45979. سعيرة الاسدية1 45980. سفاح بن مطر البصري1 45981. سفاح بن مطر الشيباني3 45982. سفانة بنت حاتم1 45983. سفانة بنت حاتم الطائي1 45984. سفانة بنت حاتم الطائية145985. سفر بن نسير1 45986. سفر بن نسير1 45987. سفر بن نسير الازدي1 45988. سفر مولى سعد بن ابي وقاص1 45989. سفر مولى سعد بن أبي وقاص1 45990. سفعة الغافقي1 45991. سفيان ابو النضر1 45992. سفيان التمار1 45993. سفيان الثورى1 45994. سفيان الثوري4 45995. سفيان الراس1 45996. سفيان السعدي1 45997. سفيان العصفري1 45998. سفيان العضدي1 45999. سفيان العقيلى1 46000. سفيان العقيلي2 46001. سفيان الهذلي3 46002. سفيان بن أبي العوجاء شامي2 46003. سفيان بن أبي حمزة1 46004. سفيان بن أبي زهير2 46005. سفيان بن أبي زهير النمري1 46006. سفيان بن أسيد1 46007. سفيان بن أسيد الحضرمي1 46008. سفيان بن ابي العوجاء1 46009. سفيان بن ابي العوجاء ابو ليلى الانصاري...1 46010. سفيان بن ابي العوجاء السلمي2 46011. سفيان بن ابي القرد1 46012. سفيان بن ابي حبيبة ابو المختار1 46013. سفيان بن ابي حمزة2 46014. سفيان بن ابي زهير1 46015. سفيان بن ابي زهير الازدي الشنوي1 46016. سفيان بن ابي زهير الشنوئي1 46017. سفيان بن ابي زهير الشنوي2 46018. سفيان بن ابي زهير النمري1 46019. سفيان بن ابي زهير النمري الازدي3 46020. سفيان بن ابي زهير النمري الازدي الشنوئي...1 46021. سفيان بن ابي سهل1 46022. سفيان بن ابي وهب النميري الازدي1 46023. سفيان بن اسد2 46024. سفيان بن اسد الحضرمي5 46025. سفيان بن اسيد الحضرمي1 46026. سفيان بن الأبرد بن أبي إمامة1 46027. سفيان بن الحارث3 46028. سفيان بن الحارث أبو جهور البصري الجرموزي...1 46029. سفيان بن الحارث ابو جهور البصري الجرموزي...1 46030. سفيان بن الحارث ابو جهور الجرموزي البصري...1 46031. سفيان بن الحكم2 46032. سفيان بن الحكم الثقفي3 46033. سفيان بن الحكم او الحكم بن سفيان1 46034. سفيان بن الليل3 46035. سفيان بن المختار ابو يعقوب1 46036. سفيان بن امية القتباني1 46037. سفيان بن بخيت1 46038. سفيان بن بزيع1 46039. سفيان بن بشر الأنصاري1 46040. سفيان بن بشر الانصاري1 46041. سفيان بن بشر بن زيد بن الحارث الانصاري...1 46042. سفيان بن بشير1 46043. سفيان بن بشير الانصاري1 46044. سفيان بن ثابت1 46045. سفيان بن ثابت الانصاري2 46046. سفيان بن حاطب1 46047. سفيان بن حاطب بن امية بن رافع1 46048. سفيان بن حبيب3 46049. سفيان بن حبيب أبو محمد البزاز1 46050. سفيان بن حبيب ابو معاوية1 46051. سفيان بن حبيب البزاز1 46052. سفيان بن حبيب البصري ابو معاوية1 46053. سفيان بن حسين9 46054. سفيان بن حسين ابو محمد السلمي الواسطي...1 46055. سفيان بن حسين بن الحسن الواسطي1 46056. سفيان بن حسين بن الحسن مولى بني سليم1 46057. سفيان بن حسين بن حسن السلمي2 46058. سفيان بن حصين السلمي الواسطي1 46059. سفيان بن حكيم1 46060. سفيان بن حمزة المدني1 46061. سفيان بن حمزة المديني1 46062. سفيان بن حمزة بن سفيان بن فروة1 46063. سفيان بن خليد الضبي1 46064. سفيان بن خولي2 46065. سفيان بن دينار1 46066. سفيان بن دينار أبو الورقاء الأحمري1 46067. سفيان بن دينار ابو الورقاء التمار العصفري...1 46068. سفيان بن دينار ابو الورقاء العصفري الاحمري...1 46069. سفيان بن دينار المكي3 46070. سفيان بن دينار كنية دينار ابو الورقاء...1 46071. سفيان بن زياد3 46072. سفيان بن زياد أبو سهل1 46073. سفيان بن زياد ابو سهل1 46074. سفيان بن زياد الرءس1 46075. سفيان بن زياد الرصافي ثم المخرمي1 46076. سفيان بن زياد العصفري2 46077. سفيان بن زياد العقيلي1 46078. سفيان بن زياد الغساني3 Prev. 100
«
Previous

سفانة بنت حاتم الطائية

»
Next
سفانة بنت حاتم الطائية
أخت عدي بن حاتم، ويقال عمته، وإن ثبت أن أسمها سفانة فهي أخته، أسلمت وحكت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدمت في طلب أخيها.
عن عدي بن حاتم الطائي قال: قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجراً إلى المدينة. فلم رأيت ذلك من أمره في علوه، وأنه تثب سراياه فتغير فلا يقوم بشيء قلت لنفسي: يا نفس، لو أني خلقت لي أجمالاً فإن أغير على النعم والغنم كان عندي ما أتحمل عليه، فخلفت عندي من الإبل ما أعلم أنه يحملني إن بليت ببلوى. فبينا أنا ذات يوم إذ جاءني راعي الإبل بعصاه، فقلت له: ما وراءك؟ قال: قد أغير عل النعم، فقلت: ومن أغار عليها؟ قال: خيل محمد، قلت: يا نفس، هذا الذي كنت أحاذر، فأين الفرار؟ فقربت أجمالي وحملت أهلي لأنجو بهم، وكنت نصرانيا، فدخلت على عمتي، فقلت: ما عسى أن نصنع بمثل هذه وقد كبرت، فحملت امرأتي، فقالت عمتي: يا عدي، أما تتقي ربك، نتنجو بامرأتك وتدع عمتك! فقلت لها: وما عسى أن نصنع بك وأنت امرأة قد كبرت، فمضيت ولم ألتفت إلى عمتي، حتى وردت الشام فانتهيت إلى قيصر، وكان بأرض حمص فأدخلت عليه، فقلت له: إني رجل من العرب وأنا على دينك، وهذا الرجل قد تناولنا ببلدنا، فكان المفر منه إليك، فقال لي قيصر: اذهب فانزل بمكان كذا وكذا حتى نرى لك رأياً في أمره، فنزلت لذلك المكان، فمكثت به حيناً، فإني في بعض أيامي بهم وغم فإذا أنا بظعينة متوجهة نحونا. فلما انتهيت إليّ نظرت فإذا هي عمتي. فلما رأتني ابتدرتني فقالت لي: يا عدي، أما اتقيت ربك، نجوت بامرأتك مما تحاذره وتركت عمتك، وذكر الحديث.
قال عبد الله بن أبي بكر بن حزم لموسى بن عمرا بن مناح وهما جالسان بالبقيع: تعرف سرية الفلس؟ قال موسى: ما سمعت بهذه السرية. قال: فضحك ابن حزم ثم قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً في خمسين ومئة رجل على مئة بعير وخمسين فرساً وليس وما
في السرية إلا أنصاري، وفيها وجوه الأوس والخزرج، فاجتنبوا الخيل، واعتقبوا على الإبل حتى أغاروا على أحياء من أحياء العرب، وسأل عن محلة آل حاتم فدل عليه، فشنوا الغارة مع الفجر، فسبوا حتى ملؤوا أيدهم من السبي والنعم والشاء، وهدم الفلس وخربه وكان صنماً لطيىء، ثم أنصرف راجعاً إلى المدينة.
