خالد بن المعمر بن سلمان
ابن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة الذهلي شهد صفين مع علي، ثم غدر بالحسن بن علي ولحق بمعاوية.
قال العسكري: معمر مخفف كثير، ومعمر بالتشديد هو الذي يشكل.
ومنهم خالد بن المعمر السدوسي رأس بكر بن وائل في خلافة عمر، وهو الذي غدر بالحسن بن علي وبايع معاوية، فقال الشاعر وهو الأعور الشني: من الطويل
معاوي أمّر خالد بن معمّرٍ ... معاوي لولا خالدٌ لم تؤمّر
قدم خالد على معاوية فسأله مداجاة على علي، وكان معاوية قد وصله وولاه أرمينية، فوصل إلى نصيبين، فيقال: إنه احتيل له شربة فمات، فقبره بنصيبين.
وكان من أصحاب علي يوم الجمل على الذهليين خالد بن المعمر.
قال أبو عبيدة: لما قتل علي بن أبي طالب أراد معاوية الناس على بيعة يزيد، فتثاقلت ربيعة،
ولحقت بعبد القيس بالبحرين، واجتمعت بكر بن وائل إلى خالد بن المعمر، فلما تثاقلت ربيعة تثاقلت العرب أيضاً، فضاق معاوية بذلك ذرعاً، فبعث إلى خالد، فقدم عليه، فلما دخل إليه رحب به وقال: كيف ما نحن فيه؟ قال: أرى ملكاً طريفاً وبغضاً تليداً. فقال معاوية: قل ما بدا لك فقد عفونا عنك، ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في سلمنا؟ قال له خالد: إنما أتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصماً، وإن ربيعة إن تدخل في طاعتك تنفعك، وإن تدخل كرها تكن قلوبها عليك وأبدانها لك، فأعط الأمان عامتهم، شاهدهم وغائبهم، وأن ينزلوا حيث شاؤوا، فقال: أفعل، فانصرف خالد إلى قومه بذلك.
ثم إن معاوية بدا له فبعث إلى خالد فدعاه، فلما دخل إليه قال: كيف حبك لعلي؟ قال: اعفني يا أمير المؤمنين مما أكره، فأبى أن يعفيه فقال: أحبه والله على حلمه إذا غضب، ووفائه إذا عقد، وصدقه إذا أكد، وعدله إذا حكم.
ثم انصرف ولحق بقومه، وكتب إلى معاوية: من الطويل
معاوي لا تجهل علينا فإننا ... يدٌ لك في اليوم العصيب معاويا
متى تدع فينا دعوةً ربعيّةً ... يجبك رجالٌ يخضبون العواليا
أجابوا علياً إذ دعاهم لنصرةٍ ... وجرّوا بصفّينٍ عليك الدّواهيا
فإن تصطنعنا يا بن حربٍ لمثلها ... نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا
ألم ترني أهديت بكر بن وائل ... إليك، وكانوا بالعراق أفاعيا
إذا نهشت قال السليم لأهله ... رويداً فإني لا أرى لي راقيا
فأضحوا وقد أهدوا ثمار قلوبهم ... إليك، وأفراق الذنوب كما هيا
ودع عنك شيخاً قد مضى لسبيله ... على أي حاليه مصيباً وخاطيا
فإنك لا تسطيع ردّ الذي مضى ... ولا دافعاً شيئاً إذا كان جائيا
وكنت امرأً تهوى العراق وأهله ... إذ أنت حجازيٌّ فأصبحت شاميا
وكتب الأعور الشني إلى معاوية: من الطويل
أتاك بسلم الحيّ بكر بن وائلٍ ... وأنت منوطٌ كالسّقاء الموكّر
معاوي أكرم خالد بن معمّرٍ ... فإنك لولا خالدٌ لم تؤمّر
فخادعته بالله حتى خدعته ... ولم يك خبّاً خالد بن المعمرّ
فلم تجزه والله يجزي بسعيه ... وتسديده ملكي سريرٍ ومنبر
