Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150890#ca56d7
الخضر عليه السلام
يقال: إنه ابن آدم عليه السلام لصلبه وهو صاحب موسى عليه السلام وقيل: إن اسمه المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد؛ وقيل: الخضر من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم؛ وقيل: اسمه إيليا بن ملكان ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. وقيل: هو خضرون بن عميائل بن اليقر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم.
قال ابن عباس: الخضر بن آدم لصلبه، ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال. وقيل: إنما سمي الخضر لأنه إذا صلى في مكان اخضر ما حوله.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم يسم خضراً إلا لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز خضراء. الفروة: الحشيش الأبيض وما أشبهه.
وقيل: إنما سمي الخضر خضراً لحسنه وإشراق وجهه.
وذكر ابن إسحاق قال: قال أصحابنا: إن آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه وقال: يا بني إن الله منزل على أهل الأرض عذاباً فليكن جسدي معكم في المغارة، حتى إذا هبطتم فابعثوا بي وادفنوني بأرض الشام؛ فكان جسده معهم، فلما بعث الله تعالى نوحاً ضم ذلك الجسد، وأرسل الله الطوفان على الأرض؛ فغرقت الأرض زماناً، فجاء نوح حتى نزل ببابل، وأوصى بنيه الثلاثة وهم: سام ويافث وحام أن يذهبوا بجسده إلى الغار الذي أمرهم أن يدفنوه فيه، فقالوا: الآرض وحشة لا أنيس بها ولا نهتدي الطريق، ولكن نكف حتى يأمن الناس ويكثروا وتأنس البلاد وتجف؛ فقال لهم نوح: إن آدم قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة. فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه، وأنجز الله له ما وعده، فهو يحيا إلى ما شاء الله له أن يحيا.
وقيل: إن أم الخضر رومية وأبوه فارسي.
تقدم الوليد بن عبد الملك إلى القوام ليلة من الليالي فقال: إني أريد أن أصلي الليلة في المسجد، فلا تتركوا فيه أحداً؛ ثم إنه أتى إلى باب الساعات، فاستفتح الباب، ففتح له فدخل، فإذا برجل ما بين باب الساعات وباب الخضراء الذي يلي المقصورة قائماً يصلي،
وهو أقرب إلى باب الخضراء منه إلى باب الساعات، فقال للقوام: ألم آمركم أن لا تتركوا أحداً يصلي الليلة في المسجد؟ فقال له بعضهم: يا أمير المؤمنين، هذا الخضر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في المسجد كل ليلة.
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكنا عنده فقال القوم: إن نوفاً الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس بموسى بني إسرائيل، قال: وكان ابن عباس متكئاً، فاستوى جالساً فقال: كذلك يا سعيد بن جبير؟ قلت: أنا سمعته يقول ذلك؛ قال ابن عباس: كذب نوف، حدثني أبي بن كعب أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل واستحيا، وأخذته دمامة من صاحبه فقال له: " إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني " لرأى من صاحبه عجبا ". قال: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر نبياً من الأنبياء بدأ بنفسه فقال: رحمة الله علينا وعلى صالح، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد. ثم قال: إن موسى عليه السلام بينا هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم: ما في الأرض أحد أعلم مني؛ فأوحى الله عز وجل إليه: إن في الأرض من هو أعلم منك، وآية ذلك أن تزود حوتاً مالحاً، فإذا فقدته فهو حيث تفقده؛ فتزود حوتاً مالحاً، فانطلق هو وفتاه، حتى إذا بلغا المكان الذي أمروا به، فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى يطلب، ووضع فتاه الحوت على الصخرة، فاضطرب " فاتخذ سبيله في البحر سربا " قال فتاه: إذا جاء نبي الله حدثته، فأنساه الشيطان؛ فانطلقا، فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب والكلال، ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب والكلال حتى جاوزا ما أمر به، فقال موسى لفتاه: " آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " قال له فتاه: يا نبي الله " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت " أن أحدثك " وما أنسانيه إلا الشيطان " " فاتخذ سبيله في البحر سربا " " قال ذلك ما كنا نبغي " فرجعا " على آثارهما قصصا " يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة، فأطاف بها، فإذا هو مسجى بثوب، فسلم، فرفع رأسه، فقال له: من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: من موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل، قال: فما لك؟ قال: أخبرت أن عندك علماً فأردت أن أصحبك " قال إنك لن تستطيع معي صبراً، قال ستجدني إن شاء
