دَاوُد بن إِبْرَاهِيم قَاضِي قزوين عَن شُعْبَة قَالَ أَبُو حَاتِم مَتْرُوك الحَدِيث كَانَ يكذب قَالَ الذَّهَبِيّ وَمن مصائبه فَذكر حَدِيثا ثمَّ قَالَ فائد هَالك يَعْنِي فائد بن عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور فِي سَنَد الحَدِيث الَّذِي سَاقه غير أَن قَوْله وَمن مصائبه مَعَ كَونه متروكا كذابا قرينَة أَنه وضع وَالله أعلم.
39521. داود بن أبي هند دينار البصري1 39522. داود بن أبي هند دينار بن عذافر الخراساني...1 39523. داود بن أحمد بن عطية العنسي1 39524. داود بن أيوب1 39525. داود بن أيوب بن سليمان1 39526. داود بن إبراهيم139527. داود بن إبراهيم الواسطي1 39528. داود بن إسماعيل2 39529. داود بن إيشا بن عوبد بن باعز1 39530. داود بن ابراهيم4 39531. داود بن ابراهيم الباهلي1 39532. داود بن ابراهيم العقيلي الواسطي1 39533. داود بن ابراهيم الواسطي2 39534. داود بن ابراهيم بن داود بن يزيد بن روزبة ابو شيبة البغدادي...1 39535. داود بن ابى حريث الأسدي1 39536. داود بن ابى صالح المزني1 39537. داود بن ابى هند1 39538. داود بن ابي الاسود1 39539. داود بن ابي الفرات4 39540. داود بن ابي القصاف2 39541. داود بن ابي حريث الاسداني1 39542. داود بن ابي حريث الاسدي1 39543. داود بن ابي داود المازني1 39544. داود بن ابي صالح2 39545. داود بن ابي صالح الليثي1 39546. داود بن ابي صالح المدني2 39547. داود بن ابي طيبة المصري1 39548. داود بن ابي عاصم بن عروة1 39549. داود بن ابي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي...1 39550. داود بن ابي عبد الرحمن الناجي1 39551. داود بن ابي عبد الرحمن ابو سليمان القرشي...1 39552. داود بن ابي عبد الله1 39553. داود بن ابي عبد الله مولى بني هاشم1 39554. داود بن ابي عوف1 39555. داود بن ابي عوف ابو الجحاف التميمي2 39556. داود بن ابي عوف ابو جحاف1 39557. داود بن ابي ليث1 39558. داود بن ابي هند3 39559. داود بن ابي هند ابو بكر القشيري1 39560. داود بن ابي هند ابو محمد1 39561. داود بن احمد ابو سليمان البغدادي1 39562. داود بن احمد بن حسين الدباس ابو الغنائم...1 39563. داود بن احمد بن عيسى ابو سليمان الضرير...1 39564. داود بن احمد بن محمد بن ملاعب ابو البركات البغدادي...1 39565. داود بن احمد بن محمد بن ملاعب الوكيل البغدادي ابو البركات...1 39566. داود بن اسماعيل1 39567. داود بن اسماعيل الانصاري1 39568. داود بن اسماعيل بن داود الجوزي1 39569. داود بن اسماعيل بن مجمع3 39570. داود بن الأسود2 39571. داود بن الاسود1 39572. داود بن الاسود ابو الاسود1 39573. داود بن الجراح ابو سليمان البغدادي1 39574. داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد1 39575. داود بن الحصين6 39576. داود بن الحصين أبو سليمان الأموي1 39577. داود بن الحصين أبو سليمان1 39578. داود بن الحصين ابو سليمان2 39579. داود بن الحصين الأموي أبو سليمان المدني...1 39580. داود بن الحصين القرشي الاموي المديني...1 39581. داود بن الحصين المدني1 39582. داود بن الحصين بن عقيل1 39583. داود بن الحصين بن عقيل بن منصور1 39584. داود بن الحصين بن عقيل بن منصور ابو سليمان...1 39585. داود بن الحصين مولى عمرو بن عثمان1 39586. داود بن الحكم أبو سليمان1 39587. داود بن الزبرقان6 39588. داود بن الزبرقان أبو عمرو1 39589. داود بن الزبرقان أبو عمرو بصرى1 39590. داود بن الزبرقان ابو عمر1 39591. داود بن الزبرقان ابو عمرو الرقاشي البصري...2 39592. داود بن الزبرقان الرقاشي2 39593. داود بن السراج الثقفي1 39594. داود بن الفتح بن نصر ابو اليمان العمي...1 39595. داود بن الفراهيج1 39596. داود بن الفضل الحلبي2 39597. داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ابو هاشم ...1 39598. داود بن المحبر3 39599. داود بن المحبر الطائي1 39600. داود بن المحبر بن قحذم1 39601. داود بن المحبر بن قحذم أبو سليمان البصري...1 39602. داود بن المحبر بن قحذم ابو سليمان1 39603. داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان...1 39604. داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان ابو سليمان الطائي البصر...1 39605. داود بن المحير بن قحذم ابو سليمان1 39606. داود بن المساور3 39607. داود بن المفضل1 39608. داود بن المفضل أبو الحسن الأزدي البصري...1 39609. داود بن المفضل ابو الحسن الازدي البصري...1 39610. داود بن المفضل ابو الحسن الازدي الخياط...1 39611. داود بن المهاجر الشامي1 39612. داود بن النعمان1 39613. داود بن الهيثم بن اسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان ابو سعد التنوخ...1 39614. داود بن الوازع2 39615. داود بن الوسيم بن أيوب1 39616. داود بن امية1 39617. داود بن ايوب2 39618. داود بن بكر بن أبي الفرات2 39619. داود بن بكر بن ابي الفرات2 39620. داود بن بكر بن ابي الفرات مولى اشجع1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
داود بن إيشا بن عوبد بن باعز
ابن سلمون بن نحشون بن عونبارب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ويقال: داود بن زكريا بن بشوى نبي الله وخليفته في أرضه، من أهل بيت المقدس. روي أنه جاء إلى ناحية دمشق، وقتل جالوت عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصفر.
حدث سعيد بن عبد العزيز، قال: في قول الله عز وجل: " إن الله مبتليكم بنهر، فمن شرب منه فليس مني، ومن لم يطعمه فإنه مني " قال: هو النهر الذي عند قنطرة أم حكيم بنت الحارث بن هشام. وقال سعيد بن عبد العزيز: وقيل: غسل يحيى لعيسى عليهما السلام.
كان سبب ما أراد الله عز وجل من الخير والكرامة بداود انه كان داود مع أربعة إخوة له، وكان أبوهم شيخاً كبيراً، فخرج إخوة داود مع طالوت وتخلف أبوهم، وأمسك داود يرعى غنماً له، وقد تقارب الناس للقتال، ودنا بعضهم من بعض؛ وكان داود رجلاً قصيراً، أزرق، أزعر قليل شعر الرأس طاهر القلب؛ فبينما هو في غنمه يرعاها إذ أتاه نداء: يا داود، انت قاتل جالوت فما تصنع هاهنا؟! استودع غنمك ربك عز وجل والحق بإخوتك، فإن طالوت قد جعل لمن يقتل جالوت نصف ماله، ويزوجه ابنته. قال: فاستودع غنمه ربه، وخرج حتى أتاه؛ فقال له: ما جاء بك؟ قال: جئت ألحق بإخوتي فأنظر ما حالهم وكره أن يخبر أباه ما سمع، وقيل إن أباه اتخذ لإخوته زاداً فقال له:
يا بني، انطلق إلى إخوتك بما لهم يتقوون به على عدوهم، فادفعه إليهم وانظر ما حالهم، وعجل الاتصراف إلي وإلى ضيعتك.
وروي عن جماعة علماء أن داود خرج ومعه زاد لإخوته، ومعه عصاه ومخلاته ومرجمته، وهي القذافة، وهي المقلاع الذي يرمي به السباع عن غنمه. قال: فبينا هو يمشي إذ ناداه حجر فقال: يا داود، احملني أقتل لك جالوت. قال: من أنت؟ قال: أنا حجر إبراهيم الذي قتل بي كذا وكذا، أنا أقتل جالوت بإذن الله. قال: فحمله، فجعله في مخلاته ثم مضى؛ فناداه حجر آخر فقال: يا داود، احملني؛ قال: من أنت؟ قال: أنا حجر إسحاق الذي قتل بي كذا وكذا، أنا أقتل جالوت بإذن الله. قال: فحمله وجعله في مخلاته ثم مضى؛ فإذا هو بحجر آخر فقال: يا داود، احملني معك؛ قال: من أنت؟ قال: أنا حجر يعقوب، أنا أقتل جالوت بإذن الله عز وجل؛ فقال له داود: كيف تقتله؟ قال: أستعين بالريح، فتلقي بيضته، وأصيب جبهته فأنفذها منه فأقتله؛ فحمله وجهله في مخلاته.
قال وهب بن منبه: لما تقدم داود أدخل يده في مخلاته فإذا تلك الحجارة الثلاثة صارت حجراً واحداً. قال: فأخرجه فوضعه في مقلاعه؛ فأوحى الله إلى الملائكة أن أعينوا عبدي داود وانصروه. قال: فتقدم داود وكبر؛ قال: فأجابه الخلق غير الثقلين؛ الملائكة وحملة العرش فمن دونهم؛ فسمع جالوت وجنده شيئاً ظنوا أن الله عز وجل قد حشر عليهم أهل الدنيا؛ وهبت ريح وأظلمت عليهم، وألقت بيضة جالوت، وقذف داود الحجر في مقلاعه، ثم أرسله، فصار الحجر ثلاثة، فأصاب أحدهم جبهة جالوت، فنفذ هامته فألقاه قتيلاً، وذهب الحجر الآخر فأصاب ميمنة جند جالوت فهزمهم، والثالث أصاب الميسرة فهزمهم؛ وظنوا أن الجبال قد خرت عليهم، فولوا مدبرين، وقتل بعضهم بعضاً؛ ومنح الله عز وجل بني إسرائيل أكتافهم حتى أبادهم. وانصرف طالوت ببني إسرائيل مظفراً، قد نصرهم الله عز وجل على عدوهم. فزوج ابنته من داود عليه السلام، وقاسمه نصف ماله.
روي عن عبدة بن حزن النصري قال: تفاخرعند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحاب الإبل وأصحاب الغنم، فقال أصحاب الإبل: وما
أنتم يا رعاة الشاء، هل تحيون شيئاً أو تصيدونه؟! ما هي إلا شويهات أحدكم، يرعاها ثم يروحها.. حتى أصمتوهم. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بعث داود وهو راعي غنم، وبعث موسى وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأنا أرعى غنم أهلي بأجياد. فغلبهم أصحاب الغنم.
وفي حديث آخر بمعناه: تفاخر رعاء الإبل ورعاء الغنم عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بعث موسى راعي غنم، وبعثت أنا راعي غنم بأجياد. فغلبهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنزلت الصحف على إبراهيم في ليلتين من رمضان، وأنزل الزبور على داود في ست، وأنزلت التوراة على موسى لثمان عشرة من رمضان، وأنزل الفرقان على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأربع وعشرين من رمضان.
وعن مجاهد قال: قلت لابن عباس: أسجد في ص؟ فتلا هذه الآية: " ومن ذريته داود وسليمان " إلى قوله: " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده "؟ قال: كان داود ممن أمر نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقتدي به.
وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " حقاً لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً صمصامةً، كثير التفكير، حسن الظن؛ أحب الله فأحبه، وضمن عليه بالحكمة. كان نائماً نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفةً في الأرض فتحكم بين الناس بالحق؟ فانتبه، فأجاب الصوت فقال: إن يخيرني ربي قبلت، فإني أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولم أقبل البلاء. فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، ينجو ويعان
وبالحري أن ينجو؛ وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة؛ ومن يكن في الدنيا ذليلاً حرم أن يكون شريفاً؛ ومن يختر الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب ملك الآخرة. قال: فعجبت الملائكة من حسن منطقه. فنام نومةً، فغط بالحكمة غطاً، فانتبه فتكلم بها. ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط شرط لقمان؛ فهوى في الخطيئة غير مرة، وكل ذلك يصفح الله ويتجاوز ويغفر له. وكان لقمان يؤازره بالحكمة وعلمه؛ فقال له داود: طوبى لك يا لقمان. أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية. وأوتي داود الخلافة وابتلي بالرزية أو الفتنة ".
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان داود يقول: اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك؛ اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي، ومن الماء البارد. قال: وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر داود وحدث عنه قال: كان أعبد البشر.
وعن أنس بن مالك أن رجلاُ قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خير الناس. قال: ذاك إبراهيم. قال: يا أعبد الناس. قال: ذاك داود.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم الدهر؟ قال: لا، قلت: أفأصوم يومين وأفطر يوماً؟ قال: لا. قال: فجعلت أناقصه حتى قال لي: صم صوم داود، فإنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
وعنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " خير الصيام صيام داود، كان يصوم نصف الدهر؛ وخير الصلاة صلاة داود، كان يرقد نصف الليل الأول، ويصلي آخر الليل، حتى إذا بقي سدس الليل رقده ".
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا عبد الله بن عمرو، إنك تصوم الدهر، وتقوم الليل، إنك إذا فعلت ذلك هجمت
له العين ونفهت له النفس. لا صام من صام الأبد؛ صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فقال: صم صوم داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى ".
وفي حديث آخر بمعناه: فإنه أعدل الصيام عند الله عز وجل.
وقال: هذا هو الصحيح في صومه.
وقد روي عن علي قال: كان داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم يصوم يوماً ويفطر يومين: يوماً لقضائه ويوماً لنسائه.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خفف على داود القرآن؛ فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته؛ وكان لا يأكل إلا من عمل يده.
قال سفيان: سألت الأعمش عن قوله " وألنا له الحديد "؟ قال: مثل الخيوط.
وعن ابن أبي نجيح: في قوله: " وقدر في السرد "؟ قال: لا يدق المسمار فيسلس في الحلقة، ولا يجله فيفصمها، واجعله قدراً.
وعن قتادة: " وعلمناه صنعة لبوس لكم " قال: كانت صفائح، وأول من سردها وحلقها داود.
قال وهب بن منبه: أقام داود عليه السلام صدراً من زمانه على عبادة ربه، ورحمته للمساكين، وكان قل يوم إلا وهو يخرج متنكراً لا يعرف، فإذا لقي القدام ساءلهم عن مقدمهم ثم يقول: أرأيتم داود النبي كيف حاله هو لأمته، ومن هو بين ظهريه، وهل ينقمون من أمره شيئاً؟ فيقولون: لا، هو خير خلق الله عز وجل لنفسه ولأمته؛ حتى بعث الله ملكاً في صورة رجل قادم، فلقيه داود، فسأله كما كان يسأل غيره؟ فقال: هو خير الناس لنفسه وأمته، إلا أن فيه خصلةً لو لم تكن فيه، كان كاملاً!. قال: ما هي؟ قال: يأكل ويطعم عياله من مال المسلمين؛ فعند ذلك نصب داود إلى ربه عز وجل في الدعاء أن يعلمه عملاً بيده يستغني به ويغني عياله، فألان الله عز وجل له الحديد وعلمه صنعة الدروع؛ فعمل الدرع وهو أول من عملها. فقال الله عز وجل: " أن اعمل سابغات وقدر في السرد " يعني المسامير في الحلق. قال: وكان يعمل الدرع، فإذا ارتفع من عملة درع باعها، فتصدق بثلثها، واشترى بثلثها ما يكفيه وعياله، وأمسك الثلث يتصدق به يوماً بيوم إلى أن يعمل غيرها. وقال: إن الله عز وجل أعطى داود شيئاً لم يعطه غيره، من حسن الصوت من خلقه؛ إنه كان إذا قرأ الزبور يسمع الوحش إليه حتى تؤخذ بأعناقها وما تنفر. وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج إلا على أصناف صوته. وكان شديد الاجتهاد، وكان إذا افتتح الزبور بالقراءة كأنما ينفخ في المزامير. وكان قد أعطي سبعين مزموراً في حلقه.
وعن عروة قال: كان داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم يخطب الناس وهو نبي، وهو يعمل قفةً من خوص، ويقول لبعض من يليه: اذهب فبعها.
وعن أبي الزاهرية قال: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعمل القفاف فيبيعها ويأكل ثمنها. وكان موسعاً عليه.
وعن الزهري: " أوبي معه " قال: سبحي معه.
قال ثابت: كان داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جزأ ساعات الليل والنهار على أهله، ولم تكن تأتي ساعة من ساعات الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي، فعمهم الله في هذه الآية: " اعملوا آل داود شكراً، وقليل من عبادي الشكور ".
قال مسعر: لما قيل لهم: " اعملوا آل داود شكراً " لم يأت على القوم ساعة إلا ومنهم مصل.
وقال ابن شهاب: في قوله عز وجل: " اعملوا آل داود شكراً " قال: قولوا: الحمد لله.
قال ثابت البناتي: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع ثم يرفع رأسه، ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء نظر العبيد إلى أربابها، يا ساكن السماء.
قال وهيب بن الورد: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعل الليل عليه وعلى أهل بيته دولاً، لا تمر ساعةً من ليل إلا وفي بيته لله ساجد وذاكر، فلما كان نوبة داود قام يصلي لنوبته، فكأنه دخل قلبه مما هو وأهل بيته من العبادة؛ فاطلع الله على قلبه وعجبه مما هو فيه وأهل بيته من العبادة، وكان بين يديه نهر، فأنطق الله ضفدعاً من ذاك النهر فنادته فقالت: يا داود، ما يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك من العبادة؟ فوا لذي أكرمك بالنبوة، إني لقائمة لله على رجل ما استراحت أوداجي من تسبيحه منذ خلقني الله إلى هذه الساعة، فما
الذي يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك؟ قال: فتصاغر إلى داود ما هو فيه وأهل بيته من العبادة.
وعن سفيان: في قوله تعالى: " واذكر عبدنا داود ذا الأيد " ذا القوة في أمر الله، والنصرة في أمر الله والبصيرة.
قال صدقة بن يسار: كان داود في محرابه، فأبصر دودةً صغيرة، قال: ففكر في خلقها وقال: ما يعبأ الله عز وجل بخلق هذهّ قال: فأنطقها الله عز وجل فقالت: يا داود، أتعجبك نفسك؟ لأنا على قدر ما آتاني الله عز وجل أذكر لله وأشكر له منك على ما آتاك الله. قال الله عز وجل " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ".
قال أنس بن مالك: إن داود نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم ظن في نفسه أن أحداً لم يمدح خالقه أفضل ما مدحه، وأن ملكاً نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جنبه، فقال: يا داود، افهم إلى ما تصوت الضفادع؛ فأنصت داود، فإذا الضفدع تمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود؛ فقال له الملك: كيف ترى يا داود؟ فهمت ما قالت؟ قال: نعم، قال: ماذا قالت؟ قال: قالت سبحانك وبحمدك، منتهى علمك يا رب. قال داود: لا، والذي جعلني نبيه إني لم أمدحه بهذا. وعن المغيرة بن عتيبة قال: قال داود: هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكراً لك مني؟! فأوحى الله إليه: نعم، الضفدع؛ وأنزل الله عليه " اعملوا آل داود شكراً، وقليل من عبادي الشكور ".
قال: يا رب، كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي؟! ثم قال: يا رب، كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي ثم ترزقني على النعمة الشكر، ثم تزيدني نعمةً بعد نعمة؟! فالنعمة منك يا رب، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك؟ قال: الآن عرفتني يا داود حق معرفتي.
وعن ثابت وغيره قال: أمسى داود عليه السلام صائماً، فلما كان عند إفطاره، أتي بشربة لبن، فقال: من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا: من شاتنا، قال: ومن أين ثمنها؟ قالوا: يا نبي الله، من أين يسأل؛ قال: إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحاً.
وعن سعيد المقبري، عن أبيه قال: قال داود: يا رب! قد أنعمت علي كثيراً، فدلني على أن أشكرك كثيراً؛ قال: اذكرني كثيراً، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني.
وعن أبي الجلد قال: قرأت في مسلة داود عليه السلام أنه قال: أي رب، كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك؟ قال: فأتاه الوحي أن يا داود، أليس تعلم أن الذي بك من النعم مني؟ قال: بلى يا رب. قال: فإني أرضى بذلك منك شكراً.
وعن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن داود عليه السلام كان يقول: سبحان مستخرج الشكر بالعطاء، ومستخرج الدعاء بالبلاء.
وعن الحسن قال: قال داود: إلهي، لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما قضيا نعمةً من نعمك.
قال أبو المنذر: قال داود عليه السلام لما أصاب الذنب وتاب الله عليه: اللهم، ألهمني شكراً يرضيك
عني؛ قال: فألهم داود أن قل: الحمد لله رب العالمين كما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك. فجعل يقولها، فنودي من السماء: يا داود، أتعبت الكتبة.
وعن عبد الله بن عامر قال: أعطي داود صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط حتى إن كان الطير والوحش لتعكف حوله عتى تموت عطشاً وجوعاً، وإن الآنهار لتقف.
قال وهب بن منبه: كان داود إذا قرأ القرآن لم يسمعه شيء إلا حجل كهيئة الرقص.
قال ابن عائشة: كان لداود صوت يطرب المحموم، ويسلي الثكلى، وتصغي له الوحش، حتى تؤخذ بأعناقها وما تشعر.
وعن وهب بن منبه: إن بدئ ما صنعت المزامير والبرابط والصنوج، على صوت داود؛ كان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله قط، فتعكف الجن والإنس والطير والدواب على صوته حتى يهلك بعضها جوعاً؛ فخرج إبليس مذعوراً لما رأى من استئناس الناس والدواب بصوت داود بالزبور، فدعى عفاريته فقال: ما هذا الذي هدأكم فيمن أنتم بين ظهريه؟؟؟! قالوا: مرنا بما أحببت، قال: فإنه لا يصرفهم عنه إلا ما يشبه ما يسمعون منه؛ فعند ذلك احتفروا المزامير والبرابط، واتخذوا الصنوج على أصناف صوته. فلما سمع ذاك غواة الناس والجن انصرفوا إليهم، وانصرفت الدواب والطير أيضاً، وقام داود في بني إسرائيل يحكم فيهم بأمر الله، نبياً حكيماً عابداً مجتهداً. وكان أشد الأنبياء اجتهاداً وأكثرهم بكاءً حتى عرض له من فتنة تلك المرأة ما عرض، وكان له محراب يتوحد فيه لتلاوة الزبور، ولصلاته إذا صلى؛ وكان أسفل منه بستان لرجل من بني إسرائيل يقال له أوريا بن صورى، وكانت امرأته سابع بنت حنانا التي أصاب داود عليه السلام منها ما أصاب.
قال مالك: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أخذ في قراءة الزبور تفنقت العذارى.
قال ابن جريج: سألت عطاء عن القراءة على الغناء؟ قال: وما بذلك بأس، سمعت عبيد بن عمير يقول: كان داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأخذ المعزفة فيضرب بها ويقرأ عليها، يرد عليه صوته يريد بذلك يبكي ويبكي.
قال أبو موسى الأشعري: داود أول من قال: أما بعد. وهو " فصل الخطاب "
وعن قتادة: في قوله: " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " قال: البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه.
وعن شريح: الأيمان والشهود.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي: أن داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم أمر بالقضاء، فقطع به، فأوحى الله عز وجل إليه أن استحلفهم باسمي وسلهم بالبينات. قال: فذاك " فصل الخطاب " وعن ابن عباس: أن رجلاً من بني إسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم عند داود فقال: إن هذا غصبني بقراً لي، فسأل داود الرجل عن ذلك، فجحده، فسأل الآخر البينة، فلم يكن له بينة، فقال لهما داود: قوما حتى أنظر في أمركما، فقاما من عنده. فأوحى الله عز وجل إلى داود في منامه أن يقتل الرجل الذي استعدي عليه؛ فقال: هذه رؤيا، ولست أعجل حتى أتثبت، فأوحى الله إليه في منامه أن يقتله، فلم يفعل؛ فأوحى الله إليه في الثالثة أن
يفعل أو تأتيه العقوبة. فأرسل داود إليه، فقال له: إن الله أوحى إلي أن أقتلك، فقال الرجل: تقتلني بغير بينة؟! قال داود: نعم، والله لأنفذن أمر الله فيك، فلما عرف الرجل أنه قاتله قال: لا تعجل علي أخبرك، إني والله ما أخذت بهذا الذنب، ولكني كنت اغتلت أبا هذا فقتلته، فبذلك أخذت؛ فأمر به داود فقتل. فاشتدت هيبة بني إسرائيل لداود عند ذلك، وشدد به ملكه؛ وهو قوله: " وشددنا ملكه ".
وعن وهب بن منبه قال: لما كثر الشر في بني إسرائيل وشهادات الزورأعطى الله داود سلسلةً لفصل الخطاب؛ وكانت سلسلةً من ذهب، معلقةً من السماء إلى الأرض بحيال الصخرة إلى بيت المقدس؛ فإذا تشاجر اثنان في شيء قال لهما داود: اذهبا إلى السلسلة؛ فكان أولاهما بالعدل ينالها وإن كان قصيراً. قال: فاستودع رجل رجلاً لؤلؤةً لها خطر، ثم ابتغاها منه، فقال له: رددتها عليك؛ فاستعدى عليه، فانطلق المستعدى عليه فثقف عصاً فجعل فيها اللؤلؤة ثم قبض على العصا وغدا معه إلى داود؛ فقال داود: اذهبا إلى السلسلة، فذهبا، فجاء صاحب اللؤلؤة فقال: اللهم إن كنت تعلم أني استودعت هذا لؤلؤة فلم يردها علي، فأسألك أن أنالها؛ فنال السلسلة. وقال الآخر: كما أنت حتى أدعو أنا أيضاً، أمسك عصاي هذه، فدفعها إليه، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني دفعت إليه لؤلؤته فأسألك أن أنالها، فنالها. فقال داود: ما هذا!؟ ينالها الظلوم والمظلوم؟! فأوحى الله إلى داود: أن اللؤلؤة في العصا؛ فارتفعت السلسلة.
وعن وهب: أن داود أراد أن يعلم عدة بني إسرائيل كم هي؟ فبعث لذلك نقباء وعرفاء، وأمرهم أن يدفعوا إليه ما بلغ عددهم؛ فعتب الله عليه ذلك وقال: قد علمت أني وعدت إبراهيم أن أبارك فيه وفي ذريته حتى أجعلهم كعدد نجوم السماء، وأجعلهم لا يحصى عددهم، فأردت أن تعلم عددها! قلت إنه لا يحصى عددهم، فاختاروا بين أن أبتليكم بالجوع ثلاث سنين، أو أسلط عليهم العدو ثلاثةأشهر، أو الموت ثلاثة أيام. فشاور داود بني إسرائيل، فقالوا: ما لنا بالجوع ثلاث سنين صبر، ولا بالعدو ثلاثة أشهر؛ فإن كان لابد، فالموت بيده لا بيد
غيره. فذكر وهب أنه مات منهم في ساعة من نهار ألوف كثيرة، لا يدرى ما عددهم. فلما رأى ذلك داود شق عليه ما بلغه من كثرة الموت، فتبتل إلى الله ودعاه فقال: أي رب، أنا آكل الحماض، وبنو إسرائيل يضرسون! أنا طلبت ذلك وأمرت به بني إسرائيل؛ فما كان من شيء فبي واعف عن بني إسرائيل. فاستجاب الله له، ورفع عنهم الموت. فرأى داود الملائكة سالين سيوفهم ثم يغمدونها وهم يرفعون في سلم من ذهب، من الصخرة إلى السماء، فقال داود: هذا مكان ينبغي أن نبني لله فيه مسجداً ونكرمه. فأسس داود قواعده وأراد أن يأخذ في بنائه، فأوحى الله إليه: إن هذا بيت مقدس، وإنك صبغت يديك بالدماء، ولست ببانيه، ولكن ابناً لك املكه بعدك اسمه سليمان وأسلمه من الدنيا. فلما ملك سليمان بناه وشرفه.
قال عباد بن شيبة: بلغني أن داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلا يوماً فقال: يا رب؛ هجرني الناس فيك، وهجرتهم لك؛ فأوحى الله إلى نبيه عليه السلام: ألا أدلك على شيء يستوي فيه وجوه الناس إليك؟ أن تخالط الناس بأخلاقهم، وتحتجز الإيمان فيما بيني وبينك.
وعن كعب قال: كان داود نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات ثلاثاً حين يصبح وحين يمسي: اللهم، خلصني من كلمصيبة نزلت الليلة من السماء إلى الأرض، اللهم اجعل لي سهماً في كل حسنة نزلت الليلة من السماء إلى الأرض.
وعن سعيد قال: كان من دعاء داود: اللهم، لا تكثر علي فأطغى، ولا تقل لي فأنسى؛ فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى؛ اللهم، رزق يوم بيوم، فإذا رأيتني أجور مجالس الذاكرين إلى مجالس المتكبرين فاكسر رجلي، فإنها نعمة منك تمن بها علي.
وعن وهب قال: كان من تحميد داود: الحمد لله عدد قطر المطر، وورق الشجر، وتسبيح الملائكة، وعهدد ما يكون في البر والبحر؛ والحمد لله عدد أنفاس الخلق ولفظهم وطرفهم وظلالهم، وعدد ما عن أيمانهم وعن شمائلهم، وعدد ما قهره ملكه، ووسعه حفظه، وأحاطت به
قدرته، وأحصاه علمه؛ والحمد لله عدد ما تجري به الرياح، ويحمله السحاب، وعدد ما يختلف به الليل والنهار، وتسير به الشمس والقمر والنجوم؛ والحمد لله عدد كل شيء أدركه بصره، ونفذ فيه علمه؛ والحمد لله الذي حلم في الذنوب عن عقوبتي حتى كان لا ذنب لي؛ ولم يؤاخذني، لم يظلمني سيدي، والحمد لله الذي أردوه أيام حياتي، وهو ذخري في آخرتي؛ ولو رجوت غيره لا يقطع رجائي والحمد لله الذي تمسي أبواب الملوك مغلقةً دوني وبابه مفتوح لكل ما شئت من حاجتي بغير شفيع فيقضيها لي؛ والحمد لله الذي أخلو به في حاجتي، وأضع عنده سري في أي ساعة شئت؛ والحمد لله الذي يتحبب إلي وهو غني عني.
وعن أبي الجلد قال: قرأت في دعاء داود عليه السلام: إلهي إذا ذكرت ذنوبي ضاقت علي الأرض برحبها، فإذا ذكرت رحمتك وسعت علي؛ إلهي أن أذوق مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة أهون علي من أن أذوق مرارة الآخرة بحلاوة الدنيا.
وعن مالك بن دينار قال: بلغنا أن داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول في دعائه: اللهم، اجعل حبك أحب إلي من سمعي وبصري، ومن الماء البارد.
وعن كعب أنه حلف بالذي فلق البحر لموسى عليه السلام إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا انصرف من صلاته قال: اللهم، أصلح ديني الذي جعلته لي عصمةً، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي؛ اللهم، أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك؛ اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد وقال كعب: إن صهيباً صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقولهن عند انصرافه من صلاته.
وعن مكحول قال: كان من دعاء داود عليه السلام: يا رازق النعاب في عشه؛ وذاك أن الغراب إذا فقص عن فراخه فقص عنها بيضاً، فإذا رآها كذلك نفر عنها، فتفتح أفواهها، فيرسل الله عليها ذباباً يدخل في أفواهها، فيكون ذلك غذاءها حتى تسود، فإذا اسودت انقطع الذباب عنها، وعاد الغراب إليها فغذاها.
وعن سعيد بن أبي سعيد قال: كان من دعاء داود عليه السلام: اللهم، إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج يشيبني قبل المشيب، ومن ولد يكون علي وباء، ومن مال يكون علي عذاباً، ومن خليل ماكر، عيناه ترياني وقلبه يرعاني، إذا رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيئةً أذاعها.
وعن عباس العمي قال: بلغني أن داود النبي صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم كان يقول في دعائه: سبحانك اللهم أنت ربي، تعاليت فوق عرشك، وجعلت حسبتك على من في السموات والأرض، فأقرب خلقك منك منزلةً أشدهم لك خشية؛ وما علم من لم يخشك، أو ما حكمة من لم يطع أمرك؟ وعن صهيب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم، إنك لست بإله استحدثناه، ولا رب استبدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك؛ ولا أعانك على خلقك أحد فنشك فيك، تباركت وتعاليت. قال: هكذا كان داود عليه السلام يقوله.
وعن علي الأزدي قال: كان داود عليه السلام يقول: إني أعوذ بك من غنىً يطغي، وفقر ينسي، وهوىً يردي، وعمل يخزي.
وعن عبد الكريم بن رشيد: أن داود عليه السلام قال: أي رب، أين ألقاك؟ قال: تلقاني عند المنكسرة قلوبهم.
وفي حديث آخر بمعناه: عند المنكسرة قلوبهم من مخافتي.
وعن وهب قال: كان داود عليه السلام يقول في مناجاته: طوبى لمن أرضاك في دار الفناء، لترضيه في دار البقاء؛ طوبى لمن ذكر ساعة موته، فعمل في ساعة حياته.
زاد غيره: إلهي، ما أحلى ذكرك في أفواه المخلصين، في بيوت الصادقين الذين يؤمنون بوعدك، ويعلمون أن مرجعهم إلى أمرك يوم تقتص للمظلومين. إلهي، اجعلني ممن أزمر لك أيام الحياة، وأعظمك في مجلس الشيوخ.
قال زهير: أزمر لك: أنوح لك.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قاتل: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود، إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة. قال داود: يا رب، ومن هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم، أحب قضاءها، قضيت على يديه أو لم تقض.
وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أوحى الله عز وجل إلى داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا داود، ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً؛ وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني، أعرف ذلك من نيته، إلا قطعت أسباب السماء بين يديه، وأرسخت الهوى من تحت قدميه؛ وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني، وغافر له قبل أن يستغفرني.
وعن صالح المري قال: أوحى الله عز وجل إلى داود: يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من ذكر ذنوبه في الخلاء، فاستحيا عند ذكرها، سترتها عن الحفظة وغفرتها له؛ يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من عمل من الذنوب حشو الأرض من شرقها إلى غربها، ثم ندم عليها حلب شاة سترتها عن الحفظة وغفرتها له؛ يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من عمل حسنةً واحدةً أدخله جنتي. قال له داود: وما تلك الحسنة؟ قال: يكشف عن مكروب كرباً ولو بشق تمرة.
قال أبوسليمان الداراني: شهدت مع أبي الأشهب جنازةً بعبادان، فسمعته يقول: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: يا داود، حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات، فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا، عقولها محجوبة عني.
قال أبو جعفر البصري: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني، فأخرج حب الدنيا من قلبك، فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب واحد.
قال أبو الحسين البصري: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني وتدعي عشقي، وتسيء بي الظن صباحاً ومساءً. أما كانت لك عبرة أن شققت سبع أرضين، فأريتك ذرة في فيها برة لم أنسها؛ أما إني لولا أني أحفظ منك خصالاً لحرقتك بالنيران.
وعن صالح المري قال: قال داود عليه السلام: يا رب، دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: آثر هواي على هواك.
وعن شداد أبي عمار قال: قال داود عليه السلام: يا رب، دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: اعمل بعمل الأبرار، ولا تبسم في وجوه الفجار.
وعن أبي الخلد قال: أوحى الله إلى داود عليه السلام: إن عبدي المؤمن إذا لقيني وهو مستحي من معاصي، غفرتها له، ونسيها حفظته.
وعن مجاهد قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: يا داود، اتق الله، لا يأخذك على ذنب لا ينظر إليك فيه أبداً، فتلقاه حين تلقاه ولا حجة لك.
وعن أبي الأشهب قال: أوحى الله إلى داود: إن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوةً من شهواته علي أن أحرمه طاعتي.
قال بشر: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام، يا داود، إنما خلقت الشهوات واللذات لضعفاء عبادي؛ فأما الأبطال، فما لهم وللشهوات واللذات؛ يا داود، لا تعلقن قلبك منها بشيء، فأدنى ما أعاقبك به أن أنسخ حلاوة حبي من قلبك.
وعن أبي علي قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: أنين المذنبين أحب إلي من صراخ الصديقين.
وعن أبي مطيع معاوية بن يحيى قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: أن اتخذ نعلين من حديد، وعصاً من حديد؛ واطلب العلم حتى تنكسر العصا وتنخرق النعلان.
وفي رواية: قل لطالب العلم يتخذ عصاً من حديد بمثله.
وعن أبي عمران المصري قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، لا تجعلن بيني وبينك عالماً
أسكنت قلبه حب الدنيا؛ أولئك القطاع على عبادي؛ إن أدنى ما أعاقبهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من أصول قلوبهم.
وفي حديث آخر بمثله: لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً فيصدك بسكره عن طريق محبتي.
وعن عبد العزيز بن عمر قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، إذا رأيت لي طالباً فكن له خادماً؛ يا داود، اصبر على المؤونة تأتك المعونة.
وعن أبي عبد الله الجدلي قال: قال الله عز وجل: يا داود، أحبني وأحب من يحبني، وحببني إلى الناس؛ قال: رب، أحبك وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى الناس؟! قال: تذكرهم آلائي فلا يذكرون مني إلا حسناً.
وعن شميط بن عجلان قال: بلغنا أن الله أوحى إلى داود فقال: يا داود ألا ترى إلى المنافق يخادعني وأنا أخدعه! يستحيي ويوقرني بلسانه وقلبه مني بعيد؛ يا داود، قل للملأ من بني إسرائيل: لا يدعوني والخطايا في أرقابهم، ليلقوها ثم يدعوني فأستجيب لهم.
قال وهب بن منبه: قرأت في مزامير داود صلى الله على نبينا وعليه وسلم: يا داود، هل تدري من أغفر له من عبادي؟ الذي إذا أذنب ذنباً ارتعدت لذلك مفاصله وأعضاؤه، فذاك الذي آمر ملائكتي أن لا تكتب عليه ذاك الذنب.
سأل رجل وهب بن منبه في مسجد الحرام، فقال: حدثني رحمك الله عن زبور داود؟ قال: وجدت في آخره ثلاثين سطراً: يا داود، اسمع مني والحق أقول: من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: من لقيني وهو يخاف عذابي لم
أعذبه؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: من لقيني وهو مستحي من معاصي أنسيت حفظته ذنوبه؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: لو أن عبداً من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوباً، ثم ندم حلب شاة فاستغفرني مرةً واحدةً، فعلمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها ألقيتها عنه أسرع من هبط المطر إلى الأرض؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: لو أن عبداً من عبادي أتاني بحسنة واحدة حكمته في جنتي قال داود عليه السلام: إلهي، من أجل ذلك لا يحل لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك يا داود، إنما يكفي أوليائي اليسير من العمل كما يكفي الطعام من الملح؛ هل تدري يا داود متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك، ونزعوا من قلوبهم الشك؛ علموا أن لي جنةً وناراً، وأنا أحيي وأميت، وأبعث من في القبور، ولم أتخذ صاحبةً ولا ولدا؛ فإن توفيتهم بيسير من العمل وهو يوقنون بذلك جعلته عظيماً. هل تدري يا داود من أسرع الناس مراً على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبةً من ذكري؛ هل تدري يا داود أي المؤمنين أحب إلي؟ الذي إذا قال لا إله إلا الله اقشعر جلده؛ إني أكره له الموت كما يكره الوالد لولده ولا بد له منه. أني أريد أن أسره في دار سوى هذه، فإن نعيمها فيها بلاء، ورخاءها فيها شدة؛ فيها عدو لا يألونهم فيها خبالاً. من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة، لولا ذلم ما مات آدم وولده حتى ينفخ في الصور. يا داود، ما تقول في نفسك؟ تقول قطعت عنهم عبادتهم، أما تعلم ما أثيب عبدي المؤمن على عثرة يعثرها؟ فكيف إذا ذاق الموت وهو من اعظم المصيبات، وهو بين أطباق التراب؛ إنما أحبسه طول ما أحبسه لأعظم له الأجر، وأجزي عمله أحسن ما كان يعمل إلى يوم القيامة؛ من أجل ذلك سميت نفسي أرحم الراحمين.
وعن ابن عباس قال: أوحى الله إلى داود: يا داود، قل للظلمة لا يذكروني، فإن حقاً علي أن من ذكرني أذكره، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم.
وعن وهب بن منبه وزيد بن رفيع، قال: رأى داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم منجلاً من نار يهوي من السماء إلى الأرض فقال: إلهي وسيدي؛ ما هذا؟ قال: هذه لعنتي أدخلها بيت كل ظلام.
وعن أبي ذر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن داود عليه السلام قال: إلهي، ما حق عبادك إذا هم زاروك وفي رواية: إذا هم زاروك في بيتك فإن لكل زائر على المزور حقاً؟ قال: يا داود، فإن لهم علي أن أعافيهم في دنياهم، وأغفر لهم إذا لقيتهم.
قال أبو الجلد: قرأت في مسألة داود ربه: إلهي، ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه؟ قال: جزاؤه أن أحرم وجهه على لفح النار، وأن أؤمنه يوم الفزع.
وعن فضالة بن عبيد: أن داود سأل ربه أن يخبره بأحب الأعمال إليه؟ فقال: عشر إذا فعلتهن يا داود: لا تذكرن أحداً من خلقي إلا بخير، ولا تغتابن أحداً من خلقي، ولا تحسدن أحداً من خلقي. قال داود: يا رب، هؤلاء الثلاث لا أستطيع، فأمسك عن السبع، ولكن يا رب، اخبرني بأحبابك من خلقك أحبهم لك؟ قال: ذو سلطان يرحم الناس، ويحكم للناس كما يحكم لنفسه؛ ورجل آتاه الله عز وجل مالاً فهو ينفق منه ابتغاء وجه الله، وفي طاعة الله، ورجل يفني شبابه وقوته في طاعة الله؛ ورجل كان قلبه معلقاً في المساجد من حبه إياها؛ ورجل لقي امرأة حسناء، فأمكنته من نفسها فتركها من خشية الله؛ ورجل حيث كان يعلم أن الله معه، نقية قلوبهم، طيب كسبهم، يتحابون بحلالي، أذكر بهم ويذكرون بذكري؛ ورجل فاضت عيناه من خشية الله عز وجل.
وعن وهب بن منبه قال: قال داود عليه السلام: أي رب، أي عبادك أحب إليك؟ قال: مؤمن حسن الصورة؛ قال: فأي عبادك أغضب إليك؟ قال: كافر حسن الصورة، شكر هذا وكفر هذا.
قال أبو محمد الهروي: مكتوب في زبور داود عليه السلام: من بلغ السبعين اشتكى من غير علة وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن داود عليه الصلاة والسلام قال: إلهي؛ ما جزاء من شيع ميتاً إلى قبره
ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أشيعه ملائكتي فتصلي على روحه في الأرواح. قال: اللهم، فما جزاء منن يعزي حزيناً ابتغاء مرضاتك؟ قال: أن ألبسه لباس التقوى وأستره به من النار فأدخله الجنة. قال: اللهم، ما جزاء من عال يتيماً أو أرملةً ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن أظله يوم لا ظل إلا ظلي. قال: اللهم، فما جزاء من سالت دموعه على وجنتيه من مخافتك؟ قال: أن أقي وجهه لفح جهنم، وأؤمنه يوم الفزع الأكبر ".
وعن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن داود عليه السلام قال فيما خاطب ربه عز وجل: يا رب، أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك؟ قال: يا داود، أحب عبادي إلي نقي القلب، نقي الكفين، لا يأتي إلى أحد سوءاً، ولا يمشي بالنميمة، تزول الجبال ولا يزول، أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى عبادي؛ قال: يا رب، إنك لتعلم أني أحبك وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى عبادك؟ قال: ذكرهم بآلائي، وبلائي ونعمائي؛ يا داود، إنه ليس من عبد يعين مظلوماً، أو يمشي معه في مظلمته إلا أثبت قدميه يوم تزول الأقدام ".
وعن أسلم قال: مكتوب في حكمة آل داود: العافية الملك الخفي.
وعن أبي أيوب القرشي مولى بني هاشم قال: قال داود عليه السلام: رب، أخبرني ما أدنى نعمتك علي؟ فأوحى إليه: يا داود، تنفس، فتنفس؛ فقال: هذا أدنى نعمتي عليك.
وعن وهب بن منبه قال: إن في حكمة آل داود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه؛ وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يقضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه؛ وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد، فإن هذه الساعة عون على هذه الساعات وإجمام للقلوب. وحق على العاقل أن يعرف زمانه، ويحفظ لسانه، ويقبل على شأنه. وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في إحدى ثلاث: زاد لمعاده؛ ومرمة لمعاشه؛ ولذة في غير محرم.
وعن مالك بن دينار قال: قال داود عليه السلام لبنيه: معشر الأبناء؛ تعالوا حتى أعلمكم خشية الله: أيما عبد منكم أحب أن يحبني ويرى الأيام الصالحة فليحفظ عينيه أن ينظر إلى السوء، ولسانه أن ينطق بالإفك، عين الله إلى الصديقين وهو يسمع لهم.
قال عبد الله بن حبيب: قال داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم: رب كلام ندمت عليه، وما ندمت على صمت قط.
وعن أبي الدرداء عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " قال داود عليه السلام: يا زارع السيئات، انت تحصد شوكها وحسكها ".
وعن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود عليه السلام يقول: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد؛ وإن الخطيب الأحمق في نادي القوم كالمغني عند الميت؛ ولا تعد أخاك ثم لا تنجز له، فتورث بينكما العداوة. وإن المرأة السوء عند الرجل كالشيخ الكبير على ظهره الحمل الثقيل، والمرأة الصالحة عند الرجل كالملك الشاب على رأسه التاج المخوض بالذهب. وسل الله عز وجل صاحباً إن ذكرت أعانك. ما أقبح الفقر بعد الغنى! وأقبح من ذلك الكفر بعد التقى.
وفي رواية: وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى.
وفي رواية: ونعوذ بالله من صاحب إذا ذكرت لم يعنك، وإذا نسيت لم يذكرك.
سئل داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي شيء أحلى، وأي شيء أبرد، وأي شيء أحسن، وأي شيء أقبح، وأي شيء أعون، وأي شيء أعدى؟ فقال: أحلى شيء روح الله بين عباده، وأبرد
شيء عفو الله عن العباد وعفو العباد بعضهم عن بعض، وأحسن شيء السكينة مع الإيمان، وأقبح شيء الكفر بعد إيمان، وأعون شيء ذكر الله، وأعدى شيء زوج سوء وعشيرة سوء.
وعن ابن المبارك قال: قال داود لابنه: يا بني، أستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء: بحسن توكله على الله فيما نابه؛ وبحسن رضاه فيما آتاه؛ وبحسن صبره فيما فاته.
وعن عروة قال: مكتوب في الحكمة: يا داود، إياك وشدة الغضب، فإن شدة الغضب مفسدةً لفؤاد الحكيم.
وعن خالد بن أبي عمران: أن داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم كان يقول: لا تفشين إلى امرأة سراً، ولا تطرقن أهلك ليلاً، ولا تأمنن ذا سلطان وإن كنت ذا قرابة.
وعن عبيد بن عمير قال: بلغني أن داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم كان يقول: اللهم لا تجعل لي أهل سوء فأكون رجل سوء.
قال سعيد الحاني قرية بالجزيرة: بينا داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم على باب منزله جالساً، ومعه جليس من بني إسرائيل يحدثه؛ إذ مر به رجل، فأسمعه واستطال عليه، فغضب له جليسه، فقال داود: دعه، فإني قد علمت من أين أتيت؛ إني قد أحدثت فيما بيني وبين ربي، فهو سلط هذا علي، فدعني حتى أدخل فأتنصل إلى ربي من الحدث الذي كان مني، حتى يعود هذا فيقبل أسفل قدمي. قال: فدخل داود، فتوضأ وصلى ركعتين وتنصل إلى ربه من الحدث الذي كان منه، وعاد إلى جليسه، وعاد الرجل من حاجته نادماً، فانكب فقبل أسفل قدم داود. قال: يا نبي الله، اغفر لي، قال: اذهب فإني قد علمت من أين أتيت.
وعن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود يقول: انظر ما تكره أن يذكر منك في نادي القوم، فلا تفعله إذا خلوت.
قال يحيى بن أبي كثير: قال داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابنه سليمان: يا بني، أتدري ما جهد البلاء؟ قال: لا، قال: شراء الخبز من السوق، والانتقال من منزل إلى منزل.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " قال داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم: إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها خير لك من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان.
قال الكلبي: لما قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة كان في الطعام قلة، وكان يتزوج النساء، قال: فقالت اليهود: إن هذا الذي يزعم أنه نبي ليس يشبع من الطعام وهو يتزوج، فليس له هم إلا النساء! لو كان نبياً لاشتغل بنبوته عن النساء. فأنزل الله عز وجل: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً " قال: تزوج داود مئة امرأة، وتزوج سليمان سبع مئة امرأة وثلاث مئة سرية؛ فذلك قوله: " وآتيناهم ملكاً عظيماً ".
وفي حديث آخر: وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب، فأكذبهم الله، وأخبرهم بفضل الله وسعته على نبيه صلوات الله عليه وبركاته فقال: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " يعني بالناس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً " ما آتى الله سليمان بن داود، كان له ألف امرأة، سبع مئة مهيرة، وثلاث مئة سرية؛ وكانت لداود مئة امرأة، منهن أمرأة أوريا أم سليمان بن داود التي تزوجها بعد الفتنة؛ فهذا أكثر مما لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن ابن عباس قال: ما أصاب داود ما أصابه بعد القدر إلا من عجب عجب به من نفسه، وذلك أنه قال:
يا رب، ما من ساعة من ليل أو نهار إلا وعابد من آل داود يعبدك، يصلي لك أو يسبح أو يكبر.. وذكر أشياء، فكره الله تعالى ذلك فقال الله: يا داود، إن ذلك لم يكن إلا بي، فلولا عوني ما قويت عليه؛ وجلالي لأكلنك إلى نفسك يوماً؛ قال: يا رب، فأخبرني به. فأصابته الفتنة ذلك اليوم.
قال بعض المشايخ: رب نظرة لآن يلقى فيها الرجل للأسد فتأكله، خير له؛ وهل لقي داود ما لقي إلا في نظرة.
وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنه ورد عليه وفد عبد القيس، وفيهم غلام وضيء الوجه، فأقعده وراء ظهره وقال: إنما أتي أخي داود عليه السلام من النظر.
وعن الحسن قال: قال داود: يا رب، ابتليت من كان قبلي فأثنيت عليهم بصبرهم، ولم تبتلني ببلاء تثني علي من بعدي؛ فأوحى الله إليه: يا داود، اخترت البلاء على العافية، فخذ حذرك، فإني أبتليك في شهرك هذا؛ وكان في رجب يوم الاثنين بعد العصر في ثلاث عشرة مضين من الشهر. قال: فلما كان ذلك اليوم دخل المحراب واستعد للبلاء؛ فبينا هو في محرابه منكب على الزبور يقرؤها إذ دخل طائر من الكوة فوقع بين يديه، جسده من ذهب، وجناحاه من ديباج، مكلل بالدر، ومنقاره زبرجد، وقوائمه فيروزج؛ فدنا منه ثم طار فوقع بين يديه، فنظر إليه يحسب أنه من طير الجنة؛ فجهل يتعجب من حسنه وله ابن صغير فقال: لو أخذت هذا الطير فنظر إليه ابني؛ فأهوى يريد أن يتناول الطير، فتباعد الطير منه، ويطعمه أحياناً ثم يفر، حتى كأنه يريد أن يضع يده عليه فيتباعد منه أيضاً؛ فما زال كذلك يدنو ويتباعد حتى قام من مجلسه وطبق الزبور ونسي البلاء؛ فطلبه في زوايا البيت، فوقع في الكوة، وطلبه في الكوة فرمى بنفسه في بستان أوريا، وكان في أصل المحراب حوض يغتسل فيه حيض بني إسرائيل، فاطلع داود فإذا بامرأة تغتسل؛ فأبصرت ظله، فنشرت شعرها فجللت جسدها كله، فزاده ذلك إعجاباً، فرجع مكانه وفي نفسه منها ما في نفسه، فبعث إليها لينظر من هي، وابنة من هي؟
فرجع إليه الرسول فقال: هي سابع بنت حنانا، وزوجها أوريا بن صورى، وهو في البلقاء مع ابن أخت داود وهو على الجيش محاصرين قلعة؛ فكتب داود إلى ابن أخته كتاباً: إذا جاءك كتابي هذا فمر أوريا بن صورى فليحمل التابوت، وليتقدم أمام الجيش، فإما أن يفتح الحصن، وإما أن يقتل وكان من فر منهم صار لعيناً وكان في سنتهم أن يتقدم أمام التابوت من كل سبط في كل عام رجل، يكون ذلك نوائب بينهم، وكان الذي يتقدم لا يرجع حتى يقتل أو يفتح الله عليه فدعا صاحب الجيش أوريا فقرأ عليه الكتاب؛ فقال أوريا: سمع وطاعة، فحمل التابوت فتقدم أمام أصحابه، فخرجت إليه المقاتلة، فقاتلهم وكان من فرسان بني إسرائيل فقتل المقاتلة وفتح الحصن. فبعث صاحب الجيش إلى داود بالفتح؛ فكتب إليه أن قدمه في قلعة أخرى كانت أحصن وأشد شوكةً من الأولى؛ فقرأ عليه الكتاب؛ فقال: سمع وطاعة؛ فحمل التابوت وسار إلى الحصن، وتقدم أمام أصحابه، فخرجت المقاتلة فقتلهم وفتح الحصن؛ فبعث صاحب الجيش بالفتح إلى داود؛ فكتب إليه الثالثة أن قدمه؛ فلما ورد الكتاب عليه قرأه عليه قال: قد علمت ما يريد، فحمل التابوت وسار أمام أصحابه، فخرجت إليه المقاتلة، فكان أول قتيل، فكتب ابن أخت داود بذلك إلى داود، فلما انقضت عدة المرأة أرسل إليها يخطبها، فتزوجها.
وفي حديث آخر عن ابن عباس بمعناه: فلما انقضت عدتها خطبها، فاشترطت عليه إن ولدت جعله خليفته من بعده، وأشهدت على ذلك خمسين رجلاً من بني إسرائيل، وكتبت عليه كتاباً؛ فما شعر بنفسه حتى ولد سليمان بن داود عليه السلام، وتسور عليه الملكان في المحراب، وخر داود ساجداً.
وفي حديث آخر عن أنس بن مالك، يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقتل زوج المرأة، ونزل الملكان على داود يقصان عليه قصته؛ ففطن داود، فسجد فمكث أربعين ليلةً ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض جبينه؛ يقول في سجوده من كلمات: زل داود زلةً أبعد ما بين المشرق والمغرب، رب؛ إن لم ترحم
ضعف داود وتغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً في الخلوف من بعده؛ فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة، فقال له: يا داود؛ قد غفر الله لك الهم الذي هممت، قال داود: قد علمت أن الله قادر على أن يغفر لي الهم الذي هممت به، وقد علمت أن الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال: يا رب دمي الذي عند داود؟ فقال جبريل: ما سألت ربي عن ذلك، ولئن شئت لأفعلن، قال: نعم؛ فعرج جبريل، فسجد داود، فمكث ما شاء الله ثم نزل، فقال قد سألت الله عز وجل يا داود عن الذي أرسلتني إليه فقال: قل لداود إن الله يجمعكما يوم القيامة فيقول: هب لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب، فيقول: فإن لك في الجنة ما اشتهيت وما شئت عوضاً.
قال ثابت: كان داود نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم يذكر ذنوبه، فيخاف الله عز وجل منها خوفاً تنفرج أعضاؤه من مواضعها، ثم يذكر عائدة الله تبارك وتعالى ورأفته على أهل الذنوب فيرجع كل عضو إلى مكانه.
قال أبو سليمان: ما عمل داود عليه السلام عملاً قط كان أنفع له من خطيئته؛ ما زال منها خائفاً هارباً حتى لحق بربه.
قال صفوان بن محرز: كان داود ينادي في جوف الليل: أوه من عذاب الله، أوه من قبل أن لا تنفع أوه.
قال وهب بن منبه: لما أصاب داود الخطيئة اعتزل، ثم بكى حتى رعش وحتى خدت الدموع في خده: وفي رواية: اعتزل النساء ولزم العبادة حتى سقط، ثم بكى حتى خدت الدموع وجهه.
وفي حيث عن مجاهد: أن داود عليه السلام مكث أربعين يوما ساجداً لايرفع رأسه حتى نبت المرعى من دموع عينيه حتى غطى رأسه؛ فنودي: يا داود، أجائع فتطعم، أم ظمآن فتسقى، أم عار فتكسى؟ قال: فأجيب ففي غير ما طلب، فنحب نحبة هاج العود فاحترق من حر جوفه؛ ثم أنزل الله التوبة والمغفرة؛ فقال: رب اجعل خطيئتي في كفي؛ فكان لايبسط كفه لطعام ولا لشراب ولا لشيء سوى ذلك إلا رآهاقابلته؛ قال: فإن كان ليؤتى بالقدح ثلثاه ماء، فإذا تناوله أبصر خطيئته، فما يضعه على شفتيه حتى يفيض من دموعه.
قال ابن سابط: لو عدل بكاء داود ببكاء الخلق لكان بكاء داود أكثر منه، ولوعدل بكاء آدم ببكاء داود وببكاء الخلق لكان بكاء آدم أكثر منه.
قال ثابت: اتخذ داود عليه السلام سبع حشايا من شعر، ثم حشاهن بالرماد، ثم بكى حتى أنقذهن بدموع عينيه.
وعن الحسن قال: لما أصاب داود الخطيئة حر ساجدا أربعين ليلة، فقيل له: يا داود، ارفع رأسك فقد غفرت لك، قال: يا رب، أنت حكم عدل، لاتظلم، وقد قتلت الرجل؛ قال: أستوهبك، فيهبك لي، وأثيبه الجنة.
وقال وهب بن منبه: ما رفع رأسه حتى قال له الملك: أول أمرك ذنب، وآخره معصية، ارفع رأسك، فرفع رأسه، فمكث حياته لايشرب ماء إلا مزجه بدموعه، ولا يأكل طعاما إلا بله بدموعه، ولا يضطجع على فراش إلا غراه بدموعه حتى انهزم؛ فكان لا يدفئه لحاف.
وكان داود بعد الخطيئة لا يجالس إلا الخاطئين، ثم يقول: تعالوا إلى داود الخاطئ؛ ولا يشرب شراباً إلا مزجه بدموع عينيه؛ وكان يجعل له خبز الشعير اليابس في قصعة، فلا يزال يبكي عليه حتى يبتل بدموع عينيه؛ وكان يذر عليه الملح والرماد ويأكل ويقول: هذا
أكل الخاطئين. وكان داود قبل الخطيئة يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر؛ فلما كان من خطيئته ما كان صام الدهر كله، وقام الليل كله.
وكان داود يدعو على الخاطئين قبل أن يصيب الذنب. فلما أصاب الذنب قال: يا رب اغفر للخاطئين لعلك تغفر لي معهم.
قال عطاء الخراساني: قيل لداود: ياداود، أرفع رأسك، فذهب ليرفع فإذا هو قد نشب بالأرض، فأتاه جبريل عليه السلام فاقتلعه عن وجه الأرض كما يقتلع عن الشجرة صمغها. وقيل: إنه لزق موضع مساجده على الأرض من فروة وجهه ما شاء الله. قال ابن ابن لهيعة: فكان يقول في سجوده: سبحانك، هذا شاربي دموعي، وهذا طعامي رماد بين يدي.
قال وهب بن منبه: إن داود لما تاب الله عليه قال: يارب اغفر لي، قال: نعم، قال: فكيف لي أن لا أنسى خطيئتي، فأستغفر منها لي وللخاطئين إلى يوم ألقاك؟ قال: فوشم الله خطيئته في يده اليمنى. فما رفع فيها طعاما ولا شراباً إلا بكى إذا رآها، وما قام خطيباً في الناس إلا بسط يده وراحته فاستقبل بها الناس ليروا وشم خطيئته.
وعن مجاهد أوسعيد بن المسيب قال: يبعث داود عليه السلام، وذكر خطيئته ووجله منها في قلبه، منقوشى في كفه، فإذا رأى أهاويل الموقف لم يجد منه مبعوداً ولا محرزاً إلا برحمة الله وقربه، فيشير إليه أن هاهنا، وأشار بيمينه إلى جنبه، فذلك قول الله تعالى: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " قال وهب: أوحى الله إلى داود، يا داود، ارفع رأسك فقد غفرت لك، غير أنه ليس لك عندي ذلك الود الذي كان.
قال ثابت البناني: قال داود: يارب كيف بأوريا بن حنان؟ فال: أستوهبك منه، فيهبك لي، وأرضيه من عندي، فال: يارب، الآن علمت أن قد غفرت لي.
وعن ابن غمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان الناس يعودون داود ويظنون به مرضاً، وما كان به مرض إلا شدة الخوف والحياء من اله عز وجل.
وعن ثابت قال: كان داود عليه السلام إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله، لايشدها إلا أسر، وإذا ذكر رحة الله تراجعت.
وقال يزيد الرقاشي: كان لداود جاريتان فقد أعدهما، فكان إذا جاءه الخوف سقط واضطرب، فقعدتا على صدره ورجليه مخافة أن تغرق أعضاؤه وممفاصله فيموت.
قال خالد بن دريك: لقي داود لقمان فقال داود: كيف أصبحت يالقمان؟ قال: أصبحت في يد غيري؛ ففكر فيها داود فصعق.
وعن عثمان بن أبي العاتكة أن داود كان يقول: سبحان خالق النور، إلهي، إذا ذكرت خطيئتي ضاقت علي الأرض برحبها؛ واذا ذكرت رحمتك ارتد إلي روحي، سبحان خالق النور، إلهي، خرجت أسأل أطباء عبادتك أن يداؤوا لي خطيئتي فكلهم عليك يدلني، سبحان خالق النور، إلهي ويل لم أخطأ خطيئة حصادها عذابك إن لم تغفرها له.
قال مالك بن دينار وغيره: لما أصاب داود الخطيئة أكثر من الدعاء فلم يستجب له، فلما راى انه لايستجاب له أخذ في ننحو من النياحة؛ فرحم فغفر له.
وعن يزيد قال: كان داود إذا أراد أن يعظ الناس خرج بهم إلى الصحراء. قال: فخرج بهم ذات يوم في ثلاثين ألفاً من الناس، فوعظهم، فمات منهم عشرون ألفاً، ورجع في عشرة آلاف من الناس مرضى.
وعن وهب بن منبه أن داود عليه السلام لما تاب الله عز وجلعليه، بكى على خطيئته ثلاثين سنة لايرقأ دمعه ليلاً ولا نهاراً، وكان أصاب الخطيئة وهو ابن سبعين سنة، فقسم الدهر بعد الخطيئة على أربعة أيام: فكان يوم للقضاء بين بني إسرائيل؛ ويوم لنسائه؛ ويوم يسيح في الفيافي والجبال الساحل؛ ويوم يخلو في دار له فيها أربعة آلاف محراب؛ فيجتمع إليه الرهبان، فينوح معهم على نفسه، ويساعدونه على ذلك. فإذا كان يوم سياحته، يخرج إلى الفيافي فيرفع صوته بالمزامير، فيبكي ويبكي معه الشجر والرمال والطير والوحوش، حتى يسيل من دموعه منل الأنهار، ثم يجيء إلى الجبال والحجارة والطير والدواب حتى يسيل أودية من مكانهم، ثم يجيء إلى الساحل، فيرفع صوته بالمزامير، فيبكي ويبكي معه الحيتان ودواب البحر والسباع وطير السماء، فإذا أمسى رجع؛ فإذا كان يوم نوحه على نفسه نادى مناديه: إن اليوم يوم نوح داود على نفسه فليحضر من يساعده. قال: فيدخل الدار التي فيها المحاريب، فيبسط له ثلاثة فرش من مسوح، حشوها ليف، فيجلس عليها ويجيء الرهبان أربعة آلاف راهب عليهم البرانس وفي أيديهم العصي، فيجلسون في تلك المحاريب، ثم يرفع داود صوته بالبكاء والنوح على نفسه، ويرفع الرهبان معه أصواتهم، ولا يزال يبكي حتى تغرق الفرش من دموعه، ويقع داود فيها مثل الفرخ يضطرب، فيجيء ابنه سليمان فيحمله، فيأخذ داود من تلك الدموع بكفيه ثم يمسح بها وجهه ويقول: يارب اغفر ماترى. فلو عدل بكاء داود بجميع بكاء أهل الدنيا لعدله.
قال يحيى بن أبى كثير: بلغنا أنه كان إذا كان يوم نوح داود صلى الله على نبيناً وعليه وسلم مكث قبل ذلك سبعاً لا يأكل الطعام ولايشرب الشراب ولا يقرب النساء. فإذا كان قبل ذلك بيوم أخرج له منبر إلى البرية، وأمر سليمان منادياً يستقري البلاد وما حولها من الغياض والآكام والجبال والبراري والديارات والصوامع والبيع؛ فينادي فيهم: ألا من أحب أن يستمع نوح داود فليأت. قال: فتأتي الوحش من البراري والآكام، وتأتي السباغ من الغياض، وتأتي الهوام من الجبال، وتأتي الطير من الأوكار، وتأتي الرهبان من الصوامع والديارات، وتأتي العذارى من خدورها؛ ويجتمع الناس لذلك اليوم، ويأتي داود عليه السلام حتى يرقى على المنبر ويحيط به بنو إسرائيل، وكل صنف على حزبه، فيحيطون به يصغون إليه. قال: وسليمان قائم على رأسه، فيأخذ في الثناء على ربه، فيضجون بالبكاء والصراخ، ثم يأخذ في ذكر الجنة والنار فيموت طائفة من الناس، وطائفة من السباع، وطائفة من الهوام، وطائفة الوحش، وطائفة من الرهبان والعذارى المتعبدات؛ ثم يأخذ في ذكر الموت وأهوال القيامة، ثم يأخذ في النياحة على نفسه، فيموت طائفة من هؤلاء وطائفة من هؤلاء ومن كل صنف طائفة.
فاذا رأى سليمان ماقد كان من الموت في كل فرقة منهم نادى: يا أبتاه، قد مزقت المستمعين كل ممزق، وماتت طوائف من بني إسرائيل، ومن الوحوش والهوام والسباع والرهبان! قال: فيقطع النياحة ويأخذ في البكاء. قال: فبينا هو كذلك إذ ناداه بعض عباد بني إسرائيل: ياداود، عجلت بطلب الجزاء على ربك، فخر داود عند ذلك مغشياً عليه، قال: فلما نظر إليه سليمان وما أصابه أتى بسرير فحمله عليه ثم أمر منادياً فنادى: من كان له مع داود حميم أو قريب فلتأت بسرير فلتحمله، فإن الذين كانوا مع داود قد قتلهم ذكر الجنة والنار، قال: فإن كانت المرأة لتأتي بالسرير، فتقف على أبيها أو على أخيها أو على ابنها وهو ميت، فتنادي: وابأبي، أما من قتله ذكر النار؟ وابأبي، أما من قتله ذكر الجنة؟ وابأبي، أما من قتله ذكر الخوف من الله عز وجل؟ قال: وحتى إن الوحش تجتمع على من مات منهم فتحمله، والسباع والهوام، ويتفرقون. فإذا أفاق داود من غشيته نادى سليمان: مافعلت عباد بني إسرائيل؟ مافعل فلان وفلانة؟ فيعدد نفراً من بني إسرائيل، فيقول سليمان: يا أبتاه، موتوا عن آخرهم؛ فيقوم داود فيضع
يده على رأسه ثم يدخل بيت عباته، ويغلق عليه بابه ثم ينادي: أغضبان أنت على داود، إله داود؟ أم كيف قصرت به أن يموت خوفاً منك، أوفرقاً من نارك أو سوقاً إلى جنتك ولقائك إله داود؟ فلا يزال كذلك سبعاً ينادي: إله داود، قال: فيأتي سليمان فيقف على باب بيته فينادي، يا أبتاه، أتأذن لي في الدخول عليك؟ فيأذن له، فيدخل معه بقرص شعير، فيقول؛ يا أبتاه، تقو به على ما تريد. قال: فيأكل ذلك القرص ماشاء الله، ثم يخرج إلى بني إسرائيل فيكون بينهم.
قال الفضيل بن عياض: سأل داود ربه أن يلقي في قلبه الخوف، فدخله فلم يحتمله عقله، فطاش عقله حتى ما كان يعقل صلاةً ولا شيئاً، ولا ينتفع بشيء؛ فقيل له: أتحب أن يدعك كما أنت أن يردك إلى ما كنت عليه؟ قال: ردوني، فرد عليه عقله.
قال أبو عبد الله الجدلي: ما رفع داود رأسه إلى السماء بعد الخطيئة حتى مات.
قال كعب: توفي ابن لداود، فحزن عليه حزناً شديداً، فقيل له: ما كان يعدله عندك؟ قال: ملء الأرض ذهباً؛ فقيل له: فإن لك من الأجر مثل ذلك.
وعن الحسن وغيره قال: لما نزلت آية " الذين " قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أول من جحد آدم، إن الله لما خلقه مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذارئ، فجعل يعرضهم عليه، فرأى فيهم رجلاً يزهر، فقال: أي رب، أي بني هذا؟ قال: ابنك داود، قال: أي رب، وكم عمره؟ قال: ستون سنة، قال: أي رب، زد في عمره، قال: لا، إلا أن تزيده من عمرك
قال: وكان عمر آدم ألف سنة فوهب له من عمره أربعين سنة؛ فكتب الله عليه كتاباً وأشهد عليه الملائكة. فلما احتضر آدم أتته الملائكة لتقبضه، فقال: إنه قد بقي من عمري أربعون سنة! قال: قد وهبتها لابنك داود؛ قال: ما فعلت، فأنزل الله الكتاب وشهدت عليه الملائكة، وشهد به عليه، وأكمل الله لآدم ألف سنة، وأكمل لداود مئة سنة.
وفي حديث مرفوع عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعناه قال: فجحد فجحدت ذريته، وخطئ فخطئت ذريته، ونسي فنسيت ذريته؛ فرأى فيهم القوي والضعيف، والغني والفقير، والصحيح والمبتلى. قال: يا رب، ألا سويت بينهم. قال: أردت أشكر.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله عز وجل خلق آدم من تراب، ثم جعله طيناً، ثم تركه؛ حتى إذا كان حمأ مسنوناً خلقه وصوره ثم تركه؛ حتى إذا كان صلصالاً كالفخار قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه روحه؛ فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه، فعطس فلقاه الله حمد ربه، فقال الرب: رحمك ربك، ثم قال الله: يا آدم، اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم، فانظر ماذا يقولون؟ فجاء فسلم عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله؛ فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك؟ وهو أعلم ما قالوا له قال: يا رب، لما سلمت عليهم قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، فقال: يا آدم، هذا تحيتك وتحية ذريتك، قال: يا رب، وما ذريتي؟ قال: اختر يدي يا آدم، قال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين؛ فبسط الله كفيه، فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن؛ فإذا رجال منهم على أفواههم النور وإذا رجل تعجب آدم من نوره فقال: يا رب، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود. وساق بقية الحديث في عمره إلى آخره وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه غيرة شديدة، فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع. قال: فخرج ذات يوم، وغلقت الدار؛ فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، وإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار
مغلقة؟ والله لنفتضحن بداود؛ فجاء داود، فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال لد داود: من أنت؟ قال: الذي لا أهاب الملوك، ولا يمتنع مني الحجاب؛ فقال داود: أنت والله إذاً ملك الموت، مرحباً بأمر الله، فزمل داود مكانه حتى قبضت نفسه، حتى فرغ من شأنه، فطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض، فقال سليمان: اقبضي جناحاً جناحاً. قال أبو هريرة: يرينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، وغلبت عليه يومئذ المضرحية.
وروي أن ملك الموت أتى داود عليه السلام وهو يصعد في محرابه أو ينزل. قال: فقال: جئت لأقبض نفسك، فقال: دعني حتى أنزل أو أرتقي، قال: ما إلى ذلك سبيل، نفدت الأيام والشهور والسنون والآثار والأرزاق، فما أنت بمؤثر عنده أثراً. قال: فسجد داود على مرقاة من ذلك الدرج؛ فقبض نفسه على تلك الحال.
وقيل: مات داود يوم السبت فجأةً. وقيل: يوم الأربعاء.
وقيل: إن إبراهيم خليل الله مات فجأةً، ومات داود فجأةً، ومات سليمان بن داود فجأة، والصالحون؛ وهو تخفيف على المؤمن وتشديد على الكافر.
قال وهب بن منبه: إن الناس حضروا جنازة داود عليه السلام، فجلسوا في الشمس في يوم صائف قال: وكان شيع جنازته يومئذ أربعون ألف راهب عليهم البرانس، سوى غيرهم من الناس؛ ولم يمت في بني إسرائيل بعد موسى وهارون نبي كانت بنو إسرائيل أشد جزعاً عليه منهم على داود. قال: فأذلقهم الحر، فنادوا سليمان أن يعجل عليهم لما أصابهم
من الحر؛ فخرج سليمان، فنادى الطير، فأجابت، فأمرها فأظلت الناس. قال: فتراص بعضها إلى بعض من كل وجه حتى استمسكت الريح، فكاد الناس أن يهلكوا غماً، فصاحوا إلى سليمان عليه السلام من الغم، فخرج سليمان فنادى الطير: أن أظلي الناس من ناحية الشمس وتنحي عن ناحية الريح؛ ففعلت، فكان الناس في ظل تهب عليهم الريح. فكان ذلك من أول ما رأوا من ملك سليمان.
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد قبض الله داود عليه السلام من بين أصحابه، ما فتنوا ولا بدلوا. ولقد مكث أصحاب المسيح على سنته وهديه مئتي سنة.
وعن عبيد بن عمير قال: لا يأمن داود يوم القيامة، يقول: رب، ذنبي ذنبي، فقال له: ادنه ثلاث مرات حتى يبلغ مكاناً الله به أعلم؛ فكأنه يأمن فيه؛ فذلك قوله: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ".
وعن مالك بن دينار في قوله عز وجل " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " قال: يقيم الله داود عند ساق العرش فيقول: يا داود، مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم، فيقول: إلهي، وكيف أمجدك به وقد سلبتنيه في دار الدنيا؟ فيقول: فإني راده عليكاليوم؛ فيرده عليه، فيرفع داود صوته، فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنة.
وفي رواية: فيرفع داود صوته بالزبور، فيستفرغ نعيم أهل الجنة.
والرخيم من الأصوات: الشجي.
وعن أحمد بن يونس عن ابن شهاب عن خالد بن دينار النيلي عن حماد بن جعفر عن ابن عمر قال: ألا أخبركم بأسفل أهل الجنة؟ قالوا: بلى، فقال: رجل يدخل من باب الجنة، فتتلقاه غلمانه، فيقولون له: مرحباً بك يا سيدنا قد آن لك أن تؤوب. قال:
فتمد له الزرابي أربعين سنة، ثم ينظر عن يمينه وعن شماله فيرى الجنان، فيقول: لمن ما هاهنا؟ فيقال: لك. حتى إذا انتهى رفعت له ياقوتة حمراء، أو زمردة خضراء، لها سبعون شعباً، في كل شعب سبعون غرفة، في كل غرفة سبعون باباً؛ فيقال له: اقرأ وارق؛ قال: فيرتقي حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتكأ عليه سعة ميل في يمل، وله عنه فضول، يسعى عليها بسبعين ألف صحفة من ذهب، ليس ليس فيها صحفة فيها من لون صاحبتها، فيجد لذة آخرها كما يجد لذة أولها؛ ثم يسعى عليه بألوان الأشربة، فيشرب منها ما اشتهى؛ ثم يقول الغلمان: ذروه وأزواجه. قال: فيتنحى من الغلمان، فإذا من الحور العين قاعدة على سرير ملكها، فيرى مخ ساقها من صفاء اللحم والدم، فيقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا من الحور العين اللائي خبئن لك، فينظر إليها أربعين سنةً لا يرفع بصره عنها، ثم يرفع بصره إلى الغرفة فوقه فإذا أخرى أجمل منها، فيقول: ما آن لنا أن يكون لنا منك نصيب؟ فيرتقي إليها فينظر إليها أربعين سنةً لا يصرف بصره عنها. حتى إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ ظنوا أن لا نعين أفضل منه تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فنظروا إلى وجه الرحمن عز وجل، فنسوا كل نعيم عاشوه حين نظروا إلى وجه الرحمن عز وجل، فيقول: يا أهل الجنة، هللوني؛ فيتجاوبون بالتهليل؛ فيقول: يا داود، قم فمجدني كما كنت تمجدني في الدنيا. فيمجد داود ربه عز وجل.
قال أحمد بن يونس: قلت لابن شهاب: حديث خالد بن دينار في ذكر الجنة، رفعه؟ قال: نعم.
وعن عكرمة أن داود يقوم على أطول سرر في الجنة ينادي بصوته الذي أعطاه الله: لا إله إلا الله.
ابن سلمون بن نحشون بن عونبارب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ويقال: داود بن زكريا بن بشوى نبي الله وخليفته في أرضه، من أهل بيت المقدس. روي أنه جاء إلى ناحية دمشق، وقتل جالوت عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصفر.
حدث سعيد بن عبد العزيز، قال: في قول الله عز وجل: " إن الله مبتليكم بنهر، فمن شرب منه فليس مني، ومن لم يطعمه فإنه مني " قال: هو النهر الذي عند قنطرة أم حكيم بنت الحارث بن هشام. وقال سعيد بن عبد العزيز: وقيل: غسل يحيى لعيسى عليهما السلام.
كان سبب ما أراد الله عز وجل من الخير والكرامة بداود انه كان داود مع أربعة إخوة له، وكان أبوهم شيخاً كبيراً، فخرج إخوة داود مع طالوت وتخلف أبوهم، وأمسك داود يرعى غنماً له، وقد تقارب الناس للقتال، ودنا بعضهم من بعض؛ وكان داود رجلاً قصيراً، أزرق، أزعر قليل شعر الرأس طاهر القلب؛ فبينما هو في غنمه يرعاها إذ أتاه نداء: يا داود، انت قاتل جالوت فما تصنع هاهنا؟! استودع غنمك ربك عز وجل والحق بإخوتك، فإن طالوت قد جعل لمن يقتل جالوت نصف ماله، ويزوجه ابنته. قال: فاستودع غنمه ربه، وخرج حتى أتاه؛ فقال له: ما جاء بك؟ قال: جئت ألحق بإخوتي فأنظر ما حالهم وكره أن يخبر أباه ما سمع، وقيل إن أباه اتخذ لإخوته زاداً فقال له:
يا بني، انطلق إلى إخوتك بما لهم يتقوون به على عدوهم، فادفعه إليهم وانظر ما حالهم، وعجل الاتصراف إلي وإلى ضيعتك.
وروي عن جماعة علماء أن داود خرج ومعه زاد لإخوته، ومعه عصاه ومخلاته ومرجمته، وهي القذافة، وهي المقلاع الذي يرمي به السباع عن غنمه. قال: فبينا هو يمشي إذ ناداه حجر فقال: يا داود، احملني أقتل لك جالوت. قال: من أنت؟ قال: أنا حجر إبراهيم الذي قتل بي كذا وكذا، أنا أقتل جالوت بإذن الله. قال: فحمله، فجعله في مخلاته ثم مضى؛ فناداه حجر آخر فقال: يا داود، احملني؛ قال: من أنت؟ قال: أنا حجر إسحاق الذي قتل بي كذا وكذا، أنا أقتل جالوت بإذن الله. قال: فحمله وجعله في مخلاته ثم مضى؛ فإذا هو بحجر آخر فقال: يا داود، احملني معك؛ قال: من أنت؟ قال: أنا حجر يعقوب، أنا أقتل جالوت بإذن الله عز وجل؛ فقال له داود: كيف تقتله؟ قال: أستعين بالريح، فتلقي بيضته، وأصيب جبهته فأنفذها منه فأقتله؛ فحمله وجهله في مخلاته.
قال وهب بن منبه: لما تقدم داود أدخل يده في مخلاته فإذا تلك الحجارة الثلاثة صارت حجراً واحداً. قال: فأخرجه فوضعه في مقلاعه؛ فأوحى الله إلى الملائكة أن أعينوا عبدي داود وانصروه. قال: فتقدم داود وكبر؛ قال: فأجابه الخلق غير الثقلين؛ الملائكة وحملة العرش فمن دونهم؛ فسمع جالوت وجنده شيئاً ظنوا أن الله عز وجل قد حشر عليهم أهل الدنيا؛ وهبت ريح وأظلمت عليهم، وألقت بيضة جالوت، وقذف داود الحجر في مقلاعه، ثم أرسله، فصار الحجر ثلاثة، فأصاب أحدهم جبهة جالوت، فنفذ هامته فألقاه قتيلاً، وذهب الحجر الآخر فأصاب ميمنة جند جالوت فهزمهم، والثالث أصاب الميسرة فهزمهم؛ وظنوا أن الجبال قد خرت عليهم، فولوا مدبرين، وقتل بعضهم بعضاً؛ ومنح الله عز وجل بني إسرائيل أكتافهم حتى أبادهم. وانصرف طالوت ببني إسرائيل مظفراً، قد نصرهم الله عز وجل على عدوهم. فزوج ابنته من داود عليه السلام، وقاسمه نصف ماله.
روي عن عبدة بن حزن النصري قال: تفاخرعند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحاب الإبل وأصحاب الغنم، فقال أصحاب الإبل: وما
أنتم يا رعاة الشاء، هل تحيون شيئاً أو تصيدونه؟! ما هي إلا شويهات أحدكم، يرعاها ثم يروحها.. حتى أصمتوهم. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بعث داود وهو راعي غنم، وبعث موسى وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأنا أرعى غنم أهلي بأجياد. فغلبهم أصحاب الغنم.
وفي حديث آخر بمعناه: تفاخر رعاء الإبل ورعاء الغنم عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بعث موسى راعي غنم، وبعثت أنا راعي غنم بأجياد. فغلبهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنزلت الصحف على إبراهيم في ليلتين من رمضان، وأنزل الزبور على داود في ست، وأنزلت التوراة على موسى لثمان عشرة من رمضان، وأنزل الفرقان على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأربع وعشرين من رمضان.
وعن مجاهد قال: قلت لابن عباس: أسجد في ص؟ فتلا هذه الآية: " ومن ذريته داود وسليمان " إلى قوله: " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده "؟ قال: كان داود ممن أمر نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقتدي به.
وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " حقاً لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً صمصامةً، كثير التفكير، حسن الظن؛ أحب الله فأحبه، وضمن عليه بالحكمة. كان نائماً نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفةً في الأرض فتحكم بين الناس بالحق؟ فانتبه، فأجاب الصوت فقال: إن يخيرني ربي قبلت، فإني أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولم أقبل البلاء. فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، ينجو ويعان
وبالحري أن ينجو؛ وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة؛ ومن يكن في الدنيا ذليلاً حرم أن يكون شريفاً؛ ومن يختر الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب ملك الآخرة. قال: فعجبت الملائكة من حسن منطقه. فنام نومةً، فغط بالحكمة غطاً، فانتبه فتكلم بها. ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط شرط لقمان؛ فهوى في الخطيئة غير مرة، وكل ذلك يصفح الله ويتجاوز ويغفر له. وكان لقمان يؤازره بالحكمة وعلمه؛ فقال له داود: طوبى لك يا لقمان. أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية. وأوتي داود الخلافة وابتلي بالرزية أو الفتنة ".
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان داود يقول: اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك؛ اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي، ومن الماء البارد. قال: وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر داود وحدث عنه قال: كان أعبد البشر.
وعن أنس بن مالك أن رجلاُ قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خير الناس. قال: ذاك إبراهيم. قال: يا أعبد الناس. قال: ذاك داود.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم الدهر؟ قال: لا، قلت: أفأصوم يومين وأفطر يوماً؟ قال: لا. قال: فجعلت أناقصه حتى قال لي: صم صوم داود، فإنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
وعنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " خير الصيام صيام داود، كان يصوم نصف الدهر؛ وخير الصلاة صلاة داود، كان يرقد نصف الليل الأول، ويصلي آخر الليل، حتى إذا بقي سدس الليل رقده ".
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا عبد الله بن عمرو، إنك تصوم الدهر، وتقوم الليل، إنك إذا فعلت ذلك هجمت
له العين ونفهت له النفس. لا صام من صام الأبد؛ صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فقال: صم صوم داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى ".
وفي حديث آخر بمعناه: فإنه أعدل الصيام عند الله عز وجل.
وقال: هذا هو الصحيح في صومه.
وقد روي عن علي قال: كان داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم يصوم يوماً ويفطر يومين: يوماً لقضائه ويوماً لنسائه.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خفف على داود القرآن؛ فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته؛ وكان لا يأكل إلا من عمل يده.
قال سفيان: سألت الأعمش عن قوله " وألنا له الحديد "؟ قال: مثل الخيوط.
وعن ابن أبي نجيح: في قوله: " وقدر في السرد "؟ قال: لا يدق المسمار فيسلس في الحلقة، ولا يجله فيفصمها، واجعله قدراً.
وعن قتادة: " وعلمناه صنعة لبوس لكم " قال: كانت صفائح، وأول من سردها وحلقها داود.
قال وهب بن منبه: أقام داود عليه السلام صدراً من زمانه على عبادة ربه، ورحمته للمساكين، وكان قل يوم إلا وهو يخرج متنكراً لا يعرف، فإذا لقي القدام ساءلهم عن مقدمهم ثم يقول: أرأيتم داود النبي كيف حاله هو لأمته، ومن هو بين ظهريه، وهل ينقمون من أمره شيئاً؟ فيقولون: لا، هو خير خلق الله عز وجل لنفسه ولأمته؛ حتى بعث الله ملكاً في صورة رجل قادم، فلقيه داود، فسأله كما كان يسأل غيره؟ فقال: هو خير الناس لنفسه وأمته، إلا أن فيه خصلةً لو لم تكن فيه، كان كاملاً!. قال: ما هي؟ قال: يأكل ويطعم عياله من مال المسلمين؛ فعند ذلك نصب داود إلى ربه عز وجل في الدعاء أن يعلمه عملاً بيده يستغني به ويغني عياله، فألان الله عز وجل له الحديد وعلمه صنعة الدروع؛ فعمل الدرع وهو أول من عملها. فقال الله عز وجل: " أن اعمل سابغات وقدر في السرد " يعني المسامير في الحلق. قال: وكان يعمل الدرع، فإذا ارتفع من عملة درع باعها، فتصدق بثلثها، واشترى بثلثها ما يكفيه وعياله، وأمسك الثلث يتصدق به يوماً بيوم إلى أن يعمل غيرها. وقال: إن الله عز وجل أعطى داود شيئاً لم يعطه غيره، من حسن الصوت من خلقه؛ إنه كان إذا قرأ الزبور يسمع الوحش إليه حتى تؤخذ بأعناقها وما تنفر. وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج إلا على أصناف صوته. وكان شديد الاجتهاد، وكان إذا افتتح الزبور بالقراءة كأنما ينفخ في المزامير. وكان قد أعطي سبعين مزموراً في حلقه.
وعن عروة قال: كان داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم يخطب الناس وهو نبي، وهو يعمل قفةً من خوص، ويقول لبعض من يليه: اذهب فبعها.
وعن أبي الزاهرية قال: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعمل القفاف فيبيعها ويأكل ثمنها. وكان موسعاً عليه.
وعن الزهري: " أوبي معه " قال: سبحي معه.
قال ثابت: كان داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جزأ ساعات الليل والنهار على أهله، ولم تكن تأتي ساعة من ساعات الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي، فعمهم الله في هذه الآية: " اعملوا آل داود شكراً، وقليل من عبادي الشكور ".
قال مسعر: لما قيل لهم: " اعملوا آل داود شكراً " لم يأت على القوم ساعة إلا ومنهم مصل.
وقال ابن شهاب: في قوله عز وجل: " اعملوا آل داود شكراً " قال: قولوا: الحمد لله.
قال ثابت البناتي: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع ثم يرفع رأسه، ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء نظر العبيد إلى أربابها، يا ساكن السماء.
قال وهيب بن الورد: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعل الليل عليه وعلى أهل بيته دولاً، لا تمر ساعةً من ليل إلا وفي بيته لله ساجد وذاكر، فلما كان نوبة داود قام يصلي لنوبته، فكأنه دخل قلبه مما هو وأهل بيته من العبادة؛ فاطلع الله على قلبه وعجبه مما هو فيه وأهل بيته من العبادة، وكان بين يديه نهر، فأنطق الله ضفدعاً من ذاك النهر فنادته فقالت: يا داود، ما يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك من العبادة؟ فوا لذي أكرمك بالنبوة، إني لقائمة لله على رجل ما استراحت أوداجي من تسبيحه منذ خلقني الله إلى هذه الساعة، فما
الذي يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك؟ قال: فتصاغر إلى داود ما هو فيه وأهل بيته من العبادة.
وعن سفيان: في قوله تعالى: " واذكر عبدنا داود ذا الأيد " ذا القوة في أمر الله، والنصرة في أمر الله والبصيرة.
قال صدقة بن يسار: كان داود في محرابه، فأبصر دودةً صغيرة، قال: ففكر في خلقها وقال: ما يعبأ الله عز وجل بخلق هذهّ قال: فأنطقها الله عز وجل فقالت: يا داود، أتعجبك نفسك؟ لأنا على قدر ما آتاني الله عز وجل أذكر لله وأشكر له منك على ما آتاك الله. قال الله عز وجل " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ".
قال أنس بن مالك: إن داود نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم ظن في نفسه أن أحداً لم يمدح خالقه أفضل ما مدحه، وأن ملكاً نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جنبه، فقال: يا داود، افهم إلى ما تصوت الضفادع؛ فأنصت داود، فإذا الضفدع تمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود؛ فقال له الملك: كيف ترى يا داود؟ فهمت ما قالت؟ قال: نعم، قال: ماذا قالت؟ قال: قالت سبحانك وبحمدك، منتهى علمك يا رب. قال داود: لا، والذي جعلني نبيه إني لم أمدحه بهذا. وعن المغيرة بن عتيبة قال: قال داود: هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكراً لك مني؟! فأوحى الله إليه: نعم، الضفدع؛ وأنزل الله عليه " اعملوا آل داود شكراً، وقليل من عبادي الشكور ".
قال: يا رب، كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي؟! ثم قال: يا رب، كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي ثم ترزقني على النعمة الشكر، ثم تزيدني نعمةً بعد نعمة؟! فالنعمة منك يا رب، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك؟ قال: الآن عرفتني يا داود حق معرفتي.
وعن ثابت وغيره قال: أمسى داود عليه السلام صائماً، فلما كان عند إفطاره، أتي بشربة لبن، فقال: من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا: من شاتنا، قال: ومن أين ثمنها؟ قالوا: يا نبي الله، من أين يسأل؛ قال: إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحاً.
وعن سعيد المقبري، عن أبيه قال: قال داود: يا رب! قد أنعمت علي كثيراً، فدلني على أن أشكرك كثيراً؛ قال: اذكرني كثيراً، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني.
وعن أبي الجلد قال: قرأت في مسلة داود عليه السلام أنه قال: أي رب، كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك؟ قال: فأتاه الوحي أن يا داود، أليس تعلم أن الذي بك من النعم مني؟ قال: بلى يا رب. قال: فإني أرضى بذلك منك شكراً.
وعن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن داود عليه السلام كان يقول: سبحان مستخرج الشكر بالعطاء، ومستخرج الدعاء بالبلاء.
وعن الحسن قال: قال داود: إلهي، لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما قضيا نعمةً من نعمك.
قال أبو المنذر: قال داود عليه السلام لما أصاب الذنب وتاب الله عليه: اللهم، ألهمني شكراً يرضيك
عني؛ قال: فألهم داود أن قل: الحمد لله رب العالمين كما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك. فجعل يقولها، فنودي من السماء: يا داود، أتعبت الكتبة.
وعن عبد الله بن عامر قال: أعطي داود صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط حتى إن كان الطير والوحش لتعكف حوله عتى تموت عطشاً وجوعاً، وإن الآنهار لتقف.
قال وهب بن منبه: كان داود إذا قرأ القرآن لم يسمعه شيء إلا حجل كهيئة الرقص.
قال ابن عائشة: كان لداود صوت يطرب المحموم، ويسلي الثكلى، وتصغي له الوحش، حتى تؤخذ بأعناقها وما تشعر.
وعن وهب بن منبه: إن بدئ ما صنعت المزامير والبرابط والصنوج، على صوت داود؛ كان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله قط، فتعكف الجن والإنس والطير والدواب على صوته حتى يهلك بعضها جوعاً؛ فخرج إبليس مذعوراً لما رأى من استئناس الناس والدواب بصوت داود بالزبور، فدعى عفاريته فقال: ما هذا الذي هدأكم فيمن أنتم بين ظهريه؟؟؟! قالوا: مرنا بما أحببت، قال: فإنه لا يصرفهم عنه إلا ما يشبه ما يسمعون منه؛ فعند ذلك احتفروا المزامير والبرابط، واتخذوا الصنوج على أصناف صوته. فلما سمع ذاك غواة الناس والجن انصرفوا إليهم، وانصرفت الدواب والطير أيضاً، وقام داود في بني إسرائيل يحكم فيهم بأمر الله، نبياً حكيماً عابداً مجتهداً. وكان أشد الأنبياء اجتهاداً وأكثرهم بكاءً حتى عرض له من فتنة تلك المرأة ما عرض، وكان له محراب يتوحد فيه لتلاوة الزبور، ولصلاته إذا صلى؛ وكان أسفل منه بستان لرجل من بني إسرائيل يقال له أوريا بن صورى، وكانت امرأته سابع بنت حنانا التي أصاب داود عليه السلام منها ما أصاب.
قال مالك: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أخذ في قراءة الزبور تفنقت العذارى.
قال ابن جريج: سألت عطاء عن القراءة على الغناء؟ قال: وما بذلك بأس، سمعت عبيد بن عمير يقول: كان داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأخذ المعزفة فيضرب بها ويقرأ عليها، يرد عليه صوته يريد بذلك يبكي ويبكي.
قال أبو موسى الأشعري: داود أول من قال: أما بعد. وهو " فصل الخطاب "
وعن قتادة: في قوله: " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " قال: البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه.
وعن شريح: الأيمان والشهود.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي: أن داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم أمر بالقضاء، فقطع به، فأوحى الله عز وجل إليه أن استحلفهم باسمي وسلهم بالبينات. قال: فذاك " فصل الخطاب " وعن ابن عباس: أن رجلاً من بني إسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم عند داود فقال: إن هذا غصبني بقراً لي، فسأل داود الرجل عن ذلك، فجحده، فسأل الآخر البينة، فلم يكن له بينة، فقال لهما داود: قوما حتى أنظر في أمركما، فقاما من عنده. فأوحى الله عز وجل إلى داود في منامه أن يقتل الرجل الذي استعدي عليه؛ فقال: هذه رؤيا، ولست أعجل حتى أتثبت، فأوحى الله إليه في منامه أن يقتله، فلم يفعل؛ فأوحى الله إليه في الثالثة أن
يفعل أو تأتيه العقوبة. فأرسل داود إليه، فقال له: إن الله أوحى إلي أن أقتلك، فقال الرجل: تقتلني بغير بينة؟! قال داود: نعم، والله لأنفذن أمر الله فيك، فلما عرف الرجل أنه قاتله قال: لا تعجل علي أخبرك، إني والله ما أخذت بهذا الذنب، ولكني كنت اغتلت أبا هذا فقتلته، فبذلك أخذت؛ فأمر به داود فقتل. فاشتدت هيبة بني إسرائيل لداود عند ذلك، وشدد به ملكه؛ وهو قوله: " وشددنا ملكه ".
وعن وهب بن منبه قال: لما كثر الشر في بني إسرائيل وشهادات الزورأعطى الله داود سلسلةً لفصل الخطاب؛ وكانت سلسلةً من ذهب، معلقةً من السماء إلى الأرض بحيال الصخرة إلى بيت المقدس؛ فإذا تشاجر اثنان في شيء قال لهما داود: اذهبا إلى السلسلة؛ فكان أولاهما بالعدل ينالها وإن كان قصيراً. قال: فاستودع رجل رجلاً لؤلؤةً لها خطر، ثم ابتغاها منه، فقال له: رددتها عليك؛ فاستعدى عليه، فانطلق المستعدى عليه فثقف عصاً فجعل فيها اللؤلؤة ثم قبض على العصا وغدا معه إلى داود؛ فقال داود: اذهبا إلى السلسلة، فذهبا، فجاء صاحب اللؤلؤة فقال: اللهم إن كنت تعلم أني استودعت هذا لؤلؤة فلم يردها علي، فأسألك أن أنالها؛ فنال السلسلة. وقال الآخر: كما أنت حتى أدعو أنا أيضاً، أمسك عصاي هذه، فدفعها إليه، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني دفعت إليه لؤلؤته فأسألك أن أنالها، فنالها. فقال داود: ما هذا!؟ ينالها الظلوم والمظلوم؟! فأوحى الله إلى داود: أن اللؤلؤة في العصا؛ فارتفعت السلسلة.
وعن وهب: أن داود أراد أن يعلم عدة بني إسرائيل كم هي؟ فبعث لذلك نقباء وعرفاء، وأمرهم أن يدفعوا إليه ما بلغ عددهم؛ فعتب الله عليه ذلك وقال: قد علمت أني وعدت إبراهيم أن أبارك فيه وفي ذريته حتى أجعلهم كعدد نجوم السماء، وأجعلهم لا يحصى عددهم، فأردت أن تعلم عددها! قلت إنه لا يحصى عددهم، فاختاروا بين أن أبتليكم بالجوع ثلاث سنين، أو أسلط عليهم العدو ثلاثةأشهر، أو الموت ثلاثة أيام. فشاور داود بني إسرائيل، فقالوا: ما لنا بالجوع ثلاث سنين صبر، ولا بالعدو ثلاثة أشهر؛ فإن كان لابد، فالموت بيده لا بيد
غيره. فذكر وهب أنه مات منهم في ساعة من نهار ألوف كثيرة، لا يدرى ما عددهم. فلما رأى ذلك داود شق عليه ما بلغه من كثرة الموت، فتبتل إلى الله ودعاه فقال: أي رب، أنا آكل الحماض، وبنو إسرائيل يضرسون! أنا طلبت ذلك وأمرت به بني إسرائيل؛ فما كان من شيء فبي واعف عن بني إسرائيل. فاستجاب الله له، ورفع عنهم الموت. فرأى داود الملائكة سالين سيوفهم ثم يغمدونها وهم يرفعون في سلم من ذهب، من الصخرة إلى السماء، فقال داود: هذا مكان ينبغي أن نبني لله فيه مسجداً ونكرمه. فأسس داود قواعده وأراد أن يأخذ في بنائه، فأوحى الله إليه: إن هذا بيت مقدس، وإنك صبغت يديك بالدماء، ولست ببانيه، ولكن ابناً لك املكه بعدك اسمه سليمان وأسلمه من الدنيا. فلما ملك سليمان بناه وشرفه.
قال عباد بن شيبة: بلغني أن داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلا يوماً فقال: يا رب؛ هجرني الناس فيك، وهجرتهم لك؛ فأوحى الله إلى نبيه عليه السلام: ألا أدلك على شيء يستوي فيه وجوه الناس إليك؟ أن تخالط الناس بأخلاقهم، وتحتجز الإيمان فيما بيني وبينك.
وعن كعب قال: كان داود نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات ثلاثاً حين يصبح وحين يمسي: اللهم، خلصني من كلمصيبة نزلت الليلة من السماء إلى الأرض، اللهم اجعل لي سهماً في كل حسنة نزلت الليلة من السماء إلى الأرض.
وعن سعيد قال: كان من دعاء داود: اللهم، لا تكثر علي فأطغى، ولا تقل لي فأنسى؛ فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى؛ اللهم، رزق يوم بيوم، فإذا رأيتني أجور مجالس الذاكرين إلى مجالس المتكبرين فاكسر رجلي، فإنها نعمة منك تمن بها علي.
وعن وهب قال: كان من تحميد داود: الحمد لله عدد قطر المطر، وورق الشجر، وتسبيح الملائكة، وعهدد ما يكون في البر والبحر؛ والحمد لله عدد أنفاس الخلق ولفظهم وطرفهم وظلالهم، وعدد ما عن أيمانهم وعن شمائلهم، وعدد ما قهره ملكه، ووسعه حفظه، وأحاطت به
قدرته، وأحصاه علمه؛ والحمد لله عدد ما تجري به الرياح، ويحمله السحاب، وعدد ما يختلف به الليل والنهار، وتسير به الشمس والقمر والنجوم؛ والحمد لله عدد كل شيء أدركه بصره، ونفذ فيه علمه؛ والحمد لله الذي حلم في الذنوب عن عقوبتي حتى كان لا ذنب لي؛ ولم يؤاخذني، لم يظلمني سيدي، والحمد لله الذي أردوه أيام حياتي، وهو ذخري في آخرتي؛ ولو رجوت غيره لا يقطع رجائي والحمد لله الذي تمسي أبواب الملوك مغلقةً دوني وبابه مفتوح لكل ما شئت من حاجتي بغير شفيع فيقضيها لي؛ والحمد لله الذي أخلو به في حاجتي، وأضع عنده سري في أي ساعة شئت؛ والحمد لله الذي يتحبب إلي وهو غني عني.
وعن أبي الجلد قال: قرأت في دعاء داود عليه السلام: إلهي إذا ذكرت ذنوبي ضاقت علي الأرض برحبها، فإذا ذكرت رحمتك وسعت علي؛ إلهي أن أذوق مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة أهون علي من أن أذوق مرارة الآخرة بحلاوة الدنيا.
وعن مالك بن دينار قال: بلغنا أن داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول في دعائه: اللهم، اجعل حبك أحب إلي من سمعي وبصري، ومن الماء البارد.
وعن كعب أنه حلف بالذي فلق البحر لموسى عليه السلام إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا انصرف من صلاته قال: اللهم، أصلح ديني الذي جعلته لي عصمةً، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي؛ اللهم، أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك؛ اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد وقال كعب: إن صهيباً صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقولهن عند انصرافه من صلاته.
وعن مكحول قال: كان من دعاء داود عليه السلام: يا رازق النعاب في عشه؛ وذاك أن الغراب إذا فقص عن فراخه فقص عنها بيضاً، فإذا رآها كذلك نفر عنها، فتفتح أفواهها، فيرسل الله عليها ذباباً يدخل في أفواهها، فيكون ذلك غذاءها حتى تسود، فإذا اسودت انقطع الذباب عنها، وعاد الغراب إليها فغذاها.
وعن سعيد بن أبي سعيد قال: كان من دعاء داود عليه السلام: اللهم، إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج يشيبني قبل المشيب، ومن ولد يكون علي وباء، ومن مال يكون علي عذاباً، ومن خليل ماكر، عيناه ترياني وقلبه يرعاني، إذا رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيئةً أذاعها.
وعن عباس العمي قال: بلغني أن داود النبي صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم كان يقول في دعائه: سبحانك اللهم أنت ربي، تعاليت فوق عرشك، وجعلت حسبتك على من في السموات والأرض، فأقرب خلقك منك منزلةً أشدهم لك خشية؛ وما علم من لم يخشك، أو ما حكمة من لم يطع أمرك؟ وعن صهيب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم، إنك لست بإله استحدثناه، ولا رب استبدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك؛ ولا أعانك على خلقك أحد فنشك فيك، تباركت وتعاليت. قال: هكذا كان داود عليه السلام يقوله.
وعن علي الأزدي قال: كان داود عليه السلام يقول: إني أعوذ بك من غنىً يطغي، وفقر ينسي، وهوىً يردي، وعمل يخزي.
وعن عبد الكريم بن رشيد: أن داود عليه السلام قال: أي رب، أين ألقاك؟ قال: تلقاني عند المنكسرة قلوبهم.
وفي حديث آخر بمعناه: عند المنكسرة قلوبهم من مخافتي.
وعن وهب قال: كان داود عليه السلام يقول في مناجاته: طوبى لمن أرضاك في دار الفناء، لترضيه في دار البقاء؛ طوبى لمن ذكر ساعة موته، فعمل في ساعة حياته.
زاد غيره: إلهي، ما أحلى ذكرك في أفواه المخلصين، في بيوت الصادقين الذين يؤمنون بوعدك، ويعلمون أن مرجعهم إلى أمرك يوم تقتص للمظلومين. إلهي، اجعلني ممن أزمر لك أيام الحياة، وأعظمك في مجلس الشيوخ.
قال زهير: أزمر لك: أنوح لك.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قاتل: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود، إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة. قال داود: يا رب، ومن هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم، أحب قضاءها، قضيت على يديه أو لم تقض.
وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أوحى الله عز وجل إلى داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا داود، ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً؛ وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني، أعرف ذلك من نيته، إلا قطعت أسباب السماء بين يديه، وأرسخت الهوى من تحت قدميه؛ وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني، وغافر له قبل أن يستغفرني.
وعن صالح المري قال: أوحى الله عز وجل إلى داود: يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من ذكر ذنوبه في الخلاء، فاستحيا عند ذكرها، سترتها عن الحفظة وغفرتها له؛ يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من عمل من الذنوب حشو الأرض من شرقها إلى غربها، ثم ندم عليها حلب شاة سترتها عن الحفظة وغفرتها له؛ يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من عمل حسنةً واحدةً أدخله جنتي. قال له داود: وما تلك الحسنة؟ قال: يكشف عن مكروب كرباً ولو بشق تمرة.
قال أبوسليمان الداراني: شهدت مع أبي الأشهب جنازةً بعبادان، فسمعته يقول: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: يا داود، حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات، فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا، عقولها محجوبة عني.
قال أبو جعفر البصري: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني، فأخرج حب الدنيا من قلبك، فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب واحد.
قال أبو الحسين البصري: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني وتدعي عشقي، وتسيء بي الظن صباحاً ومساءً. أما كانت لك عبرة أن شققت سبع أرضين، فأريتك ذرة في فيها برة لم أنسها؛ أما إني لولا أني أحفظ منك خصالاً لحرقتك بالنيران.
وعن صالح المري قال: قال داود عليه السلام: يا رب، دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: آثر هواي على هواك.
وعن شداد أبي عمار قال: قال داود عليه السلام: يا رب، دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: اعمل بعمل الأبرار، ولا تبسم في وجوه الفجار.
وعن أبي الخلد قال: أوحى الله إلى داود عليه السلام: إن عبدي المؤمن إذا لقيني وهو مستحي من معاصي، غفرتها له، ونسيها حفظته.
وعن مجاهد قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: يا داود، اتق الله، لا يأخذك على ذنب لا ينظر إليك فيه أبداً، فتلقاه حين تلقاه ولا حجة لك.
وعن أبي الأشهب قال: أوحى الله إلى داود: إن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوةً من شهواته علي أن أحرمه طاعتي.
قال بشر: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام، يا داود، إنما خلقت الشهوات واللذات لضعفاء عبادي؛ فأما الأبطال، فما لهم وللشهوات واللذات؛ يا داود، لا تعلقن قلبك منها بشيء، فأدنى ما أعاقبك به أن أنسخ حلاوة حبي من قلبك.
وعن أبي علي قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: أنين المذنبين أحب إلي من صراخ الصديقين.
وعن أبي مطيع معاوية بن يحيى قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: أن اتخذ نعلين من حديد، وعصاً من حديد؛ واطلب العلم حتى تنكسر العصا وتنخرق النعلان.
وفي رواية: قل لطالب العلم يتخذ عصاً من حديد بمثله.
وعن أبي عمران المصري قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، لا تجعلن بيني وبينك عالماً
أسكنت قلبه حب الدنيا؛ أولئك القطاع على عبادي؛ إن أدنى ما أعاقبهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من أصول قلوبهم.
وفي حديث آخر بمثله: لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً فيصدك بسكره عن طريق محبتي.
وعن عبد العزيز بن عمر قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، إذا رأيت لي طالباً فكن له خادماً؛ يا داود، اصبر على المؤونة تأتك المعونة.
وعن أبي عبد الله الجدلي قال: قال الله عز وجل: يا داود، أحبني وأحب من يحبني، وحببني إلى الناس؛ قال: رب، أحبك وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى الناس؟! قال: تذكرهم آلائي فلا يذكرون مني إلا حسناً.
وعن شميط بن عجلان قال: بلغنا أن الله أوحى إلى داود فقال: يا داود ألا ترى إلى المنافق يخادعني وأنا أخدعه! يستحيي ويوقرني بلسانه وقلبه مني بعيد؛ يا داود، قل للملأ من بني إسرائيل: لا يدعوني والخطايا في أرقابهم، ليلقوها ثم يدعوني فأستجيب لهم.
قال وهب بن منبه: قرأت في مزامير داود صلى الله على نبينا وعليه وسلم: يا داود، هل تدري من أغفر له من عبادي؟ الذي إذا أذنب ذنباً ارتعدت لذلك مفاصله وأعضاؤه، فذاك الذي آمر ملائكتي أن لا تكتب عليه ذاك الذنب.
سأل رجل وهب بن منبه في مسجد الحرام، فقال: حدثني رحمك الله عن زبور داود؟ قال: وجدت في آخره ثلاثين سطراً: يا داود، اسمع مني والحق أقول: من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: من لقيني وهو يخاف عذابي لم
أعذبه؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: من لقيني وهو مستحي من معاصي أنسيت حفظته ذنوبه؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: لو أن عبداً من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوباً، ثم ندم حلب شاة فاستغفرني مرةً واحدةً، فعلمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها ألقيتها عنه أسرع من هبط المطر إلى الأرض؛ يا داود، اسمع مني والحق أقول: لو أن عبداً من عبادي أتاني بحسنة واحدة حكمته في جنتي قال داود عليه السلام: إلهي، من أجل ذلك لا يحل لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك يا داود، إنما يكفي أوليائي اليسير من العمل كما يكفي الطعام من الملح؛ هل تدري يا داود متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك، ونزعوا من قلوبهم الشك؛ علموا أن لي جنةً وناراً، وأنا أحيي وأميت، وأبعث من في القبور، ولم أتخذ صاحبةً ولا ولدا؛ فإن توفيتهم بيسير من العمل وهو يوقنون بذلك جعلته عظيماً. هل تدري يا داود من أسرع الناس مراً على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبةً من ذكري؛ هل تدري يا داود أي المؤمنين أحب إلي؟ الذي إذا قال لا إله إلا الله اقشعر جلده؛ إني أكره له الموت كما يكره الوالد لولده ولا بد له منه. أني أريد أن أسره في دار سوى هذه، فإن نعيمها فيها بلاء، ورخاءها فيها شدة؛ فيها عدو لا يألونهم فيها خبالاً. من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة، لولا ذلم ما مات آدم وولده حتى ينفخ في الصور. يا داود، ما تقول في نفسك؟ تقول قطعت عنهم عبادتهم، أما تعلم ما أثيب عبدي المؤمن على عثرة يعثرها؟ فكيف إذا ذاق الموت وهو من اعظم المصيبات، وهو بين أطباق التراب؛ إنما أحبسه طول ما أحبسه لأعظم له الأجر، وأجزي عمله أحسن ما كان يعمل إلى يوم القيامة؛ من أجل ذلك سميت نفسي أرحم الراحمين.
وعن ابن عباس قال: أوحى الله إلى داود: يا داود، قل للظلمة لا يذكروني، فإن حقاً علي أن من ذكرني أذكره، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم.
وعن وهب بن منبه وزيد بن رفيع، قال: رأى داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم منجلاً من نار يهوي من السماء إلى الأرض فقال: إلهي وسيدي؛ ما هذا؟ قال: هذه لعنتي أدخلها بيت كل ظلام.
وعن أبي ذر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن داود عليه السلام قال: إلهي، ما حق عبادك إذا هم زاروك وفي رواية: إذا هم زاروك في بيتك فإن لكل زائر على المزور حقاً؟ قال: يا داود، فإن لهم علي أن أعافيهم في دنياهم، وأغفر لهم إذا لقيتهم.
قال أبو الجلد: قرأت في مسألة داود ربه: إلهي، ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه؟ قال: جزاؤه أن أحرم وجهه على لفح النار، وأن أؤمنه يوم الفزع.
وعن فضالة بن عبيد: أن داود سأل ربه أن يخبره بأحب الأعمال إليه؟ فقال: عشر إذا فعلتهن يا داود: لا تذكرن أحداً من خلقي إلا بخير، ولا تغتابن أحداً من خلقي، ولا تحسدن أحداً من خلقي. قال داود: يا رب، هؤلاء الثلاث لا أستطيع، فأمسك عن السبع، ولكن يا رب، اخبرني بأحبابك من خلقك أحبهم لك؟ قال: ذو سلطان يرحم الناس، ويحكم للناس كما يحكم لنفسه؛ ورجل آتاه الله عز وجل مالاً فهو ينفق منه ابتغاء وجه الله، وفي طاعة الله، ورجل يفني شبابه وقوته في طاعة الله؛ ورجل كان قلبه معلقاً في المساجد من حبه إياها؛ ورجل لقي امرأة حسناء، فأمكنته من نفسها فتركها من خشية الله؛ ورجل حيث كان يعلم أن الله معه، نقية قلوبهم، طيب كسبهم، يتحابون بحلالي، أذكر بهم ويذكرون بذكري؛ ورجل فاضت عيناه من خشية الله عز وجل.
وعن وهب بن منبه قال: قال داود عليه السلام: أي رب، أي عبادك أحب إليك؟ قال: مؤمن حسن الصورة؛ قال: فأي عبادك أغضب إليك؟ قال: كافر حسن الصورة، شكر هذا وكفر هذا.
قال أبو محمد الهروي: مكتوب في زبور داود عليه السلام: من بلغ السبعين اشتكى من غير علة وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن داود عليه الصلاة والسلام قال: إلهي؛ ما جزاء من شيع ميتاً إلى قبره
ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أشيعه ملائكتي فتصلي على روحه في الأرواح. قال: اللهم، فما جزاء منن يعزي حزيناً ابتغاء مرضاتك؟ قال: أن ألبسه لباس التقوى وأستره به من النار فأدخله الجنة. قال: اللهم، ما جزاء من عال يتيماً أو أرملةً ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن أظله يوم لا ظل إلا ظلي. قال: اللهم، فما جزاء من سالت دموعه على وجنتيه من مخافتك؟ قال: أن أقي وجهه لفح جهنم، وأؤمنه يوم الفزع الأكبر ".
وعن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن داود عليه السلام قال فيما خاطب ربه عز وجل: يا رب، أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك؟ قال: يا داود، أحب عبادي إلي نقي القلب، نقي الكفين، لا يأتي إلى أحد سوءاً، ولا يمشي بالنميمة، تزول الجبال ولا يزول، أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى عبادي؛ قال: يا رب، إنك لتعلم أني أحبك وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى عبادك؟ قال: ذكرهم بآلائي، وبلائي ونعمائي؛ يا داود، إنه ليس من عبد يعين مظلوماً، أو يمشي معه في مظلمته إلا أثبت قدميه يوم تزول الأقدام ".
وعن أسلم قال: مكتوب في حكمة آل داود: العافية الملك الخفي.
وعن أبي أيوب القرشي مولى بني هاشم قال: قال داود عليه السلام: رب، أخبرني ما أدنى نعمتك علي؟ فأوحى إليه: يا داود، تنفس، فتنفس؛ فقال: هذا أدنى نعمتي عليك.
وعن وهب بن منبه قال: إن في حكمة آل داود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه؛ وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يقضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه؛ وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد، فإن هذه الساعة عون على هذه الساعات وإجمام للقلوب. وحق على العاقل أن يعرف زمانه، ويحفظ لسانه، ويقبل على شأنه. وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في إحدى ثلاث: زاد لمعاده؛ ومرمة لمعاشه؛ ولذة في غير محرم.
وعن مالك بن دينار قال: قال داود عليه السلام لبنيه: معشر الأبناء؛ تعالوا حتى أعلمكم خشية الله: أيما عبد منكم أحب أن يحبني ويرى الأيام الصالحة فليحفظ عينيه أن ينظر إلى السوء، ولسانه أن ينطق بالإفك، عين الله إلى الصديقين وهو يسمع لهم.
قال عبد الله بن حبيب: قال داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم: رب كلام ندمت عليه، وما ندمت على صمت قط.
وعن أبي الدرداء عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " قال داود عليه السلام: يا زارع السيئات، انت تحصد شوكها وحسكها ".
وعن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود عليه السلام يقول: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد؛ وإن الخطيب الأحمق في نادي القوم كالمغني عند الميت؛ ولا تعد أخاك ثم لا تنجز له، فتورث بينكما العداوة. وإن المرأة السوء عند الرجل كالشيخ الكبير على ظهره الحمل الثقيل، والمرأة الصالحة عند الرجل كالملك الشاب على رأسه التاج المخوض بالذهب. وسل الله عز وجل صاحباً إن ذكرت أعانك. ما أقبح الفقر بعد الغنى! وأقبح من ذلك الكفر بعد التقى.
وفي رواية: وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى.
وفي رواية: ونعوذ بالله من صاحب إذا ذكرت لم يعنك، وإذا نسيت لم يذكرك.
سئل داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي شيء أحلى، وأي شيء أبرد، وأي شيء أحسن، وأي شيء أقبح، وأي شيء أعون، وأي شيء أعدى؟ فقال: أحلى شيء روح الله بين عباده، وأبرد
شيء عفو الله عن العباد وعفو العباد بعضهم عن بعض، وأحسن شيء السكينة مع الإيمان، وأقبح شيء الكفر بعد إيمان، وأعون شيء ذكر الله، وأعدى شيء زوج سوء وعشيرة سوء.
وعن ابن المبارك قال: قال داود لابنه: يا بني، أستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء: بحسن توكله على الله فيما نابه؛ وبحسن رضاه فيما آتاه؛ وبحسن صبره فيما فاته.
وعن عروة قال: مكتوب في الحكمة: يا داود، إياك وشدة الغضب، فإن شدة الغضب مفسدةً لفؤاد الحكيم.
وعن خالد بن أبي عمران: أن داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم كان يقول: لا تفشين إلى امرأة سراً، ولا تطرقن أهلك ليلاً، ولا تأمنن ذا سلطان وإن كنت ذا قرابة.
وعن عبيد بن عمير قال: بلغني أن داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم كان يقول: اللهم لا تجعل لي أهل سوء فأكون رجل سوء.
قال سعيد الحاني قرية بالجزيرة: بينا داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم على باب منزله جالساً، ومعه جليس من بني إسرائيل يحدثه؛ إذ مر به رجل، فأسمعه واستطال عليه، فغضب له جليسه، فقال داود: دعه، فإني قد علمت من أين أتيت؛ إني قد أحدثت فيما بيني وبين ربي، فهو سلط هذا علي، فدعني حتى أدخل فأتنصل إلى ربي من الحدث الذي كان مني، حتى يعود هذا فيقبل أسفل قدمي. قال: فدخل داود، فتوضأ وصلى ركعتين وتنصل إلى ربه من الحدث الذي كان منه، وعاد إلى جليسه، وعاد الرجل من حاجته نادماً، فانكب فقبل أسفل قدم داود. قال: يا نبي الله، اغفر لي، قال: اذهب فإني قد علمت من أين أتيت.
وعن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود يقول: انظر ما تكره أن يذكر منك في نادي القوم، فلا تفعله إذا خلوت.
قال يحيى بن أبي كثير: قال داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابنه سليمان: يا بني، أتدري ما جهد البلاء؟ قال: لا، قال: شراء الخبز من السوق، والانتقال من منزل إلى منزل.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " قال داود النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم: إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها خير لك من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان.
قال الكلبي: لما قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة كان في الطعام قلة، وكان يتزوج النساء، قال: فقالت اليهود: إن هذا الذي يزعم أنه نبي ليس يشبع من الطعام وهو يتزوج، فليس له هم إلا النساء! لو كان نبياً لاشتغل بنبوته عن النساء. فأنزل الله عز وجل: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً " قال: تزوج داود مئة امرأة، وتزوج سليمان سبع مئة امرأة وثلاث مئة سرية؛ فذلك قوله: " وآتيناهم ملكاً عظيماً ".
وفي حديث آخر: وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب، فأكذبهم الله، وأخبرهم بفضل الله وسعته على نبيه صلوات الله عليه وبركاته فقال: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " يعني بالناس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً " ما آتى الله سليمان بن داود، كان له ألف امرأة، سبع مئة مهيرة، وثلاث مئة سرية؛ وكانت لداود مئة امرأة، منهن أمرأة أوريا أم سليمان بن داود التي تزوجها بعد الفتنة؛ فهذا أكثر مما لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن ابن عباس قال: ما أصاب داود ما أصابه بعد القدر إلا من عجب عجب به من نفسه، وذلك أنه قال:
يا رب، ما من ساعة من ليل أو نهار إلا وعابد من آل داود يعبدك، يصلي لك أو يسبح أو يكبر.. وذكر أشياء، فكره الله تعالى ذلك فقال الله: يا داود، إن ذلك لم يكن إلا بي، فلولا عوني ما قويت عليه؛ وجلالي لأكلنك إلى نفسك يوماً؛ قال: يا رب، فأخبرني به. فأصابته الفتنة ذلك اليوم.
قال بعض المشايخ: رب نظرة لآن يلقى فيها الرجل للأسد فتأكله، خير له؛ وهل لقي داود ما لقي إلا في نظرة.
وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنه ورد عليه وفد عبد القيس، وفيهم غلام وضيء الوجه، فأقعده وراء ظهره وقال: إنما أتي أخي داود عليه السلام من النظر.
وعن الحسن قال: قال داود: يا رب، ابتليت من كان قبلي فأثنيت عليهم بصبرهم، ولم تبتلني ببلاء تثني علي من بعدي؛ فأوحى الله إليه: يا داود، اخترت البلاء على العافية، فخذ حذرك، فإني أبتليك في شهرك هذا؛ وكان في رجب يوم الاثنين بعد العصر في ثلاث عشرة مضين من الشهر. قال: فلما كان ذلك اليوم دخل المحراب واستعد للبلاء؛ فبينا هو في محرابه منكب على الزبور يقرؤها إذ دخل طائر من الكوة فوقع بين يديه، جسده من ذهب، وجناحاه من ديباج، مكلل بالدر، ومنقاره زبرجد، وقوائمه فيروزج؛ فدنا منه ثم طار فوقع بين يديه، فنظر إليه يحسب أنه من طير الجنة؛ فجهل يتعجب من حسنه وله ابن صغير فقال: لو أخذت هذا الطير فنظر إليه ابني؛ فأهوى يريد أن يتناول الطير، فتباعد الطير منه، ويطعمه أحياناً ثم يفر، حتى كأنه يريد أن يضع يده عليه فيتباعد منه أيضاً؛ فما زال كذلك يدنو ويتباعد حتى قام من مجلسه وطبق الزبور ونسي البلاء؛ فطلبه في زوايا البيت، فوقع في الكوة، وطلبه في الكوة فرمى بنفسه في بستان أوريا، وكان في أصل المحراب حوض يغتسل فيه حيض بني إسرائيل، فاطلع داود فإذا بامرأة تغتسل؛ فأبصرت ظله، فنشرت شعرها فجللت جسدها كله، فزاده ذلك إعجاباً، فرجع مكانه وفي نفسه منها ما في نفسه، فبعث إليها لينظر من هي، وابنة من هي؟
فرجع إليه الرسول فقال: هي سابع بنت حنانا، وزوجها أوريا بن صورى، وهو في البلقاء مع ابن أخت داود وهو على الجيش محاصرين قلعة؛ فكتب داود إلى ابن أخته كتاباً: إذا جاءك كتابي هذا فمر أوريا بن صورى فليحمل التابوت، وليتقدم أمام الجيش، فإما أن يفتح الحصن، وإما أن يقتل وكان من فر منهم صار لعيناً وكان في سنتهم أن يتقدم أمام التابوت من كل سبط في كل عام رجل، يكون ذلك نوائب بينهم، وكان الذي يتقدم لا يرجع حتى يقتل أو يفتح الله عليه فدعا صاحب الجيش أوريا فقرأ عليه الكتاب؛ فقال أوريا: سمع وطاعة، فحمل التابوت فتقدم أمام أصحابه، فخرجت إليه المقاتلة، فقاتلهم وكان من فرسان بني إسرائيل فقتل المقاتلة وفتح الحصن. فبعث صاحب الجيش إلى داود بالفتح؛ فكتب إليه أن قدمه في قلعة أخرى كانت أحصن وأشد شوكةً من الأولى؛ فقرأ عليه الكتاب؛ فقال: سمع وطاعة؛ فحمل التابوت وسار إلى الحصن، وتقدم أمام أصحابه، فخرجت المقاتلة فقتلهم وفتح الحصن؛ فبعث صاحب الجيش بالفتح إلى داود؛ فكتب إليه الثالثة أن قدمه؛ فلما ورد الكتاب عليه قرأه عليه قال: قد علمت ما يريد، فحمل التابوت وسار أمام أصحابه، فخرجت إليه المقاتلة، فكان أول قتيل، فكتب ابن أخت داود بذلك إلى داود، فلما انقضت عدة المرأة أرسل إليها يخطبها، فتزوجها.
وفي حديث آخر عن ابن عباس بمعناه: فلما انقضت عدتها خطبها، فاشترطت عليه إن ولدت جعله خليفته من بعده، وأشهدت على ذلك خمسين رجلاً من بني إسرائيل، وكتبت عليه كتاباً؛ فما شعر بنفسه حتى ولد سليمان بن داود عليه السلام، وتسور عليه الملكان في المحراب، وخر داود ساجداً.
وفي حديث آخر عن أنس بن مالك، يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقتل زوج المرأة، ونزل الملكان على داود يقصان عليه قصته؛ ففطن داود، فسجد فمكث أربعين ليلةً ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض جبينه؛ يقول في سجوده من كلمات: زل داود زلةً أبعد ما بين المشرق والمغرب، رب؛ إن لم ترحم
ضعف داود وتغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً في الخلوف من بعده؛ فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة، فقال له: يا داود؛ قد غفر الله لك الهم الذي هممت، قال داود: قد علمت أن الله قادر على أن يغفر لي الهم الذي هممت به، وقد علمت أن الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال: يا رب دمي الذي عند داود؟ فقال جبريل: ما سألت ربي عن ذلك، ولئن شئت لأفعلن، قال: نعم؛ فعرج جبريل، فسجد داود، فمكث ما شاء الله ثم نزل، فقال قد سألت الله عز وجل يا داود عن الذي أرسلتني إليه فقال: قل لداود إن الله يجمعكما يوم القيامة فيقول: هب لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب، فيقول: فإن لك في الجنة ما اشتهيت وما شئت عوضاً.
قال ثابت: كان داود نبي الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم يذكر ذنوبه، فيخاف الله عز وجل منها خوفاً تنفرج أعضاؤه من مواضعها، ثم يذكر عائدة الله تبارك وتعالى ورأفته على أهل الذنوب فيرجع كل عضو إلى مكانه.
قال أبو سليمان: ما عمل داود عليه السلام عملاً قط كان أنفع له من خطيئته؛ ما زال منها خائفاً هارباً حتى لحق بربه.
قال صفوان بن محرز: كان داود ينادي في جوف الليل: أوه من عذاب الله، أوه من قبل أن لا تنفع أوه.
قال وهب بن منبه: لما أصاب داود الخطيئة اعتزل، ثم بكى حتى رعش وحتى خدت الدموع في خده: وفي رواية: اعتزل النساء ولزم العبادة حتى سقط، ثم بكى حتى خدت الدموع وجهه.
وفي حيث عن مجاهد: أن داود عليه السلام مكث أربعين يوما ساجداً لايرفع رأسه حتى نبت المرعى من دموع عينيه حتى غطى رأسه؛ فنودي: يا داود، أجائع فتطعم، أم ظمآن فتسقى، أم عار فتكسى؟ قال: فأجيب ففي غير ما طلب، فنحب نحبة هاج العود فاحترق من حر جوفه؛ ثم أنزل الله التوبة والمغفرة؛ فقال: رب اجعل خطيئتي في كفي؛ فكان لايبسط كفه لطعام ولا لشراب ولا لشيء سوى ذلك إلا رآهاقابلته؛ قال: فإن كان ليؤتى بالقدح ثلثاه ماء، فإذا تناوله أبصر خطيئته، فما يضعه على شفتيه حتى يفيض من دموعه.
قال ابن سابط: لو عدل بكاء داود ببكاء الخلق لكان بكاء داود أكثر منه، ولوعدل بكاء آدم ببكاء داود وببكاء الخلق لكان بكاء آدم أكثر منه.
قال ثابت: اتخذ داود عليه السلام سبع حشايا من شعر، ثم حشاهن بالرماد، ثم بكى حتى أنقذهن بدموع عينيه.
وعن الحسن قال: لما أصاب داود الخطيئة حر ساجدا أربعين ليلة، فقيل له: يا داود، ارفع رأسك فقد غفرت لك، قال: يا رب، أنت حكم عدل، لاتظلم، وقد قتلت الرجل؛ قال: أستوهبك، فيهبك لي، وأثيبه الجنة.
وقال وهب بن منبه: ما رفع رأسه حتى قال له الملك: أول أمرك ذنب، وآخره معصية، ارفع رأسك، فرفع رأسه، فمكث حياته لايشرب ماء إلا مزجه بدموعه، ولا يأكل طعاما إلا بله بدموعه، ولا يضطجع على فراش إلا غراه بدموعه حتى انهزم؛ فكان لا يدفئه لحاف.
وكان داود بعد الخطيئة لا يجالس إلا الخاطئين، ثم يقول: تعالوا إلى داود الخاطئ؛ ولا يشرب شراباً إلا مزجه بدموع عينيه؛ وكان يجعل له خبز الشعير اليابس في قصعة، فلا يزال يبكي عليه حتى يبتل بدموع عينيه؛ وكان يذر عليه الملح والرماد ويأكل ويقول: هذا
أكل الخاطئين. وكان داود قبل الخطيئة يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر؛ فلما كان من خطيئته ما كان صام الدهر كله، وقام الليل كله.
وكان داود يدعو على الخاطئين قبل أن يصيب الذنب. فلما أصاب الذنب قال: يا رب اغفر للخاطئين لعلك تغفر لي معهم.
قال عطاء الخراساني: قيل لداود: ياداود، أرفع رأسك، فذهب ليرفع فإذا هو قد نشب بالأرض، فأتاه جبريل عليه السلام فاقتلعه عن وجه الأرض كما يقتلع عن الشجرة صمغها. وقيل: إنه لزق موضع مساجده على الأرض من فروة وجهه ما شاء الله. قال ابن ابن لهيعة: فكان يقول في سجوده: سبحانك، هذا شاربي دموعي، وهذا طعامي رماد بين يدي.
قال وهب بن منبه: إن داود لما تاب الله عليه قال: يارب اغفر لي، قال: نعم، قال: فكيف لي أن لا أنسى خطيئتي، فأستغفر منها لي وللخاطئين إلى يوم ألقاك؟ قال: فوشم الله خطيئته في يده اليمنى. فما رفع فيها طعاما ولا شراباً إلا بكى إذا رآها، وما قام خطيباً في الناس إلا بسط يده وراحته فاستقبل بها الناس ليروا وشم خطيئته.
وعن مجاهد أوسعيد بن المسيب قال: يبعث داود عليه السلام، وذكر خطيئته ووجله منها في قلبه، منقوشى في كفه، فإذا رأى أهاويل الموقف لم يجد منه مبعوداً ولا محرزاً إلا برحمة الله وقربه، فيشير إليه أن هاهنا، وأشار بيمينه إلى جنبه، فذلك قول الله تعالى: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " قال وهب: أوحى الله إلى داود، يا داود، ارفع رأسك فقد غفرت لك، غير أنه ليس لك عندي ذلك الود الذي كان.
قال ثابت البناني: قال داود: يارب كيف بأوريا بن حنان؟ فال: أستوهبك منه، فيهبك لي، وأرضيه من عندي، فال: يارب، الآن علمت أن قد غفرت لي.
وعن ابن غمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان الناس يعودون داود ويظنون به مرضاً، وما كان به مرض إلا شدة الخوف والحياء من اله عز وجل.
وعن ثابت قال: كان داود عليه السلام إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله، لايشدها إلا أسر، وإذا ذكر رحة الله تراجعت.
وقال يزيد الرقاشي: كان لداود جاريتان فقد أعدهما، فكان إذا جاءه الخوف سقط واضطرب، فقعدتا على صدره ورجليه مخافة أن تغرق أعضاؤه وممفاصله فيموت.
قال خالد بن دريك: لقي داود لقمان فقال داود: كيف أصبحت يالقمان؟ قال: أصبحت في يد غيري؛ ففكر فيها داود فصعق.
وعن عثمان بن أبي العاتكة أن داود كان يقول: سبحان خالق النور، إلهي، إذا ذكرت خطيئتي ضاقت علي الأرض برحبها؛ واذا ذكرت رحمتك ارتد إلي روحي، سبحان خالق النور، إلهي، خرجت أسأل أطباء عبادتك أن يداؤوا لي خطيئتي فكلهم عليك يدلني، سبحان خالق النور، إلهي ويل لم أخطأ خطيئة حصادها عذابك إن لم تغفرها له.
قال مالك بن دينار وغيره: لما أصاب داود الخطيئة أكثر من الدعاء فلم يستجب له، فلما راى انه لايستجاب له أخذ في ننحو من النياحة؛ فرحم فغفر له.
وعن يزيد قال: كان داود إذا أراد أن يعظ الناس خرج بهم إلى الصحراء. قال: فخرج بهم ذات يوم في ثلاثين ألفاً من الناس، فوعظهم، فمات منهم عشرون ألفاً، ورجع في عشرة آلاف من الناس مرضى.
وعن وهب بن منبه أن داود عليه السلام لما تاب الله عز وجلعليه، بكى على خطيئته ثلاثين سنة لايرقأ دمعه ليلاً ولا نهاراً، وكان أصاب الخطيئة وهو ابن سبعين سنة، فقسم الدهر بعد الخطيئة على أربعة أيام: فكان يوم للقضاء بين بني إسرائيل؛ ويوم لنسائه؛ ويوم يسيح في الفيافي والجبال الساحل؛ ويوم يخلو في دار له فيها أربعة آلاف محراب؛ فيجتمع إليه الرهبان، فينوح معهم على نفسه، ويساعدونه على ذلك. فإذا كان يوم سياحته، يخرج إلى الفيافي فيرفع صوته بالمزامير، فيبكي ويبكي معه الشجر والرمال والطير والوحوش، حتى يسيل من دموعه منل الأنهار، ثم يجيء إلى الجبال والحجارة والطير والدواب حتى يسيل أودية من مكانهم، ثم يجيء إلى الساحل، فيرفع صوته بالمزامير، فيبكي ويبكي معه الحيتان ودواب البحر والسباع وطير السماء، فإذا أمسى رجع؛ فإذا كان يوم نوحه على نفسه نادى مناديه: إن اليوم يوم نوح داود على نفسه فليحضر من يساعده. قال: فيدخل الدار التي فيها المحاريب، فيبسط له ثلاثة فرش من مسوح، حشوها ليف، فيجلس عليها ويجيء الرهبان أربعة آلاف راهب عليهم البرانس وفي أيديهم العصي، فيجلسون في تلك المحاريب، ثم يرفع داود صوته بالبكاء والنوح على نفسه، ويرفع الرهبان معه أصواتهم، ولا يزال يبكي حتى تغرق الفرش من دموعه، ويقع داود فيها مثل الفرخ يضطرب، فيجيء ابنه سليمان فيحمله، فيأخذ داود من تلك الدموع بكفيه ثم يمسح بها وجهه ويقول: يارب اغفر ماترى. فلو عدل بكاء داود بجميع بكاء أهل الدنيا لعدله.
قال يحيى بن أبى كثير: بلغنا أنه كان إذا كان يوم نوح داود صلى الله على نبيناً وعليه وسلم مكث قبل ذلك سبعاً لا يأكل الطعام ولايشرب الشراب ولا يقرب النساء. فإذا كان قبل ذلك بيوم أخرج له منبر إلى البرية، وأمر سليمان منادياً يستقري البلاد وما حولها من الغياض والآكام والجبال والبراري والديارات والصوامع والبيع؛ فينادي فيهم: ألا من أحب أن يستمع نوح داود فليأت. قال: فتأتي الوحش من البراري والآكام، وتأتي السباغ من الغياض، وتأتي الهوام من الجبال، وتأتي الطير من الأوكار، وتأتي الرهبان من الصوامع والديارات، وتأتي العذارى من خدورها؛ ويجتمع الناس لذلك اليوم، ويأتي داود عليه السلام حتى يرقى على المنبر ويحيط به بنو إسرائيل، وكل صنف على حزبه، فيحيطون به يصغون إليه. قال: وسليمان قائم على رأسه، فيأخذ في الثناء على ربه، فيضجون بالبكاء والصراخ، ثم يأخذ في ذكر الجنة والنار فيموت طائفة من الناس، وطائفة من السباع، وطائفة من الهوام، وطائفة الوحش، وطائفة من الرهبان والعذارى المتعبدات؛ ثم يأخذ في ذكر الموت وأهوال القيامة، ثم يأخذ في النياحة على نفسه، فيموت طائفة من هؤلاء وطائفة من هؤلاء ومن كل صنف طائفة.
فاذا رأى سليمان ماقد كان من الموت في كل فرقة منهم نادى: يا أبتاه، قد مزقت المستمعين كل ممزق، وماتت طوائف من بني إسرائيل، ومن الوحوش والهوام والسباع والرهبان! قال: فيقطع النياحة ويأخذ في البكاء. قال: فبينا هو كذلك إذ ناداه بعض عباد بني إسرائيل: ياداود، عجلت بطلب الجزاء على ربك، فخر داود عند ذلك مغشياً عليه، قال: فلما نظر إليه سليمان وما أصابه أتى بسرير فحمله عليه ثم أمر منادياً فنادى: من كان له مع داود حميم أو قريب فلتأت بسرير فلتحمله، فإن الذين كانوا مع داود قد قتلهم ذكر الجنة والنار، قال: فإن كانت المرأة لتأتي بالسرير، فتقف على أبيها أو على أخيها أو على ابنها وهو ميت، فتنادي: وابأبي، أما من قتله ذكر النار؟ وابأبي، أما من قتله ذكر الجنة؟ وابأبي، أما من قتله ذكر الخوف من الله عز وجل؟ قال: وحتى إن الوحش تجتمع على من مات منهم فتحمله، والسباع والهوام، ويتفرقون. فإذا أفاق داود من غشيته نادى سليمان: مافعلت عباد بني إسرائيل؟ مافعل فلان وفلانة؟ فيعدد نفراً من بني إسرائيل، فيقول سليمان: يا أبتاه، موتوا عن آخرهم؛ فيقوم داود فيضع
يده على رأسه ثم يدخل بيت عباته، ويغلق عليه بابه ثم ينادي: أغضبان أنت على داود، إله داود؟ أم كيف قصرت به أن يموت خوفاً منك، أوفرقاً من نارك أو سوقاً إلى جنتك ولقائك إله داود؟ فلا يزال كذلك سبعاً ينادي: إله داود، قال: فيأتي سليمان فيقف على باب بيته فينادي، يا أبتاه، أتأذن لي في الدخول عليك؟ فيأذن له، فيدخل معه بقرص شعير، فيقول؛ يا أبتاه، تقو به على ما تريد. قال: فيأكل ذلك القرص ماشاء الله، ثم يخرج إلى بني إسرائيل فيكون بينهم.
قال الفضيل بن عياض: سأل داود ربه أن يلقي في قلبه الخوف، فدخله فلم يحتمله عقله، فطاش عقله حتى ما كان يعقل صلاةً ولا شيئاً، ولا ينتفع بشيء؛ فقيل له: أتحب أن يدعك كما أنت أن يردك إلى ما كنت عليه؟ قال: ردوني، فرد عليه عقله.
قال أبو عبد الله الجدلي: ما رفع داود رأسه إلى السماء بعد الخطيئة حتى مات.
قال كعب: توفي ابن لداود، فحزن عليه حزناً شديداً، فقيل له: ما كان يعدله عندك؟ قال: ملء الأرض ذهباً؛ فقيل له: فإن لك من الأجر مثل ذلك.
وعن الحسن وغيره قال: لما نزلت آية " الذين " قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أول من جحد آدم، إن الله لما خلقه مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذارئ، فجعل يعرضهم عليه، فرأى فيهم رجلاً يزهر، فقال: أي رب، أي بني هذا؟ قال: ابنك داود، قال: أي رب، وكم عمره؟ قال: ستون سنة، قال: أي رب، زد في عمره، قال: لا، إلا أن تزيده من عمرك
قال: وكان عمر آدم ألف سنة فوهب له من عمره أربعين سنة؛ فكتب الله عليه كتاباً وأشهد عليه الملائكة. فلما احتضر آدم أتته الملائكة لتقبضه، فقال: إنه قد بقي من عمري أربعون سنة! قال: قد وهبتها لابنك داود؛ قال: ما فعلت، فأنزل الله الكتاب وشهدت عليه الملائكة، وشهد به عليه، وأكمل الله لآدم ألف سنة، وأكمل لداود مئة سنة.
وفي حديث مرفوع عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعناه قال: فجحد فجحدت ذريته، وخطئ فخطئت ذريته، ونسي فنسيت ذريته؛ فرأى فيهم القوي والضعيف، والغني والفقير، والصحيح والمبتلى. قال: يا رب، ألا سويت بينهم. قال: أردت أشكر.
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله عز وجل خلق آدم من تراب، ثم جعله طيناً، ثم تركه؛ حتى إذا كان حمأ مسنوناً خلقه وصوره ثم تركه؛ حتى إذا كان صلصالاً كالفخار قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه روحه؛ فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه، فعطس فلقاه الله حمد ربه، فقال الرب: رحمك ربك، ثم قال الله: يا آدم، اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم، فانظر ماذا يقولون؟ فجاء فسلم عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله؛ فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك؟ وهو أعلم ما قالوا له قال: يا رب، لما سلمت عليهم قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، فقال: يا آدم، هذا تحيتك وتحية ذريتك، قال: يا رب، وما ذريتي؟ قال: اختر يدي يا آدم، قال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين؛ فبسط الله كفيه، فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن؛ فإذا رجال منهم على أفواههم النور وإذا رجل تعجب آدم من نوره فقال: يا رب، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود. وساق بقية الحديث في عمره إلى آخره وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه غيرة شديدة، فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع. قال: فخرج ذات يوم، وغلقت الدار؛ فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، وإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار
مغلقة؟ والله لنفتضحن بداود؛ فجاء داود، فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال لد داود: من أنت؟ قال: الذي لا أهاب الملوك، ولا يمتنع مني الحجاب؛ فقال داود: أنت والله إذاً ملك الموت، مرحباً بأمر الله، فزمل داود مكانه حتى قبضت نفسه، حتى فرغ من شأنه، فطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض، فقال سليمان: اقبضي جناحاً جناحاً. قال أبو هريرة: يرينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، وغلبت عليه يومئذ المضرحية.
وروي أن ملك الموت أتى داود عليه السلام وهو يصعد في محرابه أو ينزل. قال: فقال: جئت لأقبض نفسك، فقال: دعني حتى أنزل أو أرتقي، قال: ما إلى ذلك سبيل، نفدت الأيام والشهور والسنون والآثار والأرزاق، فما أنت بمؤثر عنده أثراً. قال: فسجد داود على مرقاة من ذلك الدرج؛ فقبض نفسه على تلك الحال.
وقيل: مات داود يوم السبت فجأةً. وقيل: يوم الأربعاء.
وقيل: إن إبراهيم خليل الله مات فجأةً، ومات داود فجأةً، ومات سليمان بن داود فجأة، والصالحون؛ وهو تخفيف على المؤمن وتشديد على الكافر.
قال وهب بن منبه: إن الناس حضروا جنازة داود عليه السلام، فجلسوا في الشمس في يوم صائف قال: وكان شيع جنازته يومئذ أربعون ألف راهب عليهم البرانس، سوى غيرهم من الناس؛ ولم يمت في بني إسرائيل بعد موسى وهارون نبي كانت بنو إسرائيل أشد جزعاً عليه منهم على داود. قال: فأذلقهم الحر، فنادوا سليمان أن يعجل عليهم لما أصابهم
من الحر؛ فخرج سليمان، فنادى الطير، فأجابت، فأمرها فأظلت الناس. قال: فتراص بعضها إلى بعض من كل وجه حتى استمسكت الريح، فكاد الناس أن يهلكوا غماً، فصاحوا إلى سليمان عليه السلام من الغم، فخرج سليمان فنادى الطير: أن أظلي الناس من ناحية الشمس وتنحي عن ناحية الريح؛ ففعلت، فكان الناس في ظل تهب عليهم الريح. فكان ذلك من أول ما رأوا من ملك سليمان.
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد قبض الله داود عليه السلام من بين أصحابه، ما فتنوا ولا بدلوا. ولقد مكث أصحاب المسيح على سنته وهديه مئتي سنة.
وعن عبيد بن عمير قال: لا يأمن داود يوم القيامة، يقول: رب، ذنبي ذنبي، فقال له: ادنه ثلاث مرات حتى يبلغ مكاناً الله به أعلم؛ فكأنه يأمن فيه؛ فذلك قوله: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ".
وعن مالك بن دينار في قوله عز وجل " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " قال: يقيم الله داود عند ساق العرش فيقول: يا داود، مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم، فيقول: إلهي، وكيف أمجدك به وقد سلبتنيه في دار الدنيا؟ فيقول: فإني راده عليكاليوم؛ فيرده عليه، فيرفع داود صوته، فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنة.
وفي رواية: فيرفع داود صوته بالزبور، فيستفرغ نعيم أهل الجنة.
والرخيم من الأصوات: الشجي.
وعن أحمد بن يونس عن ابن شهاب عن خالد بن دينار النيلي عن حماد بن جعفر عن ابن عمر قال: ألا أخبركم بأسفل أهل الجنة؟ قالوا: بلى، فقال: رجل يدخل من باب الجنة، فتتلقاه غلمانه، فيقولون له: مرحباً بك يا سيدنا قد آن لك أن تؤوب. قال:
فتمد له الزرابي أربعين سنة، ثم ينظر عن يمينه وعن شماله فيرى الجنان، فيقول: لمن ما هاهنا؟ فيقال: لك. حتى إذا انتهى رفعت له ياقوتة حمراء، أو زمردة خضراء، لها سبعون شعباً، في كل شعب سبعون غرفة، في كل غرفة سبعون باباً؛ فيقال له: اقرأ وارق؛ قال: فيرتقي حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتكأ عليه سعة ميل في يمل، وله عنه فضول، يسعى عليها بسبعين ألف صحفة من ذهب، ليس ليس فيها صحفة فيها من لون صاحبتها، فيجد لذة آخرها كما يجد لذة أولها؛ ثم يسعى عليه بألوان الأشربة، فيشرب منها ما اشتهى؛ ثم يقول الغلمان: ذروه وأزواجه. قال: فيتنحى من الغلمان، فإذا من الحور العين قاعدة على سرير ملكها، فيرى مخ ساقها من صفاء اللحم والدم، فيقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا من الحور العين اللائي خبئن لك، فينظر إليها أربعين سنةً لا يرفع بصره عنها، ثم يرفع بصره إلى الغرفة فوقه فإذا أخرى أجمل منها، فيقول: ما آن لنا أن يكون لنا منك نصيب؟ فيرتقي إليها فينظر إليها أربعين سنةً لا يصرف بصره عنها. حتى إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ ظنوا أن لا نعين أفضل منه تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فنظروا إلى وجه الرحمن عز وجل، فنسوا كل نعيم عاشوه حين نظروا إلى وجه الرحمن عز وجل، فيقول: يا أهل الجنة، هللوني؛ فيتجاوبون بالتهليل؛ فيقول: يا داود، قم فمجدني كما كنت تمجدني في الدنيا. فيمجد داود ربه عز وجل.
قال أحمد بن يونس: قلت لابن شهاب: حديث خالد بن دينار في ذكر الجنة، رفعه؟ قال: نعم.
وعن عكرمة أن داود يقوم على أطول سرر في الجنة ينادي بصوته الذي أعطاه الله: لا إله إلا الله.
دَاوُد بْن إِبْرَاهِيم الواسطي،
سَمِعَ حبيب بْن سالم،
روى عنهُ أَبُو دَاوُد، قَالَ علي: هو الْبَصْرِيّ، وقال الوليد بْن عَمْرو بْن سكين حدثنا يعقوب بْن إِسْحَاق قَالَ حدثنا إِبْرَاهِيم بْن دَاوُد سَمِعَ حبيب بْن سالم - نحوه.
سَمِعَ حبيب بْن سالم،
روى عنهُ أَبُو دَاوُد، قَالَ علي: هو الْبَصْرِيّ، وقال الوليد بْن عَمْرو بْن سكين حدثنا يعقوب بْن إِسْحَاق قَالَ حدثنا إِبْرَاهِيم بْن دَاوُد سَمِعَ حبيب بْن سالم - نحوه.
دَاوُدُ بن إبراهيم بن داود بن يزيد بْن روزبة، أَبُو شيبة البغدادي :
فارسي الأصل. سمع محمّد بن بكار بن الزيان، وَعبد اللَّه بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن
أبان، وَعثمان بْن أَبِي شيبة، وَمحمد بْن حميد الرَّازِيّ، وَعبد اللَّه بْن مطيع البكري، وَعبد الأعلى بْن حَمَّاد. وَالعلاء بْن عَمْرو. وسكن مصر وَحدث بها، فحصل حَدِيثه عند أهلها. وَروى عنه من الغرباء أَبُو أَحْمَد بْن عدي الجرجانيّ، وأبو بكر بن المقرئ الأَصْبَهَانِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عيسى بْن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا أبو بكر بن المقرئ حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ داود البغداديّ- نزيل مصر- حدّثنا أبو عمرو العلاء بن عمرو حدّثنا إسماعيل بن يحيى حَدَّثَنَا مِسْعِرٌ عَنْ عَطِيَّةَ الْعُوفِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِكَرَاسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، مَفْرُوشَةٍ بِالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ، ثُمَّ يُضْرَبُ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُؤَذِّنُونَ؟ أَيْنَ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَيَقُومُ الْمُؤَذِّنُونَ وَهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا، فَيُقَالُ لَهُمْ اجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ تَحْتَ تِلْكَ الْقِبَابِ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ، فَإِنَّهُ لا خَوْفَ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ »
. هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ عنه، وكان ضعيفا سيئ الْحَالِ جِدًّا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول: وَسألت الدارقطني عَنْ دَاوُد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن دَاوُد بْن يَزِيد بْن روزبة أَبِي شيبة البغدادي- وَكَانَ بمصر- فَقَالَ صالح.
حَدَّثَنَا الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ حدّثنا عبد الواحد بن محمّد ابن مسرور حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس. قَالَ: دَاوُد بن إبراهيم بن داود بن يزيد بن روزبة يكنى أبا شيبة، قدم من الْبَصْرَة وَأصله من فارس، حدث بمصر وَتوفي بمصر في شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة، وَقد جاز التسعين سنة.
فارسي الأصل. سمع محمّد بن بكار بن الزيان، وَعبد اللَّه بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن
أبان، وَعثمان بْن أَبِي شيبة، وَمحمد بْن حميد الرَّازِيّ، وَعبد اللَّه بْن مطيع البكري، وَعبد الأعلى بْن حَمَّاد. وَالعلاء بْن عَمْرو. وسكن مصر وَحدث بها، فحصل حَدِيثه عند أهلها. وَروى عنه من الغرباء أَبُو أَحْمَد بْن عدي الجرجانيّ، وأبو بكر بن المقرئ الأَصْبَهَانِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عيسى بْن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا أبو بكر بن المقرئ حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ داود البغداديّ- نزيل مصر- حدّثنا أبو عمرو العلاء بن عمرو حدّثنا إسماعيل بن يحيى حَدَّثَنَا مِسْعِرٌ عَنْ عَطِيَّةَ الْعُوفِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِكَرَاسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، مَفْرُوشَةٍ بِالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ، ثُمَّ يُضْرَبُ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُؤَذِّنُونَ؟ أَيْنَ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَيَقُومُ الْمُؤَذِّنُونَ وَهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا، فَيُقَالُ لَهُمْ اجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ تَحْتَ تِلْكَ الْقِبَابِ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ، فَإِنَّهُ لا خَوْفَ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ »
. هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ عنه، وكان ضعيفا سيئ الْحَالِ جِدًّا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول: وَسألت الدارقطني عَنْ دَاوُد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن دَاوُد بْن يَزِيد بْن روزبة أَبِي شيبة البغدادي- وَكَانَ بمصر- فَقَالَ صالح.
حَدَّثَنَا الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ حدّثنا عبد الواحد بن محمّد ابن مسرور حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن يونس. قَالَ: دَاوُد بن إبراهيم بن داود بن يزيد بن روزبة يكنى أبا شيبة، قدم من الْبَصْرَة وَأصله من فارس، حدث بمصر وَتوفي بمصر في شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة، وَقد جاز التسعين سنة.
داود بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن رباح، أَبُو الْحَسَن البزاز:
سمع مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن العلاء الكاتب، وَالحسين بن إسماعيل المحامليّ، وأبا عيسى الأنماطي حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وَأحمد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَعلي بْن المحسن التنوخي، وَمحمد بْن عَلِيّ بْن الفتح الحربي.
أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ دَاوُدُ بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن رَبَاحٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ الكاتب حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ فضيل حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن يزيد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ »
. سألت العتيقي عنه فَقَالَ: كَانَ جارنا فِي قطيعة الربيع، وَكَانَ شيخا نبيلا ثقة.
وسألت عنه محمد بن علي بن الفتح فقال: كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنِي التنوخي. قَالَ: قَالَ لنا دَاوُد بْن رباح: أول سماعي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
قَالَ: وَتوفي يوم الأحد الثالث عشر من المحرم سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
سمع مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن العلاء الكاتب، وَالحسين بن إسماعيل المحامليّ، وأبا عيسى الأنماطي حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وَأحمد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَعلي بْن المحسن التنوخي، وَمحمد بْن عَلِيّ بْن الفتح الحربي.
أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ دَاوُدُ بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن رَبَاحٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ الكاتب حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ فضيل حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن يزيد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ »
. سألت العتيقي عنه فَقَالَ: كَانَ جارنا فِي قطيعة الربيع، وَكَانَ شيخا نبيلا ثقة.
وسألت عنه محمد بن علي بن الفتح فقال: كَانَ ثقة.
أَخْبَرَنِي التنوخي. قَالَ: قَالَ لنا دَاوُد بْن رباح: أول سماعي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
قَالَ: وَتوفي يوم الأحد الثالث عشر من المحرم سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
داود بن الزبرقان أبو عُمَر وقد قيل أبو عَمْرو البصري.
قال البُخارِيّ داود بن الزبرقان أبو عَمْرو البصري عن داود بن أبي هند مقارب
الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد، قلتُ ليحيى بن مَعِين: فداود بن الزبرقان قَال: ليسَ بِشَيْءٍ زاد بن حماد وقد روى عنه سَعِيد بن أبي عَرُوبة حديثا في أصنافه قلت ليحيى من روى عن سَعِيد قال الخفاف.
حَدَّثَنَا عَلانٌ، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي مريم قال وقال لي غير يَحْيى بْن مَعِين اجتمع الناس على طرح هؤلاء النفر ليس يذاكر بحديثهم، ولاَ يعتد بهم فذكر داود بن الزبرقان فيهم وقال: كان يكون ببغداد.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: داود بن الزبرقان عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ليس بثقة.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ يُونُس، حَدَّثَنا بشر بن هلال الصواف، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان عن داود بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ.
قال ابنُ عَدِي وهذا من حديث داود بن الزبرقان عن داود بن أبي هند عن ثابت لم يكتبه إلاَّ عن إسحاق بن إبراهيم بن يُونُس وكان شيخا صالحا وتفرد بهذا الحديث، وَهو ثقة من ثقات المسلمين وأخاف أن في كتابه تكرر داود مرتين وكان بشر بن هلال قال له، حَدَّثَنا داود فكتب إسحاق بن إبراهيم داود مرتين فظن أن الثاني هو داود بن أبي هند فرواه كذلك وذاك أني وجدت هذا الحديث بخطي في كتابي عن أحمد بن مُحَمد بن هشام الطبري عن بشر بن هلال عن داود بن الزبرقان عن ثابت عن
أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمر على غلمان فيسلم عليهم.
وحدثنيه عنه ابنه زُرْعَة بن أحمد بن مُحَمد بن هشام، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا بشر بن هلال، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان، حَدَّثَنا ثَابِتٍ، عَن أَنَس أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَرَّ على صبيان فسلم عليهم.
حَدَّثَنَا يوسف بْن يعقوب النيسابوري، حَدَّثَنا أحمد بن عبدة الضبي، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان عن ثابت، عَن أَنَس هذا الحديث.
حَدَّثَنَا صالح بن أبي مقاتل، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان عن ثابت، عَن أَنَس أَنَّ النَّبِيَّ قَبَّلَ عَائِشَةَ، وَهو صَائِمٌ.
قال ابنُ عَدِي وهذه الروايات عن داود بن الزبرقان قد ذكرتها عن بشر بن هلال وأحمد بن عبدة عن داود عن ثابت، عَن أَنَس فهذا يدل على أن إسحاق بن إبراهيم بن يُونُس كان في كتابه تكرير داود مرتين لأني قد ذكرته عن بشر بن هلال شيخ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس وأحمد بن عبدة فقالا عن داود عن ثابت ولم يذكرا دَاوُدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فِي الإسناد وما رواه إسحاق فيحتمل أَيضًا لأني وجدت لداود عن ثابت غير هذا الحديث.
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، وَابْنُ زُهَيْرٍ، وَالحُسَين بْنُ أبي معشر قالوا، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ بْنِ عُبَيد بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن عَمْرو الباهلي، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ وَقَالَ عَبْدَانُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ وَقَالُوا عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَرَأَ إِنَّهُ عَمَلٌ غير صالح.
قال ابنُ عَدِي والبخاري إنما قال داود بن الزبرقان عن داود بن أبي هند مقارب الحديث وداود بن الزبرقان عن كل من روى مقارب الحديث ولداود بن الزبرقان عن ثابت غير ما ذكرت.
حَدَّثَنَاهُ صالح بن أبي مقاتل، حَدَّثَنا مُحَمد بن معاوية، حَدَّثَنا داود عن ثابت، عَن أَنَس أن
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قبل عائشة، وَهو صَائِمٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ بُنَانٍ الْخَلالُ وَصَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي مقاتل، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكرمَة عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَبَّلَهَا، وَهو صَائِمٌ وَيُبَاشِرُهَا، وَهو صَائِمٌ.
قال الشيخ: وهذا الحديث عن أيوب يرويه عن داود بن الزبرقان بهذا الإسناد وقد روى حبيب بن الشهيد هذا الحديث، عن عِكرمَة عن عائشة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ، حَدَّثَنا الترجماني، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ سَعِيد بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَن قَتادَة عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا يرفعه عن سَعِيد بن أبي عَرُوبة داود بن الزبرقان وغيره أوقفه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ راشِد الأَدَمِيّ، حَدَّثَنا داود بن مهران، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان، عَن عاصم الأحول ومطر الوراق عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ.
قال ابنُ عَدِي ويروي هذا، عَن عاصم ومطر داود بن الزبرقان.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بن حيان الموصلي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبد الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أبي داود، حَدَّثَنا دَاوُدَ بْنِ الزِّبْرَقَانِ عَنْ مَطَرٍ عن
هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَمَا نَقُصَ مِنَ الْجَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ.
قال الشيخ: وهذا منكر المتن والإسناد يرويه داود بن الزبرقان.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَر بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ مُحَمد بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَبد الأَعْلَى عَنْ مُصَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا، عَن أبي جحادة وبهذا الإسناد يرويه داود بن الزبرقان عنه.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا أزهر بن مروان الرقاشي، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ مُحَمد بْنِ جُحَادَةَ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَمَرَ مُنَادِيهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ أَلا إِنَّ الصَّلاةَ فِي الرِّحَالِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا، عنِ ابن جحادة لا يرويه أَيضًا غير داود.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ بُنَانٍ الْخَلالُ وَصَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُقَاتِلٍ، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ شُعْبَة عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ، وَهو صَائِمٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْلَمُ يَرْوِيهِ عن شُعْبَة غير داود والحديث عن زياد مشهور رواه عنه جماعة منهم أبو بكر النهشلي، وأَبُو حنيفة ورواه عَمْرو بن أبي قيس فخالفه فَقَالَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كان
يقبل، وَهو صائم.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الأشعث، قَال: حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمد بْنِ الْمَرْزُبَانِ أنا خَلَفُ بْنُ يَحْيى قاضي أصبهان، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ رَقِيْقٍ فَإِنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتِقَ بَقِيَّتَهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ استسعى العبد.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الأشعث، حَدَّثَنا جعفر، حَدَّثَنا دَاوُدُ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَوْ أَنَّ لَكُمْ مِثْلَ جِبَالِ تِهَامَةَ ذَهَبًا لَقَسَّمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ولاَ تَجِدُونِي كَذُوبًا، ولاَ جَبَانًا، ولاَ بَخِيلا.
قال الشيخ: وهذان الحديثان، عَن يَحْيى بن سَعِيد لا أعلم يرويهما غير داود بن الزبرقان.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الأَشْنَانِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخَرِ فَلا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يدار عليها الخمر.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سَهْلٍ الدَّيْنُورِيُّ، حَدَّثني مَحْمُودُ بْنُ أَبِي الْمَضَاءِ، حَدَّثَنا العباس بن الفرج المصيصي، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ عَطَاءِ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيد بْنِ جبير، عنِ ابن عباس عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنِ اسْتُقْضِيَ فَقَدْ ذُبِحَ بغير سكين
قال الشيخ: وهذا عن عطاء بن السائب لا أعرفه من حديث داود عَنْهُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن مروان المقري، قَال: حَدَّثَنا عُبْدُوسُ بْنُ رِزْقٍ الرَّفَّاءُ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيل بن زارة الرقي، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان، حَدَّثَنا أَيُّوبَ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
قال ابنُ عَدِي هكذا قال، عَن أبي قِلابَةَ، عَن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وليس لأبي زيد في هذا الحديث ذكر، وإِنَّما هذا من داود بن الزبرقان يرويه أبو قِلابَةَ، عَن أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثوبان ومرة يرويه عن شداد بن أوس ولداود بن الزبرقان حديث كثير غير ما ذكرته وعامة ما يرويه عن كل من روى عنه مما لا يتابعه أحد عليه، وَهو في جملة الضعفاء الذي يكتب حديثهم.
قال البُخارِيّ داود بن الزبرقان أبو عَمْرو البصري عن داود بن أبي هند مقارب
الحديث.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد، قلتُ ليحيى بن مَعِين: فداود بن الزبرقان قَال: ليسَ بِشَيْءٍ زاد بن حماد وقد روى عنه سَعِيد بن أبي عَرُوبة حديثا في أصنافه قلت ليحيى من روى عن سَعِيد قال الخفاف.
حَدَّثَنَا عَلانٌ، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي مريم قال وقال لي غير يَحْيى بْن مَعِين اجتمع الناس على طرح هؤلاء النفر ليس يذاكر بحديثهم، ولاَ يعتد بهم فذكر داود بن الزبرقان فيهم وقال: كان يكون ببغداد.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: داود بن الزبرقان عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ليس بثقة.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ يُونُس، حَدَّثَنا بشر بن هلال الصواف، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان عن داود بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ.
قال ابنُ عَدِي وهذا من حديث داود بن الزبرقان عن داود بن أبي هند عن ثابت لم يكتبه إلاَّ عن إسحاق بن إبراهيم بن يُونُس وكان شيخا صالحا وتفرد بهذا الحديث، وَهو ثقة من ثقات المسلمين وأخاف أن في كتابه تكرر داود مرتين وكان بشر بن هلال قال له، حَدَّثَنا داود فكتب إسحاق بن إبراهيم داود مرتين فظن أن الثاني هو داود بن أبي هند فرواه كذلك وذاك أني وجدت هذا الحديث بخطي في كتابي عن أحمد بن مُحَمد بن هشام الطبري عن بشر بن هلال عن داود بن الزبرقان عن ثابت عن
أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمر على غلمان فيسلم عليهم.
وحدثنيه عنه ابنه زُرْعَة بن أحمد بن مُحَمد بن هشام، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا بشر بن هلال، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان، حَدَّثَنا ثَابِتٍ، عَن أَنَس أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَرَّ على صبيان فسلم عليهم.
حَدَّثَنَا يوسف بْن يعقوب النيسابوري، حَدَّثَنا أحمد بن عبدة الضبي، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان عن ثابت، عَن أَنَس هذا الحديث.
حَدَّثَنَا صالح بن أبي مقاتل، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان عن ثابت، عَن أَنَس أَنَّ النَّبِيَّ قَبَّلَ عَائِشَةَ، وَهو صَائِمٌ.
قال ابنُ عَدِي وهذه الروايات عن داود بن الزبرقان قد ذكرتها عن بشر بن هلال وأحمد بن عبدة عن داود عن ثابت، عَن أَنَس فهذا يدل على أن إسحاق بن إبراهيم بن يُونُس كان في كتابه تكرير داود مرتين لأني قد ذكرته عن بشر بن هلال شيخ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس وأحمد بن عبدة فقالا عن داود عن ثابت ولم يذكرا دَاوُدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فِي الإسناد وما رواه إسحاق فيحتمل أَيضًا لأني وجدت لداود عن ثابت غير هذا الحديث.
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، وَابْنُ زُهَيْرٍ، وَالحُسَين بْنُ أبي معشر قالوا، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عَبد اللَّهِ بْنِ عُبَيد بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن عَمْرو الباهلي، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ وَقَالَ عَبْدَانُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ وَقَالُوا عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَرَأَ إِنَّهُ عَمَلٌ غير صالح.
قال ابنُ عَدِي والبخاري إنما قال داود بن الزبرقان عن داود بن أبي هند مقارب الحديث وداود بن الزبرقان عن كل من روى مقارب الحديث ولداود بن الزبرقان عن ثابت غير ما ذكرت.
حَدَّثَنَاهُ صالح بن أبي مقاتل، حَدَّثَنا مُحَمد بن معاوية، حَدَّثَنا داود عن ثابت، عَن أَنَس أن
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قبل عائشة، وَهو صَائِمٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ بُنَانٍ الْخَلالُ وَصَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي مقاتل، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكرمَة عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ قَبَّلَهَا، وَهو صَائِمٌ وَيُبَاشِرُهَا، وَهو صَائِمٌ.
قال الشيخ: وهذا الحديث عن أيوب يرويه عن داود بن الزبرقان بهذا الإسناد وقد روى حبيب بن الشهيد هذا الحديث، عن عِكرمَة عن عائشة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ، حَدَّثَنا الترجماني، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ سَعِيد بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَن قَتادَة عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا يرفعه عن سَعِيد بن أبي عَرُوبة داود بن الزبرقان وغيره أوقفه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ راشِد الأَدَمِيّ، حَدَّثَنا داود بن مهران، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان، عَن عاصم الأحول ومطر الوراق عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ.
قال ابنُ عَدِي ويروي هذا، عَن عاصم ومطر داود بن الزبرقان.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بن حيان الموصلي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبد الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أبي داود، حَدَّثَنا دَاوُدَ بْنِ الزِّبْرَقَانِ عَنْ مَطَرٍ عن
هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَمَا نَقُصَ مِنَ الْجَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ.
قال الشيخ: وهذا منكر المتن والإسناد يرويه داود بن الزبرقان.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَر بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ مُحَمد بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَبد الأَعْلَى عَنْ مُصَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا، عَن أبي جحادة وبهذا الإسناد يرويه داود بن الزبرقان عنه.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا أزهر بن مروان الرقاشي، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ مُحَمد بْنِ جُحَادَةَ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَمَرَ مُنَادِيهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ أَلا إِنَّ الصَّلاةَ فِي الرِّحَالِ.
قال ابنُ عَدِي وهذا، عنِ ابن جحادة لا يرويه أَيضًا غير داود.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ بُنَانٍ الْخَلالُ وَصَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُقَاتِلٍ، قالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُعَاوِيَةَ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ شُعْبَة عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ، وَهو صَائِمٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْلَمُ يَرْوِيهِ عن شُعْبَة غير داود والحديث عن زياد مشهور رواه عنه جماعة منهم أبو بكر النهشلي، وأَبُو حنيفة ورواه عَمْرو بن أبي قيس فخالفه فَقَالَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كان
يقبل، وَهو صائم.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الأشعث، قَال: حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمد بْنِ الْمَرْزُبَانِ أنا خَلَفُ بْنُ يَحْيى قاضي أصبهان، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ رَقِيْقٍ فَإِنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتِقَ بَقِيَّتَهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ استسعى العبد.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الأشعث، حَدَّثَنا جعفر، حَدَّثَنا دَاوُدُ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَوْ أَنَّ لَكُمْ مِثْلَ جِبَالِ تِهَامَةَ ذَهَبًا لَقَسَّمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ولاَ تَجِدُونِي كَذُوبًا، ولاَ جَبَانًا، ولاَ بَخِيلا.
قال الشيخ: وهذان الحديثان، عَن يَحْيى بن سَعِيد لا أعلم يرويهما غير داود بن الزبرقان.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الأَشْنَانِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخَرِ فَلا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يدار عليها الخمر.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سَهْلٍ الدَّيْنُورِيُّ، حَدَّثني مَحْمُودُ بْنُ أَبِي الْمَضَاءِ، حَدَّثَنا العباس بن الفرج المصيصي، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرَقَانِ عَنْ عَطَاءِ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيد بْنِ جبير، عنِ ابن عباس عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنِ اسْتُقْضِيَ فَقَدْ ذُبِحَ بغير سكين
قال الشيخ: وهذا عن عطاء بن السائب لا أعرفه من حديث داود عَنْهُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن مروان المقري، قَال: حَدَّثَنا عُبْدُوسُ بْنُ رِزْقٍ الرَّفَّاءُ، قَال: حَدَّثَنا إسماعيل بن زارة الرقي، حَدَّثَنا داود بن الزبرقان، حَدَّثَنا أَيُّوبَ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.
قال ابنُ عَدِي هكذا قال، عَن أبي قِلابَةَ، عَن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وليس لأبي زيد في هذا الحديث ذكر، وإِنَّما هذا من داود بن الزبرقان يرويه أبو قِلابَةَ، عَن أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثوبان ومرة يرويه عن شداد بن أوس ولداود بن الزبرقان حديث كثير غير ما ذكرته وعامة ما يرويه عن كل من روى عنه مما لا يتابعه أحد عليه، وَهو في جملة الضعفاء الذي يكتب حديثهم.
دَاوُد بْن إِسْمَاعِيل بْن دَاوُد، الجوزي:
حدث عَنْ بشر بْن الحارث، وَيزيد بْن عُمَر بْن جنزة، وَعمير بْن إِبْرَاهِيمَ المدائنيين.
روى عنه عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن وعثمان بن إسماعيل السكريان.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَكْرٍ السُّكَّرِيُّ حدّثنا داود بن إسماعيل الجوزي حدّثنا بشر بن الحارث حدّثنا عبد الله بن داود الخريبي حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ. قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ.
حدث عَنْ بشر بْن الحارث، وَيزيد بْن عُمَر بْن جنزة، وَعمير بْن إِبْرَاهِيمَ المدائنيين.
روى عنه عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن وعثمان بن إسماعيل السكريان.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَكْرٍ السُّكَّرِيُّ حدّثنا داود بن إسماعيل الجوزي حدّثنا بشر بن الحارث حدّثنا عبد الله بن داود الخريبي حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ. قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ.
داود بْن نصير، أَبُو سُلَيْمَان الطائي الكوفي :
سمع عَبْد الملك بْن عمير، وَحبيب بْن أَبِي عمرة. وَسليمان الأعمش، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى. روى عنه إِسْمَاعِيل بن علية، وَمصعب بْن المقدام، وَأبو نعيم الفضل بن دكين، وكان داود من شغل نفسه بالعلم، وَدرس الفقه وَغيره من العلوم، ثُمَّ اختار بعد ذلك العزلة وَآثر الانفراد وَالخلوة، وَلزم العبادة وَاجتهد فيها إلى آخر عمره، وَقدم بَغْدَاد فِي أيام المهدي. ثُمَّ عاد إلى الكوفة وَبها كانت وَفاته.
وجدت فِي كتاب مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات الَّذِي سمعه من أَبِي الْحَسَن إسحاق بْن عبدوس قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ سمعت أبا نعيم يقول:
كنت بِبَغْدَادَ عند داود الطائي وَبها المهدي عشرين ليلة، فسمع ضوضاء فَقَالَ: ما هذا؟ قَالُوا: هذا أمير المؤمنين يا أبا سُلَيْمَان قَالَ: وَهُوَ هاهنا؟!.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قال سمعت عليّ بن المديني يقول سمعت ابْن عيينة يقول كَانَ داود الطائي ممن علم وَفقه. قَالَ: وَكَانَ يختلف إِلَى أَبِي حنيفة حَتَّى نفذ فِي ذلك الكلام، قَالَ فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فَقَالَ له: يا أبا سُلَيْمَان طال لسانك وَطالت يدك؟ قَالَ: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل وَلا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إِلَى كتبه فغرقها فِي الفرات، ثُمَّ أقبل على العبادة وَتخلى. قَالَ: وَكَانَ زائدة صديقا له وَكَانَ يعلم أنه يجيب فِي آية من القرآن يفسرها الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
فأتاه فصلى إِلَى جنبه، فلما انفتل قَالَ: يا أبا سُلَيْمَان: الم غُلِبَتِ الرُّومُ
فَقَالَ: يا أبا الصلت انقطع الجواب فيها، انقطع الجواب فيها مرتين.
وأخبرنا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن يزيد حَدَّثَنَا وَكيع قَالَ قيل لداود الطائي حَدَّثَنَا قَالَ: تريد أن أقعد مثل المكتب مَعَ قوم يتحفظون سقط كلامي؟.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الفضل بْن محمّد بن سليمان السلمي حَدَّثَنَا أَبُو عمران مُوسَى بْن الْعَبَّاس الجويني حدّثنا جعفر بن الحجّاج الرقي حدّثنا عبيد بن جناد قال: قَالَ سمعت عطاء يقول: كَانَ لداود الطائي ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه، قَالَ: وَكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن فِي بيته إِلا بارية، وَلبنة يضع عليها رأسه وَإجانة فيها خبز، وَمطهرة يتوضأ منها وَمنها يشرب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي طالب أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَمْرو الحريري أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قَالَ حدّثنا أحمد بن أبي الختلي حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة الشيباني قَالَ لم يكن فِي حلقة أَبِي حنيفة أرفع صوتا من داود الطائي، ثُمَّ إنه تزهد وَاعتزلهم وَأقبل على العبادة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الأنماطي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري. قَالَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَان- يعني الداراني- وَرث داود الطائي من أمه دارا فكان ينتقل فِي بيوت الدار، كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر، وَلم يعمره حَتَّى أتى على عامة بيوت الدار. قَالَ وَورث من أبيه دنانير فكان يتقوتها حَتَّى كفن بآخرها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح أخبرنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ حدّثني أبي حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ: قَالَ لي عمي: قدم مُحَمَّد بْن قحطبة الكوفي فَقَالَ: أحتاج إِلَى مؤدب يؤدب أولادي، حافظ لكتاب اللَّه، عالم بسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبالآثار، وَالفقه، وَالنحو، وَالشعر، وَأيام الناس. فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطائي، وكان محمّد ابن قحطبة ابْن عم داود، فأرسل إليه يعرض ذلك عَلَيْهِ وَيسني له الأرزاق وَالفائدة فأبى داود ذلك، فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم وَقَالَ له استعن بها على دهرك، فردها فوجه إليه بدرتين مَعَ غلامين له مملوكين وَقَالَ لهما: إن قبل البدرتين فأنتما حران، فمضيا بهما إليه، فأبى أن يقبلهما فقالا له إن فِي قبولهما عتق رقابنا. فَقَالَ
لهما إني أخاف أن يَكُون فِي قبولهما وَهق رقبتي فِي النار، رداها إليه وَقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ سمعت إِسْمَاعِيل بْن حسان يقول: جئت إِلَى باب داود الطائي فسمعته يخاطب نفسه، فظننت أن عنده أحدا، فأطلت القيام على الباب ثُمَّ استأذنت فدخلت، فَقَالَ: ما بدا لك فِي الاستئذان؟ قلت سمعتك تتكلم فظننت أن عندك أحدا، قَالَ: لا وَلكن كنت أخاصم نفسي. اشتهت البارحة تمرا، فخرجت فاشتريت لها، فلما جئت به اشتهت جزرا، فأعطيت اللَّه عهدا أن لا آكل تمرا وَلا جزرا حَتَّى ألقاه.
وَقَالَ الحضرمي: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قَالَ سمعت عَلِيّ بْن الْحَسَن الشقيقي قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن المبارك: قيل لداود الطائي- وَحائطه قد تصدع- لو أمرت برمه؟ فَقَالَ داود: كانوا يكرهون فضول النظر.
أَخْبَرَنَا عَبْد الغفار بن محمّد المؤدّب حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري حدّثنا الحسن بن عليّ العبدي حَدَّثَنَا أَبُو حفص قَالَ: سمعت ابْن أَبِي عدي يقول: صام داود الطائي أربعين سنة، ما علم به أهله، وَكَانَ خرازا وَكَانَ يحمل غداءه معه وَيتصدق به فِي الطريق وَيرجع إِلَى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنه صائم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَاثِقِ بالله حدّثني جدي حدّثنا خلف بن عمرو حدّثنا محمّد بن عبد المجيد المروزي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة قَالَ: رأيت داود الطائي- وَقَالَ له رجل: ألا تسرح لحيتك؟ قَالَ: إني عنها مشغول.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد بالبصرة حدّثنا أبو روق الهزاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد السكري قَالَ: احتجم داود الطائي فدفع إِلَى الحجام دينارا، فقيل له هذا إسراف، فَقَالَ: لا عبادة لمن لا مروءة له.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن المنذر القاضي حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر بن الخواص حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد قَالَ حَدَّثَنِي سهل بْن بكار، قَالَ: قالت أخت لداود الطائي لداود: لو تنحيت من الشمس إِلَى الظل؟ قَالَ: هذه خطى لا أدرى كيف تكتب.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا هارون بن سوار المقرئ قَالَ سمعت شعيب بْن حرب يقول: دخلت على داود الطائي فأكربني الحر فِي منزله، فقلت: لو خرجنا إِلَى الدار نستروح؟ فَقَالَ إني لأستحي من اللَّه أن أخطو خطوة لذة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن إبراهيم الخفاف حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة قميع بْن ميسرة بْن حاجب الزّهيري حدّثنا أحمد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثني هريم حَدَّثَنِي أَبُو الربيع الأعرج قَالَ: دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب، فقرب إلي كسيرات يابسة، فعطشت، فقمت إِلَى دن فيه ماء حار، فقلت: رحمك اللَّه لو اتخذت إناء غير هذا يَكُون فيه الماء؟ فَقَالَ لي: إذا كنت لا أشرب إِلا باردا، وَلا آكل إِلا طيبا، وَلا ألبس إِلا لينا، فما أبقيت لآخرتي؟ قَالَ: قلت أوصني، قَالَ صم الدنيا، وَاجعل إفطارك فيها الموت، وَفر من الناس فرارك من السبع، وَصاحب أَهْل التقوى إن صحبت، فإنهم أقل مؤنة وَأحسن معونة، وَلا تدع الجماعة، حسبك هذا إن عملت به.
أخبرني الأزهري أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن مكرم قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الصيرفي يقول:
رحل أَبُو ربيع الأعرج إِلَى داود الطائي من وَاسط ليسمع منه شيئا وَيراه، فأقام على بابه ثلاثة أيام لم يصل إليه، قَالَ: كَانَ إذا سمع الإقامة خرج، فإذا سلم الإمام وَثب فدخل منزله قَالَ: فصليت فِي مسجد آخر ثُمَّ جئت وَجلست على بابه، فلما جاء ليدخل من باب الدار، قلت: ضيف رحمك اللَّه، قَالَ إن كنت ضيفا فادخل، قَالَ فدخلت فأقمت عنده ثلاثة أيام لا يكلمني، فلما كَانَ بعد ثلاث قلت: رحمك اللَّه أتيتك من وَاسط وَإني أحببت أن تزودني شيئا، فَقَالَ: صم الدنيا وَاجعل فطرك الموت، فقلت زدني رحمك اللَّه، قَالَ فر من الناس كفرارك من السبع، غير طاعن عليهم وَلا تارك لجماعتهم. قَالَ: فذهبت استزيده فوثب إِلَى المحراب. وَقَالَ اللَّه أكبر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثني رستم بن أسامة حَدَّثَنِي أَبُو خَالِد الأحمر. قَالَ قَالَ داود الطائي: ما حسدت أحدا على شيء إِلا أن يَكُون رجلا يقوم الليل فإني أحب أن أرزق وَقتا من الليل. قَالَ أَبُو خَالِد: وَبلغني أنه كَانَ لا ينام الليل، إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا.
وَقَالَ ابْن أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنِي إسحاق بْن منصور قَالَ حدثتني أم سَعِيد بْن علقمة النخعي- وَكانت أمه طائية- قالت: كَانَ بيننا وَبين داود الطائي حائط قصير، كنت أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ، قالت وَربما سمعته يقول: همك عطل علي الهموم، وَحالف بيني وَبين السهاد، وَشوقي إلى النظر إليك أوبق مني، وَحال بيني وَبين اللذات، فأنا فِي سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت:
وربما ترتم بالآية فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع فِي ترنمه، وَكَانَ يَكُون فِي الدار وَحده، وَكَانَ لا يصبح فيها- أي لا يسرج-.
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن أحمد بن محمد الجواليقيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد الخلدي حَدَّثَنَا أَحْمَد- يعني ابْن مُحَمَّد بْن مسروق- حدّثنا محمّد بن الحسين حدّثنا قبيصة بن عقبة حدثتني جارية لداود- يعني الطائي- قالت: مكث داود عشرين سنة لا يرفع رأسه إِلَى السماء. قَالَ قبيصة: قد رأيته كَانَ متخشعا جدا.
وأخبرنا الحسين بن الحسن الجواليقيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد- هو ابن مسروق- حدّثنا محمّد- يعني ابن الحسين- حَدَّثَنِي عَمْرو بْن طلحة القناد. قَالَ:
وَرث داود الطائي من ابْن عم له- لم يكن له وَارث غيره- نحوا من مائة ألف درهم، وَعرضا وَغيره، قَالَ: قد جعلت ما أصابني من ميراثي منه صدقة على أَهْل الحاجة وَالمسكنة. قَالَ عَمْرو: فقسمت وَالله فِي الأحياء عَنْ آخرها درهما. قَالَ عَمْرو: حَدَّثَنِي حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة قَالَ قلت له: لو بقيت بعضها لخلة تكون؟ قَالَ:
إني احتسبت بها صلة الرحم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد اللَّهِ. قَالَ: قدم هارون الكوفة، فكتب قوما من القراء وَأمر لهم بألفين ألفين، فكان داود الطائي ممن كتب فِيهِم، وَدعي باسمه: أين داود؟ قالوا داود يجيئكم؟ أرسلوها إليه، قَالَ ابن السماك وَحماد بْن أَبِي حنيفة نحن نذهب بها إليه. قال ابْن السماك لحماد فِي الطريق: إذا نحن أدخلناها عَلَيْهِ فانثرها بين يديه فإن للعين حظها، رجل ليس عنده شيء، يؤمر له بألفي درهم يردها! فلما دخلوا عَلَيْهِ نثروها بين يديه فَقَالَ: شوه؟ إنما يفعل هذا بالصبيان، وَأبى أن يقبلها.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيُّ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد الكريم- وَكَانَ متعبدا- عَنْ حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة أن مولاة لداود الطائي كانت تخدمه فقالت: لو طبخت لك دسما تأكله؟ قَالَ: وَددت، قالت فطبخت له دسما ثُمَّ أتيته به فَقَالَ لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت على حالهم، قَالَ اذهبي بهذا إليهم، فقالت أنت لم تأكل آدما منذ كذا وَكذا! فَقَالَ: إن هذا إذا أكلوه كَانَ عند اللَّه مذخورا، وَإذا أكلته كَانَ فِي الحش.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هشام المستملي. قال: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَنِ المذكر- وَأنا حدث- قَالَ: كَانَ داود الطائي يحيي الليل صلاة. ثُمَّ يقعد بحذاء القبلة فيقول: يا سواد ليلة لا تضيء، وَيا بعد سفر لا ينقضي وَيا خلوتك بي تقول داود ألم تستح؟
أَخْبَرَنَا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا عليّ بن حرب حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن زبان. قَالَ قالت داية داود له: يا أبا سُلَيْمَان أما تشتهي الخبز؟ قَالَ يا داية بين مضغ الخبز وَشرب الفتيت قراءة خمسين آية.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عليّ الصّيمريّ حدّثنا الحسين بن هارون القاضي أخبرنا أحمد ابن سعيد حدّثنا قاسم بن الضّحاك حَدَّثَنَا معاوية بْن سفيان المازني عَنْ دثار بْن محارب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي محارب بْن دثار. قَالَ: لو كَانَ داود الطائي فِي الأمم الماضية لقص اللَّه علينا من خبره.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين: داود الطائي ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حَدَّثَنَا عبدوس- وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن روح المدائني- حدّثنا عبيد الله بن محمّد العيشي حَدَّثَنَا سلمة بْن سَعِيد. قَالَ: باع داود الطائي جارية له، قَالَ: فَقَالَ له بعض إخوانه:
لو دفعت إلي ثمنها فضاربت لك بها، فعشت فِي فضلها، وَكانت هي على حالها، فلما وَلى دعاه. فَقَالَ: هاتها عسى أن لا أفنيها حَتَّى أموت. قال: فو الله ما أفناها حَتَّى مات، قَالَ وَبقي منها شيء فاشترينا له كفنا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا الْبُخَارِيّ. قَالَ: داود بْن نصير الطائي أَبُو سُلَيْمَان مات بعد الثَّوْرِيّ، قاله لي علي وَقَالَ لي ابْن أَبِي الطيب عَنْ أَبِي داود: مات إسرائيل وَداود فِي أيام وَأنا بالكوفة. وَقَالَ أَبُو نعيم: مات سنة ستين وَمائة.
وأَخْبَرَنَا ابْن الفضل أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير. قَالَ: مات داود الطائي سنة خمس وَستين وَمائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجليّ أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير حَدَّثَنَا أَبُو الوليد بشر بْن أَبِي عاصم حَدَّثَنِي أَبُو الهيثم خَالِد بْن أَبِي الصقر السدوسي. قَالَ قَالَ أَبِي: لما مات داود بْن نصير الطائي جاء ابْن السماك فجلس على قبره ثُمَّ قَالَ: أيها الناس إن أهل الزهد في الدّنيا تعجلوا التعب على أبدانهم مع ثقل الحساب عليهم غدا، وَالزهادة راحة لصاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، وَالرغبة تتعب صاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، رحمك اللَّه يا أبا سُلَيْمَان! ما كَانَ أعجب شأنك ألزمت نفسك الصبر حَتَّى قومتها عَلَيْهِ، أجعتها وَإنما تريد شبعها، وَأظمأتها وَإنما تريد ريها، أخشنت المطعم وَإنما تريد أطيبه، وَخشنت الملبس وَإنما تريد لينه، يا أبا سُلَيْمَان أما كنت تشتهي من الطعام طيبة، وَمن الماء بارده، وَمن اللباس لينه، بلى! وَلكنك أخرت ذلك لما بين يديك، فما أراك إِلا قد ظفرت بما طلبت، وَما إليه رغبت، فما أيسر ما صنعت وَأحقر ما فعلت، فِي جنب ما أملت، فمن سمع بمثلك عزم عزمك، أَوْ صبر صبرك!! آنس ما تكون إذا كنت بالله خاليا، وَأوحش ما تكون آنس ما يَكُون الناس، سمعت الحديث وَتركت الناس يحدثون، تفهمت في دين الله وتركتهم يفتون، لا تذللك المطامع، وَلا ترغب إِلَى الناس فِي الصنائع، وَلا تحسد الأخيار، وَلا تعيب الأشرار، وَلا تقبل من السلطان عطية، وَلا من الإخوان هدية، سجنت نفسك فِي بيتك، فلا محدث لك، وَلا ستر على بابك، وَلا قلة تبرد فيها ماءك، وَلا قصعة تثرد فيها غداءك وَعشاءك، فلو رأيت جنازتك وَكثرة تابعك، علمت أنه قد شرفك وَكرمك، وَألبسك رداء عملك، فلو لم يرغب عَبْد فِي الزهد فِي الدنيا إِلا لمحبة هذا النشر الجميل، وَالتابع الكثير، لكان حقيقا بالاجتهاد. فسبحان من لا يضيع مطيعا، وَلا ينسى لأحد صنيعا. وَفرغ من دفنه وقام الناس.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت أبا بَكْر بْن خلف قَالَ حَدَّثَنَا إسحاق بْن منصور السلولي- سنة خمس وَمائتين- قَالَ: لما مات داود الطائي شيع جنازته الناس فلما دفن قام ابْن السماك على قبره فَقَالَ: يا داود كنت تسهر ليلك إذا الناس ينامون، فَقَالَ القوم جميعا: صدقت، وَكنت تربح إذا الناس يخسرون، فَقَالَ الناس جميعا:
صدقت، وَكنت تسلم إذا الناس يخوضون، فَقَالَ الناس جميعا صدقت، حَتَّى عدد فضائله كلها. فلما فرغ قام أَبُو بَكْر النهشلي فحمد اللَّه ثُمَّ قَالَ: يا رب إن الناس قد قَالُوا ما عندهم مبلغ ما علموا، اللهم اغفر له برحمتك، وَلا تكله إِلَى عمله.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا أبو الوليد الكلبي حَدَّثَنِي حفص بْن بغيل المرهبي. قَالَ: رأيت داود الطائي فِي منامي فقلت: أبا سُلَيْمَان كيف رأيت خير الآخرة؟ قَالَ: رأيت خيرها كثيرا، قَالَ قلت فماذا صرت إليه؟ قَالَ صرت إلى الخير وَالحمد لله. قَالَ قلت فهل لك من علم بسفيان بْن سَعِيد فقد كَانَ يحب الخير وَأهله؟ قَالَ فتبسم وَقَالَ رقاه الخير إِلَى درجة أَهْل الخير.
سمع عَبْد الملك بْن عمير، وَحبيب بْن أَبِي عمرة. وَسليمان الأعمش، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى. روى عنه إِسْمَاعِيل بن علية، وَمصعب بْن المقدام، وَأبو نعيم الفضل بن دكين، وكان داود من شغل نفسه بالعلم، وَدرس الفقه وَغيره من العلوم، ثُمَّ اختار بعد ذلك العزلة وَآثر الانفراد وَالخلوة، وَلزم العبادة وَاجتهد فيها إلى آخر عمره، وَقدم بَغْدَاد فِي أيام المهدي. ثُمَّ عاد إلى الكوفة وَبها كانت وَفاته.
وجدت فِي كتاب مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن الفرات الَّذِي سمعه من أَبِي الْحَسَن إسحاق بْن عبدوس قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ سمعت أبا نعيم يقول:
كنت بِبَغْدَادَ عند داود الطائي وَبها المهدي عشرين ليلة، فسمع ضوضاء فَقَالَ: ما هذا؟ قَالُوا: هذا أمير المؤمنين يا أبا سُلَيْمَان قَالَ: وَهُوَ هاهنا؟!.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قال سمعت عليّ بن المديني يقول سمعت ابْن عيينة يقول كَانَ داود الطائي ممن علم وَفقه. قَالَ: وَكَانَ يختلف إِلَى أَبِي حنيفة حَتَّى نفذ فِي ذلك الكلام، قَالَ فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فَقَالَ له: يا أبا سُلَيْمَان طال لسانك وَطالت يدك؟ قَالَ: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل وَلا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إِلَى كتبه فغرقها فِي الفرات، ثُمَّ أقبل على العبادة وَتخلى. قَالَ: وَكَانَ زائدة صديقا له وَكَانَ يعلم أنه يجيب فِي آية من القرآن يفسرها الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
فأتاه فصلى إِلَى جنبه، فلما انفتل قَالَ: يا أبا سُلَيْمَان: الم غُلِبَتِ الرُّومُ
فَقَالَ: يا أبا الصلت انقطع الجواب فيها، انقطع الجواب فيها مرتين.
وأخبرنا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن يزيد حَدَّثَنَا وَكيع قَالَ قيل لداود الطائي حَدَّثَنَا قَالَ: تريد أن أقعد مثل المكتب مَعَ قوم يتحفظون سقط كلامي؟.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فضالة النيسابوري- بالري- أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الفضل بْن محمّد بن سليمان السلمي حَدَّثَنَا أَبُو عمران مُوسَى بْن الْعَبَّاس الجويني حدّثنا جعفر بن الحجّاج الرقي حدّثنا عبيد بن جناد قال: قَالَ سمعت عطاء يقول: كَانَ لداود الطائي ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه، قَالَ: وَكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن فِي بيته إِلا بارية، وَلبنة يضع عليها رأسه وَإجانة فيها خبز، وَمطهرة يتوضأ منها وَمنها يشرب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أبي طالب أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَمْرو الحريري أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قَالَ حدّثنا أحمد بن أبي الختلي حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة الشيباني قَالَ لم يكن فِي حلقة أَبِي حنيفة أرفع صوتا من داود الطائي، ثُمَّ إنه تزهد وَاعتزلهم وَأقبل على العبادة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الله المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الأنماطي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي الحواري. قَالَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَان- يعني الداراني- وَرث داود الطائي من أمه دارا فكان ينتقل فِي بيوت الدار، كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر، وَلم يعمره حَتَّى أتى على عامة بيوت الدار. قَالَ وَورث من أبيه دنانير فكان يتقوتها حَتَّى كفن بآخرها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح أخبرنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ حدّثني أبي حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ: قَالَ لي عمي: قدم مُحَمَّد بْن قحطبة الكوفي فَقَالَ: أحتاج إِلَى مؤدب يؤدب أولادي، حافظ لكتاب اللَّه، عالم بسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبالآثار، وَالفقه، وَالنحو، وَالشعر، وَأيام الناس. فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطائي، وكان محمّد ابن قحطبة ابْن عم داود، فأرسل إليه يعرض ذلك عَلَيْهِ وَيسني له الأرزاق وَالفائدة فأبى داود ذلك، فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم وَقَالَ له استعن بها على دهرك، فردها فوجه إليه بدرتين مَعَ غلامين له مملوكين وَقَالَ لهما: إن قبل البدرتين فأنتما حران، فمضيا بهما إليه، فأبى أن يقبلهما فقالا له إن فِي قبولهما عتق رقابنا. فَقَالَ
لهما إني أخاف أن يَكُون فِي قبولهما وَهق رقبتي فِي النار، رداها إليه وَقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حسان قَالَ سمعت إِسْمَاعِيل بْن حسان يقول: جئت إِلَى باب داود الطائي فسمعته يخاطب نفسه، فظننت أن عنده أحدا، فأطلت القيام على الباب ثُمَّ استأذنت فدخلت، فَقَالَ: ما بدا لك فِي الاستئذان؟ قلت سمعتك تتكلم فظننت أن عندك أحدا، قَالَ: لا وَلكن كنت أخاصم نفسي. اشتهت البارحة تمرا، فخرجت فاشتريت لها، فلما جئت به اشتهت جزرا، فأعطيت اللَّه عهدا أن لا آكل تمرا وَلا جزرا حَتَّى ألقاه.
وَقَالَ الحضرمي: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّوَيْهِ قَالَ سمعت عَلِيّ بْن الْحَسَن الشقيقي قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن المبارك: قيل لداود الطائي- وَحائطه قد تصدع- لو أمرت برمه؟ فَقَالَ داود: كانوا يكرهون فضول النظر.
أَخْبَرَنَا عَبْد الغفار بن محمّد المؤدّب حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري حدّثنا الحسن بن عليّ العبدي حَدَّثَنَا أَبُو حفص قَالَ: سمعت ابْن أَبِي عدي يقول: صام داود الطائي أربعين سنة، ما علم به أهله، وَكَانَ خرازا وَكَانَ يحمل غداءه معه وَيتصدق به فِي الطريق وَيرجع إِلَى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنه صائم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَاثِقِ بالله حدّثني جدي حدّثنا خلف بن عمرو حدّثنا محمّد بن عبد المجيد المروزي حَدَّثَنَا الوليد بْن عقبة قَالَ: رأيت داود الطائي- وَقَالَ له رجل: ألا تسرح لحيتك؟ قَالَ: إني عنها مشغول.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد بالبصرة حدّثنا أبو روق الهزاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد السكري قَالَ: احتجم داود الطائي فدفع إِلَى الحجام دينارا، فقيل له هذا إسراف، فَقَالَ: لا عبادة لمن لا مروءة له.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن المنذر القاضي حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر بن الخواص حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد قَالَ حَدَّثَنِي سهل بْن بكار، قَالَ: قالت أخت لداود الطائي لداود: لو تنحيت من الشمس إِلَى الظل؟ قَالَ: هذه خطى لا أدرى كيف تكتب.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّه الأصبهانيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا هارون بن سوار المقرئ قَالَ سمعت شعيب بْن حرب يقول: دخلت على داود الطائي فأكربني الحر فِي منزله، فقلت: لو خرجنا إِلَى الدار نستروح؟ فَقَالَ إني لأستحي من اللَّه أن أخطو خطوة لذة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن إبراهيم الخفاف حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة قميع بْن ميسرة بْن حاجب الزّهيري حدّثنا أحمد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثني هريم حَدَّثَنِي أَبُو الربيع الأعرج قَالَ: دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب، فقرب إلي كسيرات يابسة، فعطشت، فقمت إِلَى دن فيه ماء حار، فقلت: رحمك اللَّه لو اتخذت إناء غير هذا يَكُون فيه الماء؟ فَقَالَ لي: إذا كنت لا أشرب إِلا باردا، وَلا آكل إِلا طيبا، وَلا ألبس إِلا لينا، فما أبقيت لآخرتي؟ قَالَ: قلت أوصني، قَالَ صم الدنيا، وَاجعل إفطارك فيها الموت، وَفر من الناس فرارك من السبع، وَصاحب أَهْل التقوى إن صحبت، فإنهم أقل مؤنة وَأحسن معونة، وَلا تدع الجماعة، حسبك هذا إن عملت به.
أخبرني الأزهري أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن مكرم قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الصيرفي يقول:
رحل أَبُو ربيع الأعرج إِلَى داود الطائي من وَاسط ليسمع منه شيئا وَيراه، فأقام على بابه ثلاثة أيام لم يصل إليه، قَالَ: كَانَ إذا سمع الإقامة خرج، فإذا سلم الإمام وَثب فدخل منزله قَالَ: فصليت فِي مسجد آخر ثُمَّ جئت وَجلست على بابه، فلما جاء ليدخل من باب الدار، قلت: ضيف رحمك اللَّه، قَالَ إن كنت ضيفا فادخل، قَالَ فدخلت فأقمت عنده ثلاثة أيام لا يكلمني، فلما كَانَ بعد ثلاث قلت: رحمك اللَّه أتيتك من وَاسط وَإني أحببت أن تزودني شيئا، فَقَالَ: صم الدنيا وَاجعل فطرك الموت، فقلت زدني رحمك اللَّه، قَالَ فر من الناس كفرارك من السبع، غير طاعن عليهم وَلا تارك لجماعتهم. قَالَ: فذهبت استزيده فوثب إِلَى المحراب. وَقَالَ اللَّه أكبر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثني رستم بن أسامة حَدَّثَنِي أَبُو خَالِد الأحمر. قَالَ قَالَ داود الطائي: ما حسدت أحدا على شيء إِلا أن يَكُون رجلا يقوم الليل فإني أحب أن أرزق وَقتا من الليل. قَالَ أَبُو خَالِد: وَبلغني أنه كَانَ لا ينام الليل، إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا.
وَقَالَ ابْن أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنِي إسحاق بْن منصور قَالَ حدثتني أم سَعِيد بْن علقمة النخعي- وَكانت أمه طائية- قالت: كَانَ بيننا وَبين داود الطائي حائط قصير، كنت أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ، قالت وَربما سمعته يقول: همك عطل علي الهموم، وَحالف بيني وَبين السهاد، وَشوقي إلى النظر إليك أوبق مني، وَحال بيني وَبين اللذات، فأنا فِي سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت:
وربما ترتم بالآية فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع فِي ترنمه، وَكَانَ يَكُون فِي الدار وَحده، وَكَانَ لا يصبح فيها- أي لا يسرج-.
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن الحسن بن أحمد بن محمد الجواليقيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد الخلدي حَدَّثَنَا أَحْمَد- يعني ابْن مُحَمَّد بْن مسروق- حدّثنا محمّد بن الحسين حدّثنا قبيصة بن عقبة حدثتني جارية لداود- يعني الطائي- قالت: مكث داود عشرين سنة لا يرفع رأسه إِلَى السماء. قَالَ قبيصة: قد رأيته كَانَ متخشعا جدا.
وأخبرنا الحسين بن الحسن الجواليقيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد- هو ابن مسروق- حدّثنا محمّد- يعني ابن الحسين- حَدَّثَنِي عَمْرو بْن طلحة القناد. قَالَ:
وَرث داود الطائي من ابْن عم له- لم يكن له وَارث غيره- نحوا من مائة ألف درهم، وَعرضا وَغيره، قَالَ: قد جعلت ما أصابني من ميراثي منه صدقة على أَهْل الحاجة وَالمسكنة. قَالَ عَمْرو: فقسمت وَالله فِي الأحياء عَنْ آخرها درهما. قَالَ عَمْرو: حَدَّثَنِي حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة قَالَ قلت له: لو بقيت بعضها لخلة تكون؟ قَالَ:
إني احتسبت بها صلة الرحم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْد اللَّهِ. قَالَ: قدم هارون الكوفة، فكتب قوما من القراء وَأمر لهم بألفين ألفين، فكان داود الطائي ممن كتب فِيهِم، وَدعي باسمه: أين داود؟ قالوا داود يجيئكم؟ أرسلوها إليه، قَالَ ابن السماك وَحماد بْن أَبِي حنيفة نحن نذهب بها إليه. قال ابْن السماك لحماد فِي الطريق: إذا نحن أدخلناها عَلَيْهِ فانثرها بين يديه فإن للعين حظها، رجل ليس عنده شيء، يؤمر له بألفي درهم يردها! فلما دخلوا عَلَيْهِ نثروها بين يديه فَقَالَ: شوه؟ إنما يفعل هذا بالصبيان، وَأبى أن يقبلها.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيُّ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد الكريم- وَكَانَ متعبدا- عَنْ حَمَّاد بْن أَبِي حنيفة أن مولاة لداود الطائي كانت تخدمه فقالت: لو طبخت لك دسما تأكله؟ قَالَ: وَددت، قالت فطبخت له دسما ثُمَّ أتيته به فَقَالَ لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت على حالهم، قَالَ اذهبي بهذا إليهم، فقالت أنت لم تأكل آدما منذ كذا وَكذا! فَقَالَ: إن هذا إذا أكلوه كَانَ عند اللَّه مذخورا، وَإذا أكلته كَانَ فِي الحش.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هشام المستملي. قال: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَنِ المذكر- وَأنا حدث- قَالَ: كَانَ داود الطائي يحيي الليل صلاة. ثُمَّ يقعد بحذاء القبلة فيقول: يا سواد ليلة لا تضيء، وَيا بعد سفر لا ينقضي وَيا خلوتك بي تقول داود ألم تستح؟
أَخْبَرَنَا ابن رزق أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حدّثنا عليّ بن حرب حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن زبان. قَالَ قالت داية داود له: يا أبا سُلَيْمَان أما تشتهي الخبز؟ قَالَ يا داية بين مضغ الخبز وَشرب الفتيت قراءة خمسين آية.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عليّ الصّيمريّ حدّثنا الحسين بن هارون القاضي أخبرنا أحمد ابن سعيد حدّثنا قاسم بن الضّحاك حَدَّثَنَا معاوية بْن سفيان المازني عَنْ دثار بْن محارب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي محارب بْن دثار. قَالَ: لو كَانَ داود الطائي فِي الأمم الماضية لقص اللَّه علينا من خبره.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يحيى بن معين: داود الطائي ثقة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان حَدَّثَنَا عبدوس- وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن روح المدائني- حدّثنا عبيد الله بن محمّد العيشي حَدَّثَنَا سلمة بْن سَعِيد. قَالَ: باع داود الطائي جارية له، قَالَ: فَقَالَ له بعض إخوانه:
لو دفعت إلي ثمنها فضاربت لك بها، فعشت فِي فضلها، وَكانت هي على حالها، فلما وَلى دعاه. فَقَالَ: هاتها عسى أن لا أفنيها حَتَّى أموت. قال: فو الله ما أفناها حَتَّى مات، قَالَ وَبقي منها شيء فاشترينا له كفنا.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا الْبُخَارِيّ. قَالَ: داود بْن نصير الطائي أَبُو سُلَيْمَان مات بعد الثَّوْرِيّ، قاله لي علي وَقَالَ لي ابْن أَبِي الطيب عَنْ أَبِي داود: مات إسرائيل وَداود فِي أيام وَأنا بالكوفة. وَقَالَ أَبُو نعيم: مات سنة ستين وَمائة.
وأَخْبَرَنَا ابْن الفضل أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخُلْدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير. قَالَ: مات داود الطائي سنة خمس وَستين وَمائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد بن عثمان البجليّ أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير حَدَّثَنَا أَبُو الوليد بشر بْن أَبِي عاصم حَدَّثَنِي أَبُو الهيثم خَالِد بْن أَبِي الصقر السدوسي. قَالَ قَالَ أَبِي: لما مات داود بْن نصير الطائي جاء ابْن السماك فجلس على قبره ثُمَّ قَالَ: أيها الناس إن أهل الزهد في الدّنيا تعجلوا التعب على أبدانهم مع ثقل الحساب عليهم غدا، وَالزهادة راحة لصاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، وَالرغبة تتعب صاحبها فِي الدنيا وَالآخرة، رحمك اللَّه يا أبا سُلَيْمَان! ما كَانَ أعجب شأنك ألزمت نفسك الصبر حَتَّى قومتها عَلَيْهِ، أجعتها وَإنما تريد شبعها، وَأظمأتها وَإنما تريد ريها، أخشنت المطعم وَإنما تريد أطيبه، وَخشنت الملبس وَإنما تريد لينه، يا أبا سُلَيْمَان أما كنت تشتهي من الطعام طيبة، وَمن الماء بارده، وَمن اللباس لينه، بلى! وَلكنك أخرت ذلك لما بين يديك، فما أراك إِلا قد ظفرت بما طلبت، وَما إليه رغبت، فما أيسر ما صنعت وَأحقر ما فعلت، فِي جنب ما أملت، فمن سمع بمثلك عزم عزمك، أَوْ صبر صبرك!! آنس ما تكون إذا كنت بالله خاليا، وَأوحش ما تكون آنس ما يَكُون الناس، سمعت الحديث وَتركت الناس يحدثون، تفهمت في دين الله وتركتهم يفتون، لا تذللك المطامع، وَلا ترغب إِلَى الناس فِي الصنائع، وَلا تحسد الأخيار، وَلا تعيب الأشرار، وَلا تقبل من السلطان عطية، وَلا من الإخوان هدية، سجنت نفسك فِي بيتك، فلا محدث لك، وَلا ستر على بابك، وَلا قلة تبرد فيها ماءك، وَلا قصعة تثرد فيها غداءك وَعشاءك، فلو رأيت جنازتك وَكثرة تابعك، علمت أنه قد شرفك وَكرمك، وَألبسك رداء عملك، فلو لم يرغب عَبْد فِي الزهد فِي الدنيا إِلا لمحبة هذا النشر الجميل، وَالتابع الكثير، لكان حقيقا بالاجتهاد. فسبحان من لا يضيع مطيعا، وَلا ينسى لأحد صنيعا. وَفرغ من دفنه وقام الناس.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت أبا بَكْر بْن خلف قَالَ حَدَّثَنَا إسحاق بْن منصور السلولي- سنة خمس وَمائتين- قَالَ: لما مات داود الطائي شيع جنازته الناس فلما دفن قام ابْن السماك على قبره فَقَالَ: يا داود كنت تسهر ليلك إذا الناس ينامون، فَقَالَ القوم جميعا: صدقت، وَكنت تربح إذا الناس يخسرون، فَقَالَ الناس جميعا:
صدقت، وَكنت تسلم إذا الناس يخوضون، فَقَالَ الناس جميعا صدقت، حَتَّى عدد فضائله كلها. فلما فرغ قام أَبُو بَكْر النهشلي فحمد اللَّه ثُمَّ قَالَ: يا رب إن الناس قد قَالُوا ما عندهم مبلغ ما علموا، اللهم اغفر له برحمتك، وَلا تكله إِلَى عمله.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا أبو الوليد الكلبي حَدَّثَنِي حفص بْن بغيل المرهبي. قَالَ: رأيت داود الطائي فِي منامي فقلت: أبا سُلَيْمَان كيف رأيت خير الآخرة؟ قَالَ: رأيت خيرها كثيرا، قَالَ قلت فماذا صرت إليه؟ قَالَ صرت إلى الخير وَالحمد لله. قَالَ قلت فهل لك من علم بسفيان بْن سَعِيد فقد كَانَ يحب الخير وَأهله؟ قَالَ فتبسم وَقَالَ رقاه الخير إِلَى درجة أَهْل الخير.
دَاوُدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ البَغْدَادِيُّ الظَّاهِرِيُّ
الإِمَامُ، البَحْرُ، الحَافِظُ، العَلاَّمَةُ، عَالِمُ الوَقْتِ، أَبُو سُلَيْمَانَ البَغْدَادِيُّ، المَعْرُوْفُ بِالأَصْبَهَانِيِّ، مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المَهْدِيِّ، رَئِيْسُ أَهْلِ الظَّاهِرِ.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ مائَتَيْنِ.وَسَمِعَ: سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ، وَعَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ، وَالقَعْنَبِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ كَثِيْرٍ العَبْدِيَّ، وَمُسَدَّدَ بنَ مُسَرْهَدٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَأَبَا ثَوْرٍ الكَلْبِيَّ، وَالقَوَارِيْرِيَّ، وَطَبَقَتَهُم.
وَارْتَحَلَ إِلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَسَمِعَ مِنْهُ (المُسْنَدَ) وَ (التَّفْسِيْرَ) ، وَنَاظَرَ عِنْدَهُ؛ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَتَصَدَّرَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: صَنَّفَ الكُتُبَ، وَكَانَ إِمَاماً وَرِعاً نَاسِكاً زَاهِداً، وَفِي كُتُبِهِ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، لَكِنَّ الرِّوَايَة عَنْهُ عَزِيْزَةٌ جِدّاً.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الدَّاوُودِيُّ، وَعَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ المُذَكِّرُ، وَغَيْرُهُم.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: إِنَّمَا عُرِفَ بِالأَصْبَهَانِيِّ، لأَنَّ أُمَّهُ أَصْبَهَانِيَّةٌ، وَكَانَ أَبُوْهُ حَنَفِيُّ المَذْهَبِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: رَأَيْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يَرُدُّ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ يَرُدُّ عَلَيْهِ، هَيْبَةً لَهُ.
قَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ الحَافِظُ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ، يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى إِسْحَاقَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَجَلَسْتُ، فَرَأَيْتُ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ،
فَأَخَذْتُ أَنْظُرُ، فَصَاحَ بِي إِسْحَاقُ: أَيْش تَنْظُرُ؟فَقُلْتُ: {مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} [يُوْسُفُ:75] ، قَالَ: فَجَعَلَ يَضْحَكُ، أَوْ يَبْتَسِمُ.
سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ، فَاخْتَلَفَ رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي أَمْرِ دَاوُد الأَصْبهَانِي، وَالمُزَنِيّ، وَالرَّجُلاَنِ: فَضْلَكُ الرَّازِيُّ، وَابْنُ خِرَاشٍ، فَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: دَاوُدُ كَافِرٌ.
وَقَالَ فَضْلَكُ: المُزَنِيُّ جَاهِلٌ.
فَأَقْبَلَ أَبُو زُرْعَةَ يُوَبِّخُهُمَا، وَقَالَ لَهُمَا: مَا وَاحِدٌ مِنْكُمَا لَهُمَا بِصَاحِبٍ.
ثُمَّ قَالَ: تَرَى دَاوُدَ هَذَا، لَوْ اقْتَصَرَ عَلَى مَا يِقْتَصِرُ عَلَيْهِ أَهْلُ العِلْمِ لَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُكْمِدُ أَهْلَ البِدَعِ بِمَا عِنْدَهُ مِنَ البَيَانِ وَالآلَةِ، وَلَكِنَّهُ تَعَدَّى، لَقَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَيْسَابُوْرَ، فَكَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَحُسَيْنِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَمَشْيَخَةِ نَيْسَابُورَ بِمَا أَحْدَثَ هُنَاكَ، فَكَتَمْتُ ذَلِكَ لِمَا خِفْتُ مِنْ عَوَاقِبِهِ، وَلَمْ أُبْدِ لَهُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَالِحِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ حُسْنٌ، فَكَلَّمَ صَالِحاً أَنْ يَتَلَطَّفَ لَهُ فِي الاسْتِئذَانِ عَلَى أَبِيْهِ، فَأَتَى صَالِحٌ أَبَاهُ، فَقَالَ: رَجُلٌ سَأَلَنِي أَنْ يَأْتِيْكَ، فَقَالَ: مَا اسْمُهُ؟
قَالَ: دَاوُدُ.
قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُوَ؟
قَالَ: مِنْ أَصْبَهَانَ.
فَكَانَ صَالِحٌ يَرُوْغُ عَنْ تَعْرِيْفِهِ، فَمَا زَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ يَفْحَصُ، حَتَّى فَطِنَ بِهِ، فَقَالَ: هَذَا قَدْ كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى فِي أَمْرِهِ أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ القُرَآنَ مُحْدَثٌ، فَلاَ يَقْرَبَنِّي.
فَقَالَ: يَا أَبَهْ! إِنَّهُ يَنْتَفِي مِنْ هَذَا وَيُنْكِرَهُ.
فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى أَصَدَقُ مِنْهُ، لاَ تَأْذَنْ لَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يُصَلِّي، فَمَا رَأَيْتُ مُسْلِماً يُشْبِهُهُ فِي حُسْنِ تَوَاضُعِهِ.وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ يَخْتَلِفُ إِلَى دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ مُدَّةً، ثُمَّ تَخَلَّفَ عَنْهُ، وَعَقَدَ لِنَفْسِهِ مَجْلِساً، فَأَنْشَأَ دَاوُدُ يَتَمَثَّل:
فَلَوْ أَنِّي بُلِيْتُ بِهَاشِمِيٍّ ... خُؤُوْلَتُهُ بَنُوَة عَبْدِ المَدَانْ
صَبَرْتُ عَلَى أَذَاهُ لِي وَلَكِنْ ... تَعَالَيْ فَانْظُرِيْ بِمَنِ ابْتَلاَنِي
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الوَرَّاقُ:
أَنَّهُ كَانَ يُورق عَلَى دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، وَأَنَّهُ سَمِعَهُ يُسْأَلُ عَنِ القُرَآنِ، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي فِي اللَّوْحِ المَحْفُوْظِ: فَغَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَمَّا الَّذِي هُوَ بَيْنَ النَّاسِ: فَمَخْلُوْقٌ.
قُلْتُ: هَذِهِ التَّفرِقَةُ وَالتَّفْصِيلُ مَا قَالَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ، فِيمَا عَلِمْتُ، وَمَا زَالَ المُسْلِمُوْنَ عَلَى أَنَّ القُرَآنَ العَظِيْمَ كَلاَمُ اللهِ، وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيْلُهُ، حَتَّى أَظْهَرَ المَأْمُوْنَ القَوْلَ: بِأَنَّهُ مَخْلُوْقٌ، وَظَهَرَتْ مَقَالَةُ المُعْتَزِلَةِ، فَثَبَتَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَئِمَةُ السُّنَّةِ عَلَى القَوْلِ: بِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ مَقَالَةُ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الكَرَابِيْسِي، وَهِيَ: أَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَنَّ أَلْفَاظَنَا بِهِ مَخْلُوْقَةٌ، فَأَنْكَرَ الإِمَامُ أَحْمَدُ ذَلِكَ، وَعَدَّهُ بِدْعَةً، وَقَالَ: مَنْ قَالَ لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، يُرِيْدُ بِهِ القُرْآنَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. وَقَالَ أَيْضاً: مَنْ
قَالَ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ.فَزَجَرَ عَنِ الخَوْضِ فِي ذَلِكَ مِنَ الطَّرَفَيْنِ.
وَأَمَّا دَاوُدُ فَقَالَ: القُرْآنُ مُحْدَثٌ.
فَقَامَ عَلَى دَاوُدَ خَلْقٌ مِن أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، وَأَنْكَرُوا قَولَهُ وَبَدَّعُوْهُ، وَجَاءَ مِنْ بَعْدِهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ، فَقَالُوا:
كَلاَمُ اللهِ مَعْنَىً قَائِمٌ بِالنَّفْسِ، وَهَذِهِ الكُتُبُ المُنْزَلَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ، وَدَقَّقُوا وَعَمَّقُوا، فَنَسْأَلُ اللهَ الهُدَى وَاتِّبَاعَ الحَقِّ، فَالقُرْآنُ العَظِيْمُ، حُرُوْفُهُ وَمَعَانِيهُ وَأَلفَاظُهُ كَلاَمُ رَبِّ العَالِمِيْنَ، غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَتَلَفُّظُنَا بِهِ وَأَصْوَاتُنَا بِهِ مِنْ أَعْمَالنَا المَخْلُوْقَةِ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم).
وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ المَلْفُوْظُ لاَ يَسْتَقِلُّ إِلاَّ بِتَلَفُّظِنَا، وَالمَكْتُوْبُ لاَ يَنْفَكُّ عَنْ كِتَابةٍ، وَالمَتْلُو لاَ يُسْمَعُ إِلاَّ بِتِلاَوَةِ تَالٍ، صَعُبُ فَهْمُ المَسْأَلَةِ، وَعَسُرَ إِفْرَازُ اللَّفْظِ الَّذِي هُوَ المَلْفُوْظُ مِنَ اللَّفْظِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ التَّلَفُّظُ، فَالذِّهِنُ يَعْلَمُ الفَرْقَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ هَذَا، وَالخَوْضُ فِي هَذَا خَطِرٌ - نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ -.
وَفِي المَسْأَلَةِ بُحُوْثٌ طَوِيْلَةٌ، الكَفُّ عَنْهَا أَوْلَى، وَلاَ سِيَّمَا فِي هَذِهِ الأَزْمِنَةِ المُزْمِنَةِ.
قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: كَانَ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ عَقْلُهُ أَكْبَرُ مِنْ عِلْمِهِ.وَقَالَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ الحَافِظُ: ذَاكَرْتُ ابْنَ جَرِيْرٍ الطَّبرِيَّ وَابْنَ سُرَيْجٍ فِي كِتَابِ ابْنِ قُتَيْبَةَ فِي الفِقْهِ، فَقَالاَ:
لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ الفِقْهَ، فَكُتُبُ أَصْحَابِ الفِقْهِ، كَالشَّافِعِيِّ، وَدَاوُدَ، وَنُظَرَائِهِمَا.
ثُمَّ قَالا: وَلاَ كُتُبُ أَبِي عُبَيْدٍ فِي الفِقْهِ، أَمَا تَرَى كِتَابَهُ فِي (الأَمْوَالِ) مَعَ أَنَّهُ أَحْسَنُ كُتُبِهِ ؟
وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ دَاوُدُ عِرَاقِيّاً، كَتَبَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ وَرَقَةٍ، وَمِنْ أَصْحَابِهِ: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رُوَيْم، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّجَّارِ، وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الدِّيْبَاجِي، وَأَحْمَدُ بنُ مَخْلَدٍ الإِيَادِي، وَأَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الدَّجَاجِي، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجِسْتَانِيُّ ... ، ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاءَ عِدَّةٍ مِنْ تَلاَمِذَتِهِ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِيْهُ فِي (طَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ) لَهُ، قَالَ:
ذِكْرُ فُقَهَاءِ بَغْدَادَ: وَمِنْهُم: أَبُو سُلَيْمَانَ دَاودُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وُلِدَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَخَذَ العِلْمَ عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي ثَوْرٍ، وَكَانَ زَاهِداً مُتَقَلِّلاً، وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسِهِ أَرْبَعُ مائَةِ صَاحِبِ طَيْلَسَانَ أَخْضَرَ، وَكَانَ مِنَ المُتَعَصِّبِيْنَ لِلشَّافِعِي،
وَصَنَّفَ كِتَابَيْنِ فِي فَضَائِلِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ العِلْمِ بِبَغْدَادَ، وَأَصْلُهُ مِنْ أَصْفَهَانَ، وَمَوْلِدُهُ بِالكُوْفَةِ، وَمنْشَؤُهُ بِبَغْدَادَ، وَقَبْرُهُ بِهَا فِي الشُّونِيْزِيَّة.وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
سَأَلْتُ المَرُّوْذِيَّ عَنْ قِصَّةِ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ، وَمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ:
كَانَ دَاوُدُ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى ابْنِ رَاهْوَيْه، فَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ شَهِدَ عَلَيْهِ أَبُو نَصْرٍ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ، وَآخَرُ، شَهِدَا عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: القُرْآنُ مُحْدَثٌ.
فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ: مَنْ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ؟ لاَ فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ.
قُلْتُ: هَذَا مِنْ غِلْمَانِ أَبِي ثَوْرٍ.
قَالَ: جَاءنِي كِتَابُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ: أَنَّ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيَّ قَالَ بِبَلَدِنَا: إِنَّ القُرْآنَ مُحْدَثٌ.
قَالَ المَرُّوْذِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّيْسَابُورِيُّ:
أَنَّ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه لَمَّا سَمِعَ كَلاَمَ دَاوُدَ فِي بَيْتِهِ، وَثَبَ عَلَى دَاوُدَ وَضَرَبَهُ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ.
الخَلاَّلُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ صَدَقَةَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ صَبِيْحٍ، سَمِعْتُ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُوْلُ:
القُرْآنُ مُحْدَثٌ، وَلَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ.
وَأَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدَةَ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ إِلَى دَاوُدَ، فَغَضِبَ عَلَيَّ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ مَسْأَلَةً.
قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ:
قَالَ: الخُنْثَى إِذَا مَاتَ مَنْ يُغَسِّلُهُ؟قَالَ دَاوُدُ: يُغَسِّلُهُ الخَدَمُ.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ: الخَدَمُ رِجَالٌ، وَلَكِنْ يُيَمَّمُ، فَتَبَسَّمَ أَحْمَدُ وَقَالَ: أَصَابَ، أَصَابَ، مَا أَجْوَدَ مَا أَجَابَهُ !
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ: لِدَاوُدَ مِنَ الكُتُبِ: كِتَابُ (الإِيْضَاحِ) ، كِتَابُ (الإِفْصَاحِ) ، كِتَابُ (الأُصُوْلِ) ، كِتَابُ (الدَّعَاوى) ، كِتَابٌ كَبِيْرٌ فِي الفِقْهِ، كِتَابُ (الذَّبِّ عَنِ السُّنَّةِ وَالأَخْبَارِ ) أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ، كِتَابُ (الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الإِفْكِ) ، (صِفَة أَخْلاَقِ النَّبِيِّ) ، كِتَابُ (الإِجْمَاعِ) ، كِتَابُ (إبْطَالِ القِيَاسِ) ، كِتَابُ (خَبَرِ الوَاحِدِ وَبَعْضُهُ مُوْجِبٌ لِلْعِلْمِ) ، كِتَاب (الإِيضَاحِ) خَمْسَةَ عَشَرَ مُجَلَّداً، كِتَابُ (المُتْعَةِ) ، كِتَابُ (إِبْطَالِ التَّقْلِيْدِ) ، كِتَابُ (المَعْرِفَةِ) ، كِتَابُ (العُمُوْمِ وَالخُصُوْصِ) ...
، وَسَرَدَ أَشْيَاءً كَثِيْرَةً.
قُلْتُ: لِلعُلَمَاءِ قَوْلاَن فِي الاعتِدَاد، بِخِلاَفِ دَاوُدَ وَأَتْبَاعِهِ: فَمَنْ اعتَدَّ بِخِلاَفِهِم، قَالَ: مَا اعْتِدَادُنَا بِخِلاَفِهِم لأَنَّ مُفْرَدَاتِهِم حُجَّةٌ، بَلْ لِتُحكَى فِي الجُمْلَةِ، وَبَعْضُهَا سَائِغٌ، وَبَعْضُهَا قَوِيٌّ، وَبَعْضُهَا سَاقِطٌ، ثُمَّ مَا تَفَرَّدُوا بِهِ هُوَ شَيْءٌ مِنْ قَبِيْلِ مُخَالَفَةِ الإِجْمَاعِ الظَّنِّي، وَتَنْدُرُ مُخَالَفَتُهُم لإِجْمَاعٍ قَطْعِي.
وَمَنْ أَهْدَرَهُم، وَلَمْ يَعْتَدَّ بِهِم، لَمْ يَعُدَّهُم فِي مَسَائِلِهِم المُفْرِدَةِ خَارِجِيْنَ بِهَا مِنَ الدِّيْنِ، وَلاَ كَفَّرَهُم بِهَا، بَلْ يَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ فِي حَيِّزِ العَوَامِّ، أَوْ هُم كَالشِّيْعَةِ فِي الفُرُوْعِ، وَلاَ نَلْتَفِتُ إِلَى أَقْوَالِهِم، وَلاَ نَنْصِبُ مَعَهُم الخِلاَفَ، وَلاَ يُعْتَنَى بِتَحْصِيْلِ كُتُبِهِم، وَلاَ نَدُلُّ مُسْتَفْتِياً مِنَ العَامَّةِ عَلَيْهِم. وَإِذَا تَظَاهِرُوا
بِمَسْأَلَةٍ مَعْلُوْمَةِ البُطْلاَنِ، كَمَسْحِ الرِّجِلَيْنِ، أَدَّبْنَاهُم، وَعَزَّرْنَاهُم، وَأَلزَمْنَاهُم بِالغَسْلِ جَزْماً.قَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: قَالَ الجُمْهُوْرُ:
إِنَّهُم -يَعْنِي: نُفَاةَ القِيَاسِ- لاَ يَبْلُغُونَ رُتْبَةَ الاجتِهَادِ، وَلاَ يَجُوْزُ تَقْلِيْدُهُم القَضَاءَ.
وَنَقَلَ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيُّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ:
أَنَّهُ لاَ اعتِبَارَ بِخِلاَفِ دَاوُدَ، وَسَائِرِ نُفَاةِ القِيَاسِ، فِي الفُرُوْعِ دُوْنَ الأُصُوْلِ.
وَقَالَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي: الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ التَّحْقِيْقِ:
أَنَّ مُنْكِرِي القِيَاس لاَ يُعَدُّوْنَ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، وَلاَ مِنْ حَمَلَةِ الشَّرِيْعَةِ؛ لأَنَّهُم مُعَانِدُوْنَ مُبَاهِتُوْنَ فِيمَا ثَبَتَ اسْتفَاضَةً وَتَوَاتُراً، لأَنَّ مُعْظَمَ الشَّرِيْعَةِ صَادِرٌ عَنِ الاجتِهَادِ، وَلاَ تَفِي النُّصُوْصُ بعُشْرِ مِعْشَارِهَا، وَهَؤُلاَءِ مُلتَحِقُوْنَ بِالعَوَامِّ.
قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْ أَبِي المعَالِي أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ، وَهُم فَأَدَّاهُم اجتِهَادُهُم إِلَى نَفِي القَوْلِ بِالقِيَاسِ، فَكَيْفَ يُرَدُّ الاجتِهَادُ بِمِثْلِهِ، وَنَدْرِي بِالضَّرُوْرَةِ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ يُقْرِئُ مَذْهَبَهُ، وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ، وَيُفْتِي بِهِ فِي مِثْلِ بَغْدَادَ، وَكَثْرَةِ الأَئِمَّةِ بِهَا وَبِغَيْرِهَا، فَلَم نَرَهُم قَامُوا عَلَيْهِ، وَلاَ أَنْكَرُوا فَتَاويه وَلاَ تَدْرِيسَهُ، وَلاَ سَعَوا فِي مَنْعِهِ مِنْ بَثِّهِ، وَبَالحَضْرَةِ مِثْلُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي شَيْخِ المَالِكِيَّةِ، وَعُثْمَانَ بنِ بَشَّارٍ الأَنْمَاطِيِّ شَيْخِ الشَّافِعِيَّة، وَالمَرُّوْذِيِّ شَيْخِ الحَنْبَلِيَّةِ، وَابْنَي الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البِرْتِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ القَاضِي، وَمِثْلُ عَالِمِ
بَغْدَادَ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ.بَلْ سَكَتُوا لَهُ، حَتَّى لَقَدْ قَالَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ: ذَاكَرْتُ الطَّبرِيَّ -يَعْنِي: ابْنَ جَرِيْرٍ- وَابْنَ سُرَيْجٍ، فَقُلْتُ لَهُمَا: كِتَابُ ابْنِ قُتَيْبَةَ فِي الفِقَهِ، أَيْنَ هُوَ عِنْدَكُمَا؟
قَالاَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلاَ كِتَابُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ الفِقْهَ فَكُتُبُ الشَّافِعِيِّ، وَدَاوُدَ، وَنُظَرَائِهِمَا.
ثمَّ كَانَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ، وَابْنُ المُغَلِّسِ، وَعِدَّةٌ مِنْ تَلاَمِذَةِ دَاوُدَ، وَعَلَى أَكْتَافِهِم مِثْلُ: ابْنِ سُرَيْجٍ شَيْخِ الشَّافِعِيَّةِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَلاَّلِ شَيْخِ الحَنْبَلِيَّةِ، وَأَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ بِمِصْرَ.
بَلْ كَانُوا يَتَجَالَسُوْنَ وَيَتَنَاظَرُوْنَ، وَيَبْرُزُ كُلٌّ مِنْهُم بِحُجَجِهِ، وَلاَ يَسْعَوْنَ بِالدَّاودِيَّةِ إِلَى السُّلْطَانِ.
بَلْ أَبلغُ مِنْ ذَلِكَ، يَنْصِبُوْنَ مَعَهُم الخِلاَفَ فِي تَصَانِيفِهِم قَدِيْماً وَحَدِيْثاً، وَبِكُلِّ حَالٍ فَلَهُم أَشْيَاءُ أَحْسَنُوا فِيْهَا، وَلَهُم مَسَائِلُ مُسْتَهْجَنَةٌ، يُشْغَبُ عَلَيْهِم بِهَا، وَإِلَى ذَلِكَ يُشِيْرُ الإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَحِ، حَيْثُ يَقُوْلُ: الَّذِي اختَارَهُ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ الصَّحِيْحُ مِنَ المَذْهَبِ، أَنَّهُ يُعْتَبَرُ خِلاَفُ دَاوُدَ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ الصَّلاحِ: وَهَذَا الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الأَمْرُ آخِراً، كَمَا هُوَ الأَغْلَبُ الأَعْرَفُ مِنْ صَفْوِ الأَئِمَّةِ المُتَأَخِّرِينَ، الَّذِيْنَ أَوْرَدُوا مَذْهَبَ دَاوُدَ فِي مُصَنَّفَاتِهِمُ المَشْهُوْرَةِ، كَالشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَالمَاوَرْدِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ، فلَوْلاَ اعتِدَادُهُم بِهِ لَمَا ذَكَرُوا مَذْهَبَهُ فِي مُصَنَّفَاتِهِمُ المَشْهُوْرَةِ.
قَالَ: وَأَرَى أَنْ يُعْتَبَرَ قَوْلُهُ، إِلاَّ فِيمَا خَالَفَ فِيْهِ القيَاسَ الجَلِيَّ، وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ القِيَاسِيُّونَ مِنْ أَنْواعِهِ، أَوْ بَنَاهُ عَلَى أُصُولِهِ الَّتِي قَامَ الدَّلِيْلُ القَاطعُ عَلَى بُطلاَنِهَا، فَاتِّفَاقُ مَنْ سِوَاهُ إِجمَاعٌ مُنْعَقِدٌ، كَقَوْلِهِ فِي التَّغَوُّطِ فِي المَاءِ
الرَّاكِدِ، وَتِلْكَ المَسَائِلِ الشَّنِيعَةِ، وَقُولِهُ: لاَ رِبَا إِلاَّ فِي السِّتَّةِ المَنْصُوْصِ عَلَيْهَا، فَخِلاَفُهُ فِي هَذَا أَوْ نَحْوِهِ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهِ، لأَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى مَا يُقْطَعُ بِبُطْلاَنِهِ.قُلْتُ: لاَ رَيْبَ أَنَّ كُلَّ مسَأَلَةٍ انْفَرَدَ بِهَا، وَقُطِعَ بِبُطْلاَنِ قَوْلِهِ فِيْهَا، فَإِنَّهَا هَدْرٌ، وَإِنَّمَا نَحْكِيهَا للتَّعَجُّبِ، وَكُلَّ مسَأَلَةٍ لَهُ عَضَدَهَا نَصٌّ، وَسَبَقَهُ إِلَيْهَا صَاحِبٌ أَوْ تَابِعٌ، فَهِيَ مِنْ مَسَائِلِ الخِلاَفِ، فَلاَ تُهْدَرُ.
وَفِي الجُمْلَةِ، فَدَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ بَصِيرٌ بِالفِقْهِ، عَالِمٌ بِالقُرْآنِ، حَافظٌ للأَثَرِ، رَأْسٌ فِي مَعْرِفَةِ الخِلاَفِ، مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، لَهُ ذكَاءٌ خَارِقٌ، وَفِيْهِ
دِيْنٌ مَتِينٌ.وَكَذَلِكَ فِي فُقَهَاءِ الظَّاهِرِيَّةِ جَمَاعَةٌ لَهُم عِلْمٌ بَاهِرٌ، وَذكَاءٌ قَوِيٌّ، فَالكَمَالُ عَزِيزٌ، وَاللهُ المُوَفِّقُ.
وَنَحْنُ: فَنَحْكِي قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي المُتعَةِ، وَفِي الصَّرْفِ، وَفِي إِنكَارِ العَوْلِ، وَقولَ طَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي تَرْكِ الغُسْلِ مِنَ الإِيْلاجِ، وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، وَلاَ نُجَوِّزُ لأَحَدٍ تَقْلِيْدَهُم فِي ذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ كَامِلٍ: مَاتَ دَاوُدُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
الإِمَامُ، البَحْرُ، الحَافِظُ، العَلاَّمَةُ، عَالِمُ الوَقْتِ، أَبُو سُلَيْمَانَ البَغْدَادِيُّ، المَعْرُوْفُ بِالأَصْبَهَانِيِّ، مَوْلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ المَهْدِيِّ، رَئِيْسُ أَهْلِ الظَّاهِرِ.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ مائَتَيْنِ.وَسَمِعَ: سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ، وَعَمْرَو بنَ مَرْزُوْقٍ، وَالقَعْنَبِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ كَثِيْرٍ العَبْدِيَّ، وَمُسَدَّدَ بنَ مُسَرْهَدٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَأَبَا ثَوْرٍ الكَلْبِيَّ، وَالقَوَارِيْرِيَّ، وَطَبَقَتَهُم.
وَارْتَحَلَ إِلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَسَمِعَ مِنْهُ (المُسْنَدَ) وَ (التَّفْسِيْرَ) ، وَنَاظَرَ عِنْدَهُ؛ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَتَصَدَّرَ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: صَنَّفَ الكُتُبَ، وَكَانَ إِمَاماً وَرِعاً نَاسِكاً زَاهِداً، وَفِي كُتُبِهِ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ، لَكِنَّ الرِّوَايَة عَنْهُ عَزِيْزَةٌ جِدّاً.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ، وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الدَّاوُودِيُّ، وَعَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ المُذَكِّرُ، وَغَيْرُهُم.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ: إِنَّمَا عُرِفَ بِالأَصْبَهَانِيِّ، لأَنَّ أُمَّهُ أَصْبَهَانِيَّةٌ، وَكَانَ أَبُوْهُ حَنَفِيُّ المَذْهَبِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو المُسْتَمْلِي: رَأَيْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يَرُدُّ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ يَرُدُّ عَلَيْهِ، هَيْبَةً لَهُ.
قَالَ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ الحَافِظُ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ، يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى إِسْحَاقَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَجَلَسْتُ، فَرَأَيْتُ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ،
فَأَخَذْتُ أَنْظُرُ، فَصَاحَ بِي إِسْحَاقُ: أَيْش تَنْظُرُ؟فَقُلْتُ: {مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} [يُوْسُفُ:75] ، قَالَ: فَجَعَلَ يَضْحَكُ، أَوْ يَبْتَسِمُ.
سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ، فَاخْتَلَفَ رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي أَمْرِ دَاوُد الأَصْبهَانِي، وَالمُزَنِيّ، وَالرَّجُلاَنِ: فَضْلَكُ الرَّازِيُّ، وَابْنُ خِرَاشٍ، فَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: دَاوُدُ كَافِرٌ.
وَقَالَ فَضْلَكُ: المُزَنِيُّ جَاهِلٌ.
فَأَقْبَلَ أَبُو زُرْعَةَ يُوَبِّخُهُمَا، وَقَالَ لَهُمَا: مَا وَاحِدٌ مِنْكُمَا لَهُمَا بِصَاحِبٍ.
ثُمَّ قَالَ: تَرَى دَاوُدَ هَذَا، لَوْ اقْتَصَرَ عَلَى مَا يِقْتَصِرُ عَلَيْهِ أَهْلُ العِلْمِ لَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُكْمِدُ أَهْلَ البِدَعِ بِمَا عِنْدَهُ مِنَ البَيَانِ وَالآلَةِ، وَلَكِنَّهُ تَعَدَّى، لَقَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ نَيْسَابُوْرَ، فَكَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدِ بنِ رَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَحُسَيْنِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَمَشْيَخَةِ نَيْسَابُورَ بِمَا أَحْدَثَ هُنَاكَ، فَكَتَمْتُ ذَلِكَ لِمَا خِفْتُ مِنْ عَوَاقِبِهِ، وَلَمْ أُبْدِ لَهُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَالِحِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ حُسْنٌ، فَكَلَّمَ صَالِحاً أَنْ يَتَلَطَّفَ لَهُ فِي الاسْتِئذَانِ عَلَى أَبِيْهِ، فَأَتَى صَالِحٌ أَبَاهُ، فَقَالَ: رَجُلٌ سَأَلَنِي أَنْ يَأْتِيْكَ، فَقَالَ: مَا اسْمُهُ؟
قَالَ: دَاوُدُ.
قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُوَ؟
قَالَ: مِنْ أَصْبَهَانَ.
فَكَانَ صَالِحٌ يَرُوْغُ عَنْ تَعْرِيْفِهِ، فَمَا زَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ يَفْحَصُ، حَتَّى فَطِنَ بِهِ، فَقَالَ: هَذَا قَدْ كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى فِي أَمْرِهِ أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ القُرَآنَ مُحْدَثٌ، فَلاَ يَقْرَبَنِّي.
فَقَالَ: يَا أَبَهْ! إِنَّهُ يَنْتَفِي مِنْ هَذَا وَيُنْكِرَهُ.
فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى أَصَدَقُ مِنْهُ، لاَ تَأْذَنْ لَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بنَ عَلِيٍّ يُصَلِّي، فَمَا رَأَيْتُ مُسْلِماً يُشْبِهُهُ فِي حُسْنِ تَوَاضُعِهِ.وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ يَخْتَلِفُ إِلَى دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ مُدَّةً، ثُمَّ تَخَلَّفَ عَنْهُ، وَعَقَدَ لِنَفْسِهِ مَجْلِساً، فَأَنْشَأَ دَاوُدُ يَتَمَثَّل:
فَلَوْ أَنِّي بُلِيْتُ بِهَاشِمِيٍّ ... خُؤُوْلَتُهُ بَنُوَة عَبْدِ المَدَانْ
صَبَرْتُ عَلَى أَذَاهُ لِي وَلَكِنْ ... تَعَالَيْ فَانْظُرِيْ بِمَنِ ابْتَلاَنِي
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الوَرَّاقُ:
أَنَّهُ كَانَ يُورق عَلَى دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، وَأَنَّهُ سَمِعَهُ يُسْأَلُ عَنِ القُرَآنِ، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي فِي اللَّوْحِ المَحْفُوْظِ: فَغَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَمَّا الَّذِي هُوَ بَيْنَ النَّاسِ: فَمَخْلُوْقٌ.
قُلْتُ: هَذِهِ التَّفرِقَةُ وَالتَّفْصِيلُ مَا قَالَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ، فِيمَا عَلِمْتُ، وَمَا زَالَ المُسْلِمُوْنَ عَلَى أَنَّ القُرَآنَ العَظِيْمَ كَلاَمُ اللهِ، وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيْلُهُ، حَتَّى أَظْهَرَ المَأْمُوْنَ القَوْلَ: بِأَنَّهُ مَخْلُوْقٌ، وَظَهَرَتْ مَقَالَةُ المُعْتَزِلَةِ، فَثَبَتَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَئِمَةُ السُّنَّةِ عَلَى القَوْلِ: بِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ مَقَالَةُ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الكَرَابِيْسِي، وَهِيَ: أَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَنَّ أَلْفَاظَنَا بِهِ مَخْلُوْقَةٌ، فَأَنْكَرَ الإِمَامُ أَحْمَدُ ذَلِكَ، وَعَدَّهُ بِدْعَةً، وَقَالَ: مَنْ قَالَ لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، يُرِيْدُ بِهِ القُرْآنَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. وَقَالَ أَيْضاً: مَنْ
قَالَ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ.فَزَجَرَ عَنِ الخَوْضِ فِي ذَلِكَ مِنَ الطَّرَفَيْنِ.
وَأَمَّا دَاوُدُ فَقَالَ: القُرْآنُ مُحْدَثٌ.
فَقَامَ عَلَى دَاوُدَ خَلْقٌ مِن أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ، وَأَنْكَرُوا قَولَهُ وَبَدَّعُوْهُ، وَجَاءَ مِنْ بَعْدِهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ، فَقَالُوا:
كَلاَمُ اللهِ مَعْنَىً قَائِمٌ بِالنَّفْسِ، وَهَذِهِ الكُتُبُ المُنْزَلَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ، وَدَقَّقُوا وَعَمَّقُوا، فَنَسْأَلُ اللهَ الهُدَى وَاتِّبَاعَ الحَقِّ، فَالقُرْآنُ العَظِيْمُ، حُرُوْفُهُ وَمَعَانِيهُ وَأَلفَاظُهُ كَلاَمُ رَبِّ العَالِمِيْنَ، غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَتَلَفُّظُنَا بِهِ وَأَصْوَاتُنَا بِهِ مِنْ أَعْمَالنَا المَخْلُوْقَةِ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم).
وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ المَلْفُوْظُ لاَ يَسْتَقِلُّ إِلاَّ بِتَلَفُّظِنَا، وَالمَكْتُوْبُ لاَ يَنْفَكُّ عَنْ كِتَابةٍ، وَالمَتْلُو لاَ يُسْمَعُ إِلاَّ بِتِلاَوَةِ تَالٍ، صَعُبُ فَهْمُ المَسْأَلَةِ، وَعَسُرَ إِفْرَازُ اللَّفْظِ الَّذِي هُوَ المَلْفُوْظُ مِنَ اللَّفْظِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ التَّلَفُّظُ، فَالذِّهِنُ يَعْلَمُ الفَرْقَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ هَذَا، وَالخَوْضُ فِي هَذَا خَطِرٌ - نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ -.
وَفِي المَسْأَلَةِ بُحُوْثٌ طَوِيْلَةٌ، الكَفُّ عَنْهَا أَوْلَى، وَلاَ سِيَّمَا فِي هَذِهِ الأَزْمِنَةِ المُزْمِنَةِ.
قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: كَانَ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ عَقْلُهُ أَكْبَرُ مِنْ عِلْمِهِ.وَقَالَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ الحَافِظُ: ذَاكَرْتُ ابْنَ جَرِيْرٍ الطَّبرِيَّ وَابْنَ سُرَيْجٍ فِي كِتَابِ ابْنِ قُتَيْبَةَ فِي الفِقْهِ، فَقَالاَ:
لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ الفِقْهَ، فَكُتُبُ أَصْحَابِ الفِقْهِ، كَالشَّافِعِيِّ، وَدَاوُدَ، وَنُظَرَائِهِمَا.
ثُمَّ قَالا: وَلاَ كُتُبُ أَبِي عُبَيْدٍ فِي الفِقْهِ، أَمَا تَرَى كِتَابَهُ فِي (الأَمْوَالِ) مَعَ أَنَّهُ أَحْسَنُ كُتُبِهِ ؟
وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: كَانَ دَاوُدُ عِرَاقِيّاً، كَتَبَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ وَرَقَةٍ، وَمِنْ أَصْحَابِهِ: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رُوَيْم، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ النَّجَّارِ، وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الدِّيْبَاجِي، وَأَحْمَدُ بنُ مَخْلَدٍ الإِيَادِي، وَأَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الدَّجَاجِي، وَأَبُو نَصْرٍ السِّجِسْتَانِيُّ ... ، ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاءَ عِدَّةٍ مِنْ تَلاَمِذَتِهِ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، عَنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِيْهُ فِي (طَبَقَاتِ الفُقَهَاءِ) لَهُ، قَالَ:
ذِكْرُ فُقَهَاءِ بَغْدَادَ: وَمِنْهُم: أَبُو سُلَيْمَانَ دَاودُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وُلِدَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، أَخَذَ العِلْمَ عَنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي ثَوْرٍ، وَكَانَ زَاهِداً مُتَقَلِّلاً، وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسِهِ أَرْبَعُ مائَةِ صَاحِبِ طَيْلَسَانَ أَخْضَرَ، وَكَانَ مِنَ المُتَعَصِّبِيْنَ لِلشَّافِعِي،
وَصَنَّفَ كِتَابَيْنِ فِي فَضَائِلِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ العِلْمِ بِبَغْدَادَ، وَأَصْلُهُ مِنْ أَصْفَهَانَ، وَمَوْلِدُهُ بِالكُوْفَةِ، وَمنْشَؤُهُ بِبَغْدَادَ، وَقَبْرُهُ بِهَا فِي الشُّونِيْزِيَّة.وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ: أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
سَأَلْتُ المَرُّوْذِيَّ عَنْ قِصَّةِ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ، وَمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ:
كَانَ دَاوُدُ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى ابْنِ رَاهْوَيْه، فَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ شَهِدَ عَلَيْهِ أَبُو نَصْرٍ بنُ عَبْدِ المَجِيْدِ، وَآخَرُ، شَهِدَا عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: القُرْآنُ مُحْدَثٌ.
فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ: مَنْ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ؟ لاَ فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ.
قُلْتُ: هَذَا مِنْ غِلْمَانِ أَبِي ثَوْرٍ.
قَالَ: جَاءنِي كِتَابُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ: أَنَّ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيَّ قَالَ بِبَلَدِنَا: إِنَّ القُرْآنَ مُحْدَثٌ.
قَالَ المَرُّوْذِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّيْسَابُورِيُّ:
أَنَّ إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه لَمَّا سَمِعَ كَلاَمَ دَاوُدَ فِي بَيْتِهِ، وَثَبَ عَلَى دَاوُدَ وَضَرَبَهُ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ.
الخَلاَّلُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ صَدَقَةَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ بنِ صَبِيْحٍ، سَمِعْتُ دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُوْلُ:
القُرْآنُ مُحْدَثٌ، وَلَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ.
وَأَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدَةَ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ إِلَى دَاوُدَ، فَغَضِبَ عَلَيَّ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ مَسْأَلَةً.
قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ:
قَالَ: الخُنْثَى إِذَا مَاتَ مَنْ يُغَسِّلُهُ؟قَالَ دَاوُدُ: يُغَسِّلُهُ الخَدَمُ.
فَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ: الخَدَمُ رِجَالٌ، وَلَكِنْ يُيَمَّمُ، فَتَبَسَّمَ أَحْمَدُ وَقَالَ: أَصَابَ، أَصَابَ، مَا أَجْوَدَ مَا أَجَابَهُ !
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ النَّدِيْمُ: لِدَاوُدَ مِنَ الكُتُبِ: كِتَابُ (الإِيْضَاحِ) ، كِتَابُ (الإِفْصَاحِ) ، كِتَابُ (الأُصُوْلِ) ، كِتَابُ (الدَّعَاوى) ، كِتَابٌ كَبِيْرٌ فِي الفِقْهِ، كِتَابُ (الذَّبِّ عَنِ السُّنَّةِ وَالأَخْبَارِ ) أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ، كِتَابُ (الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الإِفْكِ) ، (صِفَة أَخْلاَقِ النَّبِيِّ) ، كِتَابُ (الإِجْمَاعِ) ، كِتَابُ (إبْطَالِ القِيَاسِ) ، كِتَابُ (خَبَرِ الوَاحِدِ وَبَعْضُهُ مُوْجِبٌ لِلْعِلْمِ) ، كِتَاب (الإِيضَاحِ) خَمْسَةَ عَشَرَ مُجَلَّداً، كِتَابُ (المُتْعَةِ) ، كِتَابُ (إِبْطَالِ التَّقْلِيْدِ) ، كِتَابُ (المَعْرِفَةِ) ، كِتَابُ (العُمُوْمِ وَالخُصُوْصِ) ...
، وَسَرَدَ أَشْيَاءً كَثِيْرَةً.
قُلْتُ: لِلعُلَمَاءِ قَوْلاَن فِي الاعتِدَاد، بِخِلاَفِ دَاوُدَ وَأَتْبَاعِهِ: فَمَنْ اعتَدَّ بِخِلاَفِهِم، قَالَ: مَا اعْتِدَادُنَا بِخِلاَفِهِم لأَنَّ مُفْرَدَاتِهِم حُجَّةٌ، بَلْ لِتُحكَى فِي الجُمْلَةِ، وَبَعْضُهَا سَائِغٌ، وَبَعْضُهَا قَوِيٌّ، وَبَعْضُهَا سَاقِطٌ، ثُمَّ مَا تَفَرَّدُوا بِهِ هُوَ شَيْءٌ مِنْ قَبِيْلِ مُخَالَفَةِ الإِجْمَاعِ الظَّنِّي، وَتَنْدُرُ مُخَالَفَتُهُم لإِجْمَاعٍ قَطْعِي.
وَمَنْ أَهْدَرَهُم، وَلَمْ يَعْتَدَّ بِهِم، لَمْ يَعُدَّهُم فِي مَسَائِلِهِم المُفْرِدَةِ خَارِجِيْنَ بِهَا مِنَ الدِّيْنِ، وَلاَ كَفَّرَهُم بِهَا، بَلْ يَقُوْلُ: هَؤُلاَءِ فِي حَيِّزِ العَوَامِّ، أَوْ هُم كَالشِّيْعَةِ فِي الفُرُوْعِ، وَلاَ نَلْتَفِتُ إِلَى أَقْوَالِهِم، وَلاَ نَنْصِبُ مَعَهُم الخِلاَفَ، وَلاَ يُعْتَنَى بِتَحْصِيْلِ كُتُبِهِم، وَلاَ نَدُلُّ مُسْتَفْتِياً مِنَ العَامَّةِ عَلَيْهِم. وَإِذَا تَظَاهِرُوا
بِمَسْأَلَةٍ مَعْلُوْمَةِ البُطْلاَنِ، كَمَسْحِ الرِّجِلَيْنِ، أَدَّبْنَاهُم، وَعَزَّرْنَاهُم، وَأَلزَمْنَاهُم بِالغَسْلِ جَزْماً.قَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ: قَالَ الجُمْهُوْرُ:
إِنَّهُم -يَعْنِي: نُفَاةَ القِيَاسِ- لاَ يَبْلُغُونَ رُتْبَةَ الاجتِهَادِ، وَلاَ يَجُوْزُ تَقْلِيْدُهُم القَضَاءَ.
وَنَقَلَ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيُّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ:
أَنَّهُ لاَ اعتِبَارَ بِخِلاَفِ دَاوُدَ، وَسَائِرِ نُفَاةِ القِيَاسِ، فِي الفُرُوْعِ دُوْنَ الأُصُوْلِ.
وَقَالَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ أَبُو المَعَالِي: الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ التَّحْقِيْقِ:
أَنَّ مُنْكِرِي القِيَاس لاَ يُعَدُّوْنَ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، وَلاَ مِنْ حَمَلَةِ الشَّرِيْعَةِ؛ لأَنَّهُم مُعَانِدُوْنَ مُبَاهِتُوْنَ فِيمَا ثَبَتَ اسْتفَاضَةً وَتَوَاتُراً، لأَنَّ مُعْظَمَ الشَّرِيْعَةِ صَادِرٌ عَنِ الاجتِهَادِ، وَلاَ تَفِي النُّصُوْصُ بعُشْرِ مِعْشَارِهَا، وَهَؤُلاَءِ مُلتَحِقُوْنَ بِالعَوَامِّ.
قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مِنْ أَبِي المعَالِي أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ، وَهُم فَأَدَّاهُم اجتِهَادُهُم إِلَى نَفِي القَوْلِ بِالقِيَاسِ، فَكَيْفَ يُرَدُّ الاجتِهَادُ بِمِثْلِهِ، وَنَدْرِي بِالضَّرُوْرَةِ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ يُقْرِئُ مَذْهَبَهُ، وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ، وَيُفْتِي بِهِ فِي مِثْلِ بَغْدَادَ، وَكَثْرَةِ الأَئِمَّةِ بِهَا وَبِغَيْرِهَا، فَلَم نَرَهُم قَامُوا عَلَيْهِ، وَلاَ أَنْكَرُوا فَتَاويه وَلاَ تَدْرِيسَهُ، وَلاَ سَعَوا فِي مَنْعِهِ مِنْ بَثِّهِ، وَبَالحَضْرَةِ مِثْلُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي شَيْخِ المَالِكِيَّةِ، وَعُثْمَانَ بنِ بَشَّارٍ الأَنْمَاطِيِّ شَيْخِ الشَّافِعِيَّة، وَالمَرُّوْذِيِّ شَيْخِ الحَنْبَلِيَّةِ، وَابْنَي الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البِرْتِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ، وَأَحْمَدَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ القَاضِي، وَمِثْلُ عَالِمِ
بَغْدَادَ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ.بَلْ سَكَتُوا لَهُ، حَتَّى لَقَدْ قَالَ قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ: ذَاكَرْتُ الطَّبرِيَّ -يَعْنِي: ابْنَ جَرِيْرٍ- وَابْنَ سُرَيْجٍ، فَقُلْتُ لَهُمَا: كِتَابُ ابْنِ قُتَيْبَةَ فِي الفِقَهِ، أَيْنَ هُوَ عِنْدَكُمَا؟
قَالاَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلاَ كِتَابُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ الفِقْهَ فَكُتُبُ الشَّافِعِيِّ، وَدَاوُدَ، وَنُظَرَائِهِمَا.
ثمَّ كَانَ بَعْدَهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ، وَابْنُ المُغَلِّسِ، وَعِدَّةٌ مِنْ تَلاَمِذَةِ دَاوُدَ، وَعَلَى أَكْتَافِهِم مِثْلُ: ابْنِ سُرَيْجٍ شَيْخِ الشَّافِعِيَّةِ، وَأَبِي بَكْرٍ الخَلاَّلِ شَيْخِ الحَنْبَلِيَّةِ، وَأَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ شَيْخِ الحَنَفِيَّةِ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ بِمِصْرَ.
بَلْ كَانُوا يَتَجَالَسُوْنَ وَيَتَنَاظَرُوْنَ، وَيَبْرُزُ كُلٌّ مِنْهُم بِحُجَجِهِ، وَلاَ يَسْعَوْنَ بِالدَّاودِيَّةِ إِلَى السُّلْطَانِ.
بَلْ أَبلغُ مِنْ ذَلِكَ، يَنْصِبُوْنَ مَعَهُم الخِلاَفَ فِي تَصَانِيفِهِم قَدِيْماً وَحَدِيْثاً، وَبِكُلِّ حَالٍ فَلَهُم أَشْيَاءُ أَحْسَنُوا فِيْهَا، وَلَهُم مَسَائِلُ مُسْتَهْجَنَةٌ، يُشْغَبُ عَلَيْهِم بِهَا، وَإِلَى ذَلِكَ يُشِيْرُ الإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَحِ، حَيْثُ يَقُوْلُ: الَّذِي اختَارَهُ الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُوْرٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ الصَّحِيْحُ مِنَ المَذْهَبِ، أَنَّهُ يُعْتَبَرُ خِلاَفُ دَاوُدَ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ الصَّلاحِ: وَهَذَا الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الأَمْرُ آخِراً، كَمَا هُوَ الأَغْلَبُ الأَعْرَفُ مِنْ صَفْوِ الأَئِمَّةِ المُتَأَخِّرِينَ، الَّذِيْنَ أَوْرَدُوا مَذْهَبَ دَاوُدَ فِي مُصَنَّفَاتِهِمُ المَشْهُوْرَةِ، كَالشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَالمَاوَرْدِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ، فلَوْلاَ اعتِدَادُهُم بِهِ لَمَا ذَكَرُوا مَذْهَبَهُ فِي مُصَنَّفَاتِهِمُ المَشْهُوْرَةِ.
قَالَ: وَأَرَى أَنْ يُعْتَبَرَ قَوْلُهُ، إِلاَّ فِيمَا خَالَفَ فِيْهِ القيَاسَ الجَلِيَّ، وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ القِيَاسِيُّونَ مِنْ أَنْواعِهِ، أَوْ بَنَاهُ عَلَى أُصُولِهِ الَّتِي قَامَ الدَّلِيْلُ القَاطعُ عَلَى بُطلاَنِهَا، فَاتِّفَاقُ مَنْ سِوَاهُ إِجمَاعٌ مُنْعَقِدٌ، كَقَوْلِهِ فِي التَّغَوُّطِ فِي المَاءِ
الرَّاكِدِ، وَتِلْكَ المَسَائِلِ الشَّنِيعَةِ، وَقُولِهُ: لاَ رِبَا إِلاَّ فِي السِّتَّةِ المَنْصُوْصِ عَلَيْهَا، فَخِلاَفُهُ فِي هَذَا أَوْ نَحْوِهِ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهِ، لأَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى مَا يُقْطَعُ بِبُطْلاَنِهِ.قُلْتُ: لاَ رَيْبَ أَنَّ كُلَّ مسَأَلَةٍ انْفَرَدَ بِهَا، وَقُطِعَ بِبُطْلاَنِ قَوْلِهِ فِيْهَا، فَإِنَّهَا هَدْرٌ، وَإِنَّمَا نَحْكِيهَا للتَّعَجُّبِ، وَكُلَّ مسَأَلَةٍ لَهُ عَضَدَهَا نَصٌّ، وَسَبَقَهُ إِلَيْهَا صَاحِبٌ أَوْ تَابِعٌ، فَهِيَ مِنْ مَسَائِلِ الخِلاَفِ، فَلاَ تُهْدَرُ.
وَفِي الجُمْلَةِ، فَدَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ بَصِيرٌ بِالفِقْهِ، عَالِمٌ بِالقُرْآنِ، حَافظٌ للأَثَرِ، رَأْسٌ فِي مَعْرِفَةِ الخِلاَفِ، مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، لَهُ ذكَاءٌ خَارِقٌ، وَفِيْهِ
دِيْنٌ مَتِينٌ.وَكَذَلِكَ فِي فُقَهَاءِ الظَّاهِرِيَّةِ جَمَاعَةٌ لَهُم عِلْمٌ بَاهِرٌ، وَذكَاءٌ قَوِيٌّ، فَالكَمَالُ عَزِيزٌ، وَاللهُ المُوَفِّقُ.
وَنَحْنُ: فَنَحْكِي قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي المُتعَةِ، وَفِي الصَّرْفِ، وَفِي إِنكَارِ العَوْلِ، وَقولَ طَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي تَرْكِ الغُسْلِ مِنَ الإِيْلاجِ، وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، وَلاَ نُجَوِّزُ لأَحَدٍ تَقْلِيْدَهُم فِي ذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ كَامِلٍ: مَاتَ دَاوُدُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
دَاوُد بن عَليّ بن عبد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد الْمطلب الْهَاشِمِي أَخُو عِيسَى وَمُحَمّد يروي عَن أَبِيه روى عَنهُ بن أبي ليلى والمسور بن الصَّلْت يخطىء
داود بن علي بن عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبد المطلب.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد سألت يَحْيى بن مَعِين عن داود بن عَلِيِّ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عباس فقال شيخ هاشمي فقلت كيف حديثه قال أرجو أنه ليس يكذب إنما يحدث بحديث واحد.
أخبرنا أَبُو حَفْصٍ عُمَر بْنُ عَبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو الربيع الزهراني وَحَدَّثنا صدقة
بن منصور بن بحران، حَدَّثَنا أبو معمر وَحَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الشَّعِيرِيُّ، حَدَّثَنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قَالُوا، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أبيه، عَن جَدِّهِ بن عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هارون الدقاق، حَدَّثَنا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ عُيَينة، عنِ ابْنِ حَيٍّ عن داود بن علي بن عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ يَوْمًا قَبْلَهُ وَيَوْمًا بَعْدَهُ يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
قَالَ ابنُ عَدِي قَالَ الْعَبَّاسُ وَغَيْرُ سُفْيَانَ يَقُولُ بن حَيٍّ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى يعني عن داود، حَدَّثَنا ابن سَعِيد، حَدَّثَنا مُحَمد بْن أَحْمَد بْنِ الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، حَدَّثَنا أَبِي، حَدَّثَنا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ عن سُفيان، عَن داود بن عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: صُومُوا عَاشُورَاءَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي ذكره ابن مَعِين أن داود إنما يحدث بحديث واحد أظنه أنه يعني هذا الحديث حديث عاشوراء وداود، عن أبيه، عَن جَدِّهِ قد روى غير هذا الحديث الواحد بضعة عشر حديثا سأذكرها إن شاء اللَّهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمد بْنِ نَصْرِ بْنِ زياد النيسابوري، حَدَّثَنا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد أبو قلابة عن جارود بن أبي الجارود السلمي، حَدَّثني مُحَمد بن أبي رزين الخزاعي سمعت داود بن علي حين بويع لبني العباس، وَهو مسند ظهره إلى الكعبة فقال شكرا شكرا إنا والله ما خرجنا لنحتفر فيكم نهرا، ولاَ لنبني قصرا ظن عدو الله أن لن نقدر
عليه أمهل له في طغيانه وأرخى له من زمانه حتى عثر في فضل خطامه فالآن أخذ القوس باريها وعاد النبال إلى النزعة وعاد الملك في نصابه في أهل بيت نبيكم أهل بيت الرأفة والرحمة والله إن كنا لنشهد لكم ونحن على فرشنا أمر الأسود والأبيض لكم ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس ها ورب هذه البنية لا نهيج أحدا ثم نزل.
حَدَّثَنَا طَرِيفُ بْنُ عُبَيد اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ وَمُوسَى بْنُ عَبد اللَّهِ الْمَقَّرِيُّ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بن عَبد العزيز قال وا أنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرنا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَن جَدِّهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمًا وَصَلَّى ولم يتوضأ.
حَدَّثَنَاهُ حَمْدَانُ بْنُ عَمْرو التَّمَّارُ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنا غسان بن الربيع، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ عَمَّن سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ عَبد اللَّهِ يَقُولُ: سَمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ لَحْمًا ثُمَّ صلى ولم يتوضأ.
حَدَّثَنَا ابْنُ حَمَّادٍ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث، قالا: حَدَّثَنا موسى بن عامر، حَدَّثَنا الوليد، حَدَّثَنا الأَوْزاعِيّ، حَدَّثني دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ، عن أبيه، عَن جَدِّهِ بن عَبَّاسٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ ذِرَاعًا أَوْ كَتِفًا مَشْوِيَّةً يَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ أَمْشَاجٌ مِنْ دَمٍّ وَمَاءٍ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يتوضأ.
حَدَّثَنَا الحسن بن علوية، حَدَّثَنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْسِيًا، وَهو فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ قَالَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي حَدِيثًا طَوِيلا في الدعاء.
حَدَّثَنَا أحمد بن خالد بن عَبد الْمَلَكِ بْنِ مُسَرِّحٍ الْحَرَّانِيُّ أبو بدر، حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك، حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانْ يَخْتِمُ وِتْرَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَهو جَالِسٌ حِينَ يَفْرُغُ مِنَ الْوِتْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي حَدِيثًا طَوِيلا فِي الدُّعَاءِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن الخليل، حَدَّثَنا مُحَمد بْنِ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي ليلى، قَال: حَدَّثَنا أَبِي، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عن داود بن علي بن عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً حِينَ فَرِغَ مِنْ صَلاتِهِ قال فذكر بن خَلِيلٍ دُعَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: سُبْحَانَ الَّذِي لَبِسَ الْمَجْدَ وَيُكَرَّمُ بِهِ سُبْحَانَ الَّذِي لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إلاَّ لَهُ سُبْحَانَ ذِي الْفَضْلِ وَالنِّعَمِ سُبْحَانَ ذِي الْمَجْدِ وَالْكَرَمِ وَسُبْحَانَ ذِي الجلال والإكرام.
حَدَّثَنَا ابن سلم، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسْبَاطِيُّ، حَدَّثَنا علي بن ثابت، حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ حَيَّانَ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: عَلِّقِ السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ البيت.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الشَّطَوِيُّ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الصَّمَدِ أبو أيوب الأنصاري، حَدَّثَنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ دَاوُدَ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ هكذا قال لنا الشطوي في هذا الإسناد قيس عن داود وإنما هو قيس، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ.
حَدَّثَنَاهُ أحمد بن مُحَمد بن الحسن الذهبي، حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي الحارث، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنا قيس، عنِ ابن أبي ليلى عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْمَقَّرِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، قَالا: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا حسين بْنُ مُحَمد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ عَنْ مُحَمد بْنِ شُعَيب عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أُتِيَ بِطَيْرٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ آتِنِي بِأَحَبَّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّيْرِ فَجَاءَهُ عَلِيٌّ فَأَكَلَ مَعَهُ.
قال ابنُ عَدِي وهذا يرويه عن داود مُحَمد بن شُعَيب، وَمُحمد بن شُعَيب هذا لا أعرفه ويرويه عن مُحَمد بن شُعَيب سليمان بن قرم وعن سليمان بن قرم حسين بن
مُحَمد الْمَرْوَزِيُّ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث، حَدَّثَنا هارون بن أبي بردة، حَدَّثَنا حُسَيْنُ يَعني ابْنَ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ قَيْسٍ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عن أبيه أن بن عَبَّاسٍ نَزَلَ عَنْ قَوْلِهِ حَيْثُ سَمِعَ أَبَا سَعِيد الْخُدْرِيَّ يَرْوِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الصرف.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا علي بن حرب، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ شَرِيك، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يمن الخيل في شقرها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا نصر بن داود، حَدَّثَنا ابن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنا عَنْبَسَةُ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ لِي وَالِدَيْنِ وَأَنَهُمَا يَمْنَعَانِي مِنَ الْجِهَادِ فَقَالَ برهما فإنك في جهاد
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنا عَبد الله بم نُمَير، حَدَّثَنا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ، أَوِ ابْنِ أَبِي الْيَقْظَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مَفْتُونًا تَوَّابًا نَسِيًا فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ.
قال لنا القاسم كتب عني هذا الحديث أبو أحمد بن عبدوس، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ التُّوزِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا بَكْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَبَّانَ، حَدَّثَنا حبان (ح) وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمد الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمد بْنُ إبراهيم، حَدَّثَنا بشر بن آدم، قالا: حَدَّثَنا حبان بن علي العنزي، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاثَةِ إِذَا عَمِلَ بعمل أبويه.
حَدَّثَنَا أبو زهير التستري، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنا سليمان بن أبي هوذة، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ مُحَمد بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم، وَهو صَائِمٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ منير، حَدَّثَنا نصر بن داود، حَدَّثَنا ابن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنا عَنْبَسَةُ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ دَارِي شَاسِعٌ فَهَلْ تَنْفَعُنِي التَّقْوَى؟ قَال: نَعم وَإِنْ كُنْتَ في جحر فأرة
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن إسحاق، حَدَّثَنا عَبد الله بن يوسف، حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الجمعة ألم تنزيل.
قال الشيخ: وهذا الذي أمليت لداود هو عامة ما يرويه ولعله لا يروي غير ما ذكرته إلاَّ حديثا أو حديثين وعندي أنه لا بأس برواياته، عن أبيه، عَن جَدِّهِ فان عامة ما يرويه، عن أبيه عَن جَدِّهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد سألت يَحْيى بن مَعِين عن داود بن عَلِيِّ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ عباس فقال شيخ هاشمي فقلت كيف حديثه قال أرجو أنه ليس يكذب إنما يحدث بحديث واحد.
أخبرنا أَبُو حَفْصٍ عُمَر بْنُ عَبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو الربيع الزهراني وَحَدَّثنا صدقة
بن منصور بن بحران، حَدَّثَنا أبو معمر وَحَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الشَّعِيرِيُّ، حَدَّثَنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قَالُوا، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أبيه، عَن جَدِّهِ بن عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هارون الدقاق، حَدَّثَنا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ عُيَينة، عنِ ابْنِ حَيٍّ عن داود بن علي بن عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ يَوْمًا قَبْلَهُ وَيَوْمًا بَعْدَهُ يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
قَالَ ابنُ عَدِي قَالَ الْعَبَّاسُ وَغَيْرُ سُفْيَانَ يَقُولُ بن حَيٍّ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى يعني عن داود، حَدَّثَنا ابن سَعِيد، حَدَّثَنا مُحَمد بْن أَحْمَد بْنِ الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، حَدَّثَنا أَبِي، حَدَّثَنا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ عن سُفيان، عَن داود بن عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: صُومُوا عَاشُورَاءَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي ذكره ابن مَعِين أن داود إنما يحدث بحديث واحد أظنه أنه يعني هذا الحديث حديث عاشوراء وداود، عن أبيه، عَن جَدِّهِ قد روى غير هذا الحديث الواحد بضعة عشر حديثا سأذكرها إن شاء اللَّهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمد بْنِ نَصْرِ بْنِ زياد النيسابوري، حَدَّثَنا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد أبو قلابة عن جارود بن أبي الجارود السلمي، حَدَّثني مُحَمد بن أبي رزين الخزاعي سمعت داود بن علي حين بويع لبني العباس، وَهو مسند ظهره إلى الكعبة فقال شكرا شكرا إنا والله ما خرجنا لنحتفر فيكم نهرا، ولاَ لنبني قصرا ظن عدو الله أن لن نقدر
عليه أمهل له في طغيانه وأرخى له من زمانه حتى عثر في فضل خطامه فالآن أخذ القوس باريها وعاد النبال إلى النزعة وعاد الملك في نصابه في أهل بيت نبيكم أهل بيت الرأفة والرحمة والله إن كنا لنشهد لكم ونحن على فرشنا أمر الأسود والأبيض لكم ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس ها ورب هذه البنية لا نهيج أحدا ثم نزل.
حَدَّثَنَا طَرِيفُ بْنُ عُبَيد اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ وَمُوسَى بْنُ عَبد اللَّهِ الْمَقَّرِيُّ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بن عَبد العزيز قال وا أنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرنا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَن جَدِّهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمًا وَصَلَّى ولم يتوضأ.
حَدَّثَنَاهُ حَمْدَانُ بْنُ عَمْرو التَّمَّارُ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنا غسان بن الربيع، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ عَمَّن سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ عَبد اللَّهِ يَقُولُ: سَمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ لَحْمًا ثُمَّ صلى ولم يتوضأ.
حَدَّثَنَا ابْنُ حَمَّادٍ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث، قالا: حَدَّثَنا موسى بن عامر، حَدَّثَنا الوليد، حَدَّثَنا الأَوْزاعِيّ، حَدَّثني دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ، عن أبيه، عَن جَدِّهِ بن عَبَّاسٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ ذِرَاعًا أَوْ كَتِفًا مَشْوِيَّةً يَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ أَمْشَاجٌ مِنْ دَمٍّ وَمَاءٍ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يتوضأ.
حَدَّثَنَا الحسن بن علوية، حَدَّثَنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْسِيًا، وَهو فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ قَالَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي حَدِيثًا طَوِيلا في الدعاء.
حَدَّثَنَا أحمد بن خالد بن عَبد الْمَلَكِ بْنِ مُسَرِّحٍ الْحَرَّانِيُّ أبو بدر، حَدَّثَنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبد الملك، حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانْ يَخْتِمُ وِتْرَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَهو جَالِسٌ حِينَ يَفْرُغُ مِنَ الْوِتْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي حَدِيثًا طَوِيلا فِي الدُّعَاءِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن الخليل، حَدَّثَنا مُحَمد بْنِ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي ليلى، قَال: حَدَّثَنا أَبِي، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عن داود بن علي بن عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً حِينَ فَرِغَ مِنْ صَلاتِهِ قال فذكر بن خَلِيلٍ دُعَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: سُبْحَانَ الَّذِي لَبِسَ الْمَجْدَ وَيُكَرَّمُ بِهِ سُبْحَانَ الَّذِي لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إلاَّ لَهُ سُبْحَانَ ذِي الْفَضْلِ وَالنِّعَمِ سُبْحَانَ ذِي الْمَجْدِ وَالْكَرَمِ وَسُبْحَانَ ذِي الجلال والإكرام.
حَدَّثَنَا ابن سلم، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسْبَاطِيُّ، حَدَّثَنا علي بن ثابت، حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ حَيَّانَ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: عَلِّقِ السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ البيت.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الشَّطَوِيُّ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الصَّمَدِ أبو أيوب الأنصاري، حَدَّثَنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ دَاوُدَ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ هكذا قال لنا الشطوي في هذا الإسناد قيس عن داود وإنما هو قيس، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ.
حَدَّثَنَاهُ أحمد بن مُحَمد بن الحسن الذهبي، حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي الحارث، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنا قيس، عنِ ابن أبي ليلى عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْمَقَّرِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، قَالا: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا حسين بْنُ مُحَمد، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ عَنْ مُحَمد بْنِ شُعَيب عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أُتِيَ بِطَيْرٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ آتِنِي بِأَحَبَّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّيْرِ فَجَاءَهُ عَلِيٌّ فَأَكَلَ مَعَهُ.
قال ابنُ عَدِي وهذا يرويه عن داود مُحَمد بن شُعَيب، وَمُحمد بن شُعَيب هذا لا أعرفه ويرويه عن مُحَمد بن شُعَيب سليمان بن قرم وعن سليمان بن قرم حسين بن
مُحَمد الْمَرْوَزِيُّ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سليمان بن الأشعث، حَدَّثَنا هارون بن أبي بردة، حَدَّثَنا حُسَيْنُ يَعني ابْنَ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ قَيْسٍ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عن أبيه أن بن عَبَّاسٍ نَزَلَ عَنْ قَوْلِهِ حَيْثُ سَمِعَ أَبَا سَعِيد الْخُدْرِيَّ يَرْوِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الصرف.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا علي بن حرب، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ شَرِيك، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يمن الخيل في شقرها.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا نصر بن داود، حَدَّثَنا ابن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنا عَنْبَسَةُ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ لِي وَالِدَيْنِ وَأَنَهُمَا يَمْنَعَانِي مِنَ الْجِهَادِ فَقَالَ برهما فإنك في جهاد
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنا عَبد الله بم نُمَير، حَدَّثَنا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ، أَوِ ابْنِ أَبِي الْيَقْظَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مَفْتُونًا تَوَّابًا نَسِيًا فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ.
قال لنا القاسم كتب عني هذا الحديث أبو أحمد بن عبدوس، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ التُّوزِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا بَكْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَبَّانَ، حَدَّثَنا حبان (ح) وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمد الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمد بْنُ إبراهيم، حَدَّثَنا بشر بن آدم، قالا: حَدَّثَنا حبان بن علي العنزي، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاثَةِ إِذَا عَمِلَ بعمل أبويه.
حَدَّثَنَا أبو زهير التستري، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنا سليمان بن أبي هوذة، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ مُحَمد بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم، وَهو صَائِمٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ منير، حَدَّثَنا نصر بن داود، حَدَّثَنا ابن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنا عَنْبَسَةُ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ دَارِي شَاسِعٌ فَهَلْ تَنْفَعُنِي التَّقْوَى؟ قَال: نَعم وَإِنْ كُنْتَ في جحر فأرة
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بن إسحاق، حَدَّثَنا عَبد الله بن يوسف، حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الجمعة ألم تنزيل.
قال الشيخ: وهذا الذي أمليت لداود هو عامة ما يرويه ولعله لا يروي غير ما ذكرته إلاَّ حديثا أو حديثين وعندي أنه لا بأس برواياته، عن أبيه، عَن جَدِّهِ فان عامة ما يرويه، عن أبيه عَن جَدِّهِ.
دَاوُد بْن عَلِيّ بْن خلف، أَبُو سُلَيْمَان الفقيه الظاهري :
أصبهاني الأصل. سمع سُلَيْمَان بْن حرب، وعمرو بن مرزوق، والقعنبي، ومحمّد ابن كثير العبدي، وَمسددا وَرحل إِلَى نيسابور. فسمع من إسحاق بْن راهويه المسند وَالتفسير، ثُمَّ قدم بَغْدَاد فسكنها وَصنف كتبه بها. وهو إمام أصحاب الظاهر، وَكَانَ وَرعا ناسكا زاهدا. وَفي كتبه حَدِيث كثير، إِلا أن الرواية عنه عزيزة جدا، روى عنه ابنه مُحَمَّد، وَزكريا بْن يَحْيَى الساجي، وَيوسف بْن يعقوب بْن مهران الداودي، وَالعباس بْن أَحْمَد المذكر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طالب حدثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحسنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الجراحي حدّثنا أبو عيسى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مِهْرَانَ الدَّاوُدِيُّ.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدّاودي حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشّاهد حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكِّرُ الْخَضِيبُ- فِي سُوقِ الْعَطَشِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وعشرين وثلاثمائة. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بن خلف حدّثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدّثنا عيسى بن يونس حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَلِلثَّيِّبِ نَصِيبٌ مِنْ أَمْرِهَا مَا لَمْ تَدْعُ إِلَى
سَخْطَةٍ، فَإِذَا دَعَتْ إِلَى سَخْطَةٍ وَأَوْلِيَاؤُهَا إِلَى الرضى، رُفِعَ شَأْنُهَا إِلَى السُّلْطَانِ »
. قَالَ إِسْحَاقُ فَقُلْتُ لِعِيسَى: آخِرُ الْكَلامِ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ أَوَ فِي الْحَدِيثِ؟ قَالَ هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ فَلا أدري.
أخبرنا محمّد بن عمر الدّاودي حدّثنا عبد الله بن محمّد الشّاهد حدّثنا العبّاس بن أحمد المذكر حدّثنا داود بن عليّ بن خلف حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ »
. وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
. هَذَانِ الْحَدِيثَانِ مُنْكَرَانِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَالْحِمْلُ فِيهِمَا عِنْدِي عَلَى الْمُذَكِّرِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ ثِقَةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه الحافظ النَّيْسَابُورِيّ قَالَ قرأت بخط أَبِي عمرو المستملي سمعت دَاوُد بْن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ يرد على إسحاق- يعني ابْن راهويه- وَما رأيت أحدا قبله وَلا بعده يرد عَلَيْهِ هيبة له.
قرأت فِي أصل كِتَابِ أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دوست- بخطه- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُقْسِمٍ قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس ثعلبا- وَقد سئل عَنْ دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ- فَقَالَ: كَانَ عقله أكثر من علمه.
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَرَج مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الخرجوشي قَالَ سمعت الْقَاضِي أبا علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الشَّافِعِيّ يقول سمعت الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الْمَحَامِلِيّ يقول:
رأيت دَاوُد بْن عَلِيّ يصلي فما رأيت مسلما يشبهه فِي حسن تواضعه.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عليّ الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني- بمكة- حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن الْحُسَيْن قَالَ: سمعت أبا عبد الله بن الْمَحَامِلِيّ يقول: صليت صلاة العيد يوم فطر فِي جامع الْمَدِينَة، فلما انصرفت، قلت فِي نفسي أدخل على داود
ابن عَلِيّ أهنيه- وَكَانَ ينزل قطيعة الربيع- قَالَ فجئته وَقرعت عَلَيْهِ الباب فأذن لي، فدخلت عَلَيْهِ وَإذا بين يديه طبق فيه أوراق هندبا، وعصارة فيها نخلة وَهُوَ يأكل، فهنيته وَتعجبت من حاله، وَرأيت أن جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء، فخرجت من عنده وَدخلت على رجل من مجندي القطيعة يعرف بالجرجاني فلما علم بمجيئي إليه خرج إلي حاسر الرأس، حافي القدمين وَقَالَ لي: ما عنى الْقَاضِي أيده اللَّه؟ فقلت مهم. قَالَ وَما هو؟ قلت فِي جوارك دَاوُد بْن عَلِيّ وَمكانه من العلم، وَأنت فكثير البر وَالرغبة فِي الخير تغفل عنه؟ وَحدثته بما رأيت. فَقَالَ لي: دَاوُد شرس الخلق أعلم الْقَاضِي أني وَجهت إليه البارحة ألف درهم مَعَ غلامي ليستعين بها فِي بعض أموره فردها مَعَ الغلام وَقَالَ للغلام، قل له: بأي عين رأيتني؟ وَما الَّذِي بلغك من حاجتي وَخلتي، حَتَّى وَجهت إلي بهذا؟ قَالَ فتعجبت من ذلك فقلت له هات الدراهم فإني أحملها إليه أنا، فدعا بها وَدفعها إلي ثُمَّ قَالَ يا غلام ناولني الكيس الآخر، فجاءه بكيس فوزن ألفا أخرى فَقَالَ: تيك لنا وَهذه لموضع الْقَاضِي وَعنايته، قَالَ: فأخذت الألفين وَجئت إليه فقرعت بابه وَكلمني من وَراء الباب وقال ما ردة الْقَاضِي؟ قلت حاجة أكلمك فيها، فدخلت وَجلست ساعة، ثُمَّ أخرجت الدراهم وَجعلتها بين يديه، فَقَالَ: هذا جزاء من ائتمنك على سره إنما بأمانة العلم أدخلتك إلي، ارجع فلا حاجة لي فيما معك.
قَالَ الْمَحَامِلِيّ: فرجعت وَقد صغرت الدنيا فِي عيني، وَدخلت على الجرجاني فأخبرته بما كَانَ. فَقَالَ: أما أنا فقد أخرجت هذه الدراهم لله تعالى لا ترجع فِي مالي هذا، فليتول الْقَاضِي إخراجها فِي أَهْل الستر وَالعفاف، من المتجملين بالستر وَالصيانة على ما يراه، فقد أخرجتها عَنْ قلبي.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ قَالَ سمعت عَلِيّ بْن حمزة قَالَ سمعت أبا بَكْر بْن دَاوُد يقول سمعت أَبِي يقول: خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح النهرواني أخبرنا المعافى بن زكريّا حدّثنا إبراهيم ابن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي قَالَ استنشدني أَبُو سُلَيْمَان دَاوُد بْن عَلِيّ بعقب قصيدة أنشدته مدحته فيها وَسألته الجلوس فأجابني. وَقَالَ لي- فِي شيء منها- لو بدلت مكانه. فقلت له هذا كلام العرب فَقَالَ: أحسن الشعر ما دخل القلب بلا إذن- هذا
بعد أن بدلت الكلمة- فَقَالَ لي إنسان بحضرته: ما أشد ولو عك بذكر الفراق فِي شعرك؟ فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان: وأى شيء أمر من الفراق؟
ثُمَّ حكى عَنْ مُحَمَّد بْن حبيب عَنْ عمارة بْن عقيل عَنْ بلال بْن جرير أنه قيل له ما كَانَ أبوك صانعا حيث يقول:
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
قَالَ: كَانَ يقلع عينه وَلا يرى مظعن أحبابه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا الْحَسَن حيدرة بْن عُمَر الزندوردي الفقيه الداودي- بمكة- يقول سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ يقول سمعت أَبِي وَقَالَ له رجل: يا أبا سُلَيْمَان فعلت كذا وَكذا شكر اللَّه لك قَالَ: بل غفر اللَّه لي.
قَالَ: وَسمعت حيدرة بْن عُمَر يقول سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عَلِيّ الفقيه يقول: كَانَ مُحَمَّد بْن جرير من مختلفة دَاوُد بْن عَلِيّ، ثُمَّ تخلف عنه وَعقد مجلسا، فلما أخبر بذلك دَاوُد أنشأ يقول:
فلو أني بليت بهاشمي ... خئولته بنو عَبْد المدان
صبرت على أذيته وَلكن ... تعالي فانظري بمن ابتلاني
قلت: وَكَانَ دَاوُد قد حكي لأحمد بْن حَنْبَل عنه قولا فِي القرآن بدعه فيه وَامتنع من الاجتماع معه بسببه.
فأنبأنا أبو بكر البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر ابن النّجم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي. قَالَ: كنا عند أَبِي زرعة، فاختلف رجلان من أصحابنا في أمر داود الأصبهانيّ والمزني، وهم فضل الرَّازِيّ، وَعبد الرحمن بْن خراش البغدادي، فَقَالَ ابْن خراش: دَاوُد كافر، وَقَالَ فضل المزني: جاهل، وَنحو هذا من الكلام، فأقبل عليهما أَبُو زرعة يوبخهما وَقَالَ لهما: ما وَاحد منهما لكما بصاحب، ثُمَّ قَالَ: من كَانَ عنده علم فلم يصنه، وَلم يقتصر عَلَيْهِ. وَالتجأ إِلَى الكلام، فما فِي أيديكما منه شيء. ثُمَّ قَالَ: إن الشَّافِعِيّ لا أعلم تكلم فِي كتبه بشيء من هذا الفضول الذي قد أحدثوه، ولا أدرى امتنع من ذلك إِلا ديانة، وَصانه اللَّه لما أراد أن ينفذ حكمته، ثُمَّ قَالَ: هؤلاء المتكلمون لا تكونوا منهم بسبيل فإن آخر أمرهم يرجع إِلَى شيء مكشوف ينكشفون عنه، وَإنما يتموه أمرهم سنة، سنتين، ثُمَّ ينكشف، فلا
أرى لأحد أن يناضل عَنْ أحد من هؤلاء، فإنهم إن تهتكوا يوما قيل لهذا المناضل أنت من أصحابه، وَإن طلب يوما طلب هذا به، لا ينبغي لمن يعقل أن يمدح هؤلاء، ثُمَّ قَالَ لي: ترى دَاوُد هذا؟ لو اقتصر على ما يقتصر عَلَيْهِ أَهْل العلم لظننت أنه يكمد أَهْل البدع بما عنده من البيان وَالآلة، وَلكنه تعدى، لقد قدم علينا من نيسابور فكتب إلي مُحَمَّد بْن رافع وَمحمد بْن يَحْيَى وَعمرو بْن زرارة وَحسين بْن منصور وَمشيخة نيسابور بما أحدث هناك، فكتمت ذلك لما خفت من عواقبه، وَلم أبدله شيئا من ذلك، فقدم بَغْدَاد وَكَانَ بينه وَبين صالح بْن أَحْمَد حسن، فكلم صالحا أن يتلطف له فِي الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فَقَالَ له: رجل سألني أن يأتيك؟ قَالَ ما اسمه؟ قَالَ دَاوُد، قَالَ من أين؟ قَالَ من أَهْل أصبهان، قَالَ: أي شيء صناعته؟ قَالَ وَكَانَ صالح يروغ عَنْ تعريفه إياه، فما زال أَبُو عَبْد اللَّهِ يفحص عنه حَتَّى فطن فَقَالَ هذا قد كتب إلي مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري فِي أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. قَالَ يا أبت ينتفي من هذا وَينكره، فَقَالَ أَبُو عَبْد الله: أحمد بن مُحَمَّد بْن يَحْيَى أصدق منه، لا تأذن له فِي المصير إلي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: وَفي شهر رمضان منها- يعني سنة سبعين وَمائتين- مات دَاوُد بْن عَلِيّ بْن خلف الأَصْبَهَانِيّ يكنى أبا سُلَيْمَان، وَهُوَ أول من أظهر انتحال الظاهر، وَنفى القياس فِي الأحكام قولا، وَاضطر إليه فعلا، فسماه دليلا.
وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الْمَحَامِلِيّ- وَكَانَ به خبيرا- قَالَ: كَانَ دَاوُد جاهلا بالكلام.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الوراق أنه كَانَ يورق على دَاوُد، وَأنه سمعه- وَسئل عَنِ القرآن- فَقَالَ أما الَّذِي فِي اللوح المحفوظ فغير مخلوق، وَأما الَّذِي هو بين الناس فمخلوق.
أَخْبَرَنِي الأزهري حدّثنا محمّد بن حميد اللّخميّ حدّثنا القاضي بن كامل إملاء- قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الورّاق المعروف بجوار. قَالَ: كنت أورق على دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ، وَكنت عنده يوما فِي دهليزه مَعَ جماعة من الغرباء، فسئل عَنِ القرآن فَقَالَ: القرآن الَّذِي قَالَ اللَّه تعالى: لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
[الواقعة 79] وقال:
فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ
[الواقعة 78] غير مخلوق، وَأما الَّذِي بين أظهرنا يمسه الحائض
وَالجنب فهو مخلوق. قَالَ الْقَاضِي: هذا مذهب يذهب إليه الناشئ المتكلم، وَهُوَ كفر بالله، صح الخبر عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مخافة أن يناله العدو. فجعل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كتب في المصاحف، والصحف، والألواح وغيرهما قرآنا. وَالقرآن على أي وَجه قرئ وَتلي فهو وَاحد غير مخلوق.
أَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أبي الفتح حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف أنشدني أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الناشئ يهجو دَاوُد بْن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ:
أقول كما قَالَ الخليل بْن أحمد ... وإن شئت ما بين النظامين فِي الشعر
عذلت على ما لو علمت ببعضه ... فسحت مكان اللوم وَالعذل من عذر
جهلت وَلم تعلم بأنك جاهل ... فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري؟!
قَالَ لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري: وَلد دَاوُد بْن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ وَإسماعيل بْن إسحاق القاضي في سنة مائتين.
وقلت: وَكذلك حكى الدارقطني عَنْ أَبِي طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر الْقَاضِي الذهلي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه الشاهد قَالَ لنا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي:
مات دَاوُد بْن عَلِيّ بْن خلف أَبُو سُلَيْمَان الفقيه المعروف بالأصبهاني فِي ذي القعدة سنة سبعين وَمائتين، وَدفن فِي منزله، وقد بلغ فيما بلغنا ثمان وَستين سنة، وَقيل إن ميلاده كَانَ سنة اثنتين وَمائتين، وَفي كتبه حَدِيث صالح كَانَ يرويه فيها.
وأخبرنا الدّاودي حدّثنا عبد الله بن محمّد الشّاهد حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن يعقوب القلالي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ. قَالَ: رأيت أَبِي دَاوُد فِي المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ غفر لي وَسامحني، قلت: غفر لك ثم سامحك؟ قَالَ: يا بني الأمر عظيم، وَالويل كل الويل لمن لم يسامح.
أصبهاني الأصل. سمع سُلَيْمَان بْن حرب، وعمرو بن مرزوق، والقعنبي، ومحمّد ابن كثير العبدي، وَمسددا وَرحل إِلَى نيسابور. فسمع من إسحاق بْن راهويه المسند وَالتفسير، ثُمَّ قدم بَغْدَاد فسكنها وَصنف كتبه بها. وهو إمام أصحاب الظاهر، وَكَانَ وَرعا ناسكا زاهدا. وَفي كتبه حَدِيث كثير، إِلا أن الرواية عنه عزيزة جدا، روى عنه ابنه مُحَمَّد، وَزكريا بْن يَحْيَى الساجي، وَيوسف بْن يعقوب بْن مهران الداودي، وَالعباس بْن أَحْمَد المذكر.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طالب حدثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحسنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الجراحي حدّثنا أبو عيسى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مِهْرَانَ الدَّاوُدِيُّ.
وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدّاودي حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشّاهد حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكِّرُ الْخَضِيبُ- فِي سُوقِ الْعَطَشِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وعشرين وثلاثمائة. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بن خلف حدّثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدّثنا عيسى بن يونس حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَلِلثَّيِّبِ نَصِيبٌ مِنْ أَمْرِهَا مَا لَمْ تَدْعُ إِلَى
سَخْطَةٍ، فَإِذَا دَعَتْ إِلَى سَخْطَةٍ وَأَوْلِيَاؤُهَا إِلَى الرضى، رُفِعَ شَأْنُهَا إِلَى السُّلْطَانِ »
. قَالَ إِسْحَاقُ فَقُلْتُ لِعِيسَى: آخِرُ الْكَلامِ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ أَوَ فِي الْحَدِيثِ؟ قَالَ هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ فَلا أدري.
أخبرنا محمّد بن عمر الدّاودي حدّثنا عبد الله بن محمّد الشّاهد حدّثنا العبّاس بن أحمد المذكر حدّثنا داود بن عليّ بن خلف حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ »
. وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
. هَذَانِ الْحَدِيثَانِ مُنْكَرَانِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَالْحِمْلُ فِيهِمَا عِنْدِي عَلَى الْمُذَكِّرِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ ثِقَةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه الحافظ النَّيْسَابُورِيّ قَالَ قرأت بخط أَبِي عمرو المستملي سمعت دَاوُد بْن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ يرد على إسحاق- يعني ابْن راهويه- وَما رأيت أحدا قبله وَلا بعده يرد عَلَيْهِ هيبة له.
قرأت فِي أصل كِتَابِ أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دوست- بخطه- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُقْسِمٍ قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس ثعلبا- وَقد سئل عَنْ دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ- فَقَالَ: كَانَ عقله أكثر من علمه.
حَدَّثَنِي أَبُو الْفَرَج مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الخرجوشي قَالَ سمعت الْقَاضِي أبا علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الشَّافِعِيّ يقول سمعت الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الْمَحَامِلِيّ يقول:
رأيت دَاوُد بْن عَلِيّ يصلي فما رأيت مسلما يشبهه فِي حسن تواضعه.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عليّ الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ الهمذاني- بمكة- حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن الْحُسَيْن قَالَ: سمعت أبا عبد الله بن الْمَحَامِلِيّ يقول: صليت صلاة العيد يوم فطر فِي جامع الْمَدِينَة، فلما انصرفت، قلت فِي نفسي أدخل على داود
ابن عَلِيّ أهنيه- وَكَانَ ينزل قطيعة الربيع- قَالَ فجئته وَقرعت عَلَيْهِ الباب فأذن لي، فدخلت عَلَيْهِ وَإذا بين يديه طبق فيه أوراق هندبا، وعصارة فيها نخلة وَهُوَ يأكل، فهنيته وَتعجبت من حاله، وَرأيت أن جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء، فخرجت من عنده وَدخلت على رجل من مجندي القطيعة يعرف بالجرجاني فلما علم بمجيئي إليه خرج إلي حاسر الرأس، حافي القدمين وَقَالَ لي: ما عنى الْقَاضِي أيده اللَّه؟ فقلت مهم. قَالَ وَما هو؟ قلت فِي جوارك دَاوُد بْن عَلِيّ وَمكانه من العلم، وَأنت فكثير البر وَالرغبة فِي الخير تغفل عنه؟ وَحدثته بما رأيت. فَقَالَ لي: دَاوُد شرس الخلق أعلم الْقَاضِي أني وَجهت إليه البارحة ألف درهم مَعَ غلامي ليستعين بها فِي بعض أموره فردها مَعَ الغلام وَقَالَ للغلام، قل له: بأي عين رأيتني؟ وَما الَّذِي بلغك من حاجتي وَخلتي، حَتَّى وَجهت إلي بهذا؟ قَالَ فتعجبت من ذلك فقلت له هات الدراهم فإني أحملها إليه أنا، فدعا بها وَدفعها إلي ثُمَّ قَالَ يا غلام ناولني الكيس الآخر، فجاءه بكيس فوزن ألفا أخرى فَقَالَ: تيك لنا وَهذه لموضع الْقَاضِي وَعنايته، قَالَ: فأخذت الألفين وَجئت إليه فقرعت بابه وَكلمني من وَراء الباب وقال ما ردة الْقَاضِي؟ قلت حاجة أكلمك فيها، فدخلت وَجلست ساعة، ثُمَّ أخرجت الدراهم وَجعلتها بين يديه، فَقَالَ: هذا جزاء من ائتمنك على سره إنما بأمانة العلم أدخلتك إلي، ارجع فلا حاجة لي فيما معك.
قَالَ الْمَحَامِلِيّ: فرجعت وَقد صغرت الدنيا فِي عيني، وَدخلت على الجرجاني فأخبرته بما كَانَ. فَقَالَ: أما أنا فقد أخرجت هذه الدراهم لله تعالى لا ترجع فِي مالي هذا، فليتول الْقَاضِي إخراجها فِي أَهْل الستر وَالعفاف، من المتجملين بالستر وَالصيانة على ما يراه، فقد أخرجتها عَنْ قلبي.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ قَالَ سمعت عَلِيّ بْن حمزة قَالَ سمعت أبا بَكْر بْن دَاوُد يقول سمعت أَبِي يقول: خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن روح النهرواني أخبرنا المعافى بن زكريّا حدّثنا إبراهيم ابن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي قَالَ استنشدني أَبُو سُلَيْمَان دَاوُد بْن عَلِيّ بعقب قصيدة أنشدته مدحته فيها وَسألته الجلوس فأجابني. وَقَالَ لي- فِي شيء منها- لو بدلت مكانه. فقلت له هذا كلام العرب فَقَالَ: أحسن الشعر ما دخل القلب بلا إذن- هذا
بعد أن بدلت الكلمة- فَقَالَ لي إنسان بحضرته: ما أشد ولو عك بذكر الفراق فِي شعرك؟ فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان: وأى شيء أمر من الفراق؟
ثُمَّ حكى عَنْ مُحَمَّد بْن حبيب عَنْ عمارة بْن عقيل عَنْ بلال بْن جرير أنه قيل له ما كَانَ أبوك صانعا حيث يقول:
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
قَالَ: كَانَ يقلع عينه وَلا يرى مظعن أحبابه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا الْحَسَن حيدرة بْن عُمَر الزندوردي الفقيه الداودي- بمكة- يقول سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ يقول سمعت أَبِي وَقَالَ له رجل: يا أبا سُلَيْمَان فعلت كذا وَكذا شكر اللَّه لك قَالَ: بل غفر اللَّه لي.
قَالَ: وَسمعت حيدرة بْن عُمَر يقول سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عَلِيّ الفقيه يقول: كَانَ مُحَمَّد بْن جرير من مختلفة دَاوُد بْن عَلِيّ، ثُمَّ تخلف عنه وَعقد مجلسا، فلما أخبر بذلك دَاوُد أنشأ يقول:
فلو أني بليت بهاشمي ... خئولته بنو عَبْد المدان
صبرت على أذيته وَلكن ... تعالي فانظري بمن ابتلاني
قلت: وَكَانَ دَاوُد قد حكي لأحمد بْن حَنْبَل عنه قولا فِي القرآن بدعه فيه وَامتنع من الاجتماع معه بسببه.
فأنبأنا أبو بكر البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر ابن النّجم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي. قَالَ: كنا عند أَبِي زرعة، فاختلف رجلان من أصحابنا في أمر داود الأصبهانيّ والمزني، وهم فضل الرَّازِيّ، وَعبد الرحمن بْن خراش البغدادي، فَقَالَ ابْن خراش: دَاوُد كافر، وَقَالَ فضل المزني: جاهل، وَنحو هذا من الكلام، فأقبل عليهما أَبُو زرعة يوبخهما وَقَالَ لهما: ما وَاحد منهما لكما بصاحب، ثُمَّ قَالَ: من كَانَ عنده علم فلم يصنه، وَلم يقتصر عَلَيْهِ. وَالتجأ إِلَى الكلام، فما فِي أيديكما منه شيء. ثُمَّ قَالَ: إن الشَّافِعِيّ لا أعلم تكلم فِي كتبه بشيء من هذا الفضول الذي قد أحدثوه، ولا أدرى امتنع من ذلك إِلا ديانة، وَصانه اللَّه لما أراد أن ينفذ حكمته، ثُمَّ قَالَ: هؤلاء المتكلمون لا تكونوا منهم بسبيل فإن آخر أمرهم يرجع إِلَى شيء مكشوف ينكشفون عنه، وَإنما يتموه أمرهم سنة، سنتين، ثُمَّ ينكشف، فلا
أرى لأحد أن يناضل عَنْ أحد من هؤلاء، فإنهم إن تهتكوا يوما قيل لهذا المناضل أنت من أصحابه، وَإن طلب يوما طلب هذا به، لا ينبغي لمن يعقل أن يمدح هؤلاء، ثُمَّ قَالَ لي: ترى دَاوُد هذا؟ لو اقتصر على ما يقتصر عَلَيْهِ أَهْل العلم لظننت أنه يكمد أَهْل البدع بما عنده من البيان وَالآلة، وَلكنه تعدى، لقد قدم علينا من نيسابور فكتب إلي مُحَمَّد بْن رافع وَمحمد بْن يَحْيَى وَعمرو بْن زرارة وَحسين بْن منصور وَمشيخة نيسابور بما أحدث هناك، فكتمت ذلك لما خفت من عواقبه، وَلم أبدله شيئا من ذلك، فقدم بَغْدَاد وَكَانَ بينه وَبين صالح بْن أَحْمَد حسن، فكلم صالحا أن يتلطف له فِي الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فَقَالَ له: رجل سألني أن يأتيك؟ قَالَ ما اسمه؟ قَالَ دَاوُد، قَالَ من أين؟ قَالَ من أَهْل أصبهان، قَالَ: أي شيء صناعته؟ قَالَ وَكَانَ صالح يروغ عَنْ تعريفه إياه، فما زال أَبُو عَبْد اللَّهِ يفحص عنه حَتَّى فطن فَقَالَ هذا قد كتب إلي مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري فِي أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. قَالَ يا أبت ينتفي من هذا وَينكره، فَقَالَ أَبُو عَبْد الله: أحمد بن مُحَمَّد بْن يَحْيَى أصدق منه، لا تأذن له فِي المصير إلي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: وَفي شهر رمضان منها- يعني سنة سبعين وَمائتين- مات دَاوُد بْن عَلِيّ بْن خلف الأَصْبَهَانِيّ يكنى أبا سُلَيْمَان، وَهُوَ أول من أظهر انتحال الظاهر، وَنفى القياس فِي الأحكام قولا، وَاضطر إليه فعلا، فسماه دليلا.
وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الْمَحَامِلِيّ- وَكَانَ به خبيرا- قَالَ: كَانَ دَاوُد جاهلا بالكلام.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الوراق أنه كَانَ يورق على دَاوُد، وَأنه سمعه- وَسئل عَنِ القرآن- فَقَالَ أما الَّذِي فِي اللوح المحفوظ فغير مخلوق، وَأما الَّذِي هو بين الناس فمخلوق.
أَخْبَرَنِي الأزهري حدّثنا محمّد بن حميد اللّخميّ حدّثنا القاضي بن كامل إملاء- قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الورّاق المعروف بجوار. قَالَ: كنت أورق على دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ، وَكنت عنده يوما فِي دهليزه مَعَ جماعة من الغرباء، فسئل عَنِ القرآن فَقَالَ: القرآن الَّذِي قَالَ اللَّه تعالى: لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
[الواقعة 79] وقال:
فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ
[الواقعة 78] غير مخلوق، وَأما الَّذِي بين أظهرنا يمسه الحائض
وَالجنب فهو مخلوق. قَالَ الْقَاضِي: هذا مذهب يذهب إليه الناشئ المتكلم، وَهُوَ كفر بالله، صح الخبر عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مخافة أن يناله العدو. فجعل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كتب في المصاحف، والصحف، والألواح وغيرهما قرآنا. وَالقرآن على أي وَجه قرئ وَتلي فهو وَاحد غير مخلوق.
أَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أبي الفتح حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف أنشدني أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الناشئ يهجو دَاوُد بْن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ:
أقول كما قَالَ الخليل بْن أحمد ... وإن شئت ما بين النظامين فِي الشعر
عذلت على ما لو علمت ببعضه ... فسحت مكان اللوم وَالعذل من عذر
جهلت وَلم تعلم بأنك جاهل ... فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري؟!
قَالَ لي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري: وَلد دَاوُد بْن عَلِيّ الأَصْبَهَانِيّ وَإسماعيل بْن إسحاق القاضي في سنة مائتين.
وقلت: وَكذلك حكى الدارقطني عَنْ أَبِي طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر الْقَاضِي الذهلي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه الشاهد قَالَ لنا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي:
مات دَاوُد بْن عَلِيّ بْن خلف أَبُو سُلَيْمَان الفقيه المعروف بالأصبهاني فِي ذي القعدة سنة سبعين وَمائتين، وَدفن فِي منزله، وقد بلغ فيما بلغنا ثمان وَستين سنة، وَقيل إن ميلاده كَانَ سنة اثنتين وَمائتين، وَفي كتبه حَدِيث صالح كَانَ يرويه فيها.
وأخبرنا الدّاودي حدّثنا عبد الله بن محمّد الشّاهد حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن يعقوب القلالي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن دَاوُد الأَصْبَهَانِيّ. قَالَ: رأيت أَبِي دَاوُد فِي المنام، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ غفر لي وَسامحني، قلت: غفر لك ثم سامحك؟ قَالَ: يا بني الأمر عظيم، وَالويل كل الويل لمن لم يسامح.
داود بن محبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان وسليمان، يُكَنَّى أبا قحذم وداود، يُكَنَّى أبا سليمان الطائي بصري مات ببغداد.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله سألت أبي عن داود بن محبر فضحك وقال شبه لا شيء كان لا يدري ذاك أيش الحديث
أنا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال داود بن محبر منكر الحديث لا شيء لا يدري ما الحديث.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ داود بن محبر منكر الحديث قال أحمد شبه لا شيء لا يدري ما الحديث.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال مات داود بن محبر أبو سليمان ببغداد سنة ست ومِئَتَين يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى.
قال أحمد شبه لا شيء لا يدري ما الحديث.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول داود بن محبر ليس بكذاب وقد كتبت، عن أبيه المحبر وكان داود ثقة ولكنه جفا الحديث وكان يتنسك وجالس الصوفيين بعبادان وكان يعمل الخوص ثم قدم بغداد بعد ذلك فلما أسن وكبر أتاه أصحاب الحديث فكان يحدثهم وكان يخطىء كثيرا ويصحف إلا أنه كان ثقة.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ المديني، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ بَحْرِ بْنِ مطر، حَدَّثَنا داود بن محبر بن قحذم أَخْبَرَنِي أَبِي مُحَبِّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَتُمْلأَنَّ الأَرْضَ جَوْرًا وَظُلْمًا فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللَّهُ رَجُلا مِنِّي اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلأُهَا عَدْلا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا فَلا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، ولاَ الأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا فَأَكْثَرَ فَتِسْعًا يَعْنِي التِّسْعَ سِنِينَ.
قال ابنُ عَدِي كذا قال داود في هذا الحديث، عن أبيه، عَن جَدِّهِ عن معاوية بن قرة، عن أبيه عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وغيره يرويه عن معاوية بن قرة، عَن أبي الصديق الناجي، عَن أبي سَعِيد الخدري وروى داود بن محبر، عن أبيه، عَن جَدِّهِ عن معاوية بن قرة، عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ حَدِيثًا آخر، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً
فقال هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ثم توضأ مرتين الحديث.
قال الشيخ: وهذا رواه زيد العمي عن معاوية بن قرة فقال عَبد الله بن عرادة عنه عن معاوية بن قرة عن عُبَيد بن عُمَير، عَن أبي كعب وقال سلام الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة، عنِ ابن عُمَر وهكذا رواه عَبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه أَيضًا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي سفيان الموصلي، حَدَّثَنا المقدمي، حَدَّثَنا الوليد بن هشام القحذمي، حَدَّثَنا الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ عَن جَدِّهِ أَبُو قَحْذَمٍ سُلَيْمَانِ بْنِ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا.
قال ابنُ عَدِي والمحبر بن قحذم هو والد داود بن محبر وسليمان بن ذكوان جده.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمد بْنُ عَمْرو بْنِ أَبِي سلمة الشيبي، حَدَّثَنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمد بْنُ إبراهيم الطرسوسي، قَال: حَدَّثَنا داود بن محبر، حَدَّثَنا هَمَّامٌ، عَن قَتادَة، عَن أَنَس قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ وَسَدْمَهُ وَلَهَا يَشْخَصُ وَيَنْصَبُ وَيَطْلُبُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَةٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَشَتَّتَ عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا ما قدر له ومن
كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ وَسَدْمَهُ وَلَهَا يَشْخَصُ وَيَنْصَبُ وَيَطْلُبُ جَعْلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ ضَيْعَتَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ.
قال الشيخ: وهذا عن همام بهذا الإِسْنَادِ لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ غَيْرَ داود.
حَدَّثَنَا عَبد الوهاب من أبي عصمة، حَدَّثَنا عَبد الله بن أيوب المخرمي، حَدَّثَنا داود بن المحبر، حَدَّثَنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَن أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَن أَنَس، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي شَرَابِهِ ثَلاثًا وَيَذْكُرُ اسْمَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا من حديث أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَن أَنَس عجب ويرويه عنه صالح المري، ولاَ أعلم أتى به غير داود بن محبر.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مقاتل، حَدَّثَنا عَبد الله بن أيوب، قَال: حَدَّثَنا داود بن محبر، حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن قَتادَة سُئِلَ أَنَسٌ مِمَّ كَانَ يَتَوَضَّأُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنَ الْحَدَثِ وَأَذَى الْمُسْلِمِ قِيلَ وَأَنْتُمْ قَالَ وَنَحْنُ.
قال الشيخ: وهذا لا يرويه عن شُعْبَة غير داود بن محبر، وَهو منكر المتن.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بنان، حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي الحارث، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ، حَدَّثني أَبِي، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ إِذَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ أَوْ سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ كَرَّرَهُ ثَلاثًا ليفهم عنه
قال الشيخ: وهذا أتى به داود، عن أبيه، وإِنَّما يروي هذا من حديث أنس يرويه، عَن أَنَس ثمامة.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ بحلب، حَدَّثَنا عُبَيد بن الهيثم، حَدَّثَنا داود بن محبر، حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَن أَبِي وائل عن سويد عن عفلة، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ بِمَ بُعِثْتَ قَالَ بِالْعَقْلِ قُلْتُ فَإِنِّي بِالْعَقْلِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْعَقْلَ لا غَايَةَ لَهُ مَنْ أَحَلَّ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ كَانَ عَاقِلا فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ كَانَ عَابِدًا فَإِنْ سَمَحَ فِي نَوَائِبِ الْمَعْرُوفِ كَانَ جَوَادًا فَمَنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَسَمَحَ فِي نَوَائِبِ المعروف بلا حظ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّهُ عَلَى ذَلِكَ فأولئك هم الأخسرون الذي ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن عُمَر الحراني، حَدَّثَنا صالح بن زياد السوسي، حَدَّثَنا داود بن محبر بن قحذم الطَّائِيُّ عَنْ نَصْرِ بْنِ طَرِيفٍ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، ولاَ دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ.
قال الشيخ: وهذان الحديثان منكران في العقل المتن والإسناد وعند داود كتاب قد صنفه في فضائل العقل وفيه أحاديث مسندة وكل تلك الأخبار أو عامتها غير محفوظات وداود له أحاديث صالحة خارج كتاب العقل ويشبه أن تكون صورته ما ذكره يَحْيى بن مَعِين أنه كان يخطىء ويصحف الكثير وفي الأصل أنه صدوق كما ذكره
مَن اسْمُه درست.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله سألت أبي عن داود بن محبر فضحك وقال شبه لا شيء كان لا يدري ذاك أيش الحديث
أنا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال داود بن محبر منكر الحديث لا شيء لا يدري ما الحديث.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ داود بن محبر منكر الحديث قال أحمد شبه لا شيء لا يدري ما الحديث.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال مات داود بن محبر أبو سليمان ببغداد سنة ست ومِئَتَين يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى.
قال أحمد شبه لا شيء لا يدري ما الحديث.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول داود بن محبر ليس بكذاب وقد كتبت، عن أبيه المحبر وكان داود ثقة ولكنه جفا الحديث وكان يتنسك وجالس الصوفيين بعبادان وكان يعمل الخوص ثم قدم بغداد بعد ذلك فلما أسن وكبر أتاه أصحاب الحديث فكان يحدثهم وكان يخطىء كثيرا ويصحف إلا أنه كان ثقة.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ المديني، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ بَحْرِ بْنِ مطر، حَدَّثَنا داود بن محبر بن قحذم أَخْبَرَنِي أَبِي مُحَبِّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَتُمْلأَنَّ الأَرْضَ جَوْرًا وَظُلْمًا فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللَّهُ رَجُلا مِنِّي اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلأُهَا عَدْلا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا فَلا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، ولاَ الأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا فَأَكْثَرَ فَتِسْعًا يَعْنِي التِّسْعَ سِنِينَ.
قال ابنُ عَدِي كذا قال داود في هذا الحديث، عن أبيه، عَن جَدِّهِ عن معاوية بن قرة، عن أبيه عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وغيره يرويه عن معاوية بن قرة، عَن أبي الصديق الناجي، عَن أبي سَعِيد الخدري وروى داود بن محبر، عن أبيه، عَن جَدِّهِ عن معاوية بن قرة، عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ حَدِيثًا آخر، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً
فقال هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ثم توضأ مرتين الحديث.
قال الشيخ: وهذا رواه زيد العمي عن معاوية بن قرة فقال عَبد الله بن عرادة عنه عن معاوية بن قرة عن عُبَيد بن عُمَير، عَن أبي كعب وقال سلام الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة، عنِ ابن عُمَر وهكذا رواه عَبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه أَيضًا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي سفيان الموصلي، حَدَّثَنا المقدمي، حَدَّثَنا الوليد بن هشام القحذمي، حَدَّثَنا الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ عَن جَدِّهِ أَبُو قَحْذَمٍ سُلَيْمَانِ بْنِ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا.
قال ابنُ عَدِي والمحبر بن قحذم هو والد داود بن محبر وسليمان بن ذكوان جده.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمد بْنُ عَمْرو بْنِ أَبِي سلمة الشيبي، حَدَّثَنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمد بْنُ إبراهيم الطرسوسي، قَال: حَدَّثَنا داود بن محبر، حَدَّثَنا هَمَّامٌ، عَن قَتادَة، عَن أَنَس قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ وَسَدْمَهُ وَلَهَا يَشْخَصُ وَيَنْصَبُ وَيَطْلُبُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَةٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَشَتَّتَ عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا ما قدر له ومن
كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ وَسَدْمَهُ وَلَهَا يَشْخَصُ وَيَنْصَبُ وَيَطْلُبُ جَعْلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ ضَيْعَتَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ.
قال الشيخ: وهذا عن همام بهذا الإِسْنَادِ لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ غَيْرَ داود.
حَدَّثَنَا عَبد الوهاب من أبي عصمة، حَدَّثَنا عَبد الله بن أيوب المخرمي، حَدَّثَنا داود بن المحبر، حَدَّثَنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَن أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَن أَنَس، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي شَرَابِهِ ثَلاثًا وَيَذْكُرُ اسْمَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وهذا من حديث أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَن أَنَس عجب ويرويه عنه صالح المري، ولاَ أعلم أتى به غير داود بن محبر.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مقاتل، حَدَّثَنا عَبد الله بن أيوب، قَال: حَدَّثَنا داود بن محبر، حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن قَتادَة سُئِلَ أَنَسٌ مِمَّ كَانَ يَتَوَضَّأُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنَ الْحَدَثِ وَأَذَى الْمُسْلِمِ قِيلَ وَأَنْتُمْ قَالَ وَنَحْنُ.
قال الشيخ: وهذا لا يرويه عن شُعْبَة غير داود بن محبر، وَهو منكر المتن.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بنان، حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي الحارث، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ، حَدَّثني أَبِي، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ إِذَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ أَوْ سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ كَرَّرَهُ ثَلاثًا ليفهم عنه
قال الشيخ: وهذا أتى به داود، عن أبيه، وإِنَّما يروي هذا من حديث أنس يرويه، عَن أَنَس ثمامة.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ بحلب، حَدَّثَنا عُبَيد بن الهيثم، حَدَّثَنا داود بن محبر، حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَن أَبِي وائل عن سويد عن عفلة، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ بِمَ بُعِثْتَ قَالَ بِالْعَقْلِ قُلْتُ فَإِنِّي بِالْعَقْلِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ الْعَقْلَ لا غَايَةَ لَهُ مَنْ أَحَلَّ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ كَانَ عَاقِلا فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ كَانَ عَابِدًا فَإِنْ سَمَحَ فِي نَوَائِبِ الْمَعْرُوفِ كَانَ جَوَادًا فَمَنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَسَمَحَ فِي نَوَائِبِ المعروف بلا حظ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّهُ عَلَى ذَلِكَ فأولئك هم الأخسرون الذي ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن عُمَر الحراني، حَدَّثَنا صالح بن زياد السوسي، حَدَّثَنا داود بن محبر بن قحذم الطَّائِيُّ عَنْ نَصْرِ بْنِ طَرِيفٍ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، ولاَ دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ.
قال الشيخ: وهذان الحديثان منكران في العقل المتن والإسناد وعند داود كتاب قد صنفه في فضائل العقل وفيه أحاديث مسندة وكل تلك الأخبار أو عامتها غير محفوظات وداود له أحاديث صالحة خارج كتاب العقل ويشبه أن تكون صورته ما ذكره يَحْيى بن مَعِين أنه كان يخطىء ويصحف الكثير وفي الأصل أنه صدوق كما ذكره
مَن اسْمُه درست.
دَاوُد بن عبد الْجَبَّار لَيْسَ بِثِقَة
داود بن عبد الجبار
قال: داود بن عبد الجبار كان ينزل باب الطاق، وكان يكذب، وقد رأيته.
(هذا رأي يحيى بن معين)
قال: داود بن عبد الجبار كان ينزل باب الطاق، وكان يكذب، وقد رأيته.
(هذا رأي يحيى بن معين)
دَاوُد بْن عَبْد الجبار،
سمع ابراهيم بن جرير (4) ، سمع
منه سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وقال مُحَمَّد بْن عقبة: حدثنا دَاوُد بْن عَبْد الجبار الكوفي وكَانَ مؤذنا سَمِعَ أبا الجارود، وأَبُو الجارود منكر الحديث، وقال سُلَيْمَان أَبُو الربيع حدثنا دَاوُد بْن عَبْد الجبار سَمِعَ سلمة بْن المجنون عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ولد الْعَبَّاس فِي السواد وحديث آخر، منكر الحديث، كناه أَبُو مَعمَر إِسْمَاعِيل، ويقال لَهُ أَبُو سُلَيْمَان المؤذن.
سمع ابراهيم بن جرير (4) ، سمع
منه سَعِيد بْن سُلَيْمَان، وقال مُحَمَّد بْن عقبة: حدثنا دَاوُد بْن عَبْد الجبار الكوفي وكَانَ مؤذنا سَمِعَ أبا الجارود، وأَبُو الجارود منكر الحديث، وقال سُلَيْمَان أَبُو الربيع حدثنا دَاوُد بْن عَبْد الجبار سَمِعَ سلمة بْن المجنون عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ولد الْعَبَّاس فِي السواد وحديث آخر، منكر الحديث، كناه أَبُو مَعمَر إِسْمَاعِيل، ويقال لَهُ أَبُو سُلَيْمَان المؤذن.
داود بن عَبد الجبار كوفي.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال داود بن عَبد الجبار ليس بثقة.
زاد بن حماد.
وفي موضعٍ آخر سمعت يَحْيى بن مَعِين يقول داود بن عَبد الجبار كان ينزل باب الطاق وقد رأيته وكان يكذب.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثني سَعِيد بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بن عَبد الجبار وكان قائدا ببغداد سمع إبراهيم بن جرير وسلمة بن مجنون منكر الحديث أراه هو الكوفي وكان مؤذنا سمع منه أبو الربيع الزهراني.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ داود بن عَبد الجبار سمع إبراهيم بن جرير بن عَبد الله روى عنه سَعِيد بن سليمان وقال مُحَمد بن عقبة، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ الكوفي وكان مؤذنا سمع أبا الجارود منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنا داود بن عَبد الجبار، حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الْمَجْنُونِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ دَخَلَ الْعَبَّاسُ بَيْتًا فِيهِ نَاسٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَقَالَ أَفِيكُمْ غَرِيبٌ أَوْ هَلْ عَلَيْكُمْ عَيْنٌ فَقَالُوا مَا فِينَا غَرِيبٌ، ولاَ عَلَيْنَا عَيْنٌ قَالَ وَكَانَ لا يَعْدُونِي مِنَ الْغُرَبَاءِ لأَنَّنِي مِنْ ضِيْفَانِ النَّبِيِّ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ وَكُنْتُ مُسَانِدًا فَلَمْ يَفْطِنْ لِي فَقَالَ إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتِ السُّودِ فَالْزَمُوا الْفَرَسَ فَإِنَّ دولتنا معهم
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَعِيد الدستوائي التستري، حَدَّثَنا القاسم بن نصر، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ مُحَمد الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الْحَسَنِ، عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَخَذَ حَقَّهُ فِي عَفَافٍ وَكَفَافٍ واف أو غير واف.
حَدَّثَنَا أحمد بن حفص السعيد، حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ الأَزْدِيُّ، عَن أَبِي شُرَاعَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتِ السُّودِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ لا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَّاءَ.
وأبو شراعة هذا الذي يروي عنه داود يدل على أنه سلمة بن المجنون الذي ذكرته، عَن أبي الربيع الزهراني عن داود عنه قبل هذا الحديث لأن هذا المتن يقرب من ذلك المتن.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ شيخ من أهل المدينة كذا قَالَ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ يعمر الهمداني أن نقش خاتم علي بن أبي طالب الله ولي علي.
وقوله شيخ من أهل المدينة غلط لأن داود كوفي ولداود شيء يسير من الحديث غير ما ذكرته ويتبين على رواياته ضعفه.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال داود بن عَبد الجبار ليس بثقة.
زاد بن حماد.
وفي موضعٍ آخر سمعت يَحْيى بن مَعِين يقول داود بن عَبد الجبار كان ينزل باب الطاق وقد رأيته وكان يكذب.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثني سَعِيد بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بن عَبد الجبار وكان قائدا ببغداد سمع إبراهيم بن جرير وسلمة بن مجنون منكر الحديث أراه هو الكوفي وكان مؤذنا سمع منه أبو الربيع الزهراني.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ داود بن عَبد الجبار سمع إبراهيم بن جرير بن عَبد الله روى عنه سَعِيد بن سليمان وقال مُحَمد بن عقبة، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ الكوفي وكان مؤذنا سمع أبا الجارود منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنا داود بن عَبد الجبار، حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الْمَجْنُونِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ دَخَلَ الْعَبَّاسُ بَيْتًا فِيهِ نَاسٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَقَالَ أَفِيكُمْ غَرِيبٌ أَوْ هَلْ عَلَيْكُمْ عَيْنٌ فَقَالُوا مَا فِينَا غَرِيبٌ، ولاَ عَلَيْنَا عَيْنٌ قَالَ وَكَانَ لا يَعْدُونِي مِنَ الْغُرَبَاءِ لأَنَّنِي مِنْ ضِيْفَانِ النَّبِيِّ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ وَكُنْتُ مُسَانِدًا فَلَمْ يَفْطِنْ لِي فَقَالَ إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتِ السُّودِ فَالْزَمُوا الْفَرَسَ فَإِنَّ دولتنا معهم
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَعِيد الدستوائي التستري، حَدَّثَنا القاسم بن نصر، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ مُحَمد الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الْحَسَنِ، عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَخَذَ حَقَّهُ فِي عَفَافٍ وَكَفَافٍ واف أو غير واف.
حَدَّثَنَا أحمد بن حفص السعيد، حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ الأَزْدِيُّ، عَن أَبِي شُرَاعَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتِ السُّودِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ لا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَّاءَ.
وأبو شراعة هذا الذي يروي عنه داود يدل على أنه سلمة بن المجنون الذي ذكرته، عَن أبي الربيع الزهراني عن داود عنه قبل هذا الحديث لأن هذا المتن يقرب من ذلك المتن.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ عَبد الْجَبَّارِ شيخ من أهل المدينة كذا قَالَ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ يعمر الهمداني أن نقش خاتم علي بن أبي طالب الله ولي علي.
وقوله شيخ من أهل المدينة غلط لأن داود كوفي ولداود شيء يسير من الحديث غير ما ذكرته ويتبين على رواياته ضعفه.
داود بْن المحبر بْن قحذم بْن سُلَيْمَان بْن ذكوان، أَبُو سُلَيْمَان الطائي الْبَصْرِيّ :
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ شُعْبَة، وَحماد بْن سلمة، وَهمام بْن يَحْيَى، وَعباد بْن كثير، وَأبي جزي نصر بْن طريف، وَصالح المري، وَالهيثم بْن حَمَّاد، وَعدي بْن الفضل، وَعبد الواحد بْن زِيَاد، وَغياث بْن إِبْرَاهِيمَ، وَالسري بْن يَحْيَى، وَالحسن بْن دينار، وَمقاتل بْن سُلَيْمَان، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وَسلام أَبِي المنذر وَهياج بْن بسطام.
روى عنه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البرجلاني، وَمحمد بْن إسحاق الصاغاني، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي، وَالحسن بْن يَزِيد الجصاص، وَالحسن بْن مكرم البزاز، وَالحارث بْن أَبِي أسامة، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدّثنا الحارث بن أبي أسامة حدّثنا داود بن المحبر بن قحذم حدّثنا عبّاد بن كثير عن ابن
جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتِ الرَّجُلَ يَقِلُّ قِيَامُهُ وَيَكْثُرُ رُقَادُهُ، وَآخَرُ يَكْثُرُ قِيَامُهُ وَيَقِلُّ رُقَادُهُ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سألتني فقال: «أحسنهما عقلا» . فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ عِبَادَتِهِمَا؟ فقال: «يا عائشة، إنما يسألان عَنْ عُقُولِهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَعْقَلَ كَانَ أَفْضَلَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ »
. أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ الزَّيَّاتِ حدثكم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصوفي قَالَ سمعت الدُّورِيَّ يَقُول سَمِعْتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ- وَذكر داود بْن المحبر- فأحسن عَلَيْهِ الثناء، وَذكره بخير وَقَالَ: ما زال معروفا بالحديث، يكتب الحديث، وَترك الحديث ثُمَّ ذهب فصحب قوما من المعتزلة، فأفسدوه، وَهُوَ ثقة.
قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس الأصم- وذهب أصله له- ثم أخبرني العتيقي أخبرنا عثمان ابن محمّد المخرّميّ أَخْبَرَنِي الأصم أن العباس بن مُحَمَّد الدوري حدثهم. قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: حدّثنا داود بْن المحبر ليس بكذاب. قَالَ يَحْيَى: وَقد كتبت عَنْ أبيه المحبر بْن قحذم وَكَانَ داود ثقة، وَلكنه جفا الحديث ثُمَّ حدث.
قلت: حال داود ظاهرة فِي كونه غير ثقة، وَلو لم يكن له غير وَضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته.
وَقد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري قَالَ سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يقول قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: كتاب العقل وَضعه أربعة؛ أولهم ميسرة بْن عَبْد ربه، ثُمَّ سرقه منه داود بْن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وَسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء، فركبه بأسانيد أخر ثُمَّ سرقه سُلَيْمَان بْن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر. أَوْ كما قَالَ الدارقطني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن قَالَ حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ سألت أَبِي عَنْ داود بْن المحبر فضحك وَقَالَ: شبه لا شيء كَانَ يدري ذاك إيش الحديث؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي أَخْبَرَنِي محمد
ابن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن إسماعيل البخاريّ يقول: داود ابن المحبر منكر الحديث، شبه لا شيء، لا يدري ما الحديث.
أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي. قَالَ سئل أَبُو زرعة عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف الحديث.
وَقَالَ الفضل بْن سهل الأعرج سئل عنه يَحْيَى بْن معين فَقَالَ: ليس له بخت.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: داود بن المحبر كان يروى عن كل أحد، فكان مضطرب الأمر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سئل أَبُو داود عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: هو ثقة شبه الضعيف. وَبلغني عَنْ يَحْيَى فيه كلام أنه يوثقه.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: داود بْن المحبر يكذب وَيضعف فِي الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بمرو- وقَالَ سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد جزرة الْحَافِظ عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف صاحب مناكير.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: داود بْن المحبر ضعيف.
أخبرني الأزهري حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: داود بْن المحبر متروك الحديث. قيل إن داود بْن المحبر مات بِبَغْدَادَ فِي يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى سنة ست وَمائتين.
نزل بَغْدَاد وَحدث بِهَا عَنْ شُعْبَة، وَحماد بْن سلمة، وَهمام بْن يَحْيَى، وَعباد بْن كثير، وَأبي جزي نصر بْن طريف، وَصالح المري، وَالهيثم بْن حَمَّاد، وَعدي بْن الفضل، وَعبد الواحد بْن زِيَاد، وَغياث بْن إِبْرَاهِيمَ، وَالسري بْن يَحْيَى، وَالحسن بْن دينار، وَمقاتل بْن سُلَيْمَان، وَإسماعيل بْن عَيَّاشٍ، وَسلام أَبِي المنذر وَهياج بْن بسطام.
روى عنه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البرجلاني، وَمحمد بْن إسحاق الصاغاني، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ المنادي، وَالحسن بْن يَزِيد الجصاص، وَالحسن بْن مكرم البزاز، وَالحارث بْن أَبِي أسامة، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدّثنا الحارث بن أبي أسامة حدّثنا داود بن المحبر بن قحذم حدّثنا عبّاد بن كثير عن ابن
جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتِ الرَّجُلَ يَقِلُّ قِيَامُهُ وَيَكْثُرُ رُقَادُهُ، وَآخَرُ يَكْثُرُ قِيَامُهُ وَيَقِلُّ رُقَادُهُ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سألتني فقال: «أحسنهما عقلا» . فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ عِبَادَتِهِمَا؟ فقال: «يا عائشة، إنما يسألان عَنْ عُقُولِهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَعْقَلَ كَانَ أَفْضَلَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ »
. أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ الزَّيَّاتِ حدثكم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصوفي قَالَ سمعت الدُّورِيَّ يَقُول سَمِعْتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ- وَذكر داود بْن المحبر- فأحسن عَلَيْهِ الثناء، وَذكره بخير وَقَالَ: ما زال معروفا بالحديث، يكتب الحديث، وَترك الحديث ثُمَّ ذهب فصحب قوما من المعتزلة، فأفسدوه، وَهُوَ ثقة.
قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس الأصم- وذهب أصله له- ثم أخبرني العتيقي أخبرنا عثمان ابن محمّد المخرّميّ أَخْبَرَنِي الأصم أن العباس بن مُحَمَّد الدوري حدثهم. قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: حدّثنا داود بْن المحبر ليس بكذاب. قَالَ يَحْيَى: وَقد كتبت عَنْ أبيه المحبر بْن قحذم وَكَانَ داود ثقة، وَلكنه جفا الحديث ثُمَّ حدث.
قلت: حال داود ظاهرة فِي كونه غير ثقة، وَلو لم يكن له غير وَضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته.
وَقد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري قَالَ سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الْحَافِظ يقول قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: كتاب العقل وَضعه أربعة؛ أولهم ميسرة بْن عَبْد ربه، ثُمَّ سرقه منه داود بْن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وَسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء، فركبه بأسانيد أخر ثُمَّ سرقه سُلَيْمَان بْن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر. أَوْ كما قَالَ الدارقطني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن رزق أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن قَالَ حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ سألت أَبِي عَنْ داود بْن المحبر فضحك وَقَالَ: شبه لا شيء كَانَ يدري ذاك إيش الحديث؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان أَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم المستملي أَخْبَرَنِي محمد
ابن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ سمعت مُحَمَّد بن إسماعيل البخاريّ يقول: داود ابن المحبر منكر الحديث، شبه لا شيء، لا يدري ما الحديث.
أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَمْرو البرذعي. قَالَ سئل أَبُو زرعة عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف الحديث.
وَقَالَ الفضل بْن سهل الأعرج سئل عنه يَحْيَى بْن معين فَقَالَ: ليس له بخت.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: داود بن المحبر كان يروى عن كل أحد، فكان مضطرب الأمر.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سئل أَبُو داود عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: هو ثقة شبه الضعيف. وَبلغني عَنْ يَحْيَى فيه كلام أنه يوثقه.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا عَلِيّ صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يقول: داود بْن المحبر يكذب وَيضعف فِي الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بمرو- وقَالَ سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد جزرة الْحَافِظ عَنْ داود بْن المحبر فَقَالَ: ضعيف صاحب مناكير.
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد قَالَ حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: داود بْن المحبر ضعيف.
أخبرني الأزهري حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: داود بْن المحبر متروك الحديث. قيل إن داود بْن المحبر مات بِبَغْدَادَ فِي يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى سنة ست وَمائتين.
دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ أَبُو الفَضْلِ الخُوَارِزْمِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو الفَضْلِ الخُوَارِزْمِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، مَولَى بَنِي هَاشِمٍ، رَحَّالٌ، جَوَّالٌ، صَاحِبُ حَدِيْثٍ.
سَمِعَ: أَبَا المَلِيْحِ الحَسَنَ بنَ عُمَرَ الرَّقِّيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ جَعْفَرٍ، وَهُشَيْمَ بنَ بَشِيْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى بنَ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ، وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبَ، وَمَرْوَانَ بنَ مُعَاوِيَةَ، وَشُعَيْبَ بنَ إِسْحَاقَ، وَسُوَيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيَّ، وَمَكِّيَّ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَعِدَّةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلدٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُجَدَّرِ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ.وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ، نَبِيْلٌ.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ فِي (صَحِيْحِهِ) ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ.
أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ فِي (المُجَالَسَةِ) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، قَالَ:
قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي، فَأَخَذَنِي البَردُ؛ لِمَا أَنَا فِيْهِ مِنَ العُرْيِ، فَأَخَذَنِي النَّومُ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُوْلُ: يَا دَاوُدُ، أَنَمْنَاهُمْ وَأَقَمنَاكَ، فَتَبكِي عَلَيْنَا؟
قَالَ الحَرْبِيُّ: فَأَظُنُّ دَاوُدَ مَا نَامَ بَعْدَهَا -يَعْنِي: مَا تَرَكَ تَهَجُّدَ اللَّيْلِ-.
قَالَ: وسَمِعْتُ دَاوُدَ يَقُوْلُ: قَالَتْ حُكَمَاءُ الهِنْدِ:
لاَ ظَفَرَ مَعَ بَغْيٍ، وَلاَ صِحَّةَ مَعَ نَهْمٍ، وَلاَ ثَنَاءَ مَعَ كِبْرٍ، وَلاَ صَدَاقَةَ مَعَ خِبٍّ، وَلاَ شَرَفَ مَعَ سُوءِ أَدَبٍ، وَلاَ بِرَّ معَ شُحٍّ، وَلاَ مَحَبَّةَ مَعَ هُزءٍ، وَلاَ قَضَاءَ مَعَ عَدَمِ فِقْهٍ، وَلاَ عُذْرَ مَعَ إِصرَارٍ، وَلاَ سِلْمَ قَلْبٍ مَعَ غِيبَةٍ، وَلاَ رَاحَةَ مَعَ حَسَدٍ، وَلاَ سُؤْدُدَ مَعَ انتِقَامٍ، وَلاَ رِئَاسَةَ مَعَ عِزَّةِ نَفْسٍ وَعُجْبٍ، وَلاَ صَوَابَ مَعَ تَركِ مُشَاوَرَةٍ، وَلاَ ثَبَاتَ مُلْكٍ مَعَ تَهَاوُنٍ.
تُوُفِّيَ: سَابِعَ شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ مِنْ أَبنَاءِ
الثَّمَانِيْنَ، وَلَعَلَّ بَعْضَ أُمَرَاءِ الزَّمَانِ يَحوِي هَذِهِ الخِلاَلَ الرَّدِيَّةَ.قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَكَ المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! عَلِّمْنِي مَا أَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ، وَلاَ تُكْثِرْ عَلَيَّ.
قَالَ: (لاَ تَغْضَبْ).
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، وَجَمَاعَةٍ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو المُنَجَّى بنُ اللَّتِّيِّ، وَقَرَأْتُ عَلَى الأَبَرْقُوْهِيِّ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا العُلَبِيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى الهَرْثَمِيَّةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:
رَأَى عَلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَوْبَيْنِ مُعَصفَرَيْنِ، فَقَالَ: (أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا) ؟
قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا؟
قَالَ: (أَحْرِقْهُمَا) .
أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ دَاوُدَ.
وَالإِحرَاقُ هُنَا تَعْزِيْرٌ، وَلَعَلَّ صِبْغَهُمَا كَانَ لاَ يَزُولُ بِالغَسْلِ كَمَا يَنْبَغِي، وَالمُعَصْفَرُ يُرَخَّصُ لِلْمَرْأَةِ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو الفَضْلِ الخُوَارِزْمِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، مَولَى بَنِي هَاشِمٍ، رَحَّالٌ، جَوَّالٌ، صَاحِبُ حَدِيْثٍ.
سَمِعَ: أَبَا المَلِيْحِ الحَسَنَ بنَ عُمَرَ الرَّقِّيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ جَعْفَرٍ، وَهُشَيْمَ بنَ بَشِيْرٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى بنَ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ ابْنَ عُلَيَّةَ، وَبَقِيَّةَ بنَ الوَلِيْدِ، وَأَبَا إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبَ، وَمَرْوَانَ بنَ مُعَاوِيَةَ، وَشُعَيْبَ بنَ إِسْحَاقَ، وَسُوَيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيَّ، وَمَكِّيَّ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَعِدَّةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلدٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُجَدَّرِ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ.وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ، نَبِيْلٌ.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ فِي (صَحِيْحِهِ) ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ.
أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ فِي (المُجَالَسَةِ) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، قَالَ:
قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي، فَأَخَذَنِي البَردُ؛ لِمَا أَنَا فِيْهِ مِنَ العُرْيِ، فَأَخَذَنِي النَّومُ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُوْلُ: يَا دَاوُدُ، أَنَمْنَاهُمْ وَأَقَمنَاكَ، فَتَبكِي عَلَيْنَا؟
قَالَ الحَرْبِيُّ: فَأَظُنُّ دَاوُدَ مَا نَامَ بَعْدَهَا -يَعْنِي: مَا تَرَكَ تَهَجُّدَ اللَّيْلِ-.
قَالَ: وسَمِعْتُ دَاوُدَ يَقُوْلُ: قَالَتْ حُكَمَاءُ الهِنْدِ:
لاَ ظَفَرَ مَعَ بَغْيٍ، وَلاَ صِحَّةَ مَعَ نَهْمٍ، وَلاَ ثَنَاءَ مَعَ كِبْرٍ، وَلاَ صَدَاقَةَ مَعَ خِبٍّ، وَلاَ شَرَفَ مَعَ سُوءِ أَدَبٍ، وَلاَ بِرَّ معَ شُحٍّ، وَلاَ مَحَبَّةَ مَعَ هُزءٍ، وَلاَ قَضَاءَ مَعَ عَدَمِ فِقْهٍ، وَلاَ عُذْرَ مَعَ إِصرَارٍ، وَلاَ سِلْمَ قَلْبٍ مَعَ غِيبَةٍ، وَلاَ رَاحَةَ مَعَ حَسَدٍ، وَلاَ سُؤْدُدَ مَعَ انتِقَامٍ، وَلاَ رِئَاسَةَ مَعَ عِزَّةِ نَفْسٍ وَعُجْبٍ، وَلاَ صَوَابَ مَعَ تَركِ مُشَاوَرَةٍ، وَلاَ ثَبَاتَ مُلْكٍ مَعَ تَهَاوُنٍ.
تُوُفِّيَ: سَابِعَ شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ مِنْ أَبنَاءِ
الثَّمَانِيْنَ، وَلَعَلَّ بَعْضَ أُمَرَاءِ الزَّمَانِ يَحوِي هَذِهِ الخِلاَلَ الرَّدِيَّةَ.قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَكَ المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ المُؤَدِّبُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! عَلِّمْنِي مَا أَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ، وَلاَ تُكْثِرْ عَلَيَّ.
قَالَ: (لاَ تَغْضَبْ).
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، وَجَمَاعَةٍ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو المُنَجَّى بنُ اللَّتِّيِّ، وَقَرَأْتُ عَلَى الأَبَرْقُوْهِيِّ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا العُلَبِيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى الهَرْثَمِيَّةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:
رَأَى عَلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَوْبَيْنِ مُعَصفَرَيْنِ، فَقَالَ: (أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا) ؟
قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا؟
قَالَ: (أَحْرِقْهُمَا) .
أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ دَاوُدَ.
وَالإِحرَاقُ هُنَا تَعْزِيْرٌ، وَلَعَلَّ صِبْغَهُمَا كَانَ لاَ يَزُولُ بِالغَسْلِ كَمَا يَنْبَغِي، وَالمُعَصْفَرُ يُرَخَّصُ لِلْمَرْأَةِ.
داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي
سمع بدمشق.
حدث عن الوليد بن مسلم بسنده عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من أعتق رقبة أعتق الله بكل إرب منها إرباً منه من النار، حتى باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج. فقال له علي بن حسين: يا سعيد سمعت هذا من أبي هريرة؟ قال: نعم. قال الغلام له، أقرب غلمانه: ادع لي قبطياً. فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حر لوجه الله ".
وحدث داود بن رشيد عن شعيب بن إسحاق بسنده عن عبد الله بن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بقرني شيطان ".
وحدث عن سلمة بن بشر بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم ".
توفي داود بن رشيد يوم الجمعة لسبع خلون من شعبان سنة تسع وثلاثين ومئتين. وكان قد كف بصره. وكان يحيى بن معين يوثقه. وكان صدوقاً.
قال داود بن رشيد: قمت ليلةً أصلي. فأخذني البرد لما أنا فيه من العري، فأخذني النوم؛ فرأيت فيما يرى النائم كأن قائلاً يقول لي: يا داود، أنمناهم وأقمناك، فتبكي علينا. قال إبراهيم الحربي: فأرى داود ما نام بعدها.
وكان داود بن رشيد يقول: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغي، ولا صحة مع نهم، ولا ثناء مع كبر، ولا صداقة مع خب، ولا شرف مع سوء أدب، ولا بر مع شح، ولا اجتناب محرم مع حرص، ولا محبة مع هزء، ولا ولاية حكم مع عدم فقه، ولا عذر مع إصرار، ولا سلم قلب مع
الغيبة، ولا راحة مع جسد، ولا سؤدد مع انتقام، ولا رئاسة مع عرارة نفس وعجب، ولا صواب مع ترك المشاورة، ولا ثبات ملك مع تهاون وجهالة وزراء.
سمع بدمشق.
حدث عن الوليد بن مسلم بسنده عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من أعتق رقبة أعتق الله بكل إرب منها إرباً منه من النار، حتى باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج. فقال له علي بن حسين: يا سعيد سمعت هذا من أبي هريرة؟ قال: نعم. قال الغلام له، أقرب غلمانه: ادع لي قبطياً. فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حر لوجه الله ".
وحدث داود بن رشيد عن شعيب بن إسحاق بسنده عن عبد الله بن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بقرني شيطان ".
وحدث عن سلمة بن بشر بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم ".
توفي داود بن رشيد يوم الجمعة لسبع خلون من شعبان سنة تسع وثلاثين ومئتين. وكان قد كف بصره. وكان يحيى بن معين يوثقه. وكان صدوقاً.
قال داود بن رشيد: قمت ليلةً أصلي. فأخذني البرد لما أنا فيه من العري، فأخذني النوم؛ فرأيت فيما يرى النائم كأن قائلاً يقول لي: يا داود، أنمناهم وأقمناك، فتبكي علينا. قال إبراهيم الحربي: فأرى داود ما نام بعدها.
وكان داود بن رشيد يقول: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغي، ولا صحة مع نهم، ولا ثناء مع كبر، ولا صداقة مع خب، ولا شرف مع سوء أدب، ولا بر مع شح، ولا اجتناب محرم مع حرص، ولا محبة مع هزء، ولا ولاية حكم مع عدم فقه، ولا عذر مع إصرار، ولا سلم قلب مع
الغيبة، ولا راحة مع جسد، ولا سؤدد مع انتقام، ولا رئاسة مع عرارة نفس وعجب، ولا صواب مع ترك المشاورة، ولا ثبات ملك مع تهاون وجهالة وزراء.
دَاوُد بن الزبْرِقَان أَبُو عَمْرو الرقاشِي الْبَصْرِيّ
يحدث عَن أبان وَشعْبَة
قَالَ أَحْمد قد رَأَيْته لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء وَفِي رِوَايَة عَنهُ تَحْسِين القَوْل فِيهِ
وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ عَليّ كتبت عَنهُ شَيْئا ورميت بِهِ وَضَعفه جدا
وَقَالَ أَبُو دَاوُد ترك الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ الْأَزْدِيّ مَتْرُوك الحَدِيث
يحدث عَن أبان وَشعْبَة
قَالَ أَحْمد قد رَأَيْته لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء وَفِي رِوَايَة عَنهُ تَحْسِين القَوْل فِيهِ
وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ عَليّ كتبت عَنهُ شَيْئا ورميت بِهِ وَضَعفه جدا
وَقَالَ أَبُو دَاوُد ترك الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ الْأَزْدِيّ مَتْرُوك الحَدِيث
داود بْن الزبرقان، أَبُو عَمْرو الرَّقَاشِيّ البصري :
نزل بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ زيد بْن أسلم، وَأيوب السَّخْتِيَانِيّ، وَمحمد بْن جحادة، وَعلي بْن زيد بْن جدعان، وَيونس بْن عُبَيْد، وَأبان بْن أَبِي عَيَّاشٍ، وَمطر الوراق، وَحجاج بْن أرطاة، وَشعبة بْن الحجاج، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ العرزمي، وَمجالد بْن سَعِيد، وَسعيد بْن أَبِي عروبة. روى عنه داود بْن مهران الدباغ، وَالفضل بْن جبير الوراق، وَإسماعيل بْن عيسى الْعَطَّار، وَأبو إِبْرَاهِيم الترجماني، ومحرز بن عون، وأحمد ابن منيع، وَمحمد بْن معاوية بْن مالج، وَالحسن بْن عرفة، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حماد الواعظ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ البهلول الأزرق- إملاء- حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا ابن الزِّبْرِقَانِ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى وَالْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ نَزَلَ فِيهَا تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ.
بلغني عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الجنيد. قال قلت ليحيى معين: داود بْن الزبرقان؟
قَالَ: قد كتبت عنه، كان يكون في قصر الوضاح.
وأَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ الأنماطيّ أخبرنا محمّد بن المظفر أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم. قَالَ: وَداود بْن الزبرقان كَانَ يَكُون بِبَغْدَادَ.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد الخزّاز حَدَّثَنَا عباس بن محمد. قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: داود بْن الزبرقان ليس حديثه بشيء، وَقد روى عنه سَعِيد بْن أَبِي عروبة حديثا فِي أصنافه.
قلت ليحيى: من رواه عَنْ سَعِيد؟ قَالَ: الخفاف.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بْن معين فداود بْن الزبرقان؟ قال: ليس بشيء.
أخبرني الأزهري حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سمعت أَبِي يقول: داود بْن الزبرقان كتبت عنه شيئا يسيرا، وَرميت به، وَضعفه جدا.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن علي الكتاني- لفظا بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار. قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: داود بْن الزبرقان كذاب.
أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة داود بْن الزبرقان؟ قَالَ متروك الحديث قلت: ترى أن نذاكر عنه أَوْ نكتب حديثه؟ قال لا.
أخبرني الأزهري حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي. قَالَ: داود بْن الزبرقان متروك الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سمعت أبا داود يقول: داود بْن الزبرقان ترك حديثه.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ: داود بْن الزبرقان ضعيف.
حدّثنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: داود بْن الزبرقان ليس بثقة.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قَالَ: داود بْن الزبرقان بصري ضعيف الحديث.
نزل بَغْدَاد وَحدث بها عَنْ زيد بْن أسلم، وَأيوب السَّخْتِيَانِيّ، وَمحمد بْن جحادة، وَعلي بْن زيد بْن جدعان، وَيونس بْن عُبَيْد، وَأبان بْن أَبِي عَيَّاشٍ، وَمطر الوراق، وَحجاج بْن أرطاة، وَشعبة بْن الحجاج، وَمحمد بْن عُبَيْد اللَّهِ العرزمي، وَمجالد بْن سَعِيد، وَسعيد بْن أَبِي عروبة. روى عنه داود بْن مهران الدباغ، وَالفضل بْن جبير الوراق، وَإسماعيل بْن عيسى الْعَطَّار، وَأبو إِبْرَاهِيم الترجماني، ومحرز بن عون، وأحمد ابن منيع، وَمحمد بْن معاوية بْن مالج، وَالحسن بْن عرفة، وَغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن حماد الواعظ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ البهلول الأزرق- إملاء- حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا ابن الزِّبْرِقَانِ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى وَالْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ نَزَلَ فِيهَا تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ.
بلغني عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الجنيد. قال قلت ليحيى معين: داود بْن الزبرقان؟
قَالَ: قد كتبت عنه، كان يكون في قصر الوضاح.
وأَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ الأنماطيّ أخبرنا محمّد بن المظفر أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم. قَالَ: وَداود بْن الزبرقان كَانَ يَكُون بِبَغْدَادَ.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد الخزّاز حَدَّثَنَا عباس بن محمد. قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: داود بْن الزبرقان ليس حديثه بشيء، وَقد روى عنه سَعِيد بْن أَبِي عروبة حديثا فِي أصنافه.
قلت ليحيى: من رواه عَنْ سَعِيد؟ قَالَ: الخفاف.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بْن معين فداود بْن الزبرقان؟ قال: ليس بشيء.
أخبرني الأزهري حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سمعت أَبِي يقول: داود بْن الزبرقان كتبت عنه شيئا يسيرا، وَرميت به، وَضعفه جدا.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن علي الكتاني- لفظا بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السلمي حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار. قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: داود بْن الزبرقان كذاب.
أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: قلت لأبي زرعة داود بْن الزبرقان؟ قَالَ متروك الحديث قلت: ترى أن نذاكر عنه أَوْ نكتب حديثه؟ قال لا.
أخبرني الأزهري حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي. قَالَ: داود بْن الزبرقان متروك الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ سمعت أبا داود يقول: داود بْن الزبرقان ترك حديثه.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ: داود بْن الزبرقان ضعيف.
حدّثنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: داود بْن الزبرقان ليس بثقة.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قَالَ: داود بْن الزبرقان بصري ضعيف الحديث.
داود بن يزيد بن عَبد الرحمن أبو يزيد الأودي الزعافري كوفي.
أخبرنا الساجي سمعتُ ابن المثنى يقول ما سمعت يَحْيى، ولاَ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا عَن سُفيان، عَن داود بن يزيد شيئا قط.
كتب إلي مُحَمد بْن الحسين البري، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي قَالَ وَكَانَ يَحْيى، وَعَبد الرَّحْمَنِ لا يحدثان عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ، وَهو عم عَبد الله بن إدريس وكان شُعْبَة وسفيان يحدثان عنه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صَالِح، حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى قال سفيان شُعْبَة يروي عن داود بن يزيد تعجبا منه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ داود بن يزيد الأودي ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد الدارمي قلت ليحيى فداود الزعافري من هو قال ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: داود بن يزيد ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال داود بن يزيد الأودي ليس حديثه بشَيْءٍ، وَهو عم بن إدريس.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله، عن أبيه قال داود بن يزيد الأودي عم بن إدريس ضعيف الحديث.
وقال البُخارِيّ داود بن يزيد بن عَبد الرحمن أبو يزيد الأودي الزعافري الكوفي
سمع أباه والشعبي روى عنه بن عُيَينة وشَرِيك ووكيع، وَهو عم بن إدريس كناه بن عُيَينة.
أَخْبَرَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا الهيثم بن خالد، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيك بن عَبد الله وذكر له بن إدريس وتحريمه للنبيذ فقال أهل بيت جنون أحمق بن أحمق كان أبوه هَاهُنا معلم ولد عيسى بن موسى الهاشمي ولقد قال الشعبي لعمه داود بن يزيد لا تموت حتى تحن فما مات حتى كوي برأسه.
فأما قول شَرِيك وما ذكر له أن بن إدريس يحرم النبيذ فسمعت أبا يعلى الموصلي يقول: سَمعتُ أبا خيثمة يقول: سَمعتُ عَبد الله بن إدريس يقول.
كل شراب مسكر كثيره من تمرة أو عنب عصيره فإنه محرم يسيره إني لكم من شره نذيره.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثني عيسى بن يُونُس الرملي، حَدَّثَنا ضمرة عن نصر بن إسحاق عن السري بن إسماعيل، قَال: قَال الشعبي لداود بن يزيد الأودي ولجابر الجعفي لو كان لي عليكما سبيل ولم أجد إلاَّ الإبر لسبكتها ثم غللتكما به.
حَدَّثَنَا أبو خليفة، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنا سُفيان، عَن دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ هَرِمِ بْنِ خَنْبَشٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: عُمْرَةٌ فِي شهر رمضان كعمرة معي
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ رَوْحِ بْنِ نَصْرٍ السلمي، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة، عَن أَبِي يَزِيدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مضرسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ صَلَّى الْفَجْرَ حِينَ بَرَقَ الْفَجْرُ.
قال ابنُ عَدِي، وأَبُو يزيد هذا هو الذي ذكره البُخارِيّ إن بن عُيَينة كناه داود، وَهو داود الأودي.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بسطام، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبد الله الواسطي، حَدَّثَنا شَرِيك، عَنْ دَاوُدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ زَادَ الْكَذَّابُونَ بِالْكُوفَةِ وَوَالٍ مَنْ وَالاهُ وَعَادٍ مَنْ عَادَاهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: زَادَ الْكَذَّابُونَ مِنْ قول شَرِيك.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ عقبة، حَدَّثَنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي أَثَرِي فَرَدَدْتُ فَقَالَ أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ لا تُصِيبَنَّ شَيْئًا بِغَيْرِ عِلْمِي فَإِنَّهُ غُلُولٌ، ومَنْ يُغْلِلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يوم القيامة لهذا دعوتك
فَامْضِ لِعَمَلِكَ.
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَنْبَرٍ يَقُولُ: سَمعتُ سويد يَقُولُ: سَمعتُ مَرْوَانَ يَقُولُ: سَمعتُ دَاوُدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: سَمعتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: سَمعتُ الأَسْوَدَ يَقُولُ: سَمعتُ عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ عَبد يُشَاكَ شَوْكَةً إلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً.
قال الشيخ: ولداود الأودي أحاديث غير ما ذكرت صالحة ولم أر في أحاديثه منكرا يجاوز الحد إذا روى عنه ثقة وداود وإن كان ليس بالقوي في الحديث فإنه يكتب حديثه ويقبل إذا روى عنه ثقة.
أخبرنا الساجي سمعتُ ابن المثنى يقول ما سمعت يَحْيى، ولاَ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا عَن سُفيان، عَن داود بن يزيد شيئا قط.
كتب إلي مُحَمد بْن الحسين البري، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي قَالَ وَكَانَ يَحْيى، وَعَبد الرَّحْمَنِ لا يحدثان عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ، وَهو عم عَبد الله بن إدريس وكان شُعْبَة وسفيان يحدثان عنه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صَالِح، حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى قال سفيان شُعْبَة يروي عن داود بن يزيد تعجبا منه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ داود بن يزيد الأودي ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن علي الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد الدارمي قلت ليحيى فداود الزعافري من هو قال ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: داود بن يزيد ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال داود بن يزيد الأودي ليس حديثه بشَيْءٍ، وَهو عم بن إدريس.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله، عن أبيه قال داود بن يزيد الأودي عم بن إدريس ضعيف الحديث.
وقال البُخارِيّ داود بن يزيد بن عَبد الرحمن أبو يزيد الأودي الزعافري الكوفي
سمع أباه والشعبي روى عنه بن عُيَينة وشَرِيك ووكيع، وَهو عم بن إدريس كناه بن عُيَينة.
أَخْبَرَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا الهيثم بن خالد، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيك بن عَبد الله وذكر له بن إدريس وتحريمه للنبيذ فقال أهل بيت جنون أحمق بن أحمق كان أبوه هَاهُنا معلم ولد عيسى بن موسى الهاشمي ولقد قال الشعبي لعمه داود بن يزيد لا تموت حتى تحن فما مات حتى كوي برأسه.
فأما قول شَرِيك وما ذكر له أن بن إدريس يحرم النبيذ فسمعت أبا يعلى الموصلي يقول: سَمعتُ أبا خيثمة يقول: سَمعتُ عَبد الله بن إدريس يقول.
كل شراب مسكر كثيره من تمرة أو عنب عصيره فإنه محرم يسيره إني لكم من شره نذيره.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثني عيسى بن يُونُس الرملي، حَدَّثَنا ضمرة عن نصر بن إسحاق عن السري بن إسماعيل، قَال: قَال الشعبي لداود بن يزيد الأودي ولجابر الجعفي لو كان لي عليكما سبيل ولم أجد إلاَّ الإبر لسبكتها ثم غللتكما به.
حَدَّثَنَا أبو خليفة، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنا سُفيان، عَن دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ هَرِمِ بْنِ خَنْبَشٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: عُمْرَةٌ فِي شهر رمضان كعمرة معي
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ رَوْحِ بْنِ نَصْرٍ السلمي، حَدَّثَنا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة، عَن أَبِي يَزِيدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مضرسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ صَلَّى الْفَجْرَ حِينَ بَرَقَ الْفَجْرُ.
قال ابنُ عَدِي، وأَبُو يزيد هذا هو الذي ذكره البُخارِيّ إن بن عُيَينة كناه داود، وَهو داود الأودي.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بسطام، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبد الله الواسطي، حَدَّثَنا شَرِيك، عَنْ دَاوُدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ زَادَ الْكَذَّابُونَ بِالْكُوفَةِ وَوَالٍ مَنْ وَالاهُ وَعَادٍ مَنْ عَادَاهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: زَادَ الْكَذَّابُونَ مِنْ قول شَرِيك.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ عقبة، حَدَّثَنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي أَثَرِي فَرَدَدْتُ فَقَالَ أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ لا تُصِيبَنَّ شَيْئًا بِغَيْرِ عِلْمِي فَإِنَّهُ غُلُولٌ، ومَنْ يُغْلِلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يوم القيامة لهذا دعوتك
فَامْضِ لِعَمَلِكَ.
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَنْبَرٍ يَقُولُ: سَمعتُ سويد يَقُولُ: سَمعتُ مَرْوَانَ يَقُولُ: سَمعتُ دَاوُدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: سَمعتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: سَمعتُ الأَسْوَدَ يَقُولُ: سَمعتُ عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ عَبد يُشَاكَ شَوْكَةً إلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً.
قال الشيخ: ولداود الأودي أحاديث غير ما ذكرت صالحة ولم أر في أحاديثه منكرا يجاوز الحد إذا روى عنه ثقة وداود وإن كان ليس بالقوي في الحديث فإنه يكتب حديثه ويقبل إذا روى عنه ثقة.
داود بْن عَبْد الجبار، أَبُو سُلَيْمَان الكوفي المؤذن:
حدث عَنْ أَبِي إسحاق الهمذاني، وَإِبْرَاهِيم بْن جرير البجلي، وسلمة بن المجنون، وَأَبِي الجارود زياد بن المنذر. رَوَى عَنْهُ سعيد بن سليمان الواسطي، وسويد بن سعيد الحديثي، وأبو الربيع الزهراني، ويحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو معمر الهذلي، وكان قد انتقل إلى بغداد فسكنها.
حدّثنا عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ العزيز حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني حدّثنا داود ابن عبد الجبّار حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْمَجْنُونِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَغَوَّطَ عَلَى ضَفَّةِ نَهْرٍ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ وَيَشْرَبُ. فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
. أَخْبَرَنَا الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حَدَّثَنَا محمد بن الحسين الزعفراني قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن زهير حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الأعرج- وَكَانَ ينزل مدينة أَبِي
جَعْفَر- قَالَ سألت سعدويه عَنْ داود بْن عَبْد الجبار- وَحَدَّثَنِي عنه بحديث- قَالَ:
كَانَ عندنا بِبَغْدَادَ يسال فِي كوخ له عند باب الجسر.
قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكرنا لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم وذهب أصله بِهِ.
ثُمَّ أَخْبَرَنِي العتيقي- قراءة أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: داود بْن عَبْد الجبار كَانَ ينزل عند باب الطاق وَقد رأيته وَكَانَ يكذب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري حدّثنا الحسن بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ: قَالَ أبو زكريا: رأيت داود بْن عَبْد الجبار الكوفي كَانَ منزله عند الجسر، فذمه يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاريّ حدّثنا سعيد بن سليمان حدّثنا داود بن عبد الجبّار- كان ببغداد- هو منكر الحديث.
أخبرنا البرقانيّ حدّثني محمّد بن العبّاس حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري حدّثنا جعفر بن درستويه بن المرزبان حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن داود بْن عَبْد الجبار، وَقلت له: حَدَّثَنَا الحماني عَنْ داود بْن عَبْد الجبار عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: من يشتري مني علما بدرهم؟ قَالَ الحارث: فذهبت فاشتريت صحفا، ثُمَّ جئت بها. من داود هذا؟ قَالَ: ليس بشيء ما كتبت عنه، كان يكون هاهنا- يعني ببغداد-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان.
قَالَ: داود بْن عَبْد الجبار أظنه كوفيا، منكر الحديث لا ينبغي أن يكتب حديثه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألته- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عَنْ داود بْن عَبْد الجبار الذي كَانَ يَكُون بِبَغْدَادَ فَقَالَ: غير ثقة.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: داود بْن عَبْد الجبار ليس بثقة متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قَالَ: داود بْن عَبْد الجبار كوفي لا بأس به.
حدث عَنْ أَبِي إسحاق الهمذاني، وَإِبْرَاهِيم بْن جرير البجلي، وسلمة بن المجنون، وَأَبِي الجارود زياد بن المنذر. رَوَى عَنْهُ سعيد بن سليمان الواسطي، وسويد بن سعيد الحديثي، وأبو الربيع الزهراني، ويحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو معمر الهذلي، وكان قد انتقل إلى بغداد فسكنها.
حدّثنا عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ العزيز حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني حدّثنا داود ابن عبد الجبّار حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْمَجْنُونِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَغَوَّطَ عَلَى ضَفَّةِ نَهْرٍ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ وَيَشْرَبُ. فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
. أَخْبَرَنَا الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حَدَّثَنَا محمد بن الحسين الزعفراني قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن زهير حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الأعرج- وَكَانَ ينزل مدينة أَبِي
جَعْفَر- قَالَ سألت سعدويه عَنْ داود بْن عَبْد الجبار- وَحَدَّثَنِي عنه بحديث- قَالَ:
كَانَ عندنا بِبَغْدَادَ يسال فِي كوخ له عند باب الجسر.
قرأت فِي نسخة الكتاب الَّذِي ذكرنا لنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم وذهب أصله بِهِ.
ثُمَّ أَخْبَرَنِي العتيقي- قراءة أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ أَخْبَرَنِي الأصم أنّ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: داود بْن عَبْد الجبار كَانَ ينزل عند باب الطاق وَقد رأيته وَكَانَ يكذب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري حدّثنا الحسن بن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ: قَالَ أبو زكريا: رأيت داود بْن عَبْد الجبار الكوفي كَانَ منزله عند الجسر، فذمه يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاريّ حدّثنا سعيد بن سليمان حدّثنا داود بن عبد الجبّار- كان ببغداد- هو منكر الحديث.
أخبرنا البرقانيّ حدّثني محمّد بن العبّاس حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسعدة الفزاري حدّثنا جعفر بن درستويه بن المرزبان حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن داود بْن عَبْد الجبار، وَقلت له: حَدَّثَنَا الحماني عَنْ داود بْن عَبْد الجبار عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: من يشتري مني علما بدرهم؟ قَالَ الحارث: فذهبت فاشتريت صحفا، ثُمَّ جئت بها. من داود هذا؟ قَالَ: ليس بشيء ما كتبت عنه، كان يكون هاهنا- يعني ببغداد-.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان.
قَالَ: داود بْن عَبْد الجبار أظنه كوفيا، منكر الحديث لا ينبغي أن يكتب حديثه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سألته- يَعْنِي أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث- عَنْ داود بْن عَبْد الجبار الذي كَانَ يَكُون بِبَغْدَادَ فَقَالَ: غير ثقة.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: داود بْن عَبْد الجبار ليس بثقة متروك الحديث.
أخبرني الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قَالَ: داود بْن عَبْد الجبار كوفي لا بأس به.
داود بن حصين المدني.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول روى مالك عن داود بن حصين قلت له داود ما تقول فيه قال هو ثقة قال عباس وكان عندي أن داود ضعيف حتى قال يَحْيى ثقة.
حَدَّثَنَا الحسين بن عياض الحميري بمصر، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ سَأَلْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين عَنِ داود بن الحصين فقال ليس به بأس.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمد الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبد اللَّهِ، حَدَّثَنا مَالِكٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَن أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِخَرْصِهَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ أَوْ فِي خَمْسَةِ أَوْسُقٍ شك
دَاوُدُ قَالَ خَمْسَةٌ أَوْ دُونَ خَمْسَةٍ.
قال ابنُ عَدِي وهذا الحديث مشهور عن داود، وَهو في الموطأ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حميد، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خراش، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ عثمة، حَدَّثَنا مالك عن داود بن حصين عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي سَفَرِهِ إِلَى تَبُوكٍ.
قال ابنُ عَدِي ووصله كذلك عن مالك إسحاق الحنيني، وَهو في الموطأ مرسل.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ صَالِحِ بْنِ توبة الكيليني بمكة، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ الزُّهْريّ، حَدَّثني أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا احْتَلَمَ نَبِيٌّ قَطُّ إِنَّمَا الاحْتِلامُ تَعَبُّثٌ مِنَ الشَّيْطَانِ.
قال الشيخ: وهذا الحديث ليس البلاء من داود فإن داود صالح الحديث إذا روى عنه ثقة والراوي عنه بن أبي حبيبة وقد مر ذكره في هذا الكتاب في ضعفاء الرجال وداود هذا له حديث صالح، وَإذا روى عنه ثقة فهو صحيح الرواية إلاَّ أنه يروي عنه ضعيف فيكون البلاء منهم لا منه مثل بن أبي حبيبة هذا وإبراهيم بن أبي يَحْيى كان عند إبراهيم عنه نسخة طويلة
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول روى مالك عن داود بن حصين قلت له داود ما تقول فيه قال هو ثقة قال عباس وكان عندي أن داود ضعيف حتى قال يَحْيى ثقة.
حَدَّثَنَا الحسين بن عياض الحميري بمصر، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ سَأَلْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين عَنِ داود بن الحصين فقال ليس به بأس.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمد الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبد اللَّهِ، حَدَّثَنا مَالِكٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَن أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِخَرْصِهَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ أَوْ فِي خَمْسَةِ أَوْسُقٍ شك
دَاوُدُ قَالَ خَمْسَةٌ أَوْ دُونَ خَمْسَةٍ.
قال ابنُ عَدِي وهذا الحديث مشهور عن داود، وَهو في الموطأ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حميد، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خراش، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ عثمة، حَدَّثَنا مالك عن داود بن حصين عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي سَفَرِهِ إِلَى تَبُوكٍ.
قال ابنُ عَدِي ووصله كذلك عن مالك إسحاق الحنيني، وَهو في الموطأ مرسل.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ صَالِحِ بْنِ توبة الكيليني بمكة، حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ الزُّهْريّ، حَدَّثني أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا احْتَلَمَ نَبِيٌّ قَطُّ إِنَّمَا الاحْتِلامُ تَعَبُّثٌ مِنَ الشَّيْطَانِ.
قال الشيخ: وهذا الحديث ليس البلاء من داود فإن داود صالح الحديث إذا روى عنه ثقة والراوي عنه بن أبي حبيبة وقد مر ذكره في هذا الكتاب في ضعفاء الرجال وداود هذا له حديث صالح، وَإذا روى عنه ثقة فهو صحيح الرواية إلاَّ أنه يروي عنه ضعيف فيكون البلاء منهم لا منه مثل بن أبي حبيبة هذا وإبراهيم بن أبي يَحْيى كان عند إبراهيم عنه نسخة طويلة
وداود بن الزبرقان
ليس بشئ.
ليس بشئ.
داود بن الزبرقان
عن أيوب، وعنه بقية.
ضعيف. قاله الدارقطني.
عن أيوب، وعنه بقية.
ضعيف. قاله الدارقطني.
داود بن الزبرقان
ليس حديثه بشئ، روى عنه ابن أبى عروبة.
(هذا رأي يحيى بن معين)
ليس حديثه بشئ، روى عنه ابن أبى عروبة.
(هذا رأي يحيى بن معين)
دَاوُد بْن الزبْرِقَان
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: كنية دَاوُد بْن الزبْرِقَان: أَبُو عَمْرو.
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد:
رَوَى دَاوُدُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ يَرْفَعُهُ، قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ إِلا بِمِئزَرٍ»
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: كنية دَاوُد بْن الزبْرِقَان: أَبُو عَمْرو.
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد:
رَوَى دَاوُدُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ يَرْفَعُهُ، قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ إِلا بِمِئزَرٍ»
داود بن الزبرقان بصري روى عن داود بن أبي هند وسعيد ابن أبي عروبة وعلي بن زيد روى عنه زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد روى داود بن الزبرقان
عن مطر الوراق روى عنه محمد بن شعيب بن شابور ومحمد بن أبي بكر المقدمي.
حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: داود بن الزبرقان ليس حديثه بشئ.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: داود بن الزبرقان ضعيف الحديث ذاهب الحديث.
قال أبو محمد روى داود بن الزبرقان
عن مطر الوراق روى عنه محمد بن شعيب بن شابور ومحمد بن أبي بكر المقدمي.
حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: داود بن الزبرقان ليس حديثه بشئ.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: داود بن الزبرقان ضعيف الحديث ذاهب الحديث.
دَاوُد بْن الزبْرِقَان كَانَ نخاسا بِالْبَصْرَةِ روى عَنْهُ أَهلهَا اخْتلف فِيهِ الشَّيْخَانِ أما أَحْمَد فَحسن القَوْل فِيهِ وَيَحْيَى وهاه ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ النَّسَائِيُّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سَعِيدِ بْنِ جَرِيرٍ يَقُولُ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ لَا أَتَّهِمُهُ فِي الْحَدِيثِ وَسَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاق يَقُول سَمِعت الدَّارمِيّ يَقُول قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ فَقَالَ لَيْسَ بِشَيْءٍ قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ دَاوُد بْن الزبْرِقَان شَيخا صَالحا يحفظ الْحَدِيث ويذاكر بِهِ وَلكنه كَانَ يهم فِي المذاكرة ويغلط فِي الرِّوَايَة إِذَا حدث من حفظَة وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم فَلَمَّا نظر يَحْيَى إِلَى تِلْكَ الْأَحَادِيث أنكرها وَأطلق عَلَيْهِ الْجرْح بِهَا وَأَمَّا أَحْمَد بْن حَنْبَل رَحمَه اللَّه فَإِنَّهُ علم مَا قُلْنَا أَنَّهُ لَمْ يكن بالمعتمد فِي شَيْء من ذَلِكَ فَلَا يسْتَحق الإِنْسَان الْجرْح بالْخَطَأ يخطىء أَو الْوَهم بهم مَا لَمْ يفحش ذَلِكَ حَتَّى يَكُون ذَلِكَ الْغَالِب عَلَى أمره فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ اسْتحق التّرْك وَدَاوُد بْن الزبْرِقَان عِنْدِي صَدُوق فِيمَا وَافق الثِّقَات إِلَّا أَنَّهُ لَا يحْتَج بِهِ إِذَا انْفَرد وَإِنَّمَا يملي بَعْد هَذَا الْكتاب كتاب الْفضل من النقلَة وَنَذْكُر فِيهِ كُل شيخ اخْتلف فِيهِ أَئِمَّتنَا مِمَّن ضعفه بَعضهم وَوَثَّقَهُ الْبَعْض وَيذكر السَّبَب الدَّاعِي لَهُمْ إِلَى ذَلِكَ ونحتج لكل وَاحِد مِنْهُم وَنَذْكُر الصَّوَاب فِيهِ لِئَلَّا نطلق عَلَى مُسْلِم الْجرْح بِغَيْر علم وَلَا يُقَال فِيهِ أَكْثَر مِمَّا فِيهِ إِن قضى اللَّه ذَلِكَ وشاءه
داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي
قال صالح: قال أبي: داود الأودي عم ابن إدريس، وداود عم ابن إدريس يحدث عن الشعبي، ضعيف الحديث.
قال أبي: الذي روى عنه أبو عوانة وزهير أقدم من هذا، وهو غير هذا، وهو داود بن عبد اللَّه.
"مسائل صالح" (902).
قال الميموني: قال أحمد: داود الأودي، هاه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (398).
قال ابن هانئ: وقيل له: أبو يزيد الأودي الذى روى عنه شعبة، هو داود بن يزيد الأودي؟
قال: نعم.
"مسائل ابن هانئ" (2207).
قال المروذي: سألته عن داود بن يزيد الأودي؟
فقال: هذا الزعافري، وهو عم ابن إدريس، سألوه عن حديث الشعبي: لا يكون المهر أقل من عشرة، فلم يعرفه، فسأله شريك فلقنه، فحدث به وضعفه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (151)
قال عبد اللَّه: قال أبي: [حدثنا يحيى قال: ] (1) قال سفيان الثوري: أبو بسطام -يعني: شعبة- يحدث عن داود الأودي، تعجبًا منه، وكان شعبة حمل عن داود قديمًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1209)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: داود بن يزيد الأودي عم ابن إدريس ضعيف الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1262)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث خلف بن خليفة، فقال: أخبرنا أبو يزيد عن عامر.
فقال أبي: أبو يزيد هو داود الأودي عم ابن إدريس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5707)
قال الفضل بن زياد: وسمعت أبا عبد اللَّه وقال له أبو جعفر: يُحدث عن داود بن يزيد الأودي، فقال: قد روى عنه شعبة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 190
قال أبو سيار: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لقن غياث بن إبراهيم داود الأودي، عن الشعبي، عن علي -رضي اللَّه عنه- قال: لا يكون مهر أقل من عشرة دراهم فصار حديثًا.
"سنن الدارقطني" 3/ 246
قال صالح: قال أبي: داود الأودي عم ابن إدريس، وداود عم ابن إدريس يحدث عن الشعبي، ضعيف الحديث.
قال أبي: الذي روى عنه أبو عوانة وزهير أقدم من هذا، وهو غير هذا، وهو داود بن عبد اللَّه.
"مسائل صالح" (902).
قال الميموني: قال أحمد: داود الأودي، هاه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (398).
قال ابن هانئ: وقيل له: أبو يزيد الأودي الذى روى عنه شعبة، هو داود بن يزيد الأودي؟
قال: نعم.
"مسائل ابن هانئ" (2207).
قال المروذي: سألته عن داود بن يزيد الأودي؟
فقال: هذا الزعافري، وهو عم ابن إدريس، سألوه عن حديث الشعبي: لا يكون المهر أقل من عشرة، فلم يعرفه، فسأله شريك فلقنه، فحدث به وضعفه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (151)
قال عبد اللَّه: قال أبي: [حدثنا يحيى قال: ] (1) قال سفيان الثوري: أبو بسطام -يعني: شعبة- يحدث عن داود الأودي، تعجبًا منه، وكان شعبة حمل عن داود قديمًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1209)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: داود بن يزيد الأودي عم ابن إدريس ضعيف الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1262)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث خلف بن خليفة، فقال: أخبرنا أبو يزيد عن عامر.
فقال أبي: أبو يزيد هو داود الأودي عم ابن إدريس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5707)
قال الفضل بن زياد: وسمعت أبا عبد اللَّه وقال له أبو جعفر: يُحدث عن داود بن يزيد الأودي، فقال: قد روى عنه شعبة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 190
قال أبو سيار: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لقن غياث بن إبراهيم داود الأودي، عن الشعبي، عن علي -رضي اللَّه عنه- قال: لا يكون مهر أقل من عشرة دراهم فصار حديثًا.
"سنن الدارقطني" 3/ 246
داود بن يزيد الأودي: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال مرة: لا بأس به.
داود بن رشيد أبو الفضل الهاشمي مولاهم الخوارزمي، سكن بغداد، وكان قد كف بصره، مات يوم الجمعة لسبع خلون من شعبان سنة تسع وثلاثين ومائتين، قاله البخاري.
روى عن: أبي بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي المعروف بابن علية، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي، وأبي عبد الله مروان ابن معاوية افزاري، وأبي حفص عمر بن أيوب الموصلي، وصالح بن عمر الواسطي.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان والطهارة، والصلاة، والاستسقاء، والصيام، والجنائز والعتق، واللباس، وكتاب الإمارة وغير ذلك.
وروى البخاري في الجامع الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم البزاز، عنه، عن الوليد بن مسلم في كتاب كفارات الأيمان في باب قول الله تعالى: (أو تحرير رقبة مؤمنة).
وروى أيضًا داود بن رشيد عن: أبي المليح الحسن بن عمر الفزازي الرقي، وأبي الحسن علي بن هاشم بن البريد العائذي مولاهم الحزاز الكوفي، وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني، وأبي معاوية هشيم بن بشير السلمي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر الأنصاري المدني، وأبي سهل عباد بن العوام الواسطي، وأبي هشام حسان بن إبراهيم الكرماني، وأبي حفص عمر بن عبد الرحمن القرشي الكوفي الأبار وغيرهم.
روى عنه البخاري في غير الجامع.
وروى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن
يونس المنجنيقي البغدادي نزيل مصر، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الهيثم القماح، وأبو عبد الرحمن بقى بن مخلد بن يزيد القرطبي، وأبو علي الحسين بن إدريس الأنصاري، وأبو بكر بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وابو يعلي الموصلي وأبو إسحاق الحربي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: صدوق.
قال محمد: هو ثقة مشهور.
وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني: ثنا عبد الله بن حفص الوكيل قال: نا داود بن رشيد قال: ثنا علي بن هاشم، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يطبع المؤمن على كل شيء إل الخيانة والكذب".
قال ابن عدي: قال لي عبد بن حفص، قال داود بن رشيد: جاءني، أبو خيثمة زهير بن حرب فجعل يتضرع إلي ويسألني عن هذا الحديث حتى حدثته به.
وقال أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا إبراهيم بن زياد الصائغ قال: نا داود ابن رشيد قال: نا علي به.
قال: "يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب".
قال البزار: وهذا الحديث يروى عن سعد من غير وجه موقوفًا. ولا نعلم أحدًا أسنده إلا علي بن هاشم، عن الأعمش، عن أبي إسحاق بهذا الإسناد.
وقال أبو بكر محمد بن معاوية القُرشي المرواني: ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن جميل قال: ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق قال: ثنا داود بن رشيد قال: حدثني الصبيح والمليح شابان كانا يتعبدان بالشام سميا الصبيح والمليح لحسن عبادتهما، قالا: جعنا أيامًأ فقلت لصاحبي أو قال لي صاحبي: اخرج بنا إلى الصحراء نرى رجلاً نعلمه بعض دينه، لعل الله أن ينفعنا به، قالا: فخرجنا فاستقبلنا حبشي على رأسه حزمة حطب، ودنونا إليه فقلنا: من ربك، فرمى بالحزمة عن رأسه وجلس عليها، ثم قال: لا تقولا لي من ربك؟ ولكن
قولا: ما محل الإيمان من قلبك، ثم قال: سلا، ثم قال ثلاث مرات: سلا فإن المريد لا تنقطع مسائله، فلما رآنا لا نحير جوابًا قال: اللهم إن كنت تعلم أن لك عبادًا كلما سالوك أعطيتهم فحول حمزمتي هذه ذهبًا، فوالله ما برحنا حتى رأيناها قضبان الذهب تلمع، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أن الأحمال أحب إلى عبادك فارددها حطبًا، فرجعت حطبًا فحملها على رأسه ومضى بها (...) أن يتبعه.
روى عن: أبي بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي المعروف بابن علية، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي، وأبي عبد الله مروان ابن معاوية افزاري، وأبي حفص عمر بن أيوب الموصلي، وصالح بن عمر الواسطي.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان والطهارة، والصلاة، والاستسقاء، والصيام، والجنائز والعتق، واللباس، وكتاب الإمارة وغير ذلك.
وروى البخاري في الجامع الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم البزاز، عنه، عن الوليد بن مسلم في كتاب كفارات الأيمان في باب قول الله تعالى: (أو تحرير رقبة مؤمنة).
وروى أيضًا داود بن رشيد عن: أبي المليح الحسن بن عمر الفزازي الرقي، وأبي الحسن علي بن هاشم بن البريد العائذي مولاهم الحزاز الكوفي، وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني، وأبي معاوية هشيم بن بشير السلمي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر الأنصاري المدني، وأبي سهل عباد بن العوام الواسطي، وأبي هشام حسان بن إبراهيم الكرماني، وأبي حفص عمر بن عبد الرحمن القرشي الكوفي الأبار وغيرهم.
روى عنه البخاري في غير الجامع.
وروى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن
يونس المنجنيقي البغدادي نزيل مصر، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الهيثم القماح، وأبو عبد الرحمن بقى بن مخلد بن يزيد القرطبي، وأبو علي الحسين بن إدريس الأنصاري، وأبو بكر بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وابو يعلي الموصلي وأبو إسحاق الحربي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: صدوق.
قال محمد: هو ثقة مشهور.
وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني: ثنا عبد الله بن حفص الوكيل قال: نا داود بن رشيد قال: ثنا علي بن هاشم، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يطبع المؤمن على كل شيء إل الخيانة والكذب".
قال ابن عدي: قال لي عبد بن حفص، قال داود بن رشيد: جاءني، أبو خيثمة زهير بن حرب فجعل يتضرع إلي ويسألني عن هذا الحديث حتى حدثته به.
وقال أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا إبراهيم بن زياد الصائغ قال: نا داود ابن رشيد قال: نا علي به.
قال: "يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب".
قال البزار: وهذا الحديث يروى عن سعد من غير وجه موقوفًا. ولا نعلم أحدًا أسنده إلا علي بن هاشم، عن الأعمش، عن أبي إسحاق بهذا الإسناد.
وقال أبو بكر محمد بن معاوية القُرشي المرواني: ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن جميل قال: ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق قال: ثنا داود بن رشيد قال: حدثني الصبيح والمليح شابان كانا يتعبدان بالشام سميا الصبيح والمليح لحسن عبادتهما، قالا: جعنا أيامًأ فقلت لصاحبي أو قال لي صاحبي: اخرج بنا إلى الصحراء نرى رجلاً نعلمه بعض دينه، لعل الله أن ينفعنا به، قالا: فخرجنا فاستقبلنا حبشي على رأسه حزمة حطب، ودنونا إليه فقلنا: من ربك، فرمى بالحزمة عن رأسه وجلس عليها، ثم قال: لا تقولا لي من ربك؟ ولكن
قولا: ما محل الإيمان من قلبك، ثم قال: سلا، ثم قال ثلاث مرات: سلا فإن المريد لا تنقطع مسائله، فلما رآنا لا نحير جوابًا قال: اللهم إن كنت تعلم أن لك عبادًا كلما سالوك أعطيتهم فحول حمزمتي هذه ذهبًا، فوالله ما برحنا حتى رأيناها قضبان الذهب تلمع، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أن الأحمال أحب إلى عبادك فارددها حطبًا، فرجعت حطبًا فحملها على رأسه ومضى بها (...) أن يتبعه.
دَاوُد بْن ابراهيم
(3) ، سمع طاوسا قوله، سمع منه ابن
المبارك.
(3) ، سمع طاوسا قوله، سمع منه ابن
المبارك.
دَاوُد بن إِبْرَاهِيم قَاضِي قزوين
يروي عَن شُعْبَة
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَتْرُوك الحَدِيث كَانَ يكذب
يروي عَن شُعْبَة
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَتْرُوك الحَدِيث كَانَ يكذب
داود بن إبراهيم قاضي قزوين روى عن شعبة ووهيب روى
عنه محمد بن أيوب سمعت أبي يقول: داود بن إبراهيم هذا متروك الحديث كان يكذب، قدمت قزوين مع خالي فحمل إلي خالي مسنده فنظرت في أول مسند أبي بكر رضي الله عنه فإذا حديث كذب عن شعبة فتركته وجهد [بي - ] خالي أن أكتب منه شيئا فلم تطاوعني نفسي ورددت الكتب عليه.
عنه محمد بن أيوب سمعت أبي يقول: داود بن إبراهيم هذا متروك الحديث كان يكذب، قدمت قزوين مع خالي فحمل إلي خالي مسنده فنظرت في أول مسند أبي بكر رضي الله عنه فإذا حديث كذب عن شعبة فتركته وجهد [بي - ] خالي أن أكتب منه شيئا فلم تطاوعني نفسي ورددت الكتب عليه.
داود بن إبراهيم روى عن طاوس ووهب بن منبه روى عنه ابن المبارك وعبد الرزاق سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن اسحاق بن ( م ) منصور عن يحيى بن معين أنه قال: داود بن إبراهيم ثقة.
قال أبو محمد كان ختن عبد الرزاق على أخته.
حدثنا عبد الرحمن أخبرني أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلى قال
قال عبد الرزاق أخبرتني أختي عن زوجها داود بن إبراهيم عن طاوس.
قال أبو محمد كان ختن عبد الرزاق على أخته.
حدثنا عبد الرحمن أخبرني أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلى قال
قال عبد الرزاق أخبرتني أختي عن زوجها داود بن إبراهيم عن طاوس.