فدعاهما معاوية فوصلهما؛ فقال الشني: من الطويل
معاوي إني شاكرٌ لك نعمةً ... رددت بها ريشي عليّ معاويه
وكم من مقامٍ غائظٍ لك قمته ... وداهيةٍ أسعرتها بعد داهيه
فموتّها حتى كأن لم أقم بها ... عليك وأوتادي بصفّين باقيه
فأبلغتني ربعي وكانت مقاتلي ... بكفّيك لو لم تكفف السهم باديه
فقال معاوية: من الطويل
لقد رضي الشنّيّ من بعد عتبه ... بأيسر ما يرضى به صاحب الكتب
قال مضارب العجلي: التقى رجلان من بكر بن وائل: أحدهما من شيبان والآخر من بني ذهل. فقال الشيباني: أنا أفضل منك. فقال الذهلي: بل أنا أفضل منك. فتحاكما إلى رجل من همدان فقال: لست مفضلاً أحداً منكما على صاحبه، ولكن اسمعا ما أقول لكما: من أيكما كان علباء بن الهيثم الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة؟ وكان يأخذ في الإسلام ألفين وخمس مئة.
قال الذهلي: كان مني.
قال: فمن أيكما كان حسان بن محدوج الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكندة فنزع عنه الأشعث بن قيس؟.
قال الذهلي: كان مني.
قال: فمن أيكما كان خالد بن المعمر الذي بايعته ربيعة بصفين على الموت حتى اعتقد لأهل الوبر منها ولأهل المدر ونجى الله به أهل اليمامة؟ قال الذهلي: كان مني.
قال: فمن أيكما كان حضين بن المنذر صاحب الراية السوداء؟: من الطويل
لمن رايةٌ سوداء يخفق ظلّها ... إذا قيل: قدّمها، حضين، تقدّما
قال الذهلي: كان مني.
ابن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة الذهلي شهد صفين مع علي، ثم غدر بالحسن بن علي ولحق بمعاوية.
قال العسكري: معمر مخفف كثير، ومعمر بالتشديد هو الذي يشكل.
ومنهم خالد بن المعمر السدوسي رأس بكر بن وائل في خلافة عمر، وهو الذي غدر بالحسن بن علي وبايع معاوية، فقال الشاعر وهو الأعور الشني: من الطويل
معاوي أمّر خالد بن معمّرٍ ... معاوي لولا خالدٌ لم تؤمّر
قدم خالد على معاوية فسأله مداجاة على علي، وكان معاوية قد وصله وولاه أرمينية، فوصل إلى نصيبين، فيقال: إنه احتيل له شربة فمات، فقبره بنصيبين.
وكان من أصحاب علي يوم الجمل على الذهليين خالد بن المعمر.
قال أبو عبيدة: لما قتل علي بن أبي طالب أراد معاوية الناس على بيعة يزيد، فتثاقلت ربيعة،
ولحقت بعبد القيس بالبحرين، واجتمعت بكر بن وائل إلى خالد بن المعمر، فلما تثاقلت ربيعة تثاقلت العرب أيضاً، فضاق معاوية بذلك ذرعاً، فبعث إلى خالد، فقدم عليه، فلما دخل إليه رحب به وقال: كيف ما نحن فيه؟ قال: أرى ملكاً طريفاً وبغضاً تليداً. فقال معاوية: قل ما بدا لك فقد عفونا عنك، ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في سلمنا؟ قال له خالد: إنما أتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصماً، وإن ربيعة إن تدخل في طاعتك تنفعك، وإن تدخل كرها تكن قلوبها عليك وأبدانها لك، فأعط الأمان عامتهم، شاهدهم وغائبهم، وأن ينزلوا حيث شاؤوا، فقال: أفعل، فانصرف خالد إلى قومه بذلك.
