يحيى بن الجهم روى عن المنذر بن غياث أو غياث بن المنذر عن حذيفة روى عنه ابان بن ابى عياش سمعت ( ك) أبي يقول ذلك وسمعته يقول: هو مجهول.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 16532. يحيى بن اسماعيل الخواص الكوفي1 16533. يحيى بن اسماعيل الواسطي2 16534. يحيى بن اسماعيل بن جرير2 16535. يحيى بن اسماعيل بن سالم الاسدي2 16536. يحيى بن الجزار العرني مولى لبجيلة1 16537. يحيى بن الجهم216538. يحيى بن الحارث الذماري المقرئ الغساني...1 16539. يحيى بن السكن البصري3 16540. يحيى بن الضريس ابو زكريا الرازي1 16541. يحيى بن العلاء الرازي البجلي4 16542. يحيى بن القاسم بن عبد الله1 16543. يحيى بن المتوكل5 16544. يحيى بن المتوكل ابو عقيل المكفوف1 16545. يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن1 16546. يحيى بن المنذر الكوفي ابو المنذر1 16547. يحيى بن المنذر بن خالد1 16548. يحيى بن المهلب ابو كدينة البجلي1 16549. يحيى بن النضر الانصاري2 16550. يحيى بن الورد الفرغاني1 16551. يحيى بن الوليد بن المسير الطائي1 16552. يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت1 16553. يحيى بن ايوب البجلي الجريري1 16554. يحيى بن ايوب الزاهد1 16555. يحيى بن ايوب الغافقي المصري ابو العباس...2 16556. يحيى بن بريد بن عبد الله2 16557. يحيى بن بسطام الاصفر ابو محمد1 16558. يحيى بن بشر ابو زكريا البجلي1 16559. يحيى بن بشر الحريري3 16560. يحيى بن بشر الخراساني ابو وهب1 16561. يحيى بن بهماه مولى عثمان1 16562. يحيى بن جابر الطائي القاضي1 16563. يحيى بن جبريل1 16564. يحيى بن جرجة مكى1 16565. يحيى بن جعدة البارقي2 16566. يحيى بن جعدة بن هبيرة بن ابي وهب المخزومي القرشي...1 16567. يحيى بن جعفر السراج الكوفي1 16568. يحيى بن جعفر بن ابي كثير2 16569. يحيى بن حازم المديني1 16570. يحيى بن حبان المازني الانصاري1 16571. يحيى بن حبيب بن اسماعيل1 16572. يحيى بن حبيب بن عربي ابو زكريا1 16573. يحيى بن حسان التنيسي2 16574. يحيى بن حسان الفلسطيني الرملي البكري العسقلاني...1 16575. يحيى بن حسن1 16576. يحيى بن حصين البجلي الاحمسي2 16577. يحيى بن حصين الشامي1 16578. يحيى بن حكيم المقوم البصري1 16579. يحيى بن حكيم بن صفوان بن امية2 16580. يحيى بن حماد ابو بكر البصري1 16581. يحيى بن حمزة الدمشقي2 16582. يحيى بن حمزة بن ابي اسيد الساعدي1 16583. يحيى بن حميد الطويل3 16584. يحيى بن حيان الطائي ويكنى بابى هلال1 16585. يحيى بن خالد بن عبد الله1 16586. يحيى بن خالد بن نجيح ابو زكريا1 16587. يحيى بن خراش الخزاعي1 16588. يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك2 16589. يحيى بن دينار5 16590. يحيى بن دينار ابو شيبة1 16591. يحيى بن دينار البكري ابو بكر1 16592. يحيى بن دينار والد همام بن يحيى1 16593. يحيى بن راشد7 16594. يحيى بن راشد البصري1 16595. يحيى بن راشد الدمشقي2 16596. يحيى بن رافع ابو عيسى الثقفي1 16597. يحيى بن ربيعة الصنعاني1 16598. يحيى بن رشاد البراء البصري المازني1 16599. يحيى بن زبان2 16600. يحيى بن زرارة بن كريم بن الحراث1 16601. يحيى بن زكريا بن ابراهيم بن سويد3 16602. يحيى بن زكريا بن ابي زائدة ابو سعيد الهمداني...1 16603. يحيى بن زكريا بن عمارة1 16604. يحيى بن زكريا بن عيسى المروزي1 16605. يحيى بن زكريا بن مهران القزاز الرازي...1 16606. يحيى بن زهدم البصري1 16607. يحيى بن زيد ابو الحباب العلوي1 16608. يحيى بن زيد الباهلي1 16609. يحيى بن سابق2 16610. يحيى بن سام5 16611. يحيى بن سريج1 16612. يحيى بن سعد بن ابي وقاص1 16613. يحيى بن سعيد الاموي القرشي1 16614. يحيى بن سعيد الانصاري5 16615. يحيى بن سعيد الانماطي1 16616. يحيى بن سعيد التميمي المدني1 16617. يحيى بن سعيد العطار الشامي الحمصي1 16618. يحيى بن سعيد القطان6 16619. يحيى بن سعيد القطان ابو سعيد الاحول1 16620. يحيى بن سعيد المطوعي البصري1 16621. يحيى بن سعيد بن ابي الحسن1 16622. يحيى بن سعيد بن العاص بن امية1 16623. يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان1 16624. يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد2 16625. يحيى بن سلام البصري2 16626. يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي3 16627. يحيى بن سليم ابو سليم البكاء البصري1 16628. يحيى بن سليم الطائفي الخراز1 16629. يحيى بن سليم بن رباح3 16630. يحيى بن سليم بن زيد مولى النبي1 16631. يحيى بن سليمان3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 16532. يحيى بن اسماعيل الخواص الكوفي1 16533. يحيى بن اسماعيل الواسطي2 16534. يحيى بن اسماعيل بن جرير2 16535. يحيى بن اسماعيل بن سالم الاسدي2 16536. يحيى بن الجزار العرني مولى لبجيلة1 16537. يحيى بن الجهم216538. يحيى بن الحارث الذماري المقرئ الغساني...1 16539. يحيى بن السكن البصري3 16540. يحيى بن الضريس ابو زكريا الرازي1 16541. يحيى بن العلاء الرازي البجلي4 16542. يحيى بن القاسم بن عبد الله1 16543. يحيى بن المتوكل5 16544. يحيى بن المتوكل ابو عقيل المكفوف1 16545. يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن1 16546. يحيى بن المنذر الكوفي ابو المنذر1 16547. يحيى بن المنذر بن خالد1 16548. يحيى بن المهلب ابو كدينة البجلي1 16549. يحيى بن النضر الانصاري2 16550. يحيى بن الورد الفرغاني1 16551. يحيى بن الوليد بن المسير الطائي1 16552. يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت1 16553. يحيى بن ايوب البجلي الجريري1 16554. يحيى بن ايوب الزاهد1 16555. يحيى بن ايوب الغافقي المصري ابو العباس...2 16556. يحيى بن بريد بن عبد الله2 16557. يحيى بن بسطام الاصفر ابو محمد1 16558. يحيى بن بشر ابو زكريا البجلي1 16559. يحيى بن بشر الحريري3 16560. يحيى بن بشر الخراساني ابو وهب1 16561. يحيى بن بهماه مولى عثمان1 16562. يحيى بن جابر الطائي القاضي1 16563. يحيى بن جبريل1 16564. يحيى بن جرجة مكى1 16565. يحيى بن جعدة البارقي2 16566. يحيى بن جعدة بن هبيرة بن ابي وهب المخزومي القرشي...1 16567. يحيى بن جعفر السراج الكوفي1 16568. يحيى بن جعفر بن ابي كثير2 16569. يحيى بن حازم المديني1 16570. يحيى بن حبان المازني الانصاري1 16571. يحيى بن حبيب بن اسماعيل1 16572. يحيى بن حبيب بن عربي ابو زكريا1 16573. يحيى بن حسان التنيسي2 16574. يحيى بن حسان الفلسطيني الرملي البكري العسقلاني...1 16575. يحيى بن حسن1 16576. يحيى بن حصين البجلي الاحمسي2 16577. يحيى بن حصين الشامي1 16578. يحيى بن حكيم المقوم البصري1 16579. يحيى بن حكيم بن صفوان بن امية2 16580. يحيى بن حماد ابو بكر البصري1 16581. يحيى بن حمزة الدمشقي2 16582. يحيى بن حمزة بن ابي اسيد الساعدي1 16583. يحيى بن حميد الطويل3 16584. يحيى بن حيان الطائي ويكنى بابى هلال1 16585. يحيى بن خالد بن عبد الله1 16586. يحيى بن خالد بن نجيح ابو زكريا1 16587. يحيى بن خراش الخزاعي1 16588. يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك2 16589. يحيى بن دينار5 16590. يحيى بن دينار ابو شيبة1 16591. يحيى بن دينار البكري ابو بكر1 16592. يحيى بن دينار والد همام بن يحيى1 16593. يحيى بن راشد7 16594. يحيى بن راشد البصري1 16595. يحيى بن راشد الدمشقي2 16596. يحيى بن رافع ابو عيسى الثقفي1 16597. يحيى بن ربيعة الصنعاني1 16598. يحيى بن رشاد البراء البصري المازني1 16599. يحيى بن زبان2 16600. يحيى بن زرارة بن كريم بن الحراث1 16601. يحيى بن زكريا بن ابراهيم بن سويد3 16602. يحيى بن زكريا بن ابي زائدة ابو سعيد الهمداني...1 16603. يحيى بن زكريا بن عمارة1 16604. يحيى بن زكريا بن عيسى المروزي1 16605. يحيى بن زكريا بن مهران القزاز الرازي...1 16606. يحيى بن زهدم البصري1 16607. يحيى بن زيد ابو الحباب العلوي1 16608. يحيى بن زيد الباهلي1 16609. يحيى بن سابق2 16610. يحيى بن سام5 16611. يحيى بن سريج1 16612. يحيى بن سعد بن ابي وقاص1 16613. يحيى بن سعيد الاموي القرشي1 16614. يحيى بن سعيد الانصاري5 16615. يحيى بن سعيد الانماطي1 16616. يحيى بن سعيد التميمي المدني1 16617. يحيى بن سعيد العطار الشامي الحمصي1 16618. يحيى بن سعيد القطان6 16619. يحيى بن سعيد القطان ابو سعيد الاحول1 16620. يحيى بن سعيد المطوعي البصري1 16621. يحيى بن سعيد بن ابي الحسن1 16622. يحيى بن سعيد بن العاص بن امية1 16623. يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان1 16624. يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد2 16625. يحيى بن سلام البصري2 16626. يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي3 16627. يحيى بن سليم ابو سليم البكاء البصري1 16628. يحيى بن سليم الطائفي الخراز1 16629. يحيى بن سليم بن رباح3 16630. يحيى بن سليم بن زيد مولى النبي1 16631. يحيى بن سليمان3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136091&book=5525#fb9351
يحيى بن بدر بن يحيى بن بدر بن الجهم، أبو الفضل القرشي السامي :
سكن سمرقند وحدث بِهَا عَن عَلِيّ بْن الجعد وطبقته. رَوى عَنْهُ السمرقنديون.