الله صابراً ولا أعصي لك أمرا " قال: " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " قال: قد أمرت أن أفعله، ستجدني إن شاء الله صابراً " قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا، حتى إذا ركبا في السفينة " فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها، فقال له موسى: تخرقها " لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً فانطلقا " حتى أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر وفيهم غلام ليس في الغلمان أحسن ولا أنظف منه، فأخذه فقتله، فنفر موسى عند ذلك وقال: " أقتلت نفساً زكيةً بغير نفس لقد جئت شيئاً نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا " قال: فأخذته دمامة من صاحبه واستحيا فقال: " إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى أتيا أهل قرية " لئام، وقد أصاب موسى جهد شديد، فلم " يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه " قال له موسى مما نزل به من الجهد: " لو شئت لتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك " فأخذ موسى بطرف ثوبه فقال: حدثني، فقال: " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " فإذا مر عليها فرآها منخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشب فانتفعوا بها. وأما الغلام فإنه كان طبع يوم طبع كافراً، وكان قد ألقي عليه محبةً من أبويه، ولو عصياه شيئاً لأرهقهما طغياناً وكفرا " فأراد ربك أن يبدلهما خيراً منه زكاةً وأقرب رحما " فوقع أبوه على أمه فتلقت فولدت خيراً منه زكاةً وأقرب رحما " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما " إلى قوله: " ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ".
وفي حديث آخر بمعناه. وفي قراءة أبي بن كعب: " يأخذ كل سفينة صالحة غصبا " وفي آخره قال: فجاء طائر هذه الحمرة، فبلغ فجعل يغمس منقاره في البحر فقال له: يا موسى، ما يقول هذا الطائر؟ قال: لا أدري، قال: هذا يقول: ما علمكما الذي تعلمان في علم الله إلا كما أنقص به بمنقاري من جميع ما في هذا البحر.
وفي حديث آخر عن ابن عباس مختصراً قال: سأل موسى عليه السلام ربه فقال: أي رب! أي عبادك أحب إليك؟ قال: الذي
يذكرني ولا ينساني، قال: يا رب! فأي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه، عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى، أو ترده عن ردى؛ قال: رب! فأي عبادك أقضى؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى، قال: ومن ذلك يا رب؟ قال ذاك الخضر، قال: وأين أطلبه؟ قال: على الساحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت.. الحديث..
وفي حديث آخر بمعناه: وكان فتى موسى يوشع بن نون كما يقال. والله أعلم وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قال أخي موسى: يا رب ذكر كلمة فأتاه الخضر وهو فتى طيب الريح، حسن بياض الثياب، مشمرها فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران، إن ربك يقرأ عليك السلام، قال موسى: هو السلام وإليه السلام، والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك؟ قال الخضر: يا طالب العلم، إن القائل أقل ملالةً من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حادثتهم، واعلم أن قلبك وعاء، فانظر ماذا تحشو به وعاءك؛ واعزف عن الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار، وإنما جعلت بلغةً للعباد، والتزود منها للمعاد، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم؛ يا موسى، تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكن مكثاراً بالمنطق مهذاراً، فإن كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي مساوىء السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد، فإن ذلك من التوفيق والسداد؛ وأعرض عن الجهال وباطلهم، واحلم عن السفهاء، فإن ذلك فعل الحكماء وزين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلماً، وجانبه حزماً، فإن ما بقي من جهله عليك وسبه إياك أكثر وأعظم؛ يا بن عمران، ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا، فإن الاندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف؛ يا بن عمران، لا تفتحن باباً لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن باباً لا تدري ما فتحه؛ يا بن عمران، من لا تنتهي من الدنيا
نهمته، ولا تنقضي منها رغبته، كيف يكون عابدا؟ ومن يحقر حاله ويتهم الله فيما قضى له، كيف يكون زاهداً؟ هل يكف عن الشهوات من غلب عليه هواه، أو ينفعه طلب العلم، والجهل قد حواه!؟ لأن سعيه إلى آخرته وهو مقبل على دنياه؛ يا موسى، تعلم ما تعلمت لتعمل به، ولا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بواره ولغيرك نوره؛ يا موسى بن عمران؛ اجعل الزهد والتقوى لباسك، والعلم والذكر كلامك، واستكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف قلبك، فإن ذلك رضى ربك، واعمل خبراً فإنك لابد عامل سوءاً؛ قد وعظت إن حفظت. قال: فتولى الخضر، وبقي موسى حزيناً مكروباً يبكي.
