علي بن عمر بن مهدي الدارقطني الحافظ المشهور قال أبو الفضل بن طاهر كان له مذهب خفي في التدليس يقول قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان فيوهم أنه سمع منه لكن لا يقول وأنا أسمع.
Ibn Ḥajar al-ʿAsqalānī (d. 1449 CE) - Ṭabaqāt al-mudallisīn - ابن حجر العسقلاني - طبقات المدلسين
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
ز
س
ش
ص
ط
ع
ق
ل
م
ه
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 174 110. عطاء بن يعقوب الكيخاراني3 111. عطية بن سعد العوفي الكوفي1 112. عقبة بن عبد الله الاصم الرفاعي البصري...1 113. عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص بن هشام المخزومي...1 114. عكرمة بن عمار اليماني1 115. علي بن عمر بن مهدي الدارقطني1116. علي بن غالب البصري1 117. علي بن غراب الكوفي القاشي اختلف1 118. عمر بن علي المقدمي4 119. عمر بن علي بن أحمد بن الليث البخاري الليثي أبو مسلم...1 120. عمرو بن حكام5 121. عمرو بن دينار المكي الثقة المشهور1 122. عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي...1 123. عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي1 124. عيسى بن موسى البخاري لقبه غنجار صدوق لكنه...1 125. قتادة بن دعامة السدوسي البصري2 126. لاحق بن حميد أبو مجلز البصري2 127. ليث بن ابي سليم بن زنيم1 128. مالك بن أنس6 129. مالك بن سليمان الهروي2 130. مبارك بن فضالة البصري2 131. محرز بن عبد الله أبو رجاء الجزري3 132. محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني...1 133. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري...1 134. محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النقاش...1 135. محمد بن الحسين البخاري3 136. محمد بن المصفي1 137. محمد بن حماد الطهراني الراوي1 138. محمد بن خازم الكوفي أبو معاوية الضرير...1 139. محمد بن صدقة الفدكي1 140. محمد بن عبد الرحمن الطفاوي8 141. محمد بن عبد الملك الكبير أبو إسماعيل...1 142. محمد بن عجلان المدني5 143. محمد بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب الاخباري...1 144. محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع4 145. محمد بن عيسى بن نجيح أبو جعفر بن الطباع...1 146. محمد بن كثير الصنعاني1 147. محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الحافظ البغدادي أبو بكر...1 148. محمد بن مسلم بن تدرس المكي أبو الزبير...1 149. محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري الفقيه المدني...1 150. محمد بن مهدي بن يزيد الاخميمي1 151. محمد بن يزيد بن خنيس العابد1 152. محمد بن يوسف بن مسدي الحافظ الاندلسي...1 153. مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الاشج4 154. مروان بن معاوية الفزاري6 155. مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري1 156. مصعب بن سعيد أبو خيثمة المصيصي1 157. مقاتل بن حيان النبطي بفتح النون والموحدة أبو بسطام البلخي الخزاز...1 158. مكحول الشامي الفقيه المشهور1 159. موسى بن عقبة المدني1 160. ميمون بن ابي شبيب الربعي أبو نصر الكوفي...1 161. ميمون بن موسى المرئي4 162. هشام بن حسان البصري1 163. هشام بن عروة بن الزبير بن العوام8 164. هشيم بن بشير الواسطي1 165. يحيى بن أبي حية الكلبي أبو جناب1 166. يحيى بن أبي كثير اليماني1 167. يحيى بن سعيد بن قهد بالقاف بن قيس الانصاري المدني...1 168. يزيد بن أبي زياد الكوفي1 169. يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني...2 170. يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي...2 171. يزيد بن هارون الواسطي2 172. يعقوب بن عطاء بن أبي رباح4 173. يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي...1 174. يونس بن عبيد البصري1 ◀ Prev. 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 174 110. عطاء بن يعقوب الكيخاراني3 111. عطية بن سعد العوفي الكوفي1 112. عقبة بن عبد الله الاصم الرفاعي البصري...1 113. عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص بن هشام المخزومي...1 114. عكرمة بن عمار اليماني1 115. علي بن عمر بن مهدي الدارقطني1116. علي بن غالب البصري1 117. علي بن غراب الكوفي القاشي اختلف1 118. عمر بن علي المقدمي4 119. عمر بن علي بن أحمد بن الليث البخاري الليثي أبو مسلم...1 120. عمرو بن حكام5 121. عمرو بن دينار المكي الثقة المشهور1 122. عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي...1 123. عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي1 124. عيسى بن موسى البخاري لقبه غنجار صدوق لكنه...1 125. قتادة بن دعامة السدوسي البصري2 126. لاحق بن حميد أبو مجلز البصري2 127. ليث بن ابي سليم بن زنيم1 128. مالك بن أنس6 129. مالك بن سليمان الهروي2 130. مبارك بن فضالة البصري2 131. محرز بن عبد الله أبو رجاء الجزري3 132. محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني...1 133. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري...1 134. محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النقاش...1 135. محمد بن الحسين البخاري3 136. محمد بن المصفي1 137. محمد بن حماد الطهراني الراوي1 138. محمد بن خازم الكوفي أبو معاوية الضرير...1 139. محمد بن صدقة الفدكي1 140. محمد بن عبد الرحمن الطفاوي8 141. محمد بن عبد الملك الكبير أبو إسماعيل...1 142. محمد بن عجلان المدني5 143. محمد بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب الاخباري...1 144. محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع4 145. محمد بن عيسى بن نجيح أبو جعفر بن الطباع...1 146. محمد بن كثير الصنعاني1 147. محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الحافظ البغدادي أبو بكر...1 148. محمد بن مسلم بن تدرس المكي أبو الزبير...1 149. محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري الفقيه المدني...1 150. محمد بن مهدي بن يزيد الاخميمي1 151. محمد بن يزيد بن خنيس العابد1 152. محمد بن يوسف بن مسدي الحافظ الاندلسي...1 153. مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الاشج4 154. مروان بن معاوية الفزاري6 155. مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري1 156. مصعب بن سعيد أبو خيثمة المصيصي1 157. مقاتل بن حيان النبطي بفتح النون والموحدة أبو بسطام البلخي الخزاز...1 158. مكحول الشامي الفقيه المشهور1 159. موسى بن عقبة المدني1 160. ميمون بن ابي شبيب الربعي أبو نصر الكوفي...1 161. ميمون بن موسى المرئي4 162. هشام بن حسان البصري1 163. هشام بن عروة بن الزبير بن العوام8 164. هشيم بن بشير الواسطي1 165. يحيى بن أبي حية الكلبي أبو جناب1 166. يحيى بن أبي كثير اليماني1 167. يحيى بن سعيد بن قهد بالقاف بن قيس الانصاري المدني...1 168. يزيد بن أبي زياد الكوفي1 169. يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني...2 170. يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي...2 171. يزيد بن هارون الواسطي2 172. يعقوب بن عطاء بن أبي رباح4 173. يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي...1 174. يونس بن عبيد البصري1 ◀ Prev. 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥajar al-ʿAsqalānī (d. 1449 CE) - Ṭabaqāt al-mudallisīn - ابن حجر العسقلاني - طبقات المدلسين are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135029&book=5572#35595a
علي بْن عُمَر بْن أَحْمَد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار ابن عَبْد اللَّه، أَبُو الحسن الحافظ الدارقطني:
سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم البغوي، وَأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، ويحيى بْن صاعد، وبدر بْن الهيثم القاضي، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعبد الوهاب بْن أَبِي حية، والفضل بْن أَحْمَد الزبيدي، وأبا عُمَر مُحَمَّد بْن يُوسُف القاضي، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم أخا أَبِي الليث الفرائضي، وأبا سعيد العدوي، ويوسف بْن يعقوب النيسابوري، وأبا حامد بْن هارون الحضرمي، وسعيد بْن مُحَمَّد أخا زُبير الحافظ، ومُحَمَّد بْن نوح الجنديسابوري، وأحمد بْن عيسى بْن السكين البلدي، وإِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وإِبْرَاهِيم بْن حماد القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْجَمَّالُ، وأبا طالب أحمد ابن نصر الحافظ، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ومن بعدهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم بْن بشران، وحمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، والأزهري، والخلال، والجوهري والتنوخي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو بكر بْن بشران، والعتيقي، والقاضي أَبُو الطيب الطبري، وجماعة غيرهم.
وكان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته. انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة، والفقه والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها القراءات فإن له فيها كتابا مختصرا موجزا جمع الأصول فِي أبواب عقدها أول الكتاب.
وسمعت بعض من يعتنى بعلوم القرآن يَقُولُ: لم يسبق أَبُو الحسن إِلَى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة فِي أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته فِي تصانيفهم، ويحذون حذوه، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السنن الذي صنفه دل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف فِي الأحكام. وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أَبِي سعيد الاصطخري، وقيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد، وكتب
الحديث عَن أَبِي سعيد نفسه. ومنها أيضا المعرفة بالأدب والشعر، وقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء.
وسمعت حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق يَقُولُ: كان أَبُو الحسن الدارقطني يحفظ ديوان السيد الحميري فِي جملة ما يحفظ من الشعر. فنسب إِلَى التشيع لذلك.
وَحَدَّثَنِي الأزهري: أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له مسلم بْن عبيد اللَّه، وكان عنده كتاب النسب عَن الخضر بْن داود عَن الزبير بْن بكار، وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على العربية، فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب ورغبوا فِي سماعه بقراءته، فأجابهم إِلَى ذلك. واجتمع فِي المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب والفضل، فحرصوا على أن يحفظوا على أَبِي الحسن لحنة، أو يظفروا منه بسقطة، فلم يقدروا على ذلك. حتى جعل مسلم يعجب ويقول له: وعربية أيضا! حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الصوري قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد رجاء بْن مُحَمَّد بْن عيسى الأنصاري المعدل يَقُولُ: سألت أبا الحسن الدارقطني فقلت له: رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال لي: قَالَ اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
[النجم 52] فقلت له: لم أرد هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله، فقال لي: إن كان فِي فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع فِي فلا.
حَدَّثَنِي أَبُو الوليد سُلَيْمَان بْن خلف الأندلسي قَالَ: سمعت أبا ذر الهروي يَقُولُ:
سَمِعْتُ الحاكم أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ- وسئل عَن الدارقطني- فقال:
ما رأى مثل نفسه. قَالَ لي الأزهري: كان الدارقطني ذكيا إذا ذوكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، ولقد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن طلحة النعالي أنه حضر مع أَبِي الحسن فِي دعوة عند بعض الناس ليلة، فجرى شيء من ذكر الأكلة، فاندفع أَبُو الحسن يورد أخبار الأكلة وحكاياتهم ونوادرهم حتى قطع ليلته- أو أكثرها- بذلك.
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّه الطبري يَقُولُ: كان الدارقطني أمير المؤمنين فِي الحديث، وما رأيت حافظا ورد بَغْدَاد إلا مضى إليه، وسلم له. يعني فسلم له التقدمة فِي الحفظ، وعلو المنزلة فِي العلم.
حَدَّثَنِي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الحافظ- بمصر- يَقُولُ: أحسن الناس كلاما على حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةٌ؛ عليّ بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني فِي وقته.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: كنت أسمع عَبْد الغنى بْن سعيد الحافظ كثيرا إذا حكى عَن أَبِي الحسن الدارقطني شيئا يَقُولُ: قَالَ أستاذي، وسمعت أستاذي. فقلت له فِي ذلك فقال: وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من أَبِي الحسن الدارقطني. قَالَ لنا البرقاني: وما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عَبْد الغنى بْن سعيد.
