عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب الْقرشِي الْمدنِي أَخُو عبد الله وَكَانَ عبيد الله أكبر مِنْهُ وأخو زيد وواقد وَسَالم وَحَمْزَة مَاتَ قبل سَالم
Al-Kalābādhī (d. 990-5 CE) - al-Hidāya wa-l-irshād (rijāl Ṣaḥīḥ al-Bukhārī) - الكلاباذي - الهداية المعروف برجال صحيح البخاري
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1522 914. عبيد الله بن الاسد الخولاني1 915. عبيد الله بن سعد بن ابراهيم بن سعد1 916. عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد2 917. عبيد الله بن عبد الله بن ابي ثور5 918. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود...5 919. عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب...2920. عبيد الله بن عبد المجيد بن عبيد الله1 921. عبيد الله بن عبيد الرحمن الاشجعي الكوفي...1 922. عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي3 923. عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم2 924. عبيد الله بن عمرو بن ابي الوليد1 925. عبيد الله بن عمرو بن ميسرة ابو سعيد1 926. عبيد الله بن كعب بن مالك5 927. عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن حسان1 928. عبيد الله بن مقسم6 929. عبيد الله بن موسى باذام ابو محمد العبسي...1 930. عبيد بن ابي مريم المكي2 931. عبيد بن اسماعيل2 932. عبيد بن السباق10 933. عبيد بن جريج التيمي المدني2 934. عبيد بن حنين ابو عبد الله1 935. عبيد بن عمير بن قتادة ابو عاصم الليثي...1 936. عبيدة بن حميد ابو عبد الرحمن التيمي2 937. عبيدة بن عمرو ابو مسلم السلماني1 938. عتاب بن بشر ابو الحسن1 939. عتبان بن مالك بن عمرو بن الحارث الانصاري...1 940. عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله2 941. عتبة بن مسلم11 942. عثام بن علي بن الوليد ابو علي الكلابي...1 943. عثمان بن ابي رواد3 944. عثمان بن ابي زرعة3 945. عثمان بن الاسود بن موسى بن باذان الجمحي...1 946. عثمان بن الهيثم بن الجهم ابو عمرو المؤذن...1 947. عثمان بن جبلة بن ابي رواد8 948. عثمان بن صالح بن صفوان ابو يحيى السهمي...1 949. عثمان بن عاصم بن حصين ابو حصين الاسدي...2 950. عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله...2 951. عثمان بن عبد الله بن سراقة ابو عبد الله القرشي...1 952. عثمان بن عبد الله بن موهب5 953. عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي...2 954. عثمان بن عفان بن ابي العاص بن امية4 955. عثمان بن عمر بن فارس ابو محمد البصري2 956. عثمان بن غياث الراسبي6 957. عثمان بن فرقد العطار3 958. عثمان بن محمد بن ابي شيبة3 959. عدي بن ثابت الانصاري الكوفي2 960. عدي بن حاتم ابو طريف الطائي الكوفي1 961. عراك بن مالك الغفاري ثم الكناني المدني...2 962. عروة بن ابي الجعد1 963. عروة بن الحارث ابو فروة الهمداني الكوفي...1 964. عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد2 965. عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي الكوفي...2 966. عزرة بن ثابت بن ابي زيد4 967. عصام بن خالد ابو اسحاق الحضرمي الحمصي...2 968. عطاء ابو الحسن السوائي2 969. عطاء بن ابي رباح9 970. عطاء بن ابي ميمونة ابو معاذ5 971. عطاء بن السائب بن يزيد1 972. عطاء بن صهيب ابو النجاشي4 973. عطاء بن ميناء8 974. عطاء بن يزيد ابو يزيد الليثي ثم الجندعي...1 975. عطاء بن يسار ابو محمد2 976. عطية بن قيس الكلابي الشامي1 977. عفان بن مسلم ابو عثمان الصفار البصري...3 978. عقبة بن خالد بن عقبة بن خالد3 979. عقبة بن صهبان الحداني الازدي3 980. عقبة بن عامر بن عبس ابو اسد2 981. عقبة بن عبد الغافر ابو نهار العوذي الازدي البصري...2 982. عقبة بن عمرو ابو مسعود الانصاري النجاري الكوفي...1 983. عقبة بن وساج البرساني البصري2 984. عقيل بن خالد6 985. عكرمة ابو عبد الله1 986. عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام2 987. عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام...2 988. علقمة بن ابي علقمة7 989. علقمة بن قيس ابو شبل النخعي الكوفي1 990. علقمة بن مرثد الحضرمي الكوفي4 991. علقمة بن وقاص الليثي المديني1 992. علي6 993. علي بن ابراهيم2 994. علي بن ابي طالب9 995. علي بن ابي هاشم2 996. علي بن الاقمر الهمداني الوادعي الكوفي...2 997. علي بن الجعد بن عبيد ابو الحسن الجوهري...2 998. علي بن الحسن بن شقيق بن دينار1 999. علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب2 1000. علي بن الحكم ابو الحكم البناني البصري...2 1001. علي بن الحكم الانصاري المروزي2 1002. علي بن المبارك الهنائي البصري4 1003. علي بن الهيثم6 1004. علي بن حجر بن اياس ابو الحسن السعدي1 1005. علي بن حفص المروزي2 1006. علي بن داود4 1007. علي بن ربيعة الوالبي الاسدي الكوفي4 1008. علي بن سويد بن منجوف ابو الفضل السدوسي...1 1009. علي بن عبد الله بن ابراهيم3 1010. علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح3 1011. علي بن عياش الالهاني الحمصي2 1012. علي بن مدرك ابو مدرك النخعي الكوفي1 1013. علي بن مسلم بن سعيد ابو الحسين الطوسي...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1522 914. عبيد الله بن الاسد الخولاني1 915. عبيد الله بن سعد بن ابراهيم بن سعد1 916. عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد2 917. عبيد الله بن عبد الله بن ابي ثور5 918. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود...5 919. عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب...2920. عبيد الله بن عبد المجيد بن عبيد الله1 921. عبيد الله بن عبيد الرحمن الاشجعي الكوفي...1 922. عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي3 923. عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم2 924. عبيد الله بن عمرو بن ابي الوليد1 925. عبيد الله بن عمرو بن ميسرة ابو سعيد1 926. عبيد الله بن كعب بن مالك5 927. عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن حسان1 928. عبيد الله بن مقسم6 929. عبيد الله بن موسى باذام ابو محمد العبسي...1 930. عبيد بن ابي مريم المكي2 931. عبيد بن اسماعيل2 932. عبيد بن السباق10 933. عبيد بن جريج التيمي المدني2 934. عبيد بن حنين ابو عبد الله1 935. عبيد بن عمير بن قتادة ابو عاصم الليثي...1 936. عبيدة بن حميد ابو عبد الرحمن التيمي2 937. عبيدة بن عمرو ابو مسلم السلماني1 938. عتاب بن بشر ابو الحسن1 939. عتبان بن مالك بن عمرو بن الحارث الانصاري...1 940. عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله2 941. عتبة بن مسلم11 942. عثام بن علي بن الوليد ابو علي الكلابي...1 943. عثمان بن ابي رواد3 944. عثمان بن ابي زرعة3 945. عثمان بن الاسود بن موسى بن باذان الجمحي...1 946. عثمان بن الهيثم بن الجهم ابو عمرو المؤذن...1 947. عثمان بن جبلة بن ابي رواد8 948. عثمان بن صالح بن صفوان ابو يحيى السهمي...1 949. عثمان بن عاصم بن حصين ابو حصين الاسدي...2 950. عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله...2 951. عثمان بن عبد الله بن سراقة ابو عبد الله القرشي...1 952. عثمان بن عبد الله بن موهب5 953. عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي...2 954. عثمان بن عفان بن ابي العاص بن امية4 955. عثمان بن عمر بن فارس ابو محمد البصري2 956. عثمان بن غياث الراسبي6 957. عثمان بن فرقد العطار3 958. عثمان بن محمد بن ابي شيبة3 959. عدي بن ثابت الانصاري الكوفي2 960. عدي بن حاتم ابو طريف الطائي الكوفي1 961. عراك بن مالك الغفاري ثم الكناني المدني...2 962. عروة بن ابي الجعد1 963. عروة بن الحارث ابو فروة الهمداني الكوفي...1 964. عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد2 965. عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي الكوفي...2 966. عزرة بن ثابت بن ابي زيد4 967. عصام بن خالد ابو اسحاق الحضرمي الحمصي...2 968. عطاء ابو الحسن السوائي2 969. عطاء بن ابي رباح9 970. عطاء بن ابي ميمونة ابو معاذ5 971. عطاء بن السائب بن يزيد1 972. عطاء بن صهيب ابو النجاشي4 973. عطاء بن ميناء8 974. عطاء بن يزيد ابو يزيد الليثي ثم الجندعي...1 975. عطاء بن يسار ابو محمد2 976. عطية بن قيس الكلابي الشامي1 977. عفان بن مسلم ابو عثمان الصفار البصري...3 978. عقبة بن خالد بن عقبة بن خالد3 979. عقبة بن صهبان الحداني الازدي3 980. عقبة بن عامر بن عبس ابو اسد2 981. عقبة بن عبد الغافر ابو نهار العوذي الازدي البصري...2 982. عقبة بن عمرو ابو مسعود الانصاري النجاري الكوفي...1 983. عقبة بن وساج البرساني البصري2 984. عقيل بن خالد6 985. عكرمة ابو عبد الله1 986. عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام2 987. عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام...2 988. علقمة بن ابي علقمة7 989. علقمة بن قيس ابو شبل النخعي الكوفي1 990. علقمة بن مرثد الحضرمي الكوفي4 991. علقمة بن وقاص الليثي المديني1 992. علي6 993. علي بن ابراهيم2 994. علي بن ابي طالب9 995. علي بن ابي هاشم2 996. علي بن الاقمر الهمداني الوادعي الكوفي...2 997. علي بن الجعد بن عبيد ابو الحسن الجوهري...2 998. علي بن الحسن بن شقيق بن دينار1 999. علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب2 1000. علي بن الحكم ابو الحكم البناني البصري...2 1001. علي بن الحكم الانصاري المروزي2 1002. علي بن المبارك الهنائي البصري4 1003. علي بن الهيثم6 1004. علي بن حجر بن اياس ابو الحسن السعدي1 1005. علي بن حفص المروزي2 1006. علي بن داود4 1007. علي بن ربيعة الوالبي الاسدي الكوفي4 1008. علي بن سويد بن منجوف ابو الفضل السدوسي...1 1009. علي بن عبد الله بن ابراهيم3 1010. علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح3 1011. علي بن عياش الالهاني الحمصي2 1012. علي بن مدرك ابو مدرك النخعي الكوفي1 1013. علي بن مسلم بن سعيد ابو الحسين الطوسي...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Kalābādhī (d. 990-5 CE) - al-Hidāya wa-l-irshād (rijāl Ṣaḥīḥ al-Bukhārī) - الكلاباذي - الهداية المعروف برجال صحيح البخاري are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=140018&book=5542#7fef93
عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب الْقرشِي الْعَدوي الْمدنِي وَهُوَ أكبر من أَخِيه عبد الله أخرج البُخَارِيّ فِي الْمحصر وغزوة الْحُدَيْبِيَة عَن الزُّهْرِيّ وَنَافِع عَنهُ عَن أَبِيه عبد الله بن عمر وَأخرج فِي الصَّلَاة عَن الزُّهْرِيّ عَنهُ عَن أَبِيه قَالَ أَبُو زرْعَة هُوَ ثِقَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134104&book=5542#2fd6fc
عبيد الله بن عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب، القرشي العدوي:
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. أقدمه هارون الرشيد بغداد ليوليه قضاء المدينة، فأبَى أن يتولاه، ورجع إلى المدينة.
حدّثنا بذلك الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: ولد عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب، عبيد الله بن عمر، وكان من وجوه قريش وكان يلي صدقة عمر بن الخطاب، وكان أمير المؤمنين الرشيد قد بعث إليه فقدم عليه بغداد، فولاه قضاء المدينة، فاستعفاه فلم يعفه، فعرض ليحيى بن خالد فقال: لا والله ما أحسن القضاء [فإن كنت صادقا] فما يسعكم أن تولوا من لا يحسن، وإن كنت كاذبا فلا يحل لكم أن تولوا من يكذب، فأعفي من القضاء وكان امرأ صالحا. حَدَّثَنِي بذلك عمي مصعب بن عبد الله
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. أقدمه هارون الرشيد بغداد ليوليه قضاء المدينة، فأبَى أن يتولاه، ورجع إلى المدينة.
حدّثنا بذلك الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: ولد عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب، عبيد الله بن عمر، وكان من وجوه قريش وكان يلي صدقة عمر بن الخطاب، وكان أمير المؤمنين الرشيد قد بعث إليه فقدم عليه بغداد، فولاه قضاء المدينة، فاستعفاه فلم يعفه، فعرض ليحيى بن خالد فقال: لا والله ما أحسن القضاء [فإن كنت صادقا] فما يسعكم أن تولوا من لا يحسن، وإن كنت كاذبا فلا يحل لكم أن تولوا من يكذب، فأعفي من القضاء وكان امرأ صالحا. حَدَّثَنِي بذلك عمي مصعب بن عبد الله
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64407&book=5542#5ef921
- وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. يكنى أبا عمر. توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64407&book=5542#e96981
عبيد الله بن عمر
قال يحيى: حدثنا عبيد الله، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبى، عن أيمن قال: وأخطأ إنما هو إسماعيل السبيعى فغلط الشيخ فقال: عن الشعبى .
قال يحيى: حدثنا عبيد الله، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبى، عن أيمن قال: وأخطأ إنما هو إسماعيل السبيعى فغلط الشيخ فقال: عن الشعبى .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64407&book=5542#85c75f
عبيد الله بن عمر
- عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري. ويكنى أبا سعيد. وهو من أهل البصرة. وقدم بغداد فنزلها. وقد روى عن حماد بن زيد ويزيد بن زريع وعبد الرحمن ابن مهدي وغيرهم. وكان كثير الحديث ثقة. وتوفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة في أيام التشريق سنة خمس وثلاثين ومائتين. وحضره خلق كثير. ودفن بعسكر المهدي خارج الثلاثة الأبواب. وهو يوم تُوُفّي ابن أربع وثمانين سنة.
- عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري. ويكنى أبا سعيد. وهو من أهل البصرة. وقدم بغداد فنزلها. وقد روى عن حماد بن زيد ويزيد بن زريع وعبد الرحمن ابن مهدي وغيرهم. وكان كثير الحديث ثقة. وتوفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة في أيام التشريق سنة خمس وثلاثين ومائتين. وحضره خلق كثير. ودفن بعسكر المهدي خارج الثلاثة الأبواب. وهو يوم تُوُفّي ابن أربع وثمانين سنة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64407&book=5542#b3a12c
عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
- عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم بن عمر بن الخطاب وأمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب. فولد عبيد الله بن عمر: رباحا وقد روى عنه. وحفصا. وبكارا. وأمهم أبية بنت أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب. وإسماعيل بن عبيد الله. وأمه فضيلة بنت موسى بن عتبة بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عوف. وكان عبيد الله بن عمر يكنى أبا عثمان. فلما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة على أبي جعفر المنصور لزم عبيد الله بن عمر ضيعته واعتزل فيها. ولم يخرج مع محمد. وخرج معه أخواه عبد الله بن عمر العمري وأبو بكر بن عمر أخوه. فقال محمد بن عبد الله لعبد الله بن عمر: فأين أبو عثمان؟ قَالَ: في ضيعته فإذا كنت أنا معك وأبو بكر بن عمر فكان أبا عثمان معنا. فقال محمد: اجل. وكف عنه وعن كل من اعتزل فلم يخرج معه. ولم يكره أحدا على الخروج. فلما انقضى أمر محمد بن عبد الله وقتل. وأمن الناس والبلاد. دخل عبيد الله بن عمر المدينة. فلم يزل بها إلى أن توفي بها سنة سبع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة كثير الحديث حجة.
- عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم بن عمر بن الخطاب وأمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب. فولد عبيد الله بن عمر: رباحا وقد روى عنه. وحفصا. وبكارا. وأمهم أبية بنت أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن الخطاب. وإسماعيل بن عبيد الله. وأمه فضيلة بنت موسى بن عتبة بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عوف. وكان عبيد الله بن عمر يكنى أبا عثمان. فلما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة على أبي جعفر المنصور لزم عبيد الله بن عمر ضيعته واعتزل فيها. ولم يخرج مع محمد. وخرج معه أخواه عبد الله بن عمر العمري وأبو بكر بن عمر أخوه. فقال محمد بن عبد الله لعبد الله بن عمر: فأين أبو عثمان؟ قَالَ: في ضيعته فإذا كنت أنا معك وأبو بكر بن عمر فكان أبا عثمان معنا. فقال محمد: اجل. وكف عنه وعن كل من اعتزل فلم يخرج معه. ولم يكره أحدا على الخروج. فلما انقضى أمر محمد بن عبد الله وقتل. وأمن الناس والبلاد. دخل عبيد الله بن عمر المدينة. فلم يزل بها إلى أن توفي بها سنة سبع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر المنصور. وكان ثقة كثير الحديث حجة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64407&book=5542#7fcd21
عبيد الله بن عمر
ب د ع: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب بْن نفيل الْقُرَشِيّ، أَبُو عِيسَى تقدم نسبه عند أخيه عَبْد اللَّه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان من شجعان قريش وفرسانهم، سَمِعَ أباه، وعثمان بْن عفان، وأبا مُوسَى، وغيرهم.
روى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ: أن عُمَر ضرب ابنه عُبَيْد اللَّه بالدرة، وقَالَ: أتكتني بأبي عِيسَى؟ وهل كَانَ لَهُ من أب؟ !.
وشهد عُبَيْد اللَّه صفين مَعَ معاوية، وقتل فيها، وكان سبب شهوده صفين، أن أبا لؤلؤة لما قتل أباه عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فلما دفن عُمَر مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بَكْر، قيل لعبيد اللَّه: قَدْ رأينا أبا لؤلؤة والهرمزان نجيا، والهرمزان يقلب هَذَا الخنجر بيده، وهو الَّذِي قتل بِهِ عُمَر، ومعهما جفينة، وهو رَجُل من العباد جاء بِهِ سعد بْن أَبِي وقاص يعلم الكتاب بالمدينة وابن فيروز، وكلهم مشرك إلا الهرمزان، فغدا عليهم عُبَيْد اللَّه بالسيف، فقتل الهرمزان وابنته وجفينة، فنهاه النَّاس فلم ينته، وقَالَ: والله لأقتلن من يصغر هَؤُلَاءِ فِي جنبه، فأرسل إِلَيْه صهيب عَمْرو بْن العاص، فأخذ السيف من يده، وصهيب كَانَ قَدْ وصى إِلَيْه عُمَر بالصلاة عَلَيْهِ، ويصلي بالناس إِلَى أن يقوم خليفة، فلما أخذ عَمْرو السيف وثب عَلَيْهِ سعد بْن أَبِي وقاص فتناصبًا، وقَالَ: قتلت جاري وأخفرتني! فحبسه صهيب حتَّى سلمه إِلَى عثمان لما استخلف، فَقَالَ عثمان: أشيروا عليّ فِي هَذَا الرجل الَّذِي فتق فِي الْإِسْلَام ما فتق، فأشار عَلَيْهِ المهاجرون أن يقتله، وقَالَ جماعة منهم عَمْرو بْن العاص: قتل عُمَر أمس ويقتل ابنه اليوم! أبعد اللَّه الهرمزان وجفينة، فتركه وأعطى دية من قتل، وقيل: إنَّما تركه عثمان لأنه قَالَ للمسلمين: من ولي الهرمزان؟ قَالُوا: أنت، قَالَ: لقد عفوت عَنْ عُبَيْد اللَّه، وقيل: إن عثمان سلم عُبَيْد اللَّه إِلَى القماذيان بْن الهرمزان ليقتله بأبيه، قَالَ القماذيان، فأطاف بين النَّاس وكلموني فِي العفو عَنْهُ، فقلت: هَلْ لأحد أن يمنعني مِنْهُ؟ قَالُوا: لا، قلت: أليس إن شئت قتلته؟ قَالُوا: بلى.
قلت: لقد عفوت عَنْهُ.
قَالَ بعض العلماء: لو لم يكن الأمر هكذا لم يقل الطعانون عَلَى عثمان: عدل ست سنين، ولقالوا: إنه ابتدأ أمره بالجور، لأنه عطل حدًا من حدود اللَّه.
وهذا أيضًا فِيهِ نظر، فإنه لو عفا عَنْهُ ابْنُ الهرمزان لم يكن لعلي أن يقتله، وَقَدْ أراد قتله لما ولي الخلافة، ولم يزل عُبَيْد اللَّه كذلك حيًّا حتَّى قتل عثمان، وولي عليّ الخلافة، وكان رأيه أن يقتل عُبَيْد اللَّه، فأراد قتله فهرب مِنْهُ إِلَى معاوية، وشهد معه صفين، وكان عَلَى الخيل، فقتل فِي بعض أيام صفين قتلته رَبِيعة، وكان عَلَى رَبِيعة زياد بْن خَصَفَة الربعي، فأتت امْرَأَة عُبَيْد اللَّه، وهي بحرية ابْنَة هانئ الشيباني تطلب جثته، فَقَالَ زياد: خذيها، فأخذتها ودفنته.
وكان طويلًا، قيل: لما حملته زوجته عَلَى بغل كَانَ معترضًا عَلَيْهِ، وصلت يداه ورجلاه إِلَى الأرض، ولما قتل اشترى معاوية سيفه، وهو سيف عُمَر، فبعث بِهِ إِلَى عَبْد اللَّه بْن عُمَر، وقيل: بل قتله رَجُل من همدان، وقيل: قتله عمار بْن يسار، وقيل: قتله رَجُل من بني حنيفة، وحنيفة من رَبِيعة، وكانت صفين فِي ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
ب د ع: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب بْن نفيل الْقُرَشِيّ، أَبُو عِيسَى تقدم نسبه عند أخيه عَبْد اللَّه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان من شجعان قريش وفرسانهم، سَمِعَ أباه، وعثمان بْن عفان، وأبا مُوسَى، وغيرهم.
روى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ: أن عُمَر ضرب ابنه عُبَيْد اللَّه بالدرة، وقَالَ: أتكتني بأبي عِيسَى؟ وهل كَانَ لَهُ من أب؟ !.
وشهد عُبَيْد اللَّه صفين مَعَ معاوية، وقتل فيها، وكان سبب شهوده صفين، أن أبا لؤلؤة لما قتل أباه عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فلما دفن عُمَر مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بَكْر، قيل لعبيد اللَّه: قَدْ رأينا أبا لؤلؤة والهرمزان نجيا، والهرمزان يقلب هَذَا الخنجر بيده، وهو الَّذِي قتل بِهِ عُمَر، ومعهما جفينة، وهو رَجُل من العباد جاء بِهِ سعد بْن أَبِي وقاص يعلم الكتاب بالمدينة وابن فيروز، وكلهم مشرك إلا الهرمزان، فغدا عليهم عُبَيْد اللَّه بالسيف، فقتل الهرمزان وابنته وجفينة، فنهاه النَّاس فلم ينته، وقَالَ: والله لأقتلن من يصغر هَؤُلَاءِ فِي جنبه، فأرسل إِلَيْه صهيب عَمْرو بْن العاص، فأخذ السيف من يده، وصهيب كَانَ قَدْ وصى إِلَيْه عُمَر بالصلاة عَلَيْهِ، ويصلي بالناس إِلَى أن يقوم خليفة، فلما أخذ عَمْرو السيف وثب عَلَيْهِ سعد بْن أَبِي وقاص فتناصبًا، وقَالَ: قتلت جاري وأخفرتني! فحبسه صهيب حتَّى سلمه إِلَى عثمان لما استخلف، فَقَالَ عثمان: أشيروا عليّ فِي هَذَا الرجل الَّذِي فتق فِي الْإِسْلَام ما فتق، فأشار عَلَيْهِ المهاجرون أن يقتله، وقَالَ جماعة منهم عَمْرو بْن العاص: قتل عُمَر أمس ويقتل ابنه اليوم! أبعد اللَّه الهرمزان وجفينة، فتركه وأعطى دية من قتل، وقيل: إنَّما تركه عثمان لأنه قَالَ للمسلمين: من ولي الهرمزان؟ قَالُوا: أنت، قَالَ: لقد عفوت عَنْ عُبَيْد اللَّه، وقيل: إن عثمان سلم عُبَيْد اللَّه إِلَى القماذيان بْن الهرمزان ليقتله بأبيه، قَالَ القماذيان، فأطاف بين النَّاس وكلموني فِي العفو عَنْهُ، فقلت: هَلْ لأحد أن يمنعني مِنْهُ؟ قَالُوا: لا، قلت: أليس إن شئت قتلته؟ قَالُوا: بلى.
قلت: لقد عفوت عَنْهُ.
قَالَ بعض العلماء: لو لم يكن الأمر هكذا لم يقل الطعانون عَلَى عثمان: عدل ست سنين، ولقالوا: إنه ابتدأ أمره بالجور، لأنه عطل حدًا من حدود اللَّه.
وهذا أيضًا فِيهِ نظر، فإنه لو عفا عَنْهُ ابْنُ الهرمزان لم يكن لعلي أن يقتله، وَقَدْ أراد قتله لما ولي الخلافة، ولم يزل عُبَيْد اللَّه كذلك حيًّا حتَّى قتل عثمان، وولي عليّ الخلافة، وكان رأيه أن يقتل عُبَيْد اللَّه، فأراد قتله فهرب مِنْهُ إِلَى معاوية، وشهد معه صفين، وكان عَلَى الخيل، فقتل فِي بعض أيام صفين قتلته رَبِيعة، وكان عَلَى رَبِيعة زياد بْن خَصَفَة الربعي، فأتت امْرَأَة عُبَيْد اللَّه، وهي بحرية ابْنَة هانئ الشيباني تطلب جثته، فَقَالَ زياد: خذيها، فأخذتها ودفنته.
