عَليّ بن الْحسن النسوي يروي عَن مُبشر بن إِسْمَاعِيل قَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
عَلِيّ بْن مُوسَى بْنُ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، الملقب بالرضا :
وأمه أم ولد نوبية، واسمها مسكينة، ولد بمدينة النبي صلّى الله عليه وسلّم في سنة ثمان وأربعين ومائة ونشأ بها، وسمع الحديث من والده وعمومته إسماعيل، وعبد الله، وإسحاق، وعلي بني جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي، وغيرهم من أهل الحجاز، وكان من العلم والدين بمكان، كان يفتي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابن نيف وعشرين سنة، استدعاه أمير المؤمنين المأمون إلى خراسان وجعله ولي عهده فلم تطل أيامه حتى أدركه أجله، وكان قد حدث بخراسان وغيرها من البلاد، روى عنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي، وعبد الله بن العباس القزويني، وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، والمعلى بن منصور الرازي، وآدم بن أبي إياس العسقلاني، ومحمد بن رافع التستري، وخالد بن أحمد الذهلي، ونصر بن علي الجهضمي، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي، وغيرهم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الحنبلي بقراءتي عليه بأصبهان، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ العطار الحافظ، حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد الواسطي بها، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد المفيد، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حنبل، حدثني أبي، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى، عن آبائه، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فشاوره إلا خير لهم» .
وقد وقع لنا حديث علي بن موسى الرضا أعلى من هذا الإسناد برجل في نسخة رواها داود بن سليمان الغازي، أخبرتنا رقية بنت مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْفَاخِرِ بِقِرَاءَتِي عليها بأصبهان قالت: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد النيسابوري، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى العنبري، أنبأنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني، حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان ابن يوسف بن عبد الله الغازي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [عَلِيِّ بْنِ] أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «يقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتنقمت إليّ
بالمعاصي خيري عليك منزّل وشرك إليّ صاعد ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته» .
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الجوهري قال: كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحسين السلمي أخبره قال: سمعت محمد بن محمد بن أحمد الحربي يقول: سمعت الصولي، حَدَّثَنَا القاسم بْن إسماعيل قَالَ:
سمعت إبراهيم بن العباس الصولي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ أنه قال: إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبت عنه محاسن نفسه.
قرأت على أَبِي غانم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن زينة بِأَصْبَهَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الواحد: أن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني أخبره، أنبأنا أبو الربيع الأسترآباذي، أنبأنا أبو بكر اليشكري، حدثني علي بن محمد مولى بني هاشم، حدثني الحسن بن محمد بن يونس قال: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: لا تغتر بكرامة الأمير إذا غشك الوزير.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ دَاوُدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيُّ بأصبهان، أنبأنا أبو الحسن بن أبي القاسم ابن أحمد الثقفي، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الحافظ قال: أخبرني حاتم بن أبي سعد الحلواني، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضل المعلم قال: سمعت الفضل بن فضالة النسوي يقول: قال يحيى بن أكثم: كنت يوما عند المأمون أمير المؤمنين وعنده علي بن موسى الرضا، فدخل الفضل بن سهل ذو الرئاستين فقال للمأمون: قد وليت ثغر الفلاني فلانا التركي، فسكت المأمون، فقال علي بن موسى: ما جعل الله لإمام المسلمين وخليفة رب العالمين والقائم بأمور الدين أن يولي شيئا من ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر، لأن الأنفس تحن إلى أوطانها وتشفق على أجناسها وتحب مصالحها، وإن كانت مخالفة لأديانها، فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن علي الأمين، عن أبي منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن النقور،
محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن النقور، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء قال: وحدث في كتاب والدي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي، حدثني أبي قال: لما دخل على المأمون رجل نصراني قد وجد مع امرأة هاشمية، فلما أدخل عليه أسلم فغاظ المأمون ذلك غيظا شديدا فاستفتى الفقهاء فكل قال: هدر إسلامه ما فعله، فقال رجل: يا أمير المؤمنين اكتب إلى علي بن موسى في هذا، قال: فكتب إليه فوافاه علي ابن موسى فقال: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه، فإنه إنما أسلم مخافة من السيف، فقال الفقهاء: من أين لك هذا؟ قال: فقرأ علي بن موسى فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ
[غافر: 84، 85] .
أخبرنا القاضي عبد المجير بن محمد بن عشائر الشافعي بحلب، أنبأنا عبد الله ابن أحمد الطوسي، أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن الجراح، حدّثنا عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران إملاء قَالَ: وجدت فِي كتاب والدي قَالَ: حدثني أحمد بن محمد ابن موسى، حدّثنا إبراهيم بن محمد الأهوازي، حدثني محمد بن أحمد بن الحسن، حدثني أبو الحسين بن أبي مسعود الشعراني، عن أبي الحسين كاتب الفياض ، عن أبيه قال: حضرنا مجلس الرضا فشكى رجل أخاه فأنشأ الرضا يقول:
اعذر أخاك على ذنوبه ... واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهت السفيه ... وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا ... وكل الظلوم إلى حسيبه
أخبرنا ضياء بن أحمد، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا القاضي هناد بن إبراهيم النسفي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المخزومي ، أنشدنا أبو بكر محمد بن علي بن الإمام، أنشدني محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب، أنشدني النوفلي لعلي بن موسى الرضا:
رأيت الشيب مكروها وفيه ... وقار لا يليق به الذنوب
إذا ركب الذنوب أخو مشيب ... فما أحد يقول متى يتوب
لئن كان الشباب لي حبيبا ... فإن الشيب أيضا لي حبيب
سأصحبه بتقوى الله حتى ... يفرق بيننا الأجل القريب
أنبأنا أبو أحمد الصوفي قال: كتب إلى أبو الغنائم العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، حدّثنا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ قال:
حدثني الزبير بن عبد الله بن موسى البغدادي، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا أحمد بن يحيى بإسناد ذكره عن الشعبي أنه قال: أفخر بيت قيل في الإسلام قول الأنصار يوم بدر:
وينير بدر إذ نرد وجوههم ... جبريل تحت لوائنا ومحمد
قال الصولي: أقول: أفخر من هذا قول الحسن بن هانئ في علي بن موسى الرضا:
قيل لي أنت واحد الناس في ... كل كلام من المقال بدية
لك في جوهر الكلام بديع ... يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى ... كان جبريل خادما لأبيه
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلى أبو الغنائم هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن سورة الصغاني بمرو، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمرو الفقيه، حدّثنا خالد بن أحمد بن خالد الذهلي، حدّثنا أبي قال: صليت خلف علي بن موسى الرضا بنيسابور، فجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» في كل سورة ويَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» .
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، حدّثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة، حدّثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني، حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح، حدثني علي بن موسى الرضا قَالَ: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
حدّثنا أبو عبد الله الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بمدينة رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الروضة يقول: سمعت أبي يذكر عن آبائه: أن علي بن موسى كان يقعد في الروضة وهو شاب ملتحف بمطرف خز فتسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد فسئل عن القدر فقال: قال الله عز وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ
الله عز وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ
[القمر: 47، 48] [قال علي] الرضا: كان أبي يذكر عن آبائه: أن أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: الله تعالى خلق كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، وإليه [ ... ] وبه الحول والقوة .
حدّثنا الحاكم أبو عبد الله قال: أخبرني أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين بن مهدي المذكر بالنوقان ، حدّثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي، حدّثنا مذكور ابن سليمان قال: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول: حججت مع علي بن موسى الرضا فسمعته يقول يدعو بالموقف بهذا الدعاء: اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما ابتدأتني بالإحسان فأتم نعمتك بالغفران، وكما اكرمتني بمعرفتك فاستعفها بمغفرتك وكما عرفتني وحدانيتك فألزمني طواعيتك، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت لعصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والإكرام.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قراءة عليه قال: قرئ على أبي منصور مُحَمَّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيِّ وأنا أسمع، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِذْنًا، أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروي عن أبيه العجائب، روى عنه أبو الصلت وغيره، كأنه كان يهم ويخطئ.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ونقلته من خطه، أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار فيما قرأته عليه عن أبيه، حدّثنا أبو ثعلب عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الملحمي، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، حدّثنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله، حدّثنا عبد الله بن محمد الجمال الزوزني قال: كنت وعلي بن موسى بن نوبا القمي وفد أهل الري فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي: هل لك في زيارة قبر الرضا بطوس؟ فقال: خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل به عدو لنا إلى
يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئا وأرجع إليهم رافضيا، فقلت:
فتنتظرني في مكانك؟ فقال: أفعل، وخرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس وأزمعت المبيت على القبر، فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر: هل من جدير بالليل؟ فقالت: لا، فاستدعيت منها سراجا وأمرتها بإغلاق الباب ونويت أن أختم القرآن على القبر، فلما كان في بعض الليل سمعت قراءة فبدرت أنها قد أذنت لغيري، فأتيت الباب فوجدته مغلقا فانطفأ السراج، فبقيت أسمع الصوت، فوجدته من القبر وهو يقرأ سورة مريم فقرأ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً
[مريم: 85- 86] ، وما كنت سمعت هذه القراءة، فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قرأ أحد بذلك؟ فقال: نعم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأخرج لي قراءته صلّى الله عليه وسلّم، فإذا هو قرأ به عليه السلام.
ذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه: أن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو فيه من عرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه فيه: أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر ولي عهده من بعده، وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضا من آل محمد وأمره [بطرح] لبس السواد ولبس ثياب الخضرة- وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ويأمره أن يأمر [من] قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك، فلما أتي عيسى الكتاب دعا أهل بغداد على ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر والباقي إذا أدركت الغلة، فقال بعضهم: لا نبايع، ولا نلبس الخضرة ولا تخرج هذا الأمر من ولد العباس، وإنما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل، فمكثوا بذلك أياما، وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم وتكلموا فيه وقالوا: ونولي بعضنا وتخلع المأمون، وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له إبراهيم ومنصور ابنا المهدي .
وفي هذه السنة بايع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي بالخلافة وخلعوا المأمون.
قلت: ولم يثبت عندي دخول علي بن موسى إلى بغداد لأن أحمد بن أبي طاهر قال في كتاب بغداد: إن المأمون كتب إلى علي بن موسى مع رجاء بن أبي الضحاك فقدم به على طريق البصرة ثم خرج من البصرة فأخذ على الأهواز ثم أخذ على جبال أصبهان ومضى إلى خراسان.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أَبُو الغنائم حمزة بْن هبة اللَّه بْن محمد العلوي، أنبأنا الحاكم بن عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ قال: علي بن موسى بن جعفر الرضا ورد نيسابور سنة مائتين، بعث أمير المؤمنين المأمون رجاء بن [أبي] الضحاك لإشخاصه من المدينة إلى البصرة، ثم أمر بحمله منها إلى الأهواز ثم إلى فارس، ثم إلى نيسابور على طريق بست، وأمره أن لا يسلك به طريق الجبال، فلما وافى الرضا نيسابور وأقام بها مدة والمأمون بمرو إلى أن أمر بإخراجه إليه، ثم كان بعد ذلك ما كان، فعلى هذا أن يدخل بغداد .
وإنما ذكرناه في هذا الكتاب لحكاية أخبرناها القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبأنا أَبُو القاسم علي بْن المحسن بْن علي التنوخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الشيباني، حدّثنا عبد الله ابن محمد بن عجلان اليماني العابد بالدالية قال: سمعت ابن علي بن موسى الرضا بسر من رأى يقول: الغوغاء قتلة الأنبياء والعامة اسم مشتق من العمى ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال (بل هم أضل) .
وفي هذه الحكاية نظر من وجوه أحدها أن اليماني مجهول لا يعرف، والراوي عنه فهو أبو الفضل الشيباني وهو ذاهب الحديث مشهور بالكذب والوضع، ويبعد أن يروي عن واحد عن علي بن موسى الرضا- فالله أعلم.
وقوله «بسامراء» وإنما بنيت بعد علي بن موسى بزمان لأن عليّا مات سنة ثلاث ومائتين وبنى المعتصم سامراء سنة إحدى وعشرين ومائتين، فإن المعتصم كان قد جددها، وقد كانت قبل ذلك مدينة قديمة، ويكون الرضا قد اجتاز بها قبل طلب المأمون له، وأظنه بعيدا والذي يغلب على ظني أن الذي سمع منه اليماني بسامراء هو محمد بن علي بن موسى الملقب بالجواد، فإنه كان بسامراء، ومات ببغداد ودفن بمقابر قريش- فالله أعلم.
والذي دعانا إلى ذكر علي بن موسى في هذا الكتاب مع ضعف هذه الحكاية الخوف من أن يراها بعض العلماء فيقول هذا الرضا قد دخل سامراء ولم يذكره الخطيب ولا من ذيل عليه، ويظن أننا جهلنا هذه الحكاية ولم تمر بنا فأوردناها وبينا عليها وأزلنا ظن من توهم أنها لم تبلغنا.
قال ابن جرير في تاريخه: فلما دخلت سنة ثلاث ومائتين شخص المأمون إلى طوس، وأقام بها عند قبر أبيه أياما، ثم إن علي بن موسى أكل عنبا فأكثر منه فمات فجأة في آخر صفر، فدفن عند قبر الرشيد، وصلى عليه المأمون، ودخل عليه بموته غم كثير.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين قال: كتب إلى هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه قال: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: استشهد علي بن موسى الرضا بسناباذ من طوس لتسع بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر منها مع أبيه موسى تسعا وعشرين سنة وشهرين وبعد أبيه عشرين سنة وأربعة أشهر، وذكر غير ابن جرير أن الرضا خلف من الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة.
وأمه أم ولد نوبية، واسمها مسكينة، ولد بمدينة النبي صلّى الله عليه وسلّم في سنة ثمان وأربعين ومائة ونشأ بها، وسمع الحديث من والده وعمومته إسماعيل، وعبد الله، وإسحاق، وعلي بني جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي، وغيرهم من أهل الحجاز، وكان من العلم والدين بمكان، كان يفتي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابن نيف وعشرين سنة، استدعاه أمير المؤمنين المأمون إلى خراسان وجعله ولي عهده فلم تطل أيامه حتى أدركه أجله، وكان قد حدث بخراسان وغيرها من البلاد، روى عنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي، وعبد الله بن العباس القزويني، وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، والمعلى بن منصور الرازي، وآدم بن أبي إياس العسقلاني، ومحمد بن رافع التستري، وخالد بن أحمد الذهلي، ونصر بن علي الجهضمي، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي، وغيرهم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الحنبلي بقراءتي عليه بأصبهان، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ العطار الحافظ، حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد الواسطي بها، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد المفيد، أنبأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حنبل، حدثني أبي، أنبأنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى، عن آبائه، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فشاوره إلا خير لهم» .
وقد وقع لنا حديث علي بن موسى الرضا أعلى من هذا الإسناد برجل في نسخة رواها داود بن سليمان الغازي، أخبرتنا رقية بنت مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْفَاخِرِ بِقِرَاءَتِي عليها بأصبهان قالت: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد النيسابوري، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى العنبري، أنبأنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني، حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان ابن يوسف بن عبد الله الغازي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [عَلِيِّ بْنِ] أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «يقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتنقمت إليّ
بالمعاصي خيري عليك منزّل وشرك إليّ صاعد ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته» .
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الجوهري قال: كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحسين السلمي أخبره قال: سمعت محمد بن محمد بن أحمد الحربي يقول: سمعت الصولي، حَدَّثَنَا القاسم بْن إسماعيل قَالَ:
سمعت إبراهيم بن العباس الصولي، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ أنه قال: إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبت عنه محاسن نفسه.
قرأت على أَبِي غانم مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن زينة بِأَصْبَهَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الواحد: أن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني أخبره، أنبأنا أبو الربيع الأسترآباذي، أنبأنا أبو بكر اليشكري، حدثني علي بن محمد مولى بني هاشم، حدثني الحسن بن محمد بن يونس قال: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: لا تغتر بكرامة الأمير إذا غشك الوزير.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ دَاوُدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيُّ بأصبهان، أنبأنا أبو الحسن بن أبي القاسم ابن أحمد الثقفي، أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الحافظ قال: أخبرني حاتم بن أبي سعد الحلواني، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضل المعلم قال: سمعت الفضل بن فضالة النسوي يقول: قال يحيى بن أكثم: كنت يوما عند المأمون أمير المؤمنين وعنده علي بن موسى الرضا، فدخل الفضل بن سهل ذو الرئاستين فقال للمأمون: قد وليت ثغر الفلاني فلانا التركي، فسكت المأمون، فقال علي بن موسى: ما جعل الله لإمام المسلمين وخليفة رب العالمين والقائم بأمور الدين أن يولي شيئا من ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر، لأن الأنفس تحن إلى أوطانها وتشفق على أجناسها وتحب مصالحها، وإن كانت مخالفة لأديانها، فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن علي الأمين، عن أبي منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن النقور،
محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن النقور، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء قال: وحدث في كتاب والدي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي، حدثني أبي قال: لما دخل على المأمون رجل نصراني قد وجد مع امرأة هاشمية، فلما أدخل عليه أسلم فغاظ المأمون ذلك غيظا شديدا فاستفتى الفقهاء فكل قال: هدر إسلامه ما فعله، فقال رجل: يا أمير المؤمنين اكتب إلى علي بن موسى في هذا، قال: فكتب إليه فوافاه علي ابن موسى فقال: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه، فإنه إنما أسلم مخافة من السيف، فقال الفقهاء: من أين لك هذا؟ قال: فقرأ علي بن موسى فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ
[غافر: 84، 85] .
أخبرنا القاضي عبد المجير بن محمد بن عشائر الشافعي بحلب، أنبأنا عبد الله ابن أحمد الطوسي، أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن الجراح، حدّثنا عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران إملاء قَالَ: وجدت فِي كتاب والدي قَالَ: حدثني أحمد بن محمد ابن موسى، حدّثنا إبراهيم بن محمد الأهوازي، حدثني محمد بن أحمد بن الحسن، حدثني أبو الحسين بن أبي مسعود الشعراني، عن أبي الحسين كاتب الفياض ، عن أبيه قال: حضرنا مجلس الرضا فشكى رجل أخاه فأنشأ الرضا يقول:
اعذر أخاك على ذنوبه ... واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهت السفيه ... وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا ... وكل الظلوم إلى حسيبه
أخبرنا ضياء بن أحمد، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الشَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا القاضي هناد بن إبراهيم النسفي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المخزومي ، أنشدنا أبو بكر محمد بن علي بن الإمام، أنشدني محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب، أنشدني النوفلي لعلي بن موسى الرضا:
رأيت الشيب مكروها وفيه ... وقار لا يليق به الذنوب
إذا ركب الذنوب أخو مشيب ... فما أحد يقول متى يتوب
لئن كان الشباب لي حبيبا ... فإن الشيب أيضا لي حبيب
سأصحبه بتقوى الله حتى ... يفرق بيننا الأجل القريب
أنبأنا أبو أحمد الصوفي قال: كتب إلى أبو الغنائم العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، حدّثنا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ قال:
حدثني الزبير بن عبد الله بن موسى البغدادي، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا أحمد بن يحيى بإسناد ذكره عن الشعبي أنه قال: أفخر بيت قيل في الإسلام قول الأنصار يوم بدر:
وينير بدر إذ نرد وجوههم ... جبريل تحت لوائنا ومحمد
قال الصولي: أقول: أفخر من هذا قول الحسن بن هانئ في علي بن موسى الرضا:
قيل لي أنت واحد الناس في ... كل كلام من المقال بدية
لك في جوهر الكلام بديع ... يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى ... كان جبريل خادما لأبيه
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلى أبو الغنائم هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن سورة الصغاني بمرو، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمرو الفقيه، حدّثنا خالد بن أحمد بن خالد الذهلي، حدّثنا أبي قال: صليت خلف علي بن موسى الرضا بنيسابور، فجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» في كل سورة ويَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» .
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، حدّثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة، حدّثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني، حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح، حدثني علي بن موسى الرضا قَالَ: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
حدّثنا أبو عبد الله الحافظ قَالَ: سمعت أبا الحسن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بمدينة رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الروضة يقول: سمعت أبي يذكر عن آبائه: أن علي بن موسى كان يقعد في الروضة وهو شاب ملتحف بمطرف خز فتسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد فسئل عن القدر فقال: قال الله عز وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ
الله عز وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ
[القمر: 47، 48] [قال علي] الرضا: كان أبي يذكر عن آبائه: أن أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: الله تعالى خلق كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، وإليه [ ... ] وبه الحول والقوة .
حدّثنا الحاكم أبو عبد الله قال: أخبرني أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين بن مهدي المذكر بالنوقان ، حدّثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي، حدّثنا مذكور ابن سليمان قال: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول: حججت مع علي بن موسى الرضا فسمعته يقول يدعو بالموقف بهذا الدعاء: اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما ابتدأتني بالإحسان فأتم نعمتك بالغفران، وكما اكرمتني بمعرفتك فاستعفها بمغفرتك وكما عرفتني وحدانيتك فألزمني طواعيتك، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت لعصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والإكرام.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قراءة عليه قال: قرئ على أبي منصور مُحَمَّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيِّ وأنا أسمع، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِذْنًا، أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروي عن أبيه العجائب، روى عنه أبو الصلت وغيره، كأنه كان يهم ويخطئ.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ونقلته من خطه، أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار فيما قرأته عليه عن أبيه، حدّثنا أبو ثعلب عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الملحمي، أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ، حدّثنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله، حدّثنا عبد الله بن محمد الجمال الزوزني قال: كنت وعلي بن موسى بن نوبا القمي وفد أهل الري فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي: هل لك في زيارة قبر الرضا بطوس؟ فقال: خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل به عدو لنا إلى
يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئا وأرجع إليهم رافضيا، فقلت:
فتنتظرني في مكانك؟ فقال: أفعل، وخرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس وأزمعت المبيت على القبر، فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر: هل من جدير بالليل؟ فقالت: لا، فاستدعيت منها سراجا وأمرتها بإغلاق الباب ونويت أن أختم القرآن على القبر، فلما كان في بعض الليل سمعت قراءة فبدرت أنها قد أذنت لغيري، فأتيت الباب فوجدته مغلقا فانطفأ السراج، فبقيت أسمع الصوت، فوجدته من القبر وهو يقرأ سورة مريم فقرأ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً
[مريم: 85- 86] ، وما كنت سمعت هذه القراءة، فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قرأ أحد بذلك؟ فقال: نعم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأخرج لي قراءته صلّى الله عليه وسلّم، فإذا هو قرأ به عليه السلام.
ذكر محمد بن جرير الطبري في تاريخه: أن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو فيه من عرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه فيه: أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر ولي عهده من بعده، وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضا من آل محمد وأمره [بطرح] لبس السواد ولبس ثياب الخضرة- وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ويأمره أن يأمر [من] قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك، فلما أتي عيسى الكتاب دعا أهل بغداد على ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر والباقي إذا أدركت الغلة، فقال بعضهم: لا نبايع، ولا نلبس الخضرة ولا تخرج هذا الأمر من ولد العباس، وإنما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل، فمكثوا بذلك أياما، وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم وتكلموا فيه وقالوا: ونولي بعضنا وتخلع المأمون، وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له إبراهيم ومنصور ابنا المهدي .
وفي هذه السنة بايع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي بالخلافة وخلعوا المأمون.
قلت: ولم يثبت عندي دخول علي بن موسى إلى بغداد لأن أحمد بن أبي طاهر قال في كتاب بغداد: إن المأمون كتب إلى علي بن موسى مع رجاء بن أبي الضحاك فقدم به على طريق البصرة ثم خرج من البصرة فأخذ على الأهواز ثم أخذ على جبال أصبهان ومضى إلى خراسان.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أَبُو الغنائم حمزة بْن هبة اللَّه بْن محمد العلوي، أنبأنا الحاكم بن عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ قال: علي بن موسى بن جعفر الرضا ورد نيسابور سنة مائتين، بعث أمير المؤمنين المأمون رجاء بن [أبي] الضحاك لإشخاصه من المدينة إلى البصرة، ثم أمر بحمله منها إلى الأهواز ثم إلى فارس، ثم إلى نيسابور على طريق بست، وأمره أن لا يسلك به طريق الجبال، فلما وافى الرضا نيسابور وأقام بها مدة والمأمون بمرو إلى أن أمر بإخراجه إليه، ثم كان بعد ذلك ما كان، فعلى هذا أن يدخل بغداد .
وإنما ذكرناه في هذا الكتاب لحكاية أخبرناها القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبأنا أَبُو القاسم علي بْن المحسن بْن علي التنوخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الشيباني، حدّثنا عبد الله ابن محمد بن عجلان اليماني العابد بالدالية قال: سمعت ابن علي بن موسى الرضا بسر من رأى يقول: الغوغاء قتلة الأنبياء والعامة اسم مشتق من العمى ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال (بل هم أضل) .
وفي هذه الحكاية نظر من وجوه أحدها أن اليماني مجهول لا يعرف، والراوي عنه فهو أبو الفضل الشيباني وهو ذاهب الحديث مشهور بالكذب والوضع، ويبعد أن يروي عن واحد عن علي بن موسى الرضا- فالله أعلم.
وقوله «بسامراء» وإنما بنيت بعد علي بن موسى بزمان لأن عليّا مات سنة ثلاث ومائتين وبنى المعتصم سامراء سنة إحدى وعشرين ومائتين، فإن المعتصم كان قد جددها، وقد كانت قبل ذلك مدينة قديمة، ويكون الرضا قد اجتاز بها قبل طلب المأمون له، وأظنه بعيدا والذي يغلب على ظني أن الذي سمع منه اليماني بسامراء هو محمد بن علي بن موسى الملقب بالجواد، فإنه كان بسامراء، ومات ببغداد ودفن بمقابر قريش- فالله أعلم.
والذي دعانا إلى ذكر علي بن موسى في هذا الكتاب مع ضعف هذه الحكاية الخوف من أن يراها بعض العلماء فيقول هذا الرضا قد دخل سامراء ولم يذكره الخطيب ولا من ذيل عليه، ويظن أننا جهلنا هذه الحكاية ولم تمر بنا فأوردناها وبينا عليها وأزلنا ظن من توهم أنها لم تبلغنا.
قال ابن جرير في تاريخه: فلما دخلت سنة ثلاث ومائتين شخص المأمون إلى طوس، وأقام بها عند قبر أبيه أياما، ثم إن علي بن موسى أكل عنبا فأكثر منه فمات فجأة في آخر صفر، فدفن عند قبر الرشيد، وصلى عليه المأمون، ودخل عليه بموته غم كثير.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين قال: كتب إلى هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه قال: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: استشهد علي بن موسى الرضا بسناباذ من طوس لتسع بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر منها مع أبيه موسى تسعا وعشرين سنة وشهرين وبعد أبيه عشرين سنة وأربعة أشهر، وذكر غير ابن جرير أن الرضا خلف من الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة.
عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بْن نجيح بْن بكر بْن سعد، أَبُو الحسن السعدي مولاهم ويعرف بابن المديني :
بصري الدار، وهو أحد أئمة الحديث فِي عصره، والمقدم علي حفاظ وقته. وأبوه محدث مشهور. روى عَن غير واحد من مشيخة مالك بْن أنس، وجده جعفر بن
نجيح. روى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الصديق. فأما علي فسمع أباه، وحماد بْن زيد، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وعبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وهشيم بْن بشير، وسفيان بْن عيينة، وجرير بْن عَبْد الحميد، والوليد بْن مسلم، وبشر بْن المفضل، ويحيى بْن سعيد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، ويزيد بْن زريع، وابن علية، وخالد بْن الحارث، وغندرا، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومعاذ ابن معاذ وعبد الوهاب الثقفي، وحرمي بْن عمارة، وأبا داود الطيالسي وهشام بْن يُوسُف، وعبد الرزاق بْن همام. وقدم بَغْدَاد وَحدث بها فروى عنه أَحْمَد بْن حنبل، وابنه صالح، وابن عمه حَنْبَل بْن إِسْحَاق، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأحمد بْن منصور الرمادي، وإسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بْن يَحْيَى الذهلي، وأبو يَحْيَى صاعقة، والفضل بْن سهل الأعرج، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وَأبو حاتم الرَّازِيّ، وعلي بن أحمد بن النضر الأودي، وأبو شعيب الحراني، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البراء، وأبو علي المعمري.
وقال أَبُو حاتم الرازي: كان علي علما فِي الناس فِي معرفة الحديث والعلل، وكان أَحْمَد لا يسميه، إنما يكنيه تبجيلا له، قَالَ: وما سمعت أَحْمَد سماه قط.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قَالَ: سنة إحدى وستين فيها ولد عليّ بن المديني.