حَدَّثَنَا الأزهري قَالَ: بلغني أن الدارقطني حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصفار، فجلس ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملي. فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ! فقال له الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم قَالَ: تحفظ كم أملي الشيخ من حديث إِلَى الآن؟ فقال: لا، فقال الدارقطني: أملي ثمانية عشر حديثا. فعدت الأحاديث فوجدت كما قَالَ. ثم قَالَ أَبُو الحسن: الحديث الأول منها عَن فلان عَن فلان، ومتنه كذا. والحديث الثاني عَن فلان عَن فلان، ومتنه كذا. ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها فِي الإملاء حتى أتى على آخرها، فتعجب الناس منه- أو كما قَالَ-.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يَقُولُ: كتبت بِبَغْدَادَ من أحاديث السوداني أحاديث تفرد بها، ثم مضيت إِلَى الكوفة لأسمع منه، فجئت إليه وعنده أَبُو العباس بْن عقدة فدفعت إليه الأحاديث فِي ورقة، فنظر فيها أَبُو العباس ثم رمى بها واستنكرها وأبَى أن يقرأها وقال: هؤلاء البغداديون يجيئونا بما لا نعرفه. قَالَ أَبُو الحسن: ثم قرأ أَبُو العباس عليه فمضى فِي جملة ما قرأه حديث منها، فقلت له: هذا الحديث من جملة الأحاديث، ثم مضى آخر، فقلت: وهذا أيضا من جملتها، ثم مضى ثالث فقلت: وهذا أيضا منها، وانصرفت وانقطعت عَن العود إِلَى المجلس لحمى نالتني فبينما أنا فِي الموضع الذي كنت نزلته إذا أنا بداق يدق عليَّ الباب، فقلت: من هذا؟
فقال: ابن سعيد، فخرجت وإذا بأبي العباس، فوقعت فِي صدره أقبله، وقلت: يا سيدي لم تجشمت المجيء؟ فقال: ما عرفناك إلا بعد انصرافك، وجعل يعتذر إِلَيَّ ثم قَالَ: ما الذي أخرك عَن الحضور؟ فذكرت له أني حممت. فقال: تحضر المجلس لتقرأ ما أحببت، فكنت بعد إذا حضرت أكرمني ورفعني فِي المجلس- أو كما قَالَ-.
سألت البرقاني قلت له: هل كان أَبُو الحسن الدارقطني يملى عليك العلل من حفظه؟ فقال: نعم، ثم شرح لي قصة جمع العلل. فقال: كان أبو منصور بن الكرخي يريد أن يصنف مسندا معلما، فكان يدفع أصوله إِلَى الدارقطني فيعلم له على الأحاديث المعللة، ثم يدفعها أَبُو منصور إِلَى الوراقين فينقلون كل حديث منها فِي رقعة، فإذا أردت تعليق الدارقطني على الأحاديث نظر فيها أَبُو الحسن ثم أملى عليَّ الكلام من حفظه فيقول: حَدِيثِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود الحديث الفلاني، اتفق فلان وفلان على روايته. وخالفهما فلان، ويذكر جميع ما فِي ذلك الحديث. فاكتب كلامه فِي رقعة مفردة، وكنت أقول له: لم تنظر قبل إملائك الكلام فِي الأحاديث؟ فقال: أتذكر ما فِي حفظي بنظري. ثم مات أَبُو منصور والعلل فِي الرقاع، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته- إني قد عزمت أن أنقل الرقاع إِلَى الأجزاء وأرتبها على المسند، فأذن لي فِي ذلك وقرأتها عليه من كتابي ونقلها الناس من نسختي.
قَالَ أَبُو بكر البرقاني: وكنت أكثر ذكر الدارقطني والثناء عليه بحضرة أَبِي مسلم بْن مهران الحافظ، فقال لي أَبُو مسلم: أراك تفرط فِي وصفه بالحفظ، فتسأله عَن حديث الرضراض عَن ابن مسعود؟ فجئت إِلَى أَبِي الحسن وسألته عنه فقال: ليس هذا من مسائلك، وإنما قد وضعت عليه. فقلت له: نعم، فقال من الذي وضعك على هذه المسألة؟ فقلت: لا يمكنني أن أسميه، فقال: لا أجيبك أو تذكره لي، فأخبرته فأملى عليَّ أَبُو الحسن حديث الرضراض باختلاف وجوهه، وذكر خطأ البخاري فيه، فألحقته بالعلل ونقلته إليها- أو كما قَالَ-.
سمعت القاضي أبا الطيب الطبري يَقُولُ: حضرت أبا الحسن الدارقطني وقد قرأت عليه الأحاديث التي جمعها فِي الوضوء من مس الذكر فقال: لو كان أَحْمَد بْن حنبل حاضرا لاستفاد هذه الأحاديث.
حَدَّثَنِي الخلال قَالَ: كنت فِي مجلس بعض شيوخ الحديث- سماه الخلال وأنسيته- وقد حضره أَبُو الحسين بْن المظفر والقاضي أَبُو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني وغيرهم من أهل العلم، فحلت الصلاة، فكان الدارقطني إمام الجماعة، وهناك شيوخ أكبر أسنانا منه فلم يقدم أحد غيره.
قَالَ الخلال: وغاب مستملي أَبِي الحسن الدارقطني فِي بعض مجالسه فاستمليت عليه، فروى حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن تقول «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» فقلت: اللهم إنك عَفْوٌ- وخففت الواو- فأنكر ذلك وَقَالَ: عفو، بتشديد الواو.
حَدَّثَنِي الصوري قَالَ سمعت رجاء بْن محمّد الأنصاريّ يَقُولُ: كنا عند الدارقطني يوما والقارئ يقرأ عليه وهو قائم يصلي نافلة، فمر حديث فيه ذكر نسير ابن ذعلوق، فقال القارئ كشير بْن ذعلوق، فقال الدارقطني: سبحان اللَّه، فقال القارئ بشير بْن ذعلوق فقال الدارقطني: سبحان اللَّه، فقال القارئ يسير بْن ذعلوق، فقال الدارقطني: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ
[القلم 1] فقال القارئ نسير بْن ذعلوق ومر فِي قراءته- أو كما قَالَ-.
