مُحَمَّد بن كَامِل الْبَغْدَادِيّ سكن مرو يروي عَن وَكِيع وَأسد بن عَمْرو الْبَلْخِي روى عَنهُ المراوزة
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 13362. محمد بن قيس المكي3 13363. محمد بن قيس النخعي3 13364. محمد بن قيس الهمداني2 13365. محمد بن قيس بن الاحنف1 13366. محمد بن قيس بن مخرمة القرشي الحجازي1 13367. محمد بن كامل البغدادي113368. محمد بن كثير العبدي ابو عبد الله2 13369. محمد بن كثير المصيصي2 13370. محمد بن كردوس2 13371. محمد بن كعب الطفاوي3 13372. محمد بن كعب بن سليم بن عمرو1 13373. محمد بن كليب بن جابر بن عبد الله1 13374. محمد بن مالك بن المنتصر2 13375. محمد بن مالك بن زبيد الهمداني الخيواني...1 13376. محمد بن ماهان3 13377. محمد بن ماهان السمسار بغدادي1 13378. محمد بن مجاشع بن محمد الثعلبي2 13379. محمد بن محبوب ابو عبد الله البصري4 13380. محمد بن محرز الضبي2 13381. محمد بن محمد ابو نافع المدني1 13382. محمد بن محمد التمار1 13383. محمد بن محمد بن الاسود1 13384. محمد بن محمد بن خلاد الباهلي1 13385. محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي1 13386. محمد بن محمد بن مصعب1 13387. محمد بن محمود بن عبد الله بن مسلمة1 13388. محمد بن مخلد الحضرمي6 13389. محمد بن مرة2 13390. محمد بن مرداس ابو عبد الله الانصاري1 13391. محمد بن مرزوق بن النعمان البصري1 13392. محمد بن مروان ابو بكر العقيلي العجلي...1 13393. محمد بن مروان ابو جعفر2 13394. محمد بن مروان العجلي1 13395. محمد بن مروان العقيلي1 13396. محمد بن مروان الهذلي1 13397. محمد بن مزاحم6 13398. محمد بن مزاحم ابو مجاهد1 13399. محمد بن مساحق3 13400. محمد بن مسافع بن مساور2 13401. محمد بن مسروق الكندي3 13402. محمد بن مسعود بن يوسف العجمي1 13403. محمد بن مسكين بن تميلة اليمامي1 13404. محمد بن مسلم ابو ثمامة البصري2 13405. محمد بن مسلم الطائفي10 13406. محمد بن مسلم بن ابي الوضاح3 13407. محمد بن مسلم بن جماز3 13408. محمد بن مسلم بن خباب صاحب المقصورة1 13409. محمد بن مسلم بن شريك الثقفي1 13410. محمد بن مسلم بن عائذ2 13411. محمد بن مسلم بن عائذ المدني1 13412. محمد بن مسلم بن عبيد الله4 13413. محمد بن مسلم بن وارة ابو عبد الله1 13414. محمد بن مسلم ولقبه الجوسق2 13415. محمد بن مسلمة الانصاري1 13416. محمد بن مسلمة بن الوليد بن دينار1 13417. محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش2 13418. محمد بن مسلمة بن هشام بن اسماعيل1 13419. محمد بن مسور3 13420. محمد بن مشكان السرخسي1 13421. محمد بن مضارب الباهلي1 13422. محمد بن مطرف ابو غسان الليثي1 13423. محمد بن مطير3 13424. محمد بن معاذ2 13425. محمد بن معاذ بن ابي بن كعب1 13426. محمد بن معاذ بن المستهل البصري1 13427. محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقي1 13428. محمد بن معاوية الزيادي1 13429. محمد بن معاوية السمرقندي خال عبد الله...1 13430. محمد بن معاوية بن صالح الانماطي1 13431. محمد بن معاوية بن عبد الرحمن الزيادي...1 13432. محمد بن معبد3 13433. محمد بن معدان3 13434. محمد بن معدان الحراني ابو عبد الله1 13435. محمد بن معدان بن عيسى الحراني1 13436. محمد بن معمر الغفاري1 13437. محمد بن معمر بن ربعي القيسي1 13438. محمد بن معن بن محمد بن معن4 13439. محمد بن معن بن نضلة الغفاري2 13440. محمد بن مغيث4 13441. محمد بن مقاتل العباداني1 13442. محمد بن مقاتل المروزي ابو الحسن الكسائي...1 13443. محمد بن مقسم المدني2 13444. محمد بن منده الاصبهاني3 13445. محمد بن منصور ابو سليمان الفقيه1 13446. محمد بن منصور ابو عبد الله الجندي2 13447. محمد بن منصور ابو عبد الله الجواز1 13448. محمد بن منصور الجعفي2 13449. محمد بن منصور الطوسي2 13450. محمد بن منيب ابو الحسن1 13451. محمد بن منيب العدني3 13452. محمد بن مهاجر2 13453. محمد بن مهاجر الدمشقي1 13454. محمد بن مهدى الابلي2 13455. محمد بن مهران4 13456. محمد بن مهران الجمال ابو جعفر الرازي...1 13457. محمد بن مهزم الشعاب ابو عمرو الوامخ1 13458. محمد بن موسى2 13459. محمد بن موسى ابو مالك العتري1 13460. محمد بن موسى الحرشي ابو عبد الله1 13461. محمد بن موسى الشيباني1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 13362. محمد بن قيس المكي3 13363. محمد بن قيس النخعي3 13364. محمد بن قيس الهمداني2 13365. محمد بن قيس بن الاحنف1 13366. محمد بن قيس بن مخرمة القرشي الحجازي1 13367. محمد بن كامل البغدادي113368. محمد بن كثير العبدي ابو عبد الله2 13369. محمد بن كثير المصيصي2 13370. محمد بن كردوس2 13371. محمد بن كعب الطفاوي3 13372. محمد بن كعب بن سليم بن عمرو1 13373. محمد بن كليب بن جابر بن عبد الله1 13374. محمد بن مالك بن المنتصر2 13375. محمد بن مالك بن زبيد الهمداني الخيواني...1 13376. محمد بن ماهان3 13377. محمد بن ماهان السمسار بغدادي1 13378. محمد بن مجاشع بن محمد الثعلبي2 13379. محمد بن محبوب ابو عبد الله البصري4 13380. محمد بن محرز الضبي2 13381. محمد بن محمد ابو نافع المدني1 13382. محمد بن محمد التمار1 13383. محمد بن محمد بن الاسود1 13384. محمد بن محمد بن خلاد الباهلي1 13385. محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي1 13386. محمد بن محمد بن مصعب1 13387. محمد بن محمود بن عبد الله بن مسلمة1 13388. محمد بن مخلد الحضرمي6 13389. محمد بن مرة2 13390. محمد بن مرداس ابو عبد الله الانصاري1 13391. محمد بن مرزوق بن النعمان البصري1 13392. محمد بن مروان ابو بكر العقيلي العجلي...1 13393. محمد بن مروان ابو جعفر2 13394. محمد بن مروان العجلي1 13395. محمد بن مروان العقيلي1 13396. محمد بن مروان الهذلي1 13397. محمد بن مزاحم6 13398. محمد بن مزاحم ابو مجاهد1 13399. محمد بن مساحق3 13400. محمد بن مسافع بن مساور2 13401. محمد بن مسروق الكندي3 13402. محمد بن مسعود بن يوسف العجمي1 13403. محمد بن مسكين بن تميلة اليمامي1 13404. محمد بن مسلم ابو ثمامة البصري2 13405. محمد بن مسلم الطائفي10 13406. محمد بن مسلم بن ابي الوضاح3 13407. محمد بن مسلم بن جماز3 13408. محمد بن مسلم بن خباب صاحب المقصورة1 13409. محمد بن مسلم بن شريك الثقفي1 13410. محمد بن مسلم بن عائذ2 13411. محمد بن مسلم بن عائذ المدني1 13412. محمد بن مسلم بن عبيد الله4 13413. محمد بن مسلم بن وارة ابو عبد الله1 13414. محمد بن مسلم ولقبه الجوسق2 13415. محمد بن مسلمة الانصاري1 13416. محمد بن مسلمة بن الوليد بن دينار1 13417. محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش2 13418. محمد بن مسلمة بن هشام بن اسماعيل1 13419. محمد بن مسور3 13420. محمد بن مشكان السرخسي1 13421. محمد بن مضارب الباهلي1 13422. محمد بن مطرف ابو غسان الليثي1 13423. محمد بن مطير3 13424. محمد بن معاذ2 13425. محمد بن معاذ بن ابي بن كعب1 13426. محمد بن معاذ بن المستهل البصري1 13427. محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقي1 13428. محمد بن معاوية الزيادي1 13429. محمد بن معاوية السمرقندي خال عبد الله...1 13430. محمد بن معاوية بن صالح الانماطي1 13431. محمد بن معاوية بن عبد الرحمن الزيادي...1 13432. محمد بن معبد3 13433. محمد بن معدان3 13434. محمد بن معدان الحراني ابو عبد الله1 13435. محمد بن معدان بن عيسى الحراني1 13436. محمد بن معمر الغفاري1 13437. محمد بن معمر بن ربعي القيسي1 13438. محمد بن معن بن محمد بن معن4 13439. محمد بن معن بن نضلة الغفاري2 13440. محمد بن مغيث4 13441. محمد بن مقاتل العباداني1 13442. محمد بن مقاتل المروزي ابو الحسن الكسائي...1 13443. محمد بن مقسم المدني2 13444. محمد بن منده الاصبهاني3 13445. محمد بن منصور ابو سليمان الفقيه1 13446. محمد بن منصور ابو عبد الله الجندي2 13447. محمد بن منصور ابو عبد الله الجواز1 13448. محمد بن منصور الجعفي2 13449. محمد بن منصور الطوسي2 13450. محمد بن منيب ابو الحسن1 13451. محمد بن منيب العدني3 13452. محمد بن مهاجر2 13453. محمد بن مهاجر الدمشقي1 13454. محمد بن مهدى الابلي2 13455. محمد بن مهران4 13456. محمد بن مهران الجمال ابو جعفر الرازي...1 13457. محمد بن مهزم الشعاب ابو عمرو الوامخ1 13458. محمد بن موسى2 13459. محمد بن موسى ابو مالك العتري1 13460. محمد بن موسى الحرشي ابو عبد الله1 13461. محمد بن موسى الشيباني1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129995&book=5528#32f078
محمد بن عبدوس بن كامل، أبو أحمد السلمي السراج :
يقال إن اسم أبيه عبد الجبار، ولقبه عبدوس. سمع علي بْن الجعد، وداود بْن عَمْرو الضبي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهذلي، وعاصم بن عمر المقدمي، وأحمد بن حباب المصيصي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا همام الوليد بن شجاع، وحجاج بن الشاعر.
وكان من أهل العلم والمعرفة والفضل. روى عنه عبد الله بن أحمد البغوي، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، ودعلج بن أحمد، وأبو محمد بن ماسي وغيرهم.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن علي بن
مهران، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الدّقّاق، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الجبار السلمي- وهو ابن كامل- أبو أحمد وعبدوس لقبه.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد أبو نعيم الحافظ الأصبهاني قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بن جعفر بن حباب يقول: سنة ثلاث وتسعين فيها مات أبو أحمد بن عبدوس البغدادي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي. قَالَ: مات ابن عبدوس في رجب سنة ثلاث وتسعين.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل إما في آخر رجب، وإما في أول شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وكان من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وكان كالأخ لعبد الله ابن أحمد بن حنبل.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفي أَبُو أحمد ابن عبدوس السراج في ليلة الأربعاء، ودفن في يوم الأربعاء غرة شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان حسن الحديث كثيره، ثبتا لا أعلمه غير شيبه.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الوهاب
يقال إن اسم أبيه عبد الجبار، ولقبه عبدوس. سمع علي بْن الجعد، وداود بْن عَمْرو الضبي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهذلي، وعاصم بن عمر المقدمي، وأحمد بن حباب المصيصي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا همام الوليد بن شجاع، وحجاج بن الشاعر.
وكان من أهل العلم والمعرفة والفضل. روى عنه عبد الله بن أحمد البغوي، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي، ودعلج بن أحمد، وأبو محمد بن ماسي وغيرهم.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن علي بن
مهران، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الدّقّاق، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الجبار السلمي- وهو ابن كامل- أبو أحمد وعبدوس لقبه.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد أبو نعيم الحافظ الأصبهاني قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بن جعفر بن حباب يقول: سنة ثلاث وتسعين فيها مات أبو أحمد بن عبدوس البغدادي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الْخُطبي. قَالَ: مات ابن عبدوس في رجب سنة ثلاث وتسعين.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: وتوفي أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل إما في آخر رجب، وإما في أول شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وكان من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وكان كالأخ لعبد الله ابن أحمد بن حنبل.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي. قَالَ: توفي أَبُو أحمد ابن عبدوس السراج في ليلة الأربعاء، ودفن في يوم الأربعاء غرة شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان حسن الحديث كثيره، ثبتا لا أعلمه غير شيبه.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبد الوهاب
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129622&book=5528#50f720
محمد بن داود بن علي بن خلف، أبو بكر الأصبهاني، صاحب كتاب «الزهرة» :
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في «الزهرة» أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الأصبهانيّ، أخبرني جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني. قَالَ فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قَالَ: يقولون لي شيئا. قَالَ: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قَالَ: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قَالَ فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك .
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قَالَ: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم .
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنِي أبو العباس الخضري- شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني- قَالَ: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعنى قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وَقَالَ قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قَالَ أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قَالَ: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قَالَ لي القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له: أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة ... وشاهد آفات المحبين غائب
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا قَالَ: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ:
يا بن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما ... أم حلال لها دم العشاق
فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق ... أسمعه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى ... أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب ... تك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق؟
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره ... وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده ... أراد الذي يقضى له شاء أم أبي
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، حَدَّثَنَا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصريّ- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب- بالرملة- حَدَّثَنَا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قَالَ:
كنت أساير أبا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان .
أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي ... شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت ... بقيا عليك فما أروى من اللحظ
قَالَ: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء ... لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي ... وليس محل نفسينا سواء؟
حَدَّثَنِي محمد بن الحسن الساحلي قَالَ: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب ... وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت ... إلا مننت بعفو ماله سبب
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قَالَ: قَالَ لي القحطبي: قَالَ لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكُتّاب: قَالَ: وَقَالَ لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب «الزَّهرة» وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره .
أنبأنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا أبو محمد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين قَالَ: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وَقَالَ أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود- في كلام ناظرَهُ فيه: عليك بكتاب «الزهرة» : فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قَالَ أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قَالَ: كان محمد بن داود خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادّان في الكتب، فلما بلغ
ابن سريج موت محمد بن داود نحى مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قَالَ:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماجة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
حَدَّثَنِي مكي بن إبراهيم الفارسي قَالَ: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها ... يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما ... صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي ... نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت ... ولا يزاد على النقش الذي فيها
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حَدَّثَنِي الحسين بن القاسم قَالَ: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وَقَالَ في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قَالَ الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قَالَ الليثي: وَحَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قَالَ: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن
عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قَالَ: كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر- يعني محمد بن يوسف- لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وَقَالَ: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وَقَالَ له: أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب «الزهرة» تعيرني، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي، قد أقر على نفسه بالمبيت على الحال التي ذكرها وادعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، وأَبُو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ- نَفْطَوَيْهِ- قَالَ: دخلت علي محمّد
ابن دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ مَنْ تَعَلَّمَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:
الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا النَّظَرُ الْمُبَاحُ، وَالثَّانِي اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ. فَأَمَّا النَّظَرُ الْمُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وَأَمَّا اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ، فَإِنَّهُ مَنَعَنِي مِنْهَا مَا.
حَدَّثَنِي به أبي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ »
. ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخدي ... هـ ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الش ... عر فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعوا إليه، قَالَ: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني. ثم حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الشاهد: قَالَ لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قَالَ لنا الداودي: كانت وفاة محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وَقَالَ غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان.
كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا، وله في «الزهرة» أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته، ولم نكتب له حديثا اتصل فيه الإسناد بيننا وبينه غير حديث واحد، ذكره عنه أبو عبد الله نفطويه النحوي في قصة نحن نوردها في أخباره بعد إن شاء الله.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الأصبهانيّ، أخبرني جعفر الخالدي- في كتابه إلي- قَالَ: سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود بن عليّ الأصبهانيّ إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي، فضمه إليه وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني. قَالَ فعلى إيش حتى أنهاهم؟ قَالَ: يقولون لي شيئا. قَالَ: قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون؟ قَالَ: يقولون لي: يا عصفور الشوك. قَالَ فضحك داود، فقال له ابنه:
أنت أشد علي من الصبيان، مم تضحك؟ فقال داود: لا إله إلا الله، ما الألقاب إلا من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك .
أخبرنا عليّ بن أبي علي، حَدَّثَنَا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي، قَالَ: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه في حلقته يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو، فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو، ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم .
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنِي أبو العباس الخضري- شيخ كان بطبرستان وكان ممن يحضر مجلس محمد بن داود الأصبهاني- قَالَ: كنت جالسا عند أبي بكر محمد بن داود فجاءته امرأة فقالت له: ما تقول في رجل عنده زوجة لا هو ممسكها، ولا هو مطلقها؟ ومعنى قولها: لا ممسكها أنه لا يقدر علي نفقتها. فقال أبو بكر بن داود: اختلف في ذلك أهل العلم فقال قائلون:
تؤمر بالصبر والاحتساب، ويبعث على التطلب والاكتساب. وَقَالَ قائلون: يؤمر بالإنفاق، وإلا يحمل على الطلاق. قَالَ أبو العباس: فلم تفهم قوله وأعادت مسألته وقالت له: رجل له زوجة لا هو ممسكها ولا هو مطلقها؟ فقال: يا هذه قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاضي فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصرفي رحمك الله. قَالَ: فانصرفت المرأة ولم تفهم جوابه، قَالَ لي القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: كنت عند ثعلب جالسا فجاء محمّد بن داود الأصبهانيّ فقال له: أهاهنا شيء من صبوتك لله فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذا العيش غض والنمان بعزة ... وشاهد آفات المحبين غائب
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا قَالَ: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهانيّ:
يا بن داود يا فقيه العراق ... أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوما ... أم حلال لها دم العشاق
فأجابه ابن داود:
عندي جواب مسائل العشاق ... أسمعه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهل الهوى ... أجريت دمعا لم يكن بالراق
أخطأت في نفس السؤال وإن تصب ... تك في الهوى شنقا من الأشناق
لو أن معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق؟
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ: سمعتُ أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن داود بن علي الأصبهاني ينشد:
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا ما لم يجد شرب غيره ... وخاف المنايا أن يدل ويشربا
إذا لم يقدر للفتى ما أراده ... أراد الذي يقضى له شاء أم أبي
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن جعفر الهاشمي قَالَ: أنشدنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأنباري قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن فِي الصبر راحة ... ولكن إنفاقي عَلَى الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري، حَدَّثَنَا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصريّ- من حفظه- حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغداديّ الكاتب- بالرملة- حَدَّثَنَا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قَالَ:
كنت أساير أبا بَكْر مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن عَلِيّ ببغداد، فإذا جارية تغني شيئا من شعره هو:
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقى تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله؟
فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر:
هيهات سارت به الركبان .
أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني:
قدمت قلبك قد والله برح بي ... شوق إليك فهل لي فيك من حظ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت ... بقيا عليك فما أروى من اللحظ
قَالَ: وأنشدنا القاسم له أيضا:
جعلت فداك إن صلحت فداء ... لنفسك نفس مثلي أو وقاء
وكيف يجوز أن تفديك نفسي ... وليس محل نفسينا سواء؟
حَدَّثَنِي محمد بن الحسن الساحلي قَالَ: سمعت أبا الحسن سليمان بن عبد الله بن رستم المعدل يقول: سمعت جدي يحيى بن مكي بن رجاء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهاني ينشد:
العذر يلحقه التحريف والكذب ... وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت ... إلا مننت بعفو ماله سبب
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد بن أحمد بن يعقوب الأنباري أبو طالب قَالَ: قَالَ لي القحطبي: قَالَ لي محمد بن داود الأصبهاني: ما انفككت من هوى منذ دخلت الكُتّاب: قَالَ: وَقَالَ لي سمعت محمد بن داود يقول: بدأت بعمل كتاب «الزَّهرة» وأنا في الكتاب، ونظر أبي في أكثره .
أنبأنا أبو سعد الماليني، حَدَّثَنَا أبو محمد الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي بمصر قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين قَالَ: كان محمد بن داود وأبو العباس بن سريج يسيران في طريق ضيقة، فقال أبو العباس: الطرق الضيقة تورث العقوق، فقال له محمد بن داود: وتوجب الحقوق.
وَقَالَ أبو العباس بن سريج لمحمد بن داود- في كلام ناظرَهُ فيه: عليك بكتاب «الزهرة» : فقال: ذاك كتاب عملناه هزلا، فاعمل أنت مثله جدا.
قَالَ أبو محمد الليثي: وحدثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قَالَ: كان محمد بن داود خصما لأبي العباس بن سريج القاضي وكانا يتناظران ويترادّان في الكتب، فلما بلغ
ابن سريج موت محمد بن داود نحى مخاده ومشاوره وجلس للتعزية. وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود .
حَدَّثَنِي الحسن بْن أَبِي طالب قَالَ: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قَالَ:
أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه:
حملت جبال الحب فيك وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحب من حسن ولا من سماجة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
حَدَّثَنِي مكي بن إبراهيم الفارسي قَالَ: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زخرف:
يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها ... يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما ... صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي ... نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت ... ولا يزاد على النقش الذي فيها
أَنْبَأَنَا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حَدَّثَنِي الحسين بن القاسم قَالَ: كان محمد بن داود يميل إلى محمد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة» ، وَقَالَ في أوله: وما ننكر من تغير الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قَالَ الحسن: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه، وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمد بن داود.
قَالَ الليثي: وَحَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قَالَ: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن
عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي قَالَ: كان أبو بكر محمّد بن داود وأبو العبّاس ابن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر- يعني محمد بن يوسف- لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل فشرع فيه ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك. وَقَالَ: أتقدر أن من اعتقدت قولهم إجماع في هذه المسألة إجماع عندي، أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وَقَالَ له: أنت يا أبا بكر بكتاب «الزهرة» أمهر منك في هذه الطريقة، فقال أبو بكر: وبكتاب «الزهرة» تعيرني، والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه:
أكرر في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وينطق سري عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج: أو علي تفخر بهذا القول وأنا الذي أقول:
ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمنعه لذيذ سباته
ضنا بحسن حديثه وعتابه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته
فقال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي، قد أقر على نفسه بالمبيت على الحال التي ذكرها وادعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة. فقال ابن سريج: من مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا وناطه بصفة كان إقراره موكولا إلى صفته. فقال ابن داود:
للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ- إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ، وأَبُو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ- نَفْطَوَيْهِ- قَالَ: دخلت علي محمّد
ابن دَاوُدَ الأَصْبَهَانِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ مَنْ تَعَلَّمَ أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنَ الاسْتِمْتَاعِ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:
الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا النَّظَرُ الْمُبَاحُ، وَالثَّانِي اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ. فَأَمَّا النَّظَرُ الْمُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وَأَمَّا اللَّذَّةُ الْمَحْظُورَةُ، فَإِنَّهُ مَنَعَنِي مِنْهَا مَا.
حَدَّثَنِي به أبي، حدّثنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ »
. ثم أنشد لنفسه:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج
وأنشدنا لنفسه:
ما لهم أنكروا سوادا بخدي ... هـ ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الش ... عر فعيب العيون شعر الجفون
فقلت له: نفيت القياس في الفقه وأثبته في الشعر. فقال: غلبة الهوى، وملكة النفوس دعوا إليه، قَالَ: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي أن يوسف بن يعقوب القاضي مات يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. قَالَ: وفي اليوم الذي مات يوسف فيه مات محمد بن داود بن علي الأصبهاني. ثم حدثنا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد الشاهد: قَالَ لنا أحمد بن كامل: توفي محمد بن داود الفقيه في سنة سبع ومائتين بعد وفاة يوسف القاضي، قَالَ لنا الداودي: كانت وفاة محمد بن داود لسبع خلون من شوال. وَقَالَ غيره: مات لأيام بقين من شهر رمضان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=139310&book=5528#5e900c
محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر، أبو الفضل السلامي :
كان والده من أولاد الترك، وقد رأيت بخطه في كتاب أشهد عليه فيه المعدلين محمود بن أبي منصور الناصر استوري - ويعرف بمحمد- بن تكسين- ويعرف بعلي- المضافري التركي الحر، ولم يكتب لهم هذا النسب في سماع قط، توفي والده وهو صغير فكفله جده لأمه أبو حكيم الخبري الفرضي، وأسمعه في صباه شيئا من الحديث يسيرا، وأشغله بحفظ القرآن والتفقه على مذهب الشافعي؛ ثم إنه صحب أبا زكريا التبريزي وقرأ عليه الأدب، وجدّ في طلب الحديث، وصحب أبا منصور بن الجواليقي في قراءة الأدب وسماع الحديث، ثم إنه خالط الحنابلة ومال إليهم، وانتقل عن مذهب الشافعي إلى مذهب ابن حنبل، وكان إماما حافظا صحيح النقل والضبط؛ سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا طاهر محمد بن أبي الصقر الأنباري وأبا عبد الله مالك البانياسي وأبا محمد رزق الله التميمي وأبا الفوارس طراد الزينبي وأبا الخطاب نصر بن البطر وأبا محمد جعفر بن أحمد السراج. وكانت له إجازات قيمة
كابن النقور والصريفيني وابن ماكولا وغيرهم من الغرباء أخذها له ابن ماكولا في رحلته إلى البلاد.
أخبرنا شهاب بن محمود المزكي بهراة قال: حدثنا أبو سعد السمعاني قال: محمد ابن ناصر السلامي أبو الفضل سكن درب الشاكرية، حافظ ثقة ديّن خيّر متقن متثبت، له حظ كامل من اللغة ومعرفة تامة بالمتون والأسانيد، كثير الصّلاة، دائم التلاوة للقرآن، مواظب على صلاة الضحى، غير أنه يحب أن يقع في أعراض [الناس] ويتكلم في حقهم. كان يطالع هذا الكتاب ويلحق على حواشيه بخطه ما يقع له من مثالبهم. سمعت جماعة من شيوخي يذكرون أن ابن ناصر وابن الجواليقي كانا يقرءان الأدب على التبريزي ويسمعان الحديث على المشايخ، فكان الناس يقولون: يخرج ابن ناصر لغوي بغداد وابن الجواليقي محدثها، فانعكس الأمر، فصار ابن ناصر محدث بغداد وابن الجواليقي لغويها.
مولده في ليلة الخميس الخامس عشر من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة.
وتوفي ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شعبان سنة خمسين وخمسمائة. ودفن من الغد بباب حرب- رحمه الله تعالى.
آخر الجزء الأول من المستفاد
الجزء الثاني من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد
انتقاه كاتبه أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي عرف بابن الدمياطي لنفسه ثم لمن شاء الله من بعده عفا الله عنه.
للحافظ أبى عبد الله محمد بن النجار البغدادي
(سم الله الرّحمن الرّحيم) رب يسر وأعن
[حرف الألف]
كان والده من أولاد الترك، وقد رأيت بخطه في كتاب أشهد عليه فيه المعدلين محمود بن أبي منصور الناصر استوري - ويعرف بمحمد- بن تكسين- ويعرف بعلي- المضافري التركي الحر، ولم يكتب لهم هذا النسب في سماع قط، توفي والده وهو صغير فكفله جده لأمه أبو حكيم الخبري الفرضي، وأسمعه في صباه شيئا من الحديث يسيرا، وأشغله بحفظ القرآن والتفقه على مذهب الشافعي؛ ثم إنه صحب أبا زكريا التبريزي وقرأ عليه الأدب، وجدّ في طلب الحديث، وصحب أبا منصور بن الجواليقي في قراءة الأدب وسماع الحديث، ثم إنه خالط الحنابلة ومال إليهم، وانتقل عن مذهب الشافعي إلى مذهب ابن حنبل، وكان إماما حافظا صحيح النقل والضبط؛ سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا طاهر محمد بن أبي الصقر الأنباري وأبا عبد الله مالك البانياسي وأبا محمد رزق الله التميمي وأبا الفوارس طراد الزينبي وأبا الخطاب نصر بن البطر وأبا محمد جعفر بن أحمد السراج. وكانت له إجازات قيمة
كابن النقور والصريفيني وابن ماكولا وغيرهم من الغرباء أخذها له ابن ماكولا في رحلته إلى البلاد.
أخبرنا شهاب بن محمود المزكي بهراة قال: حدثنا أبو سعد السمعاني قال: محمد ابن ناصر السلامي أبو الفضل سكن درب الشاكرية، حافظ ثقة ديّن خيّر متقن متثبت، له حظ كامل من اللغة ومعرفة تامة بالمتون والأسانيد، كثير الصّلاة، دائم التلاوة للقرآن، مواظب على صلاة الضحى، غير أنه يحب أن يقع في أعراض [الناس] ويتكلم في حقهم. كان يطالع هذا الكتاب ويلحق على حواشيه بخطه ما يقع له من مثالبهم. سمعت جماعة من شيوخي يذكرون أن ابن ناصر وابن الجواليقي كانا يقرءان الأدب على التبريزي ويسمعان الحديث على المشايخ، فكان الناس يقولون: يخرج ابن ناصر لغوي بغداد وابن الجواليقي محدثها، فانعكس الأمر، فصار ابن ناصر محدث بغداد وابن الجواليقي لغويها.
مولده في ليلة الخميس الخامس عشر من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة.
وتوفي ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شعبان سنة خمسين وخمسمائة. ودفن من الغد بباب حرب- رحمه الله تعالى.
آخر الجزء الأول من المستفاد
الجزء الثاني من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد
انتقاه كاتبه أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي عرف بابن الدمياطي لنفسه ثم لمن شاء الله من بعده عفا الله عنه.
للحافظ أبى عبد الله محمد بن النجار البغدادي
(سم الله الرّحمن الرّحيم) رب يسر وأعن
[حرف الألف]
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156735&book=5528#a40272
مُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ البَغْدَادِيَّ
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَنَصْرَ بنَ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيَّ، وَعَبَّادَ بنَ يَعْقُوْبَ الرَّوَاجِنِيَّ، وَعَمْرَو بنَ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيَّ، وَبُنْدَارَ، وَهَذِهِ الطَّبَقَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مِقْسَمٍ المُقْرِئُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَاملٍ: أَرْبَعَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ لِقَاءهُم: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَرْبَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَالمَعْمَرِيُّ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُم!
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَبُوْهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَعِينُ بِهِ فِي عَمَلِ (التَّارِيْخِ) .
مَاتَ: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ قُدَامَةَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زُهَيْر، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُوْسَى بنُ دَاوُدَ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُر إِحدَانَا إِذَا حَاضَتْ أَنْ تَأْتَزِرَ، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَنَصْرَ بنَ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيَّ، وَعَبَّادَ بنَ يَعْقُوْبَ الرَّوَاجِنِيَّ، وَعَمْرَو بنَ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيَّ، وَبُنْدَارَ، وَهَذِهِ الطَّبَقَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مِقْسَمٍ المُقْرِئُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَاملٍ: أَرْبَعَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ لِقَاءهُم: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى البَرْبَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَالمَعْمَرِيُّ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُم!
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَبُوْهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَعِينُ بِهِ فِي عَمَلِ (التَّارِيْخِ) .
مَاتَ: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبْعِيْنَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ قُدَامَةَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زُهَيْر، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُوْسَى بنُ دَاوُدَ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُر إِحدَانَا إِذَا حَاضَتْ أَنْ تَأْتَزِرَ، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129733&book=5528#6f0bbb
محمد بن شجاع، أبو عبد الله، يعرف بابن الثلجي :
كان فقيه أهل العراق في وقته، وهو من أصحاب الحسن بن زياد اللؤلؤي، وحدّث عن يحيى بن آدم، وإسماعيل بن علية، ووكيع، وأبي أسامة، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن عمر الواقدي. روى عنه: يعقوب بن شيبة، وابن ابنه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، وعبد الوهاب بن أبي حبة، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ثابت البزاز في آخرين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أخبرنا أبو بكر الأبهري، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ شيبة- ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ- أَبُو عَبْدِ الله- حدّثنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ»
. قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: مَا حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَكَ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حدّثنا أبو الحسن محمّد
ابن إبراهيم بن حبيش البغوي قَالَ: وكان ينزل في درب يعقوب الحسين بن أبي مالك، وكان ينزل فيه أيضا محمد بن شجاع الثلجي. ودرب يعقوب منسوب إلى يعقوب بن سوار أحد قواد المهدي. قَالَ: والدرجة إليه منسوبة، وقد رأيت من ولده عدة. قَالَ: ومن ولده المعروف بعبد الله بن يعقوب الثلجي الذي تنصر ببلاد الروم، وليس بينه وبين محمد بن شجاع قرابة.
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثني أبو الحسن عليّ ابن صالح بن أحمد بن الحسن بن صالح البغويّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله الهروي- صاحب محمد بن شجاع الثلجي- قال: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن شجاع الثلجي يقول: ولدت في ثلاثة وعشرين يوما من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة، وتوفي وهو في صلاة العصر ساجدا لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين، ودفن في بيت من داره ملاصقا للمسجد، وأخرج للبيت شباك إلى الطريق، ومدفنه في الدرب المعروف بدرب المعوج الملاصق لدار محمد بن عبد الله بن طاهر.
قَالَ أبو الحسن: وحكى لي جدي أنه سمع أبا عبد الله محمد بن شجاع يقول:
ادفنوني في هذا البيت، فإنه لم يبق فيه طابق إلا ختمت عليه القرآن. وكان محمد بن شجاع يذهب إلى الوقف في القرآن.
فأخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت القواريري يقول قبل أن يموت بعشرة أيام- وذكر ابن الثلجي- فقال: هو كافر. فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت. فقلت له:
ما أكفره إلا بشيء سمعه منه؟ قَالَ: نعم .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بن يحيى بن خاقان، عن عمه أبي عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَحْيَى بْن خاقان أنه سأل أحمد بن حنبل عن ابن الثلجي فقال: مبتدع صاحب هوى .
أَخْبَرَنِي عبد الغفار بن محمّد المؤدّب، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمّد بن خلف وكيع، حدّثنا السّري بن
مكرم قَالَ: بعث المتوكل إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابن الثلجي، ويحيى بن أكتم في ولاية القضاء، فقال: أما ابن الثلجي فلا ولا على حارس .
أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن أبي داود البصريّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قَالَ: فأما محمد بن شجاع الثلجي فكان كذابا، احتال في إبطال الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه .
حدّثني أحمد بن محمّد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الورّاق، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ: محمد بن شجاع الثلجي البغدادي كذاب، لا تحل الرواية عنه لسوء مذهبه، وزيغه عن الدين .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حبيش- من حفظه إملاء- قَالَ: مات محمد بن شجاع في آخر سنة خمس وستين- أو أول سنة ست وستين-.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن شجاع الثلجي كان يتفقه ويقرئ الناس القرآن، مات فجأة وذلك في ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: ولعشر خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين، مات أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الْثلْجيُّ فقيه العراقين في وقته.
كان فقيه أهل العراق في وقته، وهو من أصحاب الحسن بن زياد اللؤلؤي، وحدّث عن يحيى بن آدم، وإسماعيل بن علية، ووكيع، وأبي أسامة، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن عمر الواقدي. روى عنه: يعقوب بن شيبة، وابن ابنه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، وعبد الوهاب بن أبي حبة، وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ثابت البزاز في آخرين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي، أخبرنا أبو بكر الأبهري، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ شيبة- ببغداد- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ- أَبُو عَبْدِ الله- حدّثنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ»
. قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: مَا حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَكَ.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حدّثنا أبو الحسن محمّد
ابن إبراهيم بن حبيش البغوي قَالَ: وكان ينزل في درب يعقوب الحسين بن أبي مالك، وكان ينزل فيه أيضا محمد بن شجاع الثلجي. ودرب يعقوب منسوب إلى يعقوب بن سوار أحد قواد المهدي. قَالَ: والدرجة إليه منسوبة، وقد رأيت من ولده عدة. قَالَ: ومن ولده المعروف بعبد الله بن يعقوب الثلجي الذي تنصر ببلاد الروم، وليس بينه وبين محمد بن شجاع قرابة.
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثني أبو الحسن عليّ ابن صالح بن أحمد بن الحسن بن صالح البغويّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الله أَبُو عَبْد الله الهروي- صاحب محمد بن شجاع الثلجي- قال: سمعت أبا عبد الله محمّد ابن شجاع الثلجي يقول: ولدت في ثلاثة وعشرين يوما من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة، وتوفي وهو في صلاة العصر ساجدا لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين، ودفن في بيت من داره ملاصقا للمسجد، وأخرج للبيت شباك إلى الطريق، ومدفنه في الدرب المعروف بدرب المعوج الملاصق لدار محمد بن عبد الله بن طاهر.
قَالَ أبو الحسن: وحكى لي جدي أنه سمع أبا عبد الله محمد بن شجاع يقول:
ادفنوني في هذا البيت، فإنه لم يبق فيه طابق إلا ختمت عليه القرآن. وكان محمد بن شجاع يذهب إلى الوقف في القرآن.
فأخبرنا الحسن بن علي التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت القواريري يقول قبل أن يموت بعشرة أيام- وذكر ابن الثلجي- فقال: هو كافر. فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت. فقلت له:
ما أكفره إلا بشيء سمعه منه؟ قَالَ: نعم .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه بن يحيى بن خاقان، عن عمه أبي عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَحْيَى بْن خاقان أنه سأل أحمد بن حنبل عن ابن الثلجي فقال: مبتدع صاحب هوى .
أَخْبَرَنِي عبد الغفار بن محمّد المؤدّب، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا محمّد بن خلف وكيع، حدّثنا السّري بن
مكرم قَالَ: بعث المتوكل إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابن الثلجي، ويحيى بن أكتم في ولاية القضاء، فقال: أما ابن الثلجي فلا ولا على حارس .
أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقانيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، حَدَّثَنَا محمد بن علي بن أبي داود البصريّ، حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي قَالَ: فأما محمد بن شجاع الثلجي فكان كذابا، احتال في إبطال الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه .
حدّثني أحمد بن محمّد المستملي، أخبرنا محمّد بن جعفر الورّاق، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قَالَ: محمد بن شجاع الثلجي البغدادي كذاب، لا تحل الرواية عنه لسوء مذهبه، وزيغه عن الدين .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حبيش- من حفظه إملاء- قَالَ: مات محمد بن شجاع في آخر سنة خمس وستين- أو أول سنة ست وستين-.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن شجاع الثلجي كان يتفقه ويقرئ الناس القرآن، مات فجأة وذلك في ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: ولعشر خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين، مات أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الْثلْجيُّ فقيه العراقين في وقته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129601&book=5528#8a327b
مُحَمَّد بْن خلف بْن حَيَّان بْن صدقة بن زياد، أبو بكر الضبي القاضي، المعروف بوكيع :
كان عالما فاضلا عارفا بالسير وأيام الناس وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة منها:
كتاب «الطريق» ، وكتاب «الشريف» ، وكتاب «عدد آي القرآن» والاختلاف فيه.
بلغني أن أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد. فقال: قد كفانا ذاك وكيع. وكتب أخر سوى ذلك، وكان حسن الأخبار. حدث عن الزبير بن بكار، وأبو حذافة السهمي، ومحمد بن الوليد البشري، والحسن بن عرفة، والعلاء بن سالم، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله المخرّميّ، وعليّ بن شعيب، والحسن ابن محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، وعلي ومحمد ابني إشكاب، والعباس بن أبي طالب، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وخلق كثير من أمثالهم. وكان يسكن بالجانب الشرقي في درب أم حكيم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو عليّ بن الصواف، وأبو طالب بن البهلول، ومحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وعلي بْن محمد بن لؤلؤ، وموسى بن جعفر ابن عرفة السمسار، وأبو جعفر بن المتيم، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحافظ قَالَ: أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف بْن حَيَّان بْن صدقة بن زياد البغدادي المعروف بوكيع
القاضي الضبي، كان فاضلا، نبيلا، فصيحا، من أهل القرآن والفقه والنحو، وله تصانيف كثيرة في أخبار القضاة، وفي عدد آي القرآن، وكتاب «الشريف» ، و «الرمي والنضال» ، و «المكاييل والموازين» وغير ذلك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قَالَ:
أنشدنا أبو بكر محمد بن علي كاتب صافي قَالَ: أنشدنا وكيع محمد بن خلف لنفسه:
إذا ما غدت طلابة العلم تبتغي ... من العلم يوما ما يخلد في الكتب
عدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي أذني ودفترها قلبي
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع، قَالَ: أَبُو بَكْر المعروف بوكيع حمل أقل الناس عنه نزرا من الحديث وشيئا من تصانيفه للين شهر به.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قَالَ: مات محمد بن خلف ابن حيان بن صدقة أبو بكر وكيع في يوم الأحد لست بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة. وكان يتقلد على كور الأهواز كلها.
كان عالما فاضلا عارفا بالسير وأيام الناس وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة منها:
كتاب «الطريق» ، وكتاب «الشريف» ، وكتاب «عدد آي القرآن» والاختلاف فيه.
بلغني أن أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد. فقال: قد كفانا ذاك وكيع. وكتب أخر سوى ذلك، وكان حسن الأخبار. حدث عن الزبير بن بكار، وأبو حذافة السهمي، ومحمد بن الوليد البشري، والحسن بن عرفة، والعلاء بن سالم، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله المخرّميّ، وعليّ بن شعيب، والحسن ابن محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، وعلي ومحمد ابني إشكاب، والعباس بن أبي طالب، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وخلق كثير من أمثالهم. وكان يسكن بالجانب الشرقي في درب أم حكيم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، وأبو عليّ بن الصواف، وأبو طالب بن البهلول، ومحمد بْن عُمَر بْن الجعابي، وعلي بْن محمد بن لؤلؤ، وموسى بن جعفر ابن عرفة السمسار، وأبو جعفر بن المتيم، ومحمد بن المظفر، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، أَخْبَرَنَا علي بْن عُمَر الحافظ قَالَ: أَبُو بكر مُحَمَّد بْن خلف بْن حَيَّان بْن صدقة بن زياد البغدادي المعروف بوكيع
القاضي الضبي، كان فاضلا، نبيلا، فصيحا، من أهل القرآن والفقه والنحو، وله تصانيف كثيرة في أخبار القضاة، وفي عدد آي القرآن، وكتاب «الشريف» ، و «الرمي والنضال» ، و «المكاييل والموازين» وغير ذلك.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قَالَ:
أنشدنا أبو بكر محمد بن علي كاتب صافي قَالَ: أنشدنا وكيع محمد بن خلف لنفسه:
إذا ما غدت طلابة العلم تبتغي ... من العلم يوما ما يخلد في الكتب
عدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي أذني ودفترها قلبي
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابْن المنادي وأَنَا أسمع، قَالَ: أَبُو بَكْر المعروف بوكيع حمل أقل الناس عنه نزرا من الحديث وشيئا من تصانيفه للين شهر به.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قَالَ: مات محمد بن خلف ابن حيان بن صدقة أبو بكر وكيع في يوم الأحد لست بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة. وكان يتقلد على كور الأهواز كلها.