إسحاق بن أبي إسرائيل، واسم أبي إسرائيل: إبراهيم بن كامجر، وكنية إسحاق: أبو يعقوب :
مروزي الأصل، رأى زائدة بن قدامة، وسمع عبد القدوس بن حبيب الشامي، وحماد بن زيد، ومحمد بن جابر اليمامي، وعبد الوارث بن سعيد، وهشام بن يوسف الصنعاني، وكثير بن عبد الله الأبلي، وجعفر بن سليمان وسفيان بن عيينة.
روى عنه أبو يحيى صاعقة، وفضل بن سهل الأعرج، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّه بن محمد بن ناجية، وغيرهم.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن سهل الأعرج قَالَ: سمعت إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: أدركت زائدة. قلت: كيف أدركته؟ قال: كان أبي في الغزوة التي غزا فيها زائدة، فكنت أسأل عن أبي.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الورّاق، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ التَّوَّزِيُّ- بسر من رأى- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي قال: أَبُو يَعْقُوبَ، هَذَا أَوَّلُ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ وَأَنَا فِي الْكِتَابِ. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ، فَلا يَكْتُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْهُ»
. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ علي الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حدّثنا حميد الرواسي، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ. قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا عَلِمْتُمُ الْعِلْمَ فَاكْظِمُوا عَلَيْهِ، وَلا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ فَتَمُجَّهُ الْقُلُوبُ.
قَالَ إِسْحَاقُ: سَأَلَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حدّثنا علي بن محمّد الورّاق، أخبرنا أبو العباس عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين البزّاز، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثني أَبُو هِشَامٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزماري- من الأبناء يسكن زمار- حدثنا محمد بن جابر قال: قدمت البصرة فأتاني شعبة بن الحجاج فسألني فحدثته بحديث قيس بن طلق في مس الذكر، فقال: أسألك بالله لا تحدث بهذا الحديث ما كنت بالبصرة.
قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل: لما انصرفت من اليمامة من عند هذا الشيخ- يعنى محمد بن جابر- دخلت البصرة ليلا، فسألت عن منزل أبي عوانة، فقيل لي أمس دفناه، فغمني ذلك وجزعت عليه، ثم أتيت حماد بن زيد: فلما رآني وأنا قشف الهيئة، علي أثر السفر، قال لي: أحسبك غريبا، قلت: نعم. قال: من أين قدمت؟ قلت: من اليمامة. قال: وما صنعت باليمامة؟ قلت: سمعت من شيخ بها يقال له محمد بن جابر، قال: قد سمعت منه حديث قيس في مس الذكر، ثم قال لي:
حدثني عنه بما سمعت؟ فاستحييت وهبت الشيخ، فلم أذكر شيئا ولم يجر على لساني، فقال لي: يا بني إن المستقفين عندنا كثير، فاتق لا تؤخذ ثيابك. وكنت أنام في المسجد، فقال: يا جلوة خذي ثياب الرجل إليك، فأودعته ثيابي، ثم دعاني بعد ذلك حماد بن زيد وجماعة من الغرباء فغداني عنده وهو قائم على رجليه يتعاهدنا يقول: يا جلوة جيئيهم برطب يا جلوة هاتي موزا، هاتي ماء باردا، فلم يزل قائما علينا حتى فرغنا، شكر الله ذلك لأبي إسماعيل ورضى عنه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى الصّولي، حدثني إبراهيم بن المدبر الكاتب قال: كنا عند المتوكل فدخل عليه إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: يا أمير المؤمنين حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حسان، عن الحسن أنه قال: المصافحة تزيد في المودة. قال: فمد المتوكل يده حتى صافحه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هارون، أخبرني أبي أن مولد بن أبي إسرائيل سنة خمسين ومائة. قال:
وأخبرني أبي أنه سمع إسحاق بن أبي إسرائيل سنة مائتين يذكر أنه ابن خمسين سنة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، قال: وأما إسحاق بن أبي إسرائيل فإن أبا إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر المروزي. ويكنى إسحاق أبا يعقوب، مولده سنة إحدى وخمسين ومائة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة، وأبو إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر.
كتب إلي إبراهيم بن سعيد الحبال- من مصر- وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أبي نصر الحميدي عنه قَالَ: أخبرنا يحيى بن علي الحضرمي، حدثنا عبد الله بن محمد بن المفسر، حدثنا أحمد بن علي القاضي قال: كنت تركت حديث إسحاق بن أبي إسرائيل فقال لي حبيش بن مبشر: لا تفعل فإني رأيت مع يحيى بن معين جزءا. فقلت
له: يا أبا زكريا كتبت عن إسحاق بن أبي إسرائيل؟ فقال: كتبت عنه سبعة وعشرين جزءا قبل هذا.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قَالَ: أبو زكريا وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمين، ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس إلا ما ضبطه هو في ألواحه، أو كتابه .
وقال: سألت أبا زكريا قلت: اختلف ابن أبي إسرائيل والقواريري في حديث عن ابن مهدي، فقال: ابن أبي إسرائيل أثبت من القواريري، وأكيس وأضبط منه، ومن أبيه، ومن أهل قريته أجمعين، ثقة مأمون ضابط، والقواريري ثقة صدوق، وليس هو مثل إسحاق .
وقال في موضع آخر: ذكر أبو زكريا بن أبي إسرائيل فقال: الثقة الصادق المأمون، ما زال معروفا بالدين، والخير، والفضل. قيل له: في حديث مبارك بن سعيد؟ فقال أبو زكريا: لو قال أبو يعقوب: إني قد سمعت كل حديث عند مبارك بن سعيد لكان الثقة الصدوق المأمون .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان الدارمي يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة .
قال أبو سعيد: إسحاق بن أبي إسرائيل لم يكن أظهر الوقف حين سألت يحيى بن معين عنه، وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد، ويوم كتبنا عنه كان مستورا .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سريج بن يونس شيخ صالح صدوق، وإسحاق بن أبي إسرائيل أثبت منه .
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الصَّابُونِيُّ- فيما أذن أن نرويه عنه- أخبرنا علي ابن محمّد بن سعيد المؤمل، حَدَّثَنَا شاهين بن السميدع العبدي قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بن حنبل- يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشئوم، إلا أنه صاحب حديث كيس .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبرك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الرّحمن الشّيرازيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف الريحاني ، حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الفارسي قال: سألت عبدوس بن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مالك بْن هانئ النيسابوري، عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
فقال: كان حافظا جدا، ولم يكن مثله في الحفظ والورع، وكان لقي المشايخ.
فقلت: كان يتهم بالوقف؟ قال: نعم، اتهم ولم يكن بمتهم .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أحمد بن الحسين المروزي أنه سمع أحمد بن الخضر الخزاعي يقول: سمعت محمد بن جابر بن حماد الفقيه.
وحدثنا عن إسحاق بن أبي إسرائيل فسئل عن عدالته فقال: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
[المائدة 101] .
حدّثنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حَدَّثَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد، عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: صدوق في الحديث، إلا أنه كان يقول القرآن كلام الله، ويقف.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقا.
قرأت على البرقاني عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ السراج قَالَ: سمعت إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون كلام الله غير مخلوق، ألا قالوا كلام الله وسكتوا- ويشير إلى دار أحمد بن حنبل-.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا إسحاق بن محمّد بن المفضل الزيات، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم الرّازيّ، حدّثنا حفص ابن عمر المهرقاني سمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم واقفا على إسحاق بن أبي إسرائيل وهو يقول له: قد عنيتني إليك من ألف وخمسين فرسخا، أنت الذي تقف في القرآن؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، وكان ثقة مأمونا، إلا أنه كان قليل العقل.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: قَالَ لي مصعب بن عبد الله: ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعنى في القرآن. فناظرته فقال: لم أقل على الشك، ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. قال مصعب:
فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة:
أأقعد بعد ما رجفت عظامي ... وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم ... وأجعل دينه غرضا لديني
فأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرأي كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهي لبس ... تصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام ... يلحن بكل فج أو وضين
وكان الحق ليس به خفاء ... أعز كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج حمق ... بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني ... وأما ما جهلت فجنبوني
فلست بمكفر أحدا يصلي ... ولن أجرمكم أن تكفروني
وكنا إخوة نرقى جميعا ... ونرمي كل مرتاب ظنين
فما برح التكلف أن تساوت ... بشأن واحد فرق الشئون
فأوشك أن يخر عماد بيت ... وينقطع القرين من القرين
فلما كتبه قال لي: يا أبا عبد الله، لا أجاوز هذا.
قال أبو بكر أحمد بن زهير فقلت أنا لمصعب: هذا قد كتب الحديث منذ كذا وكذا لا يجاوز هذا الشعر؟.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن أبي إسرائيل مات في سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع: في شعبان بسر من رأى .
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عَمَّارٍ الثقفي. قال: مات أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل سنة خمس وأربعين ومائتين، وولد في سنة خمسين ومائة.
أخبرنا أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النّضر قال:
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات إسحاق بن أبي إسرائيل في سنة ست وأربعين. زاد البغوي: بسامرا، في شعبان .
