علي بْن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منفذ بن محمد بن منقذ ابن نصر بن هاشم، أبو الحسن بن أبي سلامة الكناني :
من أهل شيزر ، قلعة بنواحي حلب، من أولاد أمرائها، كان أديبا فاضلا شاعرا متفننا، ورد بغداد حاجّا بعد العشرين وخمسمائة، سمع بها الحديث، وروى شيئا من شعره، سمع منه أبو بكر بن كامل ويوسف بن محمد الدمشقي.
قرأت على أبي محمد الأمين، عن أبي بكر المبارك الخفاف قال: أنشدني الأمير أبو الحسن علي بن مرشد الكناني، أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عمر:
أقمت فكنت في بصري مقيماً ... وغبت فكنت في ضمن الفؤاد
وما شطت بنا دار ولكن ... نقلت من السواد إلى السواد
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا يوسف بن محمد الدمشقي، أنشدنا علي بن مرشد لنفسه:
ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم ... وما علمت بأن الدمع يدخر
وضل قلبي عن صدري فعدت بلا ... قلب فيا ويح ما آتى وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر منبعثا ... إطفاء نار بقلبي منك تستعر
أنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: سمعت علي ابن مرشد يقول: سمعت دراجا يصيح بدرب حبيب فعلمت فيه هذه الأبيات- وأنشدنيها:
يا طائرا لعبت أيدي الفراق به ... مثلي فأصبح ذا هم وذا حزن
داني الأسى نازح الأحباب مغتربا ... عن الأحبة مصفودا عن الوطن
بلا نديم ولا جار تسر به ... ولا حميم ولا دار ولا سكن
لكن نطقت فزال الهم عنك ولي ... هم يقلقل أحشائي ويخرسني
وكل من باح بالشكوى استراح ومن ... أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن
أرقت عني بنوح لست أفهمه ... معما بوجدي من وجد يورقني
وما بكيت ولي دمع غواربه ... إذا ارتمت منه لم تنسق السفن
أخبرنا الحاتمي، أنشدنا السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: وأنشدني علي بن مرشد لنفسه وكتب بها إلى صديق له:
ما فهمت مع متحدث شاغلًا ... إلا رأيتك خاطراً في خاطري
فلو استطعت لزرت أرضك ماشياً ... بسواد قلبي أو بأسود ناظري
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الْحَافِظ قال: علي بن مرشد بن علي الكناني كان أكبر إخوته، بلغني أنه ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة بشيزر ، سمع الحديث ببغداد
من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وأبي القاسم بن السّمرقندي، وكتب الحديث بخط حسن، وكان فهما شاعرا. ذكر لي أخوه الأمير أبو عبد الله أنه استشهد بعسقلان سنة ست وأربعين وخمسمائة، ذكر الأمير أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني أن أخاه أبا الحسن عليّا استشهد على غرة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة في حرب الإفرنج. وما كان له صبوة ولا ميل إلى لهو وغواية، وكان منقطعا إلى الخير والعمل وتلاوة القرآن والنظر في العلوم الدينية مع ما سواها من العلوم.
من أهل شيزر ، قلعة بنواحي حلب، من أولاد أمرائها، كان أديبا فاضلا شاعرا متفننا، ورد بغداد حاجّا بعد العشرين وخمسمائة، سمع بها الحديث، وروى شيئا من شعره، سمع منه أبو بكر بن كامل ويوسف بن محمد الدمشقي.
قرأت على أبي محمد الأمين، عن أبي بكر المبارك الخفاف قال: أنشدني الأمير أبو الحسن علي بن مرشد الكناني، أنشدنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عمر:
أقمت فكنت في بصري مقيماً ... وغبت فكنت في ضمن الفؤاد
وما شطت بنا دار ولكن ... نقلت من السواد إلى السواد
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا يوسف بن محمد الدمشقي، أنشدنا علي بن مرشد لنفسه:
ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم ... وما علمت بأن الدمع يدخر
وضل قلبي عن صدري فعدت بلا ... قلب فيا ويح ما آتى وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر منبعثا ... إطفاء نار بقلبي منك تستعر
أنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: سمعت علي ابن مرشد يقول: سمعت دراجا يصيح بدرب حبيب فعلمت فيه هذه الأبيات- وأنشدنيها:
يا طائرا لعبت أيدي الفراق به ... مثلي فأصبح ذا هم وذا حزن
داني الأسى نازح الأحباب مغتربا ... عن الأحبة مصفودا عن الوطن
بلا نديم ولا جار تسر به ... ولا حميم ولا دار ولا سكن
لكن نطقت فزال الهم عنك ولي ... هم يقلقل أحشائي ويخرسني
وكل من باح بالشكوى استراح ومن ... أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن
أرقت عني بنوح لست أفهمه ... معما بوجدي من وجد يورقني
وما بكيت ولي دمع غواربه ... إذا ارتمت منه لم تنسق السفن
أخبرنا الحاتمي، أنشدنا السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: وأنشدني علي بن مرشد لنفسه وكتب بها إلى صديق له:
ما فهمت مع متحدث شاغلًا ... إلا رأيتك خاطراً في خاطري
فلو استطعت لزرت أرضك ماشياً ... بسواد قلبي أو بأسود ناظري
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الْحَافِظ قال: علي بن مرشد بن علي الكناني كان أكبر إخوته، بلغني أنه ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة بشيزر ، سمع الحديث ببغداد
من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وأبي القاسم بن السّمرقندي، وكتب الحديث بخط حسن، وكان فهما شاعرا. ذكر لي أخوه الأمير أبو عبد الله أنه استشهد بعسقلان سنة ست وأربعين وخمسمائة، ذكر الأمير أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني أن أخاه أبا الحسن عليّا استشهد على غرة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة في حرب الإفرنج. وما كان له صبوة ولا ميل إلى لهو وغواية، وكان منقطعا إلى الخير والعمل وتلاوة القرآن والنظر في العلوم الدينية مع ما سواها من العلوم.