إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن، أبو معمر الهذلي، وقيل: مولى بني تميم :
من ساكني قطيعة الربيع، كان ينزل درب أبي خلف، وهو هروي الأصل. سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عياش، وَهشيم بْن بشير، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وسفيان بْن عيينة، وخلف بن خليفة، وجرير بن عبد الحميد، ومروان بن معاوية، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث، ويحيى بن يمان. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَاريّ، ومسلم بْن الحجاج وأبو يحيى صاعقة، وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم الحربي، وجعفر بن محمد بن كزال، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّه بن صالح البخاري.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلِ وعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ.
قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو معمّر، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ زَعَمُوا: أَنَّهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاثًا»
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ- أَبُو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ- حدّثنا أبو معمّر، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سفيان الثوري، عن سفيان، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ للمهاجر أن يقيم بعد العصر ثلاثا.
قال أبو علي: غلط فيه أبو معمر، إنما روى هذا سفيان عن رجل من أهل السوق، ويرون أنه حاتم بن إسماعيل.
قلت: أما رواية صالح هذه عن أبي معمر التي ألزمه فيها الغلط بسبب تسميته الرجل الذي روى الثوري عنه هذا الحديث؛ فقد روينا عن عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب- جميعا- عن أبي معمر خلافها، وأنه لم يسم الرجل فيها، ويحتمل أن يكون أبو معمر روى الحديث لصالح كما ذكره، ثم رجع أبو معمر بعد عن ذلك إلى القول الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب.
وقد وافقهما على روايتهما الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن أبي معمر، على أن عثمان بن أبي شيبة أيضا قد روى هذا الحديث عن جرير مثل رواية صالح عن أبي معمر إياه، وهذا الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة وعن حاتم بن إسماعيل جميعا عن عبد الرحمن بن حميد، فأما رواية المعمري عن أبي معمر بموافقة عبد الله ابن أحمد ومحمد بن غالب على قولهما.
فَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سُلَيْمَانُ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ علي المعمّري، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن عبد الحميد، عن سفيان الثوري، عن رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَمْكُثُ أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ فَوْقَ ثَلاثٍ»
. قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ: الرَّجُلُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيُقَالُ هُوَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلا جَرِيرٌ.
قلت: وأرى أن الطبراني حمل حديث عثمان بن أبي شيبة على حديث أبي معمر في ترك تسمية الرجل، لأن المحفوظ عن عثمان أنه كان يسمي الرجل في روايته، كَذَلِكَ:
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، حدّثنا أبي، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ- رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ النُّسُكِ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ»
. وَأَخْبَرَنِي أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حدّثنا جعفر بن أحمد الدّهقان، حدّثنا عثمان بن محمّد، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بن عيينة، عن عبد الرحمن بن حميد بن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُقِيمُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ نسكه ثلاثا»
. أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن النخاس، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة- في المسند- أخبرنا جرير عبد الحميد عن سفيان الثوري عن رجل مِنْ أَهْلِ السُّوقِ يُقَالُ لَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قضاء النسك عن فوق ثلاث»
. قال الباغندي: حدّثنا عبد الله بن محمّد الزّهريّ، حدثنا سفيان بن عيينة بإسناده مثله.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدّثنا محمّد ابن محمّد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة نحو ما تقدم، ولم يذكر حديث عبد الله بن محمد الزهري، وهكذا رواه أبو العباس بن عقدة عن داود بن يحيى عن عثمان بْن أَبِي شيبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمد بن حسنويه النرسي، أخبرنا موسى بن عيسى ابن عبد الله السّرّاج، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ- فِي مَسْجِدِ الجامع- حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ فَوْقَ ثلاثة أيام» .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفّر، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدثنا عثمان بن أبي شيبة- في «المسند» - حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد بالحديث.
وهذا خلاف رواية ابن النخاس التي ذكر الباغندي أن عثمان حدثهم في «المسند» ، فالله أعلم.
وقد رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن عثمان بن أبي شيبة هكذا، ونسب سفيان في روايته إلى أنه الثوري.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، وَأَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ. قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، أخبرنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ النُّسُكِ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ»
. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ.
أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بن محمّد بن غالب الفقيه، حدّثنا عمر بن نوح البجلي، حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا مسدد، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ ثَلاثًا بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ»
. أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: حدثنا الحسين بن فهم- أبو علي- قال: قال لي جعفر الطيالسي: قال يحيى بن معين:
- وذكر أبا معمر- لا صلى الله عليه، ذهب إلى الرقة فحدث بخمسة آلاف حديث، أخطأ في ثلاثة آلاف! قال أبو علي: ما حدث أبو معمر حتى مات يحيى بن معين .
قلت: في هذا القول نظر، ويبعد صحته عند من اعتبر، ولو كان صحيحا لدون
أصحاب الحديث ما غلط أبو معمر فيه لعظمه وفحشه، ولم يغفلوا عنه، كما دونوا ما أخطأ فيه شعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، وغيرهم، مع قلته في اتساع رواياتهم، والأشبه في هذا المعنى :
ما أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي:
سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يحكى: أن أبا معمر حدث بالموصل بنحو ألفي حديث حفظا، فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم بالصحيح من أحاديث كان أخطأ فيها، أحسبه قال- نحو ثلاثين أو أربعين .
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور. قَالَ: - وسئل يحيى بن معين عن أبي معمر الكرخي- فقال: مثل أبي معمر لا يسأل عنه، أنا أعرفه يكتب الحديث وهو غلام، ثقة مأمون .
أخبرني أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرمي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم أن الْعَبَّاس بن محمد بن حاتم حدثهم قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين عَنْ أبي معمر وعن هارون بن معروف فقال: أبو معمر كان أكيس من هارون.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ابن معمر الهروي صاحب سنة وفضل وخير، وهو ثقة ثبت.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة يَقُولُ: كان أَحْمَد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب .
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال: سمعت أحمد ابن علي الديباجي يقول: سمعت عبيد بن شريك يقول: كان أبو معمّر القطيعيّ
من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت إنها سنية. قال: فأخذ في المحنة فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن سلمان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبا معمر- يعني الهذلي- يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، من شك في أنه غير مخلوق فهو جهمي، لا بل شر من جهمي.
أخبرنا عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ السُّتُورِيُّ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يغضب ولا يرضى- وذكر أشياء من هذه الصفات- فهو كافر بالله، إن رأيتموه على بئر فألقوه فيها، بهذا أُدينُ اللَّهَ لأنهم كفار .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: حدّث البخاريّ عن أبي، عن معمر القطيعي، وحدث عن رجل عنه، والرجل هو صاعقة، واسم أبي معمر هذا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، أصله هروي، ثم أقام ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن خلف البزار. قال: مات أبو معمر الهذلي يوم الاثنين للنصف من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين .
من ساكني قطيعة الربيع، كان ينزل درب أبي خلف، وهو هروي الأصل. سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عياش، وَهشيم بْن بشير، وَعبد اللَّه بْن المبارك، وسفيان بْن عيينة، وخلف بن خليفة، وجرير بن عبد الحميد، ومروان بن معاوية، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث، ويحيى بن يمان. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَاريّ، ومسلم بْن الحجاج وأبو يحيى صاعقة، وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم الحربي، وجعفر بن محمد بن كزال، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّه بن صالح البخاري.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلِ وعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ.
قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو معمّر، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ زَعَمُوا: أَنَّهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاثًا»
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ- أَبُو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ- حدّثنا أبو معمّر، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سفيان الثوري، عن سفيان، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ للمهاجر أن يقيم بعد العصر ثلاثا.
قال أبو علي: غلط فيه أبو معمر، إنما روى هذا سفيان عن رجل من أهل السوق، ويرون أنه حاتم بن إسماعيل.
قلت: أما رواية صالح هذه عن أبي معمر التي ألزمه فيها الغلط بسبب تسميته الرجل الذي روى الثوري عنه هذا الحديث؛ فقد روينا عن عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب- جميعا- عن أبي معمر خلافها، وأنه لم يسم الرجل فيها، ويحتمل أن يكون أبو معمر روى الحديث لصالح كما ذكره، ثم رجع أبو معمر بعد عن ذلك إلى القول الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب.
وقد وافقهما على روايتهما الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن أبي معمر، على أن عثمان بن أبي شيبة أيضا قد روى هذا الحديث عن جرير مثل رواية صالح عن أبي معمر إياه، وهذا الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة وعن حاتم بن إسماعيل جميعا عن عبد الرحمن بن حميد، فأما رواية المعمري عن أبي معمر بموافقة عبد الله ابن أحمد ومحمد بن غالب على قولهما.
فَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سُلَيْمَانُ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ علي المعمّري، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن عبد الحميد، عن سفيان الثوري، عن رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَمْكُثُ أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ فَوْقَ ثَلاثٍ»
. قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ: الرَّجُلُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيُقَالُ هُوَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلا جَرِيرٌ.
قلت: وأرى أن الطبراني حمل حديث عثمان بن أبي شيبة على حديث أبي معمر في ترك تسمية الرجل، لأن المحفوظ عن عثمان أنه كان يسمي الرجل في روايته، كَذَلِكَ:
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، حدّثنا أبي، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ- رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ النُّسُكِ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ»
. وَأَخْبَرَنِي أبو سعد الماليني- قراءة- أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حدّثنا جعفر بن أحمد الدّهقان، حدّثنا عثمان بن محمّد، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بن عيينة، عن عبد الرحمن بن حميد بن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُقِيمُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ نسكه ثلاثا»
. أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن النخاس، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة- في المسند- أخبرنا جرير عبد الحميد عن سفيان الثوري عن رجل مِنْ أَهْلِ السُّوقِ يُقَالُ لَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قضاء النسك عن فوق ثلاث»
. قال الباغندي: حدّثنا عبد الله بن محمّد الزّهريّ، حدثنا سفيان بن عيينة بإسناده مثله.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدّثنا محمّد ابن محمّد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة نحو ما تقدم، ولم يذكر حديث عبد الله بن محمد الزهري، وهكذا رواه أبو العباس بن عقدة عن داود بن يحيى عن عثمان بْن أَبِي شيبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن محمد بن حسنويه النرسي، أخبرنا موسى بن عيسى ابن عبد الله السّرّاج، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ- فِي مَسْجِدِ الجامع- حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لا يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ فَوْقَ ثلاثة أيام» .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفّر، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدثنا عثمان بن أبي شيبة- في «المسند» - حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن السائب بن يزيد بالحديث.
وهذا خلاف رواية ابن النخاس التي ذكر الباغندي أن عثمان حدثهم في «المسند» ، فالله أعلم.
وقد رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن عثمان بن أبي شيبة هكذا، ونسب سفيان في روايته إلى أنه الثوري.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، وَأَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ. قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، أخبرنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَمْكُثُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ النُّسُكِ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ»
. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ.
أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بن محمّد بن غالب الفقيه، حدّثنا عمر بن نوح البجلي، حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا مسدد، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ ثَلاثًا بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ»
. أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: حدثنا الحسين بن فهم- أبو علي- قال: قال لي جعفر الطيالسي: قال يحيى بن معين:
- وذكر أبا معمر- لا صلى الله عليه، ذهب إلى الرقة فحدث بخمسة آلاف حديث، أخطأ في ثلاثة آلاف! قال أبو علي: ما حدث أبو معمر حتى مات يحيى بن معين .
قلت: في هذا القول نظر، ويبعد صحته عند من اعتبر، ولو كان صحيحا لدون
أصحاب الحديث ما غلط أبو معمر فيه لعظمه وفحشه، ولم يغفلوا عنه، كما دونوا ما أخطأ فيه شعبة بن الحجاج، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، وغيرهم، مع قلته في اتساع رواياتهم، والأشبه في هذا المعنى :
ما أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي:
سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يحكى: أن أبا معمر حدث بالموصل بنحو ألفي حديث حفظا، فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم بالصحيح من أحاديث كان أخطأ فيها، أحسبه قال- نحو ثلاثين أو أربعين .
أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العبّاسي- حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور. قَالَ: - وسئل يحيى بن معين عن أبي معمر الكرخي- فقال: مثل أبي معمر لا يسأل عنه، أنا أعرفه يكتب الحديث وهو غلام، ثقة مأمون .
أخبرني أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرمي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم أن الْعَبَّاس بن محمد بن حاتم حدثهم قَالَ: سُئِلَ يَحْيَى بْن معين عَنْ أبي معمر وعن هارون بن معروف فقال: أبو معمر كان أكيس من هارون.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ابن معمر الهروي صاحب سنة وفضل وخير، وهو ثقة ثبت.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أبا زرعة يَقُولُ: كان أَحْمَد بْن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب .
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال: سمعت أحمد ابن علي الديباجي يقول: سمعت عبيد بن شريك يقول: كان أبو معمّر القطيعيّ
من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت إنها سنية. قال: فأخذ في المحنة فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، أخبرنا أحمد بن سلمان، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبا معمر- يعني الهذلي- يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، من شك في أنه غير مخلوق فهو جهمي، لا بل شر من جهمي.
أخبرنا عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ السُّتُورِيُّ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يغضب ولا يرضى- وذكر أشياء من هذه الصفات- فهو كافر بالله، إن رأيتموه على بئر فألقوه فيها، بهذا أُدينُ اللَّهَ لأنهم كفار .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: حدّث البخاريّ عن أبي، عن معمر القطيعي، وحدث عن رجل عنه، والرجل هو صاعقة، واسم أبي معمر هذا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، أصله هروي، ثم أقام ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن خلف البزار. قال: مات أبو معمر الهذلي يوم الاثنين للنصف من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين .