عثمان بْن سليمان بْن أحمد المطرز الفقير:
صحب في صباه عبد الغني بن يقظه، وسلك طريق الفقر والتجريد من أسباب الدنيا، وسمع الحديث من أبي المظفر بن محمد بْن عبد الخالق النجار معبر الرؤيا ومن عمر بْن أبي بكر بْن الثبان ، ومن شيوخنا أبي الفرح بْن كليب وأبي القاسم بْن بوش وذاكر بْن كامل وأمثالهم، وكان يلازم حلقة شيخنا ابن الأخضر في كل جمعة، وسكن برباط ابن رئيس الرؤساء بالقصر من دار الخلافة مدة طويلة من أجمل طريقه وأحسن قاعدة، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به، وكان صبيح الوجه ساكنا حسن الأخلاق متواضعًا، ولما اشتهر وشاخ وصار له أتباع ومريدون سكن بالحريم الظاهري في زاوية اتخذها لنفسه، وانضاف إليه جماعة من الأتباع والفقراء،
وقصده أبناء الدنيا وخدم دار الخلافة بالصدقات والعطايا فقبلها وفرقها عَلَى أصحابه، وكثر أتباعه وقاصدوه، وعمر موضعا كبيرا أضافه إلى زاويته، واستغنى جماعة من أصحابه حتى صاروا ينفذون التجارات والبضائع إلى البلاد طلبًا للكسب، ومع هذا فيعطيهم من الصدقات التي تأتيه، ولم يدخر هو لنفسه شيئًا، وكان مديمًا للصلاة والصيام، يلبس الخشن والوسخ، وما أظنه تزوج قط ولا اجتمع بامرأة، وكان باذلا للطعام لأكثر من يقصده ويخص أبناء الدنيا باللطيف، والفقراء بما دونه، وحدث بشيء يسير من الحديث، سمع منه أحاد الطلبة.
وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين وستمائة، وصلى عليه من الغد بباب الحريم، وحضره خلق كثير، ودفن بالشهداء من باب حرب، وكان قد ناطح السبعين.
صحب في صباه عبد الغني بن يقظه، وسلك طريق الفقر والتجريد من أسباب الدنيا، وسمع الحديث من أبي المظفر بن محمد بْن عبد الخالق النجار معبر الرؤيا ومن عمر بْن أبي بكر بْن الثبان ، ومن شيوخنا أبي الفرح بْن كليب وأبي القاسم بْن بوش وذاكر بْن كامل وأمثالهم، وكان يلازم حلقة شيخنا ابن الأخضر في كل جمعة، وسكن برباط ابن رئيس الرؤساء بالقصر من دار الخلافة مدة طويلة من أجمل طريقه وأحسن قاعدة، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به، وكان صبيح الوجه ساكنا حسن الأخلاق متواضعًا، ولما اشتهر وشاخ وصار له أتباع ومريدون سكن بالحريم الظاهري في زاوية اتخذها لنفسه، وانضاف إليه جماعة من الأتباع والفقراء،
وقصده أبناء الدنيا وخدم دار الخلافة بالصدقات والعطايا فقبلها وفرقها عَلَى أصحابه، وكثر أتباعه وقاصدوه، وعمر موضعا كبيرا أضافه إلى زاويته، واستغنى جماعة من أصحابه حتى صاروا ينفذون التجارات والبضائع إلى البلاد طلبًا للكسب، ومع هذا فيعطيهم من الصدقات التي تأتيه، ولم يدخر هو لنفسه شيئًا، وكان مديمًا للصلاة والصيام، يلبس الخشن والوسخ، وما أظنه تزوج قط ولا اجتمع بامرأة، وكان باذلا للطعام لأكثر من يقصده ويخص أبناء الدنيا باللطيف، والفقراء بما دونه، وحدث بشيء يسير من الحديث، سمع منه أحاد الطلبة.
وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين وستمائة، وصلى عليه من الغد بباب الحريم، وحضره خلق كثير، ودفن بالشهداء من باب حرب، وكان قد ناطح السبعين.