Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=132092#a8ab91
إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيباني :
صاحب العربية. كوفي نزل بغداد وحدث بها عن زكن الشامي. روى عنه ابنه عمرو بن أبي عمرو، وأحمد بن حنبل وأبو عبيد القاسم بن سلام. وقيل إنه لم يكن شيبانيا، ولكنه كان مؤدبا لأولاد ناس من بني شيبان فنسب إليهم، وكان من أعلم الناس باللغة، موثقا فيما يحكيه وجمع أشعار العرب ودوّنها.
فحكى عن عمرو بن أبي عمرو. قال: لما جمع أبي أشعار العرب كانت نيفا وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفا وجعله في مسجد الكوفة، حتى كتب نيفا وثمانين مصحفا بخطه، وقال أبو العباس ثعلب:
كان مع أبي عمرو الشيباني من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة.
ولم يكن من أهل البصرة مثل أبي عبيدة في السماع والعلم.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن عمر المقرئ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِمَلِكِ الأَمْلاكِ»
. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ أَخْنَعَ- فَقَالَ:
أَوْضَعُ.
أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قال: أبو عمرو الشيباني إسحاق بن مرار كان يقال له أبو عمرو، صاحب ديوان اللغة والشعر وكان خيرا فاضلا صدوقا.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل: كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو ويكتب أماليه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا المظفّر بن يحيى الشرابي، حدّثنا أحمد ابن مُحَمَّد بن عبد الله المرثدي، عن أبي إسحاق الطلحي قال: أخبرني أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: قال لي أبو عمرو الشيباني: كنت أسير على الجسر ببغداد فإذا أنا بشيخ على حمار مصري بسرج مديني، فعلمت أنه من أهلها، فكلمته فإذا فصاحة وظرف، فقلت: من أنت؟ قال: أنا من الأنصار، قال: ثم قال لي ابتداءً: أنا ابن المولى الشاعر إن كنت سمعت به! قال: قلت: أي والإله لقد سمعت به، أنت الذي تقول:
ذهب الرجال فما أحس رجالا ... وأرى الإقامة بالعراق ضلالا
قال: نعم. قال: قلت: كيف قلت؟
يا ليت ناقتي التي أكريتها ... نحزت وأعقبها النحاز سعالا
قال: لم أقل كذا، وإنما قلت أعقبها القلاب سعالا.. فدعوت عليها بثلاثة أدواء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حدّثنا أحمد بن يحيى- مولى شيبان- حدثنا سلمة بن عاصم قال: كنا في مجلس سعيد بن سام الباهلي، وفيه الأصمعي وأبو عمرو الشيباني، فأنشد الأصمعي بيت الحارث بن حلزة:
عنتا باطلا وظلما كما تع ... نز عن حجرة الربيض الظباء
فقال الأصمعي: ما معنى تعنز؟ قال: تنحى، ومنه قيل العنزة [للحربة] التي كانت تجعل قدام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له أبو عمرو: الصواب كما تُعْتَرُ عن حجرة الربيض. أي تنحر فتصير عتائر فوقف الأصمعي، فقال له أبو عمرو: والله لا تنشد بعد اليوم إلا تعتر.
أخبرنا أبو سعيد الحسين بن عثمان العجليّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الخير زيد بْن رفاعة الهاشمي، حدثنا الصولي، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن الأصمعي، عن يونس بن حبيب. قال: دخلت على أبي عمرو الشيباني وبين يديه قمطر فيه أمناء من الكتب يسيرة فقلت له: أيها الشيخ هذا جميع علمك؟ فتبسم إلي وقال: إنه من صدق كثير.
أخبرنا الحسين بن أبي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة وغيره يحكون عن أَبِي العباس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب أنه قال: دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار الشّيبانيّ البادية ومعه دستجتان حبرا، فما خرج حتى أفناهما بكتب سماعه من العرب. وكان أبو عمرو الشيباني نبيلا فاضلا، عالما بكلام العرب، حافظا للغاتها، عمل الشعراء: ربيعة ومضر، واليمن، إلى ابن هرمة. وكان سمع من الحديث سماعا واسعا، وعمر عمرا طويلا حتى أناف على التسعين، وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية مشهور معروف، والذي قصر به عند العامة من أهل العلم أنه كان مستهترا بالنبيذ والشراب له قال أبو جعفر:
وسمع الناس من عمرو بن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه سنين، وأبوه أبو عمرو في الأحياء، وهو يحدث عن أبيه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق. قال: مات أبو عمرو الشّيبانيّ النّحويّ- إسحاق بن مرار- سنة عشر
ومائتين يوم الشعانين، وقد كتب عنه أبو عبد الله، حدث عن زكن عن مكحول أحاديث.