عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن وهيب
ابن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري الشاعر المعروف بابن قيس الرقيات. من أهل الحجاز. مشهر معروف، وبالإحسان في الشعر موصوف.
مدح مصعب بن الزبير فطلبه عبد الملك بن مروان، فاستخفى منه. ثم قدم دمشق فعفى عنه.
قال الزبير بن بكار: ومن ولد ربيعة بن وهيب بن ضباب: عبيد الله بن قيس الرقيات. وأمه قتيلة بنت وهب بن عبد الله بن عبد الله بن ربيعة بن طريف. وأخوه لأمه وأبيه: عبيد الله بن قيس؛ وسعد وأسامة ابنا عبد الله بن قيس قتلا يوم الحرة، وفيهما يقول عبيد الله بن قيس الرقيات: من الكامل
إن المصائب بالمدينة قد ... أوجعنني وقرعن مروتيه
وأتى كتاب من يزيد وقد ... شد الحزام بسرج بغلتيه
ينعي أسامة لي وإخوته ... فظللت مستكا مسامعيه
كالشارب النشوان قطره ... سمل الزقاق تفيض عبرتيه
وعبد الواحد - يعني ابن أبي سعد - بن قيس بن وهب بن وهبان بن ضباب بن حجير أبو رقية التي كان يشبب بها ابن قيس الرقيات، وبابنة عم لها يقال لها: رقية، فقيل لعبيد الله: ابن قيس الرقيات.
وقال محمد بن سلام الجمحي: إنما نسب إلى الرقيات لأن جدات له توالين يسمين رقية قال خالد بن عطاء بن مقدم: قال لي حماد الراوية، وكان نازلاً علي: إذا أردت أن تقول الشعر فارو شعر ابن الرقيات، فإن أرق الناس حواشي شعرٍ قال محمد بن سلام الجمحي: كان عبد الله أشد قريش أسر شعر في الإسلام بعد ابن الزبعري، وكان غزلاً، وأغزل من شعره شعر عمر بن أبي ربيعة، وكان عمر يصرح بالغزل، ولايهجو، ولايمدح، وكان عبد الله يشبب ولايصرح. وكان انقطاعه إلى آل الزبير، فمدح مصعباً، وهجا عبد الملك بن مروان، وذلك حين يقول: من الخفيف
إنما مصعب شهاب من الل ... هـ تجلت عن وجهه الظلماء
ملكة ملك رحمةٍ ليس فيه ... جبروت منه ولاكبرياء
يتقي الله في الأمور وقد أفل ... ح من كان همه الاتقاء
وقال فيها لعبد الملك:
قد عمرنا فمت بدائك غيظا ... لاتميتن غيرك الأدواء
وقال في عبد الملك بن مروان لما أخذ عبد الله بن جعفر له الأمان: من المنسرح
عاد له من كثيرة الطرب ... فعينه بالدموع تنسكب
كوفية نازح محلتها ... لأمم دارها ولاسقب
ما نقموا من بني أمية إلا ... أهم يحلمون إن غضبوا
وأنهم معدن الملوك فلا ... تصلح إلا عليهم العرب
إن الفنيق الذي أبوه أبو ال ... عاص عليه الوقار والحجب
يعتدل التاج فوق مفرقه ... على جبينٍ كأنه الذهب
وكان عبد الملك قد نذر دمه فهرب عبيد الله إلى عبد الله بن جعفر، وسأله أن يجيره، فأدخله على عبد الملك، فقال عبد الملك: قد أزلت عنه القتل، ولكني لاأعطيه رزقاً مادمت في الدنيا. فقال عبد الله بن جعفر لابن قيس: أنا أعطيك الرزق موفراً، فلم يزل يقيمه له.
وقيل: إن عبد الله بن جعفر قال له: كم تؤمل أن تعيش؟ قال: عشرين سنة، قال: فأنا أدفع لك من هذا الوقت رزق عشرين سنة، ففعل، فقال عبيد الله يمدحه: من الطويل
تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر ... سواء عليها ليلها ونهارها
تزور امرأ قد يعلم الله أنه ... تجود له كف قليل غرارها
أتيناك نثني بالذي أنت أهله ... عليك كما أثنى على الروض جارها
ووالله لولا أن تزور ابن جعفرٍ ... لكان قليلا في دمشق قرارها
ذكرتك إذ جاش الفرات بأرضنا ... وفاص بأعلى الرقتين بحارها
وعندي مما خول الله هجمة ... عطاؤك منها شولها وعشارها
قدم على عبد الله بن جعفر ذي الجناحين بمالٍ عظيم من قبل عبد الملك بن مروان، ومتاع كثير، فقسمه، وقال لنديم له: احفظ نصيب عبيد الله بن قيس الرقيات، فعزل له جارية " وكسوة "، وعشرة آلاف درهم، فلما قدم دفعه إليه، فقال ابن قيس الرقيات: من الطويل
إذا جئت عبد الله نفسي فداؤه ... رجعت بخير من نداه ونائل
وإن غبت عنه كان للود حافظا ... ولم يك عني في المغيب بغافل
أبو جعفر نفسي تقيه من الردى ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل
أبوه كريم ذو الجناحين جعفر ... فبخ بخ له من فاضلٍ وابن فاضل
لما قتل الوليد وضاح اليمن حجت بعد ذلك أم البنين محتجبة لاتكلم أحداً، فقال ابن قيس الرقيات: من المنسرج
يا بن الخليط الذي به نثق ... واشتد دون الحبيبة الغلق
قد تتقي الله في المحارم أو ... تعجز في نفسها فتنحمق
لست بجثامةٍ له كرش ... يأكل مااسطاع ثم يغتبق
قد برمت عرسه بمضجعه ... ودت لو أن العجول ينطلق
ابن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري الشاعر المعروف بابن قيس الرقيات. من أهل الحجاز. مشهر معروف، وبالإحسان في الشعر موصوف.
مدح مصعب بن الزبير فطلبه عبد الملك بن مروان، فاستخفى منه. ثم قدم دمشق فعفى عنه.
قال الزبير بن بكار: ومن ولد ربيعة بن وهيب بن ضباب: عبيد الله بن قيس الرقيات. وأمه قتيلة بنت وهب بن عبد الله بن عبد الله بن ربيعة بن طريف. وأخوه لأمه وأبيه: عبيد الله بن قيس؛ وسعد وأسامة ابنا عبد الله بن قيس قتلا يوم الحرة، وفيهما يقول عبيد الله بن قيس الرقيات: من الكامل
إن المصائب بالمدينة قد ... أوجعنني وقرعن مروتيه
وأتى كتاب من يزيد وقد ... شد الحزام بسرج بغلتيه
ينعي أسامة لي وإخوته ... فظللت مستكا مسامعيه
كالشارب النشوان قطره ... سمل الزقاق تفيض عبرتيه
وعبد الواحد - يعني ابن أبي سعد - بن قيس بن وهب بن وهبان بن ضباب بن حجير أبو رقية التي كان يشبب بها ابن قيس الرقيات، وبابنة عم لها يقال لها: رقية، فقيل لعبيد الله: ابن قيس الرقيات.
وقال محمد بن سلام الجمحي: إنما نسب إلى الرقيات لأن جدات له توالين يسمين رقية قال خالد بن عطاء بن مقدم: قال لي حماد الراوية، وكان نازلاً علي: إذا أردت أن تقول الشعر فارو شعر ابن الرقيات، فإن أرق الناس حواشي شعرٍ قال محمد بن سلام الجمحي: كان عبد الله أشد قريش أسر شعر في الإسلام بعد ابن الزبعري، وكان غزلاً، وأغزل من شعره شعر عمر بن أبي ربيعة، وكان عمر يصرح بالغزل، ولايهجو، ولايمدح، وكان عبد الله يشبب ولايصرح. وكان انقطاعه إلى آل الزبير، فمدح مصعباً، وهجا عبد الملك بن مروان، وذلك حين يقول: من الخفيف
إنما مصعب شهاب من الل ... هـ تجلت عن وجهه الظلماء
ملكة ملك رحمةٍ ليس فيه ... جبروت منه ولاكبرياء
يتقي الله في الأمور وقد أفل ... ح من كان همه الاتقاء
وقال فيها لعبد الملك:
قد عمرنا فمت بدائك غيظا ... لاتميتن غيرك الأدواء
وقال في عبد الملك بن مروان لما أخذ عبد الله بن جعفر له الأمان: من المنسرح
عاد له من كثيرة الطرب ... فعينه بالدموع تنسكب
كوفية نازح محلتها ... لأمم دارها ولاسقب
ما نقموا من بني أمية إلا ... أهم يحلمون إن غضبوا
وأنهم معدن الملوك فلا ... تصلح إلا عليهم العرب
إن الفنيق الذي أبوه أبو ال ... عاص عليه الوقار والحجب
يعتدل التاج فوق مفرقه ... على جبينٍ كأنه الذهب
وكان عبد الملك قد نذر دمه فهرب عبيد الله إلى عبد الله بن جعفر، وسأله أن يجيره، فأدخله على عبد الملك، فقال عبد الملك: قد أزلت عنه القتل، ولكني لاأعطيه رزقاً مادمت في الدنيا. فقال عبد الله بن جعفر لابن قيس: أنا أعطيك الرزق موفراً، فلم يزل يقيمه له.
وقيل: إن عبد الله بن جعفر قال له: كم تؤمل أن تعيش؟ قال: عشرين سنة، قال: فأنا أدفع لك من هذا الوقت رزق عشرين سنة، ففعل، فقال عبيد الله يمدحه: من الطويل
تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر ... سواء عليها ليلها ونهارها
تزور امرأ قد يعلم الله أنه ... تجود له كف قليل غرارها
أتيناك نثني بالذي أنت أهله ... عليك كما أثنى على الروض جارها
ووالله لولا أن تزور ابن جعفرٍ ... لكان قليلا في دمشق قرارها
ذكرتك إذ جاش الفرات بأرضنا ... وفاص بأعلى الرقتين بحارها
وعندي مما خول الله هجمة ... عطاؤك منها شولها وعشارها
قدم على عبد الله بن جعفر ذي الجناحين بمالٍ عظيم من قبل عبد الملك بن مروان، ومتاع كثير، فقسمه، وقال لنديم له: احفظ نصيب عبيد الله بن قيس الرقيات، فعزل له جارية " وكسوة "، وعشرة آلاف درهم، فلما قدم دفعه إليه، فقال ابن قيس الرقيات: من الطويل
إذا جئت عبد الله نفسي فداؤه ... رجعت بخير من نداه ونائل
وإن غبت عنه كان للود حافظا ... ولم يك عني في المغيب بغافل
أبو جعفر نفسي تقيه من الردى ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل
أبوه كريم ذو الجناحين جعفر ... فبخ بخ له من فاضلٍ وابن فاضل
لما قتل الوليد وضاح اليمن حجت بعد ذلك أم البنين محتجبة لاتكلم أحداً، فقال ابن قيس الرقيات: من المنسرج
يا بن الخليط الذي به نثق ... واشتد دون الحبيبة الغلق
قد تتقي الله في المحارم أو ... تعجز في نفسها فتنحمق
لست بجثامةٍ له كرش ... يأكل مااسطاع ثم يغتبق
قد برمت عرسه بمضجعه ... ودت لو أن العجول ينطلق