قرأتُ عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد- أخي الخلال- عن أبي سعد عبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ: يَحْيَى بْن بدر بن يحيى بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسيد ابن أذينة بْن كراز بْن كعب بْن مالك بْن عتبة بْن جَابِر بْن الحارث بْن عَبْد البيت بْن الحارث بْن سامة بْن لؤي بْن غالب الْقُرَشِيّ السامي البغدادي، كنيته أَبُو الفضل.
سكن سمرقند وحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وعلي بْن عَبْد الله الْمَدِينِيّ، وخلف بْن هشام البزار، وخلف بْن سالِم المخرمي، وعلي بْن الجعد، وهدبة ابن خَالِد، ورجاء بْن مرجى الحافظ الْمَرْوَزِيّ، وجماعة غيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل الفقيه الحافظ، وَأَحْمَد بْن صالِح بْن عجيف الكاتب، وَمُحَمَّد بْن عثمان بْن سلم الجهني، وشيخنا أبو عمر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عامر العصفري السمرقنديون، وغيرهم من أهل ما وراء النهر.
قَرَأْتُ فِي كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أخبرنا محمّد بن العبّاس الضّبّيّ
الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحًا- يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ- عَنْ يَحْيَى بْنِ بَدْرٍ السَّامِيِّ فَقَالَ: صَدُوقٌ أَنْكَرْتُ عَلَيْهِ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ كَذَبَ» فَقُلْتُ لَهُ: دَخَلَ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا.
سكن سمرقند وحدث بِهَا عَن عَلِيّ بْن الجعد وطبقته. رَوى عَنْهُ السمرقنديون.
قرأتُ عَلى الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد- أخي الخلال- عن أبي سعد عبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ: يَحْيَى بْن بدر بن يحيى بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسيد ابن أذينة بْن كراز بْن كعب بْن مالك بْن عتبة بْن جَابِر بْن الحارث بْن عَبْد البيت بْن الحارث بْن سامة بْن لؤي بْن غالب الْقُرَشِيّ السامي البغدادي، كنيته أَبُو الفضل.
سكن سمرقند وحدث بِهَا عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وعلي بْن عَبْد الله الْمَدِينِيّ، وخلف بْن هشام البزار، وخلف بْن سالِم المخرمي، وعلي بْن الجعد، وهدبة ابن خَالِد، ورجاء بْن مرجى الحافظ الْمَرْوَزِيّ، وجماعة غيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل الفقيه الحافظ، وَأَحْمَد بْن صالِح بْن عجيف الكاتب، وَمُحَمَّد بْن عثمان بْن سلم الجهني، وشيخنا أبو عمر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن عامر العصفري السمرقنديون، وغيرهم من أهل ما وراء النهر.
قَرَأْتُ فِي كتاب أبي الحسن بن الفرات- بخطه- أخبرنا محمّد بن العبّاس الضّبّيّ
الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحًا- يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ- عَنْ يَحْيَى بْنِ بَدْرٍ السَّامِيِّ فَقَالَ: صَدُوقٌ أَنْكَرْتُ عَلَيْهِ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ كَذَبَ» فَقُلْتُ لَهُ: دَخَلَ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156534&book=5525#90a94a
يَحْيَى بنُ يَحْيَى بنِ كَثِيْرِ بنِ وِسْلاَسَ بنِ شِملاَلَ بنِ منغَايَا اللَّيْثِيُّ
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو مُحَمَّدٍ اللَّيْثِيُّ، البَرْبَرِيُّ، المَصْمُوْدِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، القُرْطُبِيُّ.
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
سَمِعَ أَوَّلاً مِنَ: الفَقِيْهِ زِيَادِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَبَطُوْنَ، وَيَحْيَى بنِ مُضَرَ، وَطَائِفَةٍ.ثمَّ ارْتَحَلَ إِلَى المَشْرِقِ، فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِ مَالِكٍ الإِمَامِ، فَسَمِعَ مِنْهُ (المُوَطَّأَ) سِوَى أَبْوَابٍ مِنَ الاعْتِكَافِ، شَكَّ فِي سَمَاعِهَا مِنْهُ، فَرَوَاهَا عَنْ زِيَادٍ شَبَطُوْنَ، عَنْ مَالِكٍ.
وَسَمِعَ مِنَ: اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ العُتَقِيِّ.
وَحَمَلَ عَنِ ابْنِ القَاسِمِ عَشْرَةَ كُتُبٍ سُؤَالاَتٍ وَمَسَائِلَ.
وَسَمِعَ مِنَ: القَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ العُمَرِيِّ، وَأَنَسِ بنِ عِيَاضٍ اللَّيْثِيِّ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَحِقَ نَافِعَ بنَ أَبِي نُعَيْمٍ مُقْرِئَ المَدِيْنَةِ، وَأَخَذَ عَنْهُ.
وَهَذَا بَعِيْدٌ، فَإِنَّ نَافِعاً مَاتَ قَبْلَ مَالِكٍ بِعَشْرِ سِنِيْنَ.
وَلاَزمَ: ابْنَ وَهْبٍ، وَابْنَ القَاسِمِ، ثُمَّ حَجَّ، وَرَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ؛ لِيَزْدَادَ مِنْ مَالِكٍ، فَوَجَدَهُ فِي مَرَضِ المَوْتِ.
فَأَقَامَ إِلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللهُ، وَشَهِدَ جِنَازَتهُ، وَرَجَعَ إِلَى قُرْطُبَةَ بِعِلْمٍ جَمٍّ.
وَتَصَدَّرَ للاشْتِغَالِ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَانْتَفَعُوا بِعِلْمِهِ وَهَدْيهِ وَسَمْتِهِ.
وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، وَافِرَ الجَلاَلَةِ، عَظِيْمَ الهَيْبَةِ، نَالَ مِنَ الرِّئَاسَةِ وَالحُرمَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ.
رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ أَبُو مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَصَبَّاحُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُتَقِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
كَانَ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ بنِ الحُبَّابِ الحَافِظُ، يَقُوْلُ: لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
العِلْمِ بِالأَنْدَلُسِ مِنَ الحُظْوَةِ، وَعِظَمِ القَدْرِ، وَجَلاَلَةِ الذِّكْرِ، مَا أُعْطِيَهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.وَبَلَغَنَا: أَنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى اللَّيْثِيَّ كَانَ عِنْدَ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فَمَرَّ عَلَى بَابِ مَالِكٍ الفِيْلُ، فَخَرَجَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِي مَجْلِسِهِ لِرُؤْيَةِ الفِيْلِ، سِوَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فَلَمْ يَقُمْ.
فَأُعْجِبَ بِهِ مَالِكٌ، وَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَأَيْنَ بَلَدُكَ؟
ثُمَّ لَمْ يَزَلْ بَعْدُ مُكْرِماً لَهُ.
وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، قَالَ: أَخَذْتُ بِرِكَابِ اللَّيْثِ، فَأَرَادَ غُلاَمُهُ أَنْ يَمْنَعَنِي، فَقَالَ اللَّيْثُ: دَعْهُ.
ثُمَّ قَالَ لِي: خَدَمَكَ العِلْمُ.
قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ بِيَ الأَيَّامُ حَتَّى رَأَيْتُ ذَلِكَ.
وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحَكَمِ المَرْوَانِيَّ صَاحِبَ الأَنْدَلُسِ نَظَرَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فِي رَمَضَانَ نَهَاراً، فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَاقَعَهَا، ثُمَّ نَدِمَ، وَطَلَبَ الفُقَهَاءَ، وَسَأَلَهُم عَنْ تَوْبَتِهِ.
فَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.
فَسَكَتَ العُلَمَاءُ، فَلَمَّا خَرَجُوا، قَالُوا لِيَحْيَى: مَا لَكَ لَمْ تُفْتِهِ بِمَذْهَبِنَا عَنْ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ العِتْقِ وَالصَّوْمِ وَالإِطْعَامِ؟
قَالَ: لَوْ فَتَحْنَا لَهُ هَذَا البَابَ، لَسَهُلَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَأَ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَعْتِقَ رَقَبَةً، فَحَمَلْتُهُ عَلَى أَصْعَبِ الأُمُورِ لِئَلاَّ يَعُوْدَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَدِمَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى الأَنْدَلُسَ بِعِلمٍ كَثِيْرٍ، فَعَادَتْ فُتْيَا الأَنْدَلُسِ بَعْدَ عِيْسَى بنِ دِيْنَارٍ الفَقِيْهِ عَلَيْهِ، وَانْتَهَى السُّلْطَانُ وَالعَامَّةُ إِلَى رَأْيِهِ، وَكَانَ فَقِيْهاً، حَسَنَ الرَّأْيِ، وَكَانَ لاَ يَرَى القُنُوتَ فِي الصُّبْحِ، وَلاَ فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَيَقُوْلُ:سَمِعْتُ اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ، يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُوْلُ:
إِنَّمَا قَنَتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً يَدْعُو عَلَى قَوْمٍ، وَيَدْعُو لآخَرِيْنَ.
قَالَ: وَكَانَ اللَّيْثُ لاَ يَقْنُتُ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: وَخَالَفَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مَالِكاً فِي اليَمِيْنِ مَعَ الشَّاهِدِ، فَلَمْ يَرَ القَضَاءَ بِهِ، وَلاَ الحُكْمَ، وَأَخَذَ بِقَولِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ.
قَالَ: وَكَانَ يَرَى جَوَازَ كِرَاءِ الأَرْضِ بِجُزْءٍ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْهَا، عَلَى مَذْهَبِ اللَّيْثِ، وَيَقُوْلُ:
هِيَ سُنَّةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خَيْبَرَ.
وَقَضَى بِرَأْيِ أَمِيْنَيْنِ، إِذَا لَمْ يُوْجَدْ فِي أَهْلِ الزَّوْجَيْنِ حَكَمَانِ يَصْلُحَانِ لِذَلِكَ.قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَكَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى إِمَامَ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَالمُقْتَدَى بِهِ مِنْهُم، وَالمَنْظُوْرَ إِلَيْهِ، وَالمُعَوَّلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ ثِقَةً، عَاقِلاً، حَسَنَ الهَدْيِّ وَالسَّمْتِ، يُشَبَّهُ فِي سَمْتِهِ بِسَمْتِ مَالِكٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَصَرٌ بِالحَدِيْثِ.
قُلْتُ: نَعَمْ، مَا كَانَ مِنْ فُرْسَانِ هَذَا الشَّأْنِ، بَلْ كَانَ مُتَوَسِّطاً فِيْهِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ يُفْتِي بِرَأْي مَالِكٍ، وَكَانَ إِمَامَ وَقْتِهِ، وَوَاحِدَ بَلَدِهِ، وَكَانَ رَجُلاً عَاقِلاً.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ: فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ: عِيْسَى بنُ دِيْنَارٍ، وَعَالِمُهَا: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ، وَعَاقِلُهَا: يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ فِي (تَارِيْخِهِ) : وَكَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِمَِّنِ اتُّهِمَ بِبَعْضِ الأَمْرِ فِي الهَيْجِ -يَعْنِي: فِي القِيَامِ وَالإِنْكَارِ عَلَى أَمِيْرِ الأَنْدَلُسِ -.
قَالَ: فَهَرَبَ إِلَى طُلَيْطِلَةَ، ثُمَّ اسْتَأْمَنَ، فَكَتَبَ لَهُ الحَكَمُ الأَمِيْرُ، المَعْرُوْفُ:
بِالرَّبَضِيِّ أَمَاناً، فَرُدَّ إِلَى قُرْطُبَةَ.قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى نَازِلاً عَنْ دَابَّتِهِ، مَاشِياً إِلَى الجَامِعِ يَوْمَ جُمُعَةٍ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ وَرِدَاءٌ مَتِيْنٌ، وَأَنَا أَحْبِسُ دَابَّةَ أَبِي.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَالَ الحَافِظُ : كَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مُجَابَ الدَّعْوَةِ، فَقَدْ أَخَذَ نَفْسَهُ فِي هَيْئَتِهِ وَمَقْعَدِهِ هَيْئَةَ مَالِكٍ الإِمَامِ بِالأَنْدَلُسِ، فَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ الجَمَاعَةِ، فَامْتَنَعَ، فَكَانَ أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ لاَ يُوَلِّي أَحَداً القَضَاءَ بِمَدَائِنِ إِقْلِيْمِ الأَنْدَلُسِ، إِلاَّ مَنْ يُشِيْرُ بِهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى، فَكَثُرَ لِذَلِكَ تَلاَمِذَةُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَقْبَلُوا عَلَى فِقْهِ مَالِكٍ، وَنَبَذُوا مَا سِوَاهُ.
نَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ وَفَاةَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى: فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَبَعْضُهُم، قَالَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ.
وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
أَخْبَرَنَا بِكِتَابِ (المُوَطَّأِ) : الإِمَامُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ المَغْرِبِ؛ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الطَّائِيُّ كِتَابَةً مِنْ مَدِيْنَةِ تُوْنُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
القَاضِي أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ بَقِيٍّ المَالِكِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، قَالَ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ القُرْطُبِيُّ قِرَاءةً، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ فَرَجٍ مَوْلَى ابْنِ الطَّلاَّعِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْثٍ سَمَاعاً، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى اللَّيثِيُّ قِرَاءةً - وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ - قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَمُّ أَبِي الفَقِيْهِ؛ أَبُو مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى - وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ - قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ سِوَى فَوْتِهِ مِنَ الاعْتِكَافِ، فَذَكَرَ (المُوَطَّأَ) .
أَبُو الجَهْمِ العَلاَءُ بنُ مُوْسَى بنِ عَطِيَّةَ البَاهِلِيُّ الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَة ُ، أَبُو الجَهْمِ العَلاَءُ بنُ مُوْسَى بنِ عَطِيَّةَ البَاهِلِيُّ، البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ ذَاكَ الجُزْءِ العَالِي.
وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ لِشُهْرَتِهِ كَغَيْرِهِ مِنَ المُعَمَّرِيْنَ، وَلَمْ أَسْتَوْعِبْهُم.
سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ حَدِيْثاً نَسِيَ سَنَدَهُ.
وَمِنَ: اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَسَوَّارِ بنِ مُصْعَبٍ، وَعَبْدِ القُدُّوْسِ - أُرَاهُ ابْنَ حَبِيْبٍ - وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ، وَغَيْرِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ سُنَيْنٍ الخُتَّلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً.مَاتَ: بِبَغْدَادَ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ.
سَمِعْنَا نُسْخَتَهُ مِنْ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ نَفْساً، سَمِعُوْهَا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، بِسَمَاعِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنِ البَغَوِيِّ، عَنْهُ.
وَآخِرُ مَنْ رَوَاهَا فِي الدُّنْيَا: أَبُو العَبَّاسِ بنُ الشِّحْنَةِ الصَّالِحِيُّ، فَعُمِّرَ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ الجُزْءَ سَبْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، وَالحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الجَهْمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَى - إِذَا كَانَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ - أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُوْنَ وَاحِدٍ.
رَوَاهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ.
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ، أَبُو مُحَمَّدٍ اللَّيْثِيُّ، البَرْبَرِيُّ، المَصْمُوْدِيُّ، الأَنْدَلُسِيُّ، القُرْطُبِيُّ.
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
سَمِعَ أَوَّلاً مِنَ: الفَقِيْهِ زِيَادِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَبَطُوْنَ، وَيَحْيَى بنِ مُضَرَ، وَطَائِفَةٍ.ثمَّ ارْتَحَلَ إِلَى المَشْرِقِ، فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِ مَالِكٍ الإِمَامِ، فَسَمِعَ مِنْهُ (المُوَطَّأَ) سِوَى أَبْوَابٍ مِنَ الاعْتِكَافِ، شَكَّ فِي سَمَاعِهَا مِنْهُ، فَرَوَاهَا عَنْ زِيَادٍ شَبَطُوْنَ، عَنْ مَالِكٍ.
وَسَمِعَ مِنَ: اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ العُتَقِيِّ.
وَحَمَلَ عَنِ ابْنِ القَاسِمِ عَشْرَةَ كُتُبٍ سُؤَالاَتٍ وَمَسَائِلَ.
وَسَمِعَ مِنَ: القَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ العُمَرِيِّ، وَأَنَسِ بنِ عِيَاضٍ اللَّيْثِيِّ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَحِقَ نَافِعَ بنَ أَبِي نُعَيْمٍ مُقْرِئَ المَدِيْنَةِ، وَأَخَذَ عَنْهُ.
وَهَذَا بَعِيْدٌ، فَإِنَّ نَافِعاً مَاتَ قَبْلَ مَالِكٍ بِعَشْرِ سِنِيْنَ.
وَلاَزمَ: ابْنَ وَهْبٍ، وَابْنَ القَاسِمِ، ثُمَّ حَجَّ، وَرَجَعَ إِلَى المَدِيْنَةِ؛ لِيَزْدَادَ مِنْ مَالِكٍ، فَوَجَدَهُ فِي مَرَضِ المَوْتِ.
فَأَقَامَ إِلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللهُ، وَشَهِدَ جِنَازَتهُ، وَرَجَعَ إِلَى قُرْطُبَةَ بِعِلْمٍ جَمٍّ.
وَتَصَدَّرَ للاشْتِغَالِ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، وَبَعُدَ صِيْتُهُ، وَانْتَفَعُوا بِعِلْمِهِ وَهَدْيهِ وَسَمْتِهِ.
وَكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، وَافِرَ الجَلاَلَةِ، عَظِيْمَ الهَيْبَةِ، نَالَ مِنَ الرِّئَاسَةِ وَالحُرمَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ.
رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ أَبُو مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَصَبَّاحُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُتَقِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
كَانَ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ بنِ الحُبَّابِ الحَافِظُ، يَقُوْلُ: لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
العِلْمِ بِالأَنْدَلُسِ مِنَ الحُظْوَةِ، وَعِظَمِ القَدْرِ، وَجَلاَلَةِ الذِّكْرِ، مَا أُعْطِيَهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى.وَبَلَغَنَا: أَنَّ يَحْيَى بنَ يَحْيَى اللَّيْثِيَّ كَانَ عِنْدَ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فَمَرَّ عَلَى بَابِ مَالِكٍ الفِيْلُ، فَخَرَجَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِي مَجْلِسِهِ لِرُؤْيَةِ الفِيْلِ، سِوَى يَحْيَى بنِ يَحْيَى، فَلَمْ يَقُمْ.
فَأُعْجِبَ بِهِ مَالِكٌ، وَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَأَيْنَ بَلَدُكَ؟
ثُمَّ لَمْ يَزَلْ بَعْدُ مُكْرِماً لَهُ.
وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، قَالَ: أَخَذْتُ بِرِكَابِ اللَّيْثِ، فَأَرَادَ غُلاَمُهُ أَنْ يَمْنَعَنِي، فَقَالَ اللَّيْثُ: دَعْهُ.
ثُمَّ قَالَ لِي: خَدَمَكَ العِلْمُ.
قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ بِيَ الأَيَّامُ حَتَّى رَأَيْتُ ذَلِكَ.
وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحَكَمِ المَرْوَانِيَّ صَاحِبَ الأَنْدَلُسِ نَظَرَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فِي رَمَضَانَ نَهَاراً، فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَاقَعَهَا، ثُمَّ نَدِمَ، وَطَلَبَ الفُقَهَاءَ، وَسَأَلَهُم عَنْ تَوْبَتِهِ.
فَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى: صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.
فَسَكَتَ العُلَمَاءُ، فَلَمَّا خَرَجُوا، قَالُوا لِيَحْيَى: مَا لَكَ لَمْ تُفْتِهِ بِمَذْهَبِنَا عَنْ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ العِتْقِ وَالصَّوْمِ وَالإِطْعَامِ؟
قَالَ: لَوْ فَتَحْنَا لَهُ هَذَا البَابَ، لَسَهُلَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَأَ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَعْتِقَ رَقَبَةً، فَحَمَلْتُهُ عَلَى أَصْعَبِ الأُمُورِ لِئَلاَّ يَعُوْدَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَدِمَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى الأَنْدَلُسَ بِعِلمٍ كَثِيْرٍ، فَعَادَتْ فُتْيَا الأَنْدَلُسِ بَعْدَ عِيْسَى بنِ دِيْنَارٍ الفَقِيْهِ عَلَيْهِ، وَانْتَهَى السُّلْطَانُ وَالعَامَّةُ إِلَى رَأْيِهِ، وَكَانَ فَقِيْهاً، حَسَنَ الرَّأْيِ، وَكَانَ لاَ يَرَى القُنُوتَ فِي الصُّبْحِ، وَلاَ فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَيَقُوْلُ:سَمِعْتُ اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ، يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُوْلُ:
إِنَّمَا قَنَتَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً يَدْعُو عَلَى قَوْمٍ، وَيَدْعُو لآخَرِيْنَ.
قَالَ: وَكَانَ اللَّيْثُ لاَ يَقْنُتُ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: وَخَالَفَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مَالِكاً فِي اليَمِيْنِ مَعَ الشَّاهِدِ، فَلَمْ يَرَ القَضَاءَ بِهِ، وَلاَ الحُكْمَ، وَأَخَذَ بِقَولِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ.
قَالَ: وَكَانَ يَرَى جَوَازَ كِرَاءِ الأَرْضِ بِجُزْءٍ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْهَا، عَلَى مَذْهَبِ اللَّيْثِ، وَيَقُوْلُ:
هِيَ سُنَّةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خَيْبَرَ.
وَقَضَى بِرَأْيِ أَمِيْنَيْنِ، إِذَا لَمْ يُوْجَدْ فِي أَهْلِ الزَّوْجَيْنِ حَكَمَانِ يَصْلُحَانِ لِذَلِكَ.قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَكَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى إِمَامَ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَالمُقْتَدَى بِهِ مِنْهُم، وَالمَنْظُوْرَ إِلَيْهِ، وَالمُعَوَّلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ ثِقَةً، عَاقِلاً، حَسَنَ الهَدْيِّ وَالسَّمْتِ، يُشَبَّهُ فِي سَمْتِهِ بِسَمْتِ مَالِكٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَصَرٌ بِالحَدِيْثِ.
قُلْتُ: نَعَمْ، مَا كَانَ مِنْ فُرْسَانِ هَذَا الشَّأْنِ، بَلْ كَانَ مُتَوَسِّطاً فِيْهِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ: كَانَ يُفْتِي بِرَأْي مَالِكٍ، وَكَانَ إِمَامَ وَقْتِهِ، وَوَاحِدَ بَلَدِهِ، وَكَانَ رَجُلاً عَاقِلاً.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ: فَقِيْهُ الأَنْدَلُسِ: عِيْسَى بنُ دِيْنَارٍ، وَعَالِمُهَا: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ، وَعَاقِلُهَا: يَحْيَى بنُ يَحْيَى.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ الفَرَضِيِّ فِي (تَارِيْخِهِ) : وَكَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مِمَِّنِ اتُّهِمَ بِبَعْضِ الأَمْرِ فِي الهَيْجِ -يَعْنِي: فِي القِيَامِ وَالإِنْكَارِ عَلَى أَمِيْرِ الأَنْدَلُسِ -.
قَالَ: فَهَرَبَ إِلَى طُلَيْطِلَةَ، ثُمَّ اسْتَأْمَنَ، فَكَتَبَ لَهُ الحَكَمُ الأَمِيْرُ، المَعْرُوْفُ:
بِالرَّبَضِيِّ أَمَاناً، فَرُدَّ إِلَى قُرْطُبَةَ.قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ: رَأَيْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى نَازِلاً عَنْ دَابَّتِهِ، مَاشِياً إِلَى الجَامِعِ يَوْمَ جُمُعَةٍ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ وَرِدَاءٌ مَتِيْنٌ، وَأَنَا أَحْبِسُ دَابَّةَ أَبِي.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَالَ الحَافِظُ : كَانَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى مُجَابَ الدَّعْوَةِ، فَقَدْ أَخَذَ نَفْسَهُ فِي هَيْئَتِهِ وَمَقْعَدِهِ هَيْئَةَ مَالِكٍ الإِمَامِ بِالأَنْدَلُسِ، فَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ الجَمَاعَةِ، فَامْتَنَعَ، فَكَانَ أَمِيْرُ الأَنْدَلُسِ لاَ يُوَلِّي أَحَداً القَضَاءَ بِمَدَائِنِ إِقْلِيْمِ الأَنْدَلُسِ، إِلاَّ مَنْ يُشِيْرُ بِهِ يَحْيَى بنُ يَحْيَى، فَكَثُرَ لِذَلِكَ تَلاَمِذَةُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَقْبَلُوا عَلَى فِقْهِ مَالِكٍ، وَنَبَذُوا مَا سِوَاهُ.
نَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ وَفَاةَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى: فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَبَعْضُهُم، قَالَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ.
وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
أَخْبَرَنَا بِكِتَابِ (المُوَطَّأِ) : الإِمَامُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ المَغْرِبِ؛ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الطَّائِيُّ كِتَابَةً مِنْ مَدِيْنَةِ تُوْنُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
القَاضِي أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ بَقِيٍّ المَالِكِيُّ قِرَاءةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، قَالَ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الحَقِّ القُرْطُبِيُّ قِرَاءةً، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ فَرَجٍ مَوْلَى ابْنِ الطَّلاَّعِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْثٍ سَمَاعاً، أَخْبَرَنَا أَبُو عِيْسَى يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى اللَّيثِيُّ قِرَاءةً - وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ - قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَمُّ أَبِي الفَقِيْهِ؛ أَبُو مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بنِ يَحْيَى - وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ - قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ سِوَى فَوْتِهِ مِنَ الاعْتِكَافِ، فَذَكَرَ (المُوَطَّأَ) .
أَبُو الجَهْمِ العَلاَءُ بنُ مُوْسَى بنِ عَطِيَّةَ البَاهِلِيُّ الشَّيْخُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَة ُ، أَبُو الجَهْمِ العَلاَءُ بنُ مُوْسَى بنِ عَطِيَّةَ البَاهِلِيُّ، البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ ذَاكَ الجُزْءِ العَالِي.
وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ لِشُهْرَتِهِ كَغَيْرِهِ مِنَ المُعَمَّرِيْنَ، وَلَمْ أَسْتَوْعِبْهُم.
سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المَاجَشُوْنِ حَدِيْثاً نَسِيَ سَنَدَهُ.
وَمِنَ: اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَسَوَّارِ بنِ مُصْعَبٍ، وَعَبْدِ القُدُّوْسِ - أُرَاهُ ابْنَ حَبِيْبٍ - وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَالهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ، وَغَيْرِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ سُنَيْنٍ الخُتَّلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً.مَاتَ: بِبَغْدَادَ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ.
سَمِعْنَا نُسْخَتَهُ مِنْ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ نَفْساً، سَمِعُوْهَا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الوَقْتِ السِّجْزِيِّ، بِسَمَاعِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنِ البَغَوِيِّ، عَنْهُ.
وَآخِرُ مَنْ رَوَاهَا فِي الدُّنْيَا: أَبُو العَبَّاسِ بنُ الشِّحْنَةِ الصَّالِحِيُّ، فَعُمِّرَ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ الجُزْءَ سَبْعاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، وَالحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الجَهْمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَى - إِذَا كَانَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ - أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُوْنَ وَاحِدٍ.
رَوَاهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72395&book=5525#045f18
يحيى بن معين بن عون بن بسطام، أبو زكريا الحافظ
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أتيت هشيمًا وإذا عنده حجاج بن محمد وإسحاق بن الطباع، فحدثنا بحديث مؤثر بن غفارة، وحديث ذي القرنين حديث الفضل بن عطية، وحديث أبي الجهم، وثم يحيى بن معين معنا.
قلت له: عرفت يحيى تلك الأيام.
قال: نعم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1808).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان يحيى بن معين يستملي لعمر بن هارون، فكان يقول: يا أبا حفص، وابن جريج عن عطاء، ويرفع صوته، وحكاه أبي ورفع صوته، وجهر بصوته.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2533).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمعت بعض أصحابنا قال مرة: قال يحيى بن معين: كتب لي عبد الرزاق إلى هشام بن يوسف، قال: إنك تأتي رجلًا إن كان غيَّرَه السلطان، فإنه لم يغير حديثه، وقال يحيى: مكثنا على باب هشام خمسين يومًا لا يحدثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير.
قال أبي: سمعته من عبد الرزاق قال: أتاه -يعني: يحيى- قال: فأجزره شاة ففعل به وفعل.
قال أبي: هشام ألأم من ذاك، أن يذبح لهم شاة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2546)، (5572).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: لما بلغنا موت جرير، ذهبت أنا ويحيى بن معين إلى عبيدة بن حميد فأملى علينا من نسخته، أبو الزعراء وثوير أرى ومخارق والأسود بن قيس، ونحو هؤلاء من الشيوخ، ثم كثر عليه الناس حتى غلبونا عليه، وكثر عليه الزحام حتى ما وصلنا إليه، أو كما قال أبي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2651).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو قطن عن شعبة، عن العوام ابن مراجم.
فقال له يحيى بن معين: إنما هو ابن مزاحم.
فقال أبو قطن: عليه وعليه أو قال: ثيابه فيء للمساكين إن لم يكن ابن مراجم.
فقال يحيى: حدثنا به وكيع وقال: ابن مزاحم.
فقلت أنا: حدثنا به وكيع فقال: ابن مراجم، فسكت يحيى.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3564).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال يحيى بن معين يومًا عند عبد الرحمن، وذكرنا إبراهيم بن مهاجر والسدي، فقال يحيى: ضعيفين، فغضب عبد الرحمن، وكره ما قال.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4710).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث عمران بن حصين أن قومًا قدموا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: قد بشرتنا فأعطنا (1). فإن الأعمش وسفيان جميعًا يقولان عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين. ورواه يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن جامع، عن ابن بريدة بن حصيب، عن أبيه. قلت: أيما الصواب؟
فقال: الصواب: ما رواه الأعمش وسفيان.
قال أبي: وقال يحيى بن معين: لم أسمعه من أبي معاوية.
قال أبي: وإنما حدثناه أبو معاوية ببغداد، وكان يحيى ربما فاته الشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5345)، (5346)
وقال عبد اللَّه: حضرت أبي يسمع من محمد بن جعفر الوركاني، فمر على حديث شريك، عن سماك، عن عكرمة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجم يهوديًّا ويهودية.
فقال أبي: يا أبا عمران إنما هذا عن شريك، عن سماك، عن جابر بن سمرة (2)، فلعل شريكًا سبقه لسانه.
فقال الوركاني: قد نظر يحيى بن معين في هذا.
فقال أبي: وما يدري يحيى بن معين أو كل شيء يعرفه يحيى! ! اضرب عليه، فضرب عليه.
"تاريخ بغداد" 2/ 117
قال أبو زرعة: كان أحمد لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار ولا عن يحيى بن معين ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب.
"تاريخ بغداد" 6/ 271، "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص 473، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "بحر الدم" (1161)
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وعلي أحفظنا للطوال.
"تاريخ بغداد" 9/ 41، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "سير أعلام النبلاء" 11/ 86، "بحر الدم" (1161).
قال ابن الرومي: كنت عند أحمد فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد اللَّه انظر إلى هذِه الأحاديث فإن فيها خطأ، قال: عليك بأبي زكريا، فإنه يعرف الخطأ.
"تاريخ بغداد" 14/ 179، "تهذيب الكمال" 31/ 555
قال عبد الخالق بن منصور: قلت لابن الرومي: حدثني أبو عمرو أنه سمع أحمد بن حنبل يقول: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور.
فقال لي: وما تعجب من هذا كنت اختلف أنا وأحمد إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي، ويحيى بالبصرة. فقال أحمد: ليت أن يحيى ههنا.
قلت له: وما تصنع به؟
قال: يعرف الخطأ.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 555 - 556
وقال علي بن سهل بن المغيرة سمعت أحمد بن حنبل في دهليز عفان يقول لعبد اللَّه بن الرومي: ليت أبا زكريا قد قدم، يعني: ابن معين.
فقال له اليمامي: ما تصنع بقدومه؟ يعيد علينا ما قد سمعنا!
فقال له أحمد: اسكت، هو يعرف خطأ الحديث.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 556، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79
قال عباس الدوري: رأيت أحمد بن حنبل يسأل يحيى بن معين عند روح بن عبادة من فلان؟ ما اسم فلان؟
وقال عباس الدوري: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة سنة خمس ومائتين، يسال يحيى بن معين عن أشياء، يقول له: يا أبا زكريا كيف حديث كذا؟ وكيف حديث كذا؟
يريد أحمد أن يستثبته في أحاديث قد سمعوها، كل ما قال يحيى كتبه أحمد، وقلما سمعت أحمد بن حنبل يسمي يحيى بن معين باسمه، إنما كان يقول: قال أبو زكريا، قال أبو زكريا.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 556، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79
وقال محمد بن رافع: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79، "بحر الدم" (1161)
قال سليمان بن عبد اللَّه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ههنا رجل خلقه اللَّه لهذا الشأن، يظهر الكذابين.
فقال: يحيى بن معين.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79، "بحر الدم" (1161)
قال الأثرم: رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية، وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان، عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه، فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان، عن أنس وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان، ثم تكتب حديثه على الوجه؟
فقال: رحمك اللَّه يا أبا عبد اللَّه، أكتب هذِه الصحيفة عن عبد الرزاق، عن معمر على الوجه، فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجيء إنسان بعده، فيجعل أبان ثابتًا ويرويها عن معمر، عن أبان لا عن ثابت.
"تهذيب الكمال" 31/ 557
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أتيت هشيمًا وإذا عنده حجاج بن محمد وإسحاق بن الطباع، فحدثنا بحديث مؤثر بن غفارة، وحديث ذي القرنين حديث الفضل بن عطية، وحديث أبي الجهم، وثم يحيى بن معين معنا.
قلت له: عرفت يحيى تلك الأيام.
قال: نعم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1808).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان يحيى بن معين يستملي لعمر بن هارون، فكان يقول: يا أبا حفص، وابن جريج عن عطاء، ويرفع صوته، وحكاه أبي ورفع صوته، وجهر بصوته.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2533).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمعت بعض أصحابنا قال مرة: قال يحيى بن معين: كتب لي عبد الرزاق إلى هشام بن يوسف، قال: إنك تأتي رجلًا إن كان غيَّرَه السلطان، فإنه لم يغير حديثه، وقال يحيى: مكثنا على باب هشام خمسين يومًا لا يحدثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير.
قال أبي: سمعته من عبد الرزاق قال: أتاه -يعني: يحيى- قال: فأجزره شاة ففعل به وفعل.
قال أبي: هشام ألأم من ذاك، أن يذبح لهم شاة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2546)، (5572).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: لما بلغنا موت جرير، ذهبت أنا ويحيى بن معين إلى عبيدة بن حميد فأملى علينا من نسخته، أبو الزعراء وثوير أرى ومخارق والأسود بن قيس، ونحو هؤلاء من الشيوخ، ثم كثر عليه الناس حتى غلبونا عليه، وكثر عليه الزحام حتى ما وصلنا إليه، أو كما قال أبي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2651).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو قطن عن شعبة، عن العوام ابن مراجم.
فقال له يحيى بن معين: إنما هو ابن مزاحم.
فقال أبو قطن: عليه وعليه أو قال: ثيابه فيء للمساكين إن لم يكن ابن مراجم.
فقال يحيى: حدثنا به وكيع وقال: ابن مزاحم.
فقلت أنا: حدثنا به وكيع فقال: ابن مراجم، فسكت يحيى.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3564).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال يحيى بن معين يومًا عند عبد الرحمن، وذكرنا إبراهيم بن مهاجر والسدي، فقال يحيى: ضعيفين، فغضب عبد الرحمن، وكره ما قال.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4710).
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن حديث عمران بن حصين أن قومًا قدموا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: قد بشرتنا فأعطنا (1). فإن الأعمش وسفيان جميعًا يقولان عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين. ورواه يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن جامع، عن ابن بريدة بن حصيب، عن أبيه. قلت: أيما الصواب؟
فقال: الصواب: ما رواه الأعمش وسفيان.
قال أبي: وقال يحيى بن معين: لم أسمعه من أبي معاوية.
قال أبي: وإنما حدثناه أبو معاوية ببغداد، وكان يحيى ربما فاته الشيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5345)، (5346)
وقال عبد اللَّه: حضرت أبي يسمع من محمد بن جعفر الوركاني، فمر على حديث شريك، عن سماك، عن عكرمة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجم يهوديًّا ويهودية.
فقال أبي: يا أبا عمران إنما هذا عن شريك، عن سماك، عن جابر بن سمرة (2)، فلعل شريكًا سبقه لسانه.
فقال الوركاني: قد نظر يحيى بن معين في هذا.
فقال أبي: وما يدري يحيى بن معين أو كل شيء يعرفه يحيى! ! اضرب عليه، فضرب عليه.
"تاريخ بغداد" 2/ 117
قال أبو زرعة: كان أحمد لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار ولا عن يحيى بن معين ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب.
"تاريخ بغداد" 6/ 271، "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص 473، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "بحر الدم" (1161)
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وعلي أحفظنا للطوال.
"تاريخ بغداد" 9/ 41، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "سير أعلام النبلاء" 11/ 86، "بحر الدم" (1161).
قال ابن الرومي: كنت عند أحمد فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد اللَّه انظر إلى هذِه الأحاديث فإن فيها خطأ، قال: عليك بأبي زكريا، فإنه يعرف الخطأ.
"تاريخ بغداد" 14/ 179، "تهذيب الكمال" 31/ 555
قال عبد الخالق بن منصور: قلت لابن الرومي: حدثني أبو عمرو أنه سمع أحمد بن حنبل يقول: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور.
فقال لي: وما تعجب من هذا كنت اختلف أنا وأحمد إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي، ويحيى بالبصرة. فقال أحمد: ليت أن يحيى ههنا.
قلت له: وما تصنع به؟
قال: يعرف الخطأ.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 555 - 556
وقال علي بن سهل بن المغيرة سمعت أحمد بن حنبل في دهليز عفان يقول لعبد اللَّه بن الرومي: ليت أبا زكريا قد قدم، يعني: ابن معين.
فقال له اليمامي: ما تصنع بقدومه؟ يعيد علينا ما قد سمعنا!
فقال له أحمد: اسكت، هو يعرف خطأ الحديث.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 556، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79
قال عباس الدوري: رأيت أحمد بن حنبل يسأل يحيى بن معين عند روح بن عبادة من فلان؟ ما اسم فلان؟
وقال عباس الدوري: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة سنة خمس ومائتين، يسال يحيى بن معين عن أشياء، يقول له: يا أبا زكريا كيف حديث كذا؟ وكيف حديث كذا؟
يريد أحمد أن يستثبته في أحاديث قد سمعوها، كل ما قال يحيى كتبه أحمد، وقلما سمعت أحمد بن حنبل يسمي يحيى بن معين باسمه، إنما كان يقول: قال أبو زكريا، قال أبو زكريا.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 556، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79
وقال محمد بن رافع: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79، "بحر الدم" (1161)
قال سليمان بن عبد اللَّه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ههنا رجل خلقه اللَّه لهذا الشأن، يظهر الكذابين.
فقال: يحيى بن معين.
"تاريخ بغداد" 14/ 180، "تهذيب الكمال" 31/ 553، "سير أعلام النبلاء" 11/ 79، "بحر الدم" (1161)
قال الأثرم: رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية، وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان، عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه، فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان، عن أنس وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان، ثم تكتب حديثه على الوجه؟
فقال: رحمك اللَّه يا أبا عبد اللَّه، أكتب هذِه الصحيفة عن عبد الرزاق، عن معمر على الوجه، فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجيء إنسان بعده، فيجعل أبان ثابتًا ويرويها عن معمر، عن أبان لا عن ثابت.
"تهذيب الكمال" 31/ 557
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67020&book=5525#da512e
يَحْيَى بْن عُثْمَان يروي عَن أبي حَازِم روى عَنهُ عِكْرِمَة بْن عمار
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67020&book=5525#d434f8
يحيى بْن عثمان
عَنْ أَبِي حازم عَنْ سهل روى عَنْهُ عكرمة بْن عمار حديثه لَيْسَ بالقائم.
عَنْ أَبِي حازم عَنْ سهل روى عَنْهُ عكرمة بْن عمار حديثه لَيْسَ بالقائم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67020&book=5525#0380ff
يحيى بن عُثْمَان عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد روى عَنهُ عِكْرِمَة بن عمار حَدِيثه لَيْسَ بالقائم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67020&book=5525#50942d
يحيى بن عثمان
- يحيى بن عثمان. ويكنى أبا زكرياء. من أبناء أهل خراسان. كان ينزل درب أبي الجهم. وروى عن الشاميين رشيد بن سعد وهقل بن زياد وبقية وإسماعيل بن عياش وغيرهم. وتوفي في ربيع الأول من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
- يحيى بن عثمان. ويكنى أبا زكرياء. من أبناء أهل خراسان. كان ينزل درب أبي الجهم. وروى عن الشاميين رشيد بن سعد وهقل بن زياد وبقية وإسماعيل بن عياش وغيرهم. وتوفي في ربيع الأول من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67020&book=5525#42c1c0
يَحْيى بن عثمان.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال يَحْيى بن عثمان، عَن أبي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ روى عنه عِكرمَة بْن عمار حديثه ليس بالقائم ولم يصح حديثه.
ويحيى بن عثمان هذا ليس بالمعروف ولعل ليس له، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بن سعد من رواية عِكرمَة بن عمار إلا حديثا أو حديثين.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال يَحْيى بن عثمان، عَن أبي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ روى عنه عِكرمَة بْن عمار حديثه ليس بالقائم ولم يصح حديثه.
ويحيى بن عثمان هذا ليس بالمعروف ولعل ليس له، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بن سعد من رواية عِكرمَة بن عمار إلا حديثا أو حديثين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67020&book=5525#e04500
يَحْيى بن عثمان بصري، يُكَنَّى أبا سهل.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال يَحْيى بْنُ عُثْمَانَ أَبُو سَهْلٍ سَمِعَ يَحْيى بْنَ عَبد اللَّهِ بن
أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ كَنَّاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وأنت بالخيار في العرس والعذار منكر الحديث.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمد بن عباد، حَدَّثَنا مُحَمد بن سليمان لوين، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ ذِي قَارٍ، عَن يَحْيى بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَذُكِرَ لَهَا شَيْءٌ فِي الْقَدَرِ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ يَسْأَلُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ومَنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ فيه لم يسأل عنه، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ سليمان القطان الرازي، حَدَّثَنا مُحَمد بن موسى الحراني.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنا عَبد الْمَلِكِ بْنُ بَشِيرٍ، قَالا: حَدَّثَنا يَحْيى بن عثمان التيمى، حَدَّثَنا عَبد الله بن طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِئْسَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ، قَال: فَقال قَائِلٌ أَوْ قَائِلُونَ إِنَّهُ يُدَاوَى فِيهِ الْمَرِيضُ وَيَذْهَبُ فِيهِ الْوَسَخُ قَالَ فَإِنْ فَعَلْتُمْ فَلا تَفْعَلُوا إِلا وَأَنْتُمْ مستترون
قال وهذان الحديثان يرويهما يَحْيى بن عثمان التيمي وليس هو بالكثير الحديث ومقدار ما يرويه غير محفوظ.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال يَحْيى بْنُ عُثْمَانَ أَبُو سَهْلٍ سَمِعَ يَحْيى بْنَ عَبد اللَّهِ بن
أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ كَنَّاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وأنت بالخيار في العرس والعذار منكر الحديث.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمد بن عباد، حَدَّثَنا مُحَمد بن سليمان لوين، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ ذِي قَارٍ، عَن يَحْيى بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَذُكِرَ لَهَا شَيْءٌ فِي الْقَدَرِ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: مَن تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ يَسْأَلُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ومَنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ فيه لم يسأل عنه، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ سليمان القطان الرازي، حَدَّثَنا مُحَمد بن موسى الحراني.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنا عَبد الْمَلِكِ بْنُ بَشِيرٍ، قَالا: حَدَّثَنا يَحْيى بن عثمان التيمى، حَدَّثَنا عَبد الله بن طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِئْسَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ، قَال: فَقال قَائِلٌ أَوْ قَائِلُونَ إِنَّهُ يُدَاوَى فِيهِ الْمَرِيضُ وَيَذْهَبُ فِيهِ الْوَسَخُ قَالَ فَإِنْ فَعَلْتُمْ فَلا تَفْعَلُوا إِلا وَأَنْتُمْ مستترون
قال وهذان الحديثان يرويهما يَحْيى بن عثمان التيمي وليس هو بالكثير الحديث ومقدار ما يرويه غير محفوظ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136040&book=5525#b1c4cb
يَحْيَى بْن زياد بْن عَبْد الله بْن منظور، أَبُو زكريا الفَرَّاء مولى بَنِي أسد :
من أهل الكوفة. نزل بغداد وأملَى بِهَا كتبه فِي معاني القرآن وعلومه. وحدث عَن قيس بْن الربيع، ومندل بْن علي، وخازم بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، وعليّ بْن حمزة الكسائي وأبي الأحوص سلام بْن سُليم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بْن عُيَيْنَة. رَوى عَنه سلمة بْن عاصم، وَمُحَمَّد بْن الجهم السِّمَّري، وغيرهما، وكان ثقة إماما.
ويحكى عَن أبي الْعَبَّاس ثَعلب أَنَّهُ قَالَ: لولا الفراء لما كانت عربية، لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية، لأنّها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد ويتكلم الناسُ فيها عَلَى مقادير عقولِهم وقرائحهم فتذهب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْعَسْكَرِيُّ- إِمْلاءً في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة- حدثنا محمّد بن الجهم السمري، حدثنا يحيى بن زياد الفرّاء، حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
بِالأَلِفِ.
أخبرنا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي- بالكوفة- حدثنا الحسن بن داود، حدثنا أبو جعفر عقدة، حَدَّثَنَا أَبُو بُديل الوضَّاحي قَالَ: أمرَ أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع بِهِ أصول النحو وما سَمِعَ من العرب، وأمر أن يُفرد فِي حجرة من حجر الدار، ووكل بِهِ جواري وخدمًا يَقُمن بِما يحتاج إِلَيْهِ حتى لا يتعلق قلبه، ولا تتشرف نفسه إلى شيء، حتى أنّهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصلاة، وصيَّر لَهُ الوراقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، فكان يملى والورّاق يكتبون، حتى صنف الحدود فِي سنين، وأمر المأمون بكتبه فِي الخزائن فبعد أن فرغ من ذلك خرج إلى الناس وابتدأ يملى كتاب «المعاني» . وكان ورَّاقيه سلمة وأبو نصر، قَالَ: فأردنا أن نَعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب «المعاني» فلم يُضبط. قَالَ: فعددنا القضاة فكانوا ثَمانين قاضيًا، فلم يزل يمليه حتى أتمه، وله كتابان فِي المشكل، أحدهما أكبر من الآخر.
قَالَ: فلمّا فرغ من إملاء المعاني خَزَنه الورّاقون عن الناس ليكسبوا بِهِ، وقالوا لا نُخرجه إلى أحد إلا إلى من أراد أن ننسخه لَهُ عَلَى خمس أوراق بدرهم، فشكى الناس ذَلِكَ إلى الفراء فدَعا الوراقين فقال لَهم فِي ذَلِكَ، فقالوا إنَّما صحبناك لننتفع بك، وكل ما صنفته فليس بالناس إِلَيْهِ من الحاجة ما بِهم إلى هذا الكتاب، فدعنا نعش بِهِ قَالَ: فقاربوهم تنتفعوا وينتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم. وقال للناس: إني مُملّ كتاب معان أتم شرحًا، وأبسط قولا من الذي أمليت. فجلس يُمل فأمل الحمد فِي مائة ورقة، فجاء الوراقون إِلَيْهِ فقالوا نحنُ نبلغ للناس ما يحبون، فنسخوا كل عشرة أوراق بدرهم. قَالَ: وكان المأمون قد وَكَّل الفراء يُلَقن ابنيه النحو، فلما كَانَ يومًا أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يُقدمانه لَهُ، فتنازعا أيهما يقدمه ثُمَّ اصطلحا عَلَى أن يُقدم كل واحد منهما فردًا، فقدماها. وكان المأمون لَهُ عَلَى كل شيء صاحب، فرفع ذَلِكَ إِلَيْهِ فِي الخبر، فوجه إلى الفراء فاستدعاه، فلما دخلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: من أعز الناس؟ قَالَ: ما أعرفُ أعز من أمير المؤمنين، قَالَ: بلى! من إذا نهض تقاتل عَلَى تقديم نعليه وليَّا عهد المسلمين، حتى رضي كل واحد أن يقدم لَهُ فردًا. قَالَ: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهُما عَن ذَلِكَ ولكن خشيت أن أدفعهما عَن مكرمة سبقا إليها، أو أكسر نفوسهما عَن شريفة حرصا عليها. وقد يُروى عَن ابن عَبَّاس أَنَّهُ أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال لَهُ بعضُ من حضر: أتمسكُ لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسن منهما؟ قَالَ لَهُ
اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل. قَالَ لَهُ المأمون: لو منعتهما عَن ذَلِكَ لأوجعتك لومًا وعتبًا، وألزمتك ذنبًا، وما وضع ما فعلاهُ من شرفهما، بل رفع من قدرهما، وبيّن عن جوهرهما وقد ثبتت لي مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبرُ الرجل- وإن كَانَ كبيرًا- عَن ثلاث: عَن تواضعه لسلطانه، ووالده، ومعلمه العلم. وقد عوضتهما عما فعلاهُ عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم عَلَى حسن أدبك لَهما.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس ثعلب عَن ابن نجدة قَالَ: لَمَّا تصدى أَبُو زكريا للاتصال بالمأمون كَانَ يتردد إلى الباب، فلما أن كَانَ ذات يوم جاء ثُمامة، قَالَ: فرأيتُ أبّهة أدب، فجلستُ إِلَيْهِ ففاتشته عَن اللغة فوجدته بحرًا، وفاتشته عَن النحو فشاهدت نسيج وحده، وعن الفقه فوجدتُ رجلا فقيهًا عارفًا باختلاف القوم، وبالنجوم ماهرًا، وبالطب خبيرًا، وبأيام العرب وأشعارها حاذقًا، فقلتُ: من تكون؟
وما أظنك إلا الفراء؟ قَالَ: أَنَا هُوَ، فدخلتُ فأعلمت أمير المؤمنين المأمون، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله بِهِ.
أخبرنا التّنوخيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف الأزرق، حدثنا أبو بكر بن الأنباريّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق يقول: ما أحد برع في علم إلا دله عَلَى غيره من العلوم. قَالَ بشر المريسي للفراء: يا أَبَا زكريا أريد أن أسألك عن مسألة من الفقه. فقال: سَل. فقال: ما تقولُ فِي رجل سها فِي سجدتي السهو؟
قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ، قَالَ: من أَيْنَ قلت؟ قَالَ: قسته عَلَى مذاهبنا فِي العربية، وذلك أن المصغر عندنا لا يُصغر، فكذلك لا يُلتفت إلى السهو فِي السهو. فسكت بشر. وحُكي أن مُحَمَّد بْن الْحَسَن سأل الفراء عَن هذه المسألة، لا بشر.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أحمد بن أحمد بن سعيد، حَدَّثَنَا بَنَّان بْن يعقوب الزقومي أخو حمدان الكندي قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن الوليد صَعُودا يَقُولُ: كَانَ محمد بْن الْحَسَن الفقيه ابن خالة الفرّاء؛ وكان الفرّاء يوما عنده جالسا، فقال الفرّاء: قلّ رجل أمعن النظر في باب من العلم فأراد غيره إلا سهل عَلَيْهِ، فقال لَهُ مُحَمَّد: يا أَبَا زكريا فأنت الآن قد أنعمتَ النظر فِي العربية، فنسألك عَن باب من الفقه؟ قال: هات على بركة الله تعالى. قال: ما تقول في رجل صلّى فسها
فسجد سجدتي السهو فسها فيهما؟ ففكر الفراء ساعة ثُمَّ قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ. قَالَ لَهُ مُحَمَّد: ولِمَ؟ قَالَ: لأن التصغير عندنا لا تصغير لَهُ، وإنَّما السجدتان إتمام الصلاة فليس للتمام تَمام. فقال مُحَمَّد بْن الْحَسَن: ما ظننتُ آدميًا يَلِدُ مثلك.
أَخْبَرَنَا هلال بن المحسّن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز قال:
قال أبو بكر بن الأنباري: ولو لَمْ يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء لكان لَهم بِهما الافتخار عَلَى جميع الناس، إذ انتهت العلوم إليهما، وكان يُقالُ: النحو الفراء، والفراء أمير المؤمنين فِي النحو.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، أخبرنا أبو علي الحسن بن داود، حدثنا أحمد بن أبي موسى العجليّ، حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السري قَالَ: كَانَ الفراء يُطوف معنا عَلَى الشيوخ، فما رأيناهُ أثبتَ سوداء فِي بيضاء قط، لكنه إذا مَرَّ حديث فِيهِ شيء من التفسير، أو متعلق بشيء من اللغة، قَالَ للشيخ: أعده علي. وظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظُ ما يحتاج إِلَيْهِ.
قرأتُ عَلَى عَليّ بْن أبي عَليّ الْبَصْرِيّ عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن مُجاهد قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن الجهم: كَانَ الفراء يَخرجُ إلينا وقد لبس ثيابه فِي المسجد الَّذِي فِي خندق عَبويه، وعلى رأسه قلنسوة كبيرة، فيجلس فيقرأ أَبُو طلحة الناقط عُشرًا من القرآن، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أمسك. فيُملي من حفظه المجلس، ثُمَّ يجيء سلمة بعد أن ننصرف نحنُ، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عَلَيْهِ، ويُغير ويزيد وينقص، فمن هاهنا وقع الاختلاف بين النسختين.
قَالَ ابن مُجاهد: وسمعتُ ابن الجهم يَقُولُ: ما رأيتُ مَعَ الفراء كتابًا قط إلا كتاب يافع ويفعة. قَالَ ابن مجاهد، وقال لنا ثعلب: لما مات الفراء لم يوجد لَهُ إلا رءوس أسفاط، فيها مسائل تذكرة، وأبيات شعر.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الشروطي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن علي الكاتب المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي، حَدَّثَنَا سلمة قَالَ: أملَّ الفراء كتبه كلها حفظًا، لَم يأخذ بيده نسخة إلا فِي كتابين، كتاب ملازم، وكتاب يافع ويفعة.
قَالَ أبو بكر بن الأنباري: ومقدار الكتابين خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة.
أَخْبَرَنَا الجوهري والتنوخي قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس، حدثنا الصولي، حدثنا عون- هو ابن محمّد- حَدَّثَنَا سعدون قَالَ: قلتُ للكسائي: الفراء أعلمُ أم الأحمر؟
فقال: الأحمر أكثر حفظًا، والفراء أحسنُ عقلا، وأبعدُ فكرًا، وأعلمُ بِما يخرج من رأسه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر التميمي.
وَأَخْبَرَنَا هلال بن المحسن، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح- قَالَ مُحَمَّد أَخْبَرَنَا وقال أَحْمَد حَدَّثَنَا- أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا سلمة قَالَ: خرجتُ من منزلي فرأيتُ أَبَا عُمر الجرمي واقفًا عَلَى بابي، فقال لي يا أَبَا مُحَمَّد امض بي إلى فرائكم هذا، فقلتُ لَهُ: امض، فانتهينا إلى الفراء، وهو جَالسٌ عَلَى بابه يُخاطبُ قومًا من أصحابه فِي النحو، فلما عزم عَلَى النهوض قلت لَهُ: يا أَبَا زكريا هذا أَبُو عُمَر صاحب البصريين يُحب أن تكلمه فِي شيء فقال: نعم! ما يَقُولُ أصحابك فِي كذا وكذا قَالَ: كذا وكذا قَالَ: يلزمهم كذا وكذا، ويفسد هذا من جهة كذا وكذا، قَالَ: فألقى عَلَيْهِ مسائل وعرَّفه الإلزامات فيها، فنَهَض وهو يَقُولُ: يا أَبَا مُحَمَّد ما هذا الرجل إلا شيطان- يكرر ذَلِكَ مرتين أو ثلاثًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السليطي- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن الجهم يَقُولُ: سَمِعْتُ الفراء يَقُولُ: كَانَ عندنا رجلٌ يفسر القرآن برأيه، فقيل لَهُ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
فقال: رجلُ سوء والله، فقيل: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
[الماعون 1، 2] قَالَ:
فسكت طويلا ثُمَّ قَالَ: من هذا أعجب.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو الحسن بن النجار الكوفيّ فقال: أنشدنا أبو علي الحسن بن داود النقاد قَالَ: أنشدنا أَبُو عيسى بْن زهير التغلبي عَن مُحَمَّد بْن الجهم السمري يَمدح الفراء:
يا طالب النحو التمس علم ما ... ألَّفه الفراء في نَحوه
أفاد من يأتيه ما لَم يكن ... يعلم من قبل ولَم يحوه
ستين حدًّا، قاسها عالِمَا ... أملها بالحفظ من شدوه
على كلام العرب المنتقى ... من كل منسوب إلى بدوه
سوى لغات ومعان، لقد ... أرشده الله ولَم يغوه
وجمع ما احتيج إلى جَمعه ... والوقف في القرآن أو بدوه
ومصدر الفعل وتصريفه ... في كل فن جاء من نشوه
إلى حروف طرف أثبتت ... في أول الباب وفي حشوه
وصنف المقصور والممدود والت ... حويل في الخاطين أو شلوه
أو مثل بادى الرأي في قولهم ... يخطف البرق لدى ضوئه
وفي البهي الكلم المرتضى ... من حسنه والنهي عن سوه
رام سواه فانثنى خائبًا ... وأخطأ المعنى ولَم يشوه
فرحمة الله على شيخنا ... يَحيى مع الأبرار في علوه
كافأه الرحمن عنا، كما ... أروى الصدي بالسيب من نوِّه
فاصطف ما أملاه من علمه ... وصنه واستمسك به واروه
وقول سيبويه وأصحابه ... وقطرب مشتبه فازوه
عنك وما أملى هشام وما ... صنفه الأحمر في زهوه
أو قاسم مولى بني مالك ... من المعاني، فاسم عن غروه
فليس من يغلط فيما روى ... كحافظ يؤمن من سهوه
ولا ذوو ضحل إذا ما اجتدوا ... كالبحر إذ يغرق عن رهوه
ولا وضيع القوم مثل الذي ... يحتل بالإشراف من سروه
بلغني أن الفراء مات ببغداد في سنة سبع ومائتين وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وقيل بل مات في طريق مكة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى الصولي قال: وفي سنة سبع ومائتين مات يحيى بن زياد الفراء النحوي.
من أهل الكوفة. نزل بغداد وأملَى بِهَا كتبه فِي معاني القرآن وعلومه. وحدث عَن قيس بْن الربيع، ومندل بْن علي، وخازم بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، وعليّ بْن حمزة الكسائي وأبي الأحوص سلام بْن سُليم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بْن عُيَيْنَة. رَوى عَنه سلمة بْن عاصم، وَمُحَمَّد بْن الجهم السِّمَّري، وغيرهما، وكان ثقة إماما.
ويحكى عَن أبي الْعَبَّاس ثَعلب أَنَّهُ قَالَ: لولا الفراء لما كانت عربية، لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية، لأنّها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد ويتكلم الناسُ فيها عَلَى مقادير عقولِهم وقرائحهم فتذهب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْعَسْكَرِيُّ- إِمْلاءً في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة- حدثنا محمّد بن الجهم السمري، حدثنا يحيى بن زياد الفرّاء، حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
بِالأَلِفِ.
أخبرنا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي- بالكوفة- حدثنا الحسن بن داود، حدثنا أبو جعفر عقدة، حَدَّثَنَا أَبُو بُديل الوضَّاحي قَالَ: أمرَ أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع بِهِ أصول النحو وما سَمِعَ من العرب، وأمر أن يُفرد فِي حجرة من حجر الدار، ووكل بِهِ جواري وخدمًا يَقُمن بِما يحتاج إِلَيْهِ حتى لا يتعلق قلبه، ولا تتشرف نفسه إلى شيء، حتى أنّهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصلاة، وصيَّر لَهُ الوراقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، فكان يملى والورّاق يكتبون، حتى صنف الحدود فِي سنين، وأمر المأمون بكتبه فِي الخزائن فبعد أن فرغ من ذلك خرج إلى الناس وابتدأ يملى كتاب «المعاني» . وكان ورَّاقيه سلمة وأبو نصر، قَالَ: فأردنا أن نَعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب «المعاني» فلم يُضبط. قَالَ: فعددنا القضاة فكانوا ثَمانين قاضيًا، فلم يزل يمليه حتى أتمه، وله كتابان فِي المشكل، أحدهما أكبر من الآخر.
قَالَ: فلمّا فرغ من إملاء المعاني خَزَنه الورّاقون عن الناس ليكسبوا بِهِ، وقالوا لا نُخرجه إلى أحد إلا إلى من أراد أن ننسخه لَهُ عَلَى خمس أوراق بدرهم، فشكى الناس ذَلِكَ إلى الفراء فدَعا الوراقين فقال لَهم فِي ذَلِكَ، فقالوا إنَّما صحبناك لننتفع بك، وكل ما صنفته فليس بالناس إِلَيْهِ من الحاجة ما بِهم إلى هذا الكتاب، فدعنا نعش بِهِ قَالَ: فقاربوهم تنتفعوا وينتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم. وقال للناس: إني مُملّ كتاب معان أتم شرحًا، وأبسط قولا من الذي أمليت. فجلس يُمل فأمل الحمد فِي مائة ورقة، فجاء الوراقون إِلَيْهِ فقالوا نحنُ نبلغ للناس ما يحبون، فنسخوا كل عشرة أوراق بدرهم. قَالَ: وكان المأمون قد وَكَّل الفراء يُلَقن ابنيه النحو، فلما كَانَ يومًا أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يُقدمانه لَهُ، فتنازعا أيهما يقدمه ثُمَّ اصطلحا عَلَى أن يُقدم كل واحد منهما فردًا، فقدماها. وكان المأمون لَهُ عَلَى كل شيء صاحب، فرفع ذَلِكَ إِلَيْهِ فِي الخبر، فوجه إلى الفراء فاستدعاه، فلما دخلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: من أعز الناس؟ قَالَ: ما أعرفُ أعز من أمير المؤمنين، قَالَ: بلى! من إذا نهض تقاتل عَلَى تقديم نعليه وليَّا عهد المسلمين، حتى رضي كل واحد أن يقدم لَهُ فردًا. قَالَ: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهُما عَن ذَلِكَ ولكن خشيت أن أدفعهما عَن مكرمة سبقا إليها، أو أكسر نفوسهما عَن شريفة حرصا عليها. وقد يُروى عَن ابن عَبَّاس أَنَّهُ أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال لَهُ بعضُ من حضر: أتمسكُ لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسن منهما؟ قَالَ لَهُ
اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل. قَالَ لَهُ المأمون: لو منعتهما عَن ذَلِكَ لأوجعتك لومًا وعتبًا، وألزمتك ذنبًا، وما وضع ما فعلاهُ من شرفهما، بل رفع من قدرهما، وبيّن عن جوهرهما وقد ثبتت لي مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبرُ الرجل- وإن كَانَ كبيرًا- عَن ثلاث: عَن تواضعه لسلطانه، ووالده، ومعلمه العلم. وقد عوضتهما عما فعلاهُ عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم عَلَى حسن أدبك لَهما.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس ثعلب عَن ابن نجدة قَالَ: لَمَّا تصدى أَبُو زكريا للاتصال بالمأمون كَانَ يتردد إلى الباب، فلما أن كَانَ ذات يوم جاء ثُمامة، قَالَ: فرأيتُ أبّهة أدب، فجلستُ إِلَيْهِ ففاتشته عَن اللغة فوجدته بحرًا، وفاتشته عَن النحو فشاهدت نسيج وحده، وعن الفقه فوجدتُ رجلا فقيهًا عارفًا باختلاف القوم، وبالنجوم ماهرًا، وبالطب خبيرًا، وبأيام العرب وأشعارها حاذقًا، فقلتُ: من تكون؟
وما أظنك إلا الفراء؟ قَالَ: أَنَا هُوَ، فدخلتُ فأعلمت أمير المؤمنين المأمون، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله بِهِ.
أخبرنا التّنوخيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف الأزرق، حدثنا أبو بكر بن الأنباريّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق يقول: ما أحد برع في علم إلا دله عَلَى غيره من العلوم. قَالَ بشر المريسي للفراء: يا أَبَا زكريا أريد أن أسألك عن مسألة من الفقه. فقال: سَل. فقال: ما تقولُ فِي رجل سها فِي سجدتي السهو؟
قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ، قَالَ: من أَيْنَ قلت؟ قَالَ: قسته عَلَى مذاهبنا فِي العربية، وذلك أن المصغر عندنا لا يُصغر، فكذلك لا يُلتفت إلى السهو فِي السهو. فسكت بشر. وحُكي أن مُحَمَّد بْن الْحَسَن سأل الفراء عَن هذه المسألة، لا بشر.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أحمد بن أحمد بن سعيد، حَدَّثَنَا بَنَّان بْن يعقوب الزقومي أخو حمدان الكندي قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن الوليد صَعُودا يَقُولُ: كَانَ محمد بْن الْحَسَن الفقيه ابن خالة الفرّاء؛ وكان الفرّاء يوما عنده جالسا، فقال الفرّاء: قلّ رجل أمعن النظر في باب من العلم فأراد غيره إلا سهل عَلَيْهِ، فقال لَهُ مُحَمَّد: يا أَبَا زكريا فأنت الآن قد أنعمتَ النظر فِي العربية، فنسألك عَن باب من الفقه؟ قال: هات على بركة الله تعالى. قال: ما تقول في رجل صلّى فسها
فسجد سجدتي السهو فسها فيهما؟ ففكر الفراء ساعة ثُمَّ قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ. قَالَ لَهُ مُحَمَّد: ولِمَ؟ قَالَ: لأن التصغير عندنا لا تصغير لَهُ، وإنَّما السجدتان إتمام الصلاة فليس للتمام تَمام. فقال مُحَمَّد بْن الْحَسَن: ما ظننتُ آدميًا يَلِدُ مثلك.
أَخْبَرَنَا هلال بن المحسّن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز قال:
قال أبو بكر بن الأنباري: ولو لَمْ يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء لكان لَهم بِهما الافتخار عَلَى جميع الناس، إذ انتهت العلوم إليهما، وكان يُقالُ: النحو الفراء، والفراء أمير المؤمنين فِي النحو.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، أخبرنا أبو علي الحسن بن داود، حدثنا أحمد بن أبي موسى العجليّ، حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السري قَالَ: كَانَ الفراء يُطوف معنا عَلَى الشيوخ، فما رأيناهُ أثبتَ سوداء فِي بيضاء قط، لكنه إذا مَرَّ حديث فِيهِ شيء من التفسير، أو متعلق بشيء من اللغة، قَالَ للشيخ: أعده علي. وظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظُ ما يحتاج إِلَيْهِ.
قرأتُ عَلَى عَليّ بْن أبي عَليّ الْبَصْرِيّ عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن مُجاهد قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن الجهم: كَانَ الفراء يَخرجُ إلينا وقد لبس ثيابه فِي المسجد الَّذِي فِي خندق عَبويه، وعلى رأسه قلنسوة كبيرة، فيجلس فيقرأ أَبُو طلحة الناقط عُشرًا من القرآن، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أمسك. فيُملي من حفظه المجلس، ثُمَّ يجيء سلمة بعد أن ننصرف نحنُ، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عَلَيْهِ، ويُغير ويزيد وينقص، فمن هاهنا وقع الاختلاف بين النسختين.
قَالَ ابن مُجاهد: وسمعتُ ابن الجهم يَقُولُ: ما رأيتُ مَعَ الفراء كتابًا قط إلا كتاب يافع ويفعة. قَالَ ابن مجاهد، وقال لنا ثعلب: لما مات الفراء لم يوجد لَهُ إلا رءوس أسفاط، فيها مسائل تذكرة، وأبيات شعر.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الشروطي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن علي الكاتب المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي، حَدَّثَنَا سلمة قَالَ: أملَّ الفراء كتبه كلها حفظًا، لَم يأخذ بيده نسخة إلا فِي كتابين، كتاب ملازم، وكتاب يافع ويفعة.
قَالَ أبو بكر بن الأنباري: ومقدار الكتابين خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة.
أَخْبَرَنَا الجوهري والتنوخي قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس، حدثنا الصولي، حدثنا عون- هو ابن محمّد- حَدَّثَنَا سعدون قَالَ: قلتُ للكسائي: الفراء أعلمُ أم الأحمر؟
فقال: الأحمر أكثر حفظًا، والفراء أحسنُ عقلا، وأبعدُ فكرًا، وأعلمُ بِما يخرج من رأسه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر التميمي.
وَأَخْبَرَنَا هلال بن المحسن، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح- قَالَ مُحَمَّد أَخْبَرَنَا وقال أَحْمَد حَدَّثَنَا- أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا سلمة قَالَ: خرجتُ من منزلي فرأيتُ أَبَا عُمر الجرمي واقفًا عَلَى بابي، فقال لي يا أَبَا مُحَمَّد امض بي إلى فرائكم هذا، فقلتُ لَهُ: امض، فانتهينا إلى الفراء، وهو جَالسٌ عَلَى بابه يُخاطبُ قومًا من أصحابه فِي النحو، فلما عزم عَلَى النهوض قلت لَهُ: يا أَبَا زكريا هذا أَبُو عُمَر صاحب البصريين يُحب أن تكلمه فِي شيء فقال: نعم! ما يَقُولُ أصحابك فِي كذا وكذا قَالَ: كذا وكذا قَالَ: يلزمهم كذا وكذا، ويفسد هذا من جهة كذا وكذا، قَالَ: فألقى عَلَيْهِ مسائل وعرَّفه الإلزامات فيها، فنَهَض وهو يَقُولُ: يا أَبَا مُحَمَّد ما هذا الرجل إلا شيطان- يكرر ذَلِكَ مرتين أو ثلاثًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السليطي- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن الجهم يَقُولُ: سَمِعْتُ الفراء يَقُولُ: كَانَ عندنا رجلٌ يفسر القرآن برأيه، فقيل لَهُ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
فقال: رجلُ سوء والله، فقيل: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
[الماعون 1، 2] قَالَ:
فسكت طويلا ثُمَّ قَالَ: من هذا أعجب.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو الحسن بن النجار الكوفيّ فقال: أنشدنا أبو علي الحسن بن داود النقاد قَالَ: أنشدنا أَبُو عيسى بْن زهير التغلبي عَن مُحَمَّد بْن الجهم السمري يَمدح الفراء:
يا طالب النحو التمس علم ما ... ألَّفه الفراء في نَحوه
أفاد من يأتيه ما لَم يكن ... يعلم من قبل ولَم يحوه
ستين حدًّا، قاسها عالِمَا ... أملها بالحفظ من شدوه
على كلام العرب المنتقى ... من كل منسوب إلى بدوه
سوى لغات ومعان، لقد ... أرشده الله ولَم يغوه
وجمع ما احتيج إلى جَمعه ... والوقف في القرآن أو بدوه
ومصدر الفعل وتصريفه ... في كل فن جاء من نشوه
إلى حروف طرف أثبتت ... في أول الباب وفي حشوه
وصنف المقصور والممدود والت ... حويل في الخاطين أو شلوه
أو مثل بادى الرأي في قولهم ... يخطف البرق لدى ضوئه
وفي البهي الكلم المرتضى ... من حسنه والنهي عن سوه
رام سواه فانثنى خائبًا ... وأخطأ المعنى ولَم يشوه
فرحمة الله على شيخنا ... يَحيى مع الأبرار في علوه
كافأه الرحمن عنا، كما ... أروى الصدي بالسيب من نوِّه
فاصطف ما أملاه من علمه ... وصنه واستمسك به واروه
وقول سيبويه وأصحابه ... وقطرب مشتبه فازوه
عنك وما أملى هشام وما ... صنفه الأحمر في زهوه
أو قاسم مولى بني مالك ... من المعاني، فاسم عن غروه
فليس من يغلط فيما روى ... كحافظ يؤمن من سهوه
ولا ذوو ضحل إذا ما اجتدوا ... كالبحر إذ يغرق عن رهوه
ولا وضيع القوم مثل الذي ... يحتل بالإشراف من سروه
بلغني أن الفراء مات ببغداد في سنة سبع ومائتين وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وقيل بل مات في طريق مكة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى الصولي قال: وفي سنة سبع ومائتين مات يحيى بن زياد الفراء النحوي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=113475&book=5525#bbebe8
يحيى بن زِيَاد الْفراء من أهل الْكُوفَة كُنْيَتُهُ أَبُو بكر يروي عَن الْكُوفِيّين روى عَنهُ مُحَمَّد بن الجهم السمري وَغَيره مَاتَ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ فِي طَرِيق مَكَّة وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ معرفَة الْأَدَب