حَدَّثَنِي حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر قَالَ: كنت عند أَبِي الحسن الدارقطني وهو قائم يتنفل، فقرأ عليه أَبُو عَبْد اللَّه بْن الكاتب حديثا لعمرو بْن شعيب فقال: عَمْرو بْن سعيد، فقال أَبُو الحسن: سبحان اللَّه، فأعاد الإسناد وَقَالَ عَمْرو بْن سعيد، ووقف، فتلا أَبُو الحسن: يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آباؤُنا
[هود 87] فقال ابن الكاتب: عَمْرو بْن شعيب.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: رأيت مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس- وقد سأل أبا الحسن الدارقطني- عَن علة حديث أو اسم فيه فأجابه، ثم قَالَ له: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيرى.
قرأت بخط حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق فِي أَبِي الحسن الدارقطني:
جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... وسيطا فلم تظلم ولم تتحوب
فأنت الذي لو لاك لم يعرف الورى ... - ولو جهدوا- ما صادق من مكذب
حَدَّثَنِي العتيقي قَالَ: حضرت أبا الحسن الدارقطني- وقد جاءه أَبُو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء وسأله أن يقرأ له شيئا- فامتنع، واعتل ببعض العلل، فقال هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أَبُو الحسن من حفظه مجلسا يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون، جميعها: «نعم الشيء الهدية أمام الحاجة» وانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا، فقربه وأملى عليه من حفظه بضعة عشر حديثا متون جميعها: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» .
سمعت عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران يَقُولُ: ولد الدارقطني فِي سنة ست وثلاثمائة.
حدّثنا أبو الحسن بْن الفضل قَالَ: قَالَ لي الدارقطني: فِي المحرم سنة خمس وثمانين وثلاثمائة في يوم جمعة، يا أبا الحسن، اليوم دخلت فِي السنة التي توفي لي ثمانين.
قَالَ ابن الفضل: وتوفي فِي ذي القعدة من هذه السنة.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي قَالَ: توفي الدارقطني يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، توفي أَبُو الحسن الدارقطني يوم الأربعاء الثاني من ذي القعدة، ومولده سنة خمس وثلاثمائة.
وَقَالَ لي العتيقي مرة أخرى: توفي الدارقطني ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وقد بلغ ثمانين سنة وخمسة أيام. وقوله الأول هو الصحيح، وقد ذكر مثله مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس. ودفن أبو الحسن في مقبرة باب الدير، قريبا من قبر معروف الكرخي.
حَدَّثَنِي أبو نصر عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن جعفر بْن ماكولا قَالَ: رأيت فِي المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عَن حال أَبِي الحسن الدارقطني فِي الآخرة وما آل إليه أمره، فقيل لي: ذاك يدعى فِي الجنة الإمام.
سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم البغوي، وَأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، ويحيى بْن صاعد، وبدر بْن الهيثم القاضي، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعبد الوهاب بْن أَبِي حية، والفضل بْن أَحْمَد الزبيدي، وأبا عُمَر مُحَمَّد بْن يُوسُف القاضي، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم أخا أَبِي الليث الفرائضي، وأبا سعيد العدوي، ويوسف بْن يعقوب النيسابوري، وأبا حامد بْن هارون الحضرمي، وسعيد بْن مُحَمَّد أخا زُبير الحافظ، ومُحَمَّد بْن نوح الجنديسابوري، وأحمد بْن عيسى بْن السكين البلدي، وإِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وإِبْرَاهِيم بْن حماد القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْجَمَّالُ، وأبا طالب أحمد ابن نصر الحافظ، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ومن بعدهم. حَدَّثَنَا عنه أَبُو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم بْن بشران، وحمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، والأزهري، والخلال، والجوهري والتنوخي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو بكر بْن بشران، والعتيقي، والقاضي أَبُو الطيب الطبري، وجماعة غيرهم.
وكان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته. انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة، والفقه والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها القراءات فإن له فيها كتابا مختصرا موجزا جمع الأصول فِي أبواب عقدها أول الكتاب.
وسمعت بعض من يعتنى بعلوم القرآن يَقُولُ: لم يسبق أَبُو الحسن إِلَى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة فِي أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته فِي تصانيفهم، ويحذون حذوه، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السنن الذي صنفه دل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف فِي الأحكام. وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أَبِي سعيد الاصطخري، وقيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد، وكتب
الحديث عَن أَبِي سعيد نفسه. ومنها أيضا المعرفة بالأدب والشعر، وقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء.
وسمعت حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق يَقُولُ: كان أَبُو الحسن الدارقطني يحفظ ديوان السيد الحميري فِي جملة ما يحفظ من الشعر. فنسب إِلَى التشيع لذلك.
وَحَدَّثَنِي الأزهري: أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له مسلم بْن عبيد اللَّه، وكان عنده كتاب النسب عَن الخضر بْن داود عَن الزبير بْن بكار، وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على العربية، فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب ورغبوا فِي سماعه بقراءته، فأجابهم إِلَى ذلك. واجتمع فِي المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب والفضل، فحرصوا على أن يحفظوا على أَبِي الحسن لحنة، أو يظفروا منه بسقطة، فلم يقدروا على ذلك. حتى جعل مسلم يعجب ويقول له: وعربية أيضا! حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الصوري قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد رجاء بْن مُحَمَّد بْن عيسى الأنصاري المعدل يَقُولُ: سألت أبا الحسن الدارقطني فقلت له: رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال لي: قَالَ اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
[النجم 52] فقلت له: لم أرد هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله، فقال لي: إن كان فِي فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع فِي فلا.