قلت: وكان مولده بالبصرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي الحافظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد
ابن ناجية، وعلي بْن أَحْمَد بْن مروان، ومحمد بْن خالد بْن يزيد البرذعي قالوا:
حَدَّثَنَا أَبُو رفاعة عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد العدوي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بشار قَالَ: سمعت سُفْيَان بن عيينة يقول: حدثني عليّ بن المديني عَن أَبِي عاصم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فذكر حديثا، ثم قَالَ سُفْيَان: تلومني على حب علي؟! والله والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان قَالَ: كان سُفْيَان بن عيينة يقول لعلي بن المديني- ويسميه حية الوادي- إذا استفتى سُفْيَان، أو سئل عَن شيء يَقُولُ: لو كان حية الوادي.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الاسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا سيار الفرهياني قَالَ: سمعت عباسا العنبري يَقُولُ: كان سُفْيَان بْن عيينة يسمى علي ابن المديني حية الوادي.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحجّاج بن رشدين، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سمعت محمّد ابن قدامة الجوهري قَالَ: سمعت ابْن عيينة يَقُولُ: إني لارغب بنفسي عَن مجالستكم منذ ستين سنة، ولولا عليّ بن المديني ما جلست.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حدّثنا أبو عليّ صالح بن محمّد، حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهريّ، حَدَّثَنَا خلف بْن الوليد الجوهري قَالَ: خرج علينا ابن عيينة يوما ومعنا عليّ بن المديني، فقال: لولا علي لم أخرج إليكم.
أَخْبَرَنَا علي بْن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا علي بْن سعيد الرازي قَالَ: سمعت ابن زنجلة يَقُولُ: كنا عند ابن عيينة- وعنده رئيسا أصحاب الحديث- فقال: الرجل الذي قد روينا عنه أربعة أحاديث. الذي يحدث عَنْ أصحاب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال ابن المديني: زياد بْن علاقة، فقال ابن عيينة: زياد بْن علاقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي- بنيسابور- أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي، حدّثنا إبراهيم بن عليّ الذهلي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي
عَمْرو قَالَ: قَالَ حفص بْن محبوب الخزاعي: كنت عند سُفْيَان بْن عيينة ومعنا علي بن المديني، وابن الشاذكوني، فلما قام- يعني ابن المديني- قَالَ: - يعني سُفْيَان بْن عيينة إذا قامت الخيل لم يجلس مع الرجالة.
وأَخْبَرَنَا أبو حازم، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد الغطريفي قَالَ: سمعت الساجي يَقُولُ: سمعت العباس بْن عَبْد العظيم العنبري يَقُولُ: سمعت روح بْن عَبْد المؤمن يَقُولُ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يقول: عليّ بن المديني أعلم الناس بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخاصة بحديث ابن عيينة.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا أبو عبد الله بن عدي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي قرصافة، حدّثنا محمّد بن عليّ بن داود بن أخت غزال.
وأخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحجّاج، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بْن سعيد يَقُولُ: الناس يلومونني فِي قعودي مع علي، وأنا أتعلم من علي أكثر مما يتعلم مني. لفظ حديث الماليني.
أخبرنا أبو حازم العبدوي، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، حدّثنا زكريا الساجي- إملاء- حدّثنا صالح جزرة، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه القواريري قَالَ: سمعت يَحْيَى القطّان يقول: يلومونني في حب عليّ بن المديني وأنا أتعلم منه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت عباسا- يعني العنبري- يَقُولُ: كان يَحْيَى بْن سعيد القطان ربما قَالَ: لا أحدث شهرا، ولا أحدث كذا، فحَدَّثَنِي- ذكر رجلا من أصحاب الحديث نسيته قَالَ: بلغني أن يَحْيَى حدثه- يعني لابن المديني- قبل انقضاء المدة التي كان ذكرها قَالَ: فأتيت يَحْيَى فقلت له إنه بلغني أنك حدثت عليا ولم تنقض المدة التي ذكرت؟
فقال: إني كلما قلت لا أحدث إلا كذا، استثنيت عليا، ونحن نستفيد من علي أكثر مما يستفيد منا.
قرأنا عَلَى الجوهري عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: علي بن المديني من أروى الناس عَن يَحْيَى بْن سعيد، إني أرى عنده أكثر من عشرة آلاف.
قلت ليحيى: أكثر من مسدد؟ قَالَ: نعم! إن يَحْيَى بْن سعيد كان يكرمه ويدنيه، وكان صديقه- يعني عليا- وكان علي يلزمه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت أبا قدامة يَقُولُ: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: رأيت فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قَالَ أَبُو قدامة: فصدق اللَّه رؤياه، بلغ فِي الحديث مبلغا لم يبلغه أحد- أو لم يبلغه كبير أحد-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن يعقوب بْن أَبِي عباد القلزمي- وكان من أصحاب علي- قَالَ: جاءنا علي بن المديني يوما فقال: رأيت هذه الليلة كأني مددت يدي فتناولت أنجما من نجوم السماء، قَالَ: فمضينا معه إِلَى بعض المعبرين فقص عليه فقال: يا هذا ستنال علما فانظر كيف تكون. فقال له بعض أصحابنا: لو نظرت فِي شيء من الفقه، كأنه يريد الرأي، فقال: إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الحافظ يَقُولُ:
سمعت وليد بْن القاسم يَقُولُ: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن النسوي يَقُولُ: كأن اللَّه خلق عليّ بن المديني لهذا الشأن.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت عباسا العنبري يَقُولُ: كان عليّ بن المديني بلغ ما لو قضى له أن يتم على ذاك، لعله كان تقدم على الحسن البصري، كان الناس يكتبون قيامه، وقعوده، ولباسه، وكل شيء يَقُولُ ويفعل- أو نحو هذا-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي أَبُو بشر بكر بْن خلف قَالَ: قدمت مكة وبها شاب حافظ، فكان يذاكرني المسند بطرقه، فقلت له: من أين لك هذا؟ قَالَ: أخبرك، طلبت إِلَى علي أيام سُفْيَان أن يحدثني بالمسند، فقال: قد عرفت أنك إنما تريد بما تطلب المذاكرة، فإن ضمنت لي أنك تذاكر ولا تسميني فعلت، قَالَ: فضمنت له واختلفت إليه، فجعل يحَدِّثَنِي بذا الذي أذاكرك به حفظا.
قَالَ أَبُو يُوسُف يعقوب: فذكرت هذه لبعض ولد جويرية بْن أسماء ممن كان يلزم عليا فقال: سمعت عليا يَقُولُ: غبت عَن البصرة فِي مخرجي إِلَى اليمن- أظنه ذكر
ثلاث سنين وأمي حية- قَالَ: فلما قدمت عليها جعلت تقول: يا بني فلان لك صديق، وفلان لك عدو، فقلت لها من أين علمت يا أمة؟ قالت كان فلان وفلان فذكرت فيهم يحيى بن سعيد- يجيئون مسلمين، فيعزوني ويقولون اصبري، فلو قد قدم عليك سرك الله بما ترين، فعلمت أن هؤلاء محبوك وأصدقاؤك، وفلان وفلان إذا جاءوا يقولون لي اكتبي إليه وضيقي عليه، وحرجي عليه ليقدم عليك، هذا ونحوه.
قال: فأخبرني العباس بْن عَبْد العظيم، أو هذا الذي من ولد جويرية قَالَ: قَالَ علي:
كنت صنفت المسند على الطرق مستقصي، وكتبته فِي قراطيس، وصيرته في قمطر كبيرة، وخلفته فِي المنزل وغبت هذه الغيبة، فلما قدمت ذهبت يوما لأطالع ما كنت كتبت، قَالَ فحركت القمطر فإذا هي ثقيلة رزينة بخلاف ما كانت، ففتحتها فإذا الأرضة قد خالطت الكتب فصارت طينا فلم أنشط بعد لجمعه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو حامد بن جبلة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت أبا يحيى يقول: كان عليّ بن المديني إذا قدم بغداد، وتصدر الحلقة، وجاء أَحْمَد، ويحيى، وخلف، والمعيطي، والناس، يتناظرون، فإذا اختلفوا فِي شيء تكلم فيه علي.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، حدثني محمّد بن أحمد القرميسيني المستملي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يزداد يَقُولُ: سمعت أحمد بن يوسف النجيرمي يقول: سمعت الأعين يقول: رأيت عليّ بن المديني مستلقيا، وأحمد بْن حنبل عَن يمينه، ويحيى بْن معين عَن يساره، وهو يملي عليهما.
أخبرني الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان عليّ بن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة، وإذا ذهب إِلَى البصرة أظهر التشيع.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بأصبهان- قَالَ:
سمعت أبا بكر بن المقرئ يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي يَقُولُ:
سمعت أبا أمية الطرسوسي يقول: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: ربما أذكر الحديث فِي الليل فآمر الجارية تسرج السراج فأنظر فيه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد ابن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يونس يقول: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: تركت من حديثي مائة ألف حديث، فيها ثلاثون ألفا لعباد بْن صهيب.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا أبو حامد بن جبلة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري وقلت له: ما تشتهي؟ قَالَ: اشتهي أن أقدم العراق وعلي بْن عَبْد اللَّه حي فأجالسه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ الحسن بْن الحسين البخاري يَقُولُ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن معقل يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري يَقُولُ: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن فارس النيسابوري قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
سمعت أَحْمَد بْن سعيد- يعني الرباطي- قَالَ: قَالَ علي: ما نظرت فِي كتاب شيخ، فاحتجت إلى السؤال به عَن غيري.
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بن محمد بن عليّ الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخاري- حَدَّثَنَا أَبُو عبيدة أسامة بْن مُحَمَّد بْن الّليث الكندي، أخبرنا مُحَمَّد بْن سعيد بْن محمود قَالَ: سمعت الحسين بْن أَبِي حماد السجستاني يَقُولُ: سمعت العبّاس بن سورة يقول: سمعت يحيى بن معين عن عليّ بن المديني وعن الحميدي، أيهما أعلم؟ فقال: ينبغي للحميدي أن يكتب عَن آخر عَن علي بن المديني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: قيل لأبي داود: علي أعلم أم أَحْمَد؟ قَالَ: علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الإسماعيلي قَالَ: سئل الفرهياني عَن يَحْيَى، وعلي، وأحمد، وأبي خيثمة. فقال: أما علي فأعلمهم بالحديث والعلل، ويحيى أعلمهم بالرجال، وأحمد بالفقه، أبو خيثمة من النبلاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بْن مُحَمَّد قلت: يَحْيَى بْن معين هل كان يحفظ؟ فقال لا، إنما كان عنده معرفة، فقلت لأبي عليّ فعلي بن المديني كان يحفظ؟
فقال نعم ويعرف.
أَخْبَرَنَا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن حفص بْن أسلم، حَدَّثَنَا أَبُو الْحسين مُحَمَّد بْن طالب بْن علي النسفي قَالَ: سمعت صالح بْن مُحَمَّد يَقُول: أعلم من أدركت بالحديث وعلله، علي بن المديني، وأفقههم في الحديث بن حنبل، وأمهرهم بالحديث سليمان الشاذكوني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: عليّ بن المديني خير من عشرة آلاف مثل الشاذكوني.
قرأت على ابْن الفضل عَنْ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن الأزهر، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القطواني قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام قَالَ: انتهى العلم إِلَى أربعة. أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة أسردهم له، وأحمد بْن حنبل أفقههم فيه، وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بْن معين أكتبهم له.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف قَالَ: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرعرة يَقُولُ: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لعلي بن المديني: ويحك يا علي، إني أراك تتبع الحديث تتبعا لا أحسبك تموت حتى تبتلي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن منجاب الطّيّبي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ساكن ، حَدَّثَنَا أزهر بْن جميل الشطي- وكتبه عني أَبُو حاتم- قَالَ: كنا عند يَحْيَى أنا وعبد الرحمن، وسفيان الرأس ، وعلي بن المديني وغيرهم، إذ جاء عبد الرحمن بن مهدي منتقع اللون أشعث، فسلم فقال له يحيى: ما حالك يا أبا سعيد؟ قَالَ على خير حال، قَالَ رأيت البارحة فِي المنام كأن قوما من أصحابنا قد نكسوا. قَالَ علي بن المديني: يا أبا سعيد هو خير، قَالَ الله
تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
[يس 68] قال عبد الرّحمن اسكت- فو الله إنك لفي القوم.
وأخبرنا عبد الملك، أخبرنا ابن بنجاب، حدّثنا أحمد بن محمّد بن شاكر، حَدَّثَنِي الأثرم قَالَ: سمعت الأصمعي وهو يَقُولُ لعلي بن المديني: واللَّه يا علي لتتركن الإسلام وراء ظهرك.
قرأت على الحسن بْن أَبِي بكر عَن أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه- غلام الخليل- عَن العباس بْن عَبْد العظيم العنبري قَالَ: دخلت على عليّ بن المديني يوما فرأيته واجما مغموما، فقلت ما شأنك؟ قَالَ: رؤيا رأيتها، قَالَ: قلت وما هي؟ قَالَ: رأيت كأني أخطب على منبر داود النبي صلّى الله عليه وسلّم. قال فقلت خيرا، رأيت أنك تخطب على منبر نبي، فقال لو رأيت كأني أخطب على منبر أيوب كان خيرا لي، لأن أيوب بلي فِي بدنه، وداود فتن فِي دينه، وأخشى أن أفتن فِي ديني. فكان منه ما كان.
قلت: يعني أنه أجاب لما امتحن إِلَى القول بخلق القرآن.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عليّ الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثنا الحسين بن فهم، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ لِلْمُعْتَصِمِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا يَزْعُمُ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَى فِي الآخِرَةِ، وَالْعَيْنُ لا تَقَعُ إِلا عَلَى مَحْدُودٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى لا يُحَدُّ. فَقَالَ لَهُ الْمُعْتَصِمُ: مَا عِنْدَكَ فِي هَذَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ؟
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غندر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ ابن أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ، فَنَظَرَ إِلَى الْبَدْرِ. فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْبَدْرَ، لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ»
فقال لأحمد بْن أَبِي دؤاد: ما عندك فِي هذا؟ قَالَ: أنظر فِي إسناد هذا الحديث، وكان هذا فِي أول يوم ثم انصرف، فوجه ابن أَبِي دؤاد إلى عليّ بن المديني- وهو بِبَغْدَادَ مملق ما يقدر على درهم- فأحضره فما كلمه بشيء حتى وصله بعشرة آلاف درهم وقال له: هذه وصلك بها أمير المؤمنين، وأمر أن يدفع إليه جميع ما استحق من أرزاقه، وكان له رزق سنتين، ثم قَالَ له يا أبا الحسن حديث جرير بْن عَبْد اللَّه فِي الرؤية ما هو؟ قَالَ: صحيح، قَالَ: فهل عندك فيه شيء؟ قَالَ: يعفيني
القاضي من هذا. فقال: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر. ثم أمر له بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه، ولم يزل حتى قَالَ له: فِي هذا الإسناد من لا يعمل عليه ولا على ما يرويه، وهو قيس بْن أَبِي حازم، إنما كان أعرابيا بوَّالا على عقبيه. فقبل ابن أَبِي دؤاد ابن المديني واعتنقه، فلما كان الغد، وحضروا قَالَ ابن أَبِي دؤاد: يا أمير المؤمنين يحتج فِي الرؤية بحديث جرير، وإنما رواه عنه قيس بْن أَبِي حازم وهو أعرابي بوَّال على عقبيه، قَالَ: فقال أَحْمَد بْن حنبل بعد ذلك: فحين أطلع لي هذا، علمت أنه من عمل علي ابْن المديني: فكان هذا وأشباهه من أوكد الأمور فِي ضربه.