ثم إن معاوية بدا له فبعث إلى خالد فدعاه، فلما دخل إليه قال: كيف حبك لعلي؟ قال: اعفني يا أمير المؤمنين مما أكره، فأبى أن يعفيه فقال: أحبه والله على حلمه إذا غضب، ووفائه إذا عقد، وصدقه إذا أكد، وعدله إذا حكم.
ثم انصرف ولحق بقومه، وكتب إلى معاوية: من الطويل
معاوي لا تجهل علينا فإننا ... يدٌ لك في اليوم العصيب معاويا
متى تدع فينا دعوةً ربعيّةً ... يجبك رجالٌ يخضبون العواليا
أجابوا علياً إذ دعاهم لنصرةٍ ... وجرّوا بصفّينٍ عليك الدّواهيا
فإن تصطنعنا يا بن حربٍ لمثلها ... نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا
ألم ترني أهديت بكر بن وائل ... إليك، وكانوا بالعراق أفاعيا
إذا نهشت قال السليم لأهله ... رويداً فإني لا أرى لي راقيا
فأضحوا وقد أهدوا ثمار قلوبهم ... إليك، وأفراق الذنوب كما هيا
ودع عنك شيخاً قد مضى لسبيله ... على أي حاليه مصيباً وخاطيا
فإنك لا تسطيع ردّ الذي مضى ... ولا دافعاً شيئاً إذا كان جائيا
وكنت امرأً تهوى العراق وأهله ... إذ أنت حجازيٌّ فأصبحت شاميا
وكتب الأعور الشني إلى معاوية: من الطويل
أتاك بسلم الحيّ بكر بن وائلٍ ... وأنت منوطٌ كالسّقاء الموكّر
معاوي أكرم خالد بن معمّرٍ ... فإنك لولا خالدٌ لم تؤمّر
فخادعته بالله حتى خدعته ... ولم يك خبّاً خالد بن المعمرّ
فلم تجزه والله يجزي بسعيه ... وتسديده ملكي سريرٍ ومنبر
فدعاهما معاوية فوصلهما؛ فقال الشني: من الطويل
معاوي إني شاكرٌ لك نعمةً ... رددت بها ريشي عليّ معاويه
وكم من مقامٍ غائظٍ لك قمته ... وداهيةٍ أسعرتها بعد داهيه
فموتّها حتى كأن لم أقم بها ... عليك وأوتادي بصفّين باقيه
فأبلغتني ربعي وكانت مقاتلي ... بكفّيك لو لم تكفف السهم باديه
فقال معاوية: من الطويل
لقد رضي الشنّيّ من بعد عتبه ... بأيسر ما يرضى به صاحب الكتب
قال مضارب العجلي: التقى رجلان من بكر بن وائل: أحدهما من شيبان والآخر من بني ذهل. فقال الشيباني: أنا أفضل منك. فقال الذهلي: بل أنا أفضل منك. فتحاكما إلى رجل من همدان فقال: لست مفضلاً أحداً منكما على صاحبه، ولكن اسمعا ما أقول لكما: من أيكما كان علباء بن الهيثم الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة؟ وكان يأخذ في الإسلام ألفين وخمس مئة.
قال الذهلي: كان مني.
قال: فمن أيكما كان حسان بن محدوج الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكندة فنزع عنه الأشعث بن قيس؟.
قال الذهلي: كان مني.
قال: فمن أيكما كان خالد بن المعمر الذي بايعته ربيعة بصفين على الموت حتى اعتقد لأهل الوبر منها ولأهل المدر ونجى الله به أهل اليمامة؟ قال الذهلي: كان مني.
قال: فمن أيكما كان حضين بن المنذر صاحب الراية السوداء؟: من الطويل
لمن رايةٌ سوداء يخفق ظلّها ... إذا قيل: قدّمها، حضين، تقدّما
قال الذهلي: كان مني.