مروزي الأصل، رأى زائدة بن قدامة، وسمع عبد القدوس بن حبيب الشامي، وحماد بن زيد، ومحمد بن جابر اليمامي، وعبد الوارث بن سعيد، وهشام بن يوسف الصنعاني، وكثير بن عبد الله الأبلي، وجعفر بن سليمان وسفيان بن عيينة.
روى عنه أبو يحيى صاعقة، وفضل بن سهل الأعرج، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّه بن محمد بن ناجية، وغيرهم.
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن سهل الأعرج قَالَ: سمعت إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: أدركت زائدة. قلت: كيف أدركته؟ قال: كان أبي في الغزوة التي غزا فيها زائدة، فكنت أسأل عن أبي.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الورّاق، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ التَّوَّزِيُّ- بسر من رأى- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي قال: أَبُو يَعْقُوبَ، هَذَا أَوَّلُ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ وَأَنَا فِي الْكِتَابِ. عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ، فَلا يَكْتُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْهُ»
. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ علي الورّاق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حدّثنا حميد الرواسي، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ. قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا عَلِمْتُمُ الْعِلْمَ فَاكْظِمُوا عَلَيْهِ، وَلا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ فَتَمُجَّهُ الْقُلُوبُ.
قَالَ إِسْحَاقُ: سَأَلَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ، حدّثنا علي بن محمّد الورّاق، أخبرنا أبو العباس عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين البزّاز، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثني أَبُو هِشَامٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزماري- من الأبناء يسكن زمار- حدثنا محمد بن جابر قال: قدمت البصرة فأتاني شعبة بن الحجاج فسألني فحدثته بحديث قيس بن طلق في مس الذكر، فقال: أسألك بالله لا تحدث بهذا الحديث ما كنت بالبصرة.
قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل: لما انصرفت من اليمامة من عند هذا الشيخ- يعنى محمد بن جابر- دخلت البصرة ليلا، فسألت عن منزل أبي عوانة، فقيل لي أمس دفناه، فغمني ذلك وجزعت عليه، ثم أتيت حماد بن زيد: فلما رآني وأنا قشف الهيئة، علي أثر السفر، قال لي: أحسبك غريبا، قلت: نعم. قال: من أين قدمت؟ قلت: من اليمامة. قال: وما صنعت باليمامة؟ قلت: سمعت من شيخ بها يقال له محمد بن جابر، قال: قد سمعت منه حديث قيس في مس الذكر، ثم قال لي:
حدثني عنه بما سمعت؟ فاستحييت وهبت الشيخ، فلم أذكر شيئا ولم يجر على لساني، فقال لي: يا بني إن المستقفين عندنا كثير، فاتق لا تؤخذ ثيابك. وكنت أنام في المسجد، فقال: يا جلوة خذي ثياب الرجل إليك، فأودعته ثيابي، ثم دعاني بعد ذلك حماد بن زيد وجماعة من الغرباء فغداني عنده وهو قائم على رجليه يتعاهدنا يقول: يا جلوة جيئيهم برطب يا جلوة هاتي موزا، هاتي ماء باردا، فلم يزل قائما علينا حتى فرغنا، شكر الله ذلك لأبي إسماعيل ورضى عنه.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى الصّولي، حدثني إبراهيم بن المدبر الكاتب قال: كنا عند المتوكل فدخل عليه إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: يا أمير المؤمنين حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حسان، عن الحسن أنه قال: المصافحة تزيد في المودة. قال: فمد المتوكل يده حتى صافحه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب الجعفي، أَخْبَرَنَا موسى بن هارون، أخبرني أبي أن مولد بن أبي إسرائيل سنة خمسين ومائة. قال:
وأخبرني أبي أنه سمع إسحاق بن أبي إسرائيل سنة مائتين يذكر أنه ابن خمسين سنة.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، قال: وأما إسحاق بن أبي إسرائيل فإن أبا إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر المروزي. ويكنى إسحاق أبا يعقوب، مولده سنة إحدى وخمسين ومائة.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة، وأبو إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر.
كتب إلي إبراهيم بن سعيد الحبال- من مصر- وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بن أبي نصر الحميدي عنه قَالَ: أخبرنا يحيى بن علي الحضرمي، حدثنا عبد الله بن محمد بن المفسر، حدثنا أحمد بن علي القاضي قال: كنت تركت حديث إسحاق بن أبي إسرائيل فقال لي حبيش بن مبشر: لا تفعل فإني رأيت مع يحيى بن معين جزءا. فقلت
له: يا أبا زكريا كتبت عن إسحاق بن أبي إسرائيل؟ فقال: كتبت عنه سبعة وعشرين جزءا قبل هذا.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قَالَ: أبو زكريا وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمين، ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس إلا ما ضبطه هو في ألواحه، أو كتابه .
وقال: سألت أبا زكريا قلت: اختلف ابن أبي إسرائيل والقواريري في حديث عن ابن مهدي، فقال: ابن أبي إسرائيل أثبت من القواريري، وأكيس وأضبط منه، ومن أبيه، ومن أهل قريته أجمعين، ثقة مأمون ضابط، والقواريري ثقة صدوق، وليس هو مثل إسحاق .
وقال في موضع آخر: ذكر أبو زكريا بن أبي إسرائيل فقال: الثقة الصادق المأمون، ما زال معروفا بالدين، والخير، والفضل. قيل له: في حديث مبارك بن سعيد؟ فقال أبو زكريا: لو قال أبو يعقوب: إني قد سمعت كل حديث عند مبارك بن سعيد لكان الثقة الصدوق المأمون .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان الدارمي يقول: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة .
قال أبو سعيد: إسحاق بن أبي إسرائيل لم يكن أظهر الوقف حين سألت يحيى بن معين عنه، وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد، ويوم كتبنا عنه كان مستورا .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سريج بن يونس شيخ صالح صدوق، وإسحاق بن أبي إسرائيل أثبت منه .
أَخْبَرَنِي الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، عَنْ أبي الحسن الدارقطني. قال: إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الصَّابُونِيُّ- فيما أذن أن نرويه عنه- أخبرنا علي ابن محمّد بن سعيد المؤمل، حَدَّثَنَا شاهين بن السميدع العبدي قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه- يعني أَحْمَد بن حنبل- يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشئوم، إلا أنه صاحب حديث كيس .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبرك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الرّحمن الشّيرازيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف الريحاني ، حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الفارسي قال: سألت عبدوس بن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مالك بْن هانئ النيسابوري، عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
فقال: كان حافظا جدا، ولم يكن مثله في الحفظ والورع، وكان لقي المشايخ.
فقلت: كان يتهم بالوقف؟ قال: نعم، اتهم ولم يكن بمتهم .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أخبرنا أحمد بن الحسين المروزي أنه سمع أحمد بن الخضر الخزاعي يقول: سمعت محمد بن جابر بن حماد الفقيه.
وحدثنا عن إسحاق بن أبي إسرائيل فسئل عن عدالته فقال: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
[المائدة 101] .
حدّثنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، حَدَّثَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد، عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: صدوق في الحديث، إلا أنه كان يقول القرآن كلام الله، ويقف.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدمي، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقا.
قرأت على البرقاني عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي قَالَ: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ السراج قَالَ: سمعت إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون كلام الله غير مخلوق، ألا قالوا كلام الله وسكتوا- ويشير إلى دار أحمد بن حنبل-.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا إسحاق بن محمّد بن المفضل الزيات، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم الرّازيّ، حدّثنا حفص ابن عمر المهرقاني سمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم واقفا على إسحاق بن أبي إسرائيل وهو يقول له: قد عنيتني إليك من ألف وخمسين فرسخا، أنت الذي تقف في القرآن؟
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، وكان ثقة مأمونا، إلا أنه كان قليل العقل.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: قَالَ لي مصعب بن عبد الله: ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعنى في القرآن. فناظرته فقال: لم أقل على الشك، ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. قال مصعب:
فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة:
أأقعد بعد ما رجفت عظامي ... وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم ... وأجعل دينه غرضا لديني
فأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرأي كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهي لبس ... تصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام ... يلحن بكل فج أو وضين
وكان الحق ليس به خفاء ... أعز كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج حمق ... بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني ... وأما ما جهلت فجنبوني
فلست بمكفر أحدا يصلي ... ولن أجرمكم أن تكفروني
وكنا إخوة نرقى جميعا ... ونرمي كل مرتاب ظنين
فما برح التكلف أن تساوت ... بشأن واحد فرق الشئون
فأوشك أن يخر عماد بيت ... وينقطع القرين من القرين
فلما كتبه قال لي: يا أبا عبد الله، لا أجاوز هذا.
قال أبو بكر أحمد بن زهير فقلت أنا لمصعب: هذا قد كتب الحديث منذ كذا وكذا لا يجاوز هذا الشعر؟.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أخبرنا أبو أحمد بن فارس، حدّثنا البخاريّ.
وأخبرنا السّمسار، أخبرنا الصّفّار، حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن أبي إسرائيل مات في سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع: في شعبان بسر من رأى .
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عَمَّارٍ الثقفي. قال: مات أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل سنة خمس وأربعين ومائتين، وولد في سنة خمسين ومائة.
أخبرنا أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النّضر قال:
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات إسحاق بن أبي إسرائيل في سنة ست وأربعين. زاد البغوي: بسامرا، في شعبان .