قالوا: وإن علياً عليه السلام، خرج ومعه راية سوداء ولواء أبيض، معهم القنا والسلاح الظاهر، وقد دفع رايته إلى سهل بن حنيف، ولواءه إلى جبار بن صخر السلمي، وخرج بدليل من بني أسد يقال له حريث خريتا فسلك بهم على طريق فيد، فلما انتهى بهم إلى موضع قال: إن بينكم وبين الحي الذي تريدونه يوماً تاماً، وإن ترناه بالنهار ووطئنا أطرافهم ورعاءهم، فأنذورا الحي فتفرقوا. فلم تصيبوا منهم حاجتكم، لكن نقيم يومنا هذا في موضعنا حتى نمسي، ثم نعتشي ليلتنا على متون الخيل فنجعلها غارة حتى نصبحهم في عماية الصبح، قالوا: هذا الرأي فعسكروا وسرحوا إبلهم واصطنعوا، وبعثوا نفراً منهم يتقصون ما حولهم، فبعثوا أبو قتادة والجباب بن المنذر وأبا نائلة فخرجوا على متون خيلهم يطوفون حول المعسكر، فأصابوا غلاماً أسود فقالوا: ما أنت: قال: أطلب بغيتي، فأتوا به علياً، فقال: من أنت؟ قال: باغ، قال: فشدوا عليه فقال: أنا غلام لرجل من طيئ من بني نبهان، أقرّوني في هذا الموضع، وقالوا: إن رأيت خيل محمد فطر إلينا فأخبرنا، وأنا لا أدرك شداً. فلما رأيتكم أردت الذهاب إليهم، ثم قلت: لا أعجل حتى آتي أصحابي بخبر بين من عددكم وعدد خيلكم وركابكم، ولا أخشى ما أصابني، فلكأني كنت مقيداً حتى أخذتني طلائعكم.
قال عليّ: اصدقنا ما وراءك؟ قال: أوائل الحي على مسيرة ليلة طرادة تصحبهم الخيل في مغارهم خبباً وعدواً، قال علي لأصحابه: ما ترون؟ قال جبار بن صخر: نرى أن ننطلق على متون الخيل ليلتنا حتى نصبح القوم وهم غارون فنغير عليهم ونخرج
بالعبد الأسود دليلاً ونخلف حريثاً مع العسكر حتى يلحقونا، إن شاء الله، قال علي: هذا الرأي.
فخرجوا بالعبد الأسود والخيل تعادى، وهو ردف بعضهم عقبة، ثم ينزل فيردف آخر عقبة، وهو مكتوف. فلما رأى ابهار الليل كذب العبد، وقال: لقد أخطأت الطريق وتركتها ورائي، فقال علي: فارجع بنا إلى حيث أخطأت، فرجع ميلاً أو أكثر ثم قال: أنا على خطأ، فقال علي: أنا منك على خدعة، ما تريد إلا أن تتيهنا عن الحي قدموه، لتصدقنا أو لنضرب عنقك، قال: فقدم وسل السيف على رأسه، فلما رأى الشر قال: أرأيت أن صدقتكم أينفعني؟ قالوا: نعم، قال: فإني صنعت ما رأيتم، أنه أدركني ما يدرك الناس من الحياء، فقلت: أقبلت بالقوم أدلهم على الحي من غير محنة، ولا خوف منهم، فلما رأيت منكم ما رأيت، وخفت أن تقتلوني كان لي عذر، فأنا أحملكم على الطريق، قالوا: أصدقنا، قال: القوم منك قريب. فخرج بهم حتى انتهوا إلى أدنى الحي، فسمعوا نباح الكلاب وحركة النعم في المراح الشاه، فقال: هذا الأصرام وهي على فرسخ فنظر بعضهم إلى بعض، قالوا: فأين آل حاتم؟ قال: هم متوسطوا الأصرام قال القوم بعضهم لبعض: إن أفزعنا الحي تصايحوا وأفزع بعضهم بعض، فيغيب عنا إخوانهم في سواد الليل، ولكن نمهل حتى يطلع الفجر معترضاَ، فقد قرب طلوعه فنغير، فإن أنذر بعضهم بعضاَ لم يخف علينا أين أخذوا، وليس عند القوم خيل يهربون عليها، ونحن على متون الخيل، قالوا: الرأي ما أشرت به.
فلما اعترض الفجر أغاروا عليهم، فقتلوا من أشرف، واستاقوا الذرية والنساء، وجمعوا النعم والشاء، ولم يخف عليهم أحد تغيب، فملؤوا أيدهم، قال: تقول جارية من الحي: وهي ترى العبد الأسود، وكان اسمه أسلم، وهو موثق، ماله هبل، هذا عمل رسولكم أسلم، لا سلم، وهو جلبهم عليكم، ودلهم على عورتكم. قال: يقول الأسود: اقصري يا بنة الأكارم، ما دللتهم حتى قدمت ليضرب عنقي. قال: فعسكر القوم، وعزلوا
الأسرى، وعزلوا الذرية، وأصابوا آل حاتم: أخت عدي ونسيات معها، فعزلوهن على حدة، فقال أسلم لعلي: ما تنتظر بإطلاقي؟ فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: أنا على دين قومي، هؤلاء الأسرى، ما صنعوا ما صنعت، قال: ألا تراهم موثقين، فنجعلك معهم في رباطك؟ قال: نعم، أنا مع هؤلاء موثقاً أحب إليّ من أن أكون مع غيرهم مطلقاً، يصيبني ما أصابهم، فضحك أهل السرية منه، فأوثق وطرح مع الأسرى، وقال: أنا معهم حتى تروا فيهم ما أنتم راؤون، فقائل يقول له من الأسرى: لا مرحباً بك أنت جئتنا بهم، وقائل يقول: مرحباَ بك وأهلاَ، ما كان عليك أكثر مما صنعت، لو أصابنا الذي أصابك لفعلنا الذي فعلت، وأشد منه، ثم قد آسيت بنفسك.
وجاء العسكر فاجتمعوا فقربوا الأسرى، فعرضوا عليهم الإسلام، فمن أسلم ترك، ومن أبى ضربت عنقه، حتى أتوا العبد الأسود، فعرضوا عليه الإسلام، فقال: إن الجزع من السيف للؤم، وما من خلود، قال: يقول رجل الحي ممن أسلم: يا عجباً منك إلا كان هذا حيث أخذت. فلما قتل من قتل منا وسبي من سبي منا، وأسلم من أسلم راغباً في الإسلام، تقول ما تقول! ويحك، أسلم واتبع دين محمد، قال: فإني أسلم وأتبع دين محمد، فأسلم فترك، وبقي بعد ذلك إلى كانت الردة فشهد مع خالد بن الوليد اليمامة، فأبلى بلاء حسناً.
قال: وسار علي إلى الفلس فهدمه وخربه، ووجدوا في بيته ثلاثة أسياف: رسوب والمخذم، وسيف يقال له اليماني، وثلاثة أدرع، وجردوه، وكان عليه ثياب يلبسونه إياها، وجمعوا السبي فاستعمل علي عليهم أبا قتادة، واستعمل عبد الله بن عتيك السلمي على الماشية والرثة، ثم ساروا حتى نزلوا ركك فاقتسموا السبي والغنائم، وعزل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صفياً رسوباً والمخدم، ثم صار له بعد السيف الآخر، وعزل الخمس، وعزل آل حاتم، فلم يقسمهم حتى قدم المدينة.
قالوا: وكان في السبي أخت عدي بن حاتم فلم تقسم، فأنزلت دار رملة بنت
الحدث، وكان عدي بن حاتم قد هرب حين سمع بحركة علي، وكان له عين بالمدينة فحذره، فخرج إلى الشام، وكانت أخت عدي إذا مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقول: يا رسول الله هلك الوالد وعاب الوافد، فامنن علينا منّ الله عليك، كل ذلك يسأله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من وافدك؟ فتقول: عدي بن حاتم، فيقول: الفار من الله ورسوله؟ حتى يئست. فلما كان يوم الرابع مرّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم تكلم فأشار إليها رجل: قومي فكلميه، فكلمته، فأذن لها ووصلها، وسألت الرجل الذي أشار إليها فقيل: علي، وهو الذي سباكم أما تعرفينه؟ فقالت: لا والله، ما زلت مدنية طرف ثوبي على وجهي وطرف ردائي على برقعي من يوم أسرت حتى دخلت هذه الدار، ولا رأيت وجهه ولا وجه أحد من أصحابه.
وفي حديث أخر بمعناه أنها لما كلمته وقالت: فامنن علي منّ الله عليك، قال قد فعلت، لا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني، قالت: وأقمت حتى قدم نفر من بلي أو قضاعة، وأنا أريد أن أتي الشام، قالت: فجئت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله، قد قدم رجال من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ، قالت: فكساني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحملني وأعطاني نفقة، فخرجت فيهم حتى قدمت الشام.
قال أبو عامر: وكانت قد أسلمت وحسن إسلامها.
