يعلى بن أمية أبو خالد
ويقال: أبو خلف التميمي له صحبة، وكان في غزوة مؤتة، وخرج مع عمر إلى الشام في سفرته التي رجع فيها من سرغ.
وقال: جئت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثاني يوم الفتح، فقلت له: يا رسول الله، بايع أي على الهجرة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبايعه على الجهاد، قد انقطعت الهجرة.
وقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين بعيراً وثلاثين درعاً، فقلت: يا رسول الله، مضمونة؟ قال: نعم، والعارية مؤداة.
ويعلى بن أمية هو يعلى بن منية؛ أمية أبوه، ومنية أمه، وهي منية بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان، وكان يعلى حليف نوفل بن عبد مناف. أسلم هو وأبوه أمية، وأخوه سلمة، وأخته نفيسة. وشهد يعلى وسلمة ابنا أمية مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك، وشهد يعلى الطائف وحنيناً، وكان عامل عمر على نجران، وله أخبار مع علي وعثمان. وكان من أسخياء أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال موسى بن عقبة: وزعموا والله أعلم أن يعلى بن أمية قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخبر أهل مؤتة، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن شئت أخبرني، وإن شئت أخبرتك قال: أخبرني يا رسول الله، فأخبره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرهم كله، ووصفه لهم، فقال: والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفاً لم تذكره، وإن أمرهم لكما ذكرت، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله رفع لي الأرض حتى رأيتهم، ورأيت معتركهم قال يعلى بن أمية: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: البحر من جهنم، فقيل له في ذلك، فقال: أحاط بهم سرادقها، والله لا أدخله، ولا يصيبني منه قطرة حتى أعرض على الله عز وجل.
وجاء عن يعلى بن أمية أنه كان يقعد في المسجد الساعة ينوي بها الاعتكاف، وأنه كان يصلي قبل أن تطلع الشمس، فقيل له في ذلك، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن الشمس تطلع على وفي رواية: بين قرني شيطان. قال: فإن تطلع وأنت في أمر الله خير من أن تطلع وأنت لاه.
وقال يعلى بن أمية: سألت عمر أن يريني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا نزل عليه الوحي. فأتاه رجل بالجعرانة، ولعيه جبة بها ردع من زعفران، فقال: إني أحرمت بالعمرة، وعلي هذا، فأنزل على الني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فستر بثوب، فقال: أيسرك أن تنظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد أنزل عليه الوحي؟ قلت: نعم، فرفع طرف الثوب، فنظرت إليه، وله غطيط كغطيط البكر.
وجه أبو بكر يعلى بن أمية على حولان في الردة، واستعمله عثمان على اليمن.
وأول من جاء بقتل عثمان إلى مكة رجل من العرب يقال له الأخضر، وكتمهم ذلك حتى اقتضى ديناً له على الناس، فلما اقتضى دينه خرج، وخرج معه يعلى بن منية، حتى إذا كان بالبطحاء، وأخبره بقتل عثمان، فرجع يعلى، فأخبر أهل مكة.
قال: وجاء يعلى بن أمية إلى عائشة، فقال: قد قتل خليفتك. قالت: برئت إلى الله ممن قتله، فقال: أظهري البراءة ممن قتله. فخرجت إلى المسجد، فجعلت تبرأ ممن قتل عثمان.
قال: ولما بلغ يعلى قول عبد الله بن أبي ربيعة، وما دعا إليه من جهاز من خرج يطلب بدم عثمان خرج يعلى من داره، فقال: أيها الناس، من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه. ولما بلغ علياً ما قال يعلى وابن أبي ربيعة عرف أن عندهما مالاً من مال الله كثيراً، فقال: لئن ظفرت بابن بابن أبي ربيعة، ويعلى بن منية لأجعلن أموالهما في مال الله. قال: وقدم يعلى بن أمية بأربع مئة ألف فأنفقها في جهازهم إلى البصرة. وقال يعلى بن منية وهو مشتمل: هذه عشرة آلاف دينار وهي عين مالي أقوي بها من طلب بدم عثمان. واشترى أربع مئة بعير، فأنخاها بالبطحاء، فحمل عليها. فبلغ ذلك علياً، فقال: من أين له عشرة آلاف دينار؟ سرق اليمن. ثم جاء بها! والله لئن قدرت عليه لآخذن ما أقر به! فلما كان يوم الجمل، وانكشف الناس هرب يعلى.
وروي أن علياً قال: حاربني أطوع الناس فيّ للناس؛ عائشة، وأشجع الناس؛ الزبير، وأمكر الناس؛ طلحة، وأعبد الناس؛ محمد بن طلحة، وأسخى الناس؛ يعلى بن
منية؛ كان يعطي الرجل الواحد ثلاثين ديناراً، والسلاح، والفرس على أن يقاتلني.
قال يعلى بن منية: إياكم والمزاح؛ فإنه يذهب بالبهاء، ويعقب المذمة، ويذري بالمروءة.
قتل يعلى بن منية سنة ثمان وثلاثين بصفين مع علي بعد أن شهد الجمل مع عائشة. ويقال: إنه تزوج بنت الزبير وبنت أبي لهب.
ويقال: أبو خلف التميمي له صحبة، وكان في غزوة مؤتة، وخرج مع عمر إلى الشام في سفرته التي رجع فيها من سرغ.
وقال: جئت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثاني يوم الفتح، فقلت له: يا رسول الله، بايع أي على الهجرة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبايعه على الجهاد، قد انقطعت الهجرة.
وقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين بعيراً وثلاثين درعاً، فقلت: يا رسول الله، مضمونة؟ قال: نعم، والعارية مؤداة.
ويعلى بن أمية هو يعلى بن منية؛ أمية أبوه، ومنية أمه، وهي منية بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان، وكان يعلى حليف نوفل بن عبد مناف. أسلم هو وأبوه أمية، وأخوه سلمة، وأخته نفيسة. وشهد يعلى وسلمة ابنا أمية مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك، وشهد يعلى الطائف وحنيناً، وكان عامل عمر على نجران، وله أخبار مع علي وعثمان. وكان من أسخياء أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال موسى بن عقبة: وزعموا والله أعلم أن يعلى بن أمية قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخبر أهل مؤتة، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن شئت أخبرني، وإن شئت أخبرتك قال: أخبرني يا رسول الله، فأخبره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرهم كله، ووصفه لهم، فقال: والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفاً لم تذكره، وإن أمرهم لكما ذكرت، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله رفع لي الأرض حتى رأيتهم، ورأيت معتركهم قال يعلى بن أمية: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: البحر من جهنم، فقيل له في ذلك، فقال: أحاط بهم سرادقها، والله لا أدخله، ولا يصيبني منه قطرة حتى أعرض على الله عز وجل.
وجاء عن يعلى بن أمية أنه كان يقعد في المسجد الساعة ينوي بها الاعتكاف، وأنه كان يصلي قبل أن تطلع الشمس، فقيل له في ذلك، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن الشمس تطلع على وفي رواية: بين قرني شيطان. قال: فإن تطلع وأنت في أمر الله خير من أن تطلع وأنت لاه.
وقال يعلى بن أمية: سألت عمر أن يريني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا نزل عليه الوحي. فأتاه رجل بالجعرانة، ولعيه جبة بها ردع من زعفران، فقال: إني أحرمت بالعمرة، وعلي هذا، فأنزل على الني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فستر بثوب، فقال: أيسرك أن تنظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد أنزل عليه الوحي؟ قلت: نعم، فرفع طرف الثوب، فنظرت إليه، وله غطيط كغطيط البكر.
وجه أبو بكر يعلى بن أمية على حولان في الردة، واستعمله عثمان على اليمن.
وأول من جاء بقتل عثمان إلى مكة رجل من العرب يقال له الأخضر، وكتمهم ذلك حتى اقتضى ديناً له على الناس، فلما اقتضى دينه خرج، وخرج معه يعلى بن منية، حتى إذا كان بالبطحاء، وأخبره بقتل عثمان، فرجع يعلى، فأخبر أهل مكة.
قال: وجاء يعلى بن أمية إلى عائشة، فقال: قد قتل خليفتك. قالت: برئت إلى الله ممن قتله، فقال: أظهري البراءة ممن قتله. فخرجت إلى المسجد، فجعلت تبرأ ممن قتل عثمان.
قال: ولما بلغ يعلى قول عبد الله بن أبي ربيعة، وما دعا إليه من جهاز من خرج يطلب بدم عثمان خرج يعلى من داره، فقال: أيها الناس، من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه. ولما بلغ علياً ما قال يعلى وابن أبي ربيعة عرف أن عندهما مالاً من مال الله كثيراً، فقال: لئن ظفرت بابن بابن أبي ربيعة، ويعلى بن منية لأجعلن أموالهما في مال الله. قال: وقدم يعلى بن أمية بأربع مئة ألف فأنفقها في جهازهم إلى البصرة. وقال يعلى بن منية وهو مشتمل: هذه عشرة آلاف دينار وهي عين مالي أقوي بها من طلب بدم عثمان. واشترى أربع مئة بعير، فأنخاها بالبطحاء، فحمل عليها. فبلغ ذلك علياً، فقال: من أين له عشرة آلاف دينار؟ سرق اليمن. ثم جاء بها! والله لئن قدرت عليه لآخذن ما أقر به! فلما كان يوم الجمل، وانكشف الناس هرب يعلى.
وروي أن علياً قال: حاربني أطوع الناس فيّ للناس؛ عائشة، وأشجع الناس؛ الزبير، وأمكر الناس؛ طلحة، وأعبد الناس؛ محمد بن طلحة، وأسخى الناس؛ يعلى بن
منية؛ كان يعطي الرجل الواحد ثلاثين ديناراً، والسلاح، والفرس على أن يقاتلني.
قال يعلى بن منية: إياكم والمزاح؛ فإنه يذهب بالبهاء، ويعقب المذمة، ويذري بالمروءة.
قتل يعلى بن منية سنة ثمان وثلاثين بصفين مع علي بعد أن شهد الجمل مع عائشة. ويقال: إنه تزوج بنت الزبير وبنت أبي لهب.