قلت: أما ما حكي عَن علي بن المديني فِي هذا الخبر من أن قيس بْن أَبِي حازم لا يعمل على ما يرويه لكونه أعرابيا بوالا على عقبيه، فهو باطل. وقد نزه اللَّه عليا عَن قول ذلك، لأن أهل الأثر- وفيهم علي- مجمعون على الاحتجاج برواية قيس بْن أَبِي حازم وتصحيحها، إذا كان من كبراء تابعي أهل الكوفة، وليس فِي التابعين من أدرك العشرة المقدمين، وروى عنهم غير قيس، مع روايته عَن خلق من الصحابة سوى العشرة، ولم يحك أحد ممن ساق خبر محنة أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل أنه نوظر فِي حديث الرؤية فإن كان هذا الخبر المحكي عَن ابن فهم محفوظا فأحسب أن ابن أَبِي دؤاد تكلم فِي قيس بْن أَبِي حازم بما ذكر في الحديث وعزا ذلك إلى عليّ بن المديني والله أعلم.
وقد ذكر عليّ بن المديني قيس بْن أَبِي حازم فقال ما: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ: قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر- قَالَ: قَالَ علي بْن عَبْد اللَّه المديني: قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد بن أَبِي وقاص، والزبير، وطلحة بْن عبيد اللَّه، وأبي شهم ، وجرير بْن عَبْد اللَّه البجلي، وأبي مسعود البدري، وخباب بْن الأرت، والمغيرة بْن شعبة، ومرداس بْن مالك الأسلمي، والمستورد بْن شداد الفهري، ودكين بْن سعيد المزني، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وأبي سفيان بن حرب، وخالد بن الوليد، وحذيفة بْن اليمان، وعبد اللَّه بْن مسعود، وسعيد بْن زيد، وأبي جحيفة. قيل لعلي: هؤلاء كلهم سمع منهم قيس بْن أَبِي حازم سماعا؟ قَالَ:
نعم سمع منهم سماعا، ولولا ذلك لم نعزه له سماعا، قيل له: شهد الجمل؟ قَالَ: لا
وكان عثمانيا، وروى أيضا عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وعن قيس بن فهد، وروى عَن بلال ولم يلقه، وعن الصنابح بْن الأعسر الأحمسي. وروى عَن عقبة بْن عامر، ولا أدري سمع منه أم لا، وعن قيس بن قهد سماعا. قال وقال: رأيت أسماء بنت أَبِي بكر. وأبوه أَبُو حازم- واسم أَبِي حازم عوف بْن عَبْد الحارث- وروى عن عمار، واختلفوا عن أَبِي خالد فيه فقال بعضهم: عَن ابن أبي خالد عن يحيى بن عابس قَالَ عمار: ادفنوني فِي ثيابي. وقال بعضهم إِسْمَاعِيل عَن قيس عَن عمار ادفنوني في ثيابي.
أخبرني العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: أجود التابعين إسنادا، قيس بن أبي حازم، روى عن تسعة من العشرة، لم يرو عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
قلت: والذي يحكي عن عليّ بن المديني أنه روى لابن أَبِي دؤاد حديثا عن الوليد ابن مسلم فِي القرآن، كان الوليد أخطأ فِي لفظة منه، فكان أَحْمَد بْن حنبل ينكر على علي روايته ذلك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ: قلت لأبي عبد الله: إن عليّ بن المديني حدث عَن الوليد بْن مسلم حديث عُمَر، كلوه إِلَى خالقه؟ فقال: هذا كذب، ثم قَالَ: هذا كتبناه عَن الوليد، إنما هو فكلوه إلى عالمه، هذا كذاب. وهذه اللفظة التي حكيت عن عليّ بن الْمَدِينِيِّ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ غَيْرُهَا.
وَالْحَدِيثُ قَدْ: أَخْبَرَنِيهِ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن بكير، أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، حدّثنا عليّ بن عبد الله المديني، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حدّثنا الزّهريّ قال: حدثني أنس ابن مالك قال: بينا عُمَرُ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، إِذْ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا
[عبس 27- 31] ثُمَّ قَالَ: هَذَا كُلُّهُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الأَبُّ؟ قَالَ: وَفِي يَدِهِ عُصَيَّةٌ يَضْرِبُ بِهَا الأَرْضَ، فَقَالَ: هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ التَّكَلُّفُ، فَخُذُوا أَيُّهَا النَّاسُ بِمَا بُيِّنَ لَكُمْ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا لَمْ تَعْرِفُوهُ فَكِلُوهُ إِلَى رَبِّهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ: قلت لأبي عبد الله
أحمد بن حنبل: إن عليّ بن المديني يحدث عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزهري عَن أنس عَن عُمَر «كلوه إِلَى خالقه» . فقال أَبُو عَبْد اللَّه: كذب. حدّثنا الوليد ابن مسلم مرتين، ما هو هكذا، إنما هو كلوه إِلَى عالمه. قلت لأبي عَبْد اللَّه: إن عباسا العنبري قَالَ لما حدث به بالعسكر قلت لعلي بن المديني إنهم قد أنكروه عليك؟ فقال حدثتكم به بالبصرة- وذكر أن الوليد أخطأ فيه. فغضب أَبُو عَبْد اللَّه وقال: فنعم قد علم- يعني عليّ بن المديني- أن الوليد أخطأ فيه، فلم أراد أن يحدثهم به؟ يعطيهم الخطأ؟ وكذبه أَبُو عَبْد اللَّه. قَالَ أَبُو بكر: وسمعت رجلا من أهل العسكر يَقُولُ لأبي عَبْد اللَّه: عليّ بن المديني يقرئك السلام، فسكت. وقال أَبُو بكر: قلت لأبي عَبْد اللَّه:
قَالَ لي عباس العنبري قال عليّ بن المديني وذكر رجلا فتكلم فيه- فقلت له: إنهم لا يقبلون منك، إنما يقبلون من أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قوي أَحْمَد على السوط وأنا لا أقوى.
أَخْبَرَنِي الحسين بْن علي الصيمري وأحمد بْن علي التوزي قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران بن موسى، أخبرني أبو بكر الجرجاني، حدّثنا أبو العيناء قال: دخل عليّ بن المديني على أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد بعد أن جرى من محنة أَحْمَد بْن حنبل ما جرى، فناوله رقعة وقال: هذه طرحت فِي داري، فقرأها فإذا هي فيها:
يا ابْن المديني الذي شُرعت له ... دنيا فجاد بدينه لينا لها
ماذا دعاك إِلَى اعتقاد مقالة ... قد كان عندك كافرا من قالها
أمر بدا لك رشده فقبلته ... أم زهرة الدنيا أردت نوالها؟
فلقد عهدتك- لا أبالك- مرة ... صعب المقادة للتي تدعى لها
إن الحريب لمن يُصاب بدينه ... لا من يرزّأ ناقة وفصالها
فقال له أَحْمَد: هذا بعض شراد هذا الوثني- يعني ابن الزيات- وقد هجا خيار الناس، وما هدم الهجاء حقا، ولا بنى باطلا، وقد قمت وقمنا من حق اللَّه بما يصغر قدر الدنيا عند كثير ثوابه، ثم دعا له بخمسة آلاف درهم فقال: اصرف هذه فِي نفقاتك وصدقاتك.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: قدم عليّ بن المديني البصرة فصار إليه بندار، فجعل علي يقول: قال أَبُو عَبْد اللَّه، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه فقال له بندار- على
رءوس الملأ- من أَبُو عَبْد اللَّه؟ أَحْمَد بْن حنبل؟ قَالَ: لا، أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد. قَالَ بندار: عند اللَّه أحتسب خطاي، شُبِّه عليَّ هذا، وغضب، وقام.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرّزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي قَالَ:
كان عند إِبْرَاهِيم الحربي قمطر من حديث عليّ بن المديني وما كان يحدث به، فقيل له لم لا تحدث عنه؟ قَالَ: لقيته يوما وبيده نعله وثيابه في فمه، فقلت إلى أين؟ فقال:
ألحق الصلاة خلف أَبِي عبد الله، فظننت أنه يعني أَحْمَد بْن حنبل، فقلت: من أَبُو عَبْد اللَّه؟ قَالَ: أَبُو عَبْد اللَّه بن أبي دؤاد، والله لا حدثت عنك بحرف.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ.
وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أيوب بْن المعافى قالا: قيل لأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي: أكان عليّ بن المديني يتهم بشيء من الكذب؟ فقال لا، إنما كان حدث بحديث فزاد فِي خبره كلمة ليرضى بها ابن أبي دؤاد. قال: وسئل إِبْرَاهِيم فقيل له: كان يتكلم علي بن المديني فِي أَحْمَد بْن حنبل؟ فقال لا، إنما كان إذا رأى فِي كتاب حديثا عَن أَحْمَد قَالَ: اضرب على ذا، ليرضى به ابن أَبِي دؤاد، وكان قد سمع من أَحْمَد، وكان فِي كتابه سمعت أَحْمَد، وقال أَحْمَد، وحَدَّثَنَا أَحْمَد، وكان ابن أَبِي دؤاد إذا رأى فِي كتابه حديثا عَن الأصمعي قَالَ اضرب على ذا ليرضي نفسه بذلك.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: يَقُولُ لي ابن المديني ما يمنعك أن تكفرهم؟ - يعني الجهمية- قَالَ: وكنت أنا أولا أمتنع أن أكفرهم، حتى قَالَ ابن المديني ما قَالَ، فلما أجاب إِلَى المحنة كتبت إليه كتابا أذكره اللَّه، وأذكره ما قَالَ لي فِي تكفيرهم، قَالَ فقال ابن المديني- أو قَالَ أَخْبَرَنِي رجل عنه- أنه بكى حين قرأ كتابي، قَالَ ثم رأيته بعد فقلت له، فقال: ما فِي قلبي مما قلت وأجبت إليه شيء، ولكني خفت أن أقتل، قَالَ: وتعلم ضعفي أني لو ضربت سوطا واحدا لمت، أو قَالَ شيئا نحو هذا قَالَ ابن عمار ورفع عني ابن أَبِي دؤاد امتحانه إياي من قبل ابن المديني، شفع إلى ابن لابن أبي دؤاد، ورفع عَن غير واحد من أهل الموصل من أجلي.
قَالَ ابن عمار: ما أجاب إِلَى ما أجاب ديانة، إلا خوفا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: أخبرت عَن أَبِي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعت علي بْن سلمة يَقُولُ: سمعت علي بْن الحسين بْن الوليد يَقُولُ: حين ودعت علي بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر قَالَ: بلغ أصحابنا عني أن القوم كفار ضلال، ولم أجد بدا من متابعتهم، لأني جلست فِي بيت مظلم ثمانية أشهر، وفي رجلي قيد ثمانية أمنان حتى خفت على بصري، فإن قالوا يأخذ منهم، فقد سبقت إلى ذلك، فقد أخذ من هو خير مني.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ مسدد بْن أَبِي يُوسُف القلوسي يَقُولُ: سمعت أبي يقول: قلت لعلي بن المديني مثلك فِي علمك يجيب إِلَى ما أجبت إليه؟ فقال لي: يا أبا يُوسُف ما أهون عليك السيف.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر عنده علي ابْن المديني فحملوا عليه- فقلت ليحيى: يا أبا زكريا، ما علي عند الناس إلا مرتد.
فقال: ما هو بمرتد، هو على إسلامه رجل خاف فقال ما عليه؟
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الحافظ يذكر فضل عليّ بن المديني، وتقدمه وتبحره فِي هذا العلم، فقال له بعض أصحابنا: قد تكلم فيه عَمْرو بْن علي. فقال:
والله لو وجدت قوة لخرجت إِلَى البصرة، فبلت على قبر عَمْرو بْن علي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا على المنبر يَقُولُ: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم أن اللَّه لم يكلم مُوسَى على الحقيقة فهو كافر.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ- قبل أن يموت بشهرين-: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، ومن قَالَ مخلوق فهو كافر.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه العنزي يَقُولُ: سمعت عُثْمَان بْن سعيد الدارمي يقول: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: هو كفر- يعني من قَالَ القرآن مخلوق-.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة أربع وثلاثين ومائتين، فيها مات علي بن عبد الله بن المديني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق قَالَ: ومات علي بن المديني- وأقدمه المتوكل إلى هاهنا ورجع إِلَى البصرة فمات سنة أربع وثلاثين.
قلت: بسر من رأى مات لا بالبصرة.
أخبرنا العتيقي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ البغوي: مات عليّ بن المديني بسامرا سنة أربع وثلاثين، وقد كتبت عنه.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراسانيّ، أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات علي ابْن المديني المحدث بسر من رأى فِي ذي القعدة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: مات عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بْن نجيح- أَبُو الحسن سنة أربع وثلاثين ومائتين يوم الإثنين ليومين بقيا من ذي القعدة بالعسكر.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات عليّ بن المديني، وأبو بكر بْن أَبِي شيبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار قَالَ: مات عليّ بن المديني سنة خمس وثلاثين، والقول الأول أصح، والله أعلم.
آخر الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
[تتمة باب العين]
[تتمة ذكر من اسمه علي]
[تتمة حرف العين من آباء العليين]
بصري الدار، وهو أحد أئمة الحديث فِي عصره، والمقدم علي حفاظ وقته. وأبوه محدث مشهور. روى عَن غير واحد من مشيخة مالك بْن أنس، وجده جعفر بن
نجيح. روى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الصديق. فأما علي فسمع أباه، وحماد بْن زيد، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وعبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وهشيم بْن بشير، وسفيان بْن عيينة، وجرير بْن عَبْد الحميد، والوليد بْن مسلم، وبشر بْن المفضل، ويحيى بْن سعيد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، ويزيد بْن زريع، وابن علية، وخالد بْن الحارث، وغندرا، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومعاذ ابن معاذ وعبد الوهاب الثقفي، وحرمي بْن عمارة، وأبا داود الطيالسي وهشام بْن يُوسُف، وعبد الرزاق بْن همام. وقدم بَغْدَاد وَحدث بها فروى عنه أَحْمَد بْن حنبل، وابنه صالح، وابن عمه حَنْبَل بْن إِسْحَاق، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأحمد بْن منصور الرمادي، وإسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بْن يَحْيَى الذهلي، وأبو يَحْيَى صاعقة، والفضل بْن سهل الأعرج، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وَأبو حاتم الرَّازِيّ، وعلي بن أحمد بن النضر الأودي، وأبو شعيب الحراني، ومحمد بْن أَحْمَد بْن البراء، وأبو علي المعمري.
وقال أَبُو حاتم الرازي: كان علي علما فِي الناس فِي معرفة الحديث والعلل، وكان أَحْمَد لا يسميه، إنما يكنيه تبجيلا له، قَالَ: وما سمعت أَحْمَد سماه قط.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قَالَ: سنة إحدى وستين فيها ولد عليّ بن المديني.
قلت: وكان مولده بالبصرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي الحافظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد
ابن ناجية، وعلي بْن أَحْمَد بْن مروان، ومحمد بْن خالد بْن يزيد البرذعي قالوا:
حَدَّثَنَا أَبُو رفاعة عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد العدوي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بشار قَالَ: سمعت سُفْيَان بن عيينة يقول: حدثني عليّ بن المديني عَن أَبِي عاصم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فذكر حديثا، ثم قَالَ سُفْيَان: تلومني على حب علي؟! والله والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سنان قَالَ: كان سُفْيَان بن عيينة يقول لعلي بن المديني- ويسميه حية الوادي- إذا استفتى سُفْيَان، أو سئل عَن شيء يَقُولُ: لو كان حية الوادي.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الاسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا سيار الفرهياني قَالَ: سمعت عباسا العنبري يَقُولُ: كان سُفْيَان بْن عيينة يسمى علي ابن المديني حية الوادي.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحجّاج بن رشدين، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سمعت محمّد ابن قدامة الجوهري قَالَ: سمعت ابْن عيينة يَقُولُ: إني لارغب بنفسي عَن مجالستكم منذ ستين سنة، ولولا عليّ بن المديني ما جلست.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حدّثنا أبو عليّ صالح بن محمّد، حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهريّ، حَدَّثَنَا خلف بْن الوليد الجوهري قَالَ: خرج علينا ابن عيينة يوما ومعنا عليّ بن المديني، فقال: لولا علي لم أخرج إليكم.
أَخْبَرَنَا علي بْن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا علي بْن سعيد الرازي قَالَ: سمعت ابن زنجلة يَقُولُ: كنا عند ابن عيينة- وعنده رئيسا أصحاب الحديث- فقال: الرجل الذي قد روينا عنه أربعة أحاديث. الذي يحدث عَنْ أصحاب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال ابن المديني: زياد بْن علاقة، فقال ابن عيينة: زياد بْن علاقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي- بنيسابور- أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي، حدّثنا إبراهيم بن عليّ الذهلي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي
عَمْرو قَالَ: قَالَ حفص بْن محبوب الخزاعي: كنت عند سُفْيَان بْن عيينة ومعنا علي بن المديني، وابن الشاذكوني، فلما قام- يعني ابن المديني- قَالَ: - يعني سُفْيَان بْن عيينة إذا قامت الخيل لم يجلس مع الرجالة.
وأَخْبَرَنَا أبو حازم، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد الغطريفي قَالَ: سمعت الساجي يَقُولُ: سمعت العباس بْن عَبْد العظيم العنبري يَقُولُ: سمعت روح بْن عَبْد المؤمن يَقُولُ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي يقول: عليّ بن المديني أعلم الناس بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخاصة بحديث ابن عيينة.
أخبرنا أبو سعد الماليني، أخبرنا أبو عبد الله بن عدي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي قرصافة، حدّثنا محمّد بن عليّ بن داود بن أخت غزال.
وأخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفّر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الحجّاج، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بْن سعيد يَقُولُ: الناس يلومونني فِي قعودي مع علي، وأنا أتعلم من علي أكثر مما يتعلم مني. لفظ حديث الماليني.
أخبرنا أبو حازم العبدوي، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، حدّثنا زكريا الساجي- إملاء- حدّثنا صالح جزرة، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه القواريري قَالَ: سمعت يَحْيَى القطّان يقول: يلومونني في حب عليّ بن المديني وأنا أتعلم منه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت عباسا- يعني العنبري- يَقُولُ: كان يَحْيَى بْن سعيد القطان ربما قَالَ: لا أحدث شهرا، ولا أحدث كذا، فحَدَّثَنِي- ذكر رجلا من أصحاب الحديث نسيته قَالَ: بلغني أن يَحْيَى حدثه- يعني لابن المديني- قبل انقضاء المدة التي كان ذكرها قَالَ: فأتيت يَحْيَى فقلت له إنه بلغني أنك حدثت عليا ولم تنقض المدة التي ذكرت؟
فقال: إني كلما قلت لا أحدث إلا كذا، استثنيت عليا، ونحن نستفيد من علي أكثر مما يستفيد منا.
قرأنا عَلَى الجوهري عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: علي بن المديني من أروى الناس عَن يَحْيَى بْن سعيد، إني أرى عنده أكثر من عشرة آلاف.
قلت ليحيى: أكثر من مسدد؟ قَالَ: نعم! إن يَحْيَى بْن سعيد كان يكرمه ويدنيه، وكان صديقه- يعني عليا- وكان علي يلزمه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت أبا قدامة يَقُولُ: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: رأيت فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قَالَ أَبُو قدامة: فصدق اللَّه رؤياه، بلغ فِي الحديث مبلغا لم يبلغه أحد- أو لم يبلغه كبير أحد-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بْن يعقوب بْن أَبِي عباد القلزمي- وكان من أصحاب علي- قَالَ: جاءنا علي بن المديني يوما فقال: رأيت هذه الليلة كأني مددت يدي فتناولت أنجما من نجوم السماء، قَالَ: فمضينا معه إِلَى بعض المعبرين فقص عليه فقال: يا هذا ستنال علما فانظر كيف تكون. فقال له بعض أصحابنا: لو نظرت فِي شيء من الفقه، كأنه يريد الرأي، فقال: إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن علي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الحافظ يَقُولُ:
سمعت وليد بْن القاسم يَقُولُ: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن النسوي يَقُولُ: كأن اللَّه خلق عليّ بن المديني لهذا الشأن.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار قَالَ: سمعت عباسا العنبري يَقُولُ: كان عليّ بن المديني بلغ ما لو قضى له أن يتم على ذاك، لعله كان تقدم على الحسن البصري، كان الناس يكتبون قيامه، وقعوده، ولباسه، وكل شيء يَقُولُ ويفعل- أو نحو هذا-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي أَبُو بشر بكر بْن خلف قَالَ: قدمت مكة وبها شاب حافظ، فكان يذاكرني المسند بطرقه، فقلت له: من أين لك هذا؟ قَالَ: أخبرك، طلبت إِلَى علي أيام سُفْيَان أن يحدثني بالمسند، فقال: قد عرفت أنك إنما تريد بما تطلب المذاكرة، فإن ضمنت لي أنك تذاكر ولا تسميني فعلت، قَالَ: فضمنت له واختلفت إليه، فجعل يحَدِّثَنِي بذا الذي أذاكرك به حفظا.
قَالَ أَبُو يُوسُف يعقوب: فذكرت هذه لبعض ولد جويرية بْن أسماء ممن كان يلزم عليا فقال: سمعت عليا يَقُولُ: غبت عَن البصرة فِي مخرجي إِلَى اليمن- أظنه ذكر
ثلاث سنين وأمي حية- قَالَ: فلما قدمت عليها جعلت تقول: يا بني فلان لك صديق، وفلان لك عدو، فقلت لها من أين علمت يا أمة؟ قالت كان فلان وفلان فذكرت فيهم يحيى بن سعيد- يجيئون مسلمين، فيعزوني ويقولون اصبري، فلو قد قدم عليك سرك الله بما ترين، فعلمت أن هؤلاء محبوك وأصدقاؤك، وفلان وفلان إذا جاءوا يقولون لي اكتبي إليه وضيقي عليه، وحرجي عليه ليقدم عليك، هذا ونحوه.
قال: فأخبرني العباس بْن عَبْد العظيم، أو هذا الذي من ولد جويرية قَالَ: قَالَ علي:
كنت صنفت المسند على الطرق مستقصي، وكتبته فِي قراطيس، وصيرته في قمطر كبيرة، وخلفته فِي المنزل وغبت هذه الغيبة، فلما قدمت ذهبت يوما لأطالع ما كنت كتبت، قَالَ فحركت القمطر فإذا هي ثقيلة رزينة بخلاف ما كانت، ففتحتها فإذا الأرضة قد خالطت الكتب فصارت طينا فلم أنشط بعد لجمعه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو حامد بن جبلة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت أبا يحيى يقول: كان عليّ بن المديني إذا قدم بغداد، وتصدر الحلقة، وجاء أَحْمَد، ويحيى، وخلف، والمعيطي، والناس، يتناظرون، فإذا اختلفوا فِي شيء تكلم فيه علي.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، حدثني محمّد بن أحمد القرميسيني المستملي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يزداد يَقُولُ: سمعت أحمد بن يوسف النجيرمي يقول: سمعت الأعين يقول: رأيت عليّ بن المديني مستلقيا، وأحمد بْن حنبل عَن يمينه، ويحيى بْن معين عَن يساره، وهو يملي عليهما.
أخبرني الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: كان عليّ بن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة، وإذا ذهب إِلَى البصرة أظهر التشيع.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بأصبهان- قَالَ:
سمعت أبا بكر بن المقرئ يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي يَقُولُ:
سمعت أبا أمية الطرسوسي يقول: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: ربما أذكر الحديث فِي الليل فآمر الجارية تسرج السراج فأنظر فيه.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، حدّثنا محمّد ابن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يونس يقول: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: تركت من حديثي مائة ألف حديث، فيها ثلاثون ألفا لعباد بْن صهيب.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا أبو حامد بن جبلة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري وقلت له: ما تشتهي؟ قَالَ: اشتهي أن أقدم العراق وعلي بْن عَبْد اللَّه حي فأجالسه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ الحسن بْن الحسين البخاري يَقُولُ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن معقل يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري يَقُولُ: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن فارس النيسابوري قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
سمعت أَحْمَد بْن سعيد- يعني الرباطي- قَالَ: قَالَ علي: ما نظرت فِي كتاب شيخ، فاحتجت إلى السؤال به عَن غيري.
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بن محمد بن عليّ الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخاري- حَدَّثَنَا أَبُو عبيدة أسامة بْن مُحَمَّد بْن الّليث الكندي، أخبرنا مُحَمَّد بْن سعيد بْن محمود قَالَ: سمعت الحسين بْن أَبِي حماد السجستاني يَقُولُ: سمعت العبّاس بن سورة يقول: سمعت يحيى بن معين عن عليّ بن المديني وعن الحميدي، أيهما أعلم؟ فقال: ينبغي للحميدي أن يكتب عَن آخر عَن علي بن المديني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: قيل لأبي داود: علي أعلم أم أَحْمَد؟ قَالَ: علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الإسماعيلي قَالَ: سئل الفرهياني عَن يَحْيَى، وعلي، وأحمد، وأبي خيثمة. فقال: أما علي فأعلمهم بالحديث والعلل، ويحيى أعلمهم بالرجال، وأحمد بالفقه، أبو خيثمة من النبلاء.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بْن مُحَمَّد قلت: يَحْيَى بْن معين هل كان يحفظ؟ فقال لا، إنما كان عنده معرفة، فقلت لأبي عليّ فعلي بن المديني كان يحفظ؟
فقال نعم ويعرف.
أَخْبَرَنَا أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن حفص بْن أسلم، حَدَّثَنَا أَبُو الْحسين مُحَمَّد بْن طالب بْن علي النسفي قَالَ: سمعت صالح بْن مُحَمَّد يَقُول: أعلم من أدركت بالحديث وعلله، علي بن المديني، وأفقههم في الحديث بن حنبل، وأمهرهم بالحديث سليمان الشاذكوني.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: عليّ بن المديني خير من عشرة آلاف مثل الشاذكوني.
قرأت على ابْن الفضل عَنْ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن الأزهر، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القطواني قَالَ: سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام قَالَ: انتهى العلم إِلَى أربعة. أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة أسردهم له، وأحمد بْن حنبل أفقههم فيه، وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بْن معين أكتبهم له.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عليّ المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف قَالَ: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرعرة يَقُولُ: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لعلي بن المديني: ويحك يا علي، إني أراك تتبع الحديث تتبعا لا أحسبك تموت حتى تبتلي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن منجاب الطّيّبي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ساكن ، حَدَّثَنَا أزهر بْن جميل الشطي- وكتبه عني أَبُو حاتم- قَالَ: كنا عند يَحْيَى أنا وعبد الرحمن، وسفيان الرأس ، وعلي بن المديني وغيرهم، إذ جاء عبد الرحمن بن مهدي منتقع اللون أشعث، فسلم فقال له يحيى: ما حالك يا أبا سعيد؟ قَالَ على خير حال، قَالَ رأيت البارحة فِي المنام كأن قوما من أصحابنا قد نكسوا. قَالَ علي بن المديني: يا أبا سعيد هو خير، قَالَ الله
تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
[يس 68] قال عبد الرّحمن اسكت- فو الله إنك لفي القوم.
وأخبرنا عبد الملك، أخبرنا ابن بنجاب، حدّثنا أحمد بن محمّد بن شاكر، حَدَّثَنِي الأثرم قَالَ: سمعت الأصمعي وهو يَقُولُ لعلي بن المديني: واللَّه يا علي لتتركن الإسلام وراء ظهرك.
قرأت على الحسن بْن أَبِي بكر عَن أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه- غلام الخليل- عَن العباس بْن عَبْد العظيم العنبري قَالَ: دخلت على عليّ بن المديني يوما فرأيته واجما مغموما، فقلت ما شأنك؟ قَالَ: رؤيا رأيتها، قَالَ: قلت وما هي؟ قَالَ: رأيت كأني أخطب على منبر داود النبي صلّى الله عليه وسلّم. قال فقلت خيرا، رأيت أنك تخطب على منبر نبي، فقال لو رأيت كأني أخطب على منبر أيوب كان خيرا لي، لأن أيوب بلي فِي بدنه، وداود فتن فِي دينه، وأخشى أن أفتن فِي ديني. فكان منه ما كان.
قلت: يعني أنه أجاب لما امتحن إِلَى القول بخلق القرآن.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عليّ الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدّثنا الحسين بن فهم، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ لِلْمُعْتَصِمِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا يَزْعُمُ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَى فِي الآخِرَةِ، وَالْعَيْنُ لا تَقَعُ إِلا عَلَى مَحْدُودٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى لا يُحَدُّ. فَقَالَ لَهُ الْمُعْتَصِمُ: مَا عِنْدَكَ فِي هَذَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ؟
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غندر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ ابن أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ، فَنَظَرَ إِلَى الْبَدْرِ. فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْبَدْرَ، لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ»
فقال لأحمد بْن أَبِي دؤاد: ما عندك فِي هذا؟ قَالَ: أنظر فِي إسناد هذا الحديث، وكان هذا فِي أول يوم ثم انصرف، فوجه ابن أَبِي دؤاد إلى عليّ بن المديني- وهو بِبَغْدَادَ مملق ما يقدر على درهم- فأحضره فما كلمه بشيء حتى وصله بعشرة آلاف درهم وقال له: هذه وصلك بها أمير المؤمنين، وأمر أن يدفع إليه جميع ما استحق من أرزاقه، وكان له رزق سنتين، ثم قَالَ له يا أبا الحسن حديث جرير بْن عَبْد اللَّه فِي الرؤية ما هو؟ قَالَ: صحيح، قَالَ: فهل عندك فيه شيء؟ قَالَ: يعفيني
القاضي من هذا. فقال: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر. ثم أمر له بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه، ولم يزل حتى قَالَ له: فِي هذا الإسناد من لا يعمل عليه ولا على ما يرويه، وهو قيس بْن أَبِي حازم، إنما كان أعرابيا بوَّالا على عقبيه. فقبل ابن أَبِي دؤاد ابن المديني واعتنقه، فلما كان الغد، وحضروا قَالَ ابن أَبِي دؤاد: يا أمير المؤمنين يحتج فِي الرؤية بحديث جرير، وإنما رواه عنه قيس بْن أَبِي حازم وهو أعرابي بوَّال على عقبيه، قَالَ: فقال أَحْمَد بْن حنبل بعد ذلك: فحين أطلع لي هذا، علمت أنه من عمل علي ابْن المديني: فكان هذا وأشباهه من أوكد الأمور فِي ضربه.
