أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك
ابن شدّاد بن ضمرة بن عقفان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، ويقال: ابن زفر بن جزء بن شدّاد ويعرف بابن سهيّة، وهي أمّه، وهي بنت زامل بن مروان بن زهير بن ثعلبة بن
خديج بن أبي جشم بن كعب بن عوف بن عامر بن عوف بن شيبة بن كلب، وكانت لضرار بن الأزور، ثم صارت إلى زفر وهي حامل فجاءت بأرطاة على فراش زفر.
عن المرزبانيّ، قال: وأرطاة يكنى أبا الوليد، وكان في صدر الإسلام، أدركه عبد الملك بن مروان شيخاً كبيراً، يقال: أتت عليه ثلاثون ومئة سنة، فأنشد عبد الملك: من الوافر
رأيت المرء تأكله اللّيالي ... كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبغي المنيّة حين تأتي ... على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنها ستكرّ حتى ... توفّي نذرها بأبي الوليد
فارتاع عبد الملك وتغيّر وجهه، وقدّر أنه أراده، لأن عبد الملك يكنى أبا الوليد، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّما عنيت نفسي.
وفي رواية الزّبير، قال: سرق أزطاة البيت الثاني من زبّان بن منظور بن سيّار، قال زبّان: من الوافر
لئن فجعت بالقرناء يوماً ... لقد متّعت بالأمل البعيد
وما تجد المصيبة فوق نفسي ... ولا نفس الأحبّة من مريد
خلقنا أنفساً وبني نفوس ... ولسنا بالسّلام ولا الحديد
فبلغت عبد الملك كلمة أرطاة، فأشخصه إليه، وقال له: ما أنت وذكري في شعرك! فقال: إنّي عنيت نفسي، أنا أبو الوليد، فسل عن ذلك؛ فأفلت منه فانصرف إلى أهله، وقال: من الطويل
إذا ما طلعنا من ثنيّة لفلف ... فبشّر رجالاً يكرهون إبابي
وأخبرهم أن قد رجعت بغبطة ... أحدّد أظفاري وأصرف نابي
وأني ابن حرب لا تزال تهرّني ... كلاب عدو أو تهرّ كلابي
وعن إسماعيل بن سيّار، قال: مات ابن لأرطاة بن سهية المّريّ، مرّة غطفان، فأقام على قبره حوله، يأتيه كلّ غداة فيقول: يا عمرو إن أقمت حتى أمسي، هل أنت رائح معي؟ ويبكي وينصرف؛ ويأتي القبر عبد المساء فيقول: يا عمرو إن أقمت حتى أصبح هل أنت غاد معي؟ ويبكي وينصرف؛ فلّما كان عند رأس الحول تمثّل بشعر لبيد، فقال: من الطويل
إلى الحول ثم اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
ثم ترك قبره ومضى، وقال: من الطويل
وقفت على قبر ابن ليلى فلم يكن ... وقوفي عليه غير مبكى ومجزع
هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح ... مع القوم أو غاد غداة غد معي
فما كنت إلاّ والهاً بعد زفرة ... على شجوها بعد الحنين المرجّع
متى لا تجده تنصرف لطياتها ... من الأرض أو ترجع لإلف فتربع
على الدّهر فاعتب إنه غير متعب ... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع
قال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله: أنشدني أبي لأرطاة بن سهيّة المّريّ أبياتاً مدح فيها ثابت بن عبد الله بن الزّبير، على الدّال؛ فقلت لعمّي: ما أعدّ أحداً يتقدّمني في معرفة شعر أرطاة بن سهيّة، ولا أعرف هذه الأبيات؛ ثم وجدت بعد ذلك في كتب إبراهيم بن موسى بن حديق، وكان من الفقهاء العبّاد الفصحاء، الرّواة للآثار والأخبار والشعر؛ قال أرطاة بن سهيّة المّريّ يمدح ثابت بن عبد الله بن الزّبير، فقال: من الطويل
رأيت مخاضي أنكرت عبداتها ... محل أولي الخيمات من بطن أرثدا
إذا راعياها أورداها شريعةً ... أعاما على دمن الحياض وصرّدا
ولو جارها ابن المازنيّة ثابت ... لرّوح راعيها وندّى وأوردا
وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابيّ لأرطاة بن سهيّة المّريّ: من الطويل
وإني لقوّام لدى الضّيف موهناً ... إذا غدر السير النجيل المواكل
دعا فأجابته كلاب كثيرة ... على ثقة منّي بأني فاعل
وما دون ضيفي من تلاد تحوزه ... لي النّفس إلاّ أن تصان الحلائل
ابن شدّاد بن ضمرة بن عقفان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، ويقال: ابن زفر بن جزء بن شدّاد ويعرف بابن سهيّة، وهي أمّه، وهي بنت زامل بن مروان بن زهير بن ثعلبة بن
خديج بن أبي جشم بن كعب بن عوف بن عامر بن عوف بن شيبة بن كلب، وكانت لضرار بن الأزور، ثم صارت إلى زفر وهي حامل فجاءت بأرطاة على فراش زفر.
عن المرزبانيّ، قال: وأرطاة يكنى أبا الوليد، وكان في صدر الإسلام، أدركه عبد الملك بن مروان شيخاً كبيراً، يقال: أتت عليه ثلاثون ومئة سنة، فأنشد عبد الملك: من الوافر
رأيت المرء تأكله اللّيالي ... كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبغي المنيّة حين تأتي ... على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنها ستكرّ حتى ... توفّي نذرها بأبي الوليد
فارتاع عبد الملك وتغيّر وجهه، وقدّر أنه أراده، لأن عبد الملك يكنى أبا الوليد، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّما عنيت نفسي.
وفي رواية الزّبير، قال: سرق أزطاة البيت الثاني من زبّان بن منظور بن سيّار، قال زبّان: من الوافر
لئن فجعت بالقرناء يوماً ... لقد متّعت بالأمل البعيد
وما تجد المصيبة فوق نفسي ... ولا نفس الأحبّة من مريد
خلقنا أنفساً وبني نفوس ... ولسنا بالسّلام ولا الحديد
فبلغت عبد الملك كلمة أرطاة، فأشخصه إليه، وقال له: ما أنت وذكري في شعرك! فقال: إنّي عنيت نفسي، أنا أبو الوليد، فسل عن ذلك؛ فأفلت منه فانصرف إلى أهله، وقال: من الطويل
إذا ما طلعنا من ثنيّة لفلف ... فبشّر رجالاً يكرهون إبابي
وأخبرهم أن قد رجعت بغبطة ... أحدّد أظفاري وأصرف نابي
وأني ابن حرب لا تزال تهرّني ... كلاب عدو أو تهرّ كلابي
وعن إسماعيل بن سيّار، قال: مات ابن لأرطاة بن سهية المّريّ، مرّة غطفان، فأقام على قبره حوله، يأتيه كلّ غداة فيقول: يا عمرو إن أقمت حتى أمسي، هل أنت رائح معي؟ ويبكي وينصرف؛ ويأتي القبر عبد المساء فيقول: يا عمرو إن أقمت حتى أصبح هل أنت غاد معي؟ ويبكي وينصرف؛ فلّما كان عند رأس الحول تمثّل بشعر لبيد، فقال: من الطويل
إلى الحول ثم اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
ثم ترك قبره ومضى، وقال: من الطويل
وقفت على قبر ابن ليلى فلم يكن ... وقوفي عليه غير مبكى ومجزع
هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح ... مع القوم أو غاد غداة غد معي
فما كنت إلاّ والهاً بعد زفرة ... على شجوها بعد الحنين المرجّع
متى لا تجده تنصرف لطياتها ... من الأرض أو ترجع لإلف فتربع
على الدّهر فاعتب إنه غير متعب ... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع
قال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله: أنشدني أبي لأرطاة بن سهيّة المّريّ أبياتاً مدح فيها ثابت بن عبد الله بن الزّبير، على الدّال؛ فقلت لعمّي: ما أعدّ أحداً يتقدّمني في معرفة شعر أرطاة بن سهيّة، ولا أعرف هذه الأبيات؛ ثم وجدت بعد ذلك في كتب إبراهيم بن موسى بن حديق، وكان من الفقهاء العبّاد الفصحاء، الرّواة للآثار والأخبار والشعر؛ قال أرطاة بن سهيّة المّريّ يمدح ثابت بن عبد الله بن الزّبير، فقال: من الطويل
رأيت مخاضي أنكرت عبداتها ... محل أولي الخيمات من بطن أرثدا
إذا راعياها أورداها شريعةً ... أعاما على دمن الحياض وصرّدا
ولو جارها ابن المازنيّة ثابت ... لرّوح راعيها وندّى وأوردا
وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابيّ لأرطاة بن سهيّة المّريّ: من الطويل
وإني لقوّام لدى الضّيف موهناً ... إذا غدر السير النجيل المواكل
دعا فأجابته كلاب كثيرة ... على ثقة منّي بأني فاعل
وما دون ضيفي من تلاد تحوزه ... لي النّفس إلاّ أن تصان الحلائل