Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151482&book=5542#ff9acf
عامر بن واثلة بن عبد الله
ابن عمير بن جابر بن خُميس بن حُدَيّ بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة أبو الطفيل الكناني صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآخر أصحابه موتاً.
قال أبو الطفيل: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يبق على الأرض أحد رآه غيري. قال: قلت له: كيف رأيته؟ قلت: رأيته أبيض، مليحاً، مُقَصداً، إذا مشى كأنه يهوي في صبب.
وحد أبو الطفيل قال: كنت غلاماً أحمل عضو البعير، ورأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم لحماً بالجعرانة، قال: فجاءته امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته.
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام شاب، يطوف بالبيت على راحلته، يستلم الحجر بِمحجَنة.
دخل أبو الطفيل على معاوية، فقال له معاوية: أبا الطفيل، قال: نعم، قال: ألست من قتلة عثمان؟ قال: لا، ولكني ممن حضره فلم ينصره، قال: وما منعك من نصره؟ قال: لم ينصره المهاجرون والأنصار فقال معاوية: أما لقد كان حقه واجباً عليهم أن ينصروه، قال: فما منعك يا أمير المؤمنين من نصره ومعك أهل الشام؟ فقال
معاوية: أما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطفيل ثم قال: أنت وعثمان كما قال الشاعر: " البسيط "
لا اُلفينك بعدَ الموتِ تندُبُني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
فقال له معاوية: يا أبا الطفيل، ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليّاً؟ قال: ثكل العجوز المِقْلات، والشيخ الرَّقوب، ثم ولَى. قال: فكيف حبك له؟ قال: حبّ أم موسى لموسى، وإلى الله أشكو التقصير.
المقلات: التي لا يعيش لها ولد، والرّقوب: الرجل الذي قد يئس أن يولَد له.
كان أبو الطفيل من أصحاب محمد بن الحنفية، وكان ثقة، وكان متشيعاً. وابنه الطفيل بن عامر قتل مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي يوم دير الجماجم.
قال أبو الطفيل.
أدركت ثماني سنين من حياة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وولدت عام أُحُد.
وقيل في اسم جده حُدَي أنه بالحاء المهملة، ووجد في جمهرة ابن الطلبي جُدي بالجيم.
وسئل ممد بن يعقوب الأخرم: لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل؟ قال: لأنه كان يُفرط في التشيع.
دخل عبد الله بن صفوان على ابن الزبير وهو يومئذ بمكة، فقال: أصبحت كما قال الشاعر: " البسيط "
فإن تُصِبك من الأيامِ جائحةٌ ... لمنبكِ منكَ على دنيا ولا دينٍ
فقال: وما ذاك يا أعرج؟ قال: هذا عبد الله بن عباس يفقه الناس، وعبيد الله يطعم الناس، فما بقيا لك؟ فأحفظه ذلك، فأرسل صاحب شرطه عبد الله بن مطيع،
فقال: انطلق إلى ابنَي عباس فقل لهما: بدِّدا عني جمعكما ومن ضوى إليكما من أهل العراق.
وفي رواية أنه أرسل إليهما: إنكما تريدان أن ترفعا راية قد وضعها الله، ففرَّقا من قِبَلكما من مُرّاق أهل العراق.
فقال ابن عباس: قل لابن الزبير: يقول لك ابن عباس: والله ما يأتينا من الناس غير رجلين: رجل طالب علم، ورجل طالب فضل، فأي هذين نمنع؟ فأنشأ أبو الطفيل عامر بن واثلة يقول: " البسيط "
للهِ درُّ الليالي كيف تُضحكنا ... خطوب شتى أعاجيبٌ وتُبكينا
ومثلما تحدثُ الأيام من غِيرَ ... وابنُ الزبير عن الدنيا يُلَهّينا
كنا نجيء ابن عباسٍ فيسبقنا ... فِقهاً ويُكسبنا أجراً ويهدينا
ولا يزال عبيد الله مترعة ... جفانُه مطعماً ضعفى ومسكينا
فاليُمن والدينُ والدنيا بدارهما ... ننالُ منه الذي نبغي إذا شينا
إن النبي هو النورُ الذي كُشِفت ... بهِ عَمايات ماضينا وباقينا
ورهطُه عِصمة في ديننا ولهم ... فضل علينا وحق واجب فينا
ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم ... منا وتؤذيهم فينا وتؤذينا؟
ولست فاعلمه بالأولى به نسباً ... يا بن الزبير ولا الأولى به دينا
لن يجزي الله من أجزى لبعضهم ... في الدين عزاً وفي الأرض تمكينا
قال سيف بن وهب: دخلت على أبي الطفيل بمكة فقال: أتى عليّ تسعون سنة ونصف فكم أتى عليك؟ قلت: أنا ابن ثلاث وثلاثين سنة.
قال علي بن المديني: آخر من بقي من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة سهل بن سَعْد الساعدي، وآخر من بقي بالبصرة أنس بن مالك، وآخر من بقي بالكوفة أبو جُحيفة وهبُ بن عبد الله
السوائي، من بني سواءة بن عامر، وآخر من بقي بالشام عبد الله بن بُسر المازني، من بني مازن بن منصور، وآخر من بقي بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء، وآخر من مات بمكة ممن رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي، ويقال: الحماني.
وكان أبو الطفيل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يقدر يقول إنه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيري.
وتوفي أبو الطفيل سنة مئة. وقيل: بعد المئة من الهجرة. وقيل: سنة اثنتين ومئة. وقيل: سنة سبع ومئة. وقيل: سنة عشر ومئة. وقيل إنه لم يزل باقياً حتى أدركته إمرة عمر بن عبد العزيز، فكتب يستأذنه في القدوم عليه: فقال عمر: ألم تؤمر بلزوم البلد؟