قلت: أما ما حكي عَن علي بن المديني فِي هذا الخبر من أن قيس بْن أَبِي حازم لا يعمل على ما يرويه لكونه أعرابيا بوالا على عقبيه، فهو باطل. وقد نزه اللَّه عليا عَن قول ذلك، لأن أهل الأثر- وفيهم علي- مجمعون على الاحتجاج برواية قيس بْن أَبِي حازم وتصحيحها، إذا كان من كبراء تابعي أهل الكوفة، وليس فِي التابعين من أدرك العشرة المقدمين، وروى عنهم غير قيس، مع روايته عَن خلق من الصحابة سوى العشرة، ولم يحك أحد ممن ساق خبر محنة أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل أنه نوظر فِي حديث الرؤية فإن كان هذا الخبر المحكي عَن ابن فهم محفوظا فأحسب أن ابن أَبِي دؤاد تكلم فِي قيس بْن أَبِي حازم بما ذكر في الحديث وعزا ذلك إلى عليّ بن المديني والله أعلم.
وقد ذكر عليّ بن المديني قيس بْن أَبِي حازم فقال ما: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ: قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر- قَالَ: قَالَ علي بْن عَبْد اللَّه المديني: قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد بن أَبِي وقاص، والزبير، وطلحة بْن عبيد اللَّه، وأبي شهم ، وجرير بْن عَبْد اللَّه البجلي، وأبي مسعود البدري، وخباب بْن الأرت، والمغيرة بْن شعبة، ومرداس بْن مالك الأسلمي، والمستورد بْن شداد الفهري، ودكين بْن سعيد المزني، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وأبي سفيان بن حرب، وخالد بن الوليد، وحذيفة بْن اليمان، وعبد اللَّه بْن مسعود، وسعيد بْن زيد، وأبي جحيفة. قيل لعلي: هؤلاء كلهم سمع منهم قيس بْن أَبِي حازم سماعا؟ قَالَ:
نعم سمع منهم سماعا، ولولا ذلك لم نعزه له سماعا، قيل له: شهد الجمل؟ قَالَ: لا
وكان عثمانيا، وروى أيضا عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وعن قيس بن فهد، وروى عَن بلال ولم يلقه، وعن الصنابح بْن الأعسر الأحمسي. وروى عَن عقبة بْن عامر، ولا أدري سمع منه أم لا، وعن قيس بن قهد سماعا. قال وقال: رأيت أسماء بنت أَبِي بكر. وأبوه أَبُو حازم- واسم أَبِي حازم عوف بْن عَبْد الحارث- وروى عن عمار، واختلفوا عن أَبِي خالد فيه فقال بعضهم: عَن ابن أبي خالد عن يحيى بن عابس قَالَ عمار: ادفنوني فِي ثيابي. وقال بعضهم إِسْمَاعِيل عَن قيس عَن عمار ادفنوني في ثيابي.
أخبرني العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: أجود التابعين إسنادا، قيس بن أبي حازم، روى عن تسعة من العشرة، لم يرو عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
قلت: والذي يحكي عن عليّ بن المديني أنه روى لابن أَبِي دؤاد حديثا عن الوليد ابن مسلم فِي القرآن، كان الوليد أخطأ فِي لفظة منه، فكان أَحْمَد بْن حنبل ينكر على علي روايته ذلك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ: قلت لأبي عبد الله: إن عليّ بن المديني حدث عَن الوليد بْن مسلم حديث عُمَر، كلوه إِلَى خالقه؟ فقال: هذا كذب، ثم قَالَ: هذا كتبناه عَن الوليد، إنما هو فكلوه إلى عالمه، هذا كذاب. وهذه اللفظة التي حكيت عن عليّ بن الْمَدِينِيِّ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ غَيْرُهَا.
وَالْحَدِيثُ قَدْ: أَخْبَرَنِيهِ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بْنُ الْحُسَيْن بْنِ أَحْمَدَ بن بكير، أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، حدّثنا عليّ بن عبد الله المديني، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حدّثنا الزّهريّ قال: حدثني أنس ابن مالك قال: بينا عُمَرُ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، إِذْ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا
[عبس 27- 31] ثُمَّ قَالَ: هَذَا كُلُّهُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الأَبُّ؟ قَالَ: وَفِي يَدِهِ عُصَيَّةٌ يَضْرِبُ بِهَا الأَرْضَ، فَقَالَ: هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ التَّكَلُّفُ، فَخُذُوا أَيُّهَا النَّاسُ بِمَا بُيِّنَ لَكُمْ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا لَمْ تَعْرِفُوهُ فَكِلُوهُ إِلَى رَبِّهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي قَالَ: قلت لأبي عبد الله
أحمد بن حنبل: إن عليّ بن المديني يحدث عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزهري عَن أنس عَن عُمَر «كلوه إِلَى خالقه» . فقال أَبُو عَبْد اللَّه: كذب. حدّثنا الوليد ابن مسلم مرتين، ما هو هكذا، إنما هو كلوه إِلَى عالمه. قلت لأبي عَبْد اللَّه: إن عباسا العنبري قَالَ لما حدث به بالعسكر قلت لعلي بن المديني إنهم قد أنكروه عليك؟ فقال حدثتكم به بالبصرة- وذكر أن الوليد أخطأ فيه. فغضب أَبُو عَبْد اللَّه وقال: فنعم قد علم- يعني عليّ بن المديني- أن الوليد أخطأ فيه، فلم أراد أن يحدثهم به؟ يعطيهم الخطأ؟ وكذبه أَبُو عَبْد اللَّه. قَالَ أَبُو بكر: وسمعت رجلا من أهل العسكر يَقُولُ لأبي عَبْد اللَّه: عليّ بن المديني يقرئك السلام، فسكت. وقال أَبُو بكر: قلت لأبي عَبْد اللَّه:
قَالَ لي عباس العنبري قال عليّ بن المديني وذكر رجلا فتكلم فيه- فقلت له: إنهم لا يقبلون منك، إنما يقبلون من أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قوي أَحْمَد على السوط وأنا لا أقوى.
أَخْبَرَنِي الحسين بْن علي الصيمري وأحمد بْن علي التوزي قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران بن موسى، أخبرني أبو بكر الجرجاني، حدّثنا أبو العيناء قال: دخل عليّ بن المديني على أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد بعد أن جرى من محنة أَحْمَد بْن حنبل ما جرى، فناوله رقعة وقال: هذه طرحت فِي داري، فقرأها فإذا هي فيها:
يا ابْن المديني الذي شُرعت له ... دنيا فجاد بدينه لينا لها
ماذا دعاك إِلَى اعتقاد مقالة ... قد كان عندك كافرا من قالها
أمر بدا لك رشده فقبلته ... أم زهرة الدنيا أردت نوالها؟
فلقد عهدتك- لا أبالك- مرة ... صعب المقادة للتي تدعى لها
إن الحريب لمن يُصاب بدينه ... لا من يرزّأ ناقة وفصالها
فقال له أَحْمَد: هذا بعض شراد هذا الوثني- يعني ابن الزيات- وقد هجا خيار الناس، وما هدم الهجاء حقا، ولا بنى باطلا، وقد قمت وقمنا من حق اللَّه بما يصغر قدر الدنيا عند كثير ثوابه، ثم دعا له بخمسة آلاف درهم فقال: اصرف هذه فِي نفقاتك وصدقاتك.
أخبرني البرقاني، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الآدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: قدم عليّ بن المديني البصرة فصار إليه بندار، فجعل علي يقول: قال أَبُو عَبْد اللَّه، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه فقال له بندار- على
رءوس الملأ- من أَبُو عَبْد اللَّه؟ أَحْمَد بْن حنبل؟ قَالَ: لا، أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد. قَالَ بندار: عند اللَّه أحتسب خطاي، شُبِّه عليَّ هذا، وغضب، وقام.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرّزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي قَالَ:
كان عند إِبْرَاهِيم الحربي قمطر من حديث عليّ بن المديني وما كان يحدث به، فقيل له لم لا تحدث عنه؟ قَالَ: لقيته يوما وبيده نعله وثيابه في فمه، فقلت إلى أين؟ فقال:
ألحق الصلاة خلف أَبِي عبد الله، فظننت أنه يعني أَحْمَد بْن حنبل، فقلت: من أَبُو عَبْد اللَّه؟ قَالَ: أَبُو عَبْد اللَّه بن أبي دؤاد، والله لا حدثت عنك بحرف.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ.
وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أيوب بْن المعافى قالا: قيل لأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي: أكان عليّ بن المديني يتهم بشيء من الكذب؟ فقال لا، إنما كان حدث بحديث فزاد فِي خبره كلمة ليرضى بها ابن أبي دؤاد. قال: وسئل إِبْرَاهِيم فقيل له: كان يتكلم علي بن المديني فِي أَحْمَد بْن حنبل؟ فقال لا، إنما كان إذا رأى فِي كتاب حديثا عَن أَحْمَد قَالَ: اضرب على ذا، ليرضى به ابن أَبِي دؤاد، وكان قد سمع من أَحْمَد، وكان فِي كتابه سمعت أَحْمَد، وقال أَحْمَد، وحَدَّثَنَا أَحْمَد، وكان ابن أَبِي دؤاد إذا رأى فِي كتابه حديثا عَن الأصمعي قَالَ اضرب على ذا ليرضي نفسه بذلك.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن خميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: يَقُولُ لي ابن المديني ما يمنعك أن تكفرهم؟ - يعني الجهمية- قَالَ: وكنت أنا أولا أمتنع أن أكفرهم، حتى قَالَ ابن المديني ما قَالَ، فلما أجاب إِلَى المحنة كتبت إليه كتابا أذكره اللَّه، وأذكره ما قَالَ لي فِي تكفيرهم، قَالَ فقال ابن المديني- أو قَالَ أَخْبَرَنِي رجل عنه- أنه بكى حين قرأ كتابي، قَالَ ثم رأيته بعد فقلت له، فقال: ما فِي قلبي مما قلت وأجبت إليه شيء، ولكني خفت أن أقتل، قَالَ: وتعلم ضعفي أني لو ضربت سوطا واحدا لمت، أو قَالَ شيئا نحو هذا قَالَ ابن عمار ورفع عني ابن أَبِي دؤاد امتحانه إياي من قبل ابن المديني، شفع إلى ابن لابن أبي دؤاد، ورفع عَن غير واحد من أهل الموصل من أجلي.
قَالَ ابن عمار: ما أجاب إِلَى ما أجاب ديانة، إلا خوفا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: أخبرت عَن أَبِي الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن زهير قَالَ: سمعت علي بْن سلمة يَقُولُ: سمعت علي بْن الحسين بْن الوليد يَقُولُ: حين ودعت علي بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر قَالَ: بلغ أصحابنا عني أن القوم كفار ضلال، ولم أجد بدا من متابعتهم، لأني جلست فِي بيت مظلم ثمانية أشهر، وفي رجلي قيد ثمانية أمنان حتى خفت على بصري، فإن قالوا يأخذ منهم، فقد سبقت إلى ذلك، فقد أخذ من هو خير مني.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعتُ مسدد بْن أَبِي يُوسُف القلوسي يَقُولُ: سمعت أبي يقول: قلت لعلي بن المديني مثلك فِي علمك يجيب إِلَى ما أجبت إليه؟ فقال لي: يا أبا يُوسُف ما أهون عليك السيف.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر عنده علي ابْن المديني فحملوا عليه- فقلت ليحيى: يا أبا زكريا، ما علي عند الناس إلا مرتد.
فقال: ما هو بمرتد، هو على إسلامه رجل خاف فقال ما عليه؟
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الحافظ يذكر فضل عليّ بن المديني، وتقدمه وتبحره فِي هذا العلم، فقال له بعض أصحابنا: قد تكلم فيه عَمْرو بْن علي. فقال:
والله لو وجدت قوة لخرجت إِلَى البصرة، فبلت على قبر عَمْرو بْن علي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا على المنبر يَقُولُ: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم أن اللَّه لم يكلم مُوسَى على الحقيقة فهو كافر.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ- قبل أن يموت بشهرين-: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، ومن قَالَ مخلوق فهو كافر.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه العنزي يَقُولُ: سمعت عُثْمَان بْن سعيد الدارمي يقول: سمعت عليّ بن المديني يَقُولُ: هو كفر- يعني من قَالَ القرآن مخلوق-.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
سنة أربع وثلاثين ومائتين، فيها مات علي بن عبد الله بن المديني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بْن إِسْحَاق قَالَ: ومات علي بن المديني- وأقدمه المتوكل إلى هاهنا ورجع إِلَى البصرة فمات سنة أربع وثلاثين.
قلت: بسر من رأى مات لا بالبصرة.
أخبرنا العتيقي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر قَالَ: قَالَ البغوي: مات عليّ بن المديني بسامرا سنة أربع وثلاثين، وقد كتبت عنه.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراسانيّ، أَخْبَرَنَا الحارث بْن مُحَمَّد قَالَ: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات علي ابْن المديني المحدث بسر من رأى فِي ذي القعدة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس، حَدَّثَنَا البخاري قَالَ: مات عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بْن نجيح- أَبُو الحسن سنة أربع وثلاثين ومائتين يوم الإثنين ليومين بقيا من ذي القعدة بالعسكر.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات عليّ بن المديني، وأبو بكر بْن أَبِي شيبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن رزق، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عبيد بن مُحَمَّدِ بْنِ خلف البزار قَالَ: مات عليّ بن المديني سنة خمس وثلاثين، والقول الأول أصح، والله أعلم.
آخر الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
[تتمة باب العين]
[تتمة ذكر من اسمه علي]
[تتمة حرف العين من آباء العليين]
علي بْن أَحْمَد بْن علي الداري النسوي، أَبُو الْحَسَن العميد:
قدم بغداد حاجّا في سنة ثمان وخمسمائة، وحدث بها عن أَبِي عَمْرو عَبْد الوهاب ابن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن منده وأبي المظفر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الكوسج الأصبهانيين، روى عَنْهُ أَبُو المعالي عَبْد الملك بْن علي الطبري.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الداري النسوي قدم علينا بغداد حاجًا في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسمائة وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الكاتب، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن البغدادي قالا: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة عليه، أنبأنا وَالِدِي [عَنْ] عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدِ بْنِ داود وإبراهيم قالوا: حدثنا مسدد بن قطن بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا يحيى بن المبارك السلمي، حدثنا الْحَسَنُ المرهيُّ عَنْ طَالُوتَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ يَزِيدَ الرقاشي عن بعض عمات
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَهِيدُ الْبَرِّ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ ذَنْبٍ إِلا الدَّيْنَ وَالأَمَانَةَ، وَشَهِيدُ الْبَحْرِ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ ذنب والدين والأمانة» .
قدم بغداد حاجّا في سنة ثمان وخمسمائة، وحدث بها عن أَبِي عَمْرو عَبْد الوهاب ابن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن منده وأبي المظفر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الكوسج الأصبهانيين، روى عَنْهُ أَبُو المعالي عَبْد الملك بْن علي الطبري.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الداري النسوي قدم علينا بغداد حاجًا في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسمائة وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم الكاتب، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن البغدادي قالا: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة عليه، أنبأنا وَالِدِي [عَنْ] عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدِ بْنِ داود وإبراهيم قالوا: حدثنا مسدد بن قطن بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا يحيى بن المبارك السلمي، حدثنا الْحَسَنُ المرهيُّ عَنْ طَالُوتَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ يَزِيدَ الرقاشي عن بعض عمات
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَهِيدُ الْبَرِّ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ ذَنْبٍ إِلا الدَّيْنَ وَالأَمَانَةَ، وَشَهِيدُ الْبَحْرِ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ ذنب والدين والأمانة» .
علي بْن طيفور بْن غالب، أَبُو الحسن النسوي :
سكن بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَن قتيبة بْن سعيد. روى عنه أبو بكر الشافي، وابن مالك القطيعي، وعمر بْن نوح البجلي، وغيرهم وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ- إِمْلاءً- حدّثنا عليّ بن طيفور، حدّثنا قتيبة، حدّثنا قاسم العمري، حدّثنا محمّد بن المنكدر، أَخْبَرَنِي جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَسَقَمُ السَّقِيمِ، لأَخَّرْتُ الْعَتَمَةَ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ:
ومات علي بْن طيفور بْن غالب النسوي يوم الخميس لعشر بقين من صفر من سنة ثلاثمائة.
سكن بَغْدَاد وَحَدَّثَ بها عَن قتيبة بْن سعيد. روى عنه أبو بكر الشافي، وابن مالك القطيعي، وعمر بْن نوح البجلي، وغيرهم وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ- إِمْلاءً- حدّثنا عليّ بن طيفور، حدّثنا قتيبة، حدّثنا قاسم العمري، حدّثنا محمّد بن المنكدر، أَخْبَرَنِي جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَسَقَمُ السَّقِيمِ، لأَخَّرْتُ الْعَتَمَةَ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بْن حامد الرُّخَّجِيّ:
ومات علي بْن طيفور بْن غالب النسوي يوم الخميس لعشر بقين من صفر من سنة ثلاثمائة.
علي بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الحسن الصوفي المعروف بالحصري :
كان أحد الموصوفين بالعبادة وشدة المجاهدة، وله كلام على الأحوال دوَّنه عنه الشيوخ، وحكى عَن أَبِي بَكْر الشبلي. روى عنه أَبُو سعد الماليني وغيره.
حَدَّثَنَا أَبُو سعد الحسين بْن عُثْمَان بْن أحمد الشّيرازيّ، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بكر أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عمار الأنطاكي الصوفي- بالدينور- قَالَ: سمعت أبا الحسن عليّ
ابن إِبْرَاهِيم الحصري يَقُولُ: كل من كان له غالب كانت غفلاته موقعة إِلَى ذلك الغالب، وكان غالبي فِي بدايتي قراءة القرآن، فكنت أجهد أن لا أقرأ، وكنت إذا غفلت قرأت فأقرأ ثلاثين آية، أربعين آية، فإذا ذكرت سكت، وإذا غفلت قرأت، فكانت هذه حالي. قَالَ: وسمعته يَقُولُ: كنت فِي بدايتي نحوا من خمسة عشر سنة أجلس بالليل على رجلي معلق، فإذا حملني النوم سقطت فأقول: اللَّه، فيقول الجيران:
اللَّه قتلك اللَّه أبادك، اللَّه أراحنا منك، حتى أصابني علة فِي رجلي فعجزت عَن ذلك.
وحدثنا أبو سعد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عمار قَالَ: سمعت الحصري يَقُولُ:
إن لم تعلموا هذا الطريق علمنا كم كما علمونا، قيل لنا إن مر بك فِي الأسبوع خاطر كفرت.
سمعت أبا عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن فضالة النيسابوري- بالري- يَقُولُ: سمعت بقية بْن علي الآمدي يَقُولُ: سمعت أبا الحسن الحصري يَقُولُ: لا يغرنكم صفاء الأوقات فإن تحتها آفات، ولا يغرنكم العطاء فإن العطاء عند أهل الصفاء مقت.
حَدَّثَنِي أَبُو طالب يَحْيَى بْن علي العجلي قَالَ: قَالَ أَبُو العباس النسوي: كان عليّ ابن إِبْرَاهِيم أَبُو الحسن الحصري شيخ بَغْدَاد فِي وقته، منفردا بلسان التوحيد لا يدانيه أحد، وكان أوحد زمانه فِي أحواله حسن المشاهدة، شاهده يدل على صدق حاله وسلامة صدره، وكان لا يخرج إلا من جمعة إِلَى جمعة.
مات ببغداد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان قد نيف على ثمانين سنة.
كان أحد الموصوفين بالعبادة وشدة المجاهدة، وله كلام على الأحوال دوَّنه عنه الشيوخ، وحكى عَن أَبِي بَكْر الشبلي. روى عنه أَبُو سعد الماليني وغيره.
حَدَّثَنَا أَبُو سعد الحسين بْن عُثْمَان بْن أحمد الشّيرازيّ، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بكر أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عمار الأنطاكي الصوفي- بالدينور- قَالَ: سمعت أبا الحسن عليّ
ابن إِبْرَاهِيم الحصري يَقُولُ: كل من كان له غالب كانت غفلاته موقعة إِلَى ذلك الغالب، وكان غالبي فِي بدايتي قراءة القرآن، فكنت أجهد أن لا أقرأ، وكنت إذا غفلت قرأت فأقرأ ثلاثين آية، أربعين آية، فإذا ذكرت سكت، وإذا غفلت قرأت، فكانت هذه حالي. قَالَ: وسمعته يَقُولُ: كنت فِي بدايتي نحوا من خمسة عشر سنة أجلس بالليل على رجلي معلق، فإذا حملني النوم سقطت فأقول: اللَّه، فيقول الجيران:
اللَّه قتلك اللَّه أبادك، اللَّه أراحنا منك، حتى أصابني علة فِي رجلي فعجزت عَن ذلك.
وحدثنا أبو سعد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عمار قَالَ: سمعت الحصري يَقُولُ:
إن لم تعلموا هذا الطريق علمنا كم كما علمونا، قيل لنا إن مر بك فِي الأسبوع خاطر كفرت.
سمعت أبا عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن فضالة النيسابوري- بالري- يَقُولُ: سمعت بقية بْن علي الآمدي يَقُولُ: سمعت أبا الحسن الحصري يَقُولُ: لا يغرنكم صفاء الأوقات فإن تحتها آفات، ولا يغرنكم العطاء فإن العطاء عند أهل الصفاء مقت.
حَدَّثَنِي أَبُو طالب يَحْيَى بْن علي العجلي قَالَ: قَالَ أَبُو العباس النسوي: كان عليّ ابن إِبْرَاهِيم أَبُو الحسن الحصري شيخ بَغْدَاد فِي وقته، منفردا بلسان التوحيد لا يدانيه أحد، وكان أوحد زمانه فِي أحواله حسن المشاهدة، شاهده يدل على صدق حاله وسلامة صدره، وكان لا يخرج إلا من جمعة إِلَى جمعة.
مات ببغداد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان قد نيف على ثمانين سنة.
علي، أبو الحسن النصيبي:
أحد شيوخ الصوفية، صاحب أسفار كثيرة على التجريد وقطع البادية، ذكره أبو العباس النسوي في «تأريخ الصوفية» من جمعه.
كتب إليَّ أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن الفضل الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النسوي بمكة قال: سمعت أبا عثمان مسعود بن صدقة النصيبي يقول: سمعت أبا بكر المصري يقول: قلت لأبي الحسن النصيبي: دخلت بغداد؟ نعم، قلت: كيف رأيت البغداديين؟
فقال: رأيت النساء تنطق بغرائب العلوم، قال: فلما وقعت بيني وبينهم المؤانسة، فقال لي أبو القاسم جنيد: لو جلست الساعة عن السفر فإنك قد ضعفت عنه، فقلت: يا أبا القاسم ما اختلف الفقهاء في الماء الجاري دائما وإنما اختلفوا في الماء الواقف، فقال:
يا أبا الحسن إذا كنت واقفا فكن بحرا لا يغيرك شيء.
أحد شيوخ الصوفية، صاحب أسفار كثيرة على التجريد وقطع البادية، ذكره أبو العباس النسوي في «تأريخ الصوفية» من جمعه.
كتب إليَّ أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن الفضل الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النسوي بمكة قال: سمعت أبا عثمان مسعود بن صدقة النصيبي يقول: سمعت أبا بكر المصري يقول: قلت لأبي الحسن النصيبي: دخلت بغداد؟ نعم، قلت: كيف رأيت البغداديين؟
فقال: رأيت النساء تنطق بغرائب العلوم، قال: فلما وقعت بيني وبينهم المؤانسة، فقال لي أبو القاسم جنيد: لو جلست الساعة عن السفر فإنك قد ضعفت عنه، فقلت: يا أبا القاسم ما اختلف الفقهاء في الماء الجاري دائما وإنما اختلفوا في الماء الواقف، فقال:
يا أبا الحسن إذا كنت واقفا فكن بحرا لا يغيرك شيء.
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بن أبي غرة، أبو الحسن العطّار، يعرف بالمركيان:
سمع مُحَمَّد بْن السري القنطري، وعلي بْن طيفور النسوي، ومحمّد بن الحسن ابن بدينا الدقاق، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البرذعي، وعلي بْن الْحَسَن بْن أَبِي عُثْمَان الدقاق، والخلال، وابن سُفْيَان العطار، والعتيقي، والجوهري، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسين بْن أَحْمَد بْن سُفْيَان العطار قَالَ: قَالَ لنا ابن أَبِي غرة:
ولدت فِي شعبان سنة ثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهري قَالَ: توفي علي بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي غرة العطار فِي يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
سمع مُحَمَّد بْن السري القنطري، وعلي بْن طيفور النسوي، ومحمّد بن الحسن ابن بدينا الدقاق، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي. حَدَّثَنَا عنه مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البرذعي، وعلي بْن الْحَسَن بْن أَبِي عُثْمَان الدقاق، والخلال، وابن سُفْيَان العطار، والعتيقي، والجوهري، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسين بْن أَحْمَد بْن سُفْيَان العطار قَالَ: قَالَ لنا ابن أَبِي غرة:
ولدت فِي شعبان سنة ثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهري قَالَ: توفي علي بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي غرة العطار فِي يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
علي بن محمد، أبو الحسن الصوفي:
نزيل بيت المقدس، ذكره أبو العباس النسوي أنه بغدادي ينزل بيت المقدس، ويخدم الفقراء ويتعاهدهم إذا دخلوا عليه، وكان قد صحب أبا عمران الطبرستاني، وتأدب به وأخذ عنه طريقته، وبقي على خدم الفقراء خمسين سنة إلى أن توفي ببيت المقدس سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وقد رأيته وكان حسن الخدمة والافتقاد خدمني وأحسن إليّ، وروى النسوي في تلميذه هارون بن محمد عنه حكايات.
نزيل بيت المقدس، ذكره أبو العباس النسوي أنه بغدادي ينزل بيت المقدس، ويخدم الفقراء ويتعاهدهم إذا دخلوا عليه، وكان قد صحب أبا عمران الطبرستاني، وتأدب به وأخذ عنه طريقته، وبقي على خدم الفقراء خمسين سنة إلى أن توفي ببيت المقدس سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وقد رأيته وكان حسن الخدمة والافتقاد خدمني وأحسن إليّ، وروى النسوي في تلميذه هارون بن محمد عنه حكايات.
عَليّ بن سعيد بن جرير النسوي أَبُو الْحسن يروي عَن أبي عَاصِم وَعبد الله بن بكر السَّهْمِي والعراقيين ثَنَا عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَبى عون
من أهل نسا وَكَانَ متقنا من جلساء أَحْمد بن حَنْبَل
من أهل نسا وَكَانَ متقنا من جلساء أَحْمد بن حَنْبَل
علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن الوازع، أَبُو الفرج الدلال، المعروف بالبشاري:
من ساكني باب الطاق، صحب أبا الْحَسَن بْن بشار الزاهد فنسب إِلَيْه، سَمِعَ أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخراساني وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشَّافِعِيّ وأبا جَعْفَر أَحْمَد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن أَبِي طَالِب الكاتب وَأَبَا سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي وأبا حَفْص عُمَر بْن أَحْمَد بْن نعيم وأبا أَحْمَد عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن أَبِي شيخ الغنوي وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفي وأبا الْحُسَيْن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن قرقرا الرفاء وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِم البزاز وأبا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر بن محمد ابن سالم الختلي وأبا علي مُحَمَّد بْن جَعْفَر الدقاق وأبا القاسم إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن
جَعْفَر الحربي وأبا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن قانع بْن مرزوق وأبا مُحَمَّد يَحيى بْن شبل بْن الْعَبَّاس الحميدي وأبا الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى السكري المؤدب وأبا محمد عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بْن هانئ وغيرهم، روى عَنْهُ ابنه أَبُو الْحَسَن أَحْمَد وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن علي بْن التوزي وأَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّمَّانُ الرازي.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أسعد وذاكر بن كامل، أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ إِذْنًا عَنْ أبي الحسين بن التوزي، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسن بن هانئ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الْبَلْخِيُّ الشُّجَاعِيُّ، حدثنا الحسين بن أبي الحجاج، حدثنا بُنْدَارُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ وَهُوَ أَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنِ الأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا غَضِبَ عَلَى أُمَّةٍ لَمْ يُنْزِلْ بِهَا الْعَذَابَ، غَلَتْ أسعارها ، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارها، وَحُبِسَ عَنْهَا أَمْطَارُهَا، وَلَمْ تَغْزُرْ أَنْهَارُهَا، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا شِرَارُهَا» .