وكان طويلًا، قيل: لما حملته زوجته عَلَى بغل كَانَ معترضًا عَلَيْهِ، وصلت يداه ورجلاه إِلَى الأرض، ولما قتل اشترى معاوية سيفه، وهو سيف عُمَر، فبعث بِهِ إِلَى عَبْد اللَّه بْن عُمَر، وقيل: بل قتله رَجُل من همدان، وقيل: قتله عمار بْن يسار، وقيل: قتله رَجُل من بني حنيفة، وحنيفة من رَبِيعة، وكانت صفين فِي ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64407&book=5542#254fbe
عبيد الله بْن عُمَر
(2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، روى عَنْهُ قتادة، حديثه في الْبَصْرِيّين.
(2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، روى عَنْهُ قتادة، حديثه في الْبَصْرِيّين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64407&book=5542#d11de2
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
الْحِيرَةِ «2» وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ
.... الْحِيرَةِ «» وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فضربته بالسيف فلمّا وجد حس السيف صلب بين عينيه. وانطلق عبيد الله فقتل ابْنَة أَبِي لؤلؤة. وكانت تدعي الْإِسْلَام. وأراد عُبَيْد اللَّه ألا يترك سبيا بالمدينة يومئذٍ إِلَّا قتلة. فاجتمع المهاجرون الأولون فأعظموا ما صنع عُبَيْد اللَّه من قتل هَؤُلَاءِ واشتدوا عليه وزجروه عَنِ السبي فقال: والله لأقتلنهم وغيرهم. يعرض بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ. فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يرفق بِهِ حَتَّى دفع إِلَيْهِ سيفه فأتاه سَعْد فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حجز بينهما النَّاس. فأقبل عثمان وذلك فِي الثلاثة الأيام الشورى قبل أن يبايع لَهُ حَتَّى أخذ برأس عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر وأخذ عُبَيْد اللَّه برأسه. ثُمَّ حجز بينهما. وأظلمت الأرض يومئذٍ عَلَى النَّاس فعظم ذَلِكَ فِي صدور النَّاس وأشفقوا أن تكون عقوبة حين قَتَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لؤلؤة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَيُنَاصِي عُثْمَانَ وَإِنَّ عُثْمَانَ لَيَقُولُ: قَاتَلَكَ اللَّهُ قَتَلْتَ رَجُلا يُصَلِّي وَصَبِيَّةً صَغِيرَةً وَآخَرَ مِنْ ذِمَّةِ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا فِي الْحَقِّ تَرْكُكَ. قَالَ فَعَجِبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ وَلِيَ كَيْفَ تَرَكَهُ. وَلَكِنْ عَرَفْتُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَلَفَتَهُ عَنْ رَأْيِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: جَعَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُنَاصِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حِينَ قَتَلَ الْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ. وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ وَهُوَ يُنَاصِيهُ: لا أُسْدَ إِلا أَنْتَ تَنْهِتُ وَاحِدًا ... وَغَالَتْ أَسْوَدَ الأَرْضِ عَنْكَ الْغَوَائِلُ وَالشِّعْرُ لِكِلابِ بْنِ عِلاطٍ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاطٍ. فقال عبيد الله: تعلم أني لحم لا تُسِيغُهُ ... فَكُلْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ مَا كُنْتَ آكِلا فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُ عُبَيْدَ اللَّهِ وَيَرْفُقُ بِهِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفَهُ مِنْهُ وَحُبِسَ فِي السِّجْنِ حَتَّى أَطْلَقَهُ عُثْمَانُ حِينَ وَلِيَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: مَا كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ إِلا كَهَيْئَةِ السبع الجرب يَعْتَرِضُ الْعَجَمَ بِالسَّيْفِ حَتَّى حُبِسَ فِي السِّجْنِ. فَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ عُثْمَانَ إِنْ وَلِيَ سَيَقْتُلُهُ لِمَا كُنْتُ أَرَاهُ صَنَعَ بِهِ. كَانَ هُوَ وَسَعْدٌ أَشَدُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهِ. لَكِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَلَّمَ عُثْمَانَ حَتَّى تَرَكَهُ. فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: لَوْ قَدَرْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَلِي سُلْطَانٌ لاقْتَصَصْتُ مِنْهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ أَنْ يَقْتُلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ دَعَا الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي قَتْلِ هَذَا الَّذِي فَتَقَ فِي الدِّينِ مَا فَتَقَ. فَأَجْمَعَ رَأْيُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُشَجِّعُونَ عُثْمَانَ عَلَى قَتْلِهِ. وَقَالَ جُلَّ النَّاسِ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْهُرْمُزَانَ وَجُفَيْنَةَ. يُرِيدُونَ يُتْبِعُونَ عُبَيْدَ اللَّهِ أَبَاهُ. فَكَثُرَ ذَلِكَ الْقَوْلُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ قَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى النَّاسِ فَأَعْرِضْ عَنْهُ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ كَلامِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ عُثْمَانَ اسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ فَأَجْمَعُوا عَلَى دِيَتِهِمَا وَلا يَقْتُلُ بِهِمَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. وَكَانَا قَدْ أَسْلَمَا وَفَرَضَ لَهُمَا عُمَرُ. وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا بُويِعَ لَهُ أَرَادَ قَتْلَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ فَقُتِلَ بِصِفِّينَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدُ فَقِيلَ هُوَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ يَقُولُ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ دَعَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيًّا كَمَا تَرَى فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَدْ حَامَتْ عَلَيْهِ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى خِبَائِهِ فَلَبِسَ سِلاحَهُ ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ أَنْ يُقْتَلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى حَالِهِ فَقَالَ لَهُ مَوْلَى لَهُ: فِدَاكَ أَبِي! إِنَّ مُعَاوِيَةَ إِنَّمَا يُقَدِّمُكَ لِلْمَوْتِ. إِنْ كَانَ لَكَ الظَّفَرُ فَهُوَ يَلِي وَإِنْ قُتِلْتَ اسْتَرَاحَ مِنْكَ وَمِنْ ذِكْرِكَ فَأَطِعْنِي وَاعْتَلَّ. قَالَ: وَيْحَكَ قَدْ عَرَفْتُ مَا قُلْتَ. فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئٍ: مَا لِي أَرَاكَ مُشَمِّرًا؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَمِيرِي أَنْ أَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ. قَالَتْ: هُوَ وَاللَّهِ مِثْلُ التَّابُوتِ لَمْ يَحْمِلْهُ أَحَدٌ قَطُّ إِلا قُتِلَ. أَنْتَ تُقْتَلُ وَهُوَ الَّذِي يُرِيدُ مُعَاوِيَةُ. قَالَ: اسْكُتِي وَاللَّهِ لأُكْثِرَنَّ الْقَتْلَ فِي قَوْمِكِ الْيَوْمَ. فَقَالَتْ: لا يُقْتَلُ هَذَا. خَدَعَكَ مُعَاوِيَةُ وَغَرَّكَ مِنْ نَفْسِكِ وَثَقُلَ عَلَيْهِ مَكَانُكَ. قَدْ أَبْرَمَ هَذَا الأَمْرَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَبْلَ الْيَوْمِ فِيكَ. لَوْ كُنْتَ مَعَ عَلِيٍّ أَوْ جَلَسْتَ فِي بَيْتِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ. قد فعل ذَلِكَ أَخُوكَ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: اسْكُتِي. وهو يبتسم ضَاحِكًا. لَتَرَيِنَّ الأُسَارَى مِنْ قَوْمِكِ حَوْلَ خِبَائِكَ هَذَا. قَالَتْ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي رَاكِبَةٌ دَابَّتِي إِلَى قَوْمِي أَطْلُبُ جَسَدَكَ أُوَارِيهُ. إِنَّكَ مَخْدُوعٌ. إِنَّمَا تُمَارِسُ قَوْمًا غُلْبَ الرِّقَابِ فِيهِمُ الْحَرُونُ يَنْظُرُونَهُ نظر القوم إلى الهلاك لو أَمَرَهُمْ بِتَرْكِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا ذَاقُوهُ. قَالَ: أَقْصِرِي مِنَ الْعَذْلِ فَلَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا طَاعَةٌ. فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَضَمَّ إِلَيْهِ الشَّهْبَاءَ. وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. وَضَمَّ إِلَيْهِ ثَمَانِيَةَ آلافٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمْ ذُو الْكَلاعِ فِي حِمْيَرَ. فَقَصَدُوا يَؤُمُّونَ عَلِيًّا فَلَمَّا رَأَتْهُمْ رَبِيعَةُ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَشَرَعُوا الرِّمَاحَ حَتَّى إِذَا غَشُوهُمْ ثَارُوا إِلَيْهِمْ وَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ لَيْسَ فِيهِمْ إِلا الأَسَلُ وَالسُّيُوفُ. وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَقُتِلَ ذُو الْكَلاعِ. وَالَّذِي قَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ زِيَادُ بْنُ خَصَفَةَ التَّيْمِيُّ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لامْرَأَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ: لَوْ أَتَيْتِ قَوْمَكِ فَكَلَّمْتِهِمْ فِي جَسَدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. فَرَكِبَتْ إِلَيْهِمْ وَمَعَهَا مَنْ يَجِيرُهَا فَأَتَتْهُمْ فَانْتَسَبَتْ فَقَالُوا: قَدْ عَرَفْنَاكِ. مَرْحَبًا بِكِ فَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: هَذَا الْجَسَدُ الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ فَأْذَنُوا لِي فِي حَمْلِهِ. فَوَثَبَ شَبَابٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فَوَضَعُوهُ عَلَى بَغْلٍ وَشَدُّوهُ وَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ إلى عَسْكَرِ مُعَاوِيَةَ فَتَلَقَّاهَا مُعَاوِيَةُ بِسَرِيرٍ فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ وَحَفَرَ لَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: قُتِلَ ابْنُ الْفَارُوقِ فِي طَاعَةِ خَلِيفَتِكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ رَحِمَهُ وَوَفَّقَهُ لِلْخَيْرِ. قَالَ تَقُولُ بَحْرِيَّةُ وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ وَبَلَغَهَا مَا يَقُولُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَتْ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَجَّلْتَ لَهُ يُتْمَ وَلَدِهِ وَذَهَابَ نَفْسِهِ ثُمَّ الْخَوْفَ عَلَيْهِ لِمَا بَعْدُ أَعْظَمُ الأَمْرِ. فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ كَلامُهَا فَقَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَلا تَرَى مَا تَقُولُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَعَجَبٌ لَكَ. مَا تُرِيدُ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ شَيْئًا؟ فو الله لَقَدْ قَالُوا فِي خَيْرٍ مِنْكَ وَمِنَّا فَلا يَقُولُونَ فِيكَ؟ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنْ لَمْ تُغْضِ عَمَّا تَرَى كُنْتَ مِنْ نَفْسِكِ فِي غَمٍّ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا وَاللَّهِ رَأْيِي الَّذِي وَرِثْتُ مِنْ أَبِي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي قَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. فَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَتْهُ رَبِيعَةُ. وَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ. وَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. وَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ سَعْدٍ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لَيْلَةً بِصِفِّينَ فِي خَمْسِينَ رَجُلا مِنْ هَمْدَانَ يُرِيدُ أَنْ يَأْتِيَ عَلِيًّا. وَكَانَ يَوْمُنَا يَوْمًا قَدْ عَظُمَ فِيهِ الشَّرُّ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ. فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ مِنْ هَمْدَانَ يُدْعَى مَذْكُورًا قَدْ شَدَّ مِقْوَدَ فَرَسِهِ بِرِجْلِ رَجُلٍ مَقْتُولٍ فَوَقَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الرَّجُلِ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ همدان. فقال له الحسن: ما تصنع هاهنا؟ فَقَالَ: أَضْلَلْتُ أَصْحَابِي فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَأَنَا أَنْتَظِرُ رَجْعَتَهُمْ. قَالَ: مَا هَذَا الْقَتِيلُ؟ قَالَ: لا أَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَيْنَا يَكْشِفْنَا كَشْفًا شَدِيدًا وَبَيْنَ ذَلِكَ يَقُولُ أَنَا الطَّيِّبُ بْنُ الطَّيِّبِ. وَإِذَا ضَرَبَ قَالَ: أَنَا ابْنُ الْفَارُوقِ. فَقَتَلَهُ اللَّهُ بِيَدِي. فَنَزَلَ الْحَسَنُ إِلَيْهِ فَإِذَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَإِذَا سِلاحُهُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ فَأَتَى بِهِ عَلِيًّا فَنَفَّلَهُ عَلِيٌّ سَلَبَهُ وَقَوَّمَهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَوْلايَ بِصِفِّينَ فرأيت عليا بعد ما مَضَى رُبُعُ اللَّيْلِ يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ. فَأَصْبَحُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَالْتَقَوْا وَتَقَاتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ. وَالْتَقَى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَنَا الطَّيِّبُ بْنُ الطَّيِّبِ. فَقَالَ لَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَنْتَ الْخَبِيثُ بْنُ الطَّيِّبُ. فَقَتَلَهُ عَمَّارٌ. وَيُقَالُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْحَضَارِمَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَطَعَ أُذُنَ عَمَّارٍ يَوْمَئِذٍ. وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ أُذُنَ عَمَّارٍ قُطِعَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ.
- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
الْحِيرَةِ «2» وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ
.... الْحِيرَةِ «» وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فضربته بالسيف فلمّا وجد حس السيف صلب بين عينيه. وانطلق عبيد الله فقتل ابْنَة أَبِي لؤلؤة. وكانت تدعي الْإِسْلَام. وأراد عُبَيْد اللَّه ألا يترك سبيا بالمدينة يومئذٍ إِلَّا قتلة. فاجتمع المهاجرون الأولون فأعظموا ما صنع عُبَيْد اللَّه من قتل هَؤُلَاءِ واشتدوا عليه وزجروه عَنِ السبي فقال: والله لأقتلنهم وغيرهم. يعرض بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ. فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يرفق بِهِ حَتَّى دفع إِلَيْهِ سيفه فأتاه سَعْد فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حجز بينهما النَّاس. فأقبل عثمان وذلك فِي الثلاثة الأيام الشورى قبل أن يبايع لَهُ حَتَّى أخذ برأس عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر وأخذ عُبَيْد اللَّه برأسه. ثُمَّ حجز بينهما. وأظلمت الأرض يومئذٍ عَلَى النَّاس فعظم ذَلِكَ فِي صدور النَّاس وأشفقوا أن تكون عقوبة حين قَتَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لؤلؤة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَيُنَاصِي عُثْمَانَ وَإِنَّ عُثْمَانَ لَيَقُولُ: قَاتَلَكَ اللَّهُ قَتَلْتَ رَجُلا يُصَلِّي وَصَبِيَّةً صَغِيرَةً وَآخَرَ مِنْ ذِمَّةِ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا فِي الْحَقِّ تَرْكُكَ. قَالَ فَعَجِبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ وَلِيَ كَيْفَ تَرَكَهُ. وَلَكِنْ عَرَفْتُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَلَفَتَهُ عَنْ رَأْيِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: جَعَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُنَاصِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حِينَ قَتَلَ الْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ. وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ وَهُوَ يُنَاصِيهُ: لا أُسْدَ إِلا أَنْتَ تَنْهِتُ وَاحِدًا ... وَغَالَتْ أَسْوَدَ الأَرْضِ عَنْكَ الْغَوَائِلُ وَالشِّعْرُ لِكِلابِ بْنِ عِلاطٍ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاطٍ. فقال عبيد الله: تعلم أني لحم لا تُسِيغُهُ ... فَكُلْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ مَا كُنْتَ آكِلا فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُ عُبَيْدَ اللَّهِ وَيَرْفُقُ بِهِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفَهُ مِنْهُ وَحُبِسَ فِي السِّجْنِ حَتَّى أَطْلَقَهُ عُثْمَانُ حِينَ وَلِيَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: مَا كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ إِلا كَهَيْئَةِ السبع الجرب يَعْتَرِضُ الْعَجَمَ بِالسَّيْفِ حَتَّى حُبِسَ فِي السِّجْنِ. فَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ عُثْمَانَ إِنْ وَلِيَ سَيَقْتُلُهُ لِمَا كُنْتُ أَرَاهُ صَنَعَ بِهِ. كَانَ هُوَ وَسَعْدٌ أَشَدُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهِ. لَكِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَلَّمَ عُثْمَانَ حَتَّى تَرَكَهُ. فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: لَوْ قَدَرْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَلِي سُلْطَانٌ لاقْتَصَصْتُ مِنْهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ أَنْ يَقْتُلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ دَعَا الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي قَتْلِ هَذَا الَّذِي فَتَقَ فِي الدِّينِ مَا فَتَقَ. فَأَجْمَعَ رَأْيُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُشَجِّعُونَ عُثْمَانَ عَلَى قَتْلِهِ. وَقَالَ جُلَّ النَّاسِ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْهُرْمُزَانَ وَجُفَيْنَةَ. يُرِيدُونَ يُتْبِعُونَ عُبَيْدَ اللَّهِ أَبَاهُ. فَكَثُرَ ذَلِكَ الْقَوْلُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ قَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى النَّاسِ فَأَعْرِضْ عَنْهُ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ كَلامِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ عُثْمَانَ اسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ فَأَجْمَعُوا عَلَى دِيَتِهِمَا وَلا يَقْتُلُ بِهِمَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. وَكَانَا قَدْ أَسْلَمَا وَفَرَضَ لَهُمَا عُمَرُ. وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا بُويِعَ لَهُ أَرَادَ قَتْلَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ فَقُتِلَ بِصِفِّينَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدُ فَقِيلَ هُوَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ يَقُولُ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ دَعَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيًّا كَمَا تَرَى فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَدْ حَامَتْ عَلَيْهِ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى خِبَائِهِ فَلَبِسَ سِلاحَهُ ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ أَنْ يُقْتَلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى حَالِهِ فَقَالَ لَهُ مَوْلَى لَهُ: فِدَاكَ أَبِي! إِنَّ مُعَاوِيَةَ إِنَّمَا يُقَدِّمُكَ لِلْمَوْتِ. إِنْ كَانَ لَكَ الظَّفَرُ فَهُوَ يَلِي وَإِنْ قُتِلْتَ اسْتَرَاحَ مِنْكَ وَمِنْ ذِكْرِكَ فَأَطِعْنِي وَاعْتَلَّ. قَالَ: وَيْحَكَ قَدْ عَرَفْتُ مَا قُلْتَ. فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئٍ: مَا لِي أَرَاكَ مُشَمِّرًا؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَمِيرِي أَنْ أَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ. قَالَتْ: هُوَ وَاللَّهِ مِثْلُ التَّابُوتِ لَمْ يَحْمِلْهُ أَحَدٌ قَطُّ إِلا قُتِلَ. أَنْتَ تُقْتَلُ وَهُوَ الَّذِي يُرِيدُ مُعَاوِيَةُ. قَالَ: اسْكُتِي وَاللَّهِ لأُكْثِرَنَّ الْقَتْلَ فِي قَوْمِكِ الْيَوْمَ. فَقَالَتْ: لا يُقْتَلُ هَذَا. خَدَعَكَ مُعَاوِيَةُ وَغَرَّكَ مِنْ نَفْسِكِ وَثَقُلَ عَلَيْهِ مَكَانُكَ. قَدْ أَبْرَمَ هَذَا الأَمْرَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَبْلَ الْيَوْمِ فِيكَ. لَوْ كُنْتَ مَعَ عَلِيٍّ أَوْ جَلَسْتَ فِي بَيْتِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ. قد فعل ذَلِكَ أَخُوكَ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: اسْكُتِي. وهو يبتسم ضَاحِكًا. لَتَرَيِنَّ الأُسَارَى مِنْ قَوْمِكِ حَوْلَ خِبَائِكَ هَذَا. قَالَتْ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي رَاكِبَةٌ دَابَّتِي إِلَى قَوْمِي أَطْلُبُ جَسَدَكَ أُوَارِيهُ. إِنَّكَ مَخْدُوعٌ. إِنَّمَا تُمَارِسُ قَوْمًا غُلْبَ الرِّقَابِ فِيهِمُ الْحَرُونُ يَنْظُرُونَهُ نظر القوم إلى الهلاك لو أَمَرَهُمْ بِتَرْكِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا ذَاقُوهُ. قَالَ: أَقْصِرِي مِنَ الْعَذْلِ فَلَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا طَاعَةٌ. فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَضَمَّ إِلَيْهِ الشَّهْبَاءَ. وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. وَضَمَّ إِلَيْهِ ثَمَانِيَةَ آلافٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمْ ذُو الْكَلاعِ فِي حِمْيَرَ. فَقَصَدُوا يَؤُمُّونَ عَلِيًّا فَلَمَّا رَأَتْهُمْ رَبِيعَةُ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَشَرَعُوا الرِّمَاحَ حَتَّى إِذَا غَشُوهُمْ ثَارُوا إِلَيْهِمْ وَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ لَيْسَ فِيهِمْ إِلا الأَسَلُ وَالسُّيُوفُ. وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَقُتِلَ ذُو الْكَلاعِ. وَالَّذِي قَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ زِيَادُ بْنُ خَصَفَةَ التَّيْمِيُّ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لامْرَأَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ: لَوْ أَتَيْتِ قَوْمَكِ فَكَلَّمْتِهِمْ فِي جَسَدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. فَرَكِبَتْ إِلَيْهِمْ وَمَعَهَا مَنْ يَجِيرُهَا فَأَتَتْهُمْ فَانْتَسَبَتْ فَقَالُوا: قَدْ عَرَفْنَاكِ. مَرْحَبًا بِكِ فَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: هَذَا الْجَسَدُ الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ فَأْذَنُوا لِي فِي حَمْلِهِ. فَوَثَبَ شَبَابٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فَوَضَعُوهُ عَلَى بَغْلٍ وَشَدُّوهُ وَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ إلى عَسْكَرِ مُعَاوِيَةَ فَتَلَقَّاهَا مُعَاوِيَةُ بِسَرِيرٍ فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ وَحَفَرَ لَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: قُتِلَ ابْنُ الْفَارُوقِ فِي طَاعَةِ خَلِيفَتِكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ رَحِمَهُ وَوَفَّقَهُ لِلْخَيْرِ. قَالَ تَقُولُ بَحْرِيَّةُ وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ وَبَلَغَهَا مَا يَقُولُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَتْ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَجَّلْتَ لَهُ يُتْمَ وَلَدِهِ وَذَهَابَ نَفْسِهِ ثُمَّ الْخَوْفَ عَلَيْهِ لِمَا بَعْدُ أَعْظَمُ الأَمْرِ. فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ كَلامُهَا فَقَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَلا تَرَى مَا تَقُولُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَعَجَبٌ لَكَ. مَا تُرِيدُ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ شَيْئًا؟ فو الله لَقَدْ قَالُوا فِي خَيْرٍ مِنْكَ وَمِنَّا فَلا يَقُولُونَ فِيكَ؟ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنْ لَمْ تُغْضِ عَمَّا تَرَى كُنْتَ مِنْ نَفْسِكِ فِي غَمٍّ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا وَاللَّهِ رَأْيِي الَّذِي وَرِثْتُ مِنْ أَبِي. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي قَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. فَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَتْهُ رَبِيعَةُ. وَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ. وَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. وَقَائِلٌ يَقُولُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ سَعْدٍ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لَيْلَةً بِصِفِّينَ فِي خَمْسِينَ رَجُلا مِنْ هَمْدَانَ يُرِيدُ أَنْ يَأْتِيَ عَلِيًّا. وَكَانَ يَوْمُنَا يَوْمًا قَدْ عَظُمَ فِيهِ الشَّرُّ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ. فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ مِنْ هَمْدَانَ يُدْعَى مَذْكُورًا قَدْ شَدَّ مِقْوَدَ فَرَسِهِ بِرِجْلِ رَجُلٍ مَقْتُولٍ فَوَقَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الرَّجُلِ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ همدان. فقال له الحسن: ما تصنع هاهنا؟ فَقَالَ: أَضْلَلْتُ أَصْحَابِي فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَأَنَا أَنْتَظِرُ رَجْعَتَهُمْ. قَالَ: مَا هَذَا الْقَتِيلُ؟ قَالَ: لا أَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَيْنَا يَكْشِفْنَا كَشْفًا شَدِيدًا وَبَيْنَ ذَلِكَ يَقُولُ أَنَا الطَّيِّبُ بْنُ الطَّيِّبِ. وَإِذَا ضَرَبَ قَالَ: أَنَا ابْنُ الْفَارُوقِ. فَقَتَلَهُ اللَّهُ بِيَدِي. فَنَزَلَ الْحَسَنُ إِلَيْهِ فَإِذَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَإِذَا سِلاحُهُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ فَأَتَى بِهِ عَلِيًّا فَنَفَّلَهُ عَلِيٌّ سَلَبَهُ وَقَوَّمَهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَوْلايَ بِصِفِّينَ فرأيت عليا بعد ما مَضَى رُبُعُ اللَّيْلِ يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ. فَأَصْبَحُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَالْتَقَوْا وَتَقَاتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ. وَالْتَقَى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَنَا الطَّيِّبُ بْنُ الطَّيِّبِ. فَقَالَ لَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَنْتَ الْخَبِيثُ بْنُ الطَّيِّبُ. فَقَتَلَهُ عَمَّارٌ. وَيُقَالُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْحَضَارِمَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَطَعَ أُذُنَ عَمَّارٍ يَوْمَئِذٍ. وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ أُذُنَ عَمَّارٍ قُطِعَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152183&book=5542#f33aa5
عبيد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى
أبو عيسى العدوي من أهل المدينة. أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غزا في خلافة أبيه، وقدم على معاوية بعد قتل عثمان، فكان معه حتى قتل بصفين. وكان قد جعله على الخيل.
خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري، وهو أمير البصرة، فرحب بهما، وسهل، وقال: لو أقدر لكما على أمرٍ أنفعكما به لفعلت، ثم قال: بلى، هاهنا مال من مال الله تعالى أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، فأسلفكما، فتبتاعان به من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤديان
رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح. فقالا: وددنا. ففعل، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال. فلما قدما على عمر قال: أكل الجيش أسلفه كما أسلفكما؟ فقالا: لا، فقال عمر: ابني أمير المؤمنين، فأسلفكما! أديا المال وربحه! قال: فأما عبد الله فسكت، وأما عبيد الله فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين، لو هلك المال، أو نقص لضمناه، فقال: أدياه. فسكت عبد الله، وراجعه عبيد الله. فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراشاً. فقال عمر: قد جعلته قراضاً. فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه، وأخذ عبيد الله وعبد الله نصف ربح ذلك المال.
قال الزبير في تسمية ولد عمر بن الخطاب: وزيداً الأصغر، وعبيد الله ابني عمر؛ وأمهما أم كلثوم بنة جرول بن مالك بن المسيب من خزاعة. وأخوهما لأمهما عبيد الله الأكبر بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم.
قال ابن سعد: وكان الإسلام قد فرق بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر ضرب عبيد الله ابنه بالدرة، وقال: أتكتني بأبي عيسى؟ أو كان له أب؟! عن البهي: أن عبيد الله بن عمر سب المقداد بن عمرو، فقال عمر: علي نذر أن أقطع لسانه. فمشى إليه ناس من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكلموه، فقال: دعوني أقطع لسانه، فلا يسب بعدي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ابن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر - ولم يجرب عليه كذبة قط - قال حين قتل عمر: إني انتهيت إلىالهرمزان وجفنيه وأبي لؤلؤة، وهم نجي، فبغتهم، فثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان، نصابه في وسطه. قال عبد الرحمن: فانظروا بم قتل عمر؟ فنظروا، فإذا الخنجر على النعت الذي نعت عبد الرحمن. قال: فخرج عبيد الله بن عمر مشتملاً
على السيف حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني تنظر إلى فرسٍ لي: وكان الهرمزان خبيراً بالخيل، فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد الله بالسيف، فلما وجد حز السيف قال: لا إله إلا الله. فقتله، ثم أتى جفنية، وكان نصرانياً، فدعاه، فلما أشرف له علاه بالسيف، فصلب جفنية بين عينيه، ثم أتى أبي لؤلؤة، جارية صغيرة، تدعي بالإسلام، فقتلها، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثلاثاً. وأقبل بالسيف صلتاً، وهو يقول: والله لا أترك بالمدينة سبياً إلا قتلته فجعلوا يقولون له: ألق السيف، ويأبى، ويهابون أن يقربوه حتى أتى عمرو بن العاص فقال: أعطني السيف يا بن أخي، فأعطاه إياه، ثم ثار إليه عثمان، فأخذ برأسه، فتناصيا حتى حجز الناس بينهما.
فلما ولي عثمان قال: أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق! فأشار عليه المهاجرون أن يقتله. وقال جماعة الناس: قتل عمر أمس، وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم؟! أبعد الله الهرمزان وجفنيه! فقال عمر بن العاص: يا أمير المؤمنين، إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس سلطان، إنما كان هذا ولاسلطان لك، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين. فتفرق الناس على خطبة عمرو بن العاص، وودى عثمان الرجلين والجارية.
فطعن المسلمون على عثمان، وكان ذلك أول أحداثه، فقال زياد بن لبيد بن بياضة الأنصاري:
أبا عمرو عبيد الله رهن ... فلا تشكك بدفع الهرمزان
فإنك إن حكمت بغير حق ... فمالك بالذي حدثت يدان
كأنك إن فعلت وذاك يجري ... وأسباب الخطا فرسا رهان
وقد قيل: إن عثمان إنما ترك قتله لأن ابن هرمزان عفا عنه. ويؤيد ذلك أن الطعانون على عثمان قالوا: عدل ست سنين، ولو لم يكن كذلك لقالوا: استأنف الجور من لدن ولي لأنه تعطيل حد من محارم الله.
وكان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيد الله بن عمر، فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان، فلم يزل معه.
عن يسار بن عوف قال: لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة وأتيته أنا وعبد الله بن بديل، وهو في دار المختار، فقال له عبد الله بن بديل: اتق الله ياعبيد الله بن عمر، لاتهريقن دمك في هذه الفتنة، وأنت فاتق الله لا تهريقن دمك في هذه الفتنة. قال ابن بديل: أطلب بدم أخي قتل مظلوماً، فقال عبيد الله بن عمر: وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم.
قال يسار: لقد رأيتهما صريعين، هذا في هذا الصف، وهذا في هذا الصف ما بينهما إلا عرض الصف.
قال عبيد الله في سيفٍ ورثه عن أبيه يقال له: ذو الوشاح: من الطويل
إذا كان سيفي ذا الوشاح ومركبي ... الظليم فلم يطلل دم أنا صاحبه
سيعلم من أمسى عدوا مكاشحا ... بأني له مادمت حيا أطالبه
عن أبي رزين قال: كنت مع مولاي بصفين، فرأيت علياً بعدما مضى ربع الليل يطوف على الناس يأمرهما، وينهاهم، فأصبحوا يوم الجمعة، فالتقوا، وتقاتلوا أشد القتال، والتقى عمار بن ياسر، وعبيد الله بن عمر، فقال عبيد الله: أنا الطيب بن الطيب، فقال له عمار بن ياسر: أنت الخبيث بن الطيب. فقتلته عمار. ويقال: قتله رجل من الحضارمة. ويقال: قتله رجل من همدان
ويقال: إن معاوية أقرع بين الناس يومئذٍ، فخرج سهم عبدي الله بن عمر على ربيعة. فأحضر امرأتيه القتال؛ وكانت عنده أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي، وبحرية بنت هانىء بن قبيصة الشيباني. ولقيته ربيعة، وعلى ربيعة الكوفة يومئذ: زياد بن خصفة التيمي، فشدت ربيعة على عبيد الله بن عمر، فقتلته، فلما ضرب فسطاط زياد بن خصفة بقي طنب من الأطناب لم يجدوا له وتداً، فشدوه برجل عبيد الله.
وأقبلت امرأتاه منصرفتين حتى وفقتا عليه، فبكتا عليه، وصاحتا، فخرج زياد بن خصفة، فقيل له: هذه بحرية بنت هانىء بن قبيصة الشيباني، فقال لها: حاجتك يابنة أخي؟ فقالت: زوجي قتيل تدفعه إلي، فقال: نعم، خذيه، فجيء ببغل، فحملته. فذكروا أن يديه ورجليه خطتا بالأرض من البغل، فقال في ذلك كعب بن جعيل التغلبي: من الطويل
ألا إنما تبكي العيون لفارسٍ ... بصفين ولت خيله وهو واقف
تبدل من أسماء أسياف وائلٍ ... وكان فتى لو أخطأته المتالف
تركن عبيد الله بالقاع مسلما ... يمج دماء والعروق نوازف
ينوء وتغشه سبائب من دمٍ ... كما لاح من جيب القميص الكفائف
دعاهن فاستسمعن من أين صوته ... فأقبلن شتى والعيون ذوارف
يحللن عنه زر درعٍ حصينة ... وينفرن منه بعد ذاك معارف
وقد صبرت حول ابن عم محمدٍ ... لدى الموت شهباء المناكب شارف
فما برحوا حتى رأى الله صبرهم ... وحتى أليحت بالأكف المصاحف
بموج ترى الرايات بيضاً كأنها ... إذا اجتنحت للطعن طير عواكف
جزى الله موتانا بصفين خيرما ... أيثيبت عباد غادرتها المواقف
وكان عبيد الله بن عمر بن الخطاب شد يومئذ، فهو يرتجز ويقول:
أنا عبيد الله يميني عمر ... خير قريشٍ قد مضى ومن غبر
إلا نبي الله والشيخ الأغر
وقال أبو زبيد يرثيه: من البسيط
إن الرزية لاناب مصرمة ... قرم تنصله من حاصنٍ عمر
وجفنةٍ كنضيح الحب قد تركت ... بثني صفين يعلو فوقهما الغبر
وظل يرشح مسكا فوقه علق ... كأنما قد في أثوابه الجزر
كم من أخ لي كعدل الموت مهلكه ... أودى فكان نصيبي بعده الذكر
يا أسم صبرا على ماكان من ألم ... تلك الحوادث ملقي ومنتظر
عن نافع قال: أصيب عبيد الله بن عمر يوم صفين، فاشترى معاوية سيفه، فبعث به إلى عبد الله بن عمر. قيل لنافعٍ: هو سيف عمر الذي كان؟ قال: نعم، قلت: فما كانت حليته؟ قال: وجدوا في نعله أربعين درهماً وكانت وقعة صفين في صفر سنة سبع وثلاثين وقيل إنها كانت في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين.
أبو عيسى العدوي من أهل المدينة. أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غزا في خلافة أبيه، وقدم على معاوية بعد قتل عثمان، فكان معه حتى قتل بصفين. وكان قد جعله على الخيل.
خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري، وهو أمير البصرة، فرحب بهما، وسهل، وقال: لو أقدر لكما على أمرٍ أنفعكما به لفعلت، ثم قال: بلى، هاهنا مال من مال الله تعالى أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، فأسلفكما، فتبتاعان به من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤديان
رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح. فقالا: وددنا. ففعل، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال. فلما قدما على عمر قال: أكل الجيش أسلفه كما أسلفكما؟ فقالا: لا، فقال عمر: ابني أمير المؤمنين، فأسلفكما! أديا المال وربحه! قال: فأما عبد الله فسكت، وأما عبيد الله فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين، لو هلك المال، أو نقص لضمناه، فقال: أدياه. فسكت عبد الله، وراجعه عبيد الله. فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراشاً. فقال عمر: قد جعلته قراضاً. فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه، وأخذ عبيد الله وعبد الله نصف ربح ذلك المال.
قال الزبير في تسمية ولد عمر بن الخطاب: وزيداً الأصغر، وعبيد الله ابني عمر؛ وأمهما أم كلثوم بنة جرول بن مالك بن المسيب من خزاعة. وأخوهما لأمهما عبيد الله الأكبر بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم.
قال ابن سعد: وكان الإسلام قد فرق بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر ضرب عبيد الله ابنه بالدرة، وقال: أتكتني بأبي عيسى؟ أو كان له أب؟! عن البهي: أن عبيد الله بن عمر سب المقداد بن عمرو، فقال عمر: علي نذر أن أقطع لسانه. فمشى إليه ناس من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكلموه، فقال: دعوني أقطع لسانه، فلا يسب بعدي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ابن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر - ولم يجرب عليه كذبة قط - قال حين قتل عمر: إني انتهيت إلىالهرمزان وجفنيه وأبي لؤلؤة، وهم نجي، فبغتهم، فثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان، نصابه في وسطه. قال عبد الرحمن: فانظروا بم قتل عمر؟ فنظروا، فإذا الخنجر على النعت الذي نعت عبد الرحمن. قال: فخرج عبيد الله بن عمر مشتملاً
على السيف حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني تنظر إلى فرسٍ لي: وكان الهرمزان خبيراً بالخيل، فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد الله بالسيف، فلما وجد حز السيف قال: لا إله إلا الله. فقتله، ثم أتى جفنية، وكان نصرانياً، فدعاه، فلما أشرف له علاه بالسيف، فصلب جفنية بين عينيه، ثم أتى أبي لؤلؤة، جارية صغيرة، تدعي بالإسلام، فقتلها، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثلاثاً. وأقبل بالسيف صلتاً، وهو يقول: والله لا أترك بالمدينة سبياً إلا قتلته فجعلوا يقولون له: ألق السيف، ويأبى، ويهابون أن يقربوه حتى أتى عمرو بن العاص فقال: أعطني السيف يا بن أخي، فأعطاه إياه، ثم ثار إليه عثمان، فأخذ برأسه، فتناصيا حتى حجز الناس بينهما.
فلما ولي عثمان قال: أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق! فأشار عليه المهاجرون أن يقتله. وقال جماعة الناس: قتل عمر أمس، وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم؟! أبعد الله الهرمزان وجفنيه! فقال عمر بن العاص: يا أمير المؤمنين، إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس سلطان، إنما كان هذا ولاسلطان لك، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين. فتفرق الناس على خطبة عمرو بن العاص، وودى عثمان الرجلين والجارية.
فطعن المسلمون على عثمان، وكان ذلك أول أحداثه، فقال زياد بن لبيد بن بياضة الأنصاري:
أبا عمرو عبيد الله رهن ... فلا تشكك بدفع الهرمزان
فإنك إن حكمت بغير حق ... فمالك بالذي حدثت يدان
كأنك إن فعلت وذاك يجري ... وأسباب الخطا فرسا رهان
وقد قيل: إن عثمان إنما ترك قتله لأن ابن هرمزان عفا عنه. ويؤيد ذلك أن الطعانون على عثمان قالوا: عدل ست سنين، ولو لم يكن كذلك لقالوا: استأنف الجور من لدن ولي لأنه تعطيل حد من محارم الله.
وكان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيد الله بن عمر، فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان، فلم يزل معه.
عن يسار بن عوف قال: لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة وأتيته أنا وعبد الله بن بديل، وهو في دار المختار، فقال له عبد الله بن بديل: اتق الله ياعبيد الله بن عمر، لاتهريقن دمك في هذه الفتنة، وأنت فاتق الله لا تهريقن دمك في هذه الفتنة. قال ابن بديل: أطلب بدم أخي قتل مظلوماً، فقال عبيد الله بن عمر: وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم.
قال يسار: لقد رأيتهما صريعين، هذا في هذا الصف، وهذا في هذا الصف ما بينهما إلا عرض الصف.
قال عبيد الله في سيفٍ ورثه عن أبيه يقال له: ذو الوشاح: من الطويل
إذا كان سيفي ذا الوشاح ومركبي ... الظليم فلم يطلل دم أنا صاحبه
سيعلم من أمسى عدوا مكاشحا ... بأني له مادمت حيا أطالبه
عن أبي رزين قال: كنت مع مولاي بصفين، فرأيت علياً بعدما مضى ربع الليل يطوف على الناس يأمرهما، وينهاهم، فأصبحوا يوم الجمعة، فالتقوا، وتقاتلوا أشد القتال، والتقى عمار بن ياسر، وعبيد الله بن عمر، فقال عبيد الله: أنا الطيب بن الطيب، فقال له عمار بن ياسر: أنت الخبيث بن الطيب. فقتلته عمار. ويقال: قتله رجل من الحضارمة. ويقال: قتله رجل من همدان
ويقال: إن معاوية أقرع بين الناس يومئذٍ، فخرج سهم عبدي الله بن عمر على ربيعة. فأحضر امرأتيه القتال؛ وكانت عنده أسماء بنت عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي، وبحرية بنت هانىء بن قبيصة الشيباني. ولقيته ربيعة، وعلى ربيعة الكوفة يومئذ: زياد بن خصفة التيمي، فشدت ربيعة على عبيد الله بن عمر، فقتلته، فلما ضرب فسطاط زياد بن خصفة بقي طنب من الأطناب لم يجدوا له وتداً، فشدوه برجل عبيد الله.
وأقبلت امرأتاه منصرفتين حتى وفقتا عليه، فبكتا عليه، وصاحتا، فخرج زياد بن خصفة، فقيل له: هذه بحرية بنت هانىء بن قبيصة الشيباني، فقال لها: حاجتك يابنة أخي؟ فقالت: زوجي قتيل تدفعه إلي، فقال: نعم، خذيه، فجيء ببغل، فحملته. فذكروا أن يديه ورجليه خطتا بالأرض من البغل، فقال في ذلك كعب بن جعيل التغلبي: من الطويل
ألا إنما تبكي العيون لفارسٍ ... بصفين ولت خيله وهو واقف
تبدل من أسماء أسياف وائلٍ ... وكان فتى لو أخطأته المتالف
تركن عبيد الله بالقاع مسلما ... يمج دماء والعروق نوازف
ينوء وتغشه سبائب من دمٍ ... كما لاح من جيب القميص الكفائف
دعاهن فاستسمعن من أين صوته ... فأقبلن شتى والعيون ذوارف
يحللن عنه زر درعٍ حصينة ... وينفرن منه بعد ذاك معارف
وقد صبرت حول ابن عم محمدٍ ... لدى الموت شهباء المناكب شارف
فما برحوا حتى رأى الله صبرهم ... وحتى أليحت بالأكف المصاحف
بموج ترى الرايات بيضاً كأنها ... إذا اجتنحت للطعن طير عواكف
جزى الله موتانا بصفين خيرما ... أيثيبت عباد غادرتها المواقف
وكان عبيد الله بن عمر بن الخطاب شد يومئذ، فهو يرتجز ويقول:
أنا عبيد الله يميني عمر ... خير قريشٍ قد مضى ومن غبر
إلا نبي الله والشيخ الأغر
وقال أبو زبيد يرثيه: من البسيط
إن الرزية لاناب مصرمة ... قرم تنصله من حاصنٍ عمر
وجفنةٍ كنضيح الحب قد تركت ... بثني صفين يعلو فوقهما الغبر
وظل يرشح مسكا فوقه علق ... كأنما قد في أثوابه الجزر
كم من أخ لي كعدل الموت مهلكه ... أودى فكان نصيبي بعده الذكر
يا أسم صبرا على ماكان من ألم ... تلك الحوادث ملقي ومنتظر
عن نافع قال: أصيب عبيد الله بن عمر يوم صفين، فاشترى معاوية سيفه، فبعث به إلى عبد الله بن عمر. قيل لنافعٍ: هو سيف عمر الذي كان؟ قال: نعم، قلت: فما كانت حليته؟ قال: وجدوا في نعله أربعين درهماً وكانت وقعة صفين في صفر سنة سبع وثلاثين وقيل إنها كانت في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين.