Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151224#38deb8
سلم بن قتيبة بن مسلم
ابن عمرو بن الحسين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن كعب بن قضاعي بن هلال بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد ابن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان قال قتيبة بن مسلم: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عائشة تقول: جاء بي جبريل عليه السلام إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قطعة حرير فقال: يا محمد، هذه زوجتك في الدنيا والآخرة.
حدث سلم بن قتيبة عن يحيى بن الحضين بن المنذر بسنده عن عمار بن ياسر قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأكل الهدية حتى يأكل منها من أهداها إليه بعدما أهدت إليه المرأة الشاة المسمومة بخيبر.
وعن سلم بن قتيبة عن محمد بن سيرين قال: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد له عذراً فقل: لعل له عذراً.
قال سلم بن قتيبة وكان من العبّاد: إن الرجل ليجيئه السائل فيستقل ما عنده، فيختار شر الأمرين من المنع.
وقال الشاعر في مثله: من البسيط
وما أبالي إذا ضيفي تضيفني ... ما كان عندي إذا أعطيت مجهودي
جهد المقل إذا أعطاك مصطبراً ... ومكثر من غنى سيان في الجود
قال أبو عمرو المديني: عرضت لي إلى سلم بن قتيبة حاجة، وهو والي البصرة، فلقيت بعض أصحابه فسألته القيام بها فضمنها، ومكثت أختلف إلى باب سلم أياماً، والرجل يمطلني، ويذكر أن الكلام في الحاجة لا يمكن، فبينا أنا في الباب ذات يوم إذ خرج سلم فوقعت عينه علي، وقد كانت بيني وبينه مودة متقدمة، فدعاني فقال: أتطالب قبلنا شيئاً يا أبا عمرو؟ فقلت: نعم، حاجة حملتها فلاناً مذ أيام، فقال: إن كنت لأظن أنك أحزم مما أرى، إذا كانت لك إلى رجل حادة فلا تحملنها من له قبله طعمة، فإنه لن يؤثرك على طعمته، ولا تحملنها كذباً فإن الكذاب يقرب لك البعيد ويباعد لك القريب، ولا تحملنها أحمق فإنه يجهد لك نفسه ثم لا يصنع شيئاً، قال: ثم أمر بقضاء حاجتي.
أتى رجل سلم بن قتيبة، فمثل بين يديه ثم قال: إني واله ما وقفت هذا الموقف حتى بعت دابتي وسرجه وسيفي وحليته، ثم ميزت فوقع الاختيار عليك، قال: فأطرق سلم ثم رفع رأسه وهو يقول: من الطويل
يرى المرء أحياناً إذا قل ماله ... من الخير ساعات فما يستطيعها
وما إن به بخل ولكن ماله ... يقصر عنها الغني يضعها
إن شئت فاصبر حتى يأتي رزقي، فأشاطركه، وإن شئت كتبت لك كتباً. قال: فقال: إني والله ما أحب أن أشفه رزقك على عيالك، ولكن تكتب لي، قال: فكتب له كتباً أغناه بأدناها.
قال سلم بن قتيبة: رب المعروف اشد من ابتدائه، لأن الابتداء بالمعروف نافلة وربه فريضة.
وقال سلم: ما أتى رجل مجلسي ثلاث مرات في غير حاجة فعلمت ما مكافأته.
جرى ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة، فتناوله بعض أهل المجلس فقال سلم: يا هذا، أوحشتنا من نفسك، وآيستنا من مودتك، ودللتنا على عورتك.
قال سلم بن قتيبة: لا تتم مروءة الرجل حتى يصبر على مناجاة الشيوخ البُخر.
ودخل على سلم رجل يكلمه في حاجة، فوضع سيفه على أصبه، وسلم ساكت، والرجل متكئ على سيفه لا يشعر، وقد جرحه. فلما فرغ ومضى وقد دميت أصبع سلم دعا بمنديل فجعل يمسح الدم، فقيل له: ألا نحيت رجلك، أو أمرته فرفع سيفه؟ فقال: خشيت أن أقطعه عن حاجته.
قال سلم:
الدنيا العافية، والشباب الصحة، والمروءة الصبر على أخلاق الرجال " وفي رواية: والمروءة: الصبر على الرجال - قال: فسألت: ما الصبر على الرجال؟ فوصف المداراة " وزاد في رواية أخرى: ولا خير في المعروف إذا أحصي - ومن المروءة أيضاً أن تصون ثوبي جمعتك، وتكثر تعاهد ضيفك، وتعرف في المسجد مجلسك.
قال سلم: قال بعض حكماء العرب: ما أعان على نظم مروءات الرجال كالنساء الصوالح.
قال الصلت بن راشد: كنت عند طاوس فسأله سلم بن قتيبة عن شيء فزبره أو انتهره. قال: هذا ابن قتيبة صاحب خراسان. قال: ذاك أهون علي.
توفي سلم بن قتيبة الباهلي بالري سنة تسع وأربعين ومئة، وصلى عليه المهدي لعظم شأنه.