أنبأنا جماعة عن أَبِي علي الحداد قَالَ: كتب إلي أَبُو سعد بْن علي بن الحسين السمّان الرازي، حدثنا أَبُو الفرج علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الفضل بن الوازع البشارى بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا عبد اللَّه بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الخراساني- فذكر حديثًا.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَبْد الرزاق بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد البارطي الْبَصْرِيّ بخطه، أنشدنا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن علي البشاري أنشدنا أَبِي قَالَ: دخلت عَلَى القاضي أَبِي مُحَمَّد بْن معروف أَنَا وجماعة نعوده من أصحاب الحديث فأنشدنا هَذِهِ الأبيات:
إن الَّذِينَ بخير كنت تذكرهم ... قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا
لا تطلبن حياة عند غيرهم ... فليس يحييك إلا من توفاكا
من ساكني باب الطاق، صحب أبا الْحَسَن بْن بشار الزاهد فنسب إِلَيْه، سَمِعَ أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخراساني وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشَّافِعِيّ وأبا جَعْفَر أَحْمَد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن أَبِي طَالِب الكاتب وَأَبَا سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي وأبا حَفْص عُمَر بْن أَحْمَد بْن نعيم وأبا أَحْمَد عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن أَبِي شيخ الغنوي وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشخير الصيرفي وأبا الْحُسَيْن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن قرقرا الرفاء وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِم البزاز وأبا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر بن محمد ابن سالم الختلي وأبا علي مُحَمَّد بْن جَعْفَر الدقاق وأبا القاسم إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن
جَعْفَر الحربي وأبا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن قانع بْن مرزوق وأبا مُحَمَّد يَحيى بْن شبل بْن الْعَبَّاس الحميدي وأبا الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى السكري المؤدب وأبا محمد عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بْن هانئ وغيرهم، روى عَنْهُ ابنه أَبُو الْحَسَن أَحْمَد وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن علي بْن التوزي وأَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّمَّانُ الرازي.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أسعد وذاكر بن كامل، أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ إِذْنًا عَنْ أبي الحسين بن التوزي، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحسن بن هانئ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الْبَلْخِيُّ الشُّجَاعِيُّ، حدثنا الحسين بن أبي الحجاج، حدثنا بُنْدَارُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ وَهُوَ أَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنِ الأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا غَضِبَ عَلَى أُمَّةٍ لَمْ يُنْزِلْ بِهَا الْعَذَابَ، غَلَتْ أسعارها ، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارها، وَحُبِسَ عَنْهَا أَمْطَارُهَا، وَلَمْ تَغْزُرْ أَنْهَارُهَا، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا شِرَارُهَا» .
أنبأنا جماعة عن أَبِي علي الحداد قَالَ: كتب إلي أَبُو سعد بْن علي بن الحسين السمّان الرازي، حدثنا أَبُو الفرج علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الفضل بن الوازع البشارى بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا عبد اللَّه بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الخراساني- فذكر حديثًا.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بْن عَبْد الرزاق بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد البارطي الْبَصْرِيّ بخطه، أنشدنا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن علي البشاري أنشدنا أَبِي قَالَ: دخلت عَلَى القاضي أَبِي مُحَمَّد بْن معروف أَنَا وجماعة نعوده من أصحاب الحديث فأنشدنا هَذِهِ الأبيات:
إن الَّذِينَ بخير كنت تذكرهم ... قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا
لا تطلبن حياة عند غيرهم ... فليس يحييك إلا من توفاكا
علي بن موسى بن محمد السّكّري، أبو سعد:
من أهل نيسابور، كان من وجوه الفقهاء، وحفاظ الحديث، سمع الكثير من أصحاب الأصم، وجمع وخرج وانتخب على المشايخ وكتب كثيرا، سمع جده الإمام أبا القاسم هبة الله بن عمر بن محمد السّكّري المزكي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ، وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد ابن يحيى المزكي، وأبا علي الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد السختياني، وأبا إبراهيم إسماعيل النصرآباذي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفارسي، وأبا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زكريا الجوزقي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النضروي، وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، وعبد الرحمن بن الحسن بن علي الحافظ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الأرموي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا حسان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر المزكي، وأبا عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز، وأبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الحيري، وأبا الحسن عبد الملك بن الحسين بن خزيمة، وأبا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحارث الأصبهاني، وأَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن سعدويه النسوي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن منجويه الحافظ، وأبا محمد عبد الملك بن محمد بن علي الكرابيسي، وأبا الفضل علي بن الحسين الفلكي الحافظ، وأبا الخير عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، وخلقا كثيرا غيرهم، قدم بغداد طالبا للحج في سنة أربع وستين وأربعمائة، وحدث بها. سمع منه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر
الحميدي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الخاضبة، وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي.
وروى عنه: أبو البركات ابن السقطي، وأحمد بن الحسن بن طاهر الفتح. وحج وعاد فأدركه أجله بنواحي البصرة.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: حدّثنا والدي من لفظه أنبأنا أحمد بن الحسن بن طاهر الفتح، أنبأنا علي بن محمد السّكّري قدم علينا حاجّا في شهر رمضان سنة أربع وستين وأربعمائة، ومات في حجته، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحارث، حدّثنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا أحمد بن محمد أبو العباس الجمال ، حدّثنا إسماعيل بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، حدّثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، حدثني أبي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول صبيحة الفطر: «أن مناديا ينادي: اغدوا إلى باب رب كريم جزيل العطاء، والملائكة يقولون: إن الله تبارك وتعالى أمركم بصيام هذا الشهر فصمتم وأطعتموه فيما أمركم فهلموا إلى جوائزكم، فإذا فرغوا من صلاتهم نادى مناد: أن ارجعوا إلى منازلكم فقد غفرت لكم» .
أنبأنا محمد بن المبارك البيع، عَنْ وَجِيهِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ السقطي قال: حدّثنا أبي في كتاب «معجم شيوخه» قال: علي بن موسى بن محمد أبو سعد الحافظ النيسابوري، قدم علينا حاجّا، وكان حفظة لأخبار الرواة ومتون الأحاديث، له تاريخ وتراجم ومسانيد ومعاجم وكلام على الحديث مفيد، وقد خرج على الصحيحين كتابا وجموعه تدل على فضل وافر، وكان مكثرا فاضلا نبيلا حجة معربا فصيحا، أدرك الحفاظ بخراسان، ذكر محمد بن باشاد البصري أنه سأل علي بن موسى السّكّري عن مولده فقال: في يوم الجمعة الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب ناصر بن محمد بن علي بخطه قال: أخبرت أن شيخنا علي بن موسى السّكّري النيسابوري مات بعد رجوعه من الحج بين المدينة والبصرة بالرمل في صفر سنة خمس وستين وأربعمائة.
من أهل نيسابور، كان من وجوه الفقهاء، وحفاظ الحديث، سمع الكثير من أصحاب الأصم، وجمع وخرج وانتخب على المشايخ وكتب كثيرا، سمع جده الإمام أبا القاسم هبة الله بن عمر بن محمد السّكّري المزكي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ، وأبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد ابن يحيى المزكي، وأبا علي الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد السختياني، وأبا إبراهيم إسماعيل النصرآباذي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفارسي، وأبا نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زكريا الجوزقي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النضروي، وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، وعبد الرحمن بن الحسن بن علي الحافظ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الأرموي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا حسان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جعفر المزكي، وأبا عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز، وأبا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الحيري، وأبا الحسن عبد الملك بن الحسين بن خزيمة، وأبا بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحارث الأصبهاني، وأَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن سعدويه النسوي، وأبا بكر أحمد بن علي ابن منجويه الحافظ، وأبا محمد عبد الملك بن محمد بن علي الكرابيسي، وأبا الفضل علي بن الحسين الفلكي الحافظ، وأبا الخير عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، وخلقا كثيرا غيرهم، قدم بغداد طالبا للحج في سنة أربع وستين وأربعمائة، وحدث بها. سمع منه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر
الحميدي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الخاضبة، وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي.
وروى عنه: أبو البركات ابن السقطي، وأحمد بن الحسن بن طاهر الفتح. وحج وعاد فأدركه أجله بنواحي البصرة.
أنبأنا يُوْسٌف بْن المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف قال: حدّثنا والدي من لفظه أنبأنا أحمد بن الحسن بن طاهر الفتح، أنبأنا علي بن محمد السّكّري قدم علينا حاجّا في شهر رمضان سنة أربع وستين وأربعمائة، ومات في حجته، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحارث، حدّثنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا أحمد بن محمد أبو العباس الجمال ، حدّثنا إسماعيل بن يزيد، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، حدّثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، حدثني أبي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول صبيحة الفطر: «أن مناديا ينادي: اغدوا إلى باب رب كريم جزيل العطاء، والملائكة يقولون: إن الله تبارك وتعالى أمركم بصيام هذا الشهر فصمتم وأطعتموه فيما أمركم فهلموا إلى جوائزكم، فإذا فرغوا من صلاتهم نادى مناد: أن ارجعوا إلى منازلكم فقد غفرت لكم» .
أنبأنا محمد بن المبارك البيع، عَنْ وَجِيهِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ السقطي قال: حدّثنا أبي في كتاب «معجم شيوخه» قال: علي بن موسى بن محمد أبو سعد الحافظ النيسابوري، قدم علينا حاجّا، وكان حفظة لأخبار الرواة ومتون الأحاديث، له تاريخ وتراجم ومسانيد ومعاجم وكلام على الحديث مفيد، وقد خرج على الصحيحين كتابا وجموعه تدل على فضل وافر، وكان مكثرا فاضلا نبيلا حجة معربا فصيحا، أدرك الحفاظ بخراسان، ذكر محمد بن باشاد البصري أنه سأل علي بن موسى السّكّري عن مولده فقال: في يوم الجمعة الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب ناصر بن محمد بن علي بخطه قال: أخبرت أن شيخنا علي بن موسى السّكّري النيسابوري مات بعد رجوعه من الحج بين المدينة والبصرة بالرمل في صفر سنة خمس وستين وأربعمائة.
علي بن سعيد بن جرير
أبو الحسن النسوي محدث مشهور، له رحلة.
حدث عن محمد بن المبارك بسنده عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قضى باليمين مع الشاهد.
حدث علي بن سعيد النسوي بنيسابور سنة ست وخمسين ومئتين.
أبو الحسن النسوي محدث مشهور، له رحلة.
حدث عن محمد بن المبارك بسنده عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قضى باليمين مع الشاهد.
حدث علي بن سعيد النسوي بنيسابور سنة ست وخمسين ومئتين.
علي بن محمد بن موسى بن صفوان، أبو القاسم:
حدّث بالأنبار عن أحمد بن هيثم، روى عنه: أحمد بن محمد الطاهري.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمود الصالحاني بأصبهان عن فاطمة بنت محمد ابن أحمد البغدادي: أن أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها ، أنبأنا أبو العباس أحمد ابن محمد النسوي بمكة، أنبأنا أبو الحسين إسماعيل بن عمر بن الحسن بن كامل، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن المولد، حدّثنا أحمد بن محمد الطاهري قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى بن صفوان بالأنبار، أنبأنا أحمد بن هيثم ، حدّثنا عبيد الله ابن موسى بن مطر بن ميمون، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعلي بن أبي طالب: «أنا وأنت حجة الله تعالى على خلقه يوم القيامة» .
حدّث بالأنبار عن أحمد بن هيثم، روى عنه: أحمد بن محمد الطاهري.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمود الصالحاني بأصبهان عن فاطمة بنت محمد ابن أحمد البغدادي: أن أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها ، أنبأنا أبو العباس أحمد ابن محمد النسوي بمكة، أنبأنا أبو الحسين إسماعيل بن عمر بن الحسن بن كامل، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن المولد، حدّثنا أحمد بن محمد الطاهري قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى بن صفوان بالأنبار، أنبأنا أحمد بن هيثم ، حدّثنا عبيد الله ابن موسى بن مطر بن ميمون، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعلي بن أبي طالب: «أنا وأنت حجة الله تعالى على خلقه يوم القيامة» .
علي بن محمد، أبو الحسين بن الزنجاني الصوفي:
هكذا سماه عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه،
صحب أبا القاسم الجنيد وأبا محمد الحريري، وأبا العباس بن عطاء، وكان له كلام مليح في التصوف.
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الأنصاري قال: كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عبد الرحمن البلخي أخبره قال: سمعت أبا بكر الرازي، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصفه ربحه.
قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: أصل العبادة على ثلاثة أركان: العين، واللسان، والقلب، العين: بالعبرة ، واللسان:
بالصدق، والقلب: بالتفكر.
كتب إلي أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره، أنبأنا أبو بكر الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد النسوي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخ بغداد من أصحاب جنيد والحريري وابن عطاء، يرجع إلى فهم ودراية، وله حظ في علوم القوم، وكان حسن السماع، مات ببغداد بعد العشرين والثلاثمائة.
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني، أنبأنا أبو نصر الحرضي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخهم حسن السماع، توفى بعد العشرين وثلاثمائة.
هكذا سماه عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه،
صحب أبا القاسم الجنيد وأبا محمد الحريري، وأبا العباس بن عطاء، وكان له كلام مليح في التصوف.
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الأنصاري قال: كتب إليّ ظفر ابن الداعي العلوي: أن أبا عبد الرحمن البلخي أخبره قال: سمعت أبا بكر الرازي، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصفه ربحه.
قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: أصل العبادة على ثلاثة أركان: العين، واللسان، والقلب، العين: بالعبرة ، واللسان:
بالصدق، والقلب: بالتفكر.
كتب إلي أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره، أنبأنا أبو بكر الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد النسوي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخ بغداد من أصحاب جنيد والحريري وابن عطاء، يرجع إلى فهم ودراية، وله حظ في علوم القوم، وكان حسن السماع، مات ببغداد بعد العشرين والثلاثمائة.
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني، أنبأنا أبو نصر الحرضي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف مشايخهم حسن السماع، توفى بعد العشرين وثلاثمائة.
علي بن طاهر بن محمد
أبو الحسن القرشي المقدسي الصوفي أصله من شيراز.
حدّث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا النّسوي بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " اطلبوا الحوائج إلى ذوي الرحمة من أمتي ترزقوا، وتنجحوا، فإن الله يقول: "
رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي "، ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم، فلا ترزقوا ولا تنجحوا، فإن الله يقول: " إن سخطي فيهم " ".
أبو الحسن القرشي المقدسي الصوفي أصله من شيراز.
حدّث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا النّسوي بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " اطلبوا الحوائج إلى ذوي الرحمة من أمتي ترزقوا، وتنجحوا، فإن الله يقول: "
رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي "، ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم، فلا ترزقوا ولا تنجحوا، فإن الله يقول: " إن سخطي فيهم " ".