شيبة بن عثمان بن أبي طلحة
عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ابن كلاب بن مرة، أبو عثمان القرشي العبدري حاجب الكعبة المعظمة، وهو جد الشيبيين. وله صحبة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلام. أسلم بعد الفتح، وشهد حنيناً مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشركاً. وفد على معاوية.
حدث شيبة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فإن وُسِّع له فليجلس، وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فليجس فيه.
وحدث شيبة قال: دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكعبة، فصلى فيها ركعتين، فإذا فيها تصاوير، فقال: يا شيبة، اكفِني هذه، قال: فاشتد ذلك عليك، فقال له رجل: أطيّنها ثم ألطخها بزعفران، ففعل.
قال عبد الرحمن الزجاج: أتيت شيبة بن عثمان فقلت: يا أبا عثمان، زعموا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل الكعبة فلم يصلّ، فقال: كذبوا، وأبي، لقد صلّى بين العمودين ركعتني، ثم ألصق بهما بطنه وظهره.
كان شيبة خرج مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حنين وهومشرك، وكان يريد أن يغتال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرى من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِرّة يوم حنين، فأقبل يريده، فرآه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " يا شيبة! هلم لك "، فقذف الله في قلبه الرعب، ودنا من رسو الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوضع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده على صدره ثم قال: " أخسأ عنك الشيطان "، وأخذه أَفْكَل، وفزع، وقذف الله في قلبه الإيمان، فقاتل مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان ممن صبر معه، وكان من خيار المسلمين. وأوصى إلى عبد الله بن الزبير بن العوام.
شيبةُ بن عثمان وهو الأوقص بقي حتى أدرك يزيد بن معاوية، وهو أبو صفية. توفي سنة تسع وخمسين.
قال شيبة: خرجت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين. والله ما خرجت إسلاماً ولكني خرجت إبقاء أن تظهر هوازن على قريش، فوالله إني لواقف مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قلت: يا نبي الله، إن لأرى خيلاً بُلقاً. قال: " يا شيبة: إنه لا يراها إلا كافر ". قال: فضرب بيده صدري فقال: " اللهم: اهد شيبة "، وفعل ذلك ثلاثاً. قال: فما رفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلق الله أحب إلي منه. قال: فالتقى المسلمون، فقُتل من قتل. قال: ثم أقبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمر آخذ باللجام، والعباس آخذ بالثَّغَر. قال: فنادى العباس: أين المهاجرون، أين أصحاب سورة البقرة، بصوت عال، هذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقبل الناس والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " قدِّماها ".
أنا النبي غير كذب ... أنا ابن عبد المطلب
قال: فأقبل المسلمون، فاصطكوا بالسيوف، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الآن حمي الوطيس.
في حدث آخر: كان شيبة رجلاً صالحاً، له فضل، وكان يحدث عن إسلامه، وما أراد الله به من الخير ويقول: ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات، ثم يقول:
لما كان عام الفتح ودخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة عنوة قلت: أسير مع قريش إلى هوازن بخيبر، فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غِرّة، وأثأر منه، فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها. وأقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ما تبعته أبداً. فكنت مرصداً لما خرجت له، لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة. فلما اختلط الناس اقتحم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بغلته، وأصلتّ السيف ودنوت أريد ما أريد منه ورفعت سيفي حتى كدت أسوّره. فرفع لي شواظ من نار كالبرق كاد يمحشني، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه. والتفت إليّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنادى: " يا شيب، أدنُ مني "، فدنوت، فمسح صدري ثم قال: " اللهم، أعِذه من الشيطان ". قال: فوالله لهو كان ساعة إذٍ أحبِّ إليَّ من سمعي وبصري ونفسي، وأذهب الله ما كان بي، ثم قال: " آدن فقاتل "، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي، الله يعلم أن أحب أن أقيه بنفسي كل شيء. ولو لقيت تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكرّوا كرّة رجل واحد، وقربت بغلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستوى عليها، فخرج في إثرهم حتى تفرقوا في كل وجه، ورجع إلى معسكره فدخل خبَاءه، فدخلت عليه، ما دخل عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به، فقال: " يا شيب، الذي أراد الله بك خيرٌ مما أردت بنفسك "، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي مما لم أذكره لأحد قط. قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله. ثم قلت: استغفر لي يا رسول الله. قال: " غفرَ الله لك ".
وفي حديث آخر بمعناه: فقال: يا شيب، قالت الكفار، ثم قال: " يا عباس، اصرخ بالمهاجرين الذين
بايعوا تحت الشجرة، وبالأنصار الذين آوَوا ونصروا ". قال: فما شبهت عطف الأنصار على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عطفة الإبل - أو كما قال - على أولادها. قال: حتى ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه في حَرَجَة. قال: فلرماح الأنصار كانت أخوف عندي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رمال الكفار. قال: ثم قال: يا عباس، ناولني من الحصباء. قال: وأَفْقَه الله البغلة كلامه، فانخفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض. قال: فتناول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من البطحاء فحثى في وجوههم وقال: شاهت الوجوه، " حم "، " لا يُنصَرُوْنَ ".
حدث صعب قال: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة دفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المفتاح إليه وإلى عثمان بن طلحة فقال: " خذوها يا بني أبي طلحة خالة تالدة، لا يأخذها منك إلا ظالم "، فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار.
وعن عروة قال: كان العباس وشيبة بن عثمان آمَنا ولم يهاجرا، فأقام عباس على سقايته، وشيبة على الحجابة.
قال شقيق: بعث معي رجل بدراهم هدية إلى الكعبة. قال: فدخلت، فإذا شيبة جالس على كرسي، فأعطيته إياها فقال: ألك هذه؟ فقلت: لا، لو كانت لي لم آتك بها. قال: أما لئن قلت ذلك لقد قعد عمر بن الخطاب في مقعدك الذي أنت فيه، فقال: ما أنا بخارج حتى أقسم مال الكعبة. قلت: ما أنت بفاعل، قال: بل لأفعلن، ولمَ؟ قال: قلت: لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر قد رأيا مكانه فلم يحركاه، وهما أحوج إلى المال منك، قال: فقام مكانه فخرج.
توفي شيبة بن عثمان سنة ثمان وخمسين: وقيل: سنة تسع وخمسين.
عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ابن كلاب بن مرة، أبو عثمان القرشي العبدري حاجب الكعبة المعظمة، وهو جد الشيبيين. وله صحبة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلام. أسلم بعد الفتح، وشهد حنيناً مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشركاً. وفد على معاوية.
حدث شيبة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فإن وُسِّع له فليجلس، وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فليجس فيه.
وحدث شيبة قال: دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكعبة، فصلى فيها ركعتين، فإذا فيها تصاوير، فقال: يا شيبة، اكفِني هذه، قال: فاشتد ذلك عليك، فقال له رجل: أطيّنها ثم ألطخها بزعفران، ففعل.
قال عبد الرحمن الزجاج: أتيت شيبة بن عثمان فقلت: يا أبا عثمان، زعموا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل الكعبة فلم يصلّ، فقال: كذبوا، وأبي، لقد صلّى بين العمودين ركعتني، ثم ألصق بهما بطنه وظهره.
كان شيبة خرج مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حنين وهومشرك، وكان يريد أن يغتال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرى من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِرّة يوم حنين، فأقبل يريده، فرآه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " يا شيبة! هلم لك "، فقذف الله في قلبه الرعب، ودنا من رسو الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوضع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده على صدره ثم قال: " أخسأ عنك الشيطان "، وأخذه أَفْكَل، وفزع، وقذف الله في قلبه الإيمان، فقاتل مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان ممن صبر معه، وكان من خيار المسلمين. وأوصى إلى عبد الله بن الزبير بن العوام.
شيبةُ بن عثمان وهو الأوقص بقي حتى أدرك يزيد بن معاوية، وهو أبو صفية. توفي سنة تسع وخمسين.
قال شيبة: خرجت مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين. والله ما خرجت إسلاماً ولكني خرجت إبقاء أن تظهر هوازن على قريش، فوالله إني لواقف مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قلت: يا نبي الله، إن لأرى خيلاً بُلقاً. قال: " يا شيبة: إنه لا يراها إلا كافر ". قال: فضرب بيده صدري فقال: " اللهم: اهد شيبة "، وفعل ذلك ثلاثاً. قال: فما رفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلق الله أحب إلي منه. قال: فالتقى المسلمون، فقُتل من قتل. قال: ثم أقبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمر آخذ باللجام، والعباس آخذ بالثَّغَر. قال: فنادى العباس: أين المهاجرون، أين أصحاب سورة البقرة، بصوت عال، هذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقبل الناس والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " قدِّماها ".
أنا النبي غير كذب ... أنا ابن عبد المطلب
قال: فأقبل المسلمون، فاصطكوا بالسيوف، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الآن حمي الوطيس.
في حدث آخر: كان شيبة رجلاً صالحاً، له فضل، وكان يحدث عن إسلامه، وما أراد الله به من الخير ويقول: ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات، ثم يقول:
لما كان عام الفتح ودخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة عنوة قلت: أسير مع قريش إلى هوازن بخيبر، فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غِرّة، وأثأر منه، فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها. وأقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ما تبعته أبداً. فكنت مرصداً لما خرجت له، لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة. فلما اختلط الناس اقتحم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بغلته، وأصلتّ السيف ودنوت أريد ما أريد منه ورفعت سيفي حتى كدت أسوّره. فرفع لي شواظ من نار كالبرق كاد يمحشني، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه. والتفت إليّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنادى: " يا شيب، أدنُ مني "، فدنوت، فمسح صدري ثم قال: " اللهم، أعِذه من الشيطان ". قال: فوالله لهو كان ساعة إذٍ أحبِّ إليَّ من سمعي وبصري ونفسي، وأذهب الله ما كان بي، ثم قال: " آدن فقاتل "، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي، الله يعلم أن أحب أن أقيه بنفسي كل شيء. ولو لقيت تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكرّوا كرّة رجل واحد، وقربت بغلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستوى عليها، فخرج في إثرهم حتى تفرقوا في كل وجه، ورجع إلى معسكره فدخل خبَاءه، فدخلت عليه، ما دخل عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به، فقال: " يا شيب، الذي أراد الله بك خيرٌ مما أردت بنفسك "، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي مما لم أذكره لأحد قط. قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله. ثم قلت: استغفر لي يا رسول الله. قال: " غفرَ الله لك ".
وفي حديث آخر بمعناه: فقال: يا شيب، قالت الكفار، ثم قال: " يا عباس، اصرخ بالمهاجرين الذين
بايعوا تحت الشجرة، وبالأنصار الذين آوَوا ونصروا ". قال: فما شبهت عطف الأنصار على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عطفة الإبل - أو كما قال - على أولادها. قال: حتى ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه في حَرَجَة. قال: فلرماح الأنصار كانت أخوف عندي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رمال الكفار. قال: ثم قال: يا عباس، ناولني من الحصباء. قال: وأَفْقَه الله البغلة كلامه، فانخفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض. قال: فتناول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من البطحاء فحثى في وجوههم وقال: شاهت الوجوه، " حم "، " لا يُنصَرُوْنَ ".
حدث صعب قال: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة دفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المفتاح إليه وإلى عثمان بن طلحة فقال: " خذوها يا بني أبي طلحة خالة تالدة، لا يأخذها منك إلا ظالم "، فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار.
وعن عروة قال: كان العباس وشيبة بن عثمان آمَنا ولم يهاجرا، فأقام عباس على سقايته، وشيبة على الحجابة.
قال شقيق: بعث معي رجل بدراهم هدية إلى الكعبة. قال: فدخلت، فإذا شيبة جالس على كرسي، فأعطيته إياها فقال: ألك هذه؟ فقلت: لا، لو كانت لي لم آتك بها. قال: أما لئن قلت ذلك لقد قعد عمر بن الخطاب في مقعدك الذي أنت فيه، فقال: ما أنا بخارج حتى أقسم مال الكعبة. قلت: ما أنت بفاعل، قال: بل لأفعلن، ولمَ؟ قال: قلت: لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر قد رأيا مكانه فلم يحركاه، وهما أحوج إلى المال منك، قال: فقام مكانه فخرج.
توفي شيبة بن عثمان سنة ثمان وخمسين: وقيل: سنة تسع وخمسين.