قال عدي: وإني لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظعينة تؤمنا، قال: قلت: ابنة حاتم، فإذا هي هيه. فلما وقفت علي انسحلت: القاطع الظالم ارتحلت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك أختك عورتك؟ قال: قلت: يا خية، لا تقولي إلا خيراً، فوالله ما لي من عذر، ولقد صنعت ما ذكرت. قال: ثم نزلت فأقامت عندي. قال: فقلت لها: " وكانت امرأة حازمة ":ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى أن تلحق به سريعاً، فإن يكن الرجل نبياً فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكاً فلن تذل عز اليمن وأنت أنت. قال: قلت: والله إن هذا الرأي. قال فخرجت حتى أقدم على الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فدخلت عليه وهو في
مسجده، فس ((لمت عليه، فقال: من الرجل؟ قال: قلت: عدي بن حاتم، فرحب به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقربه وكان يتألف شريف القوم ليتألف به قومه، قالوا: فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانطلق به إلى بيته قال: فلقيته امرأة كبيرة ضعيفة فاستوقفته، فوقف لها طويلاً تكلمه في حاجتها، قال: قلت في نفسي: ما هذا بملك، قال: ثم مضى حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفاً فقدمها إليّ، فقال: اجلس على هذه. قال: قلت: بل أنت فأجلس. قال: فقال: بل أنت فاجلس عليها. قال: فجلست عليها، وجلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالأرض. قال: قلت في نفسي: ما هذا بأمر مل.
قال أبو عامر في حديث: فدخل الإسلام في قلبي، وأحببت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حباً لم أحببه شيئاً قط - وقال أوائل هذا الحديث: إن عدياً قال: ما رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سمع به مني - قال: ولم يكن في البيت إلا خصاف ووسادة أدم، قال: فلم يجلس عليها، ولم أجلس عليها، ثم أقبل عليّ فقال: هيه يا عدي بن حاتم، أفررت أن توحد الله، وهل من أحد غير الله، هيه يا عدي بن حاتم، أفررت أن تكبر الله، ومن أكبر من الله، هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تعظم الله، ومن أعظم من الله، هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تشهد أن لا إله إلا الله، وهل من إله غير الله، هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تشهد أن محمداً رسول الله. قال: فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول نحو هذا وأنا أبكي. قال: ثم أسلم.
قال ابن إاق في حديثه:
ثم قال: إيه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسياً؟ قال: قلت: بلى، قال: أو لم تكن تسير في قومك بالمرباع؟ قال: قلت: بلى. قال: فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك، قال: قلت: أجل والله، وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل. قال: ثم قال: لعله يا عدي بن حاتم إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله لأوشك أن يفيض فيهم
يعني المال - حتى لا يوجد من يأخذه، ولعله أن يمنعك من ذلك ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، قال: فأسلمت، فكان عدي يقول: مضت اثنتان، وبقيت الثالثة، والله لتكونن. لقد رأيت القصور البيض من أرض بابل، وقد فتحت عليهم، ورأيت المرأة تخرج على بعيرها، لا تخاف إلا الله حتى تحج البيت من القادسية، وأيم الله لتكونن الثالثة: ليفيضن المال حتى لا يوجد من يأخذه.
وعن علي بن أبي طالب أنه قال: يا سبحان الله، ما أزهد كثيراً من الناس في الخير، عجبت لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة لا يرى نفسه للخير أهلاً، فلو كنا لا نرجو جنة ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبل النجاح، فقام رجل فقال: فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين، سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم، وما هو خير منه، لما أتينا سبايا طيئ وقعت جارية جماء، حواء، لعساء، لمياء، عيطاء، شماء الأنف، معتدلة القامة، درماء الكعبين، جدلة الساقين، لفاء العجزين، خميصة الخصرين، مصقولة المتنين، ضامرة الكشحين، فلما رأيتها أعجبت بها، فقلت: لأطلبن إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجعلها من فيئي. فلما تكلمت نسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يا محمد، إن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب، فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يفكّ العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويفشي السلام، ويطعم الطعام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم طيئ، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جارية، هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك إسلامياً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق، فقام أبو بردة بن نيار، فقال: يا رسول الله، الله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال: يا أبا بردة، لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق.