97751. يحيى بن زياد الحارثي1 97752. يحيى بن زياد الفراء1 97753. يحيى بن زياد بن ابي داود1 97754. يحيى بن زياد بن عبد الرحمن ابو سفيان2 97755. يحيى بن زياد بن عبد الرحمن ابو سفيان الثقفي...1 97756. يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور ابو زكريا الفراء...197757. يحيى بن زياد بن عبيد الله1 97758. يحيى بن زيد1 97759. يحيى بن زيد ابو الحباب العلوي1 97760. يحيى بن زيد الباهلي1 97761. يحيى بن زيد بن علي1 97762. يحيى بن زيد بن يحيى1 97763. يحيى بن زيد بن يحيى بن زيد ابو زكريا الفزاري...1 97764. يحيى بن سابق2 97765. يحيى بن سابق ابو زكريا المدائني2 97766. يحيى بن سابق ابو زكريا المديني1 97767. يحيى بن سابق المدني1 97768. يحيى بن سالم الكوفي1 97769. يحيى بن سام5 97770. يحيى بن سريج1 97771. يحيى بن سعد1 97772. يحيى بن سعد الشهيد1 97773. يحيى بن سعد الله بن حسين بن ابي تمام التكريتي ابو الفتوح بن ابي ا...1 97774. يحيى بن سعد الله بن عبد الباقي بن مجالد البجلي الكوفي ابو منصور...1 97775. يحيى بن سعد بن أبي وقاص1 97776. يحيى بن سعد بن ابي وقاص1 97777. يحيى بن سعد بن قيس الأنصاري أبو سعيد المدني...1 97778. يحيى بن سعدون بن تمام الازدي ابو بكر القرطبي المقرئ...1 97779. يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد1 97780. يحيى بن سعيد9 97781. يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري1 97782. يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري العطار...1 97783. يحيى بن سعيد أبو سعيد القطان البصري1 97784. يحيى بن سعيد ابو حيان التيمي1 97785. يحيى بن سعيد ابو زكريا العطار الحمصي...1 97786. يحيى بن سعيد الأنصاري3 97787. يحيى بن سعيد الاموي1 97788. يحيى بن سعيد الاموي القرشي1 97789. يحيى بن سعيد الانصاري5 97790. يحيى بن سعيد الانماطي1 97791. يحيى بن سعيد التميمي1 97792. يحيى بن سعيد التميمي المدني1 97793. يحيى بن سعيد التميمي المديني1 97794. يحيى بن سعيد السعدي1 97795. يحيى بن سعيد الشيهد1 97796. يحيى بن سعيد العطار1 97797. يحيى بن سعيد العطار أبو زكريا الأنصاري...1 97798. يحيى بن سعيد العطار الحمصي الانصاري1 97799. يحيى بن سعيد العطار الشامي الحمصي1 97800. يحيى بن سعيد الفارسي2 97801. يحيى بن سعيد القطان6 97802. يحيى بن سعيد القطان أبو سعيد البصري1 97803. يحيى بن سعيد القطان ابو سعيد الاحول1 97804. يحيى بن سعيد المازني1 97805. يحيى بن سعيد المدني التميمي2 97806. يحيى بن سعيد المديني التميمي1 97807. يحيى بن سعيد المديني التميمي الفارسي...1 97808. يحيى بن سعيد المطوعي البصري1 97809. يحيى بن سعيد بن أبان أبو أيوب الأموي1 97810. يحيى بن سعيد بن أبان الأموي1 97811. يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد1 97812. يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد الأموي1 97813. يحيى بن سعيد بن أبي الحسن1 97814. يحيى بن سعيد بن ابان1 97815. يحيى بن سعيد بن ابان بن سعيد3 97816. يحيى بن سعيد بن ابان بن سعيد بن العاص ابو ايوب القرشي الاموي الكو...1 97817. يحيى بن سعيد بن ابان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن امية بن...1 97818. يحيى بن سعيد بن ابى الحسن1 97819. يحيى بن سعيد بن ابي الحريش1 97820. يحيى بن سعيد بن ابي الحسن1 97821. يحيى بن سعيد بن العاص2 97822. يحيى بن سعيد بن العاص الأموي القرشي1 97823. يحيى بن سعيد بن العاص الاموي القرشي2 97824. يحيى بن سعيد بن العاص بن امية1 97825. يحيى بن سعيد بن جميل بن طريف1 97826. يحيى بن سعيد بن حبان1 97827. يحيى بن سعيد بن حيان1 97828. يحيى بن سعيد بن حيان أبو حيان1 97829. يحيى بن سعيد بن حيان أبو حيان التيمي1 97830. يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان1 97831. يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي1 97832. يحيى بن سعيد بن حيان ابو حيان التيمي الكوفي...1 97833. يحيى بن سعيد بن حيان التيمي1 97834. يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي1 97835. يحيى بن سعيد بن حيان التيمي تيم الرباب...1 97836. يحيى بن سعيد بن عبد الله1 97837. يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد2 97838. يحيى بن سعيد بن عمرو بن قيس1 97839. يحيى بن سعيد بن فروخ ابو سعيد القطان الاحول...1 97840. يحيى بن سعيد بن فروخ ابو سعيد القطان الاحول البصري...1 97841. يحيى بن سعيد بن فروخ القطان2 97842. يحيى بن سعيد بن فروخ القطان أبو سعيد الأحوال...1 97843. يحيى بن سعيد بن فروخ القطان التميمي1 97844. يحيى بن سعيد بن قهد بالقاف بن قيس الانصاري المدني...1 97845. يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو4 97846. يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري1 97847. يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري أبو سعيد قاضي المدينة...1 97848. يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل1 97849. يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ث...1 97850. يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد2 Prev. 100
«
Previous

يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور ابو زكريا الفراء

»
Next
يَحْيَى بْن زياد بْن عَبْد الله بْن منظور، أَبُو زكريا الفَرَّاء مولى بَنِي أسد :
من أهل الكوفة. نزل بغداد وأملَى بِهَا كتبه فِي معاني القرآن وعلومه. وحدث عَن قيس بْن الربيع، ومندل بْن علي، وخازم بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، وعليّ بْن حمزة الكسائي وأبي الأحوص سلام بْن سُليم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بْن عُيَيْنَة. رَوى عَنه سلمة بْن عاصم، وَمُحَمَّد بْن الجهم السِّمَّري، وغيرهما، وكان ثقة إماما.
ويحكى عَن أبي الْعَبَّاس ثَعلب أَنَّهُ قَالَ: لولا الفراء لما كانت عربية، لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية، لأنّها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد ويتكلم الناسُ فيها عَلَى مقادير عقولِهم وقرائحهم فتذهب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْعَسْكَرِيُّ- إِمْلاءً في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة- حدثنا محمّد بن الجهم السمري، حدثنا يحيى بن زياد الفرّاء، حَدَّثَنِي خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
بِالأَلِفِ.
أخبرنا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي- بالكوفة- حدثنا الحسن بن داود، حدثنا أبو جعفر عقدة، حَدَّثَنَا أَبُو بُديل الوضَّاحي قَالَ: أمرَ أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع بِهِ أصول النحو وما سَمِعَ من العرب، وأمر أن يُفرد فِي حجرة من حجر الدار، ووكل بِهِ جواري وخدمًا يَقُمن بِما يحتاج إِلَيْهِ حتى لا يتعلق قلبه، ولا تتشرف نفسه إلى شيء، حتى أنّهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصلاة، وصيَّر لَهُ الوراقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، فكان يملى والورّاق يكتبون، حتى صنف الحدود فِي سنين، وأمر المأمون بكتبه فِي الخزائن فبعد أن فرغ من ذلك خرج إلى الناس وابتدأ يملى كتاب «المعاني» . وكان ورَّاقيه سلمة وأبو نصر، قَالَ: فأردنا أن نَعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب «المعاني» فلم يُضبط. قَالَ: فعددنا القضاة فكانوا ثَمانين قاضيًا، فلم يزل يمليه حتى أتمه، وله كتابان فِي المشكل، أحدهما أكبر من الآخر.
قَالَ: فلمّا فرغ من إملاء المعاني خَزَنه الورّاقون عن الناس ليكسبوا بِهِ، وقالوا لا نُخرجه إلى أحد إلا إلى من أراد أن ننسخه لَهُ عَلَى خمس أوراق بدرهم، فشكى الناس ذَلِكَ إلى الفراء فدَعا الوراقين فقال لَهم فِي ذَلِكَ، فقالوا إنَّما صحبناك لننتفع بك، وكل ما صنفته فليس بالناس إِلَيْهِ من الحاجة ما بِهم إلى هذا الكتاب، فدعنا نعش بِهِ قَالَ: فقاربوهم تنتفعوا وينتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم. وقال للناس: إني مُملّ كتاب معان أتم شرحًا، وأبسط قولا من الذي أمليت. فجلس يُمل فأمل الحمد فِي مائة ورقة، فجاء الوراقون إِلَيْهِ فقالوا نحنُ نبلغ للناس ما يحبون، فنسخوا كل عشرة أوراق بدرهم. قَالَ: وكان المأمون قد وَكَّل الفراء يُلَقن ابنيه النحو، فلما كَانَ يومًا أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يُقدمانه لَهُ، فتنازعا أيهما يقدمه ثُمَّ اصطلحا عَلَى أن يُقدم كل واحد منهما فردًا، فقدماها. وكان المأمون لَهُ عَلَى كل شيء صاحب، فرفع ذَلِكَ إِلَيْهِ فِي الخبر، فوجه إلى الفراء فاستدعاه، فلما دخلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: من أعز الناس؟ قَالَ: ما أعرفُ أعز من أمير المؤمنين، قَالَ: بلى! من إذا نهض تقاتل عَلَى تقديم نعليه وليَّا عهد المسلمين، حتى رضي كل واحد أن يقدم لَهُ فردًا. قَالَ: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهُما عَن ذَلِكَ ولكن خشيت أن أدفعهما عَن مكرمة سبقا إليها، أو أكسر نفوسهما عَن شريفة حرصا عليها. وقد يُروى عَن ابن عَبَّاس أَنَّهُ أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال لَهُ بعضُ من حضر: أتمسكُ لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسن منهما؟ قَالَ لَهُ
اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل. قَالَ لَهُ المأمون: لو منعتهما عَن ذَلِكَ لأوجعتك لومًا وعتبًا، وألزمتك ذنبًا، وما وضع ما فعلاهُ من شرفهما، بل رفع من قدرهما، وبيّن عن جوهرهما وقد ثبتت لي مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبرُ الرجل- وإن كَانَ كبيرًا- عَن ثلاث: عَن تواضعه لسلطانه، ووالده، ومعلمه العلم. وقد عوضتهما عما فعلاهُ عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم عَلَى حسن أدبك لَهما.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس ثعلب عَن ابن نجدة قَالَ: لَمَّا تصدى أَبُو زكريا للاتصال بالمأمون كَانَ يتردد إلى الباب، فلما أن كَانَ ذات يوم جاء ثُمامة، قَالَ: فرأيتُ أبّهة أدب، فجلستُ إِلَيْهِ ففاتشته عَن اللغة فوجدته بحرًا، وفاتشته عَن النحو فشاهدت نسيج وحده، وعن الفقه فوجدتُ رجلا فقيهًا عارفًا باختلاف القوم، وبالنجوم ماهرًا، وبالطب خبيرًا، وبأيام العرب وأشعارها حاذقًا، فقلتُ: من تكون؟
وما أظنك إلا الفراء؟ قَالَ: أَنَا هُوَ، فدخلتُ فأعلمت أمير المؤمنين المأمون، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله بِهِ.
أخبرنا التّنوخيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف الأزرق، حدثنا أبو بكر بن الأنباريّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق يقول: ما أحد برع في علم إلا دله عَلَى غيره من العلوم. قَالَ بشر المريسي للفراء: يا أَبَا زكريا أريد أن أسألك عن مسألة من الفقه. فقال: سَل. فقال: ما تقولُ فِي رجل سها فِي سجدتي السهو؟
قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ، قَالَ: من أَيْنَ قلت؟ قَالَ: قسته عَلَى مذاهبنا فِي العربية، وذلك أن المصغر عندنا لا يُصغر، فكذلك لا يُلتفت إلى السهو فِي السهو. فسكت بشر. وحُكي أن مُحَمَّد بْن الْحَسَن سأل الفراء عَن هذه المسألة، لا بشر.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أحمد بن أحمد بن سعيد، حَدَّثَنَا بَنَّان بْن يعقوب الزقومي أخو حمدان الكندي قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن الوليد صَعُودا يَقُولُ: كَانَ محمد بْن الْحَسَن الفقيه ابن خالة الفرّاء؛ وكان الفرّاء يوما عنده جالسا، فقال الفرّاء: قلّ رجل أمعن النظر في باب من العلم فأراد غيره إلا سهل عَلَيْهِ، فقال لَهُ مُحَمَّد: يا أَبَا زكريا فأنت الآن قد أنعمتَ النظر فِي العربية، فنسألك عَن باب من الفقه؟ قال: هات على بركة الله تعالى. قال: ما تقول في رجل صلّى فسها
فسجد سجدتي السهو فسها فيهما؟ ففكر الفراء ساعة ثُمَّ قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ. قَالَ لَهُ مُحَمَّد: ولِمَ؟ قَالَ: لأن التصغير عندنا لا تصغير لَهُ، وإنَّما السجدتان إتمام الصلاة فليس للتمام تَمام. فقال مُحَمَّد بْن الْحَسَن: ما ظننتُ آدميًا يَلِدُ مثلك.
أَخْبَرَنَا هلال بن المحسّن الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح الخزاز قال:
قال أبو بكر بن الأنباري: ولو لَمْ يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء لكان لَهم بِهما الافتخار عَلَى جميع الناس، إذ انتهت العلوم إليهما، وكان يُقالُ: النحو الفراء، والفراء أمير المؤمنين فِي النحو.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، أخبرنا أبو علي الحسن بن داود، حدثنا أحمد بن أبي موسى العجليّ، حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السري قَالَ: كَانَ الفراء يُطوف معنا عَلَى الشيوخ، فما رأيناهُ أثبتَ سوداء فِي بيضاء قط، لكنه إذا مَرَّ حديث فِيهِ شيء من التفسير، أو متعلق بشيء من اللغة، قَالَ للشيخ: أعده علي. وظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظُ ما يحتاج إِلَيْهِ.
قرأتُ عَلَى عَليّ بْن أبي عَليّ الْبَصْرِيّ عَن طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن مُجاهد قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بْن الجهم: كَانَ الفراء يَخرجُ إلينا وقد لبس ثيابه فِي المسجد الَّذِي فِي خندق عَبويه، وعلى رأسه قلنسوة كبيرة، فيجلس فيقرأ أَبُو طلحة الناقط عُشرًا من القرآن، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أمسك. فيُملي من حفظه المجلس، ثُمَّ يجيء سلمة بعد أن ننصرف نحنُ، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عَلَيْهِ، ويُغير ويزيد وينقص، فمن هاهنا وقع الاختلاف بين النسختين.
قَالَ ابن مُجاهد: وسمعتُ ابن الجهم يَقُولُ: ما رأيتُ مَعَ الفراء كتابًا قط إلا كتاب يافع ويفعة. قَالَ ابن مجاهد، وقال لنا ثعلب: لما مات الفراء لم يوجد لَهُ إلا رءوس أسفاط، فيها مسائل تذكرة، وأبيات شعر.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الشروطي، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن علي الكاتب المروزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يَحْيَى النحوي، حَدَّثَنَا سلمة قَالَ: أملَّ الفراء كتبه كلها حفظًا، لَم يأخذ بيده نسخة إلا فِي كتابين، كتاب ملازم، وكتاب يافع ويفعة.
قَالَ أبو بكر بن الأنباري: ومقدار الكتابين خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة.
أَخْبَرَنَا الجوهري والتنوخي قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العبّاس، حدثنا الصولي، حدثنا عون- هو ابن محمّد- حَدَّثَنَا سعدون قَالَ: قلتُ للكسائي: الفراء أعلمُ أم الأحمر؟
فقال: الأحمر أكثر حفظًا، والفراء أحسنُ عقلا، وأبعدُ فكرًا، وأعلمُ بِما يخرج من رأسه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر التميمي.
وَأَخْبَرَنَا هلال بن المحسن، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجراح- قَالَ مُحَمَّد أَخْبَرَنَا وقال أَحْمَد حَدَّثَنَا- أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا سلمة قَالَ: خرجتُ من منزلي فرأيتُ أَبَا عُمر الجرمي واقفًا عَلَى بابي، فقال لي يا أَبَا مُحَمَّد امض بي إلى فرائكم هذا، فقلتُ لَهُ: امض، فانتهينا إلى الفراء، وهو جَالسٌ عَلَى بابه يُخاطبُ قومًا من أصحابه فِي النحو، فلما عزم عَلَى النهوض قلت لَهُ: يا أَبَا زكريا هذا أَبُو عُمَر صاحب البصريين يُحب أن تكلمه فِي شيء فقال: نعم! ما يَقُولُ أصحابك فِي كذا وكذا قَالَ: كذا وكذا قَالَ: يلزمهم كذا وكذا، ويفسد هذا من جهة كذا وكذا، قَالَ: فألقى عَلَيْهِ مسائل وعرَّفه الإلزامات فيها، فنَهَض وهو يَقُولُ: يا أَبَا مُحَمَّد ما هذا الرجل إلا شيطان- يكرر ذَلِكَ مرتين أو ثلاثًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السليطي- بنيسابور- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن الجهم يَقُولُ: سَمِعْتُ الفراء يَقُولُ: كَانَ عندنا رجلٌ يفسر القرآن برأيه، فقيل لَهُ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
فقال: رجلُ سوء والله، فقيل: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
[الماعون 1، 2] قَالَ:
فسكت طويلا ثُمَّ قَالَ: من هذا أعجب.
أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو الحسن بن النجار الكوفيّ فقال: أنشدنا أبو علي الحسن بن داود النقاد قَالَ: أنشدنا أَبُو عيسى بْن زهير التغلبي عَن مُحَمَّد بْن الجهم السمري يَمدح الفراء:
يا طالب النحو التمس علم ما ... ألَّفه الفراء في نَحوه
أفاد من يأتيه ما لَم يكن ... يعلم من قبل ولَم يحوه
ستين حدًّا، قاسها عالِمَا ... أملها بالحفظ من شدوه
على كلام العرب المنتقى ... من كل منسوب إلى بدوه
سوى لغات ومعان، لقد ... أرشده الله ولَم يغوه
وجمع ما احتيج إلى جَمعه ... والوقف في القرآن أو بدوه
ومصدر الفعل وتصريفه ... في كل فن جاء من نشوه
إلى حروف طرف أثبتت ... في أول الباب وفي حشوه
وصنف المقصور والممدود والت ... حويل في الخاطين أو شلوه
أو مثل بادى الرأي في قولهم ... يخطف البرق لدى ضوئه
وفي البهي الكلم المرتضى ... من حسنه والنهي عن سوه
رام سواه فانثنى خائبًا ... وأخطأ المعنى ولَم يشوه
فرحمة الله على شيخنا ... يَحيى مع الأبرار في علوه
كافأه الرحمن عنا، كما ... أروى الصدي بالسيب من نوِّه
فاصطف ما أملاه من علمه ... وصنه واستمسك به واروه
وقول سيبويه وأصحابه ... وقطرب مشتبه فازوه
عنك وما أملى هشام وما ... صنفه الأحمر في زهوه
أو قاسم مولى بني مالك ... من المعاني، فاسم عن غروه
فليس من يغلط فيما روى ... كحافظ يؤمن من سهوه
ولا ذوو ضحل إذا ما اجتدوا ... كالبحر إذ يغرق عن رهوه
ولا وضيع القوم مثل الذي ... يحتل بالإشراف من سروه
بلغني أن الفراء مات ببغداد في سنة سبع ومائتين وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، وقيل بل مات في طريق مكة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى الصولي قال: وفي سنة سبع ومائتين مات يحيى بن زياد الفراء النحوي.