أبو الرضا بن النحاس الحلبي
شاعر قدم دمشق مرات.
قال أبو عبد الله بن الملحي: هو ابن أخت أبي نصر الوزير، العالم المفيد الكاتب الشاعر المجيد. وكان أبو الرضا وصل إلى دمشق عند القبض على خاله، لأخذ خاله، فاجتمعت به، وأنشدني لخاله: من الكامل
يا قلب أنت أذت لي في هجره ... وزعمت أنّك قاصرٌ عن ذكره
وضمنت إنجادي عليه بسلوةٍ ... لا أتّقي فيها عواقب غدره
ورجعت تطلبه وأنت أضعته ... هيهات فات الحزم فارط أمره
فاستحسنت هذه الأبيات حتى غنى بها القيان، وهام بها الشيوخ والشبان. فعمل أبو الرضا: من الكامل
يا طرف أنت طرحتني في حبّه ... وزعمت قلبك في هواه كقلبه
حتّى إذا لفحتك نيران الجوى ... فحرمت ما أمّلته من قربه
أنشأت تذكر ما جنيت وقلت: خذ ... قلبي المعنّى في هواه بذنبه
ذق مرّ ما استحسنته وجنيته ... لا ينكر المغرور صرعة عجبه
واغرق بدمعك في البكاء فربما ... قتل المتيّم نفسه من كربه
قال ابن الملحي: وكتب إلي يوماً: من البسيط
يا من إذا ما البليغ الحبر جاذبه ... حبل الفصاحة منسوبٌ إلى النّوك
وابن الألى غمر الأحرار فضلهم ... حتى لقد أصبحوا مثل المماليك
ما زلت تدأب في العلياء تعمرها ... مجاهداً في طريق غير مسلوك
دعوتنا دعوةً بالأمس معجزةً ... فثنّ، لا تجعلنها بيضة الدّيك
شاعر قدم دمشق مرات.
قال أبو عبد الله بن الملحي: هو ابن أخت أبي نصر الوزير، العالم المفيد الكاتب الشاعر المجيد. وكان أبو الرضا وصل إلى دمشق عند القبض على خاله، لأخذ خاله، فاجتمعت به، وأنشدني لخاله: من الكامل
يا قلب أنت أذت لي في هجره ... وزعمت أنّك قاصرٌ عن ذكره
وضمنت إنجادي عليه بسلوةٍ ... لا أتّقي فيها عواقب غدره
ورجعت تطلبه وأنت أضعته ... هيهات فات الحزم فارط أمره
فاستحسنت هذه الأبيات حتى غنى بها القيان، وهام بها الشيوخ والشبان. فعمل أبو الرضا: من الكامل
يا طرف أنت طرحتني في حبّه ... وزعمت قلبك في هواه كقلبه
حتّى إذا لفحتك نيران الجوى ... فحرمت ما أمّلته من قربه
أنشأت تذكر ما جنيت وقلت: خذ ... قلبي المعنّى في هواه بذنبه
ذق مرّ ما استحسنته وجنيته ... لا ينكر المغرور صرعة عجبه
واغرق بدمعك في البكاء فربما ... قتل المتيّم نفسه من كربه
قال ابن الملحي: وكتب إلي يوماً: من البسيط
يا من إذا ما البليغ الحبر جاذبه ... حبل الفصاحة منسوبٌ إلى النّوك
وابن الألى غمر الأحرار فضلهم ... حتى لقد أصبحوا مثل المماليك
ما زلت تدأب في العلياء تعمرها ... مجاهداً في طريق غير مسلوك
دعوتنا دعوةً بالأمس معجزةً ... فثنّ، لا تجعلنها بيضة الدّيك