عبد الملك بن حميد، مولى حاتم بن النعمان الباهلي :
من أهل حران، كان كاتبًا متقدما، قلده المنصور كتابته ودواوينه، وكانت له عنده منزلة رفيعة، ولما بنى مدينة السلام قسمها أرباعًا، فجعل الربع منها إلى عبد الملك بن حميد الكاتب، ولعبد الملك قطيعة وربض يعرف به في الجانب الغربي، ولم يزل على حاله إلى أن لحقته علة من نقرس لحقه فلزم منزله.
يحكى أن أبا دلامة لما أنشد المنصور أبياته التي يقول فيها:
هبت تعاتبني من بعد رقدتها ... أم الدلامة لما هاجها الجزع
قالت تبغ لنا نخلا ومزدرعا ... كما لجيرتنا نخل ومزدرع
خادع خليفتنا عنها بمسألة ... إن الخليفة للسؤال ينخدع
فأمر المنصور عبد الملك بن حميد أن يقطعه خمسمائة جريب عامرة وخمسمائة جريب غامرة ، فقال أبو دلامة: أما العامر فقد عرفته فما الغامر؟ قال: ما لا يدركه الماء إلا بمشقة، ولا يسقى إلا بالمئونة والكلفة، فقال أبو دلامة: أشهد أمير المؤمنين ومن حضر أني قد أقطعت عبد الملك بادية بني أسد كلها، [فضحك المنصور وقال: اجعلها يا عبد الملك عامرة كلها] ، فقال أبو دلامة لأبي جعفر: تأذن لي في تقبيل يدك، فلم يفعل ومنعه، فقال: ما منعني شيئا أقل ضررا على عيالي من هذا.
ذكر هذا كله محمد بن عبدوس الجهشياري في «كتاب الوزراء» من جمعه.
من أهل حران، كان كاتبًا متقدما، قلده المنصور كتابته ودواوينه، وكانت له عنده منزلة رفيعة، ولما بنى مدينة السلام قسمها أرباعًا، فجعل الربع منها إلى عبد الملك بن حميد الكاتب، ولعبد الملك قطيعة وربض يعرف به في الجانب الغربي، ولم يزل على حاله إلى أن لحقته علة من نقرس لحقه فلزم منزله.
يحكى أن أبا دلامة لما أنشد المنصور أبياته التي يقول فيها:
هبت تعاتبني من بعد رقدتها ... أم الدلامة لما هاجها الجزع
قالت تبغ لنا نخلا ومزدرعا ... كما لجيرتنا نخل ومزدرع
خادع خليفتنا عنها بمسألة ... إن الخليفة للسؤال ينخدع
فأمر المنصور عبد الملك بن حميد أن يقطعه خمسمائة جريب عامرة وخمسمائة جريب غامرة ، فقال أبو دلامة: أما العامر فقد عرفته فما الغامر؟ قال: ما لا يدركه الماء إلا بمشقة، ولا يسقى إلا بالمئونة والكلفة، فقال أبو دلامة: أشهد أمير المؤمنين ومن حضر أني قد أقطعت عبد الملك بادية بني أسد كلها، [فضحك المنصور وقال: اجعلها يا عبد الملك عامرة كلها] ، فقال أبو دلامة لأبي جعفر: تأذن لي في تقبيل يدك، فلم يفعل ومنعه، فقال: ما منعني شيئا أقل ضررا على عيالي من هذا.
ذكر هذا كله محمد بن عبدوس الجهشياري في «كتاب الوزراء» من جمعه.