ، سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ وَأَكْثَرُهُمْ مَالًا وَوَلَدًا، مَاتَ عَنِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ مِنْ ذُكُورِ أَوْلَادِهِ، جَمَعَهُمْ حِينَ وَفَاتِهِ فَأَوْصَاهُمْ بِوَصَايَاهُ، عَقِبُهُ وَدَارُهُ بِالْبَصْرَةِ حَدِيثُهُ عَنْدَ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَشُعْبَةَ بْنِ التَّوْأَمِ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَوْلَادُهُ حَكِيمٌ وَغَيْرُهُ
- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُجَوِّزُ،، ثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، «أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ» رَوَاهُ أَبُو شَيْبَةَ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ بِنْتًا أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ بِنْتًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ نَسَمَةً»
- وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: «اهْدِ إِنْ شِئْتَ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بَدَنَةً»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي الْفَضْلُ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: " شَهِدْتُ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ وَهُوَ يُوصِي، فَجَمَعَ بَنِيهِ وَهُمُ اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ ذَكَرًا، فَقَالَ: «يَا بَنِيَّ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ تَخْلُفُوا أَبَاكُمْ، وَلَا تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ فَيُزْرِي بِكُمْ ذَاكَ عِنْدَ أَكْفَائِكُمْ، وَلَا تُقِيمُوا عَلَيَّ نَائِحَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلَاحِ الْمَالِ؛ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَلَا تُعْطُوا رِقَابَ الْإِبِلِ إِلَّا فِي حَقِّهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا مِنْ حَقِّهَا، وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ عِرْقِ سُوءٍ، فَمَهْمَا يَسُرُّكُمْ يَوْمًا فَمَا يَسُوءُكُمْ أَكْثَرَ، وَاحْذَرُوا أَبْنَاءَ أَعْدَائِكُمْ، فَإِنَّهُمْ لَكُمْ عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِمْ. .، وَذَكَرَ الْوَصِيَّةَ بِطُولِهَا»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمِ الْمِنْقَرِيِّ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «هَذَا سَيِّدُ ذِي وَبَرٍ» ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْمَالُ الَّذِي لَا تَبِعَةَ عَلَيَّ فِيهِ فِي ضَيْفٍ أَضَافَنِي أَوْ عِيَالٍ، وَإِنْ كَثُرُوا؟ قَالَ: «نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، فَإِنْ كَثُرَ فَسِتُّونَ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ إِلَّا مَنْ أَدَّى حَقَّ اللهِ فِي رِسْلِهَا وَنَجْدَتِهَا، وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا، وَأَقْفَرَ ظَهْرَهَا، وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا، وَنَحَرَ سَمِينَتَهَا فَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا بِهِ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ كَثْرَةِ إِبِلِي، قَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمِنْحَةِ؟» ، قُلْتُ: يَغْدُو الْإِبِلُ، وَيَغْدُو النَّاسُ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَيَذْهَبُ بِهِ، فَقَالَ: «يَا قَيْسُ، أَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مَوَالِيكَ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى مَالِي، قَالَ: «فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَمَا بَقِيَ فَلِوَارِثِكَ» قُلْتُ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ لَئِنْ بَقِيَتُ لَأَدَعَنَّ عَدَدَهَا قَلِيلًا قَالَ الْحَسَنُ " فَفَعَلَ رَحِمَهُ اللهُ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ، خُذُوا عَنِّي فَإِنِّي لَا أَجِدُ لَكُمْ أَنْصَحَ مِنِّي، إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَذَكَرَ الْوَصِيَّةَ وَرَوَاهُ زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. .، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُجَوِّزُ،، ثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، «أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ» رَوَاهُ أَبُو شَيْبَةَ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ بِنْتًا أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ بِنْتًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ نَسَمَةً»
- وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: «اهْدِ إِنْ شِئْتَ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بَدَنَةً»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي الْفَضْلُ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: " شَهِدْتُ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ وَهُوَ يُوصِي، فَجَمَعَ بَنِيهِ وَهُمُ اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ ذَكَرًا، فَقَالَ: «يَا بَنِيَّ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ تَخْلُفُوا أَبَاكُمْ، وَلَا تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ فَيُزْرِي بِكُمْ ذَاكَ عِنْدَ أَكْفَائِكُمْ، وَلَا تُقِيمُوا عَلَيَّ نَائِحَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلَاحِ الْمَالِ؛ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَلَا تُعْطُوا رِقَابَ الْإِبِلِ إِلَّا فِي حَقِّهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا مِنْ حَقِّهَا، وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ عِرْقِ سُوءٍ، فَمَهْمَا يَسُرُّكُمْ يَوْمًا فَمَا يَسُوءُكُمْ أَكْثَرَ، وَاحْذَرُوا أَبْنَاءَ أَعْدَائِكُمْ، فَإِنَّهُمْ لَكُمْ عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِمْ. .، وَذَكَرَ الْوَصِيَّةَ بِطُولِهَا»
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمِ الْمِنْقَرِيِّ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «هَذَا سَيِّدُ ذِي وَبَرٍ» ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْمَالُ الَّذِي لَا تَبِعَةَ عَلَيَّ فِيهِ فِي ضَيْفٍ أَضَافَنِي أَوْ عِيَالٍ، وَإِنْ كَثُرُوا؟ قَالَ: «نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، فَإِنْ كَثُرَ فَسِتُّونَ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ إِلَّا مَنْ أَدَّى حَقَّ اللهِ فِي رِسْلِهَا وَنَجْدَتِهَا، وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا، وَأَقْفَرَ ظَهْرَهَا، وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا، وَنَحَرَ سَمِينَتَهَا فَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا بِهِ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ كَثْرَةِ إِبِلِي، قَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمِنْحَةِ؟» ، قُلْتُ: يَغْدُو الْإِبِلُ، وَيَغْدُو النَّاسُ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَيَذْهَبُ بِهِ، فَقَالَ: «يَا قَيْسُ، أَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مَوَالِيكَ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى مَالِي، قَالَ: «فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَمَا بَقِيَ فَلِوَارِثِكَ» قُلْتُ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ لَئِنْ بَقِيَتُ لَأَدَعَنَّ عَدَدَهَا قَلِيلًا قَالَ الْحَسَنُ " فَفَعَلَ رَحِمَهُ اللهُ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ، خُذُوا عَنِّي فَإِنِّي لَا أَجِدُ لَكُمْ أَنْصَحَ مِنِّي، إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَذَكَرَ الْوَصِيَّةَ وَرَوَاهُ زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. .، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
قيس بن عاصم المنقري
سكن البصرة شهد [] وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن سعد: قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد من بني تميم وكان قيس قد حرم الخمر في الجاهلية قد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم فأسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا سد أهل الوبر "، وكان سيدا جوادا.
- أخبرنا عبد الله قال: نا عبد الله بن مطيع وحدثنا هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن الحسن بن أبي الحسن عن قيس بن عاصم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ودنوت منه فسمعته يقول: " هذا [سيد] أهل الوبر " فسلمت عليه وجلست فقلت: يا رسول الله [] المال الذي لا يكون علي به تبعة من ضيف أضافني أو [عيال] وإن كثروا؟ قال: " نعم المال
الأربعون [] فإن كثر فستون [ويل لأصحاب] المئتين [ويل لأصحاب المئتين] إلا من أدى حق الله في رسلها [ونجدتها وأطرق] فحلها [وأطرق ظهرها ومنع غزيزتها ونحر سمينتها] وأطعم القانع والمعتر.
قال: قلت يا رسول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها؟ إنه لا يحل الوادي الذي أكون فيه من كثرة إبلي قال: فكيف تصنع //// بالمنيحة؟ قال: إني لأمنح في كل عام مائة. قال: فكيف تصنع بالعارية؟ قال: تغدو الإبل ويغدو الناس فمن أخذ برأس بعير ذهب به قال: كيف تصنع بالإفقار؟ قال: إني لا أفقر البكر الضرع ولا الناب المدبر قال: مالك أحب إليك أو مال مولاك؟ قال: قلت لا بل مالي قال: فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت أو أعطيت فأفضيت وما بقي فلمولاك قال: قلت لمولاي؟ قال: نعم، قال: أما والله لئن بقيت لأدعن عدتها قليلا.
قال الحسن: ففعل رحمه الله فلما حضرته الوفاة دعا بنيه فقال: يا بني خذوا عني ولا أحدا أنصح لكم [مني] إذا أنا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فيستسفه الناس كبارك وتهونوا عليهم وعليكم باستصلاح المال فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم
والمسئلة فإنها آخر كسب الرجل إن أحدا لم يسئل إلا ترك كسبه فإذا أنا مت فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وإياكم والنياحة علي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها وادفنوني في مكان لا يعلم به أحد فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية فأخاف أن يدخلوها عليكم في الإسلام فيفتنوا عليكم دينكم قال الحسن رحمه الله: نصحا في الحياة ونصحا في الممات.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثني [يحيى بن] أيوب قال: نا
هشيم عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن [التوأم] عن قيس بن عاصم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال: (ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف في الإسلام).
أخبرنا عبد الله قال: ////حدثني أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: قال قيس بن عاصم المنقري يكنى أبا هراسة.
سكن البصرة شهد [] وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن سعد: قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد من بني تميم وكان قيس قد حرم الخمر في الجاهلية قد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم فأسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا سد أهل الوبر "، وكان سيدا جوادا.
- أخبرنا عبد الله قال: نا عبد الله بن مطيع وحدثنا هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن الحسن بن أبي الحسن عن قيس بن عاصم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ودنوت منه فسمعته يقول: " هذا [سيد] أهل الوبر " فسلمت عليه وجلست فقلت: يا رسول الله [] المال الذي لا يكون علي به تبعة من ضيف أضافني أو [عيال] وإن كثروا؟ قال: " نعم المال
الأربعون [] فإن كثر فستون [ويل لأصحاب] المئتين [ويل لأصحاب المئتين] إلا من أدى حق الله في رسلها [ونجدتها وأطرق] فحلها [وأطرق ظهرها ومنع غزيزتها ونحر سمينتها] وأطعم القانع والمعتر.
قال: قلت يا رسول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها؟ إنه لا يحل الوادي الذي أكون فيه من كثرة إبلي قال: فكيف تصنع //// بالمنيحة؟ قال: إني لأمنح في كل عام مائة. قال: فكيف تصنع بالعارية؟ قال: تغدو الإبل ويغدو الناس فمن أخذ برأس بعير ذهب به قال: كيف تصنع بالإفقار؟ قال: إني لا أفقر البكر الضرع ولا الناب المدبر قال: مالك أحب إليك أو مال مولاك؟ قال: قلت لا بل مالي قال: فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت أو أعطيت فأفضيت وما بقي فلمولاك قال: قلت لمولاي؟ قال: نعم، قال: أما والله لئن بقيت لأدعن عدتها قليلا.
قال الحسن: ففعل رحمه الله فلما حضرته الوفاة دعا بنيه فقال: يا بني خذوا عني ولا أحدا أنصح لكم [مني] إذا أنا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فيستسفه الناس كبارك وتهونوا عليهم وعليكم باستصلاح المال فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم
والمسئلة فإنها آخر كسب الرجل إن أحدا لم يسئل إلا ترك كسبه فإذا أنا مت فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وإياكم والنياحة علي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها وادفنوني في مكان لا يعلم به أحد فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية فأخاف أن يدخلوها عليكم في الإسلام فيفتنوا عليكم دينكم قال الحسن رحمه الله: نصحا في الحياة ونصحا في الممات.
- أخبرنا عبد الله قال: حدثني [يحيى بن] أيوب قال: نا
هشيم عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن [التوأم] عن قيس بن عاصم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال: (ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف في الإسلام).
أخبرنا عبد الله قال: ////حدثني أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: قال قيس بن عاصم المنقري يكنى أبا هراسة.
قيس بن عاصم المنقري
ب د ع: قيس بْن عاصم بْن سنان بْن خَالِد بْن منقر بْن عُبَيْد بْن مقاعس واسم مقاعس: الحارث بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم التميمي المنقري.
وإنما سمي الحارث مقاعسًا، لتقاعسه عَنْ حلف بني سعد بْن زَيْد مناة.
يكنى: أبا عليّ، وقيل: أَبُو طلحة، وقيل: أَبُو قبيصة، والأول أشهر، وأمه أم أسفر بِنْت خليفة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بني تميم، وأسلم سنة تسع، ولما رآه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذَا سيد أهل الوبر ".
وكان عاقلا حليمًا مشهورًا بالحلم، قيل للأحنف بْن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ فَقَالَ: من قيس بْن عاصم، رَأَيْته يومًا قاعدًا بفناء داره محتبيًا بحمائل سيفه، يحدث قومه، إذ أتى برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هَذَا ابْن أخيك قتل ابنك، قَالَ: فوالله ما حل حبوته، ولا قطع كلامه، فلما أتمه التفت إِلَى ابْن أخيه، فَقَالَ: يابْن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابْن عمك، ورميت نفسك بسهمك، وقللت عددك، ثُمَّ قَالَ لابن لَهُ آخر: قم يا بني إِلَى ابْن عمك، فحل كتافه، ووار أخاك، وسق إِلَى أمك مائة من الإبل دية ابنها فإنها عريبة.
وكان قيس بْن عاصم قَدْ حرم عَلَى نفسه الخمر فِي الجاهلية، وكان سبب ذَلِكَ أَنَّهُ غمز عكنة ابنته وهو سكران، وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخمار كثيرا من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك، فحرمها عَلَى نفسه، وقَالَ فِي ذَلِكَ:
إليك ابْن خير النَّاس قيس بْن عاصم جشمت من الأمر العظيم المجاشما
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3894
رَأَيْت الخمر صالحة وفيها خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحًا ولا أشفى بها أبدًا سقيما
ولا أعطي بها ثمنا حياتي ولا أدعو لها أبدًا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها وتجنيهم بها الأمر العظيما
رُوِيَ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني وأدت اثنتي عشرة بنتًا، أَوْ ثلاث عشرة بنتًا! فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أعتق عَنْ كل واحدة منهن نسمة ".
(1389) أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، أَنَّهُ أَسْلَمَ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ "
قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ: لما حضرت قيس بْن عاصم الوفاة، دعا بنيه، فَقَالَ: يا بني احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني، إِذَا أَنَا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فتسفه النَّاس كباركم، وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى بِهِ عَنِ اللئيم، وَإِياكم ومسألة النَّاس، فإنها آخر كسب المرء، ولا تقيموا عَلَى نائحة، فإني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نهى عَنِ النائحة ".
روى عنه: الْحَسَن، والأحنف، وخليفة بْن حصين، وابنه حكيم بْن قيس.
(1390) أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: " إِذَا مِتُّ فَلا تَنُوحُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنُحْ عَلَيْهِ " وخلف من الولد اثنين وثلاثين ذكرًا.
2266 وروى أَبُو الأشهب عَنِ الْحَسَن، عَنْ قيس بْن عاصم المنقري: أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هَذَا سيد أهل الوبر "، فسلمت عَلَيْهِ، وقلت: يا رَسُول اللَّه، المال الَّذِي لا تبعه عليّ فِيهِ؟ قَالَ: " نعم، المال الأربعون، وَإِن كثر فستون، ويل لأصحاب المئين إلا من أدى حق اللَّه فِي رسلها ونجدتها، وأطرق فحلها، وأفقر ظهرها، ومنح غزيرتها، ونحر سمينتها، وأطعم القانع والمعتر "، فقلت: يا رَسُول اللَّه، ما أكرم هَذِهِ الأخلاق وأحسنها؟ قَالَ: " يا قيس، أمالك أحب إليك أم مال مواليك "؟ قَالَ: قلت: بل مالي! قَالَ: " فإنما لَكَ من مَالِك، ما أكلت فأفنيت، أَوْ لبست فأبليت، أَوْ أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك "، قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّهِ: لئن بقيت لأدعن عددها قليلًا، قَالَ الْحَسَن: ففعل.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
ب د ع: قيس بْن عاصم بْن سنان بْن خَالِد بْن منقر بْن عُبَيْد بْن مقاعس واسم مقاعس: الحارث بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم التميمي المنقري.
وإنما سمي الحارث مقاعسًا، لتقاعسه عَنْ حلف بني سعد بْن زَيْد مناة.
يكنى: أبا عليّ، وقيل: أَبُو طلحة، وقيل: أَبُو قبيصة، والأول أشهر، وأمه أم أسفر بِنْت خليفة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بني تميم، وأسلم سنة تسع، ولما رآه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذَا سيد أهل الوبر ".
وكان عاقلا حليمًا مشهورًا بالحلم، قيل للأحنف بْن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ فَقَالَ: من قيس بْن عاصم، رَأَيْته يومًا قاعدًا بفناء داره محتبيًا بحمائل سيفه، يحدث قومه، إذ أتى برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هَذَا ابْن أخيك قتل ابنك، قَالَ: فوالله ما حل حبوته، ولا قطع كلامه، فلما أتمه التفت إِلَى ابْن أخيه، فَقَالَ: يابْن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابْن عمك، ورميت نفسك بسهمك، وقللت عددك، ثُمَّ قَالَ لابن لَهُ آخر: قم يا بني إِلَى ابْن عمك، فحل كتافه، ووار أخاك، وسق إِلَى أمك مائة من الإبل دية ابنها فإنها عريبة.
وكان قيس بْن عاصم قَدْ حرم عَلَى نفسه الخمر فِي الجاهلية، وكان سبب ذَلِكَ أَنَّهُ غمز عكنة ابنته وهو سكران، وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخمار كثيرا من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك، فحرمها عَلَى نفسه، وقَالَ فِي ذَلِكَ:
إليك ابْن خير النَّاس قيس بْن عاصم جشمت من الأمر العظيم المجاشما
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3894
رَأَيْت الخمر صالحة وفيها خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحًا ولا أشفى بها أبدًا سقيما
ولا أعطي بها ثمنا حياتي ولا أدعو لها أبدًا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها وتجنيهم بها الأمر العظيما
رُوِيَ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني وأدت اثنتي عشرة بنتًا، أَوْ ثلاث عشرة بنتًا! فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أعتق عَنْ كل واحدة منهن نسمة ".
(1389) أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، أَنَّهُ أَسْلَمَ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ "
قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ: لما حضرت قيس بْن عاصم الوفاة، دعا بنيه، فَقَالَ: يا بني احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني، إِذَا أَنَا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فتسفه النَّاس كباركم، وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى بِهِ عَنِ اللئيم، وَإِياكم ومسألة النَّاس، فإنها آخر كسب المرء، ولا تقيموا عَلَى نائحة، فإني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نهى عَنِ النائحة ".
روى عنه: الْحَسَن، والأحنف، وخليفة بْن حصين، وابنه حكيم بْن قيس.
(1390) أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: " إِذَا مِتُّ فَلا تَنُوحُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنُحْ عَلَيْهِ " وخلف من الولد اثنين وثلاثين ذكرًا.
2266 وروى أَبُو الأشهب عَنِ الْحَسَن، عَنْ قيس بْن عاصم المنقري: أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هَذَا سيد أهل الوبر "، فسلمت عَلَيْهِ، وقلت: يا رَسُول اللَّه، المال الَّذِي لا تبعه عليّ فِيهِ؟ قَالَ: " نعم، المال الأربعون، وَإِن كثر فستون، ويل لأصحاب المئين إلا من أدى حق اللَّه فِي رسلها ونجدتها، وأطرق فحلها، وأفقر ظهرها، ومنح غزيرتها، ونحر سمينتها، وأطعم القانع والمعتر "، فقلت: يا رَسُول اللَّه، ما أكرم هَذِهِ الأخلاق وأحسنها؟ قَالَ: " يا قيس، أمالك أحب إليك أم مال مواليك "؟ قَالَ: قلت: بل مالي! قَالَ: " فإنما لَكَ من مَالِك، ما أكلت فأفنيت، أَوْ لبست فأبليت، أَوْ أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك "، قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّهِ: لئن بقيت لأدعن عددها قليلًا، قَالَ الْحَسَن: ففعل.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.