عبيد الله بن عبد الْكَرِيم بن يزِيد بن فروخ بن دَاوُد مولى عَيَّاش بن مطرف الْقرشِي أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ يروي عَن أبي نعيم عَن الْأَفْطَس وَفطر مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَكَانَ أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا فِي الحَدِيث مَعَ الدَّين والورع والمواظبة على الْحِفْظ والمذاكرة وَترك الدُّنْيَا وَمَا فِيهِ النَّاس
64711. عبيد الله بن عبد الكريم ابو زرعة الرازي...1 64712. عبيد الله بن عبد الكريم ابو زرعة الرازي...1 64713. عبيد الله بن عبد الكريم ابو يعلى الانباري...1 64714. عبيد الله بن عبد الكريم القرشي أبو زرعة الرازي...1 64715. عبيد الله بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة...1 64716. عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد164717. عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد المخزومي أبو زرعة الرازي...1 64718. عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ...1 64719. عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة القرشي الرازي...1 64720. عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ ابو زرعة الرازي...1 64721. عبيد الله بن عبد الله4 64722. عبيد الله بن عبد الله أبو المنيب3 64723. عبيد الله بن عبد الله أبو المنيب العتكي...1 64724. عبيد الله بن عبد الله أبو سلمة1 64725. عبيد الله بن عبد الله أبو عاصم1 64726. عبيد الله بن عبد الله أبو الخطاب1 64727. عبيد الله بن عبد الله ابو الخطاب ومنزله...1 64728. عبيد الله بن عبد الله ابو المنيب1 64729. عبيد الله بن عبد الله ابو المنيب العتكي المروزي...1 64730. عبيد الله بن عبد الله ابو المنيب الهروي...1 64731. عبيد الله بن عبد الله ابو المنيب العتكي...1 64732. عبيد الله بن عبد الله ابو سلمة الحمصي...1 64733. عبيد الله بن عبد الله ابو عبد الرحمن الحداد النيسابوري...1 64734. عبيد الله بن عبد الله الاصم1 64735. عبيد الله بن عبد الله الاعشي1 64736. عبيد الله بن عبد الله الحمال البغدادي الصوفي...1 64737. عبيد الله بن عبد الله الخولاني1 64738. عبيد الله بن عبد الله السجزي ابو الهيثم...1 64739. عبيد الله بن عبد الله العتكي2 64740. عبيد الله بن عبد الله العتكي ابو المنيب...1 64741. عبيد الله بن عبد الله القرشي3 64742. عبيد الله بن عبد الله الكلاعي1 64743. عبيد الله بن عبد الله الكندي1 64744. عبيد الله بن عبد الله المامون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن ع...1 64745. عبيد الله بن عبد الله بن1 64746. عبيد الله بن عبد الله بن ابي ثور5 64747. عبيد الله بن عبد الله بن ابي ثور1 64748. عبيد الله بن عبد الله بن الأصم1 64749. عبيد الله بن عبد الله بن الاصم3 64750. عبيد الله بن عبد الله بن الحارث1 64751. عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل...1 64752. عبيد الله بن عبد الله بن الحسن ابو عمرو الشيباني...1 64753. عبيد الله بن عبد الله بن الحسين ابو القاسم الحفاف ابن النقيب...1 64754. عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الخطمي...1 64755. عبيد الله بن عبد الله بن رافع3 64756. عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج...1 64757. عبيد الله بن عبد الله بن روح بن ابي سعد بن احمد بن علي الدهان ابو...1 64758. عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق ابو احمد ...1 64759. عبيد الله بن عبد الله بن عباس2 64760. عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن توبة ابو محمد الخياط...1 64761. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة8 64762. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الهذلي المدني...1 64763. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود...5 64764. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ابو عبد الله الهذلي المدني...1 64765. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني...1 64766. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الاعمى...1 64767. عبيد الله بن عبد الله بن عمر5 64768. عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب...2 64769. عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني...1 64770. عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب...2 64771. عبيد الله بن عبد الله بن عوف1 64772. عبيد الله بن عبد الله بن عون2 64773. عبيد الله بن عبد الله بن محمد ابو العباس الصيرفي...1 64774. عبيد الله بن عبد الله بن محمد ابو القاسم...1 64775. عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن ابي سمرة ابو محمد البندار...1 64776. عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن احمد بن اسحاق ابو القاسم السرخسي...1 64777. عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن اسحاق ابن ...1 64778. عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل ابو الفتح بن ابي مح...1 64779. عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل الدباس ابو الفتح بن...1 64780. عبيد الله بن عبد الله بن موهب3 64781. عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشي1 64782. عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشي أبو يحيى التيمي...1 64783. عبيد الله بن عبد الله بن هشام1 64784. عبيد الله بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان...1 64785. عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الخطمي الانصاري...1 64786. عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر ابو القاسم المديني...1 64787. عبيد الله بن عبد الله ابو الخطاب1 64788. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة1 64789. عبيد الله بن عبد الله بن عمر1 64790. عبيد الله بن عبد الله بن معمر1 64791. عبيد الله بن عبد المجيد1 64792. عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي2 64793. عبيد الله بن عبد المجيد ابو علي الحنفي...2 64794. عبيد الله بن عبد المجيد ابو علي الحنفي...1 64795. عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي1 64796. عبيد الله بن عبد المجيد بن عبيد الله1 64797. عبيد الله بن عبد الملك بن احمد بن علي بن الشهرزوري ابو غالب ابن ا...1 64798. عبيد الله بن عبد الواحد ابو بكر البغدادي...1 64799. عبيد الله بن عبد الواحد بن صبرة القرشي البصري...1 64800. عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد1 64801. عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد ابو ياسر الزعفراني...1 64802. عبيد الله بن عبيد1 64803. عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعي1 64804. عبيد الله بن عبيد ابو وهب الكلاعى الحشمى...1 64805. عبيد الله بن عبيد الرحمن1 64806. عبيد الله بن عبيد الرحمن الاشجعى1 64807. عبيد الله بن عبيد الرحمن ابو عبد الرحمن الاشجعي الكوفي...1 64808. عبيد الله بن عبيد الرحمن ابو عبد الرحمن الاشجعي الكوفي...1 64809. عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي4 64810. عبيد الله بن عبيد الرحمن الاشجعي2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، أبو زرعة الرازي، مولى عياش بن مطرف القرشي :
سمع خلاد بن يحيى، وأبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا سلمة التبوذكي، والقعنبي، وأبا عمر الحوضي، وإبراهيم بن موسى الفراء، ويحيى بن بكير المصري.
وكان إماما ربانيا متقنا حافظا، مكثرا صادقا. قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد ابن حنبل وذاكره وحدث فروى عنه من البغداديين إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وَعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا المطرز.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق العطّار- بالري- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ دَخَلَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَحَدَّثَهُ، وَرَأَيْتُهُ قَدْ مَجْمَجَ عَلَى حَدِيثٍ كَانَ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عن معمر عن منصور عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا سجد جافى بين جَنْبَيْهِ. وَقَدْ مَجْمَجَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو زُرْعَةَ أي شيء خبر هذا
الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ أَنَّ سُفْيَانَ قَدْ حَدَّثَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو زُرْعَةَ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، الْحَدِيثُ صَحِيحٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبُو زُرْعَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ محمّد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا رِضْوَانُ الْبُخَارِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ.
وَحَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ. فَقَالَ أَحْمَدُ: هَاتِ الْقَلَمَ إِلَيَّ، فَكَتَبَ صَحَّ، صَحَّ، صح، ثلاث مرات.
حدّثني الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد العكبري قَالَ: سمعت أحمد بن سلمان قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل قال: لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رجاء قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد ابن حنبل يقول: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حدّثنا أحمد ابن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: قلت لأبي يا أبت من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا، قلت: من هم يا أبت؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سمعت أبا زرعة يقول:
كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة عبد الله مائة ألف حديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو زرعة روح بْن مُحَمَّد الرازي- إجازة شافهني بها- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: قلت لأبي زرعة: تحزر ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف؟ قال: مائة ألف كثير، قلت فخمسين ألفا، قال نعم، وستين ألفا، وسبعين ألفا. أَخْبَرَنِي من عد كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: حدّثني سلمة ابن شبيب، حَدَّثَنِي الحسن بن محمد بن أعين، حَدَّثَنَا زهير بن معاوية قال: حدثتنا أم عمرو بنت شمر قالت: سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيس عين) يريد حور عين.
قال: صالح ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجبا. وقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث، قلت فتحفظ هذا؟ قال: لا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، حَدَّثَنَا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني قال: سمعت أبا عبد الله عمر بن محمد بن إسحاق العطار يقول:
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه ولا أحفظ من أبي زرعة.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- بمصر- قال: سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول: كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر- سنة تسع وعشرين ومائتين- إذا فرغ من سماع ابن بكير وعمرو بن خالد والشيوخ، اجتمع إليه أصحاب الحديث، فيملي عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة.
وقال عبد الله: سمعت يزيد بن عبد الصمد يقول: قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال: فقال لي: قد جعلتك.
قال عبد الله: سمعت محمد بن عوف يقول: قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما يتعجب منه؟! مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة، مع الفهم الواسع. قال محمد:
قال لي أبو زرعة: ولدت سنة مائتين.