حَدَّثَنِي أَبُو الوليد سُلَيْمَان بْن خلف الأندلسي قَالَ: سمعت أبا ذر الهروي يَقُولُ:
سَمِعْتُ الحاكم أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ- وسئل عَن الدارقطني- فقال:
ما رأى مثل نفسه. قَالَ لي الأزهري: كان الدارقطني ذكيا إذا ذوكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، ولقد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن طلحة النعالي أنه حضر مع أَبِي الحسن فِي دعوة عند بعض الناس ليلة، فجرى شيء من ذكر الأكلة، فاندفع أَبُو الحسن يورد أخبار الأكلة وحكاياتهم ونوادرهم حتى قطع ليلته- أو أكثرها- بذلك.
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّه الطبري يَقُولُ: كان الدارقطني أمير المؤمنين فِي الحديث، وما رأيت حافظا ورد بَغْدَاد إلا مضى إليه، وسلم له. يعني فسلم له التقدمة فِي الحفظ، وعلو المنزلة فِي العلم.
حَدَّثَنِي الصوري قَالَ: سمعتُ عَبْد الغني بْن سَعِيد الحافظ- بمصر- يَقُولُ: أحسن الناس كلاما على حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةٌ؛ عليّ بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني فِي وقته.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: كنت أسمع عَبْد الغنى بْن سعيد الحافظ كثيرا إذا حكى عَن أَبِي الحسن الدارقطني شيئا يَقُولُ: قَالَ أستاذي، وسمعت أستاذي. فقلت له فِي ذلك فقال: وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من أَبِي الحسن الدارقطني. قَالَ لنا البرقاني: وما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عَبْد الغنى بْن سعيد.
حَدَّثَنَا الأزهري قَالَ: بلغني أن الدارقطني حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصفار، فجلس ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملي. فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ! فقال له الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم قَالَ: تحفظ كم أملي الشيخ من حديث إِلَى الآن؟ فقال: لا، فقال الدارقطني: أملي ثمانية عشر حديثا. فعدت الأحاديث فوجدت كما قَالَ. ثم قَالَ أَبُو الحسن: الحديث الأول منها عَن فلان عَن فلان، ومتنه كذا. والحديث الثاني عَن فلان عَن فلان، ومتنه كذا. ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها فِي الإملاء حتى أتى على آخرها، فتعجب الناس منه- أو كما قَالَ-.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يَقُولُ: كتبت بِبَغْدَادَ من أحاديث السوداني أحاديث تفرد بها، ثم مضيت إِلَى الكوفة لأسمع منه، فجئت إليه وعنده أَبُو العباس بْن عقدة فدفعت إليه الأحاديث فِي ورقة، فنظر فيها أَبُو العباس ثم رمى بها واستنكرها وأبَى أن يقرأها وقال: هؤلاء البغداديون يجيئونا بما لا نعرفه. قَالَ أَبُو الحسن: ثم قرأ أَبُو العباس عليه فمضى فِي جملة ما قرأه حديث منها، فقلت له: هذا الحديث من جملة الأحاديث، ثم مضى آخر، فقلت: وهذا أيضا من جملتها، ثم مضى ثالث فقلت: وهذا أيضا منها، وانصرفت وانقطعت عَن العود إِلَى المجلس لحمى نالتني فبينما أنا فِي الموضع الذي كنت نزلته إذا أنا بداق يدق عليَّ الباب، فقلت: من هذا؟
فقال: ابن سعيد، فخرجت وإذا بأبي العباس، فوقعت فِي صدره أقبله، وقلت: يا سيدي لم تجشمت المجيء؟ فقال: ما عرفناك إلا بعد انصرافك، وجعل يعتذر إِلَيَّ ثم قَالَ: ما الذي أخرك عَن الحضور؟ فذكرت له أني حممت. فقال: تحضر المجلس لتقرأ ما أحببت، فكنت بعد إذا حضرت أكرمني ورفعني فِي المجلس- أو كما قَالَ-.
سألت البرقاني قلت له: هل كان أَبُو الحسن الدارقطني يملى عليك العلل من حفظه؟ فقال: نعم، ثم شرح لي قصة جمع العلل. فقال: كان أبو منصور بن الكرخي يريد أن يصنف مسندا معلما، فكان يدفع أصوله إِلَى الدارقطني فيعلم له على الأحاديث المعللة، ثم يدفعها أَبُو منصور إِلَى الوراقين فينقلون كل حديث منها فِي رقعة، فإذا أردت تعليق الدارقطني على الأحاديث نظر فيها أَبُو الحسن ثم أملى عليَّ الكلام من حفظه فيقول: حَدِيثِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود الحديث الفلاني، اتفق فلان وفلان على روايته. وخالفهما فلان، ويذكر جميع ما فِي ذلك الحديث. فاكتب كلامه فِي رقعة مفردة، وكنت أقول له: لم تنظر قبل إملائك الكلام فِي الأحاديث؟ فقال: أتذكر ما فِي حفظي بنظري. ثم مات أَبُو منصور والعلل فِي الرقاع، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته- إني قد عزمت أن أنقل الرقاع إِلَى الأجزاء وأرتبها على المسند، فأذن لي فِي ذلك وقرأتها عليه من كتابي ونقلها الناس من نسختي.
قَالَ أَبُو بكر البرقاني: وكنت أكثر ذكر الدارقطني والثناء عليه بحضرة أَبِي مسلم بْن مهران الحافظ، فقال لي أَبُو مسلم: أراك تفرط فِي وصفه بالحفظ، فتسأله عَن حديث الرضراض عَن ابن مسعود؟ فجئت إِلَى أَبِي الحسن وسألته عنه فقال: ليس هذا من مسائلك، وإنما قد وضعت عليه. فقلت له: نعم، فقال من الذي وضعك على هذه المسألة؟ فقلت: لا يمكنني أن أسميه، فقال: لا أجيبك أو تذكره لي، فأخبرته فأملى عليَّ أَبُو الحسن حديث الرضراض باختلاف وجوهه، وذكر خطأ البخاري فيه، فألحقته بالعلل ونقلته إليها- أو كما قَالَ-.
سمعت القاضي أبا الطيب الطبري يَقُولُ: حضرت أبا الحسن الدارقطني وقد قرأت عليه الأحاديث التي جمعها فِي الوضوء من مس الذكر فقال: لو كان أَحْمَد بْن حنبل حاضرا لاستفاد هذه الأحاديث.
حَدَّثَنِي الخلال قَالَ: كنت فِي مجلس بعض شيوخ الحديث- سماه الخلال وأنسيته- وقد حضره أَبُو الحسين بْن المظفر والقاضي أَبُو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني وغيرهم من أهل العلم، فحلت الصلاة، فكان الدارقطني إمام الجماعة، وهناك شيوخ أكبر أسنانا منه فلم يقدم أحد غيره.
قَالَ الخلال: وغاب مستملي أَبِي الحسن الدارقطني فِي بعض مجالسه فاستمليت عليه، فروى حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن تقول «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» فقلت: اللهم إنك عَفْوٌ- وخففت الواو- فأنكر ذلك وَقَالَ: عفو، بتشديد الواو.
حَدَّثَنِي الصوري قَالَ سمعت رجاء بْن محمّد الأنصاريّ يَقُولُ: كنا عند الدارقطني يوما والقارئ يقرأ عليه وهو قائم يصلي نافلة، فمر حديث فيه ذكر نسير ابن ذعلوق، فقال القارئ كشير بْن ذعلوق، فقال الدارقطني: سبحان اللَّه، فقال القارئ بشير بْن ذعلوق فقال الدارقطني: سبحان اللَّه، فقال القارئ يسير بْن ذعلوق، فقال الدارقطني: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ
[القلم 1] فقال القارئ نسير بْن ذعلوق ومر فِي قراءته- أو كما قَالَ-.
حَدَّثَنِي حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر قَالَ: كنت عند أَبِي الحسن الدارقطني وهو قائم يتنفل، فقرأ عليه أَبُو عَبْد اللَّه بْن الكاتب حديثا لعمرو بْن شعيب فقال: عَمْرو بْن سعيد، فقال أَبُو الحسن: سبحان اللَّه، فأعاد الإسناد وَقَالَ عَمْرو بْن سعيد، ووقف، فتلا أَبُو الحسن: يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آباؤُنا
[هود 87] فقال ابن الكاتب: عَمْرو بْن شعيب.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: رأيت مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس- وقد سأل أبا الحسن الدارقطني- عَن علة حديث أو اسم فيه فأجابه، ثم قَالَ له: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيرى.
قرأت بخط حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق فِي أَبِي الحسن الدارقطني:
جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... وسيطا فلم تظلم ولم تتحوب
فأنت الذي لو لاك لم يعرف الورى ... - ولو جهدوا- ما صادق من مكذب
حَدَّثَنِي العتيقي قَالَ: حضرت أبا الحسن الدارقطني- وقد جاءه أَبُو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء وسأله أن يقرأ له شيئا- فامتنع، واعتل ببعض العلل، فقال هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أَبُو الحسن من حفظه مجلسا يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون، جميعها: «نعم الشيء الهدية أمام الحاجة» وانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا، فقربه وأملى عليه من حفظه بضعة عشر حديثا متون جميعها: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» .
سمعت عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن بشران يَقُولُ: ولد الدارقطني فِي سنة ست وثلاثمائة.
حدّثنا أبو الحسن بْن الفضل قَالَ: قَالَ لي الدارقطني: فِي المحرم سنة خمس وثمانين وثلاثمائة في يوم جمعة، يا أبا الحسن، اليوم دخلت فِي السنة التي توفي لي ثمانين.
قَالَ ابن الفضل: وتوفي فِي ذي القعدة من هذه السنة.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الأزجي قَالَ: توفي الدارقطني يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
أخبرنا العتيقي قال: سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، توفي أَبُو الحسن الدارقطني يوم الأربعاء الثاني من ذي القعدة، ومولده سنة خمس وثلاثمائة.
وَقَالَ لي العتيقي مرة أخرى: توفي الدارقطني ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وقد بلغ ثمانين سنة وخمسة أيام. وقوله الأول هو الصحيح، وقد ذكر مثله مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس. ودفن أبو الحسن في مقبرة باب الدير، قريبا من قبر معروف الكرخي.
حَدَّثَنِي أبو نصر عليّ بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن جعفر بْن ماكولا قَالَ: رأيت فِي المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عَن حال أَبِي الحسن الدارقطني فِي الآخرة وما آل إليه أمره، فقيل لي: ذاك يدعى فِي الجنة الإمام.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=145408&book=5572#c815da
علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار ابن عبد الله أبو الحسن الدارقطني الحافظ.
سمع من أبي القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وعبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وبدر بن الهيثم القاضي وأحمد بن إسحاق بن البهلول في جماعة كثيرة بالبصرة وواسط والأهواز وغيرها.
حدث عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري وأبو نعيم الأصبهاني وأبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلال وأبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني وحمزة بن محمد بن طاهر في خلق كثير.
أخبرنا أحمد بن الحسن العاقولي قال انبا أبو منصور القزاز قال أنبأ أحمد ابن علي الخطيب قال في ترجمته كان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والثقة والعدالة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث وذكر كلاما قال ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء فان كتابه السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه لنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالإختلاف في الأحكام.
ثم قال الخطيب وحدثنا الأزهري أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: مسلم بن عبيد الله وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزبير بن بكار وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على العربية فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب ورغبوا في سماعه بقراءته فأجابهم إلى ذلك واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب والفضل فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة أو يظفروا منه بسقطة فلم يقدروا على ذلك حتى جعل مسلم يعجب ويقول له وعربية أيضا.
حدثنا أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي قال سمعت أبا ذر الهروي يقول سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وسئل عن الدارقطني فقال ما رأى مثل نفسه.
وبالإسناد قال أنبأ الخطيب قال سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه وسلم إليه يعني سلم إليه التقدم في الحفظ وعلو المنزلة في العلم.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال ثنا الصوري قال سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر يقول أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة علي ابن المديني في وقته وموسى بن هارون في وقته وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.
قال وأنبأ الخطيب قال أنبأ البرقاني قال كنت أسمع عبد الغني بن سعيد كثيرا إذا حكى عن أبي الحسن الدارقطني شيئا يقول قال أستاذي فقلت له في فقال وهل تعلمنا في هذين الحرفين من العلم إلا من أبي الحسن الدارقطني قال لنا البرقاني ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني بن سعيد.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبا الأزهري قال بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار فجلس ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملي فقال له بعض الحاضرين لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال الدارقطني فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال تحفظ كم أملي الشيخ من حديث إلى الآن فقال لا فقال الدارقطني أملى ثمانية عشر حديثا فعدت الأحاديث فوجدت كما قال ثم قال أبو الحسن الحديث الأول منها عن فلان عن فلان ومتنه كذا والحديث الثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا ولم يزل يذكر هو أسانيد الحديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على آخرها فعجب الناس منه أو كما قال.
سمعت عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران يقول ولد الدارقطني في سنة ست وثلاثمائة حدثني عبد العزيز الأزدي قال توفي الدارقطني يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال قرأت بخط حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق في أبي الحسن الدارقطني.
جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... أمينا فلم تظلم ولم تتحوب
وأنت الذي لولك لم يعلم الورى ... ولو جهدوا ما صادق من مكذب
سمع من أبي القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وعبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وبدر بن الهيثم القاضي وأحمد بن إسحاق بن البهلول في جماعة كثيرة بالبصرة وواسط والأهواز وغيرها.
حدث عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري وأبو نعيم الأصبهاني وأبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلال وأبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني وحمزة بن محمد بن طاهر في خلق كثير.
أخبرنا أحمد بن الحسن العاقولي قال انبا أبو منصور القزاز قال أنبأ أحمد ابن علي الخطيب قال في ترجمته كان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والثقة والعدالة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث وذكر كلاما قال ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء فان كتابه السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه لنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالإختلاف في الأحكام.
ثم قال الخطيب وحدثنا الأزهري أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: مسلم بن عبيد الله وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزبير بن بكار وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على العربية فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب ورغبوا في سماعه بقراءته فأجابهم إلى ذلك واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب والفضل فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة أو يظفروا منه بسقطة فلم يقدروا على ذلك حتى جعل مسلم يعجب ويقول له وعربية أيضا.
حدثنا أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي قال سمعت أبا ذر الهروي يقول سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وسئل عن الدارقطني فقال ما رأى مثل نفسه.
وبالإسناد قال أنبأ الخطيب قال سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه وسلم إليه يعني سلم إليه التقدم في الحفظ وعلو المنزلة في العلم.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال ثنا الصوري قال سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر يقول أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة علي ابن المديني في وقته وموسى بن هارون في وقته وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.
قال وأنبأ الخطيب قال أنبأ البرقاني قال كنت أسمع عبد الغني بن سعيد كثيرا إذا حكى عن أبي الحسن الدارقطني شيئا يقول قال أستاذي فقلت له في فقال وهل تعلمنا في هذين الحرفين من العلم إلا من أبي الحسن الدارقطني قال لنا البرقاني ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني بن سعيد.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال أنبا الأزهري قال بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار فجلس ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملي فقال له بعض الحاضرين لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال الدارقطني فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال تحفظ كم أملي الشيخ من حديث إلى الآن فقال لا فقال الدارقطني أملى ثمانية عشر حديثا فعدت الأحاديث فوجدت كما قال ثم قال أبو الحسن الحديث الأول منها عن فلان عن فلان ومتنه كذا والحديث الثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا ولم يزل يذكر هو أسانيد الحديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على آخرها فعجب الناس منه أو كما قال.
سمعت عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران يقول ولد الدارقطني في سنة ست وثلاثمائة حدثني عبد العزيز الأزدي قال توفي الدارقطني يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال قرأت بخط حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق في أبي الحسن الدارقطني.
جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... أمينا فلم تظلم ولم تتحوب
وأنت الذي لولك لم يعلم الورى ... ولو جهدوا ما صادق من مكذب
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152484&book=5572#fbbbc4
علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود
ابن النعمان بن دينار بن عبد الله أبو الحسن الدارقطني البغدادي الحافظ أوحد وقته في الحفظ.
حدث عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بسنده إلى أبي زهير الثقفي قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالنّباه، أو بالنّباوة، من أرض الطائف فقال: " توشكون أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار "، فقال رجل من المسلمين: بم يا رسول الله؟ قال: " بالثناء الحسن، والثناء السيء، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض ".
وحدث عن أبي القاسم البغوي بسنده إلى أبي هريرة أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " بعثت من خير قرون بني آدم، قرناً فقرناً، حتى بعثت من القرن الذي كنت منه ".
قال عبد الملك بن محمد: ولد الدارقطني في سنة ست وثلاث مئة، وقيل: سنة خمس وثلاث مئة وكان فريد عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق، والأمانة، والثقة، والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها القراءات ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السّنن الذي صنفه لا يقدر على جمع ما تضمّنه إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، وكان يحفظ عدة دواوين، وكان يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر، فنسب إلى التشيع لذلك.
قالالزهري:
بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءاً كان معه، وإسماعيل يملي، فقال بعض الحاضرين: لا يصحّ سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم قال: تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن؟ فقال: لا، فقال الدارقطني: أملى ثمانية عشر حديثاً، فعدّت
الأحاديث، فكانت كما قال، ثم قال أبو الحسن: الحديث الأول منها عن فلان عن فلان، ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان عن فلان، ومتنه كذا، ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على آخرها، فتعجب الناس منه.
