عَمْرو بْن جارية عَنْ عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عمار، روى عَنْهُ أمية بن هند.
73268. عمرو بن جابر الحضرمي أبو زرعة1 73269. عمرو بن جابر الحضرمي أبو زرعة المصري...2 73270. عمرو بن جابر الحضرمي ابو زرعة المصري...1 73271. عمرو بن جابر الحضرمي المصري1 73272. عمرو بن جابر الحضرمي المصري ابو زرعة...1 73273. عمرو بن جارية173274. عمرو بن جارية التجيبي ثم العريفي1 73275. عمرو بن جارية اللخمي2 73276. عمرو بن جامع بن عمرو1 73277. عمرو بن جاوان1 73278. عمرو بن جبان ابو عثمان العلاف1 73279. عمرو بن جبلة1 73280. عمرو بن جدعان2 73281. عمرو بن جراد1 73282. عمرو بن جرير1 73283. عمرو بن جرير ابو سعيد البجلي2 73284. عمرو بن جرير البجلي1 73285. عمرو بن جزء الخولاني1 73286. عمرو بن جميع6 73287. عمرو بن جميع ابو المنذر وقيل ابو عثمان الكوفي وقيل البصري...1 73288. عمرو بن جميع ابو عثمان1 73289. عمرو بن جميع البصري1 73290. عمرو بن جندب ابو عطية الهمداني الكوفي...1 73291. عمرو بن جندب الوادعي1 73292. عمرو بن جهم1 73293. عمرو بن حازم بن زيد1 73294. عمرو بن حازم بن عمرو بن عيسى بن موسى بن سعيد...1 73295. عمرو بن حبان العتكي1 73296. عمرو بن حبة1 73297. عمرو بن حبشي الزبيدي3 73298. عمرو بن حبيب4 73299. عمرو بن حريث10 73300. عمرو بن حريث أبو سعيد المخزومي القرشي...1 73301. عمرو بن حريث ابو سعيد المخزومي القرشي...1 73302. عمرو بن حريث القرشي1 73303. عمرو بن حريث المخزومي1 73304. عمرو بن حريث المدني المخزومي1 73305. عمرو بن حريث المصري1 73306. عمرو بن حريث بن عمارة1 73307. عمرو بن حريث بن عمرو1 73308. عمرو بن حريث بن عمرو المخزومي1 73309. عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان5 73310. عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي...1 73311. عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابو سعي...1 73312. عمرو بن حريش أبو محمد الزبيدي1 73313. عمرو بن حريش ابو محمد الزبيدي1 73314. عمرو بن حزابة بن نعيم2 73315. عمرو بن حزم الأنصاري المدينى1 73316. عمرو بن حزم الانصاري2 73317. عمرو بن حزم بن زيد الانصاري1 73318. عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان2 73319. عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الانصاري1 73320. عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الخزرجي1 73321. عمرو بن حسان4 73322. عمرو بن حسان البرجمي المسلي التميمي1 73323. عمرو بن حسان السلمي التميمي1 73324. عمرو بن حسان المسلي التميمي البرجمي1 73325. عمرو بن حسان المسلي التميمي الكوفي1 73326. عمرو بن حصين البصري العقيلي1 73327. عمرو بن حصين السكسكي1 73328. عمرو بن حفص ابو بكر الحراني1 73329. عمرو بن حفص الحراني ابو بكر1 73330. عمرو بن حفص بن سليلة ابو هشام الدمشقي...1 73331. عمرو بن حفص بن شليلة1 73332. عمرو بن حفص بن عمر بن الخيار1 73333. عمرو بن حفص بن يزيد1 73334. عمرو بن حكام5 73335. عمرو بن حكام ابو عثمان2 73336. عمرو بن حكام الأزدي أبو عثمان البصري...1 73337. عمرو بن حكام الازدي البصري ابو عثمان...1 73338. عمرو بن حكام بن ابي الوضاح ابو عثمان الازدي البصري...1 73339. عمرو بن حماد2 73340. عمرو بن حماد بن أبي حماد1 73341. عمرو بن حماد بن طلحة القناد3 73342. عمرو بن حماد بن طلحة القناد الكوفى1 73343. عمرو بن حماد بن طلحة القناد الكوفي1 73344. عمرو بن حماد بن طلحة بن عمرو أبو محمد القناد الكوفي...1 73345. عمرو بن حماد بن محمد العبدي البصري1 73346. عمرو بن حماس1 73347. عمرو بن حماس الليثي1 73348. عمرو بن حماس الليثي غير محفوظ1 73349. عمرو بن حمران البجلي1 73350. عمرو بن حمران البصري1 73351. عمرو بن حمزة2 73352. عمرو بن حمزة ابو اسيد القيسي1 73353. عمرو بن حمزة البصري1 73354. عمرو بن حمزة القيسي البصري1 73355. عمرو بن حمزة القيني1 73356. عمرو بن حمزة بن سنان الاسلمي1 73357. عمرو بن حميد3 73358. عمرو بن حنة الانصاري2 73359. عمرو بن حنظلة3 73360. عمرو بن حوي أبو حوي السكسكي1 73361. عمرو بن حية2 73362. عمرو بن خارجة6 73363. عمرو بن خارجة الاسدي1 73364. عمرو بن خارجة الاشعري1 73365. عمرو بن خارجة الانصاري2 73366. عمرو بن خارجة بن المنتفق الاسدي2 73367. عمرو بن خارجة بن قيس الانصاري النجاري...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
عَمْرو بْن جارية اللخمي،
سَمِعَ أَبَا أمية الشيباني 4 عَنْ
أَبِي ثعلبة، سَمِعَ منه عتبة بْن أَبِي حكيم.
سَمِعَ أَبَا أمية الشيباني 4 عَنْ
أَبِي ثعلبة، سَمِعَ منه عتبة بْن أَبِي حكيم.
عَمْرو بْن جَارِيَة اللَّخْمِيّ يروي عَنْ أبي أُميَّة الشَّعْبَانِي عَنْ أبي ثَعْلَبَة روى عَنْهُ عتبَة بْن أبي حَكِيم
عمرو بن جارية التجيبى، ثم العريفىّ : شهد فتح مصر .
عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ حَلِيف بني زهرَة وَيُقَال عمر
روى عَن أبي هُرَيْرَة فِي الْإِيمَان
روى عَنهُ الزُّهْرِيّ
روى عَن أبي هُرَيْرَة فِي الْإِيمَان
روى عَنهُ الزُّهْرِيّ
عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ حَلِيف بني زهرَة الْمَدِينِيّ وَقَالَ بَعضهم عمر بن أسيد وَالْأول أصح سمع أَبَا هُرَيْرَة رَوَى عَنهُ الزُّهْرِيّ فِي التَّوْحِيد وَالْجهَاد
- عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثقفى حَلِيف بني زهرَة الْمدنِي وجده أسيد بن جَارِيَة لَهُ صُحْبَة أسلم يَوْم الْفَتْح وَشهد حنينا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخرج البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي والتوحيد وَالْجهَاد عَن الزهرى عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة عينا وَأمر عَلَيْهِم عَاصِم بن ثَابت
عمرو بن ابى سفيان بن اسيد بن جارية الثقفى سمع أبا هريرة روى عنه الزهري وروى الحسن بن حبيب عن الحجاج بن فرافصة عن عمرو ابن ابى سفيان سمع ابا موسى الحكمى، ان لم يكن صاحب الزهري فلا أدري من هو روى عنه ابن الرواس سمعت ابى يقول ذلك.
عَمْرو بن أَبى سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثقفى
عمرو بن جارية اللخمى سمع ابا امية الشعبانى روى (عنه عتبة - ) بن أبي حكيم سمعت أبي يقول ذلك.
عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ الْمدنِي
قَالَ الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث لَا يعلم لَهُ رَاوِيا غير الزُّهْرِيّ
قلت بل قد روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن وَرِوَايَته عَنهُ فِي الْأَدَب للْبُخَارِيّ وروى عَنهُ أَيْضا ضَمرَة بن حبيب.
قَالَ الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث لَا يعلم لَهُ رَاوِيا غير الزُّهْرِيّ
قلت بل قد روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن وَرِوَايَته عَنهُ فِي الْأَدَب للْبُخَارِيّ وروى عَنهُ أَيْضا ضَمرَة بن حبيب.
عمرو بن جارية روى عن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر روى عنه امية بن هند سمعت أبي يقول ذلك.
عمرو بن معدي كرب بن عبد الله
ابن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد بن ربيعة بن سلمة ابن مازن بن ربيعة بن منبّه، وهو زبيد الأكبر بن صعب بن سعد العشيرة ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو ثور الزّبيديّ له وفادة على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شجاعاً من فرسان العرب المذكورين، روى عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً، روى عنه شراحيل بن القعقاع، وشهد اليرموك.
عن شراحيل بن القعقاع، قال: قال عمرو بن معدي كرب: الحمد لله، لقد كنّا من قريب إذا حججنا قلنا: لبّيك اللهم، لبّيك تعظيماً إليك عذراً، هذي زبيد قد أتتك قسراً، يقطعن خبّاً وجبالاً وعراً، قد تركوا الأنداد خلواً صفراً، يقطعن من بين غضىً وسمراً، ونحن اليوم نقول كما علّمنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لبّيك لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إن الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك ". وإن كنّا لنمنع النّاس أن يقفوا بعرفة وذاك في الجاهليّة وإن كان موقفهم ببطن محسّر عشيّة عرفة فرقاً من أن يخطفنا الجنّ؛ فقال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أجيزوا بطن عرنة فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم ".
عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشيّ، قال: وأمدّهم يعني أبا عبيدة بن الجرّاح بتسعة عشر رجلاً ممن شهد اليرموك، منهم عمرو بن معدي كرب، وذكر غيره، يعني يوم القادسيّة.
عن الهيثم بن عديّ، قال: قال ابن عبّاس: عمرو بن معدي كرب ذهبت عينه يوم اليرموك.
قال ابن سعد: وكان عمرو فارس العرب.
وقال محمد بن إسماعيل: كان بالمدينة، ثم كان بالعراق.
قال أبو نعيم: له الوقائع المذكورة في الجاهليّة، وأدرك الإسلام، فقدم على النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلّمه التّلبية، وله في الإسلام بالقادسيّة بلاء حسن حين بعثه عمر إلى سعد بن أبي وقاص، وكتب إليه أن يصدر عن مشورته في الحرب.
وكان لعمرو سيف يسمّيه الصّمصامة.
عن ابن إسحاق، قال: وقدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن معدي كرب في ناس من بني زبيد، فأسلم، وقد كان عمرو قال لقيس بن مكشوح المراديّ حين انتهى إليه أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا قيس، إنك سيّد قومك، وقد ذكر لنا أن رجلاً من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز، يقول إنه نبيّ، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيّاً كما يقول فلن يخفى علينا، وإذا لقيناه اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه؛ فأبى عليه قيس ذلك وسفّه رأيه. فركب عمرو حتى قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم وصدّق وآمن به؛ فلمّا بلغ ذلك قيساً أوعد عمراً، وتحطّم عليه، وقال: خالفني وترك رأيي. فقال عمرو في ذلك: من مجزوء الوافر
أمرتك يوم ذي صنعا ... ء أمراً بادياً رشده
أمرتك باتّقاء اللّ ... هـ والمعروف تتّعده
خرجت من المنى مثل ال ... حميّر غرّه وتده
تمنّاني على فرس ... عليه جالساً أسده
عليّ مفاضة كالنّه ... ي أخلص ماءه جدده
تردّ الرّمح منثني الس ... سنان عوائراً قصده
فلو لاقيتني للقي ... ت ليثاً فوقه لبده
تلاقي شنبثاً ششن ال ... براثن ناشراً كتده
يسامي القرن إن قرن ... تيّممه فيضطهده
رفيقاً بافتراس القر ... ن يرميه فيفتضده
فيدمغه فيحطمه ... فيأكله فيزدرده
ظلوم الشّرك فيما أح ... رزت أنيابه ويده
براثنه له وظب ... كثير حوله عدده
فأقام عمرو في قومه من بني زبيد وعليهم فروة بن مسيك، فلمّا توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتدّ عمرو بن معدي كرب، فقال حين ارتدّ: من الوافر
وجدنا ملك فروة شرّ ملك ... حمار ساف منخره بثفر
وكنت إذا رأيت أبا عمير ... ترى الحولاء من خبث وغدر
وقد قيل: إن عمراً لم يأت النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قال عمرو بن معدي كرب: من الخفيف
إنني بالنّبيّ موقنة نف ... سي وإن لم أر النّبيّ عيانا
سيّد العالمين طرّاً وأدنا ... هم إلى الله حيث كان مكانا
جاء بالناموس من لدن الل ... هـ وكان الأمين فيه المعانا
حكمة بعد حكمة وضياء ... فاهتدينا بنورها من عمانا
ورأينا السّبيل حين رأينا ... هـ جديداً بكرهنا ورضانا
وعبدنا الإله حقّاً وكنّا ... للجهلات نعبد الأوثانا
وائتلفنا به وكنّا عدوّاً ... ورجعنا به معاً إخوانا
فعليه السّلام والسّلم منّا ... حيث كنّا في البلاد وكانا
إن نكن لم نر النّبيّ فإنّا ... قد تبعنا سبيله إيمانا
وأسينا أن لا نكون رأينا ... هـ فقد أقرح الصّدور أسانا
لو رأيت النّبيّ ما لمت نفسي ... فيه بالعون حين كان استعانا
يوم أحد ولا غزاة حنين ... يوم ساقت هوازن غطفانا
ويرى أن في زبيد صلاحاً ... وضراباً من دونه وطعاناً
وتراني من دونه لا أبالي ... فيه وقع السّيوف والمرّانا
لوقيت النّبيّ بالنّفس منّي ... ولعانقت دونه الأقرانا
ويصلّي عليّ حيّاً شهيداً ... أو أروّي من النّجيع السّنانا
عن نيار بن مكرم الأسلميّ، قال: شهدت القادسيّة، فنزلنا يوماً اشتدّ فيه القتال بيننا وبين الفرس، فرأيت رجلاً يفعل بالعدوّ يومئذ الأفاعيل. قلت: من هذا جزاه الله خيراً؟ قيل: عمرو بن معدي كرب.
قال ابن إسحاق: فلمّا فتح الله للمسلمين يوم القادسيّة على عدوّهم، وأصابوا عسكرهم وما فيه، أقبل سعد على النّاس يقسم بينهم الأموال ويعطيهم على قدر ما قرؤوا من القرآن، فأراد التّقصير ببشر بن ربيعة الخثعميّ ويزيد بن جحفة التّميميّ، وكانوا أشدّ أهل العسكر، ولم يكونوا بلغوا في القرآن، فأبوا أن يأخذوا قسمته، إلاّ أن يفضّلهم على النّاس، فقال عمرو بن معدي كرب: من الوافر
أمن ليلى تسرّى بعد هدء ... خيال هاج للقلب ادّكارا
يذكّرني الشّباب وأمّ عمرو ... وشامات المرابع والدّيارا
وحيّا من بني صعب بن سعد ... سقوا الأرصاد والدّيم الغزارا
ألا أبلغ أمير القوم سعداً ... فقد كذبت أليّته وجارا
وحرّق نابه ظلماً وجهلاً ... عليّ فقد أتى ذمّاً وعارا
هبلت لقد نسيت جلاد عمرو ... وأنت كخامع تلج الوجارا
أطاعن دونك الأعداء شزراً ... وأغشى البيض والأسل الحرارا
بباب القادسيّة مستميتاً ... كليث أريكة يأبى الفرارا
أكرّ عليهم مهري وأحمي ... إذا كرهوا الحقائق والذّمارا
جزاك الله في جنبي عقوقاً ... وبعد الموت زقّوماً ونارا
فلمّا بلغه قوله أرسل إليه فأعطاه، وفضّله فأرضاه.
قال أبو عبيدة: إن عمرو بن معدي كرب حمل يوم القادسيّة على مرزبان وهو يرى أنه رستم، فقتله، فقال في ذلك: من السريع
ألم بسلمى قبل أن تظعنا ... إنّ لسلمى عندنا ديدنا
قد علمت سلمى وأشياعها ... ما قطّر الفارس إلاّ أنا
شككت بالرّمح حيازيمه ... فالخيل تعدو رهباً بيننا
قال الشعبيّ: إن الأعاجم كانوا يومئذ يعني يوم القادسيّة مئة ألف وعشرين ألفاً، معهم ثلاثون فيلاً، مع كلّ فيل أربعة آلاف؛ فقال سعد بن أبي وقّاص لعمرو بن معدي كرب الزّبيدي ولقيس بن مكشوح المرادي ولطلحة بن خويلد الأسديّ: إنكم شواحطنا، فسيروا في النّاس فحرّضوهم. فقام عمرو بن معدي كرب فقال: أيّها النّاس، كونوا أشدّ حذراً إذا برز إلى أحدكم قرنه، فلا يكله إلى غيره، إن هؤلاء معشر الأعاجم إذا لقي أحدهم قرنه فهو تيس؛
فبينما هو يحرّضهم ويرتجز ويقول: من الرجز
أنا أبو ثور وسيفي ذو النّون ... أضربهم ضرب غلام مجنون
يال زبيد إنّهم يموتون
إذ جاءته نشّابة أصابت قربوسه، فحمل على صاحبها، فأخذه أخذ الجارية، فوضعه بين الصّفّين، ثم احتزّ رأسه، وقال: اصنعوا هكذا! قال عمرو بن معدي كرب: كانت خيل المسلمين تنفر من الفيلة يوم القادسيّة، وخيل الفرس لا تنفر؛ فأمرت رجلاً فتّرس عنّي، ثم دنوت من الفيل فضربت خطمه، فقطعته، فنفر ونفرت الفيلة، فحطمت العسكر، وألحّ المسلمون عليهم حتى انهزموا.
قال عنه العجليّ: كوفيّ، تابعيّ، ثقة.
عن الشّعبيّ، عن رجل، قال: كنت في مجلس عمر بن الخطّاب، وعنده جماعة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتذاكرون فضائل القرآن؛ فقال بعضهم: خواتيم سورة النّحل، وقال بعضهم: سورة " يس "، وقال عليّ بن أبي طالب: فأين أنتم عن فضيلة آية الكرسيّ، أما إنّها خمسون كلمة، في كلّ سبعون بركةً. وفي القوم عمرو بن معدي كرب لا يحير جواباً، فقال: فأين أنتم عن " بسم الله الرّحمن الرّحيم "؟.
فقال له عمر: حدّثنا يا أبا ثور. فقال: بينما أنا في الجاهليّة إذ أجهدني الجوع، فأقحمت فرسي البرّيّة فما أصبت إلاّ بيض النّعام، فبينما أنا أسير إذا أنا بشيخ عربيّ في خيمة وإلى جانبه جارية كأنها شمس طالعة، ومعه غنيمات له؛ فقلت له: استأسر،
ثكلتك أمّك. فرفع رأسه إليّ، وقال: يا فتى، إن أردت قرىً فانزل، وإن أردت معونة أعنّاك. فقلت له: استأسر. فقال: من الطويل
عرضنا عليك النّزل منّا تكرمّاً ... فلم ترعوني جهلاً كفعل الأشائم
وجئت ببهتان وزور ودون ما ... تمنّيته بالبيض حزّ الحلاقم
ووثب إليّ وثبةً وهو يقول: " بسم الله الرحمن الرحيم "، فكأني مثلت تحته. قال: أأقتلك أم أخلّي عنك؟ قلت: بل خلّ عنّي. ثم إن نفسي حدّثتني بالمعاودة، فقلت: استأسر، ثكلتك أمّك. فقال: من الوافر
ببسم الله والرّحمن فزنا ... هنالك والرّحيم به قهرنا
وما يغني جلادة ذي حفاظ ... إذا يوماً لمعركة برزنا
ثم وثب إليّ وثبة فكأني مثلت تحته؛ فقال: أأقتلك أم أخلّي عنك؟ قلت: بل خلّ عنّي. فخلّى عنّي. فانطلقت غير بعيد ثم قلت في نفسي: يا عمرو، يقهرك مثل هذا الشّيخ! والله للموت خير لك من الحياة. فرجعت إليه، فقلت: استأسر، ثكلتك أمّك. فوثب إليّ وثبة وهو يقول: " بسم الله الرّحمن الرّحيم " فكأني مثلت تحته، فقال: أأقتلك أم أخلّي عنك؟ فقلت: بل خلّ عنّي. قال: هيهات! يا جارية ائتني بالمدية. فأتته بالمدية، فجزّ ناصيتي وكانت العرب إذا ظفرت برجل فجزّت ناصيته استعبدته فكنت معه أخدمه مدةً. ثم إنه قال لي: يا عمرو، أريد أن تركب معي إلى البرّيّة، فليس بي منك وجل، وإني ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم " لواثق. قال: فسرنا، حتى أتينا وادياً أشبا نشبا، مهولاً مغولاً؛ فنادى بأعلى صوته: " بسم الله الرّحمن الرّحيم " فلم يبق طير في وكره إلاّ طار؛ ثم أعاد الصّوت، فلم يبق
سبع في مربضه إلاّ هرب؛ ثم أعاد الصّوت، فإذا نحن بحبشيّ قد خرج علينا من الوادي كالنّخلة السّحوق. فقال لي: يا عمرو، إذا رأيتنا قد اتّحدنا فقل: غلبه صاحبي ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم ". قال: فلّما رأيتهما قد اتّحدا، قلت: غلبه صاحبي باللاّت والعزّى؛ فلم يصنع الشّيخ شيئاً. فرجع إليّ، وقال: قد علمت أنك خالفت قولي. قلت: أجل، ولست بعائد. فقال: إذا رأيتنا قد اتّحدنا فقل: غلبه صاحبي ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم ". قلت: أفعل. فلّما رأيتهما قد اتّحدا، قلت: غلبه صاحبي ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم ".قال: فاتّكأ عليه الشّيخ، فبعجه بسيفه، فانشقّ جوفه، فاستخرج منه شيئاً كهيئة القنديل الأسود، ثم قال: يا عمرو، هذا غشّه وغلّه؛ ثم قال: أتدري من تلك الجارية؟ قلت: لا. قال: تلك الفارغة بنت السّليل الجرهميّ، وكان أبو من خيار الجنّ، وهؤلاء أهلها وبنو عمّها، يغروني منهم كلّ عام رجل ينصرني الله عليه ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم "؛ ثم قال: لقد رأيت ما كان منّي إلى الحبشيّ، وقد غلب عليّ الجوع، فائتني بشيء آكله. فأقحمت فرسي البريّة، فما أصبت إلاّ بيض النّعام؛ فأتيته فوجدته نائماً، وإذا تحت رأسه شيء كهيئة الخشبة؛ فاستللته فإذا هو سيف عرضه شبر في سبعة أشبار؛ فضربت ساقيه ضربة أبنت السّاقين مع القدمين؛ فاستوى على فقار ظهره، وهو يقول: قاتلك الله ما أغدرك يا غدّار. قال عمر: ثم ماذا صنعت؟ قلت: فلم أزل أضربه بسيفه حتى قطّعته إرباً إرباً. قال: فوجم لذلك عمر ثم أنشأ يقول: من البسيط
بالغدر نلت أخا الإسلام عن كثب ... ما إن سمعت كذا في سالف العرب
والعجم تأنف ممّا جئته كرماً ... تبّاً لما جئته في السّيّد الأرب
إنّي لأعجب أنّى نلت قتلته؟ ... أم كيف جازاك عند الذّنب؟ لم تتب؟
قرم عفا عنك مرّات وقد علقت ... بالجسم منك يداه موضع العطب
لو كنت آخذ في الإسلام ما فعلوا ... في الجاهليّة أهل الشّرك والصّلب
إذا لنالتك من عدلي مشطّبة ... يدعى لذائقها بالويل والحرب
قال: ثم ماذا كان من حال الجارية؟ قلت: ثم إني أتيت الجارية، فلمّا رأتني قالت: ما فعل الشّيخ؟ قلت: قتله الحبشيّ، قالت: كذبت، بل قتلته أنت بغدرك. ثم أنشأت تقول: من الخفيف
عيني جودي للفارس المغوار ... ثم جودي بواكفات غزار
لا تملّي البكاء إذ خانك الدّه ... ر بوافي حقيقة صبّار
وتقيّ، وذي وقار، وحلم ... وعديل الفخار يوم الفخار
لهف نفسي على بقائك عمرو ... أسلمتك الأعمار للأقدار
ولعمري لو لم ترمه بغدر ... رمت ليثاً بصارم بتّار
فأحفظني قولها، فاستللت سيفي، ودخلت الخيمة لأقتلها، فلم أر في الخيمة أحداً. فاستقت الماشية، وجئت إلى أهلي.
عن صالح بن الوجيه، قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقيعة نهاوند، ولقي النّعمان بن عمرو مقرّن المشركين بنهاوند وهم يومئذ في جمع لا يوصف كثرةً وعدّةً وكراعاً، فاشتدّت الحرب بينهم حتى قتل النّعمان، ثم انهزم المشركون في آخر النّهار، وشهد عمرو بن معدي كرب نهاوند، فقاتل حتى كان الفتح، وأثبتته الجراح، فحمل، فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة، فقالت امرأته الجعفيّة ترثيه: من الطويل
لقد غادر الرّكبان حين تحمّلوا ... بروذة شخصاً لا جباناً ولا غمرا
فقل لزبيد بل لمذحج كلّها ... رزئتم أبا ثور قريعكم عمرا
وزاد في أخرى:
فإن تجزعوا لا يغن ذلك بعده ... ولكن سلوا الرّحمن يعقبكم أجرا
وحدّث من شهد موت عمرو بن معدي كرب، قال: وكانت مغازي العرب إذ ذاك إلى الرّيّ، فخرج حتى نزل روذة، ورقد، فلما أرادوا الرّحيل أيقظوه، فقام وقد مال شقّه، وذهب لسانه، فلم يلبث أن مات، فدفن بروذة.
ابن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد بن ربيعة بن سلمة ابن مازن بن ربيعة بن منبّه، وهو زبيد الأكبر بن صعب بن سعد العشيرة ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو ثور الزّبيديّ له وفادة على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شجاعاً من فرسان العرب المذكورين، روى عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً، روى عنه شراحيل بن القعقاع، وشهد اليرموك.
عن شراحيل بن القعقاع، قال: قال عمرو بن معدي كرب: الحمد لله، لقد كنّا من قريب إذا حججنا قلنا: لبّيك اللهم، لبّيك تعظيماً إليك عذراً، هذي زبيد قد أتتك قسراً، يقطعن خبّاً وجبالاً وعراً، قد تركوا الأنداد خلواً صفراً، يقطعن من بين غضىً وسمراً، ونحن اليوم نقول كما علّمنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لبّيك لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إن الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك ". وإن كنّا لنمنع النّاس أن يقفوا بعرفة وذاك في الجاهليّة وإن كان موقفهم ببطن محسّر عشيّة عرفة فرقاً من أن يخطفنا الجنّ؛ فقال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أجيزوا بطن عرنة فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم ".
عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشيّ، قال: وأمدّهم يعني أبا عبيدة بن الجرّاح بتسعة عشر رجلاً ممن شهد اليرموك، منهم عمرو بن معدي كرب، وذكر غيره، يعني يوم القادسيّة.
عن الهيثم بن عديّ، قال: قال ابن عبّاس: عمرو بن معدي كرب ذهبت عينه يوم اليرموك.
قال ابن سعد: وكان عمرو فارس العرب.
وقال محمد بن إسماعيل: كان بالمدينة، ثم كان بالعراق.
قال أبو نعيم: له الوقائع المذكورة في الجاهليّة، وأدرك الإسلام، فقدم على النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلّمه التّلبية، وله في الإسلام بالقادسيّة بلاء حسن حين بعثه عمر إلى سعد بن أبي وقاص، وكتب إليه أن يصدر عن مشورته في الحرب.
وكان لعمرو سيف يسمّيه الصّمصامة.
عن ابن إسحاق، قال: وقدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن معدي كرب في ناس من بني زبيد، فأسلم، وقد كان عمرو قال لقيس بن مكشوح المراديّ حين انتهى إليه أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا قيس، إنك سيّد قومك، وقد ذكر لنا أن رجلاً من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز، يقول إنه نبيّ، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيّاً كما يقول فلن يخفى علينا، وإذا لقيناه اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه؛ فأبى عليه قيس ذلك وسفّه رأيه. فركب عمرو حتى قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم وصدّق وآمن به؛ فلمّا بلغ ذلك قيساً أوعد عمراً، وتحطّم عليه، وقال: خالفني وترك رأيي. فقال عمرو في ذلك: من مجزوء الوافر
أمرتك يوم ذي صنعا ... ء أمراً بادياً رشده
أمرتك باتّقاء اللّ ... هـ والمعروف تتّعده
خرجت من المنى مثل ال ... حميّر غرّه وتده
تمنّاني على فرس ... عليه جالساً أسده
عليّ مفاضة كالنّه ... ي أخلص ماءه جدده
تردّ الرّمح منثني الس ... سنان عوائراً قصده
فلو لاقيتني للقي ... ت ليثاً فوقه لبده
تلاقي شنبثاً ششن ال ... براثن ناشراً كتده
يسامي القرن إن قرن ... تيّممه فيضطهده
رفيقاً بافتراس القر ... ن يرميه فيفتضده
فيدمغه فيحطمه ... فيأكله فيزدرده
ظلوم الشّرك فيما أح ... رزت أنيابه ويده
براثنه له وظب ... كثير حوله عدده
فأقام عمرو في قومه من بني زبيد وعليهم فروة بن مسيك، فلمّا توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتدّ عمرو بن معدي كرب، فقال حين ارتدّ: من الوافر
وجدنا ملك فروة شرّ ملك ... حمار ساف منخره بثفر
وكنت إذا رأيت أبا عمير ... ترى الحولاء من خبث وغدر
وقد قيل: إن عمراً لم يأت النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قال عمرو بن معدي كرب: من الخفيف
إنني بالنّبيّ موقنة نف ... سي وإن لم أر النّبيّ عيانا
سيّد العالمين طرّاً وأدنا ... هم إلى الله حيث كان مكانا
جاء بالناموس من لدن الل ... هـ وكان الأمين فيه المعانا
حكمة بعد حكمة وضياء ... فاهتدينا بنورها من عمانا
ورأينا السّبيل حين رأينا ... هـ جديداً بكرهنا ورضانا
وعبدنا الإله حقّاً وكنّا ... للجهلات نعبد الأوثانا
وائتلفنا به وكنّا عدوّاً ... ورجعنا به معاً إخوانا
فعليه السّلام والسّلم منّا ... حيث كنّا في البلاد وكانا
إن نكن لم نر النّبيّ فإنّا ... قد تبعنا سبيله إيمانا
وأسينا أن لا نكون رأينا ... هـ فقد أقرح الصّدور أسانا
لو رأيت النّبيّ ما لمت نفسي ... فيه بالعون حين كان استعانا
يوم أحد ولا غزاة حنين ... يوم ساقت هوازن غطفانا
ويرى أن في زبيد صلاحاً ... وضراباً من دونه وطعاناً
وتراني من دونه لا أبالي ... فيه وقع السّيوف والمرّانا
لوقيت النّبيّ بالنّفس منّي ... ولعانقت دونه الأقرانا
ويصلّي عليّ حيّاً شهيداً ... أو أروّي من النّجيع السّنانا
عن نيار بن مكرم الأسلميّ، قال: شهدت القادسيّة، فنزلنا يوماً اشتدّ فيه القتال بيننا وبين الفرس، فرأيت رجلاً يفعل بالعدوّ يومئذ الأفاعيل. قلت: من هذا جزاه الله خيراً؟ قيل: عمرو بن معدي كرب.
قال ابن إسحاق: فلمّا فتح الله للمسلمين يوم القادسيّة على عدوّهم، وأصابوا عسكرهم وما فيه، أقبل سعد على النّاس يقسم بينهم الأموال ويعطيهم على قدر ما قرؤوا من القرآن، فأراد التّقصير ببشر بن ربيعة الخثعميّ ويزيد بن جحفة التّميميّ، وكانوا أشدّ أهل العسكر، ولم يكونوا بلغوا في القرآن، فأبوا أن يأخذوا قسمته، إلاّ أن يفضّلهم على النّاس، فقال عمرو بن معدي كرب: من الوافر
أمن ليلى تسرّى بعد هدء ... خيال هاج للقلب ادّكارا
يذكّرني الشّباب وأمّ عمرو ... وشامات المرابع والدّيارا
وحيّا من بني صعب بن سعد ... سقوا الأرصاد والدّيم الغزارا
ألا أبلغ أمير القوم سعداً ... فقد كذبت أليّته وجارا
وحرّق نابه ظلماً وجهلاً ... عليّ فقد أتى ذمّاً وعارا
هبلت لقد نسيت جلاد عمرو ... وأنت كخامع تلج الوجارا
أطاعن دونك الأعداء شزراً ... وأغشى البيض والأسل الحرارا
بباب القادسيّة مستميتاً ... كليث أريكة يأبى الفرارا
أكرّ عليهم مهري وأحمي ... إذا كرهوا الحقائق والذّمارا
جزاك الله في جنبي عقوقاً ... وبعد الموت زقّوماً ونارا
فلمّا بلغه قوله أرسل إليه فأعطاه، وفضّله فأرضاه.
قال أبو عبيدة: إن عمرو بن معدي كرب حمل يوم القادسيّة على مرزبان وهو يرى أنه رستم، فقتله، فقال في ذلك: من السريع
ألم بسلمى قبل أن تظعنا ... إنّ لسلمى عندنا ديدنا
قد علمت سلمى وأشياعها ... ما قطّر الفارس إلاّ أنا
شككت بالرّمح حيازيمه ... فالخيل تعدو رهباً بيننا
قال الشعبيّ: إن الأعاجم كانوا يومئذ يعني يوم القادسيّة مئة ألف وعشرين ألفاً، معهم ثلاثون فيلاً، مع كلّ فيل أربعة آلاف؛ فقال سعد بن أبي وقّاص لعمرو بن معدي كرب الزّبيدي ولقيس بن مكشوح المرادي ولطلحة بن خويلد الأسديّ: إنكم شواحطنا، فسيروا في النّاس فحرّضوهم. فقام عمرو بن معدي كرب فقال: أيّها النّاس، كونوا أشدّ حذراً إذا برز إلى أحدكم قرنه، فلا يكله إلى غيره، إن هؤلاء معشر الأعاجم إذا لقي أحدهم قرنه فهو تيس؛
فبينما هو يحرّضهم ويرتجز ويقول: من الرجز
أنا أبو ثور وسيفي ذو النّون ... أضربهم ضرب غلام مجنون
يال زبيد إنّهم يموتون
إذ جاءته نشّابة أصابت قربوسه، فحمل على صاحبها، فأخذه أخذ الجارية، فوضعه بين الصّفّين، ثم احتزّ رأسه، وقال: اصنعوا هكذا! قال عمرو بن معدي كرب: كانت خيل المسلمين تنفر من الفيلة يوم القادسيّة، وخيل الفرس لا تنفر؛ فأمرت رجلاً فتّرس عنّي، ثم دنوت من الفيل فضربت خطمه، فقطعته، فنفر ونفرت الفيلة، فحطمت العسكر، وألحّ المسلمون عليهم حتى انهزموا.
قال عنه العجليّ: كوفيّ، تابعيّ، ثقة.
عن الشّعبيّ، عن رجل، قال: كنت في مجلس عمر بن الخطّاب، وعنده جماعة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتذاكرون فضائل القرآن؛ فقال بعضهم: خواتيم سورة النّحل، وقال بعضهم: سورة " يس "، وقال عليّ بن أبي طالب: فأين أنتم عن فضيلة آية الكرسيّ، أما إنّها خمسون كلمة، في كلّ سبعون بركةً. وفي القوم عمرو بن معدي كرب لا يحير جواباً، فقال: فأين أنتم عن " بسم الله الرّحمن الرّحيم "؟.
فقال له عمر: حدّثنا يا أبا ثور. فقال: بينما أنا في الجاهليّة إذ أجهدني الجوع، فأقحمت فرسي البرّيّة فما أصبت إلاّ بيض النّعام، فبينما أنا أسير إذا أنا بشيخ عربيّ في خيمة وإلى جانبه جارية كأنها شمس طالعة، ومعه غنيمات له؛ فقلت له: استأسر،
ثكلتك أمّك. فرفع رأسه إليّ، وقال: يا فتى، إن أردت قرىً فانزل، وإن أردت معونة أعنّاك. فقلت له: استأسر. فقال: من الطويل
عرضنا عليك النّزل منّا تكرمّاً ... فلم ترعوني جهلاً كفعل الأشائم
وجئت ببهتان وزور ودون ما ... تمنّيته بالبيض حزّ الحلاقم
ووثب إليّ وثبةً وهو يقول: " بسم الله الرحمن الرحيم "، فكأني مثلت تحته. قال: أأقتلك أم أخلّي عنك؟ قلت: بل خلّ عنّي. ثم إن نفسي حدّثتني بالمعاودة، فقلت: استأسر، ثكلتك أمّك. فقال: من الوافر
ببسم الله والرّحمن فزنا ... هنالك والرّحيم به قهرنا
وما يغني جلادة ذي حفاظ ... إذا يوماً لمعركة برزنا
ثم وثب إليّ وثبة فكأني مثلت تحته؛ فقال: أأقتلك أم أخلّي عنك؟ قلت: بل خلّ عنّي. فخلّى عنّي. فانطلقت غير بعيد ثم قلت في نفسي: يا عمرو، يقهرك مثل هذا الشّيخ! والله للموت خير لك من الحياة. فرجعت إليه، فقلت: استأسر، ثكلتك أمّك. فوثب إليّ وثبة وهو يقول: " بسم الله الرّحمن الرّحيم " فكأني مثلت تحته، فقال: أأقتلك أم أخلّي عنك؟ فقلت: بل خلّ عنّي. قال: هيهات! يا جارية ائتني بالمدية. فأتته بالمدية، فجزّ ناصيتي وكانت العرب إذا ظفرت برجل فجزّت ناصيته استعبدته فكنت معه أخدمه مدةً. ثم إنه قال لي: يا عمرو، أريد أن تركب معي إلى البرّيّة، فليس بي منك وجل، وإني ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم " لواثق. قال: فسرنا، حتى أتينا وادياً أشبا نشبا، مهولاً مغولاً؛ فنادى بأعلى صوته: " بسم الله الرّحمن الرّحيم " فلم يبق طير في وكره إلاّ طار؛ ثم أعاد الصّوت، فلم يبق
سبع في مربضه إلاّ هرب؛ ثم أعاد الصّوت، فإذا نحن بحبشيّ قد خرج علينا من الوادي كالنّخلة السّحوق. فقال لي: يا عمرو، إذا رأيتنا قد اتّحدنا فقل: غلبه صاحبي ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم ". قال: فلّما رأيتهما قد اتّحدا، قلت: غلبه صاحبي باللاّت والعزّى؛ فلم يصنع الشّيخ شيئاً. فرجع إليّ، وقال: قد علمت أنك خالفت قولي. قلت: أجل، ولست بعائد. فقال: إذا رأيتنا قد اتّحدنا فقل: غلبه صاحبي ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم ". قلت: أفعل. فلّما رأيتهما قد اتّحدا، قلت: غلبه صاحبي ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم ".قال: فاتّكأ عليه الشّيخ، فبعجه بسيفه، فانشقّ جوفه، فاستخرج منه شيئاً كهيئة القنديل الأسود، ثم قال: يا عمرو، هذا غشّه وغلّه؛ ثم قال: أتدري من تلك الجارية؟ قلت: لا. قال: تلك الفارغة بنت السّليل الجرهميّ، وكان أبو من خيار الجنّ، وهؤلاء أهلها وبنو عمّها، يغروني منهم كلّ عام رجل ينصرني الله عليه ب " بسم الله الرّحمن الرّحيم "؛ ثم قال: لقد رأيت ما كان منّي إلى الحبشيّ، وقد غلب عليّ الجوع، فائتني بشيء آكله. فأقحمت فرسي البريّة، فما أصبت إلاّ بيض النّعام؛ فأتيته فوجدته نائماً، وإذا تحت رأسه شيء كهيئة الخشبة؛ فاستللته فإذا هو سيف عرضه شبر في سبعة أشبار؛ فضربت ساقيه ضربة أبنت السّاقين مع القدمين؛ فاستوى على فقار ظهره، وهو يقول: قاتلك الله ما أغدرك يا غدّار. قال عمر: ثم ماذا صنعت؟ قلت: فلم أزل أضربه بسيفه حتى قطّعته إرباً إرباً. قال: فوجم لذلك عمر ثم أنشأ يقول: من البسيط
بالغدر نلت أخا الإسلام عن كثب ... ما إن سمعت كذا في سالف العرب
والعجم تأنف ممّا جئته كرماً ... تبّاً لما جئته في السّيّد الأرب
إنّي لأعجب أنّى نلت قتلته؟ ... أم كيف جازاك عند الذّنب؟ لم تتب؟
قرم عفا عنك مرّات وقد علقت ... بالجسم منك يداه موضع العطب
لو كنت آخذ في الإسلام ما فعلوا ... في الجاهليّة أهل الشّرك والصّلب
إذا لنالتك من عدلي مشطّبة ... يدعى لذائقها بالويل والحرب
قال: ثم ماذا كان من حال الجارية؟ قلت: ثم إني أتيت الجارية، فلمّا رأتني قالت: ما فعل الشّيخ؟ قلت: قتله الحبشيّ، قالت: كذبت، بل قتلته أنت بغدرك. ثم أنشأت تقول: من الخفيف
عيني جودي للفارس المغوار ... ثم جودي بواكفات غزار
لا تملّي البكاء إذ خانك الدّه ... ر بوافي حقيقة صبّار
وتقيّ، وذي وقار، وحلم ... وعديل الفخار يوم الفخار
لهف نفسي على بقائك عمرو ... أسلمتك الأعمار للأقدار
ولعمري لو لم ترمه بغدر ... رمت ليثاً بصارم بتّار
فأحفظني قولها، فاستللت سيفي، ودخلت الخيمة لأقتلها، فلم أر في الخيمة أحداً. فاستقت الماشية، وجئت إلى أهلي.
عن صالح بن الوجيه، قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقيعة نهاوند، ولقي النّعمان بن عمرو مقرّن المشركين بنهاوند وهم يومئذ في جمع لا يوصف كثرةً وعدّةً وكراعاً، فاشتدّت الحرب بينهم حتى قتل النّعمان، ثم انهزم المشركون في آخر النّهار، وشهد عمرو بن معدي كرب نهاوند، فقاتل حتى كان الفتح، وأثبتته الجراح، فحمل، فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة، فقالت امرأته الجعفيّة ترثيه: من الطويل
لقد غادر الرّكبان حين تحمّلوا ... بروذة شخصاً لا جباناً ولا غمرا
فقل لزبيد بل لمذحج كلّها ... رزئتم أبا ثور قريعكم عمرا
وزاد في أخرى:
فإن تجزعوا لا يغن ذلك بعده ... ولكن سلوا الرّحمن يعقبكم أجرا
وحدّث من شهد موت عمرو بن معدي كرب، قال: وكانت مغازي العرب إذ ذاك إلى الرّيّ، فخرج حتى نزل روذة، ورقد، فلما أرادوا الرّحيل أيقظوه، فقام وقد مال شقّه، وذهب لسانه، فلم يلبث أن مات، فدفن بروذة.
عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ
- عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ. وهو أبو ميسرة الهمداني ثم الوادعي. روى عن عمر وعلي وعبد الله. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي وادعة. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ مَا تقول في الخنس الْجَوارِ الْكُنَّسِ؟ قَالَ قُلْتُ: لا أَعْلَمُهَا إِلا بَقَرَ الْوَحْشِ. قَالَ: وَأَنَا لا أَعْلَمُ فِيهَا إِلا ما قلت. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ تَصَدَّقَ مِنْهُ فَإِذَا جَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَعَدُّوهُ وَجَدُوهُ سَوَاءً. فَقَالَ لِبَنِي أَخِيهِ: أَلا تَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا؟ فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لا يَنْقُصُ لَفَعَلْنَا. قَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: إِنِّي لَسْتُ أَشْتَرِطُ هَذَا عَلَى رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ هَمْدَانَيًّا قَطُّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ مِنْ عمرو بن شرحبيل. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: مَا اشْتَمَلَتْ هَمْدَانِيَّةٌ عَلَى مِثْلِ أَبِي مَيْسَرَةَ. فَقِيلَ لَهُ: وَلا مَسْرُوقٍ؟ فَقَالَ: وَلا مَسْرُوقٍ. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلا يَرْضَعُ شَاةً. أَوْ مِنْ شَاةٍ. فَسَخِرْتُ مِنْهُ لَخِفْتُ أن أفعل مثل ما فعل. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ رَأَى لأَبِي مَيْسَرَةَ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً لَهَا أَزْرَارٌ طِوَالٌ مِنْ دِيبَاجٍ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: لا يُذْكَرُ اللَّهُ إِلا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عن أبي إسحاق أن أبا ميسرة كان يطعم بعد ما يُصَلِّي. يَعْنِي زَكَاةَ الْفِطْرِ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ يُطْعِمُ صَاعًا لا يخرم عن ذلك. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا مَيْسَرَةَ أَوْصَى امْرَأَتَهُ قَالَ: إِنْ وَلَدْتِ غُلامًا فَسَمِّيهِ الرَّهِينَ وَإِنْ وَلَدْتِ جَارِيَةً فَسَمِّيهَا أُمَّ الرَّهِينِ. فولدت جارية فسمتها أم الرهين. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا يَحْبِسُكَ عِنْدَ الإِقَامَةِ؟ قال: إني أوتر. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ: لا تُؤْذِنُوا بِجِنَازَتِي أَحَدًا كَدُعَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَلا تُطِيلُوا جَدَثِي. وَاجْعَلُوا عَلَى لَحْدِي طُنَّ قَصَبٍ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يُحِبُّونَ ذلك. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُجْعَلَ عَلَى لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ. قَالَ فَضَمُّوا أَرْبَعَةَ حَرَادِيِّ بَعْضَهَا إِلَى بعض فجعلوها على لحده. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَمَرَ أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يَجْعَلُوا فِي لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ أَوْ حَرَادِيِّ وَقَالَ: يَطِيبُ بِنَفْسِي أَنِّي لَمْ أترك علي دينا ولم أترك ولدا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: حدثنا عاصم بن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: إِنِّي ليَسِيرُ لِلْمَوْتِ الآنَ. أَظُنُّهُ قَالَ: وَمَا بِي إِلا هَوْلُ الْمُطَّلَعِ. مَا أَدَعُ مَالا وَمَا أَدَعُ عَلَيَّ مِنْ دَيْنٍ وَمَا أَدَعُ مِنْ عِيَالٍ يُهِمُّونِي مِنْ بَعْدِي. فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَنْعَوْنِي إِلَى أَحَدٍ. وَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ. وَأَلْقُوا عَلَى لَحْدِي مِنَ الْقَصَبِ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يَسْتَحِبُّونَ ذَلِكَ. وَلا تَرْفَعُوا جَدَثِي فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يكرهون ذلك. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ قَالَ: لا تُطِيلُوا جَدَثِي. يَعْنِي الْقَبْرَ. فإن المهاجرين كانوا يكرهون ذلك. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الأَرْقَمَ: لا تُؤْذِنْ بِي أَحَدًا مِنَ النَّاسِ وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامُهُمْ. وَأَسْرِعْ بِجِنَازَتِي الْمَشْيَ وَلا تَجْعَلْ عَلَى لحدي إلا طن قصب. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الأَرْقَمَ قَالَ: مَا أُرَانِي إِلا مَقْبُوضًا مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَأَخْرِجُونِي وَلا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا فَإِنَّهَا الْجَاهِلِيَّةُ. أَوْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى مِثْلَهُ. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَكَذَلِكَ قَالَ عَلْقَمَةُ لِلأَسْوَدِ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ. قَالَ لَهُمَا: ذَكِّرُونِي لا إله إلا الله عند الموت. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ أَنَّهُ أَوْصَى لَمَّا مَاتَ أَنْ لا يؤذن بجنازته أحد. وبذلك وصى علقمة. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ أَوْصَى أَخَاهُ أَنْ لا يُؤَذِنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا. وبذلك أوصى علقمة. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عن أبي معمر قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو مَيْسَرَةَ قَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ: امْشُوا خَلْفَ أَبِي مَيْسَرَةَ فَإِنَّهُ كان يحب أن يمشي خلف الجنازة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا راكبا في جنازة أبي ميسرة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ فِي جَنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ آخِذًا بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ حَتَّى أُخْرِجَ. ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ. فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى أتى القبرة. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو مَيْسَرَةَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زياد.
- عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ. وهو أبو ميسرة الهمداني ثم الوادعي. روى عن عمر وعلي وعبد الله. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي وادعة. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ مَا تقول في الخنس الْجَوارِ الْكُنَّسِ؟ قَالَ قُلْتُ: لا أَعْلَمُهَا إِلا بَقَرَ الْوَحْشِ. قَالَ: وَأَنَا لا أَعْلَمُ فِيهَا إِلا ما قلت. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ تَصَدَّقَ مِنْهُ فَإِذَا جَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَعَدُّوهُ وَجَدُوهُ سَوَاءً. فَقَالَ لِبَنِي أَخِيهِ: أَلا تَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا؟ فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لا يَنْقُصُ لَفَعَلْنَا. قَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: إِنِّي لَسْتُ أَشْتَرِطُ هَذَا عَلَى رَبِّي. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ هَمْدَانَيًّا قَطُّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ مِنْ عمرو بن شرحبيل. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: مَا اشْتَمَلَتْ هَمْدَانِيَّةٌ عَلَى مِثْلِ أَبِي مَيْسَرَةَ. فَقِيلَ لَهُ: وَلا مَسْرُوقٍ؟ فَقَالَ: وَلا مَسْرُوقٍ. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلا يَرْضَعُ شَاةً. أَوْ مِنْ شَاةٍ. فَسَخِرْتُ مِنْهُ لَخِفْتُ أن أفعل مثل ما فعل. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ رَأَى لأَبِي مَيْسَرَةَ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً لَهَا أَزْرَارٌ طِوَالٌ مِنْ دِيبَاجٍ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: لا يُذْكَرُ اللَّهُ إِلا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عن أبي إسحاق أن أبا ميسرة كان يطعم بعد ما يُصَلِّي. يَعْنِي زَكَاةَ الْفِطْرِ. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ يُطْعِمُ صَاعًا لا يخرم عن ذلك. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ أَبَا مَيْسَرَةَ أَوْصَى امْرَأَتَهُ قَالَ: إِنْ وَلَدْتِ غُلامًا فَسَمِّيهِ الرَّهِينَ وَإِنْ وَلَدْتِ جَارِيَةً فَسَمِّيهَا أُمَّ الرَّهِينِ. فولدت جارية فسمتها أم الرهين. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا يَحْبِسُكَ عِنْدَ الإِقَامَةِ؟ قال: إني أوتر. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ: لا تُؤْذِنُوا بِجِنَازَتِي أَحَدًا كَدُعَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَلا تُطِيلُوا جَدَثِي. وَاجْعَلُوا عَلَى لَحْدِي طُنَّ قَصَبٍ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يُحِبُّونَ ذلك. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُجْعَلَ عَلَى لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ. قَالَ فَضَمُّوا أَرْبَعَةَ حَرَادِيِّ بَعْضَهَا إِلَى بعض فجعلوها على لحده. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَمَرَ أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يَجْعَلُوا فِي لَحْدِهِ طُنُّ قَصَبٍ أَوْ حَرَادِيِّ وَقَالَ: يَطِيبُ بِنَفْسِي أَنِّي لَمْ أترك علي دينا ولم أترك ولدا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد قال: حدثنا عاصم بن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: إِنِّي ليَسِيرُ لِلْمَوْتِ الآنَ. أَظُنُّهُ قَالَ: وَمَا بِي إِلا هَوْلُ الْمُطَّلَعِ. مَا أَدَعُ مَالا وَمَا أَدَعُ عَلَيَّ مِنْ دَيْنٍ وَمَا أَدَعُ مِنْ عِيَالٍ يُهِمُّونِي مِنْ بَعْدِي. فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَنْعَوْنِي إِلَى أَحَدٍ. وَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ. وَأَلْقُوا عَلَى لَحْدِي مِنَ الْقَصَبِ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يَسْتَحِبُّونَ ذَلِكَ. وَلا تَرْفَعُوا جَدَثِي فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمُهَاجِرِينَ يكرهون ذلك. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ قَالَ: لا تُطِيلُوا جَدَثِي. يَعْنِي الْقَبْرَ. فإن المهاجرين كانوا يكرهون ذلك. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الأَرْقَمَ: لا تُؤْذِنْ بِي أَحَدًا مِنَ النَّاسِ وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ شُرَيْحٌ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامُهُمْ. وَأَسْرِعْ بِجِنَازَتِي الْمَشْيَ وَلا تَجْعَلْ عَلَى لحدي إلا طن قصب. قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَخَاهُ الأَرْقَمَ قَالَ: مَا أُرَانِي إِلا مَقْبُوضًا مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَأَخْرِجُونِي وَلا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا فَإِنَّهَا الْجَاهِلِيَّةُ. أَوْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى مِثْلَهُ. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَكَذَلِكَ قَالَ عَلْقَمَةُ لِلأَسْوَدِ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ. قَالَ لَهُمَا: ذَكِّرُونِي لا إله إلا الله عند الموت. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ أَنَّهُ أَوْصَى لَمَّا مَاتَ أَنْ لا يؤذن بجنازته أحد. وبذلك وصى علقمة. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ أَوْصَى أَخَاهُ أَنْ لا يُؤَذِنَ بِجَنَازَتِهِ أَحَدًا. وبذلك أوصى علقمة. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عن أبي معمر قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو مَيْسَرَةَ قَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ: امْشُوا خَلْفَ أَبِي مَيْسَرَةَ فَإِنَّهُ كان يحب أن يمشي خلف الجنازة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ شُرَيْحًا راكبا في جنازة أبي ميسرة. قال: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ فِي جَنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ آخِذًا بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ حَتَّى أُخْرِجَ. ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ. فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى أتى القبرة. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. قَالُوا: وَتُوُفِّيَ أَبُو مَيْسَرَةَ بِالْكُوفَةِ فِي وِلايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زياد.
- وعمرو بن شرحبيل. يكنى أبا ميسرة, مات في ولاية ابن زياد سنة إحدى أو اثنتين وستين.
عمرو بْن شرحبيل لَهُ صحبة
لا أقف على نسبه، وليس هو عمرو ابن شرحبيل الهمداني أَبُو ميسرة صاحب ابْن مَسْعُود.
لا أقف على نسبه، وليس هو عمرو ابن شرحبيل الهمداني أَبُو ميسرة صاحب ابْن مَسْعُود.
عمرو بن شرحبيل، عن رجل من الصحابة
ع: عمرو بن شرحبيل عن رجل من الصحابة.
(2155) أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة الفقيه، بإسناده عن أبي عبد الرحمن النسائي، حدثنا إسحاق بن منصور وعمرو بن علي، عن عبد الرحمن: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم
ع: عمرو بن شرحبيل عن رجل من الصحابة.
(2155) أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة الفقيه، بإسناده عن أبي عبد الرحمن النسائي، حدثنا إسحاق بن منصور وعمرو بن علي، عن عبد الرحمن: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم
عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عُمَارَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَقَدْ مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ» رَوَاهُ الْمُتَأَخِّرُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَأَسْقَطَ سُفْيَانَ وَرَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ فِي آخَرِينَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عُمَارَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَقَدْ مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ» رَوَاهُ الْمُتَأَخِّرُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَأَسْقَطَ سُفْيَانَ وَرَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ فِي آخَرِينَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، مِثْلَهُ
عمرو بن شرحبيل
ب س: عَمْرو بْن شرحبيل قَالَ أَبُو عُمَر: لَهُ صحبة، لا أقف عَلَى نسبه، وليس هُوَ عَمْرو بْن شرحبيل الهمداني أَبُو ميسرة، صاحب ابْن مَسْعُود.
وقَالَ أَبُو مُوسَى رَوَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ صَامَ الدَّهْرَ؟ ".
قَالَ: وقَالَ أَبُو زكريا: عَمْرو بْن شرحبيل، روى عَنْهُ أَبُو عطية الوادعي، واسمه مَالِك بْن عَامِر، قاله الْأَعْمَش، وهذان كأنهما واحد، وهو تابعي، قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1291) أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ، يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ: سَلْ هَذَا: لِمَ قَتَلَنِي؟ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ يَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا: لِمَ قَتَلَنِي؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ لَهُ، بُؤْ بِذَنْبِهِ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
ب س: عَمْرو بْن شرحبيل قَالَ أَبُو عُمَر: لَهُ صحبة، لا أقف عَلَى نسبه، وليس هُوَ عَمْرو بْن شرحبيل الهمداني أَبُو ميسرة، صاحب ابْن مَسْعُود.
وقَالَ أَبُو مُوسَى رَوَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ صَامَ الدَّهْرَ؟ ".
قَالَ: وقَالَ أَبُو زكريا: عَمْرو بْن شرحبيل، روى عَنْهُ أَبُو عطية الوادعي، واسمه مَالِك بْن عَامِر، قاله الْأَعْمَش، وهذان كأنهما واحد، وهو تابعي، قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1291) أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ، يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ: سَلْ هَذَا: لِمَ قَتَلَنِي؟ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ يَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا: لِمَ قَتَلَنِي؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ لَهُ، بُؤْ بِذَنْبِهِ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
عمرو بن شعيب بن محمد
ابن عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم أبو عبد الله، ويقال: أبو إبراهيم، القرشيّ السّهميّ روى عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو: عن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يحضر الجمعة ثلاثة؛ فرجل حضرها بلغو فهو حظّه منها؛ ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه؛ ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخطّ رقبة مسلم، ولم يؤذ أحداً، فهي كفّارة له إلى التي تليها وزيادة ثلاثة أيّام، ذلكم بأن الله يقول: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
وعن أبيه، عن جدّه، قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في كم تقطع اليد؟ قال: " لا تقطع في ثمر معلّق، فإذا ضمّه الجرين قطعت في ثمن المجنّ، ولا تقطع في حريسة الجبل فإذا آواها المراح قطعت في ثمن المجنّ ". وسئل عن ضوالّ الغنم، قال: " لك أو لأخيك أو للذّئب زاد عبد الله: خذها ".
وسئل عن ضوالّ الإبل، فقال: " معها الحذاء والسّقاء، دعها حتى يجدها ربّها ". وسئل عن اللّقطة، فقال: " ما كان في طريق مائيّ أو في قرية عامرة فعرّفها سنةً، فإن جاء صاحبها وإلاّ فلك، وما لم يكن في طريق مائي ولا في قرية عامرة ففيه وفي الرّكاز الخمس ". وبه، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نتف الشّيب.
وعن أبيه، عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً وهب هبة فرجع فيها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذا مثل الكلب الذي يأكل، حتى إذا شبع قاء ما في بطنه، ثم رجع إليه فأكله ".
قال ابن أبي حاتم: سكن مكة، وكان يخرج إلى الطّائف إلى ضيعة له.
عن رجاء بن أبي سلمة، قال: سمعت عمرو بن شعيب بمكة يقول: لا نفل بعد النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال سليمان بن موسى: أشغلك أكل الزّبيب بالطّائف؛ حدّثنا مكحول، عن زيادة بن جارية اللّخميّ، عن حبيب بن مسلمة الفهريّ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفّل في البدأة الرّبع بعد الخمس، وفي الرّجعة الثّلث بعد الخمس.
قال المصنّف: وليس في هذا الحديث حجّة على رد قول عمرو فإنه لم ينكر أن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفّل،
ويستدل عليه سليمان بهذا وهو يقّر بأن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفّل؛ فلو كان في الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بذلك بعده حجّةً عليه.
عن الأوزاعيّ، قال: ما رأيت قرشيّاً أكمل من عمرو بن شعيب.
قال خليفة: وفي سنة ثمان عشرة ومئة مات عمرو بن شعيب. وزاده غيره: بالطّائف.
ابن عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم أبو عبد الله، ويقال: أبو إبراهيم، القرشيّ السّهميّ روى عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو: عن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يحضر الجمعة ثلاثة؛ فرجل حضرها بلغو فهو حظّه منها؛ ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه؛ ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخطّ رقبة مسلم، ولم يؤذ أحداً، فهي كفّارة له إلى التي تليها وزيادة ثلاثة أيّام، ذلكم بأن الله يقول: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
وعن أبيه، عن جدّه، قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في كم تقطع اليد؟ قال: " لا تقطع في ثمر معلّق، فإذا ضمّه الجرين قطعت في ثمن المجنّ، ولا تقطع في حريسة الجبل فإذا آواها المراح قطعت في ثمن المجنّ ". وسئل عن ضوالّ الغنم، قال: " لك أو لأخيك أو للذّئب زاد عبد الله: خذها ".
وسئل عن ضوالّ الإبل، فقال: " معها الحذاء والسّقاء، دعها حتى يجدها ربّها ". وسئل عن اللّقطة، فقال: " ما كان في طريق مائيّ أو في قرية عامرة فعرّفها سنةً، فإن جاء صاحبها وإلاّ فلك، وما لم يكن في طريق مائي ولا في قرية عامرة ففيه وفي الرّكاز الخمس ". وبه، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نتف الشّيب.
وعن أبيه، عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً وهب هبة فرجع فيها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذا مثل الكلب الذي يأكل، حتى إذا شبع قاء ما في بطنه، ثم رجع إليه فأكله ".
قال ابن أبي حاتم: سكن مكة، وكان يخرج إلى الطّائف إلى ضيعة له.
عن رجاء بن أبي سلمة، قال: سمعت عمرو بن شعيب بمكة يقول: لا نفل بعد النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال سليمان بن موسى: أشغلك أكل الزّبيب بالطّائف؛ حدّثنا مكحول، عن زيادة بن جارية اللّخميّ، عن حبيب بن مسلمة الفهريّ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفّل في البدأة الرّبع بعد الخمس، وفي الرّجعة الثّلث بعد الخمس.
قال المصنّف: وليس في هذا الحديث حجّة على رد قول عمرو فإنه لم ينكر أن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفّل،
ويستدل عليه سليمان بهذا وهو يقّر بأن النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفّل؛ فلو كان في الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بذلك بعده حجّةً عليه.
عن الأوزاعيّ، قال: ما رأيت قرشيّاً أكمل من عمرو بن شعيب.
قال خليفة: وفي سنة ثمان عشرة ومئة مات عمرو بن شعيب. وزاده غيره: بالطّائف.
- عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. مات سنة ثماني عشرة ومائة.
عَمْرو بن شُعَيْب أَبُو إِبْرَاهِيم السَّهْمِي الْقرشِي سمع أَبَاهُ وَسَعِيد بن الْمسيب وطاوسا وروى عَنهُ عبد الْوَارِث وَابْن جريج وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَالزهْرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد ثَنَا أَحْمد قَالَ سَمِعت مُعْتَمِرًا قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء كَانَ قَتَادَة وَعَمْرو بن شُعَيْب لَا يعاب عَلَيْهِمَا بِشَيْء إِلَّا أَنَّهُمَا كَانَا لَا يسمعان شَيْئا إِلَّا حَدثا بِهِ
عَمْرو بْن شعيب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص أَبُو إِبْرَاهِيم السهمي الْقُرَشِيّ،
سَمِعَ أباه وسَعِيد بْن المسيب وطاوسا، روى عَنْهُ أيوب وابْن جُرَيْج وعطاء بْن أَبِي رباح والزُّهْرِيّ والحكم ويحيى بْن سَعِيد وَعَمْرو بْن دينار 4، قَالَ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان سمعت معتمرا قَالَ أَبُو عَمْرو بْن العلاء: كَانَ قتادة وعمرو بن شعيب لايعاب عليهما 5 شئ الا انهما كانا لا يسَمِعَان شيئا إلا حدثا بِهِ، ورأيت احمد
ابن حنبل وعلى بن عبد الله والحميد 1 وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم يحتجون بحديث عَمْرو بْن شعيب عَنْ أَبِيهِ.
سَمِعَ أباه وسَعِيد بْن المسيب وطاوسا، روى عَنْهُ أيوب وابْن جُرَيْج وعطاء بْن أَبِي رباح والزُّهْرِيّ والحكم ويحيى بْن سَعِيد وَعَمْرو بْن دينار 4، قَالَ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان سمعت معتمرا قَالَ أَبُو عَمْرو بْن العلاء: كَانَ قتادة وعمرو بن شعيب لايعاب عليهما 5 شئ الا انهما كانا لا يسَمِعَان شيئا إلا حدثا بِهِ، ورأيت احمد
ابن حنبل وعلى بن عبد الله والحميد 1 وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم يحتجون بحديث عَمْرو بْن شعيب عَنْ أَبِيهِ.
عَمْرُو بنُ اللَّيْثِ الصَّفَّارُ
قِيْلَ: كَانَ ضرَّاباً فِي الصُّفْر.
وَقِيْلَ: بَلْ مكَارِي حمير، فَآل بِهِ الحَال إِلَى السّلطنَة.
تَمَلَّكَ بَعْد أَخِيْهِ، وَأَحسن السيَاسَة، وَعدلَ، وَعظُمَتْ دُوله، وَأَطَاع الخَلِيْفَةَ.
كَانَ يُنْفِقُ كُلّ ثَلاَثَة أَشْهُر فِي جَيْشِهِ، فَيحضر بِنَفْسِهِ عِنْد عَارض الجَيْش، وَالأَمْوَال كُدوس، فَأَوّلُ مَا يُنَادِي النَّقيب عَمْرو بن اللَّيْثِ، فيُقَدِّم فرسَه إِلَى العَارض بعدَّتهَا، فيتفقدهَا، ثُمَّ يزنُ لَهُ ثَلاَث مائَة دِرْهَمٍ، وَيضعُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فيضعهَا فِي خُفِّه، وَيَقُوْلُ: الْحَمد الله الَّذِي وَفَّقنِي لطَاعَةِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، حَتَّى اسْتوجَبْتُ العَطَاء.
فَيَكُوْن لمَنْ يقلِّعه خفّه.
ثُمَّ يُدعَى بَعْدَهُ بِالأُمَرَاء وَبِخُيُولِهِم وَعُددهم، فَمَنْ أَخلَّ بِشَيْءٍ، مُنع رِزْقُهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ فِي خدمَة زَوجته أَلف وَسَبْع مائَة جَارِيَة.
ثُمَّ بَغَى عَمْرٌو عَلَى وَالِي سَمَرْقَنْد إِسْمَاعِيْل بن أَحْمَدَ بنِ أَسَد، وَقصدهُ، فَخضع لَهُ، وَقَالَ: أَنَا فِي ثغرٍ قَدْ قَنعت بِهِ، وَأَنْت مَعَكَ الدُّنْيَا، فدعْنِي، فَمَا تَركه، فَبَادر إِسْمَاعِيْل فِي الشِّتَاء، وَدَهَمَ عَمْراً، فَخَارت قوَاهُ، وَشرع فِي الهَزِيْمَة، فَأَسروهُ.
قَالَ نِفْطَوَيْه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ: أَنَّ السَّبَب فِي انهزَام عَمْرٍو مِنْ بلْخ أَنَّ أَهلهَا مَلُّوا مِنْ جُنْده وَمِن ظلمهِم، وَأَقبلَ إِسْمَاعِيْلُ، فَأَخَذَ أَصْحَابُ عَمْروِ بن اللَّيْثِ فِي الهَزِيْمَة، فَرَكبَتْ عَسَاكِرُ إِسْمَاعِيْل ظهورَهُم، وَتَوَحَّلَتْ بِعَمْروٍ
دَابَّتُه، فَأُسِرَ، فَأُتِي بِهِ إِسْمَاعِيْلُ، فَاعْتَنَقَهُ، وَخَدَمَهُ، وَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يَجرِي هَذَا، ثُمَّ بَالغ فِي احترَامِه، فَقَالَ: احلفْ لِي وَلاَ تُسلمنِي.فحلفَ لَهُ، لَكِن جَاءَ رَسُوْلُ الْمُعْتَضد بِالخَلْع وَالتقليد لإِسْمَاعِيْل، وَيطلب عَمْراً، فَقَالَ: أَخَاف أَنْ يخرج عَلَيْكُم عَسْكَرٌ يُخلِّصونه، فجَمِيْع عَسَاكِرِ البِلاَدِ فِي طَاعَتِهِ.
لَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ وَمَا كَنَّانِي، بَلْ قَالَ: يَا ابْنَ أَحْمَد، وَاللهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَعملَ جِسْراً عَلَى نهر بلْخ مِنْ ذَهَبٍ لفعلتُ، وَصِرتُ إِلَيْك حَتَّى آخُذَك.
فكَتَبْتُ إِلَيْهِ: الله بَيْنِي وَبَيْنك، وَأَنَا رَجُل ثَغْرِيٌّ مُصَافٌّ لِلتُّرْكِ، لباسِي الكُردوائِي الْغَلِيظ، وَرِجَالِي خُشْر بِغَيْر رِزْق، وَقَدْ بغيتَ عليَّ، ثُمَّ سَلَّمَهُ إِلَى الرَّسُوْلِ، وَقَالَ: إِنْ حَاربكُم أَحَدٌ لأَجله، فَاذبحوهُ.
فَبقِي يَصُوْمُ وَيَبْكِي، وَيخرج رَأْسه مِنَ العَمَارِيَّةِ، وَيَقُوْلُ لِلنَّاسِ: يَا سَادتِي، ادعُوا لِي بِالفَرَجِ.
فَأُدخل بَغْدَاد عَلَى بُختِيٍّ عَلَيْهِ جُبَّةُ دِيبَاج، وَبُرنُس السُّخطِ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ الْمُعْتَضد: هَذَا بَيْعَتُك يَا عَمْرٍو!
ثُمَّ اعتَقَلَه، فَقَتَلَهُ القَاسِمُ بنُ عبيد الله الوَزِيْرُ يَوْم مَوْتِ الْمُعْتَضد سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَكَانَ دولتُه نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
حَكَى القُشَيْرِيُّ: أَن عَمْرو بن اللَّيْثِ رُئِيَ، فَقِيْلَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟
قَالَ: أَشرفْتُ يَوْماً مِنْ جبل عَلَى جُيُوْشِي، فَأَعجبنِي كثرتُهُم، فَتمنيتُ أَننِي كُنْتُ حضَرتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فنصرتُه وَأَعنته، فَشكر اللهُ لِي، وَغَفَر لِي.
قِيْلَ: كَانَ ضرَّاباً فِي الصُّفْر.
وَقِيْلَ: بَلْ مكَارِي حمير، فَآل بِهِ الحَال إِلَى السّلطنَة.
تَمَلَّكَ بَعْد أَخِيْهِ، وَأَحسن السيَاسَة، وَعدلَ، وَعظُمَتْ دُوله، وَأَطَاع الخَلِيْفَةَ.
كَانَ يُنْفِقُ كُلّ ثَلاَثَة أَشْهُر فِي جَيْشِهِ، فَيحضر بِنَفْسِهِ عِنْد عَارض الجَيْش، وَالأَمْوَال كُدوس، فَأَوّلُ مَا يُنَادِي النَّقيب عَمْرو بن اللَّيْثِ، فيُقَدِّم فرسَه إِلَى العَارض بعدَّتهَا، فيتفقدهَا، ثُمَّ يزنُ لَهُ ثَلاَث مائَة دِرْهَمٍ، وَيضعُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فيضعهَا فِي خُفِّه، وَيَقُوْلُ: الْحَمد الله الَّذِي وَفَّقنِي لطَاعَةِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، حَتَّى اسْتوجَبْتُ العَطَاء.
فَيَكُوْن لمَنْ يقلِّعه خفّه.
ثُمَّ يُدعَى بَعْدَهُ بِالأُمَرَاء وَبِخُيُولِهِم وَعُددهم، فَمَنْ أَخلَّ بِشَيْءٍ، مُنع رِزْقُهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ فِي خدمَة زَوجته أَلف وَسَبْع مائَة جَارِيَة.
ثُمَّ بَغَى عَمْرٌو عَلَى وَالِي سَمَرْقَنْد إِسْمَاعِيْل بن أَحْمَدَ بنِ أَسَد، وَقصدهُ، فَخضع لَهُ، وَقَالَ: أَنَا فِي ثغرٍ قَدْ قَنعت بِهِ، وَأَنْت مَعَكَ الدُّنْيَا، فدعْنِي، فَمَا تَركه، فَبَادر إِسْمَاعِيْل فِي الشِّتَاء، وَدَهَمَ عَمْراً، فَخَارت قوَاهُ، وَشرع فِي الهَزِيْمَة، فَأَسروهُ.
قَالَ نِفْطَوَيْه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ: أَنَّ السَّبَب فِي انهزَام عَمْرٍو مِنْ بلْخ أَنَّ أَهلهَا مَلُّوا مِنْ جُنْده وَمِن ظلمهِم، وَأَقبلَ إِسْمَاعِيْلُ، فَأَخَذَ أَصْحَابُ عَمْروِ بن اللَّيْثِ فِي الهَزِيْمَة، فَرَكبَتْ عَسَاكِرُ إِسْمَاعِيْل ظهورَهُم، وَتَوَحَّلَتْ بِعَمْروٍ
دَابَّتُه، فَأُسِرَ، فَأُتِي بِهِ إِسْمَاعِيْلُ، فَاعْتَنَقَهُ، وَخَدَمَهُ، وَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يَجرِي هَذَا، ثُمَّ بَالغ فِي احترَامِه، فَقَالَ: احلفْ لِي وَلاَ تُسلمنِي.فحلفَ لَهُ، لَكِن جَاءَ رَسُوْلُ الْمُعْتَضد بِالخَلْع وَالتقليد لإِسْمَاعِيْل، وَيطلب عَمْراً، فَقَالَ: أَخَاف أَنْ يخرج عَلَيْكُم عَسْكَرٌ يُخلِّصونه، فجَمِيْع عَسَاكِرِ البِلاَدِ فِي طَاعَتِهِ.
لَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ وَمَا كَنَّانِي، بَلْ قَالَ: يَا ابْنَ أَحْمَد، وَاللهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَعملَ جِسْراً عَلَى نهر بلْخ مِنْ ذَهَبٍ لفعلتُ، وَصِرتُ إِلَيْك حَتَّى آخُذَك.
فكَتَبْتُ إِلَيْهِ: الله بَيْنِي وَبَيْنك، وَأَنَا رَجُل ثَغْرِيٌّ مُصَافٌّ لِلتُّرْكِ، لباسِي الكُردوائِي الْغَلِيظ، وَرِجَالِي خُشْر بِغَيْر رِزْق، وَقَدْ بغيتَ عليَّ، ثُمَّ سَلَّمَهُ إِلَى الرَّسُوْلِ، وَقَالَ: إِنْ حَاربكُم أَحَدٌ لأَجله، فَاذبحوهُ.
فَبقِي يَصُوْمُ وَيَبْكِي، وَيخرج رَأْسه مِنَ العَمَارِيَّةِ، وَيَقُوْلُ لِلنَّاسِ: يَا سَادتِي، ادعُوا لِي بِالفَرَجِ.
فَأُدخل بَغْدَاد عَلَى بُختِيٍّ عَلَيْهِ جُبَّةُ دِيبَاج، وَبُرنُس السُّخطِ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ الْمُعْتَضد: هَذَا بَيْعَتُك يَا عَمْرٍو!
ثُمَّ اعتَقَلَه، فَقَتَلَهُ القَاسِمُ بنُ عبيد الله الوَزِيْرُ يَوْم مَوْتِ الْمُعْتَضد سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَكَانَ دولتُه نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
حَكَى القُشَيْرِيُّ: أَن عَمْرو بن اللَّيْثِ رُئِيَ، فَقِيْلَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟
قَالَ: أَشرفْتُ يَوْماً مِنْ جبل عَلَى جُيُوْشِي، فَأَعجبنِي كثرتُهُم، فَتمنيتُ أَننِي كُنْتُ حضَرتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فنصرتُه وَأَعنته، فَشكر اللهُ لِي، وَغَفَر لِي.