أخبرنا أبو زرعة الرّازيّ- إجازة- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: سمعت أبا زرعة يقول: أردت الخروج من مصر، فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت: تأمر بشيء؟ فقال: أخلف الله علينا بخير.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ الحافظ، أخبرنا عبد الرّحمن بن حمدان المرزبان قال: قال أبو حاتم الرازي:
إذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ الْمَيَانِجِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله أحمد ابن طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ- بِالْمَيَانِجِ- يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ فَصِرْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يُحَدِّثُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَجْلِسٍ جَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاق عَنْ عاصم بن عمر عن قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا من رجل يموت له ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسُّهُ النَّارُ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ»
فَقُلْتُ لِلْمُسْتَمْلِي: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّمَا هَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
فَقَالَ لَهُ: فَرَجَعَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. قال: وذكر في هذا المجلس أيضا فقال: حَدَّثَنَا ابن أبي غنية عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن نافع ابن جبير عن أبيه أنه قال: لا حلف في الإسلام، قال: فقلت هذا وهم، وهم فيه إسحاق بن سليمان، وإنما هو سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن جبير، قال: من يقول هذا؟ قلت: حَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى الفراء، حَدَّثَنَا ابن أبي غنية عن أبيه عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جبير، قال فغضب ثم قال لي: ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة؟ قلت يعيد، قال: من قال هذا؟ قلت: الشعبي. قال: من عن الشعبي؟ قلت: حَدَّثَنَا قبيصة عن سفيان عن جابر عن الشعبي، قال: ومن غير هذا؟ قلت: إبراهيم قال من عن إبراهيم؟ قلت:
حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا منصور بن أبي الأسود عن مغيرة عن إبراهيم قال: أخطأت، قلت: حَدَّثَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا جعفر الأحمر عن مغيره عن إبراهيم، قال: أخطأت، قلت: حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا أبو كدينة عن مغيرة عن إبراهيم، قال: أصبت. قال أبو زرعة: كتبت هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي نعيم فما طالعتها منذ كتبتها فاشتبه علي،
ثم قال: وأي شيء غير هذا؟ قلت معاذ بن هشام عن أشعث عن الحسن، قال: هذا سرقته مني- وصدق- كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني- قراءة- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سمعت محمد بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت فضلك الصائغ يقول : دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب، فخرج إلي شيخ مخضوب، وكنت أنا ناعسا فحركني فقال: يا مردريك من أين أنت؟ لأي شيء تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكردي أبي زرعة، فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! لقيت مالك بن أنس وغيره، فما رأت عيناي مثله، وقال أيضا: سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت على الربيع بمصر فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الري- أصلحك الله- من بعض شاكردي أبو زرعة فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا جعل إنسانا آية أبان من شكله حتى لا يكون له ثان.
حَدَّثَنَا أبو طالب الدسكري، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- قاضي الرملة بمصر- قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسع وخمسين ومائتين يقول- وذكر أبا زرعة الرازي- فقال: أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبدا من عباده آية جعله.
أَخْبَرَنِي أبو زرعة الرازي- إجازة- أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم، والفضل بن العباس المعروف بالصائغ، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ. فقال: يا أبا عبد الله ليس هكذا هو. فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى، فقال محمد بن مسلم: بل الصحيح ما قلت، والخطأ ما قلت، قال فضلك: فأبو زرعة الحاكم بيننا، فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة: إيش تقول أينا المخطئ؟ فسكت أبو زرعة ولم يجب، فقال محمد بن مسلم: مالك سكت تكلم فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد بن مسلم، وقال: لا أعرف لسكوتك معنى، إن كنت أنا المخطئ فأخبر، وإن كان هو المخطئ فأخبر، فقال: هاتوا أبو القاسم ابن أخي، فدعى به، فقال: اذهب فادخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول، والقمطر الثاني، والقمطر
الثالث، وعد ستة عشر جزءا، وائتني بالجزء السابع عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه، فأخذه أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم، فقراه محمد بن مسلم فقال: نعم غلطنا فكان ماذا؟! وقال عبد الرحمن: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت من بعض المشايخ أحاديث فسألني رجل من أصحاب الحديث، فأعطيته كتابي، فرد علي الكتاب بعد ستة أشهر، فأنظر في الكتاب فإذا أنه قد غير في سبعة مواضع، قال: أبو زرعة فأخذت الكتاب وصرت إلى عنده فقلت له، ألا تتقي الله تفعل مثل هذا؟ قال أبو زرعة: فأوقفته على موضع وأخبرته وقلت له: أما هذا الذي غيرت فإن هذا الذي جعلت ابن أبي فديك فإنه عن أبي ضمرة مشهور، وليس هذا من حديث ابن أبي فديك، وأما هذا فإنه كذا وكذا، فإنه لا يجيء عن فلان، وإنما هو كذا، وأما كذا وكذا فلم أزل أخبره حتى أوقفته على كله، ثم قال: أما إني قد حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على الشيخ، ولو لم أحفظه لكان لا يخفى علي مثل هذا، فاتق الله يا رجل. فقلت له: من ذلك الرجل الذي فعل هذا؟ فأبَى أن يسميه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الحضرمي قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أبي شيبة. وقيل له: من أحفظ من رأيت؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي.
كتب إلى أَبُو حاتم أَحْمَد بن الْحَسَن بن مُحَمَّد بن خاموش الواعظ- من الري بخطه- قال: سمعت أحمد بن الحسن بن محمد العطار يذكر عن محمد بن أحمد ابن جعفر الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليمان التستري قال:
سمعت أبا زرعة يقول: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو.
قال: وسمعت أبا زرعة يقول: ما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد المقرئ الفقيه الواعظ يَقُولُ: سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثقفي يقول: لما انصرف
قتيبة بن سعيد إلى الري سالوه أن يحدثهم فامتنع، وقال: أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي بن المديني، وَأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَأبو خيثمة؟! قالوا له: فإن عندنا غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا، قم يا أبا زرعة، فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة، فحدثهم قتيبة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري- لفظا- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدويه الحافظ قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الرازي يَقُولُ:
سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور، فقال رجل من أهل العراق سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى- يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف.
أخبرنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعت الحسن بن عثمان التستري يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بِأَصْبَهَانَ- وأَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- لفظا بحلوان- قال يحيى: حدّثنا، وقال الآخر: أنبأنا- أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- بمصر- قال: سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني يقول- في حديث ذكره من حديث الكوفة فقال: هذا أفادنيه أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، فقال له بعض من حضر: يا أبا بكر أبو زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم؟ وذكر جماعة من الحفاظ، منهم الفلاس. فقال: أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن بحر، حدّثنا محمّد بن الهيثم بن علي النسوي قال: لما أن قدم حمدون البرذعي على أبي زرعة لكتابة الحديث، دخل عليه فرأى في داره أواني وفرشا كثيرا، قال، وكان ذلك لأخيه فهم أن يرجع ولا يكتب عنه، فلما كان من الليل رأى كأنه على شط بركة، ورأى ظل شخص في الماء، فقال: أنت الذي زهدت في أبي زرعة؟! أعلمت أن أحمد بن حنبل كان من الأبدال، فلما أن مات أبدل الله مكانه أبا زرعة.
أخبرنا الماليني، أخبرنا عبد الله بن عديّ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن سليمان القطان، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بن يزيد القرشي، وما خلف بعده مثله علما وفهما، وصيانة وحذقا، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
وقال ابن عدي: سمعت عبد الملك بن محمد يقول: سمعت ابن خراش يقول:
كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه فأذاكره، فبكرت فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده، فدعاني فأجلسني معه يذاكرني حتى أصبح النهار، فقلت له بيني وبين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة والناس عليه منكبون، فقال لي: تأخرت عن الموعد؟ قلت: بكرت فمررت بهذا المستوحش فدعاني فرحمته لوحدته، وهو أعلى إسنادا منك، وضربت أنت بالدست. أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بن عبد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا صالح ابن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ قَالَ: سمعت القاسم بْن أَبِي صالح يَقُولُ: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أبو زرعة إمام.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ رازي ثقة.
أخبرنا الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ أبا يعلى الموصلي يقول: ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته، إلا أبو زرعة الرازي فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه، [وكان لا يرى أحدا ممن هو دونه في الحفظ أنه أعرف منه،] وكان قد جمع حفظ الأبواب، والشيوخ، والتفسير، وغير ذلك، وكتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف.
أَخْبَرَنَا هناد بن هارون النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أَخْبَرَنَا أبو الأزهر ناصر بن محمد بن النّصر الأسديّ- بكرمينية-
قال: سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يقول: رحلت إلى البصرة للقاء المشايخ أبي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، وسائر المشايخ، فبينا نحن قعود في السفينة إذا أنا برجل يسأل رجلا فقال: ما تقول- رحمك الله- في رجل حلف بطلاق امرأته ثلاثا أنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فأطرق رأسه مليا ثم رفع فقال: اذهب يا هذا وأنت بار في يمينك، ولا تعد إلى مثل هذا، فقلت: من الرجل؟ فقيل لي أبو زرعة الرازي، كان ينحدر معنا إلى البصرة.
أخبرنا الماليني، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن عدي قَالَ: سمعت أبي عدي بن عبد الله يقول:
كنت بالري- وأنا غلام في البزازين، فحلف رجل بطلاق امرأته أن أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة بسبب هذا الرجل هل طلقت امرأته أم لا؟ فذهبت معهم فذكر لأبي زرعة ما ذكر الرجل، فقال ما حمله على ذلك؟ فقبل له قد جرى الآن منه ذلك، فقال أبو زرعة: قل له يمسك امرأته فإنها لم تطلق عليه، أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني- لفظا- قَالَ: سمعت محمد بن إسحاق بن منده الحافظ يقول: سمعت أبا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه الرازي يقول: سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا، ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان قل هو الله أحد، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري الحافظ- بالري- أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شَاذَانَ الرَّازِيّ- بِنَيْسَابُورَ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جعفر التستري يقول: حضرنا أبا زرعة- يعني الرّازيّ- بما شهران وَكَانَ فِي السَّوْقِ، وَعِنْدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَذَكَرُوا حَدِيثَ التَّلْقِينِ وَقَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ » قَالَ:
فاستحيوا من أبي زرعة وهابوه أَنْ يُلَقِّنُوهُ. فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَذْكُرُ الْحَدِيثَ. فَقَالَ محمّد ابن مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحٍ، وَجَعَلَ يَقُولُ وَلَمْ يُجَاوِزْ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحٍ وَلَمْ يُجَاوِزْ، وَالْبَاقُونَ سَكَتُوا فقال أبو زرعة- وهو في السّوق-:
حدّثنا بندار، حدّثنا أبو عاصم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»
وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
كتب عني هذا الخبر أبو بكر البرقاني، والقاضي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، وأَحْمَد بن محمد العتيقي، وغيرهم من الشيوخ.
حَدَّثَنَا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أبو سعيد بن يونس قال: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ الرازي نسبوه في قريش، وكانت وفاته بالري آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وبالري- يعني مات- أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين، كان مولده سنة مائتين، فمات وقد بلغ أربعا وستين سنة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمُرِّيُّ- مِنْ دِمَشْقَ- أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْحِمْصِيَّ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- بِأَرْدَبِيلَ- يَقُولُ: اشْتَهَيْتُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي، فَدَخَلْتُ الرَّيَّ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ يُصَلِّي فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا بِالْمَلائِكَةِ، فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ؟ قَالَ: نَعَمْ! قُلْتُ: بِمَ نِلْتَ هَذَا؟ قَالَ: كَتَبْتُ بِيَدِي أَلْفَ أَلْفِ حَدِيثٍ، أَقُولُ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت له ما حالك يا أبا زرعة؟ قال: أحمد الله على الأحوال كلها، إني أحضرت فوقفت بين يدي الله تعالى، فقال لي يا عبيد الله بم تذرعت في القول في عبادي؟
قلت: يا رب انهم خاذلوا دينك، فقال صدقت، ثم أتى بطاهر الحلقاني فاستعديت عليه إلى ربي تعالى فضرب الحد مائة، ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله، سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وأحمد بن محمّد بن حنبل.
أَخْبَرَنِي أبو الفتح عبد الواحد بن أبي أحمد بن علوس رفيقي بنيسابور، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الهمذاني- بها- حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، حدّثنا الحسن بن عثمان، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد- أبو العباس المرادي- قال: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت: يا أبا زرعة ما فعل الله بك؟ فقال: لقيت ربي تعالى فقال لي: يا أبا زرعة إني أوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة، فكيف بمن حفظ السنن عن عبادي؟! تبوأ من الجنة حيث شئت.
سمع خلاد بن يحيى، وأبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا سلمة التبوذكي، والقعنبي، وأبا عمر الحوضي، وإبراهيم بن موسى الفراء، ويحيى بن بكير المصري.
وكان إماما ربانيا متقنا حافظا، مكثرا صادقا. قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد ابن حنبل وذاكره وحدث فروى عنه من البغداديين إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي، وَعبد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا المطرز.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق العطّار- بالري- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ دَخَلَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَحَدَّثَهُ، وَرَأَيْتُهُ قَدْ مَجْمَجَ عَلَى حَدِيثٍ كَانَ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عن معمر عن منصور عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا سجد جافى بين جَنْبَيْهِ. وَقَدْ مَجْمَجَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو زُرْعَةَ أي شيء خبر هذا
الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ أَنَّ سُفْيَانَ قَدْ حَدَّثَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو زُرْعَةَ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، الْحَدِيثُ صَحِيحٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبُو زُرْعَةَ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ محمّد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا رِضْوَانُ الْبُخَارِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ.
وَحَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى بَيْنَ جَنْبَيْهِ. فَقَالَ أَحْمَدُ: هَاتِ الْقَلَمَ إِلَيَّ، فَكَتَبَ صَحَّ، صَحَّ، صح، ثلاث مرات.
حدّثني الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد العكبري قَالَ: سمعت أحمد بن سلمان قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل قال: لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رجاء قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد ابن حنبل يقول: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
أَخْبَرَنِي محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حدّثنا أحمد ابن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: قلت لأبي يا أبت من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا، قلت: من هم يا أبت؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أَبَا عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سمعت أبا زرعة يقول:
كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة عبد الله مائة ألف حديث.
أَخْبَرَنِي أَبُو زرعة روح بْن مُحَمَّد الرازي- إجازة شافهني بها- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: قلت لأبي زرعة: تحزر ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف؟ قال: مائة ألف كثير، قلت فخمسين ألفا، قال نعم، وستين ألفا، وسبعين ألفا. أَخْبَرَنِي من عد كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن العباس العصمي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُودٍ الْفَقِيه قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ: حدّثني سلمة ابن شبيب، حَدَّثَنِي الحسن بن محمد بن أعين، حَدَّثَنَا زهير بن معاوية قال: حدثتنا أم عمرو بنت شمر قالت: سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيس عين) يريد حور عين.
قال: صالح ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي متعجبا. وقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث، قلت فتحفظ هذا؟ قال: لا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، حَدَّثَنَا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني قال: سمعت أبا عبد الله عمر بن محمد بن إسحاق العطار يقول:
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه ولا أحفظ من أبي زرعة.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- بمصر- قال: سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول: كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر- سنة تسع وعشرين ومائتين- إذا فرغ من سماع ابن بكير وعمرو بن خالد والشيوخ، اجتمع إليه أصحاب الحديث، فيملي عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة.
وقال عبد الله: سمعت يزيد بن عبد الصمد يقول: قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال: فقال لي: قد جعلتك.
قال عبد الله: سمعت محمد بن عوف يقول: قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما يتعجب منه؟! مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة، مع الفهم الواسع. قال محمد:
قال لي أبو زرعة: ولدت سنة مائتين.
أخبرنا أبو زرعة الرّازيّ- إجازة- أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عمر القصار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: سمعت أبا زرعة يقول: أردت الخروج من مصر، فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت: تأمر بشيء؟ فقال: أخلف الله علينا بخير.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ الحافظ، أخبرنا عبد الرّحمن بن حمدان المرزبان قال: قال أبو حاتم الرازي:
إذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ الْمَيَانِجِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله أحمد ابن طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ- بِالْمَيَانِجِ- يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ فَصِرْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يُحَدِّثُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَجْلِسٍ جَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاق عَنْ عاصم بن عمر عن قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا من رجل يموت له ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسُّهُ النَّارُ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ»
فَقُلْتُ لِلْمُسْتَمْلِي: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّمَا هَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
فَقَالَ لَهُ: فَرَجَعَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. قال: وذكر في هذا المجلس أيضا فقال: حَدَّثَنَا ابن أبي غنية عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن نافع ابن جبير عن أبيه أنه قال: لا حلف في الإسلام، قال: فقلت هذا وهم، وهم فيه إسحاق بن سليمان، وإنما هو سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن جبير، قال: من يقول هذا؟ قلت: حَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى الفراء، حَدَّثَنَا ابن أبي غنية عن أبيه عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جبير، قال فغضب ثم قال لي: ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة؟ قلت يعيد، قال: من قال هذا؟ قلت: الشعبي. قال: من عن الشعبي؟ قلت: حَدَّثَنَا قبيصة عن سفيان عن جابر عن الشعبي، قال: ومن غير هذا؟ قلت: إبراهيم قال من عن إبراهيم؟ قلت:
حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا منصور بن أبي الأسود عن مغيرة عن إبراهيم قال: أخطأت، قلت: حَدَّثَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا جعفر الأحمر عن مغيره عن إبراهيم، قال: أخطأت، قلت: حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا أبو كدينة عن مغيرة عن إبراهيم، قال: أصبت. قال أبو زرعة: كتبت هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي نعيم فما طالعتها منذ كتبتها فاشتبه علي،
ثم قال: وأي شيء غير هذا؟ قلت معاذ بن هشام عن أشعث عن الحسن، قال: هذا سرقته مني- وصدق- كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني- قراءة- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سمعت محمد بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت فضلك الصائغ يقول : دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب، فخرج إلي شيخ مخضوب، وكنت أنا ناعسا فحركني فقال: يا مردريك من أين أنت؟ لأي شيء تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكردي أبي زرعة، فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! لقيت مالك بن أنس وغيره، فما رأت عيناي مثله، وقال أيضا: سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت على الربيع بمصر فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الري- أصلحك الله- من بعض شاكردي أبو زرعة فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا جعل إنسانا آية أبان من شكله حتى لا يكون له ثان.
حَدَّثَنَا أبو طالب الدسكري، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- قاضي الرملة بمصر- قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسع وخمسين ومائتين يقول- وذكر أبا زرعة الرازي- فقال: أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبدا من عباده آية جعله.
أَخْبَرَنِي أبو زرعة الرازي- إجازة- أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم، والفضل بن العباس المعروف بالصائغ، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ. فقال: يا أبا عبد الله ليس هكذا هو. فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى، فقال محمد بن مسلم: بل الصحيح ما قلت، والخطأ ما قلت، قال فضلك: فأبو زرعة الحاكم بيننا، فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة: إيش تقول أينا المخطئ؟ فسكت أبو زرعة ولم يجب، فقال محمد بن مسلم: مالك سكت تكلم فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد بن مسلم، وقال: لا أعرف لسكوتك معنى، إن كنت أنا المخطئ فأخبر، وإن كان هو المخطئ فأخبر، فقال: هاتوا أبو القاسم ابن أخي، فدعى به، فقال: اذهب فادخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول، والقمطر الثاني، والقمطر
الثالث، وعد ستة عشر جزءا، وائتني بالجزء السابع عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه، فأخذه أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم، فقراه محمد بن مسلم فقال: نعم غلطنا فكان ماذا؟! وقال عبد الرحمن: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت من بعض المشايخ أحاديث فسألني رجل من أصحاب الحديث، فأعطيته كتابي، فرد علي الكتاب بعد ستة أشهر، فأنظر في الكتاب فإذا أنه قد غير في سبعة مواضع، قال: أبو زرعة فأخذت الكتاب وصرت إلى عنده فقلت له، ألا تتقي الله تفعل مثل هذا؟ قال أبو زرعة: فأوقفته على موضع وأخبرته وقلت له: أما هذا الذي غيرت فإن هذا الذي جعلت ابن أبي فديك فإنه عن أبي ضمرة مشهور، وليس هذا من حديث ابن أبي فديك، وأما هذا فإنه كذا وكذا، فإنه لا يجيء عن فلان، وإنما هو كذا، وأما كذا وكذا فلم أزل أخبره حتى أوقفته على كله، ثم قال: أما إني قد حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على الشيخ، ولو لم أحفظه لكان لا يخفى علي مثل هذا، فاتق الله يا رجل. فقلت له: من ذلك الرجل الذي فعل هذا؟ فأبَى أن يسميه.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الحضرمي قَالَ: سمعت أبا بكر بْن أبي شيبة. وقيل له: من أحفظ من رأيت؟ قال: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرازي.
كتب إلى أَبُو حاتم أَحْمَد بن الْحَسَن بن مُحَمَّد بن خاموش الواعظ- من الري بخطه- قال: سمعت أحمد بن الحسن بن محمد العطار يذكر عن محمد بن أحمد ابن جعفر الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليمان التستري قال:
سمعت أبا زرعة يقول: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو.
قال: وسمعت أبا زرعة يقول: ما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد المقرئ الفقيه الواعظ يَقُولُ: سمعت أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثقفي يقول: لما انصرف
قتيبة بن سعيد إلى الري سالوه أن يحدثهم فامتنع، وقال: أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي بن المديني، وَأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وَأبو خيثمة؟! قالوا له: فإن عندنا غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا، قم يا أبا زرعة، فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة، فحدثهم قتيبة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف القطان النيسابوري- لفظا- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدويه الحافظ قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الرازي يَقُولُ:
سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور، فقال رجل من أهل العراق سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى- يعني أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف.
أخبرنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي قَالَ: سمعت الحسن بن عثمان التستري يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني- لفظا بِأَصْبَهَانَ- وأَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- لفظا بحلوان- قال يحيى: حدّثنا، وقال الآخر: أنبأنا- أبو بكر بن المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني- بمصر- قال: سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني يقول- في حديث ذكره من حديث الكوفة فقال: هذا أفادنيه أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، فقال له بعض من حضر: يا أبا بكر أبو زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم؟ وذكر جماعة من الحفاظ، منهم الفلاس. فقال: أبو زرعة أعلاهم، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن بحر، حدّثنا محمّد بن الهيثم بن علي النسوي قال: لما أن قدم حمدون البرذعي على أبي زرعة لكتابة الحديث، دخل عليه فرأى في داره أواني وفرشا كثيرا، قال، وكان ذلك لأخيه فهم أن يرجع ولا يكتب عنه، فلما كان من الليل رأى كأنه على شط بركة، ورأى ظل شخص في الماء، فقال: أنت الذي زهدت في أبي زرعة؟! أعلمت أن أحمد بن حنبل كان من الأبدال، فلما أن مات أبدل الله مكانه أبا زرعة.
أخبرنا الماليني، أخبرنا عبد الله بن عديّ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن سليمان القطان، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بن يزيد القرشي، وما خلف بعده مثله علما وفهما، وصيانة وحذقا، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
وقال ابن عدي: سمعت عبد الملك بن محمد يقول: سمعت ابن خراش يقول:
كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه فأذاكره، فبكرت فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده، فدعاني فأجلسني معه يذاكرني حتى أصبح النهار، فقلت له بيني وبين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة والناس عليه منكبون، فقال لي: تأخرت عن الموعد؟ قلت: بكرت فمررت بهذا المستوحش فدعاني فرحمته لوحدته، وهو أعلى إسنادا منك، وضربت أنت بالدست. أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بن عبد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا صالح ابن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ قَالَ: سمعت القاسم بْن أَبِي صالح يَقُولُ: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أبو زرعة إمام.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم حدّثني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ رازي ثقة.
أخبرنا الماليني، أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن عدي قَالَ: سمعتُ أبا يعلى الموصلي يقول: ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته، إلا أبو زرعة الرازي فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه، [وكان لا يرى أحدا ممن هو دونه في الحفظ أنه أعرف منه،] وكان قد جمع حفظ الأبواب، والشيوخ، والتفسير، وغير ذلك، وكتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف.
أَخْبَرَنَا هناد بن هارون النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أَخْبَرَنَا أبو الأزهر ناصر بن محمد بن النّصر الأسديّ- بكرمينية-
قال: سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يقول: رحلت إلى البصرة للقاء المشايخ أبي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، وسائر المشايخ، فبينا نحن قعود في السفينة إذا أنا برجل يسأل رجلا فقال: ما تقول- رحمك الله- في رجل حلف بطلاق امرأته ثلاثا أنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فأطرق رأسه مليا ثم رفع فقال: اذهب يا هذا وأنت بار في يمينك، ولا تعد إلى مثل هذا، فقلت: من الرجل؟ فقيل لي أبو زرعة الرازي، كان ينحدر معنا إلى البصرة.
أخبرنا الماليني، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بن عدي قَالَ: سمعت أبي عدي بن عبد الله يقول:
كنت بالري- وأنا غلام في البزازين، فحلف رجل بطلاق امرأته أن أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة بسبب هذا الرجل هل طلقت امرأته أم لا؟ فذهبت معهم فذكر لأبي زرعة ما ذكر الرجل، فقال ما حمله على ذلك؟ فقبل له قد جرى الآن منه ذلك، فقال أبو زرعة: قل له يمسك امرأته فإنها لم تطلق عليه، أو كما قَالَ.
حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن علي السوذرجاني- لفظا- قَالَ: سمعت محمد بن إسحاق بن منده الحافظ يقول: سمعت أبا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه الرازي يقول: سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا، ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان قل هو الله أحد، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري الحافظ- بالري- أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن شَاذَانَ الرَّازِيّ- بِنَيْسَابُورَ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جعفر التستري يقول: حضرنا أبا زرعة- يعني الرّازيّ- بما شهران وَكَانَ فِي السَّوْقِ، وَعِنْدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَذَكَرُوا حَدِيثَ التَّلْقِينِ وَقَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ » قَالَ:
فاستحيوا من أبي زرعة وهابوه أَنْ يُلَقِّنُوهُ. فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَذْكُرُ الْحَدِيثَ. فَقَالَ محمّد ابن مُسْلِمٍ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحٍ، وَجَعَلَ يَقُولُ وَلَمْ يُجَاوِزْ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحٍ وَلَمْ يُجَاوِزْ، وَالْبَاقُونَ سَكَتُوا فقال أبو زرعة- وهو في السّوق-:
حدّثنا بندار، حدّثنا أبو عاصم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»
وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
كتب عني هذا الخبر أبو بكر البرقاني، والقاضي أَبُو العلاء الواسطي، وأبو الْقَاسِم التنوخي، وأَحْمَد بن محمد العتيقي، وغيرهم من الشيوخ.
حَدَّثَنَا الصوري، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، حَدَّثَنَا أبو سعيد بن يونس قال: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ الرازي نسبوه في قريش، وكانت وفاته بالري آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قال: وبالري- يعني مات- أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين، كان مولده سنة مائتين، فمات وقد بلغ أربعا وستين سنة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمُرِّيُّ- مِنْ دِمَشْقَ- أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْحِمْصِيَّ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- بِأَرْدَبِيلَ- يَقُولُ: اشْتَهَيْتُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي، فَدَخَلْتُ الرَّيَّ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ يُصَلِّي فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا بِالْمَلائِكَةِ، فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ؟ قَالَ: نَعَمْ! قُلْتُ: بِمَ نِلْتَ هَذَا؟ قَالَ: كَتَبْتُ بِيَدِي أَلْفَ أَلْفِ حَدِيثٍ، أَقُولُ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت له ما حالك يا أبا زرعة؟ قال: أحمد الله على الأحوال كلها، إني أحضرت فوقفت بين يدي الله تعالى، فقال لي يا عبيد الله بم تذرعت في القول في عبادي؟
قلت: يا رب انهم خاذلوا دينك، فقال صدقت، ثم أتى بطاهر الحلقاني فاستعديت عليه إلى ربي تعالى فضرب الحد مائة، ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله، سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وأحمد بن محمّد بن حنبل.
أَخْبَرَنِي أبو الفتح عبد الواحد بن أبي أحمد بن علوس رفيقي بنيسابور، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الهمذاني- بها- حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، حدّثنا الحسن بن عثمان، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد- أبو العباس المرادي- قال: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت: يا أبا زرعة ما فعل الله بك؟ فقال: لقيت ربي تعالى فقال لي: يا أبا زرعة إني أوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة، فكيف بمن حفظ السنن عن عبادي؟! تبوأ من الجنة حيث شئت.
عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ
أبو زرعة الرازي الحافظ أحد الأئمة الجوالين، والحفاظ المتقنين.
روى عن يحيى بن عبد الله بن بكير بسنده عن ابن عمر قال: كان من دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم أعوذ بك من زوال نعمتك، وجميع سخطك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك "
وروى عن عمرو بن علي الكندي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرائي بشيءٍ من عمله، ومن إذا عرض عليه أمران: أحدهما للدنيا والآخر للآخرة اختار أمر الآخرة على الدنيا. " قال يزيد بن عبد الصمد: قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة، اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال: فقال لي: قد جعلتك.
قال محمد بن عوف: قدم علينا أبو زرعة، فما ندري مما يتعجب به؟! مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة مع الفهم الواسع.
قال أبو زرعة الرازي: لا أعلم أنه صح لي رباط يوم قط؛ أما ببيروت فأردنا العباس بن الوليد بن مزيد، وأما عسقلان فمحمد بن أبي السري، وأما قزوين فمحمد بن سعيد بن سابق.
وقال: كنت أكثر الاختلاف إلى أحمد بن حنبل، وأذاكره، ويذاكرني وأسائله.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي، فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوماً يقول: ما صليت غير الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
قال أبو سعيد بن يونس: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد، أبو زرعة الرازي، نسبوه في قريش، قدم مصر. وكانت وفاته بالري سنة أربعٍ وستين ومائتين.
وقال الخطيب: أبو زرعة الرازي مولى عياش بن مطرف القرشي. قدم بغداد غير مرة.
قال العسكري أبو أحمد: عياش - تحت الياء نقطتان والشين منقوطة.
قال يونس بن عبد الأعلى: أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبداً من عباده آية جعله.
حدث بمصر وهو ابن سبعٍ وعشرين سنة ".
سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا. ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتين ألف حديث كما يحفظ الإنسان " قل هو الله أحد "، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
قال أحمد بن حنبل: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى - يعني أبا زرعة - قد حفظ ستمائة ألف حديث - إنما أراد ما صح من أحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقاويل الصحابة، وفتاوى من أخذ عنهم من التابعين.
قال محمد بن إسحاق الصغاني، وذكر جماعة من الحفاظ: أبو زرعة أعلاهم؛ لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عبد الله أحمد بن حنبل.
وقال أبو يعلى: ما سمعنا بذكر أحدٍ في الحفظ إلا كان اسمه أكبر من رؤيته إلا أبو زرعة الرازي، فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه، وكان لا يري أحداً ممن هو دونه من الحفظ أنه أعرف منه، وكان قد جمع حفظ الأبواب، والشيوخ، والتفسير.
قالت أم عمرو بنت شمر:
سمعت سويد بن غفلة يقرأ: وعنس عين، يريد: " حور عين "، فألقي هذا على أبي زرعة، فبقي متعجباً، فقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث! قلت: فتحفظ هذا؟ قال: لا قال إسحاق بن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل قال أبو زرعة: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتابٍ هو، في أي ورقةٍ هو، في أي صفحٍ هو، في أي سطر هو.
وقال: ما سمعت أذني شيئاً من العلم إلا وعاه قلبي. وإني كنت أمشي في سوق بغداد، فأسمع من الغرف صوت المغنيات، فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.
قال يزيد بن مخلد الطرسوسي: رأيت أبا زرعة في المنام بعد موته، وكنت أشتهي أن أراه في حياته، فرأيته كأنه يصلي في السماء الدنيا بقوم عليهم ثياب بيض، وعليه ثياب بيض، وهم يرفعون أيديهم في الصلاة، فلما سلم دنوت منه، فقلت: يا أبا زرعة، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الملائكة، قلت: بأي شيء أدركت أن تصلي مع الملائكة؟ قال: برفع اليدين في الصلاة.
قال صالح جزرة: قال لي أبو زرعة الرازي: مر بنا إلى سليمان الشاذكوني يوماً حتى نذاكره. قال: فذهبنا جميعاً إليه، فما زال يذاكره حتى عجز الشاذكوني عن حفظه، فلما أعياه الأمر ألقى عليه حديثاً من حديث الرازيين، فلم يعرفه أبو رزعة، فقال الشاذكوني: يا سبحان
الله! ألا تحفظ حديث بلدك!؟ هذا حديث مخرجه من عندكم، ولاتحفظه؟ وأبو زرعة ساكت، والشاذكوني يخجله، ويرى من حضر أنه قد عجز عن الجواب، فلما خرجنا رأيت أبا زرعة قد اغتم، ويقول: لا أدري من أين جاء بهذا الحديث؟! فقلت له: إنه وضعه في الوقت كي لا يمكنك أن تجيب عنه، فتخجل. فقال أبو زرعة، هكذا، قلت: نعم، فسري عنه.
قال عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ: كنا عند أبي زرعة ورجل من أهل العراق قد جمع أحاديث من الغرائب الطنانات يسأله عنها، وهو يجيب حتى عجز السائل، وجهد أن يتوقف عن الجواب بحديث واحد، فلم يقدر عليه، فقال السائل: أقول في أذنك شيء؟ قال: قل. فتقدم، وأسمعه في أذنه شتمة، فقال له أبو زرعة: الاشتغال بالعلم أولى بنا.
قال الحسن بن الليث الرازي: قدمت على أحمد بن حنبل، فقلت: عندنا بالري شاب يكتب عنه، فقال: من هو؟ فقلت: شاب يكنى أبا زرعة، فقال: شاب شاب؟! كالمنكر لذلك، اكتبوا عنه، أعلى الله كعبه، نصره الله على مخالفيه. فلما رجعت الري أخبرت أبا زرعة بما سمعت من أبي عبد الله، فبكى، ثم قال: والله إني لأكون في الشدة الشديدة من أهل الري فأتوقع أن يكشف الله عني بدعاء أبي عبد الله.
قال أبو حاتم الرازي: حدثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشي - رضي الله عنه، وما خلف بعه مثله علماً وفهماً - وفي رواية: وفقها - وصيانة وصدقاً. وهذا مالا يرتاب فيه، ولا أعلم في المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
وقال: لم يكن في أمةٍ من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة. فقال له رجل: يا أبا حاتم، وربما رووا حديثاً لا أصل له، ولا يصح، فقال:
علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم، فروايتهم ذلك للمعرفة، ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار، وحفظوها. ثم قال: رحم الله أبا زرعة، كان والله مجتهداً في حفظ آثار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.
وقال: أزهد من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد، وأبو زرعة. وذكر آخر.
قال أحمد بن سعيد الدارمي: صلى أبو زرعة الرازي في مسجده عشرين سنة بعد قدومه من السفر، فلما كان يوماً من الأيام قدم عليه قوم من أصحاب الحديث، فنظروا، فإذا في محرابة كتابة، فقالوا له: كيف تقول في الكتابة في المحاريب؟ فقال: فذكره ذلك أقوام ممن مضوا، فقالوا له: هو ذا محرابك كتابة، أو ما علمت به؟! قال: سبحان الله: رجل يدخل على الله - عز وجل - ويدري ما بين يديه؟ فقالوا: هذا ببركة بشر بن الحارث، وأحمد بن حنبل، فقال: لا، هذا ببركة صوفي رأيته، وصحبته أياماً.
وقال: بشر وأحمد سيدان من سادات المؤمنين إلا أن معارفهم دون معرفة هذا الصوفي.
قال أبو زرعة:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بهم، وهم زنادقة.
قال ابن خراش: كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه، فأذاكره، فبكرت، فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده، فدعاني، فأجلسني معه، فذاكرني حتى أضحى النهار، فقلت له: بيني وبين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة، والناس عليه منكبين، فقال لي:
تأخرت عن الموعد، قلت: بكرت، فمرت بهذا المسترشد، فدعاني، فرحمته لوحدته، وهو أعلى إسناداً منك، وضربت أنت بالدست.
قال أبو زرعة: كنا نبكر بالأسحار إلى مجالس الحديث نسمع من الشيوخ، فبينا أنا يوماً من الأيام قد بكرت - وكنت حدثا - إذ لقيني في بعض طرق الري - في موضع قد سماه أبي ونسيته أنا - شيخ مخضوب بالحناء، فسلم علي، فرددت عليه السلام، فقال لي: يا أبا زرعة، سيكون لك شأن، وذكر، فاحذر أن تأتي أبواب الأمراء. ثم مضى الشيخ، ومضى لهذا الحديث دهر وسنين كثيرة، وصرت شيخاً كبيراً، ونسيت ماأوصاني به الشيخ. وكنت أزور الأمراء. وأغشى أبوابهم. فبينا أنا يوماً وقد بكرت أطلب دار الأمير في حاجة عرضت لي إليه فإذا أنا بذلك الشيخ الخضيب بعينه في ذلك الموضع، فسلم علي كهيئة المغضب، وقال لي: ألم أنهك عن أبواب الأمراء أن تغشاها؟ ثم ولي عني، فالتفت، فلم أره، وكأن الأرض انشقت، فابتلعته، فخيل إلي أنه الخضر، فرجعت من وقتي، فلم أزر أميراً، ولا غشيت بابه، ولا سألته حاجة.
قال أبو جعفر التستري: حضرنا أبا زرعة بما شهران، وكان في السوق، وعنده أبو حاتم، ومحمد بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله "، فاستحيوا من أبي زرعة، وقالوا - وفي رواية: وهابوا أن يلقنوه، فقالوا: - تعالوا نذكر الحديث، فقال محمد بن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول: ابن أبي ولم يجاوز، وقال أبو حاتم: نا نبدار، نا أبو عاصم نا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكتوا. فقال أبو زرعة وهو في السوق: حدثنا بندار، نا أبو عاصم، نا عبد الحميد بن
جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة ". وتوفي - رحمه الله.
رئي أبو زرعة في النوم، فقيل: ما فعل بك؟ قال: وقفني بين يديه، فقلت: يا رب لقد أوذيت فيك، فقال: هلا تركت خلقي علي وأقبلت أنت علي.
أبو زرعة الرازي الحافظ أحد الأئمة الجوالين، والحفاظ المتقنين.
روى عن يحيى بن عبد الله بن بكير بسنده عن ابن عمر قال: كان من دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم أعوذ بك من زوال نعمتك، وجميع سخطك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك "
وروى عن عمرو بن علي الكندي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرائي بشيءٍ من عمله، ومن إذا عرض عليه أمران: أحدهما للدنيا والآخر للآخرة اختار أمر الآخرة على الدنيا. " قال يزيد بن عبد الصمد: قدم علينا أبو زرعة الرازي سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله، وكنا نجلس إليه، فلما أراد الخروج قلت له: يا أبا زرعة، اجعلني خليفتك في هذه الحلقة، قال: فقال لي: قد جعلتك.
قال محمد بن عوف: قدم علينا أبو زرعة، فما ندري مما يتعجب به؟! مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة مع الفهم الواسع.
قال أبو زرعة الرازي: لا أعلم أنه صح لي رباط يوم قط؛ أما ببيروت فأردنا العباس بن الوليد بن مزيد، وأما عسقلان فمحمد بن أبي السري، وأما قزوين فمحمد بن سعيد بن سابق.
وقال: كنت أكثر الاختلاف إلى أحمد بن حنبل، وأذاكره، ويذاكرني وأسائله.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي، فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوماً يقول: ما صليت غير الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
قال أبو سعيد بن يونس: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد، أبو زرعة الرازي، نسبوه في قريش، قدم مصر. وكانت وفاته بالري سنة أربعٍ وستين ومائتين.
وقال الخطيب: أبو زرعة الرازي مولى عياش بن مطرف القرشي. قدم بغداد غير مرة.
قال العسكري أبو أحمد: عياش - تحت الياء نقطتان والشين منقوطة.
قال يونس بن عبد الأعلى: أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبداً من عباده آية جعله.
حدث بمصر وهو ابن سبعٍ وعشرين سنة ".
سئل أبو زرعة الرازي عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا. ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتين ألف حديث كما يحفظ الإنسان " قل هو الله أحد "، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
قال أحمد بن حنبل: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى - يعني أبا زرعة - قد حفظ ستمائة ألف حديث - إنما أراد ما صح من أحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقاويل الصحابة، وفتاوى من أخذ عنهم من التابعين.
قال محمد بن إسحاق الصغاني، وذكر جماعة من الحفاظ: أبو زرعة أعلاهم؛ لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع، وهو يشبه بأبي عبد الله أحمد بن حنبل.
وقال أبو يعلى: ما سمعنا بذكر أحدٍ في الحفظ إلا كان اسمه أكبر من رؤيته إلا أبو زرعة الرازي، فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه، وكان لا يري أحداً ممن هو دونه من الحفظ أنه أعرف منه، وكان قد جمع حفظ الأبواب، والشيوخ، والتفسير.
قالت أم عمرو بنت شمر:
سمعت سويد بن غفلة يقرأ: وعنس عين، يريد: " حور عين "، فألقي هذا على أبي زرعة، فبقي متعجباً، فقال: أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث! قلت: فتحفظ هذا؟ قال: لا قال إسحاق بن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل قال أبو زرعة: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتابٍ هو، في أي ورقةٍ هو، في أي صفحٍ هو، في أي سطر هو.
وقال: ما سمعت أذني شيئاً من العلم إلا وعاه قلبي. وإني كنت أمشي في سوق بغداد، فأسمع من الغرف صوت المغنيات، فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.
قال يزيد بن مخلد الطرسوسي: رأيت أبا زرعة في المنام بعد موته، وكنت أشتهي أن أراه في حياته، فرأيته كأنه يصلي في السماء الدنيا بقوم عليهم ثياب بيض، وعليه ثياب بيض، وهم يرفعون أيديهم في الصلاة، فلما سلم دنوت منه، فقلت: يا أبا زرعة، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الملائكة، قلت: بأي شيء أدركت أن تصلي مع الملائكة؟ قال: برفع اليدين في الصلاة.
قال صالح جزرة: قال لي أبو زرعة الرازي: مر بنا إلى سليمان الشاذكوني يوماً حتى نذاكره. قال: فذهبنا جميعاً إليه، فما زال يذاكره حتى عجز الشاذكوني عن حفظه، فلما أعياه الأمر ألقى عليه حديثاً من حديث الرازيين، فلم يعرفه أبو رزعة، فقال الشاذكوني: يا سبحان
الله! ألا تحفظ حديث بلدك!؟ هذا حديث مخرجه من عندكم، ولاتحفظه؟ وأبو زرعة ساكت، والشاذكوني يخجله، ويرى من حضر أنه قد عجز عن الجواب، فلما خرجنا رأيت أبا زرعة قد اغتم، ويقول: لا أدري من أين جاء بهذا الحديث؟! فقلت له: إنه وضعه في الوقت كي لا يمكنك أن تجيب عنه، فتخجل. فقال أبو زرعة، هكذا، قلت: نعم، فسري عنه.
قال عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ: كنا عند أبي زرعة ورجل من أهل العراق قد جمع أحاديث من الغرائب الطنانات يسأله عنها، وهو يجيب حتى عجز السائل، وجهد أن يتوقف عن الجواب بحديث واحد، فلم يقدر عليه، فقال السائل: أقول في أذنك شيء؟ قال: قل. فتقدم، وأسمعه في أذنه شتمة، فقال له أبو زرعة: الاشتغال بالعلم أولى بنا.
قال الحسن بن الليث الرازي: قدمت على أحمد بن حنبل، فقلت: عندنا بالري شاب يكتب عنه، فقال: من هو؟ فقلت: شاب يكنى أبا زرعة، فقال: شاب شاب؟! كالمنكر لذلك، اكتبوا عنه، أعلى الله كعبه، نصره الله على مخالفيه. فلما رجعت الري أخبرت أبا زرعة بما سمعت من أبي عبد الله، فبكى، ثم قال: والله إني لأكون في الشدة الشديدة من أهل الري فأتوقع أن يكشف الله عني بدعاء أبي عبد الله.
قال أبو حاتم الرازي: حدثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشي - رضي الله عنه، وما خلف بعه مثله علماً وفهماً - وفي رواية: وفقها - وصيانة وصدقاً. وهذا مالا يرتاب فيه، ولا أعلم في المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
وقال: لم يكن في أمةٍ من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة. فقال له رجل: يا أبا حاتم، وربما رووا حديثاً لا أصل له، ولا يصح، فقال:
علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم، فروايتهم ذلك للمعرفة، ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار، وحفظوها. ثم قال: رحم الله أبا زرعة، كان والله مجتهداً في حفظ آثار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.
وقال: أزهد من رأيت أربعة: آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد، وأبو زرعة. وذكر آخر.
قال أحمد بن سعيد الدارمي: صلى أبو زرعة الرازي في مسجده عشرين سنة بعد قدومه من السفر، فلما كان يوماً من الأيام قدم عليه قوم من أصحاب الحديث، فنظروا، فإذا في محرابة كتابة، فقالوا له: كيف تقول في الكتابة في المحاريب؟ فقال: فذكره ذلك أقوام ممن مضوا، فقالوا له: هو ذا محرابك كتابة، أو ما علمت به؟! قال: سبحان الله: رجل يدخل على الله - عز وجل - ويدري ما بين يديه؟ فقالوا: هذا ببركة بشر بن الحارث، وأحمد بن حنبل، فقال: لا، هذا ببركة صوفي رأيته، وصحبته أياماً.
وقال: بشر وأحمد سيدان من سادات المؤمنين إلا أن معارفهم دون معرفة هذا الصوفي.
قال أبو زرعة:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بهم، وهم زنادقة.
قال ابن خراش: كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه، فأذاكره، فبكرت، فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده، فدعاني، فأجلسني معه، فذاكرني حتى أضحى النهار، فقلت له: بيني وبين أبي زرعة موعد، فجئت إلى أبي زرعة، والناس عليه منكبين، فقال لي:
تأخرت عن الموعد، قلت: بكرت، فمرت بهذا المسترشد، فدعاني، فرحمته لوحدته، وهو أعلى إسناداً منك، وضربت أنت بالدست.
قال أبو زرعة: كنا نبكر بالأسحار إلى مجالس الحديث نسمع من الشيوخ، فبينا أنا يوماً من الأيام قد بكرت - وكنت حدثا - إذ لقيني في بعض طرق الري - في موضع قد سماه أبي ونسيته أنا - شيخ مخضوب بالحناء، فسلم علي، فرددت عليه السلام، فقال لي: يا أبا زرعة، سيكون لك شأن، وذكر، فاحذر أن تأتي أبواب الأمراء. ثم مضى الشيخ، ومضى لهذا الحديث دهر وسنين كثيرة، وصرت شيخاً كبيراً، ونسيت ماأوصاني به الشيخ. وكنت أزور الأمراء. وأغشى أبوابهم. فبينا أنا يوماً وقد بكرت أطلب دار الأمير في حاجة عرضت لي إليه فإذا أنا بذلك الشيخ الخضيب بعينه في ذلك الموضع، فسلم علي كهيئة المغضب، وقال لي: ألم أنهك عن أبواب الأمراء أن تغشاها؟ ثم ولي عني، فالتفت، فلم أره، وكأن الأرض انشقت، فابتلعته، فخيل إلي أنه الخضر، فرجعت من وقتي، فلم أزر أميراً، ولا غشيت بابه، ولا سألته حاجة.
قال أبو جعفر التستري: حضرنا أبا زرعة بما شهران، وكان في السوق، وعنده أبو حاتم، ومحمد بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله "، فاستحيوا من أبي زرعة، وقالوا - وفي رواية: وهابوا أن يلقنوه، فقالوا: - تعالوا نذكر الحديث، فقال محمد بن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول: ابن أبي ولم يجاوز، وقال أبو حاتم: نا نبدار، نا أبو عاصم نا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكتوا. فقال أبو زرعة وهو في السوق: حدثنا بندار، نا أبو عاصم، نا عبد الحميد بن
جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة ". وتوفي - رحمه الله.
رئي أبو زرعة في النوم، فقيل: ما فعل بك؟ قال: وقفني بين يديه، فقلت: يا رب لقد أوذيت فيك، فقال: هلا تركت خلقي علي وأقبلت أنت علي.
عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة القرشي مولاهم الرازي، مات سنة أربع وستين ومائتين.
روى عن: أبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم المصري.
تفرد به مسلم، روى عنه في الأدعية.
وروى أيضًا عن: أبي نعيم الفضل بن دكين الملائي الأحول الكوفي، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري المصري التبوذكي، وأبي عثمان عمرو بن عون بن أوس السلمي الواسطي، وأبي الحسن علي بن بحر بن بري القطان البغدادي، وأبي الوليد عياش بن الوليد الرقام البصري، وابي الحسن عمران بن ميسرة المنقري البصري، وأبي أيوب سليمان بن حرب الأزدي الواشحي قاضي مكة، وأبي بشر سهل بن بكار الدارمي البصري، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن التميمي الدمشقي، وأبي عبيدة شاذ بن القياض اليشكري البصري، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري، وأبي خالد يزيد بن خالد بن موهب الهمداني الرملى، وأبي عمرو مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي البصرى، وأبي الأسبغ عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي الحراني، وأبي بشر بكر بن خلف البرساني البصري، وأبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي المدني الأعرج، وأبي الحسن عمرو بن خالد ابن فروخ الحراني نزيل مصر، وأبي القاسم فروة ابن أبي المغراء الكندي الكوفي، وأبي محمد قيس بن حفص بن القعقاع الدرامى البصري، وأبي يعقوب يوسف بن عدي التيمى الكوفي نزيل مصر وغيرهم.
روى عنه: أبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو محمد عبد الله ابن علي بن الجارود النيسابوري، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمى النيسابوري، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي نزيل جرجان، وأبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرزعي، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وغيرهم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي وقال ثقة حافظ.
وقال الصدفي: سألت أبا جعفر محمد بن عمرو العقيلي عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم فقال: هو الرازي من ثقات المسلمين وأبو زرعة الثاني أيضًا، فقال له عبد الحرمن بن عمرو: وهو ثقة أيضًا غير أن الرازي أجل منه وأعلم أو قال: أعلى.
وقال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور فقال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى يعني أبا زرعة قد حفظ ستمائة ألف حديث.
قال محمد: أبو زرعة الرازي إمام من أئمة المسلمين في الحديث وعلله ورجاله، وكان من أحفظ الناس لحديث مالك بن أنس.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبي عن أبي زرعة فقال: إمام.
وقال أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ: لما وافى محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الجامع المعروف بالصحيح إلى الري قصد أبا زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم بن فروخ وأبا حاتم محمد بن إدريس وكانا إمامي المسلمين في وقتهما وزمانهما والمرجوع إليهما في الحديث وعلم ما اختلف فيه الرواة، فاحتجبا عنه فعاود ولم يأذنا له بالدخول عليهما، فعاود أبا زرعة فأبى وشدد في ذلك وقال: لا أحب أن أراه ولا يراني، فبلغ بعض العلماء أن أبا زرعة منع محمد بن إسماعيل أن يدخل عليه، وتحدث الناس بذلك فقصد أبا زرعة وسأله عن ذلك وذكر الحديث.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: ما رأيت أكثر تواضعًا من أبي زرعة هو وأبو حاتم إمامًا خراسان.
وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول: سمعت عثمان بن خرزاء الأنطاكي يقول: أحفظ من رأيته أربعة: محمد بن المنهال الضرير، وإبراهيم ابن محمد بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.
ثم قال ابن عدي: سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول: سمعت أبا حاتم يقول: أزهد من رأيت اربعة: آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد، وأبا زرعة، وذكر آخر.
وقال علي بن حجر: أخرجت خراسان ثلاثة: أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي بسمرقند.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو زرعة الرازي ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.
وقال محمد بن بشار بندار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة يعني الارزي بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد ابن إسماعيل البخاري ببخاري.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة الرازي.
وسئل أبو علي صالح بن محمد الحافظ المعروف بجزرة عن البخاري، وأبي زرعة، وعبيد الله بن عبد الرحمن السمرقندي فقال للسائل: عن أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء، فقيل: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمد بن إسماعيل زأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثًا، قيل له عبد الله بن عبد الرحمن، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثًا قيل له عبد الله فقال: ليس من هؤلاء في شيء، وذكر سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أقى الله لهم مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: ثنا الحسن بن أحمد قال: سمعت عبد الواحد بن غياث البصري يقول: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحدًا، ثنا الحسن بن أحمد قال: سمعت أحمد بن حنبل يدعو الله لأبي زرعة.
قرأت كتاب إسحاق بن راهويه بخطه إلى أبي زرعة أني أزداد بك كل يوم سرورًا، والحمد لله الذي جعلك ممن تحفظ سنته، وهذا من أعظم ما يحتاج إليه الطالب اليوم.
حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن أبو يحيى الزعفراني قال: سمعت عمرو بن سهل بن صرخاب يقول، وكان أحد أجلة مشايخ الري: لا يولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة.
سمعت محمد بن مسلم يقول: ما خلف أبو زرعة مثله، وكان موته (غربندان) العلم.
سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: ما رأيت أحدًا أعلم بحديث مالك ابن أنس، مسندها ومنقطعها من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم، ولكن بخاصة حديث مالك بن أنس.
روى عن: أبي زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم المصري.
تفرد به مسلم، روى عنه في الأدعية.
وروى أيضًا عن: أبي نعيم الفضل بن دكين الملائي الأحول الكوفي، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري المصري التبوذكي، وأبي عثمان عمرو بن عون بن أوس السلمي الواسطي، وأبي الحسن علي بن بحر بن بري القطان البغدادي، وأبي الوليد عياش بن الوليد الرقام البصري، وابي الحسن عمران بن ميسرة المنقري البصري، وأبي أيوب سليمان بن حرب الأزدي الواشحي قاضي مكة، وأبي بشر سهل بن بكار الدارمي البصري، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن التميمي الدمشقي، وأبي عبيدة شاذ بن القياض اليشكري البصري، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري، وأبي خالد يزيد بن خالد بن موهب الهمداني الرملى، وأبي عمرو مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي البصرى، وأبي الأسبغ عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي الحراني، وأبي بشر بكر بن خلف البرساني البصري، وأبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي المدني الأعرج، وأبي الحسن عمرو بن خالد ابن فروخ الحراني نزيل مصر، وأبي القاسم فروة ابن أبي المغراء الكندي الكوفي، وأبي محمد قيس بن حفص بن القعقاع الدرامى البصري، وأبي يعقوب يوسف بن عدي التيمى الكوفي نزيل مصر وغيرهم.
روى عنه: أبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو محمد عبد الله ابن علي بن الجارود النيسابوري، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمى النيسابوري، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي نزيل جرجان، وأبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرزعي، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وغيرهم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي وقال ثقة حافظ.
وقال الصدفي: سألت أبا جعفر محمد بن عمرو العقيلي عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم فقال: هو الرازي من ثقات المسلمين وأبو زرعة الثاني أيضًا، فقال له عبد الحرمن بن عمرو: وهو ثقة أيضًا غير أن الرازي أجل منه وأعلم أو قال: أعلى.
وقال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور فقال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى يعني أبا زرعة قد حفظ ستمائة ألف حديث.
قال محمد: أبو زرعة الرازي إمام من أئمة المسلمين في الحديث وعلله ورجاله، وكان من أحفظ الناس لحديث مالك بن أنس.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبي عن أبي زرعة فقال: إمام.
وقال أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ: لما وافى محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الجامع المعروف بالصحيح إلى الري قصد أبا زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم بن فروخ وأبا حاتم محمد بن إدريس وكانا إمامي المسلمين في وقتهما وزمانهما والمرجوع إليهما في الحديث وعلم ما اختلف فيه الرواة، فاحتجبا عنه فعاود ولم يأذنا له بالدخول عليهما، فعاود أبا زرعة فأبى وشدد في ذلك وقال: لا أحب أن أراه ولا يراني، فبلغ بعض العلماء أن أبا زرعة منع محمد بن إسماعيل أن يدخل عليه، وتحدث الناس بذلك فقصد أبا زرعة وسأله عن ذلك وذكر الحديث.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: ما رأيت أكثر تواضعًا من أبي زرعة هو وأبو حاتم إمامًا خراسان.
وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول: سمعت عثمان بن خرزاء الأنطاكي يقول: أحفظ من رأيته أربعة: محمد بن المنهال الضرير، وإبراهيم ابن محمد بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.
ثم قال ابن عدي: سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول: سمعت أبا حاتم يقول: أزهد من رأيت اربعة: آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد، وأبا زرعة، وذكر آخر.
وقال علي بن حجر: أخرجت خراسان ثلاثة: أبا زرعة الرازي بالري، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي بسمرقند.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو زرعة الرازي ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.
وقال محمد بن بشار بندار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة يعني الارزي بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد ابن إسماعيل البخاري ببخاري.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة الرازي.
وسئل أبو علي صالح بن محمد الحافظ المعروف بجزرة عن البخاري، وأبي زرعة، وعبيد الله بن عبد الرحمن السمرقندي فقال للسائل: عن أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء، فقيل: من أعلمهم بالحديث؟ فقال: محمد بن إسماعيل زأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثًا، قيل له عبد الله بن عبد الرحمن، وأبو زرعة أحفظهم وأكثرهم حديثًا قيل له عبد الله فقال: ليس من هؤلاء في شيء، وذكر سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أقى الله لهم مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: ثنا الحسن بن أحمد قال: سمعت عبد الواحد بن غياث البصري يقول: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحدًا، ثنا الحسن بن أحمد قال: سمعت أحمد بن حنبل يدعو الله لأبي زرعة.
قرأت كتاب إسحاق بن راهويه بخطه إلى أبي زرعة أني أزداد بك كل يوم سرورًا، والحمد لله الذي جعلك ممن تحفظ سنته، وهذا من أعظم ما يحتاج إليه الطالب اليوم.
حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن أبو يحيى الزعفراني قال: سمعت عمرو بن سهل بن صرخاب يقول، وكان أحد أجلة مشايخ الري: لا يولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة.
سمعت محمد بن مسلم يقول: ما خلف أبو زرعة مثله، وكان موته (غربندان) العلم.
سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: ما رأيت أحدًا أعلم بحديث مالك ابن أنس، مسندها ومنقطعها من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم، ولكن بخاصة حديث مالك بن أنس.
عبيد اللَّه بن عبد الكريم بن يزيد المخزومي، أبو زرعة الرازي
قال الحسن بن أحمد بن الليث الرازي: سمعت أحمد بن حنبل يدعو اللَّه لأبي زرعة.
"تاريخ بغداد" 2/ 21، "تهذيب الكمال" 19/ 93، "سير أعلام النبلاء" 13/ 74.
قال عبد اللَّه بن أحمد: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يومًا يقول: ما صليت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
"تاريخ بغداد" 10/ 327.
قال عبد اللَّه بن أحمد: قلت لأبي: يا أبة، من الحفاظ؟
قال: يا بني، شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا.
قلت: من هم؟
قال: محمد بن إسماعيل -ذاك البخاري-، وعبيد اللَّه بن عبد الكريم -ذاك الرازي-، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن -ذاك السمرقندي.
قال عبد اللَّه أيضًا: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق ابن راهويه، ولا أحفظ من أبي زرعة.
"تاريخ بغداد" 10/ 327، 338، "تهذيب الكمال" 19/ 92 - 93، "سير أعلام النبلاء" 12/ 423، 13/ 70.
قال محمد بن مسلم بن وارة: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور، فقال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى -يعني: أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف.
"تاريخ بغداد" 10/ 332، "سير أعلام النبلاء" 13/ 69.
قال ابن وراة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 222
قال الحسن بن أحمد بن الليث الرازي: سمعت أحمد بن حنبل يدعو اللَّه لأبي زرعة.
"تاريخ بغداد" 2/ 21، "تهذيب الكمال" 19/ 93، "سير أعلام النبلاء" 13/ 74.
قال عبد اللَّه بن أحمد: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يومًا يقول: ما صليت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
"تاريخ بغداد" 10/ 327.
قال عبد اللَّه بن أحمد: قلت لأبي: يا أبة، من الحفاظ؟
قال: يا بني، شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا.
قلت: من هم؟
قال: محمد بن إسماعيل -ذاك البخاري-، وعبيد اللَّه بن عبد الكريم -ذاك الرازي-، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن -ذاك السمرقندي.
قال عبد اللَّه أيضًا: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق ابن راهويه، ولا أحفظ من أبي زرعة.
"تاريخ بغداد" 10/ 327، 338، "تهذيب الكمال" 19/ 92 - 93، "سير أعلام النبلاء" 12/ 423، 13/ 70.
قال محمد بن مسلم بن وارة: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور، فقال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى -يعني: أبا زرعة- قد حفظ ستمائة ألف.
"تاريخ بغداد" 10/ 332، "سير أعلام النبلاء" 13/ 69.
قال ابن وراة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب 1/ 222
عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي وهو ابن عبد الكريم
ابن يزيد بن روح مولى عياش بن مطرف القرشي روى عن خلاد ابن يحيى وأبي نعيم وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعمرو بن هاشم البيروتي.
نا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد قال سمعت عبد الواحد ابن غياث البصري يقول: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه.
أخبرنا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد قال سمعت أحمد بن حنبل يدعو الله عزوجل لأبي زرعة.
نا عبد الرحمن قال قرأت كتاب إسحاق بن راهويه بخطه إلى أبي زرعة: إني ازداد بك كل يوم سرورا فالحمد لله الذي جعلك ممن يحفظ سنته، وهذا من أعظم ما يحتاج إليه الطالب اليوم.
نا عبد الرحمن نا جعفر بن محمد بن الحسن [أبو يحيى الزعفراني - ] قال سمعت عمرو بن سهل بن صرخاب يقول - وكان أحد أجلة مشايخ الذي -
يولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة.
نا عبد الرحمن قال ( م ) سمعت أبا زرعة يقول أردت الخروج من مصر وجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقال: أخلف الله علينا بخير.
ثنا عبد الرحمن قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة، هو وأبو حاتم إماما خراسان.
نا عبد الرَّحْمَنِ قَالَ ذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: لا يزال المسلمين بخير ما أبقى الله عزوجل لَهُمْ مِثْلَ أَبِي زُرْعَةَ، وَمَا كان الله ليترك الأرض إلا وَفِيهَا مِثْلُ أَبِي زُرْعَةَ يُعَلِّمُ الناس ما جهلوه.
ثنا عبد الرحمن ( ك) قال سمعت أبا زرعة يقول - وذكر احمد ابن حنبل وأنه أعطاه كتابه فقلت له كان أحمد بن حنبل يعرفك؟ قال: إي لعمري [كنت - ] أكثر الاختلاف إليه وأذاكره ويذاكرني
وأسائله.
ثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم يقول: ما خلف أبو زرعة مثله وكان موته دربندان العلم.
نا عبد الرحمن قال سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: ما رأيت أحدا أعلم بحديث مالك ابن أنس مسندها ومنقطعها من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم ولكن بخاصة حديث مالك.
نا عبد الرحمن قال سئل أبي عن أبي زرعة فقال: إمام.
ابن يزيد بن روح مولى عياش بن مطرف القرشي روى عن خلاد ابن يحيى وأبي نعيم وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعمرو بن هاشم البيروتي.
نا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد قال سمعت عبد الواحد ابن غياث البصري يقول: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه.
أخبرنا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد قال سمعت أحمد بن حنبل يدعو الله عزوجل لأبي زرعة.
نا عبد الرحمن قال قرأت كتاب إسحاق بن راهويه بخطه إلى أبي زرعة: إني ازداد بك كل يوم سرورا فالحمد لله الذي جعلك ممن يحفظ سنته، وهذا من أعظم ما يحتاج إليه الطالب اليوم.
نا عبد الرحمن نا جعفر بن محمد بن الحسن [أبو يحيى الزعفراني - ] قال سمعت عمرو بن سهل بن صرخاب يقول - وكان أحد أجلة مشايخ الذي -
يولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة.
نا عبد الرحمن قال ( م ) سمعت أبا زرعة يقول أردت الخروج من مصر وجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقال: أخلف الله علينا بخير.
ثنا عبد الرحمن قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة، هو وأبو حاتم إماما خراسان.
نا عبد الرَّحْمَنِ قَالَ ذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: لا يزال المسلمين بخير ما أبقى الله عزوجل لَهُمْ مِثْلَ أَبِي زُرْعَةَ، وَمَا كان الله ليترك الأرض إلا وَفِيهَا مِثْلُ أَبِي زُرْعَةَ يُعَلِّمُ الناس ما جهلوه.
ثنا عبد الرحمن ( ك) قال سمعت أبا زرعة يقول - وذكر احمد ابن حنبل وأنه أعطاه كتابه فقلت له كان أحمد بن حنبل يعرفك؟ قال: إي لعمري [كنت - ] أكثر الاختلاف إليه وأذاكره ويذاكرني
وأسائله.
ثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم يقول: ما خلف أبو زرعة مثله وكان موته دربندان العلم.
نا عبد الرحمن قال سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: ما رأيت أحدا أعلم بحديث مالك ابن أنس مسندها ومنقطعها من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم ولكن بخاصة حديث مالك.
نا عبد الرحمن قال سئل أبي عن أبي زرعة فقال: إمام.
عبيد الله بن عبد الكريم أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَهُوَ ابْن عبد الكريم بن يزِيد بن فروخ مولى عَبَّاس بن مطرف الْقرشِي
روى عَن يحيى بن عبد الله بن بكير فِي الدُّعَاء
روى عَن يحيى بن عبد الله بن بكير فِي الدُّعَاء