عبد الله بن ذكوان أبو عبد الرحمن المعروف بأبي الزناد
مولى آل عثمان بن عفان ويقال: مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس.
من كبار فقهاء أهل المدينة ومحدثيها.
روى عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وفد على هشام بن عبد الملك، واستقدمه الوليد بن يزيد ليستفتيه في نكاح زوجته أم سلمة مع جماعة من فقهاء المدينة.
حدث أبو الزناد عن الأعرج عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار.
وحدث أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.
وحدث أيضاً عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في الجسم والمال فلينظر إلى من دونه في المال والجسم.
وكان ذكوان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر، بولادة العجم.
كانت كنية أبي الزناد أبا عبد الرحمن فغلب عليه أبو الزناد، وكان ثقة، كثير الحديث، فصيحاً بصيراً بالعربية، عالماً، عاقلاً، وولي خراج المدينة. توفي بالمدينة فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان سنة ثلاثين ومئة، وهو ابن ست وستين سنة. وكانت كنيته أبو عبد الرحمن، وكان يغضب من أبي الزناد. وقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين ومئة وسنه أربع وستون.
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: كان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.
وكان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتاب وحساب، وكان كاتباً لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة. وكان كاتباً لعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقدم على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشاماً مع ابن شهاب، فسأل ابن شهاب: في أي شهر كان يخرج عثمان العطاء فيه لأهل المدينة؟ قال: لا أدري. قال أبو الزناد: كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلا وجد علمه عنده. قال أبو الزناد: فسألني هشام فقلت: المحرم، فقال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر، هذا علم أفدته اليوم. قال ابن شهاب: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد منه العلم. وكان أبو الزناد معادياً لربيعة بن أبي عبد الرحمن، وكانا فقيهي البلد في زمانهما وكان يعقوب بن أبي سلمة الماجشون يعين ربيعة على أبي الزناد، وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة فقال أبو الزناد: مثلي ومثل الماجشون مثل ذئب كان يلج على أهل قرية، فيأكل صبيانهم ودواجنهم، فاجتمعوا له، وخرجوا في طلبه فهرب منهم، فتقطعوا عنه إلا صاحب فخار، فألح في طلبه، فوقف له الذئب فقال: هؤلاء عذرتهم، أرأيتك أنت، ما لي ولك؟! والله ما كسرت لك فخارة قط. ثم قال: الماجشون مالي وله؟! والله ما كسرت له كبرا ولا برابطاً.
قال المدائني: كان خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم قد ولى أبا الزناد المدينة فقال علي بن الجون الغطفاني:
رأيت الخير عاش لنا فعشنا ... وأحيا لي مكان أبي الزناد
وسار بسيرة الحكمين فينا ... بعدل في الحكومة واقتصاد
قال أبو حنيفة: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة، فقال: ويحك، كف من حظ خير من جراب من علم.
قال الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مئة تابع، من طالب فقه وعلم وشعر، وصنوف، ثم لم يلبث أب بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة. وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من باع من علم.
قال عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه من الأتباع مثلي ما على السلطان بين سائل عن حديث، وبين سائل عن قراءة، وبين سائل عن فريضة، وبين سائل عن حساب، وبين سائل عن عربية، وبين سائل عن شعر.
قال يحيى بن معين: قال مالك بن أنس: أبو الزناد، كان كاتب هؤلاء القوم، يعني: بني أمية، وكان لا يرضاه.
قال عبد الرحمن بن القاسم: سألت مالك بن أنس عمن يحدث بالحديث الذي قالوا: إن شاء الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته، فأنكر ذلك مالك إنكاراً شديداً، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل له: فإن ناساً من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هم؟ فقيل له: محمد بن عجلان عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالماً. وذكر أبا الزناد فقال: إنه لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات. وكان صاحب عمال يتبعهم.
مولى آل عثمان بن عفان ويقال: مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس.
من كبار فقهاء أهل المدينة ومحدثيها.
روى عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وفد على هشام بن عبد الملك، واستقدمه الوليد بن يزيد ليستفتيه في نكاح زوجته أم سلمة مع جماعة من فقهاء المدينة.
حدث أبو الزناد عن الأعرج عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار.
وحدث أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.
وحدث أيضاً عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في الجسم والمال فلينظر إلى من دونه في المال والجسم.
وكان ذكوان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر، بولادة العجم.
كانت كنية أبي الزناد أبا عبد الرحمن فغلب عليه أبو الزناد، وكان ثقة، كثير الحديث، فصيحاً بصيراً بالعربية، عالماً، عاقلاً، وولي خراج المدينة. توفي بالمدينة فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان سنة ثلاثين ومئة، وهو ابن ست وستين سنة. وكانت كنيته أبو عبد الرحمن، وكان يغضب من أبي الزناد. وقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين ومئة وسنه أربع وستون.
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: كان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.
وكان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتاب وحساب، وكان كاتباً لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة. وكان كاتباً لعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقدم على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشاماً مع ابن شهاب، فسأل ابن شهاب: في أي شهر كان يخرج عثمان العطاء فيه لأهل المدينة؟ قال: لا أدري. قال أبو الزناد: كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلا وجد علمه عنده. قال أبو الزناد: فسألني هشام فقلت: المحرم، فقال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر، هذا علم أفدته اليوم. قال ابن شهاب: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد منه العلم. وكان أبو الزناد معادياً لربيعة بن أبي عبد الرحمن، وكانا فقيهي البلد في زمانهما وكان يعقوب بن أبي سلمة الماجشون يعين ربيعة على أبي الزناد، وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة فقال أبو الزناد: مثلي ومثل الماجشون مثل ذئب كان يلج على أهل قرية، فيأكل صبيانهم ودواجنهم، فاجتمعوا له، وخرجوا في طلبه فهرب منهم، فتقطعوا عنه إلا صاحب فخار، فألح في طلبه، فوقف له الذئب فقال: هؤلاء عذرتهم، أرأيتك أنت، ما لي ولك؟! والله ما كسرت لك فخارة قط. ثم قال: الماجشون مالي وله؟! والله ما كسرت له كبرا ولا برابطاً.
قال المدائني: كان خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم قد ولى أبا الزناد المدينة فقال علي بن الجون الغطفاني:
رأيت الخير عاش لنا فعشنا ... وأحيا لي مكان أبي الزناد
وسار بسيرة الحكمين فينا ... بعدل في الحكومة واقتصاد
قال أبو حنيفة: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة، فقال: ويحك، كف من حظ خير من جراب من علم.
قال الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مئة تابع، من طالب فقه وعلم وشعر، وصنوف، ثم لم يلبث أب بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة. وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من باع من علم.
قال عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه من الأتباع مثلي ما على السلطان بين سائل عن حديث، وبين سائل عن قراءة، وبين سائل عن فريضة، وبين سائل عن حساب، وبين سائل عن عربية، وبين سائل عن شعر.
قال يحيى بن معين: قال مالك بن أنس: أبو الزناد، كان كاتب هؤلاء القوم، يعني: بني أمية، وكان لا يرضاه.
قال عبد الرحمن بن القاسم: سألت مالك بن أنس عمن يحدث بالحديث الذي قالوا: إن شاء الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته، فأنكر ذلك مالك إنكاراً شديداً، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل له: فإن ناساً من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هم؟ فقيل له: محمد بن عجلان عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالماً. وذكر أبا الزناد فقال: إنه لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات. وكان صاحب عمال يتبعهم.