عُمَر بْن مُحَمَّد بْن معمر بْن أَحْمَد بن يحيى بن حسان أبو حفص ابن أبى بكر المؤدب، المعروف بابن طبرزد :
من أهل دار القز، سمع الكثير بإفادة أخيه أبى البقاء محمد بن محمد [و] من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وهبة الله بن أحمد الواسطي وأبى غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي المواهب أحمد بن أحمد بن محمد بن ملوك الوراق وأبى بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي على بن عبيد الله بن الزاغونى وأبى بكر محمد بن عمر بن أحمد بن دحروج وأبى الحسن على وأبى الفضل عبد الملك ابني عبد الواحد بن محمد بن الحسن القزاز وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزاز وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبى محمد يحيى بن على بن الصولي وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبي الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام وأبى القاسم على بن طراد الزينبي وخلق كثير غير هؤلاء، وانفرد بالرواية عن جماعة من شيوخه وبقطعة من مروياته، وحدث بالكثير وانتشرت عنه الرواية، وقصده الناس لعلو إسناده، وهو آخر من حدث في الدنيا عن
أبى الحصين وابن البناء وابن ملوك والواسطي وابن الزاغونى وابن دحروج وعلى ابن طراد وغيرهم. وطلب من الشام للسماع عليه فتوجه إلى هناك، وحدث بإربل والموصل وحلب وحران، وأقام بدمشق مدة طويلة، وروى أكثر مسموعاته، وحصل مالا حسنا، وعاد إلى بغداد وأقام بها مدة يحدث إلى أن أدركه أجله، سمعت منه الكثير، وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاته. وكانت أصول سماعاته بيده، وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب حسنا، ويؤدب الصبيان ولم يكن يفهم شيئا من العلم، وكان متهاونا بأمور الدين، رأيته غير مرة يبول من قيام، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء بماء ولا حجر، وكنا نسمع منه يوما أجمع، فنصلي ولا يصلى معنا، ولا يقوم لصلاة، وكان يطلب الأجر على رواية الحديث إلى غير ذلك من سوء طريقته، وحلف ما جمع من الحطام لم يخرج عنه حقا لله عز وجل.
أخبرنا عمر بن المؤدب بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بن محمد بن الحصين قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ المحسن التنوخي أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان أنبأ أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن حنبل حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» .
أخبرنا عمر بن طبرزد بقراءتي عليه أَنْبَأَ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ البناء قراءة عليه أنبا أبو محمد بن على الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ القطيعي حدثنا بشر ابن موسى الأسدى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: لما ورد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قال فجئت في الناس انظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» .
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر أنبأ أبو غالب ابن البناء [أنبأ] أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر محمد ابن العباس بن حيويه حدثنا محمد بن القاسم حدثنا عبد الله بن أبى سعد حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم المؤدب حدثني محمد بن عثمان ابن
ماله حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثني أبان بن تغلب قال: كان عابد من عباد البصرة قال لنا: أتيت البادية فإذا أنا بأعرابية وهي توصي ابنا لها وهي تقول: يا بنى أوصيك بالله يوفقك، وإياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن في صدور الرجال وتفرق بين المحبين، وإياك والعيوب فخليق أن تتخذ غرضا فإن الغرض إذا اعتورته السهام ثلمته وهي ما اشتد منه، وإياك أن تجود بدينك وتبخل بمالك، فحرى أن تجود بمالك وتبخل بدينك، وإذا هززت فهز كريما فإنه يلين بمهرتك، ولا تهز اللئيم فإنه صخرة لن يتفجر ماؤها، يا بنى مثل لنفسك مثالا، فما استحسنته لغيرك فاعمل به وما استقبحته لغيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه، وإياك من كانت مودته بسره، وخالف ذلك فعله، فإن صديقه منه في مثل حال الريح في تصرفها، قال: ثم أمسكت عنه ساعة، قال فقلت: يا أعرابية زيديه قالت: وأعجبك كلام العرب؟ قال قلت:
نعم، قالت: يا بنى اتق البخل فإنه أقبح ما تعامل به الإخوان، فإن ترك مكافأة الإخوان من التطفيف، ومن جمع الحلم والسخاء فقد استجاد الخلة، ثم قالت: ألا أنشدك أبياتا قالها المقنع الكندي؟ قال قلت: بلى، قالت: قال:
زمان خلا ود المقنع أنه ... يؤدب ولم يعط المقنع ما ودا
فإن الذي بيني وبين بنى أبى ... وبين بنى عمى لمختلف جدا
إذا أكلوا لحمى وفرت لحومهم ... وإن هدموا ركني بنيت لهم مجدا
لهم جل مالي إن روانى ذا أغنى ... وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
يلومونني في الدين قومي وإنما ... تدانيت في أشياء تكسبهم حمدا
أخاف عليهم خشية أن يعيروا ... ببخل إذا شدوا على الصرر العقدا
قال عبد الوهاب: وبيت آخر لم أحفظ أوله وحفظت آخره:
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا قال أبو محمد الجوهري: وأنا أحفظ أوله وهو:
ولا أحمل [الحقد] . القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
سألت عمر بن طبرزد عن مولده، فقال: في سنة ست عشرة وخمسمائة، توفى في يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب من سنة سبع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
سمعت القاضي الفقيه أبا القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة بحلب يقول سمعت عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسى يقول: وغالب ظني أننى سمعته من بن هلالة بخراسان قال: رأيت عمر بن طبرزد فيما يرى النائم بعد موته وعليه ثوب أزرق، فقلت له: سألتك بالله ما لقيت بعد موتك؟ فقال لي: إنه في بيت من نار داخل بيت من نار داخل بيت من نار، فقلت له: ولم؟ قال: لأخذ الذهب على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
من أهل دار القز، سمع الكثير بإفادة أخيه أبى البقاء محمد بن محمد [و] من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وهبة الله بن أحمد الواسطي وأبى غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي المواهب أحمد بن أحمد بن محمد بن ملوك الوراق وأبى بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي على بن عبيد الله بن الزاغونى وأبى بكر محمد بن عمر بن أحمد بن دحروج وأبى الحسن على وأبى الفضل عبد الملك ابني عبد الواحد بن محمد بن الحسن القزاز وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزاز وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبى محمد يحيى بن على بن الصولي وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبي الحسن عليّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السَّلام وأبى القاسم على بن طراد الزينبي وخلق كثير غير هؤلاء، وانفرد بالرواية عن جماعة من شيوخه وبقطعة من مروياته، وحدث بالكثير وانتشرت عنه الرواية، وقصده الناس لعلو إسناده، وهو آخر من حدث في الدنيا عن
أبى الحصين وابن البناء وابن ملوك والواسطي وابن الزاغونى وابن دحروج وعلى ابن طراد وغيرهم. وطلب من الشام للسماع عليه فتوجه إلى هناك، وحدث بإربل والموصل وحلب وحران، وأقام بدمشق مدة طويلة، وروى أكثر مسموعاته، وحصل مالا حسنا، وعاد إلى بغداد وأقام بها مدة يحدث إلى أن أدركه أجله، سمعت منه الكثير، وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاته. وكانت أصول سماعاته بيده، وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب حسنا، ويؤدب الصبيان ولم يكن يفهم شيئا من العلم، وكان متهاونا بأمور الدين، رأيته غير مرة يبول من قيام، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء بماء ولا حجر، وكنا نسمع منه يوما أجمع، فنصلي ولا يصلى معنا، ولا يقوم لصلاة، وكان يطلب الأجر على رواية الحديث إلى غير ذلك من سوء طريقته، وحلف ما جمع من الحطام لم يخرج عنه حقا لله عز وجل.
أخبرنا عمر بن المؤدب بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بن محمد بن الحصين قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ المحسن التنوخي أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان أنبأ أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن حنبل حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» .
أخبرنا عمر بن طبرزد بقراءتي عليه أَنْبَأَ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ البناء قراءة عليه أنبا أبو محمد بن على الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ القطيعي حدثنا بشر ابن موسى الأسدى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: لما ورد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قال فجئت في الناس انظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» .
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر أنبأ أبو غالب ابن البناء [أنبأ] أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر محمد ابن العباس بن حيويه حدثنا محمد بن القاسم حدثنا عبد الله بن أبى سعد حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم المؤدب حدثني محمد بن عثمان ابن
ماله حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثني أبان بن تغلب قال: كان عابد من عباد البصرة قال لنا: أتيت البادية فإذا أنا بأعرابية وهي توصي ابنا لها وهي تقول: يا بنى أوصيك بالله يوفقك، وإياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن في صدور الرجال وتفرق بين المحبين، وإياك والعيوب فخليق أن تتخذ غرضا فإن الغرض إذا اعتورته السهام ثلمته وهي ما اشتد منه، وإياك أن تجود بدينك وتبخل بمالك، فحرى أن تجود بمالك وتبخل بدينك، وإذا هززت فهز كريما فإنه يلين بمهرتك، ولا تهز اللئيم فإنه صخرة لن يتفجر ماؤها، يا بنى مثل لنفسك مثالا، فما استحسنته لغيرك فاعمل به وما استقبحته لغيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه، وإياك من كانت مودته بسره، وخالف ذلك فعله، فإن صديقه منه في مثل حال الريح في تصرفها، قال: ثم أمسكت عنه ساعة، قال فقلت: يا أعرابية زيديه قالت: وأعجبك كلام العرب؟ قال قلت:
نعم، قالت: يا بنى اتق البخل فإنه أقبح ما تعامل به الإخوان، فإن ترك مكافأة الإخوان من التطفيف، ومن جمع الحلم والسخاء فقد استجاد الخلة، ثم قالت: ألا أنشدك أبياتا قالها المقنع الكندي؟ قال قلت: بلى، قالت: قال:
زمان خلا ود المقنع أنه ... يؤدب ولم يعط المقنع ما ودا
فإن الذي بيني وبين بنى أبى ... وبين بنى عمى لمختلف جدا
إذا أكلوا لحمى وفرت لحومهم ... وإن هدموا ركني بنيت لهم مجدا
لهم جل مالي إن روانى ذا أغنى ... وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
يلومونني في الدين قومي وإنما ... تدانيت في أشياء تكسبهم حمدا
أخاف عليهم خشية أن يعيروا ... ببخل إذا شدوا على الصرر العقدا
قال عبد الوهاب: وبيت آخر لم أحفظ أوله وحفظت آخره:
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا قال أبو محمد الجوهري: وأنا أحفظ أوله وهو:
ولا أحمل [الحقد] . القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
سألت عمر بن طبرزد عن مولده، فقال: في سنة ست عشرة وخمسمائة، توفى في يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب من سنة سبع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
سمعت القاضي الفقيه أبا القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة بحلب يقول سمعت عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسى يقول: وغالب ظني أننى سمعته من بن هلالة بخراسان قال: رأيت عمر بن طبرزد فيما يرى النائم بعد موته وعليه ثوب أزرق، فقلت له: سألتك بالله ما لقيت بعد موتك؟ فقال لي: إنه في بيت من نار داخل بيت من نار داخل بيت من نار، فقلت له: ولم؟ قال: لأخذ الذهب على حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.