قال أبو محمد رجاء بن محمد بن عيسى الأنصناوي المعدل: سألت أبا الحسن الدارقطني فقلت له: رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال لي: قال الله تعالى: " فلا تزكّوا أنفسكم " فقلت له: لم أرد هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول: رأيت شيخاً لم ير مثله! فقال لي: إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا.
قال القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظاً ورد بغداد إلا مضى إليه وسلم له، يعني: سلّم له التقدمة في الحفظ، وعلو المنزلة في العلم.
قال القاضي أبو الطيب الطبري: حضرت أبا الحسن الدارقطني، وقد قرئت عليه الأحاديث التي جمعها في الوضوء من مسّ الذكر، فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضراً لاستفاد من هذه الأحاديث.
قال حمزة بن محمد بن طاهر: كنت عند أبي الحسن الدارقطني، وهو قائم يتنفّل، فقرأ عليه أبو عبد الله ابن الكاتب حديثاً لعمرو بن شعيب، فقال: عمرو بن سعيد، فقال أبو الحسن: سبحان الله، فأعاد الإسناد، وقال: عمرو بن سعيد، فتلا أبو الحسن: " يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا " فقال ابن الكاتب: عمرو بن شعيب.
وقرئ في خط حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق في أبي الحسن الدارقطني: الطويل
جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... وسيطاً فلم تظلم ولم تتحوّب
فأنت الذي لولاك لم يعلم الورى ... ولو جهدوا ما صادقٌ من مكذّب
قال العتيقي: حضرت أبا الحسن الدارقطني، وقد جاءه أبو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء، فسأله أن يقرأ له شيئاً، فامتنع، واعتل ببعض العلل، فقال: هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبا الحسن من حفظه مجلساً يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون، جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئاً، فقرّبه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً، متون جميعها: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
توفي الشيخ أبو الحسن الدارقطني سنة خمس وثمانين وثلاث مئة، وقت خروج الحاج إلى مكة وقد بلغ ثمانين سنة.
قال أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن ماكولا: رأيت في المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبي الحسن الدارقطني في الآخرة، وما آل إليه أمره، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام.
ابن النعمان بن دينار بن عبد الله أبو الحسن الدارقطني البغدادي الحافظ أوحد وقته في الحفظ.
حدث عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بسنده إلى أبي زهير الثقفي قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالنّباه، أو بالنّباوة، من أرض الطائف فقال: " توشكون أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار "، فقال رجل من المسلمين: بم يا رسول الله؟ قال: " بالثناء الحسن، والثناء السيء، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض ".
وحدث عن أبي القاسم البغوي بسنده إلى أبي هريرة أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " بعثت من خير قرون بني آدم، قرناً فقرناً، حتى بعثت من القرن الذي كنت منه ".
قال عبد الملك بن محمد: ولد الدارقطني في سنة ست وثلاث مئة، وقيل: سنة خمس وثلاث مئة وكان فريد عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق، والأمانة، والثقة، والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها القراءات ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السّنن الذي صنفه لا يقدر على جمع ما تضمّنه إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، وكان يحفظ عدة دواوين، وكان يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر، فنسب إلى التشيع لذلك.
قالالزهري:
بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءاً كان معه، وإسماعيل يملي، فقال بعض الحاضرين: لا يصحّ سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم قال: تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن؟ فقال: لا، فقال الدارقطني: أملى ثمانية عشر حديثاً، فعدّت
الأحاديث، فكانت كما قال، ثم قال أبو الحسن: الحديث الأول منها عن فلان عن فلان، ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان عن فلان، ومتنه كذا، ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على آخرها، فتعجب الناس منه.
قال أبو محمد رجاء بن محمد بن عيسى الأنصناوي المعدل: سألت أبا الحسن الدارقطني فقلت له: رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال لي: قال الله تعالى: " فلا تزكّوا أنفسكم " فقلت له: لم أرد هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول: رأيت شيخاً لم ير مثله! فقال لي: إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا.
قال القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظاً ورد بغداد إلا مضى إليه وسلم له، يعني: سلّم له التقدمة في الحفظ، وعلو المنزلة في العلم.
قال القاضي أبو الطيب الطبري: حضرت أبا الحسن الدارقطني، وقد قرئت عليه الأحاديث التي جمعها في الوضوء من مسّ الذكر، فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضراً لاستفاد من هذه الأحاديث.
قال حمزة بن محمد بن طاهر: كنت عند أبي الحسن الدارقطني، وهو قائم يتنفّل، فقرأ عليه أبو عبد الله ابن الكاتب حديثاً لعمرو بن شعيب، فقال: عمرو بن سعيد، فقال أبو الحسن: سبحان الله، فأعاد الإسناد، وقال: عمرو بن سعيد، فتلا أبو الحسن: " يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا " فقال ابن الكاتب: عمرو بن شعيب.
وقرئ في خط حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق في أبي الحسن الدارقطني: الطويل
جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... وسيطاً فلم تظلم ولم تتحوّب
فأنت الذي لولاك لم يعلم الورى ... ولو جهدوا ما صادقٌ من مكذّب
قال العتيقي: حضرت أبا الحسن الدارقطني، وقد جاءه أبو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء، فسأله أن يقرأ له شيئاً، فامتنع، واعتل ببعض العلل، فقال: هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبا الحسن من حفظه مجلساً يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون، جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئاً، فقرّبه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً، متون جميعها: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
توفي الشيخ أبو الحسن الدارقطني سنة خمس وثمانين وثلاث مئة، وقت خروج الحاج إلى مكة وقد بلغ ثمانين سنة.
قال أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن ماكولا: رأيت في المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبي الحسن الدارقطني في الآخرة، وما آل إليه أمره، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام.