51345. صفوان بن أبي الصهباء التيمي1 51346. صفوان بن أبي عياش1 51347. صفوان بن أبي يزيد1 51348. صفوان بن أبي يزيد الأصم2 51349. صفوان بن أمية2 51350. صفوان بن أمية بن خلف351351. صفوان بن أمية بن خلف أبو وهب1 51352. صفوان بن أمية بن خلف الجمحي1 51353. صفوان بن ابراهيم ابو الربيع العابد1 51354. صفوان بن ابي الصهباء3 51355. صفوان بن ابي الصهباء التيمي2 51356. صفوان بن ابي العلاء1 51357. صفوان بن ابي عياش2 51358. صفوان بن ابي يزيد1 51359. صفوان بن الاصم1 51360. صفوان بن المعطل3 51361. صفوان بن المعطل السلمي2 51362. صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني1 51363. صفوان بن المعطل بن ربيعة1 51364. صفوان بن المعطل بن ربيعة بن خزاعي1 51365. صفوان بن المعطل بن رحضة1 51366. صفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمل السلمي...1 51367. صفوان بن المعطل بن رحيضة السلمي1 51368. صفوان بن المعطل بن رخصة1 51369. صفوان بن المعطل بن رخيصة بن خزاعي1 51370. صفوان بن اليمان2 51371. صفوان بن امية1 51372. صفوان بن امية الجمحي1 51373. صفوان بن امية بن خلف الجمحي1 51374. صفوان بن امية بن خلف بن وهب5 51375. صفوان بن امية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ابو وهب الجمحي القرشي...1 51376. صفوان بن امية بن عمرو السلمي1 51377. صفوان بن بيضاء البدري1 51378. صفوان بن بيضاء وهي امه وابوه وهب1 51379. صفوان بن رستم2 51380. صفوان بن سعد بن حذيفة بن اليمان1 51381. صفوان بن سعد بن حذيفة بن اليمان العبسي الكوفي...1 51382. صفوان بن سعيد بن حذيفة1 51383. صفوان بن سليم8 51384. صفوان بن سليم ابو الحارث الزهري القرشي...1 51385. صفوان بن سليم ابو عبد الله2 51386. صفوان بن سليم القرشي الزهري المدني1 51387. صفوان بن سليم المدني أبو عبد الله1 51388. صفوان بن سليم المدني الزهري الفقيه1 51389. صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف ابو عبد الله...1 51390. صفوان بن صالح أبو عبد الملك الدمشقي1 51391. صفوان بن صالح الثقفي ابو عبد الملك الدمشقي...1 51392. صفوان بن صالح الدمشقي ابو عبد الملك المؤذن...1 51393. صفوان بن صالح بن دينار الدمشقي أبو عبد الملك المؤذن...1 51394. صفوان بن صالح بن صفوان1 51395. صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار1 51396. صفوان بن صفوان1 51397. صفوان بن صفوان بن اسيد1 51398. صفوان بن عبد الرحمن1 51399. صفوان بن عبد الرحمن القرشي2 51400. صفوان بن عبد الرحمن بن صفوان القرشي الجمحي...1 51401. صفوان بن عبد الله4 51402. صفوان بن عبد الله الأكبر1 51403. صفوان بن عبد الله الأكبر بن صفوان بن أمية الجمحي المكي...1 51404. صفوان بن عبد الله الخزاعي1 51405. صفوان بن عبد الله المكي2 51406. صفوان بن عبد الله بن صفوان4 51407. صفوان بن عبد الله بن صفوان بن امية2 51408. صفوان بن عبد الله بن عمرو1 51409. صفوان بن عبد الله بن صفوان بن امية بن خلف الجمحي...1 51410. صفوان بن عبيد1 51411. صفوان بن عسال4 51412. صفوان بن عسال المرادي7 51413. صفوان بن عسال بن الربص بن زاهر1 51414. صفوان بن عسال بن الربض1 51415. صفوان بن عمران الاصم الطائي1 51416. صفوان بن عمران الاصم الطائي الحمصى1 51417. صفوان بن عمرو3 51418. صفوان بن عمرو الاسدي1 51419. صفوان بن عمرو الحمصي1 51420. صفوان بن عمرو السكسكي3 51421. صفوان بن عمرو السلمي1 51422. صفوان بن عمرو بن هرم1 51423. صفوان بن عمرو بن هرم أبو عمرو1 51424. صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي4 51425. صفوان بن عمرو بن هرمز السكسكي الحمصي...1 51426. صفوان بن عياض1 51427. صفوان بن عيسى5 51428. صفوان بن عيسى أبو محمد الزهري1 51429. صفوان بن عيسى أبو محمد الزهري القرشي...1 51430. صفوان بن عيسى ابو محمد الزهري البصري...1 51431. صفوان بن عيسى ابو محمد الزهري القرشي البصري...1 51432. صفوان بن عيسى ابو محمد القرشي الزهري...1 51433. صفوان بن عيسى الزهري القرشي1 51434. صفوان بن عيسى القرشي الزهري القسام البصري...1 51435. صفوان بن قبيصة2 51436. صفوان بن قبيصة أبو قبيصة1 51437. صفوان بن قبيصة ابو قبيصة1 51438. صفوان بن قدامة1 51439. صفوان بن قدامة التميمي1 51440. صفوان بن قدامة المرائي1 51441. صفوان بن قدامة بن سنان بن وهب1 51442. صفوان بن كلبى الصنعاني1 51443. صفوان بن مالك1 51444. صفوان بن محرز3 Prev. 100
«
Previous

صفوان بن أمية بن خلف

»
Next
- صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح. أمه ابنة معمر بن حبيب من بني تميم, وقال أبو اليقظان: أمه ابنة عمير, من بني جمح. يكنى أبا وهب.
صفوان بن أمية بن خلف
ابن وهب بن حذافة بن جُمح بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن وهب القرشي الجمحي المكي له صحبه. أسلم بعد فتح مكة. وشهد اليرموك، وكان أميراً على كُردوس. وقيل: إنه وفد على معاوية، وأقطعه الزقاق المعروف بزقاق صفوان.
حدث عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: زوجني أبي في إمارة عثمان، فدعا قوماً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء صفوان بن أمية، وهو شيخ كبير فقال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: انهسوا اللحم نهساً، فإنه أهنأ، وأمرأ، وأبرأ، وأشهى.
وعن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده قال: قيل لصفوان بن أمية إنه مَنْ لم يهاجر فقد هلك، فدعا براحلته فركبها، فأتى المدينة. قال: فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما جاء بك يا أبا وهب؟! قال: بلغني أنه لا دين لمن لا هجرة له. فقال: ارجع إلى أباطح مكة. قال: فرجع، فدخل المسجد، فتوسد رداءه، فجاءه رجل فسرقه، فأتى به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله، لم يبلغ ردائي ما تٌقطع فيه يد، قد جعلته صدقة عليه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فهلاّ قبل أن تأتيني به؛ فعرف الناس أن لا بأس بالعفو عن الحد ما لم ينته إلى الإمام.
قال الزبير بن بكار: صفان بن أمية، أمه صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. وكان صفوان من مسلمة الفتح. وكان قد هرب حين دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح مكة، فأدركه عُمير بن وهب بن خلف برداء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤمنه، فانصرف معه،
فوقف على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفوان على فرسه، فناداه في جماعة الناس: إن هذا عمر بن وهب يزعم أنك أمنتني على أن لي تسيير شهرين. فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انزل، فقال: لا حتى تبين لي، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انزل ولك تسيير أربعة أشهر. وشهد معه حُنيناً وهو مشرك، واستعاره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلاحاً فقال له: طوعاً أوكرهاً؟ قال: بل طوعاً، عاريَّة مضمومة، فأعاره، ووهب له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين من الغنائم فأكثر له، فقال: أشهد ما طابت بهذه إلا نفس نبيّ، فأسلم، وأقام بمكة. ثم قيل له: لا إسلام لمن لا هجرة له، فقدم المدينة فنزل على العباس فقال: ذاك أبرّ قريش بقريش. ارجع أبا وهب، فإنه لا هجرة بعد الفتح. وقال له: فَمن لأباطح مكة؟ فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات بها.
وفي حديث: ثم رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الجعرانة، فبينا هو يسير في الغنائم ينظر إليها، ومعه صفوان بن أمية. فجعل صفوان ينظر إلى شعب ملىء نعَمّاً، وشاء ورعاء، فأدام إليه النظر، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرمقه، فقال: أبو وهب، يعجبك هذا الشعب؟ قال: نعم. قال: هو لك وما فيه. فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبيّ. أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله. واسلم مكانه.
وعن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد: اللهم، العّن أبا سفيان، اللهم، العَن الحارث، اللهم، العَن صفوان بن أمية، فنزلت: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ أَوْ يَتُوْبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ " فتاب عليهم، فأسلموا، فحسن إسلامهم.
قال عمر بن الخطاب:
لما كان يوم الفتح أرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى صفوان بن أمية بن خلف، وإلى أبي سفيان بن حرب، وإلى الحارث بن هشام. قال عمر: فقلت: قد أمكنني الله عزّ وجلّ منهم، لأعرفنهم ما صنعوا، حتى قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مثلي ومثلكم كما قال يوسف
لإخوته: " لا تَثْرِيْبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ " قال عمر: فانتفضت حياء من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي حديث أن نساءً كُنَّ على عهد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسلْمن بأرضهن، وهو غير مهاجرات، وأزواجهن حين أسلمن كفار، منهن بنت الوليد بن المغيرة، وكانت تحت صفوان بن أمية، فأسلمت يوم الفتح، وهرب زوجها صفوان بن أمية من الإسلام. ولما أمّنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج معه وهو كافر، فشهد حُنيناً والطائف، وهو كافر وامرأته مسلمة. فلم يفرق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين امرأته، حتى أسلم صفوان واستقرت عنده امرأته بذلك النكاح.
وقيل: كانت امرأة صفوان البَغُوم بن المعذَّل، من كنانة.
وفي حديث أنه لما استعار من صفوان أدراعاً من حديد يوم حنين ضاع بعضها فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن شئت غرِمتها لك، فقال: لا، أنا أرغب في الإسلام من ذلك.
وعن صفوان بن أمية قال: لقد أعطاني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين وإنه أبغض الناس إليّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحبّ الخلق إليّ.
وعن معروف بن خَرَّبُوذ قال: من انتهى إليه الشرف من قريش فوصله الإسلام عشرة نفر من عشرة بطون: من هشام، وأمية، ونوفل، وأسد، وعبد الدار، وتيم، ومخزوم، وعدي، وسهم، وجمح.
فمن هاشم: العباس بن عبد المطلب. كان قد سقى في الجاهلية الحجيج وبقي له في الإسلام. ومن بني أمية: أبو سفيان بن حرب. ومن بني نوفل: الحارث بن عامر - قال الزبير: غلط في الحارث بن عامر - ومن بني عبد الدار: عثمان بن أبي طلحة. ومن بني تيم: أبو بكر الصديق ومن بني أسد: يزيد بن زمعة. ومن بني مخزوم: خالد بن الوليد بن المغيرة. ومن بني عدي: عمر بن الخطاب. ومن بني سهم: الحارث بن قيس. ومن بني جمح: صفوان بن أمية.
قال ابن خَرَّبُوذ: صارت مكارم قريش في الجاهلية إلى هؤلاء العشرة، فأدركهم الإسلام فوصل ذلك، لهم، فكذلك كل ما شرف في الجاهلية أدركه الإسلام فوصله.
فكانت سقية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، وحلول الثغر، فإن قريشاً لم تكن تملّك عليها في الجاهلية أحداً. فإذا كانت حرب أقرعوا بين أهل الرئاسة من الذكور، فإذا حضرت الحرب أجلسوه، لايبالون صغيراً كان أو كبيراً، أجلسوه تيمناً به. فلما كان يوم الفجار أقرعوا بين بني هاشم، فكان سهم العباس وهو غلام، فأجلسوه عل تُرْس.
قال ابن خَرَّبوذ: وكان أبو طالب يحضرها، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجيء معه وهو غلام. فإذا جاء أبو طالب هزمت قيس، وإذا لم يجىء هزمت كنانة. فقالوا: لا أبالك لا تغب.
وأما عمارة المسجد فإنها والسقاية كانت إلى العباس بن عبد المطلب، فأما السقاية فإنها معروفة. وأما العمارة فإنها لا يدع أحداً يستب في المسجد الحرام، ولا يقول هُجراً يحملهم على عمارته بالخير، لا يستطيعون لذلك امتناعاً. لأنه قد أجمع ملأ قريش على ذلك، فهم له أعوان، وكان العُقاب عند أبي سفيان راية الرئيس. وكانت العقاب إذا كانت عند رجل أخرجها إذا حمشت الحرب. فإذا اجتمعت قريش على أحد أعطّوه إياه. وإن لم يُجمِعُوا على أحد رأسوا صاحبها.
وكانت الرِّفادة إلى الحارث بن عامر من نوفل. والرفادة: ما كانت قريش تخرج من أموالها في رِفْد منقطع الحاج.
وكانت المشورة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد - وقتل مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الطائف - والمشورة: أن قريشاً لم يجمعوا على أمر إلا عرضوه عليه. فإن وافق رأيهم رأيه سكت، وإلا شغب فيه، فكانوا له إخواناً حتى يرجعوا عنه.
وكانت سِدانة البيت واللواء إلى عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى. والسدانة: الخزانة مع الحجابة، وكانت الأشناق إلى أبي بكر الصديق. والأشناق: الديات. كان إذا حمل شيئاً فسأل فيه قريشاً صدقوه، وأمضوا حِمالته وحمالة من قام معه أبو بكر. فإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
وكانت القبة والأعنة إلى خالد بن الوليد. فأما الأعنة فإنه كان يكون على خيول قريش في الجاهلية في الحروب. وأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش.
وكانت السفارة إلى عمر بن الخطاب: إن وقعت حرب من قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، وإن نافرهم منافِر، أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافراً ومفاخراً ورضُوا به.
وكانت الحكومة والأموال المحجرة إلى الحارث بن قيس بن عدي. والأموال التي يغنمون لآلهتهم.
وكانت الأيسار إلى صفوان بن أمية. والأيسار: الأزلام. فكان لا يسبق بأمر عام حتى يكون هو الذي يجري يَسَره على يديه.
قال أبو عبيدة: وقالوا: إن صفوان بن أمية بن خلف قنطر في الجاهلية، وقنطر أبوه. أي صار له قنطار ذهب.
ولما أعطى عمر أول عطاء أعطاه، وذلك سنة خمس عشرة. وكان صفوان بن أمية قد افترض في أهل القادسية وسهيل بن عمرو.
فلما دعا صفوان وقد رأى ما أخذ أهل بدر ومن بعدهم إلى الفتح، فأعطاه في أهل الفتح أقل مما أخذ من كان قبله أبى أن يقبله وقال: يا أمير المؤمنين، لست معترفاً لأن يكون أكرم مني أحد، ولست آخذاً أقل مما أخذ من هو دوني، أو من هو مثلي. فقال: إنما أعطيتهم على السابقة والقدِيمة في الإسلام لا على الأحساب. قال: فنعم إذن، وأخذ، وقال: أهلُ ذاك هم.
قال أبو محذورة: كنت جالساً عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عناء، فوضعها بين يدي عمر. فدعا عمر ناساً مساكين وأرقّاء من أرقّاء الناس حوله، فأكلوا معه ثم قال عند ذلك: فعل الله بقوم - أو لحى الله قوماً - يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم. فقال صفوان: أما والله ما نرغب عنهم ولكنا نستأثر عليهم. لا نجد من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم.
قال الشعبي: كان صفوان بن أمية يبغض المقابر. فإذا شُعَل نيرانٍ قد أقبلت ومعها جنازة. لما دنوا من المقبرة قالوا: انظروا قبر كذا وكذا. قال: وسمع رجل صوتاً من القبر حزيناً موجعاً يقول: " لخفيف "
أنعمّ اللهُ بالظعينة عينا ... وبمسراكِ يا أمينُ إلينا
جزعاً ما جزعت من ظلمة القب ... ر ومن مسّك التراب أمينا
قال: فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضلوا لحاهم ثم قالوا: هل تدري من أمينة؟ قلت: لا. قالوا: صاحبة السرير هذه، أختها ماتت عام أول. فقال صفوان: قد علمت أن المَيْتَ لا يتكلم فمن أين هذا الصوت؟! بينما عبد الله بن صفوان يدفن أباه أتاه راكب وقال: قتل أمير المؤمنين عثمان فقال: والله ما أدري أي المصيبتين أعظم: موت أبي أو قتل عثمان.
توفي صفوان بن أمية سنة إحدى وأربعين. وقيل: سنة اثنتين وأربعين.
صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح
- صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح. أمه صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. حدثنا خليفة. وقال أبو اليقظان: أمه بنت عمير من بني جمح, يكنى أبا وهب, مات بمكة سنة اثنتين وأربعين.