وعن ابن عباس قال: الكنز الذي مر به الخضر لوح من ذهب، فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، عجب لمن يعرف الموت كيف يفرح! وعجب لمن يعرف النار كيف يضحك! وعجب لمن يعرف الدنيا وتحولها بأهلها كيف يطمئن إليها! وعجب لمن يؤمن بالقضاء والقدر كيف ينصب في طلب الرزق! وعجب لمن يؤمن بالحساب كيف يعمل الخطايا!.
وعن أبي عبد الله الملطي قال: لما أراد موسى أن يفارق الخضر على نبينا وعليهما الصلاة والسلام قال له موسى: أوصني، قال: كن نفاعاً ولا تكن ضراراً؛ كن بشاشاً ولا تكن غضبان؛ ارجع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة، ولا تعير امرأ بخطيئة، وابك على خطيئتك يا بن عمران.
وعن يوسف بن أسباط قال: بلغني أن موسى قال للخضر: ادع لي، فقال له الخضر: يسر الله عليك طاعته.
وعن أبي أمامة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه: ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل، أبصره رجل مكاتب، فقال: تصدق علي بارك الله فيك، فقال الخضر: آمنت بالله من أمر يكون. ما عندي شيء أعطيكه، قال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت علي، فإني نظرت السيماء في وجهك، ورجوت البركة عندك؛ فقال الخضر: آمنت بالله، ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني، فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟!
قال: نعم، الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إني لا أخيبك بوجه ربي؛ قال: فقدمه إلى السوق، فباعه بأربع مئة درهم؛ فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء، فقال له: إنك إنما ابتعتني التماس خير عندي، فأوصني بعمل؟ قال: أكره أن أشق عليك، إنك شيخ كبير ضعيف، قال: ليس يشق علي، قال: فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة، فقال: أحسنت وأجملت، وأطقت ما لم أراك تطيقه، ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحسبك أميناً، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال: فأوصني بعمل، قال: إني أكره أن أشق عليك، قال: ليس تشق علي، قال: فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك؛ فمضى الرجل لسفره، فرجع الرجل وقد شيد بناءه، فقال: أسألك بوجه الله ماسببك وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه الله، والسؤال بوجه الله أوقعني في العبودية، سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به. سألني مسكين صدقةً، فلم يكن عندي شيء أعطيه، فسألني بوجه الله، فأمكنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر، وقف يوم القيامة جلدةً لا لحم له ولا عظم يتقعقع، فقال الرجل: آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم. قال: لا بأس أحسنت وأبقيت، فقال الرجل: بأبي وأمي، احكم في أهلي ومالي بما أراك الله، أو أخيرك فأخلي سبيلك؟ فقال: أحب إلي أن تخلي سبيلي، فأعبد ربي تعالى؛ فخلى سبيله. فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني في العبودية ثم نجاني منها.
وعن السدي قال: كان ملك وكان له ابن يقال له الخضر، وإلياس أخوه أو كما قال فقال إلياس للملك: إنك قد كبرت، وابنك الخضر ليس يدخل في ملكك، فلو زوجته لكي يكون ولده ملكاً بعدك؛ فقال له: يا بني تزوج، فقال: لا أريد، قال: لا بد لك، قال: فزوجني، فزوجه امرأةً بكراً؛ فقال لها الخضر: إنه لا حاجة لي في النساء، فإن شئت عبدت الله معي وأنت في طعام الملك ونفقته، وإن شئت طلقتك؟ قالت: بل أعبد الله معك، قال: فلا تظهري سري، فإنك إن حفظت سري حفظك الله، وإن أظهرت عليه أهلكك الله؛ فكانت معه سنة لم تلد، فدعاها الملك فقال: أنت شابة وابني شاب فأين الولد وأنت من نساء ولد؟! فقالت: إنما الولد بأمر الله، ودعا الخضر فقال له: أين الولد يا بني؟ قال:
الولد بأمر الله؛ فقيل للملك: فلعل هذه المرأة عقيم لا تلد، فزوجه امرأةً قد ولدت؛ فقال للخضر: طلق هذه، قال: تفرق بيني وبينها وقد اغتبطت بها! فقال: لا بد، فطلقها، ثم زوجه ثيباً قد ولدت، فقال لها الخضر كما قال للأولى، فقالت: بل أكون معك، فلما كان الحول دعاها فقال: إنك ثيب قد ولدت قبل ابني، فأين ولدك؟ فقالت؟ هل يكون الولد إلا من بعل، وبعلي مشتغل بالعبادة، لا حاجة له في النساء؛ فغضب الملك وقال: اطلبوه، فهرب؛ فطلبه ثلاثة، فأصابه اثنان منهم، فطلب إليهما أن يطلقاه، فأبيا، وجاء الثالث فقال: لا تذهبا به، ولعله يضربه وهو ولده؛ فأطلقاه ثم جاؤوا إلى الملك، فأخبره الاثنان أنهما أخذاه، وأن الثالث أخذه منهما؛ فحبس الثالث، ثم فكر الملك فدعا الاثنين فقال: أنتما خوفتما ابني حتى هرب، فذهب فأمر بهما فقتلا؛ ودعا بالمرأة فقال لها: أنت هربت ابني وأفشيت سره، ولو كتمت عليه لأقام عندي، فقتلها، وأطلق المرأة الأولى والرجل، فذهبت المرأة فاتخذت عريشاً على باب المدينة، فكانت تحتطب وتبيعه وتتقوت بثمنه؛ فخرج رجل من المدينة فقير، فقال: بسم الله، فقالت المرأة: وأنت تعرف الله؟ قال: أنا صاحب الخضر، قالت: وأنا امرأة الخضر، فتزوجها فولدت له، وكانت ماشطة ابنة فرعون.
فروي عن ابن عباس أنها بينا هي تمشط ابنة فرعون سقط المشط من يدها فقالت: سبحان ربي، فقالت ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ربي ورب أبيك، فقالت: أخبر أبي؟ قالت: نعم؛ فأخبرته، فدعا بها وقال: ارجعي، فأبت، فدعا ببقرة من نحاس، وأخذ بعض ولدها فرمى به في البقرة وهي تغلي ثم قال: ترجعين؟ قالت: لا، فأخذ الولد الآخر حتى ألقى أولادها أجمعين ثم قال لها: ترجعين؟ قالت: لا، فأمر بها، قالت: إن لي حاجة، فقال: وما هي؟ قالت: إذا ألقيتني في البقرة تأمر بالبقرة أن تحمل ثم تكفأ في بيتي الذي على باب المدينة، وتنحي البقرة وتهدم البيت علينا حتى يكون قبورنا؛ فقال: نعم إن لك علينا حقاً. قال: ففعل بها ذلك.
قال ابن عباس: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مررت ليلة أسري بي فشممت رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل! ما هذا؟ فقال: هذا ريح ماشطة فرعون وولدها.
وعن أنس بن مالك قال: كان رسول لله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ من الليل إلى الليل، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة ومعي الطهور، فسمعت صوت رجل يدعو: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو دعا بالتي تليها. قال: وفق الله على لسان الداعي الذي كان في نفس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اللهم ارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه. فقال: دع الطهور يا أنس، جمعتا له ورب الكعبة؛ ائت هذا الداعي فقل له: ادع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليعنه الله على ما بعثه، وادع لأمته أن يأخذوا ما آتاهم نبيهم. قال: من أرسلك؟ قال: ولم يكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لي أخبره من أرسلني قال: فقلت وما عليك؟ قال: لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك، فقلت: وما عليك؟ قال: لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك، قال: فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله، إنه أبى حتى أخبره من أرسلني، قال: قل له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأتيت فقلت له: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلني، قال: مرحباً برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبرسوله، أنا أحق أن آتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فائت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقل له: أنا أخوك الخضر، وإن الله فضلك على النبيين كما فضل رمضان على سائر الشهور، وفضل أمتك على سائر الأمم، كما فضل الجمعة على سائر الأيام. قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها.
قال محمد بن المنكدر: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي على جنازة، فإذا بهاتف يهتف من خلف: لا تسبقنا بالصلاة رحمك الله؛ فانتظره حتى لحق بالصف، فكبر عمر وكبر معه الرجل، فقال الهاتف: إن تعذبه فبكثير عصاك، وإن تغفر له فهو فقير إلى رحمتك، قال: فنظر عمر وأصحابه إلى الرجل، فلما دفن الميت وسوى الرجل عليه من تراب القبر قال: طوبى لك يا صاحب القبر إن لم تكن عريفاً أو جابياً أو خازناً أو كاتباً أو شرطياً، فقال عمر: خذوا لي الرجل نسأله عن صلاته وكلامه هذا عمن هو؟ قال: فتوارى عنهم، فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع، فقال عمر: هذا والله الخضر الذي حدثنا عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى محمد بن يحيى قال: بينما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يطوف بالكعبة إذا هو برجل متلعق بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك؛ قال: فقال له علي: يا عبد الله، أعد دعاءك هذا، قال: وقد سمعته؟ قال: نعم؛ قال: فادع به في دبر كل صلاة، فو الذي نفس الخضر بيده، لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء ومطرها وحصباء الأرض وترابها، لغفر لك أسرع من طرفة عين.
وفي حديث آخر بمعناه: وكان هو الخضر.
وعن عطاء عن ابن عباس قال: ولا أعلمه إلا مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يلتقي الخضر وإلياس كل عام في الموسم، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه، ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله، ما شاء الله، لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله، ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله ". قال: وقال ابن عباس: من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات آمنه الله من الحرق والغرق والشرق وأحسبه قال: من الشيطان والسلطان، ومن الحية والعقرب.
وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يجتمع كل يوم عرفة بعرفات: جبريل وميكائيل وإسرافيل والخضر، فيقول جبريل: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله؛ فيرد عليه ميكائيل: ما شاء الله، كل نعمة من الله؛ فيرد عليه إسرافيل: ما شاء الله، الخير كله بيد الله؛ فيرد عليه الخضر: ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله. ثم يتفرقون عن هذه الكلمات، فلا يجتمعون إلى قابل في ذلك اليوم. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فما من أحد يقول هذه الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه، إلا وكل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه؛ صاحب مقالة جبريل من بين يديه،
وصاحب مقالة ميكائيل عن يمينه، وصاحب مقالة إسرافيل عن يساره، وصاحب مقالة الخضر من خلفه إلى أن تغرب الشمس، من كل آفة وعاهة وعدو وظالم وحاسد. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما من أحد يقولها في يوم عرفة مئة مرة من قبل غروب الشمس إلا ناداه الله تعالى من فوق عرشه: أي عبدي قد أرضيتني وقد رضيت عنك، فسلني ما شئت، فبعزتي حلفت لأعطينك.
وعن ابن أبي رواد قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس، ويحجان في كل سنة، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل.
قال أبو إسحاق المرستاني: رأيت الخضر عليه السلام، فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده: اللهم إني أسألك الإقبال عليك، والإصغاء إليك، والبصيرة في أمرك، والنفاذ في طاعتك، والمواظبة على إرادتك، والمبادرة في خدمتك، وحسن الأدب في معاملتك، والتسليم، والتفويض إليك.
وكان الجنيد لأبي إسحاق المرستاني مؤاخياً، واسمه إبراهيم بن أحمد.
قال الحجاج بن فرافصة: كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر، فكان أحدهما يكثرالحلف، فمر عليهم رجل فقام عليهما، فقال للذي يكثر الحلف: يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف؛ قال: امض لما يعنيك. قال: إن ذا مما يعنيني؛ فلما أخذ ينصرف عنهما قال: اعلم أنه من آية الإيمان أن توثر الصدق حين يضرك، على الكذب حيث ينفعك، وأن لا يكون في قولك فضل على عملك، واحذر الكذب في حديث غيرك؛ ثم انصرف. فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين: الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات، فقام، فأدركه فقال: أكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله؛ قال: ما يقدره الله من أمر يكن؛ قال: فأعادهن علي حتى حفظتهن؛ ثم مشى معه حتى إذا وضع رجله في باب المسجد فقده. قال: فكأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس.
قال محمد بن جامع: بلغنا أن الخضر عليه السلام قال: بينما هو يساير رجلاً إذ جلسا للغداء، فإذا بينهما شاةً مشويةً لم يروا من وضعها، مما يلي الخضر قد شوي، ومما يليق الرفيق نياً لم يشو، فقال له الخضر: إنك زعمت أنك لا تنال رزقك إلا بالنصب والعناء فيه، فقم فاعن به واشوه، فأما أنا فقد كفيته، لأني زعمت أنه من يتوكل على الله كفاه، فقد كفيته.
قال كرز بن وبرة: أتاني أخ لي من أهل الشام فقال لي: يا كرز، اقبل مني هذه الهدية، فإن إبراهيم التيمي حدثني قال: كنت جالساً في فناء الكعبة أسبح وأهلل، فجاءني رجل فسلم علي وجلس عن يميني، فلم أر رجلاً أحسن منه وجهاً ولا أطيب منه ريحاً، فقلت له: من أنت رحمك الله؟ فقال: أنا أخوك الخضر، جئتك لأسلم عليك وأعرفك أن من قرأ عند طلوع الشمس وانبساطها " الحمد " سبع مرات، و" قل أعوذ برب الناس " سبع مرات، و" قل أعوذ برب الفلق " سبع مرات و" قل هو الله أحد " سبع مرات، و" قل يا أيها الكافرون " سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات؛ وقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، سبع مرات؛ وصلى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع مرات؛ واستغفر لنفسه ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات سبع مرات، حاز من الأجر ما لا يصفه الواصفون. فقلت للخضر: علمني شيئاً إن عملته رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامي؛ فقال: أفعل إن شاء الله: إذا أنت صليت المغرب فواصل الصلاة إلى عشاء الآخرة، ولا تكلم أحداً، وسلم من كل ركعتين، واقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن، فإذا انصرفت إلى منزلك فصل فيه ركعتين خفيفتين، ثم ارفع يديك إلى ربك وقل: يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا إله الأولين والآخرين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، يا رب يا رب يا رب، يا ألله يا ألله يا ألله؛ صل على محمد وعلى آل محمد. وافعل ذلك، وأنت مستقبل القبلة، ونم على شقك الأيمن حتى تغرق في نومك، وأنت تصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: ففعلت ذلك، فذهب عني النوم من شدة الفرح، فأصبحت على تلك الحال حتى صليت الضحى؛ ثم وضعت رأسي، فذهب بي النوم؛ فأتاني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذ بيدي وأجلسني، فقلت له: يا رسول الله، إن الخضر عليه السلام أخبرني بكذا وكذا؛ فقال:
صدق الخضر قالها ثلاثاً وكل ما يحكيه الخضر حق؛ وهو عالم أهل الأرض، ورأس الأبدال؛ وهو من جنود الله في الأرض.
قال سفيان بن عيينة: رأيت رجل في الطواف، حسن الوجه، حسن الثياب، منيفاً على الناس. قال: فقلت في نفسي: ينبغي أن يكون عند هذا علم؛ قال: فأتيته فقلت: تعلمنا شيئاً أو أشياء؟ قال: فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه؛ قال: فأتى المقام، فصلى خلفه ركعتين، حفف منهما، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: وماذا قال ربنا؟ قال: أنا الملك الذي لا أزول، فهلموا إلي أجعلكم ملوكاً لا تزولون؛ ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال ربنا؟ قال: أنا الملك الحي الذي لا أموت، فهلموا إلي أجعلكم أحياء لا تموتون؛ ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال ربنا؟ قال: أنا الذي إذا أردت أمراً أقول له كن فيكون؛ يعني فهلموا إلي أجعلكم إذا أردتم أمراً قلتم له كن فيكون. قال ابن عيينة: فذكرته لسفيان الثوري فقال: أما أنا فعندي أنه كان ذلك الخضر عليه السلام. ولكن لم يعقله.
قال عمرو بن قيس الملائي: بينا أنا أطوف بالكعبة إذا أنا برجل بارز من الناس وهو يقول: من أتى الجمعة فصلى قبل الإمام، وصلى مع الإمام، كتب من الفائزين؛ ومن أتى الجمعة فصلى مع الإمام، وصلى بعد الإمام كتب من العابدين؛ ومن أتى الجمعة، فلم يصل قبل الإمام، ولا بعد الإمام، كتب من الغابرين، ثم ذهب فلم أره؛ فخرجت من الصفا أطلبه بأبطح مكة، فاحتبست عن أصحابي، فسألوني فأخبرتهم، قالوا: الخضر؟! قلت: الخضر صلى الله على نبينا وعليه السلام.
قال رياح بن عبيدة: رأيت رجلاً يماشي عمر بن عبد العزيز، معتمدا على يديه؛ فقلت في نفسي: إن هذا الرجل جاف. فلما انصرف من الصلاة قلت: من الرجل الذي كان معتمداً على يدك آنفاً؟
قال: وهل رأيته يا رياح؟ قلت: نعم، قال: ما أحسبك إلا رجلاً صالحاً، ذاك أخي الخضر، بشرني أني سألي وأعدل.
قال أبو الحسن النهاوندي الزاهد في ديار المغرب: لقي رجلاً خضراً النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم فقال له: أفضل الأعمال اتباع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصلاة عليه، قال الخضر: وأفضل الصلوات عليه: ما كان عند نشر حديثه وإملائه، يذكر باللسان، ويكتب في الكتاب؛ ويرغب فيه شديداً، ويفرح به كثيراً، وإذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم.
قال عبد الله الملطي: كان سعيد الأدم يصلي في اليوم والليلة ألفاً ومئتي ركعة؛ وكان قطوباً عبوساً، فاتصل به عن أبي عمرو إدريس الخولاني وكان رجلاً صالحاً، حسن الخلق، ولم يكن له اجتهاد مثل سعيد الأدم في الاجتهاد والعبادة وكان الخضر يزور إدريس الخولاني؛ فجاء إليه سعيد فسأله واستشفع بذلك الخضر ليكون له صديقاً؛ قال: فقال له إدريس لما زاره: إن سعيد الأدم سألني مسألتك لتكون له صديقاً؛ وأنا أسألك أن تكون له صديقاً، وتلقاه فتسلم عليه. قال: فلقيه وهو داخل من باب البرادع، فأخذ يده بكلتا يديه وقال له: مرحباً يا أبا عثمان، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قال: فقال له سعيد: ما بقي إلا أن تدخل في حلقي. قال: فالتفت فلم يره؛ فعلم أنه الخضر. فكان غرضه أن صلى الغداة، وخرج سعيد يريد إلى إدريس وكان سعيد يدخل مع النجم، ويخرج مع النجم؛ فصلى الغداة وخرج إلى إدريس، فوجد الخضر قد سبقه إليه، فقال له: يا أبا عمرو، كان من حالي مع سعيد كذا وكذا، ووالله لا رآني بعدها أبداً. إن حدثت أن جبلاً زال عن موضعه فصدق، وإن حدثت عن رجل أنه زال عن خلقه فلا تصدق.
قال أبو سعيد الخدري: حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثاً طويلاً عن الدجال، فقال فيما يحدثنا: " يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة؛ فيخرج إليه يومئذ رجل هو من خير الناس أو
من خيرهم فيقول: أشهد أنك أنت الدجال الذي حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحديثه؛ فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه؛ فيقول حين يحيا: والله، ما كنت أشد بصيرة فيك حتى الآن!. قال: فيريد قتله الثانية ولا يسلط عليه. قال معمر: بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة نحاس، وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه.