وكيع بن الجراح الرؤاسي، قال الإمام أحمد: ما رأيت أوعى ولا أحفظ منه. وقال في رواية: كان أحفظ من ابن مهدي، وقد وصفه غير واحد من الأئمّة بالحفظ.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي
قال البخاري: قال أحمد بن حنبل: ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة.
"التاريخ الكبير" 8/ 179
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه ذكر حديث موسى بن عليّ، عن أبيه، عن مَسْلمة بن مُخَلّد، ذكره عن وكيع وعبد الرحمن اختلفا فيه، فقال أحدهما: توفّي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا ابن عشر، وقال الآخر: وأنا ابن أربع عشرة؛ فقال: سبحان اللَّه! متعجّبًا من ذلك.
"سؤالات الأثرم" (54)
قال صالح: قال أبي: كان وكيع يحدثنا: نا سفيان يدغم، فقيل له بالأنبار: إنهم يكتبون: نا سفيان. قال: أليس هو ذا؟ أحدثهم أقول: حدثنا سفيان.
"مسائل صالح" (901)
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل، سئل عن حديث ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ أو عن أبي ذر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له: "اتَّقِ اللَّهَ؟ " (1)؛ قال: كان وكيع يرويه عن معاذ، ثم جعله عن أبي ذر، ثم ذكر أحمد أحاديث
لوكيع رجع عنها، فقال: فيها شيء كان يقوله الربيع، ثم جعله عن ابن الحنفية.
"سؤالات أبي داود" (5)
قال أبو داود: وبلغني عن أحمد قال: ما رأيت أحفظ من وكيع.
وقال أحمد: كان وكيع مطبوع الحفظ.
"سؤالات الآجري" (10)
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل: سمع وكيع من الأوزاعي؟
قال: نعم، ومن ثور -يعني: ابن يزيد- قال: كان ثور حج سنة خمسين.
"سؤالات أبي داود" (24)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان وكيع يقول في حديث ابن بريدة: حجرة، ثم قال: حجير.
"سؤالات أبي داود" (63)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان وكيع يخطئ يقول: أبو مكين ابن أبان، أخي الحكم بن أبان -يعني: نوح بن ربيعة.
"سؤالات أبي داود" (97)
وقال أبو داود: قلت لأحمد: إذا اختلف. الفريابي ووكيع، أليس يقضى لوكيع؟
قال: مثل ماذا؟
قلت: ما لم يروه غيره.
قال: ما أدري، وكيع ربما خولف أيضًا.
"سؤالات أبي داود" (139)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان وكيع كف عن حديث إبراهيم ابن سعد، ثم حدث عنه بعد، قلت: لم؟
قال: لا أدري، إبراهيم ثقة.
"سؤالات أبي داود" (202)
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان وكيع يقول: ثنا حنظلة -يعني: ابن أبي سفيان- سمع منه ابن المبارك، وكان ثقة.
قال أحمد: وكذلك كان.
"سؤالات أبي داود" (231)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: قال وكيع: رأيت يونس الأيلي، وكان سيئ الحفظ، سمع منه وكيع ثلاثة أحاديث.
"سؤالات أبي داود" (308)
وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن سلمة بن نبيط، فقال: ثقة، كان وكيع يقول: حدثنا سلمة بن نبيط أبو فراس، وكان ثقة.
"سؤالات أبي داود" (388)
وقال أبو داود: قلت لأحمد: علي بن المبارك؟
قال: ليس به بأس، ما رأيت أحدًا أروى عنه من وكيع.
"سؤالات أبي داود" (498)
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قال: قال وكيع: وكنا نعدها عن سفيان، ثم نكتب في البيت، وكان يحيى بن يمان يعقد خيطًا -يعني: يعد به الحديث- عند سفيان، ثم يذهب إلى البيت فيحل عقده، ويكتب حديثًا، ولكن عنده تخليط.
وقال مرة: فأيش خلط -يعني ابن اليمان.
"سؤالات أبي داود" (577)
وقال أبو داود: سمعتُ أحمدَ سئلَ عن حديثِ سفيانَ، عن سلمةَ بنِ كهيلِ حديثِ ابن أذينةَ، عن أبيهِ: أتيتُ عمرَ فقلتُ: ما أتيتكَ حتَّى ركبتُ الإبلَ والخيلَ؛ فِمن أينَ أعتمرُ؟
فقالَ لهُ الرجلُ: عن وكيع ليسَ فيهِ: عن أبيهِ؟
قال أحمد: بلَى، حدثنا وكيعٌ أملاهُ علينا في حديثِ سلمةَ بن كهيل -يعني: عن سفيانَ-، ومحمدِ بنِ جعفر -يعني: وحدثنا به محمدُ بنُ جعفر-، عن شعبةَ، فيه: عنِ ابن أُذَيْنَةَ، عن أبيهِ.
وأخرجَ أحمدُ كتابَ وكيع وإذا فيهِ على ما ذكرَ: عنِ ابن أذينةَ، عن أبيهِ.
"مسائل أبي داود" (1989)
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ما رأيت أحدًا كان أجمع من وكيع، وحسين الجعفي كان شيئًا عجبًا. وما رأيت أبا عبد اللَّه يقدم عليهما من الكوفيين أحدًا.
"مسائل ابن هانئ" (2056).
وقال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة.
"مسائل ابن هانئ" (2081).
وقال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ومات وكيع سنة ست وتسعين ومائة، مات في ذي الحجة، لا أدري، مات في أولها، أو في آخرها، أو في المحرم.
"مسائل ابن هانئ" (2087).
وقال ابن هانئ: وسمعته يقول: قال ابن جريج لوكيع: لقد باكرت بالعلم يا غلام.
وقال أبو عبد اللَّه: كان غلامًا كيسًا، يطلب العلم من صغره.
"مسائل ابن هانئ" (2110).
وقال ابن هانئ: وقال أبو عبد اللَّه: ما كتبت عن أحد، أكثر مما كتبت عن وكيع.
"مسائل ابن هانئ" (2111).
وقال ابن هانئ: سمعته يقول: كان وكيع يحفظ عن المشايخ، وعن الثوري، ولم يكن يصحف، وكل من كتب يتكل على الكتاب فيصحف.
"مسائل ابن هانئ" (2227).
وقال ابن هانئ: سمعته يقول: ما في أصحاب شعبة أقل خطأ من محمد بن جعفر.
قيل له: ولا وكيع؟ قال: وكيع كان أورع القوم.
وقال: وما رأيت أحدًا ممن أدركنا كان أحفظ للحديث من وكيع.
"مسائل ابن هانئ" (2276)، (2277)، (2278).
وقال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قلت أو قيل لعبد الرحمن ابن مهدي: إن وكيعًا قد خالفك في مائة حديث. فعجب.
"مسائل ابن هانئ" (2321)
وقال ابن هانئ: قلت: أيما أثبت عُرًا في سفيان الثوري، أو (1) أبو نعيم، أو وكيع؟
قال: لا يقاس بوكيع.
"مسائل ابن هانئ" (2322)
قال المروذي: وقال: وكان وكيع يجتهد أن يجيء بالحديث كما سمع، فكان ربما قال في الحرف، أو الشيء -يعني: كذا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (29)
قال المروذي: وقال: قَدِم ههنا رجل حدثهم عن سفيان بحديث فألقوه على عبد الرحمن، فقال: هذا كذب، ليس من هذا شيء، فأنكروه عليه، فاستغاث بوكيع، فكتبوا إليه فإذا الحديث باطل.
"العلل" رواية المروذي (42)
قال المروذي: قلت: من أصحاب الثوري؟
قال: يحيى، ووكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم.
قلت: قدمت وكيعًا على عبد الرحمن؟
قال: وكيع شيخ.
"العلل" رواية المروذي وغيره (52).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن يعلى بن عطاء قال: سأل سعيد بن المسيب أعرابي عن الطلاء المنصف فكرهه، وقال: عليك باللبن.
سمعت أبي يقول: قال وكيع مرة: سمعت سعيد بن المسيب، فقلت لوكيع: سمع سعيد بن المسيب؟ فقال: أعرابي سأل سعيد بن المسيب، ولم يقل: سمعت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (40)، (41)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأوزاعي، عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة قال: مثل الذي يتخطا رقاب الناس.
قال أبي: كان في نسختنا سليمان بن موسى، فقال وكيع: موسى بن سليمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (42)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا وكيع قال: حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم عم عبيد اللَّه بن عمر.
قال أبي: لم يسمع وكيع من عبيد اللَّه بن عمر شيئًا، وكان إذا حدث عن عيسى بن حفص عم عبيد اللَّه بن عمر قال: حدثنا عيسى بن حفص عم عبيد اللَّه بن عمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (44)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثني داود بن سوار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مُروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعًا" (1).
قال أبي: خالفوا وكيعًا في اسم هذا الشيخ -يعني: داود بن سوار.
قال أبي: وقال الطفاوي محمد بن عبد الرحمن، والبرساني: سوار أبو حمزة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (47)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: ما رأيت أحدًا أوعى للعلم منه، ولا أحفظ -يعني: وكيع بن الجراح.
قال أبي: ما رأيت وكيعًا قط شك في حديث إلا يومًا واحدًا فقال: أين ابن أبي شيبة؟ كأنه أراد أن يسأله أو يستثبته.
قال أبي: وما رأيت مع وكيع قط كتابًا ولا رقعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (58)، (567)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس الرواسي أبو سفيان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (439)
وقال عبد اللَّه: وقال أبي في حديث وكيع: عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم في المسلم يقتل الذمي خطأ قال: كفارتهما سواء.
قال أبي: ليس يرويه أحد غير وكيع، ما أراه إلا خطأ.
"العلل" رواية عبد اللَّه (573)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديمًا، وأبو نعيم أيضًا، وإنما اختلط المسعودي ببغداد، ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (575)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: أملى علينا وكيع حديث سفيان، عن عون بن أبي جحيفة وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن الأقمر، فلما فرغ منها قال هذا مجلس لا أعود إليه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (613)
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: حديث عاصم بن كليب حديث عبد اللَّه؟
قال: حدثناه وكيع في الجماعة قال: حدثنا سفيان، عن عاصم ابن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة قال: قال ابن مسعود: ألا أصَلي بكم صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: فصلى فلم يرفع يديه إلا مرة (1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع مرة أخرى بإسناده سواء فقال: قال عبد اللَّه: أصلي بكم صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فرفع يديه في أول.
"العلل" رواية عبد اللَّه (709)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الضرير قال: كان وكيع ربما قال: -يعني: ثم لا يعود.
قال أبي: كان وكيع يقول: هذا من قبل نفسه -يعني: ثم لا يعود.
قال أبي: وقال الأشجعي: فرفع يديه في أول شيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (710)، (711)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: أملاه عليَّ عبد اللَّه بن إدريس من كتابه، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود قال: حدثنا علقمة، عن عبد اللَّه قال: علمنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الصلاة فكبر ورفع يديه ثم ركع وطبق يديه وجعلهما بين ركبتيه. فبلغ
سعدًا فقال: صدق أخي قد كنا نفعل ذلك، ثم أمرنا بهذا وأخذ بركبتيه (1). حدثني عاصم بن كليب هكذا.
قال أبي: هذا لفظ غير لفظ وكيع، وكيع يثبج الحديث؛ لأنه كان يحمل نفسه في حفظ الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (714)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن أبيه، عن يزيد، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نحوه (2) -يعني: حديث شعبة عن يزيد- ولم يقل: ثم لا يعود.
"العلل" رواية عبد اللَّه (715)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ابن مهدي أكثر تصحيفًا من وكيع، ووكيع أكثر خطأ من ابن مهدي، وكيع قليل التصحيف.
"العلل" رواية عبد اللَّه (790)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إياس بن دغفل عن عروة بن قبيصة، عن عدي بن أرطاة، قال وكيع مرة: عمرو
ابن عتبة، فرده عليه يحيى بن معين، وقال بعد: عمرو السلمي، قال: الجمعة خطوتان، خطوة درجة وخطوة كفارة.
حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم، عن إياس بن دغفل، عن عروة بن قبيصة، عن عدي بن أرطاة، عن عمرو بن عبسة قال: الجمعة خطوتان، خطوة كفارة وخطوة درجة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (793)، (794)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: بلغني أن شريكًا لقي أبا وكيع فسلم عليه فقال له شريك: يا أبا وكيع كيف وكيع؟
"العلل" رواية عبد اللَّه (816)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة في أولها أو في آخر ذي الحجة سنة ست، أبي شك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1136)، (4222)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: خرجنا مع وكيع إلى الأنبار، فقال له رجل: يا أبا سفيان إنهم يكتبون: حدثنا سفيان، حدثنا سفيان؟ فقال: أليس أقول لهم: حدثنا سفيان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1207)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال وكيع: وجدناه عند أبي عوانة، عن سليمان بن أبي العتيك، عن أبي معشر، عن إبراهيم كره الكراريس.
قال أبي: كان وكيع إذا حدث عن مثل أبي عوانة وحماد بن زيد وحماد ابن سلمة يقول: وجدناه عند أبي عوانة، وجدناه عند حماد بن زيد يستصغرهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1253)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال لنا وكيع في حديث سفيان عن نسير، عن أبي يعلى، عن ابن الحنفية: ليس للميت من الكفن شيء إنما هو تكرمة للحي، قال لنا: عن الربيع بن خثيم، فرجع وقال: عن ابن الحنفية. وقال وكيع في حديث سفيان: عن منصور، عن مجاهد، أن عمر كان إذا سمع الحادي قال: لا تعرض بذكر النساء، قال يحيى بن سعيد وبشر بن السري: أن ابن عمر وابن يمان أيضًا، خالفوه -يعني: وكيعًا- قالوا: ابن عمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1366)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أيوب، عن كثير مولى سمرة -كذا قال وكيع.
قال أبي: وإنما هو عبد الرحمن بن سمرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1382)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وقال لنا وكيع في حديث سلام بن مسكين: عن عقيل بن طلحة، عن أبي جزي، كذا قال وكيع: جُزَي.
قال أبي: إنما هو جُرَي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1389)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال ابن مهدي: عن سفيان، عن مالك بن مغول، عن أبي حصين، عن الشعبي في هذا الحديث -يعني: حديث وكيع عن سفيان، عن أبي حصين، عن الشعبي في الخصي- يضحي به ما زاد فيه شحمه ولحمه أكثر مما نقص منه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1416)
وقال عبد اللَّه: ذكرت لأبي حديث مسعر عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: كان رجل جالس عند كعب بن عجرة فذكر عبد اللَّه بن أُبيّ فسكت كعب، فأتى الرجل عمر، فقال أبي: ليس -يعني: هذا الحديث- عند شعبة.
سمعته يقول: قال وكيع: كنا نحفظها عند سفيان ثم نَعُدُّها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1422)، (1423)
وقال عبد اللَّه: قال أبي في حديث وكيع: عن سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري: يقول اللَّه تبارك وتعالى: "إن رجلًا أوسعت عليه في الرزق" (1) وقال عبد الرزاق: عن سفيان، عن العلاء، عن أبيه (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (1427)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: الحديث الذي رواه وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الجمع بين الظهر والعصر (3).
قال أبي: إنما هو حديث داود بن قيس، ليس هو من حديث ابن أبي ذئب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1453)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: أخبرت أن ابن جريج قال لوكيع: وجعل وكيع يسأله، فقال له: يا غلام، لقد باكرت العلم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1463)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن حجر بن عنبس في قوله جل وعز: {مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35] قال: المكاء: التصفيق، التصدية: الصفير.
حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس قال: المكاء: الصفير، والتصدية: وضع يده على فيه.
حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس، وقد شهد مع علي الجمل، قال: المكاء: الصفير.
قال أبي: أخطأ فيه وكيع، وأصاب يحيى بن آدم وأبو نعيم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1599)، (1600)، (1601)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن سلمة، عن الضحاك قال: المكاء: التصفيق، والتصدية: الصفير.
حدثنا أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سلمة بن نبيط، عن أبيه وقد رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: المكاء: الصفير.
قال أبي: أخطأ وكيع، وأصاب أبو نعيم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1602)، (1603)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس أن عثمان توضأ ثلاثًا ثلاثًا.
قال أبي: إنما هو عن بُسر بن سعيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2260)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين: لا بأس بشرب الترياق. سمعت أبي يقول: هذا خطأ. كان محمد يكرهه، المعروف عن خالد، عن محمد أنه كرهه، أخطأ فيه وكيع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2792)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن عمر بن الأسود، عن امرأة من أهله.
قال أبي: وكيع لم يسمع من عثمان بن الأسود شيئًا، هذا عمر بن الأسود شيخ لوكيع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2802)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن مالك بن أنس، عن عبيد اللَّه بن أبي بكر الثقفي، عن أنس: غدونا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا اليوم، فكان يهل المهل ويكبر المكبر، فلا يعيب أحدهما على صاحبه (1).
حدثني أبي قال: حدثنا ابن مهدي، عن مالك، عن محمد بن أبي بكر الثقفي. قال أبي: وهذا أخطأ فيه وكيع، إنما هو محمد بن أبي بكر الثقفي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2803)
وقال عبد اللَّه: سئل أبي عن حديث الفريابي، عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُباد: أنه كان يجلس بعد الوتر فيقرأ.
فقال: هو عن سليمان كذا. قال وكيع: عن سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4158)
وقال عبد اللَّه: سئل أبي عن حديث الفريابي، عن الثوري، عن حكيم ابن جبير، عن ابن جبير، عن عائشة.
فقال: قال وكيع: عن سفيان، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. وقال مرة: الأزرق، مرة: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، وقال مرة: عن سعيد بن جبير، عن عائشة -يعني: ما رأيت أحدًا قط كان أشد تعجيلًا لصلاة الظهر من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (4159)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ كان حافظًا حافظًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4885)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: وكيع يهم في أحاديث عن مالك بن أنس، منها حديث محمد بن أبي بكر الثقفي: غدونا مع أنس. ولم يقل وكيع: محمد بن أبي بكر الثقفي، قال شيئًا غير محمد، خالفه ابن مهدي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5172)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: في حديث عائشة: المستحاضة يغشاها زوجها (2). رواه وكيع عن سفيان، عن غيلان، عن عبد الملك ابن ميسرة، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة -يعني: هذا الحديث.
ورأيته في كتاب الأشجعي عن سفيان، عن غيلين، هكذا هي مكتوبة. ورواه غندر عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن الشعبي هذا الحديث، وقال الشعبي من رأيه: المستحاضة لا يغشاها زوجها، وقال حجاج: عن شعبة كما قال وكيع عن سفيان، رفعه إلى عائشة، خالف حجاج غندرًا.
قال أبي: بلغني عن ابن مهدي قال: وجدته في كتاب حسين بن عربي كما قال حجاج عن شعبة، وكما قال وكيع عن سفيان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5351)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: أخبرنا وكيع قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن محمد بن سيرين قال: سألت ابن عمر عن القراءة خلف الإمام؛ فقال: تكفيك قراءة الإمام.
قال أبي: قال وكيع: محمد بن سيرين، ولم يكن في نسختنا محمد بن سيرين.
قال أبي: وإنما هذا معروف عن أنس بن سيرين. كأنه يرى أن وكيعًا وهم فيه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5690)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سبحان اللَّه! ما كان أحفظ، وكيع أحفظ من عبد الرحمن كثيرًا كثيرًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5736)
قال أبو داود: بلغني عن أحمد قال: ما رأيت أحفظ من وكيع.
وقال أحمد: كان وكيع مطبوع الحفظ.
"سؤالات الآجري" (10)
قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد اللَّه: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن، بقول من تأخذ؟
فقال: عبد الرحمن. يوافق أكثر، وخاصة في سفيان، كان معنيا بحديث سفيان.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 170
قال أحمد بن أبي الحواري: أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق: وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن ابن مهدي.
"الجرح والتعديل" 1/ 230، "تاريخ بغداد" 13/ 507، "تهذيب الكمال" 30/ 474
وقال صالح: قلت لأبي: أيما أثبت عندك وكيع، أو يزيد؟
قال: ما منهما بحمد اللَّه تعالى إلا ثبت.
قلت: فأيهما أصلح عندك بالأبدان؟
قال: ما منهما إلا صالح، إلا أن وكيعًا لم يتلطخ بالسلطان، وما رأيت أحدًا أوعى للعلم منه ولا أشبه بأهل النسك من وكيع.
"الجرح والتعديل" 9/ 38، "تهذيب الكمال" 30/ 471 - 472، "سير أعلام النبلاء" 9/ 147
قال سهل بن صالح: سألت أحمد بن حنبل، فقلت: وكيع أو عبد الرحمن؟ فقال: وكيع أسرد.
"الكامل" لابن عدي 1/ 196
وقال أحمد بن سهل بن بحر: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة؛ فقال: كان وكيع إمام المسلمين في وقته.
وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سئل أحمد عن وكيع وعبد الرحمن.
فقال: وكيع أكبر في القلب، وعبد الرحمن إمام.
"الكامل" لابن عدي 1/ 197، "تهذيب الكمال" 30/ 473، "سير أعلام النبلاء" 9/ 147، 155، "بحر الدم" (1120)
قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه: قال وكيع في حديث أبي الهجيمي: أبو جزي، وأخطأ وكيع فيه.
"معجم الصحابة" 1/ 473، "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 1/ 489
قال حنبل: حدثنا أبو عبد اللَّه حدثنا وكيع، عن يحيى بن جعفر، عن أبي مصعب هلال بن يزيد قال: رأيت أبا هريرة يقطع البسر من التمر. . فذكر الحديث.
قال أبو عبد اللَّه: وقال أبو سعيد -يعني مولى بني هاشم- وعبد الصمد: يحيى بن يعفر. ووكيع أخطأ فيه.
"المؤتلف والمختلف" 4/ 2351
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين -يعني: ومائة.
"تاريخ بغداد" 13/ 497
قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قدم وكيع بغداد وكان أبوه على بيت المال.
"تاريخ بغداد" 13/ 497
قال علي بن عثمان النفيلي: قلت لأحمد بن حنبل: إن أبا قتادة يتكلم في وكيع بن الجراح، وعيسى بن يونس، وابن المبارك.
فقال: من كذَّب أهل الصدق فهو الكذاب.
"تاريخ بغداد" 13/ 500، "تهذيب الكمال" 30/ 472
وقال بشر بن موسى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلًا قط مثل وكيع في العلم والحفظ، والإسناد والأبواب، مع خشوع وورع.
وقال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد يقول: ما رأت عيناي مثل وكيع قط يحفظ الحديث جيدًا، ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد ولا يتكلم في أحد.
"تاريخ بغداد" 13/ 504، "تهذيب الكمال" 30/ 473، "سير أعلام النبلاء" 9/ 147، 155، "بحر الدم" (1120)
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه قال: ومات وكيع وهو ابن ست وستين.
"تاريخ بغداد" 13/ 512
قال تميم بن محمد الطوسي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع بن الجراح.
"تاريخ بغداد" 13/ 506 - 507، "تهذيب الكمال"30/ 474, "سير أعلام النبلاء" 9/ 154
وقال محمد بن علي الوراق: سألت أحمد بن حنبل، فقلت: أيما أحب إليك وكيع بن الجراح، أو عبد الرحمن بن مهدي؟
قال: أما وكيع فصديقه حفص بن غياث لما ولي القضاء ما كلمه وكيع حتى مات، وأما عبد الرحمن فصديقه معاذ بن معاذ لما ولي القضاء، ما زال عبد الرحمن صديقه حتى مات، وقد عُرض على وكيع القضاء، فامتنع منه.
"تاريخ بغداد" 13/ 507، "تهذيب الكمال" 30/ 472
قال أحمد بن سنان الواسطي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان أحمد بن حنبل عندي؛ فقال: نظرنا فيما كان يخالفكم فيه وكيع -أو فيما يخالف وكيع الناس- فإذا هي نيف وستون حرفًا.
"المناقب" لابن الجوزي ص 115 - 116
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أخطأ وكيع في خمس مائة حديث.
"تهذيب الكمال"30/ 471، "سير أعلام النبلاء" 10/ 147
وقال عباس الدوري: قال لي أحمد: حدثني من لم تر عيناك مثله، وكيع الجراح.
"تهذيب الكمال" 30/ 472، "بحر الدم" (1120)
وقال محمد بن عامر المصيصي: سألت أحمد بن حنبل: وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟
فقال: وكيع أحب إليَّ.
فقلت له: كيف فضلت وكيعًا على يحيى بن سعيد، ويحيى بن سعيد ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما علمتَ؟
فقال: وكيع كان صديقًا لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء هجره وكيع ولم يكلمه بعد ذلك، وإن يحيى بن سعيد كان صديقًا لمعاذ بن معاذ، فلما ولي معاذ القضاء لم يهجره يحيى بن سعيد.
"تهذيب الكمال" 30/ 472، "سير أعلام النبلاء" 9/ 144
قال عبد الصمد بن سليمان البلخي: قال أحمد: ما رأيت أحدًا أحفظ من وكيع.
"تهذيب الكمال" 30/ 473
وقال حنبل بن إسحاق: قيل لأحمد: فوكيع، وأبو نعيم؟
قال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأساميهم وبالرجال، ووكيع أفقه.
"تهذيب الكمال" 30/ 474، "سير أعلام النبلاء" 10/ 147
وقال أبو حاتم الرازي: أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي.
"تهذيب الكمال" 30/ 474، "سير أعلام النبلاء" 9/ 152
وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الثبت بالعراق: يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع. قال: فذكرت ذلك ليحيى بن معين؛ فقال: الثبت بالعراق وكيع.
"تهذيب الكمال" 30/ 474
قال الأثرم: قال أحمد بن حنبل: حج وكيع سنة ست وتسعين ومائة، ومات في الطريق.
"تهذيب الكمال" 30/ 484
قال أبو بكر الأعين: سألت أحمد بن حنبل عن أصحاب سفيان.
فقال: يحيى القطان، ووكيع، وعبد الرحمن، ثم الأشجعي.
"سير أعلام النبلاء" 8/ 515
قال عبد الصمد بن سليمان: سمعت أبا عبد اللَّه -يعني: أحمد بن حنبل- يقول: انتهى العلم إلى أربعة: إلى ابن المبارك، ووكيع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن، فأما ابن المبارك فأجمعهم، وأما وكيع فأسردهم، وأما يحيى فأتقنهم، وأما عبد الرحمن فجهبذ.
ثم قال: ما رأيت أحفظ ولا أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه بأهل النسك.
"سير أعلام النبلاء" 9/ 188
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: كان وكيع يقول في الحديث -يعني: وربما طرح أي: حديث عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة قال: قال عبد اللَّه بن مسعود: ألا أصلي بكم صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: فصلى، فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة.
ثم قال أحمد، عن عاصم بن كليب: سمعته منه -يعني من وكيع- غير مرة فيه: ثم لم يعد.
قال لي أبو عبد الرحمن الوكيعي: كان وكيع يقول فيه -يعني: ثم لم يعد. وتبسم أحمد.
"تهذيب ابن القيم" 1/ 368
قال البخاري: قال أحمد بن حنبل: ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة.
"التاريخ الكبير" 8/ 179
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه ذكر حديث موسى بن عليّ، عن أبيه، عن مَسْلمة بن مُخَلّد، ذكره عن وكيع وعبد الرحمن اختلفا فيه، فقال أحدهما: توفّي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا ابن عشر، وقال الآخر: وأنا ابن أربع عشرة؛ فقال: سبحان اللَّه! متعجّبًا من ذلك.
"سؤالات الأثرم" (54)
قال صالح: قال أبي: كان وكيع يحدثنا: نا سفيان يدغم، فقيل له بالأنبار: إنهم يكتبون: نا سفيان. قال: أليس هو ذا؟ أحدثهم أقول: حدثنا سفيان.
"مسائل صالح" (901)
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل، سئل عن حديث ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ أو عن أبي ذر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له: "اتَّقِ اللَّهَ؟ " (1)؛ قال: كان وكيع يرويه عن معاذ، ثم جعله عن أبي ذر، ثم ذكر أحمد أحاديث
لوكيع رجع عنها، فقال: فيها شيء كان يقوله الربيع، ثم جعله عن ابن الحنفية.
"سؤالات أبي داود" (5)
قال أبو داود: وبلغني عن أحمد قال: ما رأيت أحفظ من وكيع.
وقال أحمد: كان وكيع مطبوع الحفظ.
"سؤالات الآجري" (10)
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل: سمع وكيع من الأوزاعي؟
قال: نعم، ومن ثور -يعني: ابن يزيد- قال: كان ثور حج سنة خمسين.
"سؤالات أبي داود" (24)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان وكيع يقول في حديث ابن بريدة: حجرة، ثم قال: حجير.
"سؤالات أبي داود" (63)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان وكيع يخطئ يقول: أبو مكين ابن أبان، أخي الحكم بن أبان -يعني: نوح بن ربيعة.
"سؤالات أبي داود" (97)
وقال أبو داود: قلت لأحمد: إذا اختلف. الفريابي ووكيع، أليس يقضى لوكيع؟
قال: مثل ماذا؟
قلت: ما لم يروه غيره.
قال: ما أدري، وكيع ربما خولف أيضًا.
"سؤالات أبي داود" (139)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان وكيع كف عن حديث إبراهيم ابن سعد، ثم حدث عنه بعد، قلت: لم؟
قال: لا أدري، إبراهيم ثقة.
"سؤالات أبي داود" (202)
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان وكيع يقول: ثنا حنظلة -يعني: ابن أبي سفيان- سمع منه ابن المبارك، وكان ثقة.
قال أحمد: وكذلك كان.
"سؤالات أبي داود" (231)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: قال وكيع: رأيت يونس الأيلي، وكان سيئ الحفظ، سمع منه وكيع ثلاثة أحاديث.
"سؤالات أبي داود" (308)
وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن سلمة بن نبيط، فقال: ثقة، كان وكيع يقول: حدثنا سلمة بن نبيط أبو فراس، وكان ثقة.
"سؤالات أبي داود" (388)
وقال أبو داود: قلت لأحمد: علي بن المبارك؟
قال: ليس به بأس، ما رأيت أحدًا أروى عنه من وكيع.
"سؤالات أبي داود" (498)
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قال: قال وكيع: وكنا نعدها عن سفيان، ثم نكتب في البيت، وكان يحيى بن يمان يعقد خيطًا -يعني: يعد به الحديث- عند سفيان، ثم يذهب إلى البيت فيحل عقده، ويكتب حديثًا، ولكن عنده تخليط.
وقال مرة: فأيش خلط -يعني ابن اليمان.
"سؤالات أبي داود" (577)
وقال أبو داود: سمعتُ أحمدَ سئلَ عن حديثِ سفيانَ، عن سلمةَ بنِ كهيلِ حديثِ ابن أذينةَ، عن أبيهِ: أتيتُ عمرَ فقلتُ: ما أتيتكَ حتَّى ركبتُ الإبلَ والخيلَ؛ فِمن أينَ أعتمرُ؟
فقالَ لهُ الرجلُ: عن وكيع ليسَ فيهِ: عن أبيهِ؟
قال أحمد: بلَى، حدثنا وكيعٌ أملاهُ علينا في حديثِ سلمةَ بن كهيل -يعني: عن سفيانَ-، ومحمدِ بنِ جعفر -يعني: وحدثنا به محمدُ بنُ جعفر-، عن شعبةَ، فيه: عنِ ابن أُذَيْنَةَ، عن أبيهِ.
وأخرجَ أحمدُ كتابَ وكيع وإذا فيهِ على ما ذكرَ: عنِ ابن أذينةَ، عن أبيهِ.
"مسائل أبي داود" (1989)
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ما رأيت أحدًا كان أجمع من وكيع، وحسين الجعفي كان شيئًا عجبًا. وما رأيت أبا عبد اللَّه يقدم عليهما من الكوفيين أحدًا.
"مسائل ابن هانئ" (2056).
وقال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة.
"مسائل ابن هانئ" (2081).
وقال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ومات وكيع سنة ست وتسعين ومائة، مات في ذي الحجة، لا أدري، مات في أولها، أو في آخرها، أو في المحرم.
"مسائل ابن هانئ" (2087).
وقال ابن هانئ: وسمعته يقول: قال ابن جريج لوكيع: لقد باكرت بالعلم يا غلام.
وقال أبو عبد اللَّه: كان غلامًا كيسًا، يطلب العلم من صغره.
"مسائل ابن هانئ" (2110).
وقال ابن هانئ: وقال أبو عبد اللَّه: ما كتبت عن أحد، أكثر مما كتبت عن وكيع.
"مسائل ابن هانئ" (2111).
وقال ابن هانئ: سمعته يقول: كان وكيع يحفظ عن المشايخ، وعن الثوري، ولم يكن يصحف، وكل من كتب يتكل على الكتاب فيصحف.
"مسائل ابن هانئ" (2227).
وقال ابن هانئ: سمعته يقول: ما في أصحاب شعبة أقل خطأ من محمد بن جعفر.
قيل له: ولا وكيع؟ قال: وكيع كان أورع القوم.
وقال: وما رأيت أحدًا ممن أدركنا كان أحفظ للحديث من وكيع.
"مسائل ابن هانئ" (2276)، (2277)، (2278).
وقال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قلت أو قيل لعبد الرحمن ابن مهدي: إن وكيعًا قد خالفك في مائة حديث. فعجب.
"مسائل ابن هانئ" (2321)
وقال ابن هانئ: قلت: أيما أثبت عُرًا في سفيان الثوري، أو (1) أبو نعيم، أو وكيع؟
قال: لا يقاس بوكيع.
"مسائل ابن هانئ" (2322)
قال المروذي: وقال: وكان وكيع يجتهد أن يجيء بالحديث كما سمع، فكان ربما قال في الحرف، أو الشيء -يعني: كذا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (29)
قال المروذي: وقال: قَدِم ههنا رجل حدثهم عن سفيان بحديث فألقوه على عبد الرحمن، فقال: هذا كذب، ليس من هذا شيء، فأنكروه عليه، فاستغاث بوكيع، فكتبوا إليه فإذا الحديث باطل.
"العلل" رواية المروذي (42)
قال المروذي: قلت: من أصحاب الثوري؟
قال: يحيى، ووكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم.
قلت: قدمت وكيعًا على عبد الرحمن؟
قال: وكيع شيخ.
"العلل" رواية المروذي وغيره (52).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن يعلى بن عطاء قال: سأل سعيد بن المسيب أعرابي عن الطلاء المنصف فكرهه، وقال: عليك باللبن.
سمعت أبي يقول: قال وكيع مرة: سمعت سعيد بن المسيب، فقلت لوكيع: سمع سعيد بن المسيب؟ فقال: أعرابي سأل سعيد بن المسيب، ولم يقل: سمعت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (40)، (41)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأوزاعي، عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة قال: مثل الذي يتخطا رقاب الناس.
قال أبي: كان في نسختنا سليمان بن موسى، فقال وكيع: موسى بن سليمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (42)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا وكيع قال: حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم عم عبيد اللَّه بن عمر.
قال أبي: لم يسمع وكيع من عبيد اللَّه بن عمر شيئًا، وكان إذا حدث عن عيسى بن حفص عم عبيد اللَّه بن عمر قال: حدثنا عيسى بن حفص عم عبيد اللَّه بن عمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (44)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثني داود بن سوار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مُروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعًا" (1).
قال أبي: خالفوا وكيعًا في اسم هذا الشيخ -يعني: داود بن سوار.
قال أبي: وقال الطفاوي محمد بن عبد الرحمن، والبرساني: سوار أبو حمزة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (47)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: ما رأيت أحدًا أوعى للعلم منه، ولا أحفظ -يعني: وكيع بن الجراح.
قال أبي: ما رأيت وكيعًا قط شك في حديث إلا يومًا واحدًا فقال: أين ابن أبي شيبة؟ كأنه أراد أن يسأله أو يستثبته.
قال أبي: وما رأيت مع وكيع قط كتابًا ولا رقعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (58)، (567)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس الرواسي أبو سفيان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (439)
وقال عبد اللَّه: وقال أبي في حديث وكيع: عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم في المسلم يقتل الذمي خطأ قال: كفارتهما سواء.
قال أبي: ليس يرويه أحد غير وكيع، ما أراه إلا خطأ.
"العلل" رواية عبد اللَّه (573)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديمًا، وأبو نعيم أيضًا، وإنما اختلط المسعودي ببغداد، ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (575)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: أملى علينا وكيع حديث سفيان، عن عون بن أبي جحيفة وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن الأقمر، فلما فرغ منها قال هذا مجلس لا أعود إليه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (613)
وقال عبد اللَّه: قلت لأبي: حديث عاصم بن كليب حديث عبد اللَّه؟
قال: حدثناه وكيع في الجماعة قال: حدثنا سفيان، عن عاصم ابن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة قال: قال ابن مسعود: ألا أصَلي بكم صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: فصلى فلم يرفع يديه إلا مرة (1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع مرة أخرى بإسناده سواء فقال: قال عبد اللَّه: أصلي بكم صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فرفع يديه في أول.
"العلل" رواية عبد اللَّه (709)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الضرير قال: كان وكيع ربما قال: -يعني: ثم لا يعود.
قال أبي: كان وكيع يقول: هذا من قبل نفسه -يعني: ثم لا يعود.
قال أبي: وقال الأشجعي: فرفع يديه في أول شيء.
"العلل" رواية عبد اللَّه (710)، (711)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: أملاه عليَّ عبد اللَّه بن إدريس من كتابه، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود قال: حدثنا علقمة، عن عبد اللَّه قال: علمنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الصلاة فكبر ورفع يديه ثم ركع وطبق يديه وجعلهما بين ركبتيه. فبلغ
سعدًا فقال: صدق أخي قد كنا نفعل ذلك، ثم أمرنا بهذا وأخذ بركبتيه (1). حدثني عاصم بن كليب هكذا.
قال أبي: هذا لفظ غير لفظ وكيع، وكيع يثبج الحديث؛ لأنه كان يحمل نفسه في حفظ الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (714)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن أبيه، عن يزيد، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نحوه (2) -يعني: حديث شعبة عن يزيد- ولم يقل: ثم لا يعود.
"العلل" رواية عبد اللَّه (715)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ابن مهدي أكثر تصحيفًا من وكيع، ووكيع أكثر خطأ من ابن مهدي، وكيع قليل التصحيف.
"العلل" رواية عبد اللَّه (790)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إياس بن دغفل عن عروة بن قبيصة، عن عدي بن أرطاة، قال وكيع مرة: عمرو
ابن عتبة، فرده عليه يحيى بن معين، وقال بعد: عمرو السلمي، قال: الجمعة خطوتان، خطوة درجة وخطوة كفارة.
حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم، عن إياس بن دغفل، عن عروة بن قبيصة، عن عدي بن أرطاة، عن عمرو بن عبسة قال: الجمعة خطوتان، خطوة كفارة وخطوة درجة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (793)، (794)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: بلغني أن شريكًا لقي أبا وكيع فسلم عليه فقال له شريك: يا أبا وكيع كيف وكيع؟
"العلل" رواية عبد اللَّه (816)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة في أولها أو في آخر ذي الحجة سنة ست، أبي شك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1136)، (4222)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: خرجنا مع وكيع إلى الأنبار، فقال له رجل: يا أبا سفيان إنهم يكتبون: حدثنا سفيان، حدثنا سفيان؟ فقال: أليس أقول لهم: حدثنا سفيان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1207)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال وكيع: وجدناه عند أبي عوانة، عن سليمان بن أبي العتيك، عن أبي معشر، عن إبراهيم كره الكراريس.
قال أبي: كان وكيع إذا حدث عن مثل أبي عوانة وحماد بن زيد وحماد ابن سلمة يقول: وجدناه عند أبي عوانة، وجدناه عند حماد بن زيد يستصغرهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1253)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال لنا وكيع في حديث سفيان عن نسير، عن أبي يعلى، عن ابن الحنفية: ليس للميت من الكفن شيء إنما هو تكرمة للحي، قال لنا: عن الربيع بن خثيم، فرجع وقال: عن ابن الحنفية. وقال وكيع في حديث سفيان: عن منصور، عن مجاهد، أن عمر كان إذا سمع الحادي قال: لا تعرض بذكر النساء، قال يحيى بن سعيد وبشر بن السري: أن ابن عمر وابن يمان أيضًا، خالفوه -يعني: وكيعًا- قالوا: ابن عمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1366)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أيوب، عن كثير مولى سمرة -كذا قال وكيع.
قال أبي: وإنما هو عبد الرحمن بن سمرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1382)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وقال لنا وكيع في حديث سلام بن مسكين: عن عقيل بن طلحة، عن أبي جزي، كذا قال وكيع: جُزَي.
قال أبي: إنما هو جُرَي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1389)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال ابن مهدي: عن سفيان، عن مالك بن مغول، عن أبي حصين، عن الشعبي في هذا الحديث -يعني: حديث وكيع عن سفيان، عن أبي حصين، عن الشعبي في الخصي- يضحي به ما زاد فيه شحمه ولحمه أكثر مما نقص منه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1416)
وقال عبد اللَّه: ذكرت لأبي حديث مسعر عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: كان رجل جالس عند كعب بن عجرة فذكر عبد اللَّه بن أُبيّ فسكت كعب، فأتى الرجل عمر، فقال أبي: ليس -يعني: هذا الحديث- عند شعبة.
سمعته يقول: قال وكيع: كنا نحفظها عند سفيان ثم نَعُدُّها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1422)، (1423)
وقال عبد اللَّه: قال أبي في حديث وكيع: عن سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري: يقول اللَّه تبارك وتعالى: "إن رجلًا أوسعت عليه في الرزق" (1) وقال عبد الرزاق: عن سفيان، عن العلاء، عن أبيه (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (1427)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: الحديث الذي رواه وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الجمع بين الظهر والعصر (3).
قال أبي: إنما هو حديث داود بن قيس، ليس هو من حديث ابن أبي ذئب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1453)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: أخبرت أن ابن جريج قال لوكيع: وجعل وكيع يسأله، فقال له: يا غلام، لقد باكرت العلم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1463)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن حجر بن عنبس في قوله جل وعز: {مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35] قال: المكاء: التصفيق، التصدية: الصفير.
حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس قال: المكاء: الصفير، والتصدية: وضع يده على فيه.
حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس، وقد شهد مع علي الجمل، قال: المكاء: الصفير.
قال أبي: أخطأ فيه وكيع، وأصاب يحيى بن آدم وأبو نعيم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1599)، (1600)، (1601)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن سلمة، عن الضحاك قال: المكاء: التصفيق، والتصدية: الصفير.
حدثنا أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سلمة بن نبيط، عن أبيه وقد رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: المكاء: الصفير.
قال أبي: أخطأ وكيع، وأصاب أبو نعيم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1602)، (1603)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس أن عثمان توضأ ثلاثًا ثلاثًا.
قال أبي: إنما هو عن بُسر بن سعيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2260)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين: لا بأس بشرب الترياق. سمعت أبي يقول: هذا خطأ. كان محمد يكرهه، المعروف عن خالد، عن محمد أنه كرهه، أخطأ فيه وكيع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2792)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن عمر بن الأسود، عن امرأة من أهله.
قال أبي: وكيع لم يسمع من عثمان بن الأسود شيئًا، هذا عمر بن الأسود شيخ لوكيع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2802)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن مالك بن أنس، عن عبيد اللَّه بن أبي بكر الثقفي، عن أنس: غدونا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا اليوم، فكان يهل المهل ويكبر المكبر، فلا يعيب أحدهما على صاحبه (1).
حدثني أبي قال: حدثنا ابن مهدي، عن مالك، عن محمد بن أبي بكر الثقفي. قال أبي: وهذا أخطأ فيه وكيع، إنما هو محمد بن أبي بكر الثقفي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2803)
وقال عبد اللَّه: سئل أبي عن حديث الفريابي، عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُباد: أنه كان يجلس بعد الوتر فيقرأ.
فقال: هو عن سليمان كذا. قال وكيع: عن سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4158)
وقال عبد اللَّه: سئل أبي عن حديث الفريابي، عن الثوري، عن حكيم ابن جبير، عن ابن جبير، عن عائشة.
فقال: قال وكيع: عن سفيان، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. وقال مرة: الأزرق، مرة: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، وقال مرة: عن سعيد بن جبير، عن عائشة -يعني: ما رأيت أحدًا قط كان أشد تعجيلًا لصلاة الظهر من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (4159)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ كان حافظًا حافظًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4885)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: وكيع يهم في أحاديث عن مالك بن أنس، منها حديث محمد بن أبي بكر الثقفي: غدونا مع أنس. ولم يقل وكيع: محمد بن أبي بكر الثقفي، قال شيئًا غير محمد، خالفه ابن مهدي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5172)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: في حديث عائشة: المستحاضة يغشاها زوجها (2). رواه وكيع عن سفيان، عن غيلان، عن عبد الملك ابن ميسرة، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة -يعني: هذا الحديث.
ورأيته في كتاب الأشجعي عن سفيان، عن غيلين، هكذا هي مكتوبة. ورواه غندر عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن الشعبي هذا الحديث، وقال الشعبي من رأيه: المستحاضة لا يغشاها زوجها، وقال حجاج: عن شعبة كما قال وكيع عن سفيان، رفعه إلى عائشة، خالف حجاج غندرًا.
قال أبي: بلغني عن ابن مهدي قال: وجدته في كتاب حسين بن عربي كما قال حجاج عن شعبة، وكما قال وكيع عن سفيان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5351)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: أخبرنا وكيع قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن محمد بن سيرين قال: سألت ابن عمر عن القراءة خلف الإمام؛ فقال: تكفيك قراءة الإمام.
قال أبي: قال وكيع: محمد بن سيرين، ولم يكن في نسختنا محمد بن سيرين.
قال أبي: وإنما هذا معروف عن أنس بن سيرين. كأنه يرى أن وكيعًا وهم فيه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5690)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سبحان اللَّه! ما كان أحفظ، وكيع أحفظ من عبد الرحمن كثيرًا كثيرًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5736)
قال أبو داود: بلغني عن أحمد قال: ما رأيت أحفظ من وكيع.
وقال أحمد: كان وكيع مطبوع الحفظ.
"سؤالات الآجري" (10)
قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد اللَّه: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن، بقول من تأخذ؟
فقال: عبد الرحمن. يوافق أكثر، وخاصة في سفيان، كان معنيا بحديث سفيان.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 170
قال أحمد بن أبي الحواري: أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق: وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن ابن مهدي.
"الجرح والتعديل" 1/ 230، "تاريخ بغداد" 13/ 507، "تهذيب الكمال" 30/ 474
وقال صالح: قلت لأبي: أيما أثبت عندك وكيع، أو يزيد؟
قال: ما منهما بحمد اللَّه تعالى إلا ثبت.
قلت: فأيهما أصلح عندك بالأبدان؟
قال: ما منهما إلا صالح، إلا أن وكيعًا لم يتلطخ بالسلطان، وما رأيت أحدًا أوعى للعلم منه ولا أشبه بأهل النسك من وكيع.
"الجرح والتعديل" 9/ 38، "تهذيب الكمال" 30/ 471 - 472، "سير أعلام النبلاء" 9/ 147
قال سهل بن صالح: سألت أحمد بن حنبل، فقلت: وكيع أو عبد الرحمن؟ فقال: وكيع أسرد.
"الكامل" لابن عدي 1/ 196
وقال أحمد بن سهل بن بحر: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة؛ فقال: كان وكيع إمام المسلمين في وقته.
وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سئل أحمد عن وكيع وعبد الرحمن.
فقال: وكيع أكبر في القلب، وعبد الرحمن إمام.
"الكامل" لابن عدي 1/ 197، "تهذيب الكمال" 30/ 473، "سير أعلام النبلاء" 9/ 147، 155، "بحر الدم" (1120)
قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه: قال وكيع في حديث أبي الهجيمي: أبو جزي، وأخطأ وكيع فيه.
"معجم الصحابة" 1/ 473، "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 1/ 489
قال حنبل: حدثنا أبو عبد اللَّه حدثنا وكيع، عن يحيى بن جعفر، عن أبي مصعب هلال بن يزيد قال: رأيت أبا هريرة يقطع البسر من التمر. . فذكر الحديث.
قال أبو عبد اللَّه: وقال أبو سعيد -يعني مولى بني هاشم- وعبد الصمد: يحيى بن يعفر. ووكيع أخطأ فيه.
"المؤتلف والمختلف" 4/ 2351
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين -يعني: ومائة.
"تاريخ بغداد" 13/ 497
قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قدم وكيع بغداد وكان أبوه على بيت المال.
"تاريخ بغداد" 13/ 497
قال علي بن عثمان النفيلي: قلت لأحمد بن حنبل: إن أبا قتادة يتكلم في وكيع بن الجراح، وعيسى بن يونس، وابن المبارك.
فقال: من كذَّب أهل الصدق فهو الكذاب.
"تاريخ بغداد" 13/ 500، "تهذيب الكمال" 30/ 472
وقال بشر بن موسى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلًا قط مثل وكيع في العلم والحفظ، والإسناد والأبواب، مع خشوع وورع.
وقال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد يقول: ما رأت عيناي مثل وكيع قط يحفظ الحديث جيدًا، ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد ولا يتكلم في أحد.
"تاريخ بغداد" 13/ 504، "تهذيب الكمال" 30/ 473، "سير أعلام النبلاء" 9/ 147، 155، "بحر الدم" (1120)
قال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه قال: ومات وكيع وهو ابن ست وستين.
"تاريخ بغداد" 13/ 512
قال تميم بن محمد الطوسي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع بن الجراح.
"تاريخ بغداد" 13/ 506 - 507، "تهذيب الكمال"30/ 474, "سير أعلام النبلاء" 9/ 154
وقال محمد بن علي الوراق: سألت أحمد بن حنبل، فقلت: أيما أحب إليك وكيع بن الجراح، أو عبد الرحمن بن مهدي؟
قال: أما وكيع فصديقه حفص بن غياث لما ولي القضاء ما كلمه وكيع حتى مات، وأما عبد الرحمن فصديقه معاذ بن معاذ لما ولي القضاء، ما زال عبد الرحمن صديقه حتى مات، وقد عُرض على وكيع القضاء، فامتنع منه.
"تاريخ بغداد" 13/ 507، "تهذيب الكمال" 30/ 472
قال أحمد بن سنان الواسطي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان أحمد بن حنبل عندي؛ فقال: نظرنا فيما كان يخالفكم فيه وكيع -أو فيما يخالف وكيع الناس- فإذا هي نيف وستون حرفًا.
"المناقب" لابن الجوزي ص 115 - 116
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أخطأ وكيع في خمس مائة حديث.
"تهذيب الكمال"30/ 471، "سير أعلام النبلاء" 10/ 147
وقال عباس الدوري: قال لي أحمد: حدثني من لم تر عيناك مثله، وكيع الجراح.
"تهذيب الكمال" 30/ 472، "بحر الدم" (1120)
وقال محمد بن عامر المصيصي: سألت أحمد بن حنبل: وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟
فقال: وكيع أحب إليَّ.
فقلت له: كيف فضلت وكيعًا على يحيى بن سعيد، ويحيى بن سعيد ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما علمتَ؟
فقال: وكيع كان صديقًا لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء هجره وكيع ولم يكلمه بعد ذلك، وإن يحيى بن سعيد كان صديقًا لمعاذ بن معاذ، فلما ولي معاذ القضاء لم يهجره يحيى بن سعيد.
"تهذيب الكمال" 30/ 472، "سير أعلام النبلاء" 9/ 144
قال عبد الصمد بن سليمان البلخي: قال أحمد: ما رأيت أحدًا أحفظ من وكيع.
"تهذيب الكمال" 30/ 473
وقال حنبل بن إسحاق: قيل لأحمد: فوكيع، وأبو نعيم؟
قال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأساميهم وبالرجال، ووكيع أفقه.
"تهذيب الكمال" 30/ 474، "سير أعلام النبلاء" 10/ 147
وقال أبو حاتم الرازي: أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي.
"تهذيب الكمال" 30/ 474، "سير أعلام النبلاء" 9/ 152
وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الثبت بالعراق: يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع. قال: فذكرت ذلك ليحيى بن معين؛ فقال: الثبت بالعراق وكيع.
"تهذيب الكمال" 30/ 474
قال الأثرم: قال أحمد بن حنبل: حج وكيع سنة ست وتسعين ومائة، ومات في الطريق.
"تهذيب الكمال" 30/ 484
قال أبو بكر الأعين: سألت أحمد بن حنبل عن أصحاب سفيان.
فقال: يحيى القطان، ووكيع، وعبد الرحمن، ثم الأشجعي.
"سير أعلام النبلاء" 8/ 515
قال عبد الصمد بن سليمان: سمعت أبا عبد اللَّه -يعني: أحمد بن حنبل- يقول: انتهى العلم إلى أربعة: إلى ابن المبارك، ووكيع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن، فأما ابن المبارك فأجمعهم، وأما وكيع فأسردهم، وأما يحيى فأتقنهم، وأما عبد الرحمن فجهبذ.
ثم قال: ما رأيت أحفظ ولا أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه بأهل النسك.
"سير أعلام النبلاء" 9/ 188
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: كان وكيع يقول في الحديث -يعني: وربما طرح أي: حديث عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة قال: قال عبد اللَّه بن مسعود: ألا أصلي بكم صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: فصلى، فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة.
ثم قال أحمد، عن عاصم بن كليب: سمعته منه -يعني من وكيع- غير مرة فيه: ثم لم يعد.
قال لي أبو عبد الرحمن الوكيعي: كان وكيع يقول فيه -يعني: ثم لم يعد. وتبسم أحمد.
"تهذيب ابن القيم" 1/ 368
وكيع بن الجراح أبو سفيان: "كوفي"، ثقة عابد صالح أديب، من حفاظ الحديث، وهو أثبت في سفيان من جماعة ذكرهم.
قال العجلي: كان عكرمة بن عمار يحدث في مسجد الحرام بمكة، ووكيع بن الجراح يكتب الألواح فجاء عبد الله بن المبارك فجعل ينظر مع وكيع, فقال وكيع يرى إنسانا ينظر مع آخر في الألواح ويبصر جيدًا.
قال العجلي: كان عكرمة بن عمار يحدث في مسجد الحرام بمكة، ووكيع بن الجراح يكتب الألواح فجاء عبد الله بن المبارك فجعل ينظر مع وكيع, فقال وكيع يرى إنسانا ينظر مع آخر في الألواح ويبصر جيدًا.
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجة :
هكذا نسبه أبو أحمد الحافظ النيسابوري ولم يزد على هذا. وغيره رفع نسبه إلا أنه لم يذكر جمجة، وقد سقناه عند ذكر الجراح بن مليح. وكنية وكيع: أَبُو سفيان الرؤاسي الكوفي من قيس عيلان. قيل إن أصله من قرية من قرى نيسابور، وقيل بل
أصله من السغد. سمع إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، وَهشام بْن عروة، وسليمان الأعمش، وعبد الله بن عون، وابن جريج، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وشعبة.
روى عنه عبد الله بن المبارك، ويحيى بن آدم، وقتيبة بن سعيد، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بن جعفر الوكيعي، وعباس بن غالب الوراق، ويعقوب الدورقي، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين- يعني ومائة-.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حَدَّثَنَا هارون بن حاتم قال: سأل داود بن يحيى بن يمان وكيعا- وأنا أسمع- فقال: يا أبا سفيان متى ولدت؟ قال:
سنة ثمان وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: قدم وكيع بغداد وكان أبوه على بيت المال.
قلت: وورد بغداد بعد هذه المرة هو وَعَبْد اللَّهِ بْن إِدْرِيس، وحفص بْن غياث، وأراد الرشيد أن يولي أحدهم القضاء، فامتنع عليه وكيع وابن إدريس، وأجابه حفص وقد ذكرنا ذلك في أخبار حفص بن غياث، وورد بغداد مرة أخرى.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حدّثنا أحمد بن منصور النوشري، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف الجوهري قَالَ: سمعت بشر بن الحارث- إن شاء
الله- وسأله عباس العنبري عن الاعتكاف فقال: أما هاهنا فلا- يعني بغداد- فقال له عباس: قد اعتكف وكيع أربعين يوما، وحدثهم بحديثه كله. قال: قد كنت عنده- أحسبه قال في شهر رمضان- قال له عبّاس: هو معتكف؟ قال: نعم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا وكيع ببغداد عن سفيان عن خصيف عن عكرمة: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ
قال مثقلة موقرة. ثم حَدَّثَنَا وكيع بالكوفة عن سفيان عن جابر عن عكرمة السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ
[المزمل 18] .
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: قال إبراهيم الحربي: حدث وكيع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وحدث ابن مهدي وهو ابن أقل من خمس وثلاثين سنة.
أخبرني الجوهريّ والأزهريّ والطناجيري- قال الأزهري: أَخْبَرَنَا وقالا: حَدَّثَنَا- علي بن مُحَمَّد بن لؤلؤ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات، حدّثنا أبو يحيى النّاقد، حدّثنا محمّد بن خلف التّميميّ قال: سمعت وكيعا يقول: أتيت الأعمش فقلت حَدَّثَنِي. فقال لي: ما اسمك؟ فقلت وكيع، قال: اسم نبيل ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس، قال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قال قلت: ذاك أبي- وكان على بيت المال- قال: فقال لي اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. قال: فجئت إلى أبي فأخبرته فقال: خذ نصف العطاء فاذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، فاذهب به حتى يكون عشرة، قال: فأتيته بنصف عطائه. فأخذه فوضعه في كفه، وقال: هكذا، ثم سكت فقلت: حَدَّثَنِي، قال: اكتب. فأملى علي حديثين، قال: قلت وعدتني خمسة.
قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يعلم أن الأعمش مدرب، وقد شهد الوقائع! اذهب فجئ بتمامها وتعال أحدثك بخمسة أحاديث، قال:
فجئته فحَدَّثَنِي بخمسة، قال: فكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه فحَدَّثَنِي بخمسة أحاديث.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد قَالَا:
حدّثنا محمّد بن المثنّى، حَدَّثَنَا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: ترون هذا الرؤاسي؟ لا يموت حتى يكون له شأن.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا أحمد بن يوسف- هو التغلبي- حَدَّثَنَا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: مات سفيان الثوري فجلس وكيع بن الجراح في موضعه.
وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البرتي، حَدَّثَنَا القعنبي قال: كنا عند حماد بن زيد سنة سبعين، وكان عنده وكيع، فلما قام قالوا: هذا راوية سفيان. فقال: هذا- إن شئتم- أرجح من سفيان.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: أخبرت عن شريك أن رجلا قدَّم إليه رجلا فادعى عليه مائة ألف دينار، قال: فأقر به. قال: فقال شريك: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير.
أَخْبَرَنَا عثمان بن مُحَمَّد الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: حَدَّثَنِي رجل من أهل بيت وكيع قال:
أَوْرَثَتْ وَكِيعًا أُمُّهُ مائة ألف، قال: وما قَاسَمَ وكيع ميراثا قط. قال يحيى بن أيوب:
فأَخْبَرَنِي معاوية الهمداني قال قلت أيش صنعتم؟ قال: كما كنا نصنع في الميراث، قال: وكان يؤتى بطعامه ولباسه ولا يَسْأَلُ عن شيء، ولا يطلب شيئا، وكان لا يستعين بأحد ولا على وضوء. كان إذا أراد ذلك قام هو.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ، حدثني عبد الرّحمن بن حاتم المرادي، حَدَّثَنِي أسد بن عفير- أخو سعيد بن عفير- قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل من أهل هذا الشأن، ثقة من أهل المروءة والأدب قال: جاء رجل إلى وكيع بن الجراح. فقال له: إني أمت إليك بحرمة، قال: ما حرمتك؟ قال:
كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، قال: فوثب وكيع فدخل منزله فأخرج له صرة فيها دنانير، فقال: اعذرني فإني ما أملك غير هذا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ على إسحاق النعالي- وأنا أسمع- حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا علي بن عثمان النفيلي قال: قلت له- يعني أَحْمَد بن حنبل-
إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع، وعيسى بن يونس، وابن المبارك؟ فقال: من كذَّب أهل الصدق فهو الكاذب.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت يحيى بن معين قال: رأيت عند مَرْوَان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ، فلان رافضي، وفلان كذا وفلان كذا، ووكيع رافضي، قال يحيى فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم! قال: فما قال لي شيئا، ولو قال لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه، قال: فبلغ ذلك وكيعا فقال وكيع: يحيى صاحبنا قال فكان وكيع بعد ذلك يعرف لي ويوجب.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا عبيد الله بن ثابت الحريري قال: سمعت عباسا الدوري يقول ذاكرت أَحْمَد بن حنبل بحديث عن الأعمش فقال: حدّثنا وكيع، قلت: يا أبا عبد الله حُدِّثْنَاه عن أبي معاوية، فقال لي: حَدَّثَنَا وكيع بن الجراح، ولو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الفضل الشعراني يقول: سمعت جدي يقول: سمعت يحيى بن أكثم الْقَاضِي يقول: صحبت وكيعا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
أجاز لنا إبراهيم بن مخلد قَالَ: أَخْبَرَنَا مكرم بن أَحْمَد الْقَاضِي- ثم أخبرنا الصيمري- قراءة- أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم، أَخْبَرَنَا علي بن الحسين بن حبان عن أبيه قال: سمعت يحيى بن معين قال: ما رأيت أفضل من وكيع ابن الجراح، قيل له ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان لابن المبارك فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع. كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا. قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد القطان يفتي بقوله أيضا.
أخبرنا عثمان بن محمّد الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنِي بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه. قالوا: كان لا ينام- يعني وكيعا- حتى يقرأ حزبه في كل ليلة ثلث القرآن،
ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر، فيصلي الركعتين.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنِي إبراهيم بن وكيع قال: كان أبي يصلي الليل فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي قال: وبلغني عن أبي نعيم قال: لا نفلح وذاك الكبش في بني رؤاس.
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ علي بن أم شيبان الهاشمي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرّحمن سفيان بن وكيع بن الجراح قال: حَدَّثَنِي أبي قال: كان أبي وكيع يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف، فيقيل إلى وقت صلاة الظهر، ثم يخرج فيصلي الظهر ويقصد طريق المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا، فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض، إلى حدود العصر. ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر، ثم يجلس فيدرس القرآن، ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل إلى منزله فيقدم إليه إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم له قربة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه ويقوم فيصلي ورده من الليل، وكلما صلى ركعتين- أو أكثر من شفع أو وتر- شرب منها حتى ينفدها، ثم ينام.
قرأت على التنوخي عن أبي الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف بْن يَعْقُوب بْن إسحاق بن البهلول الأنباري قال: حَدَّثَنِي أبي قال: حَدَّثَنِي جدي إسحاق بن البهلول قال: قدم علينا وكيع بن الجراح، فنزل في المسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه، فطلب مني نبيذا، فجئته بمخيسة ليلا، فأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب، فلما نفد ما كنت جئته به، أطفأ السراج فقلت له: ما هذا؟ فقال لو زدتنا لزدناك.
أخبرنا هلال بن محمّد الحفار، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا جعفر ابن مُحَمَّد- يعني الطيالسي- قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: سمعت رجلا سأل
وكيعا، فقال يا أبا سفيان شربت البارحة نبيذا، فرأيت فيما يرى النائم، كأن رجلا يقول إنك شربت خمرا، فقال وكيع: ذاك الشيطان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى قال: قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع- أو قال تغدينا- فقال: أي شيء تريدون أجيئكم به؟ نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان قال: قلت تتكلم بهذا؟ قال: هو عندي أحل من ماء الفرات، قلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن حميرويه، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، وكان يفطر يوم الشك والعيد. قال فأخبرت أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام، قال: وولد، إما قال لوكيع. وإما قال لابن وكيع.
ولد- قال، فأطعم وكيع الناس الخبيص، قال: وأخرج ثمان جفان خبيص في المسجد وأراه قال في البيت، قال فجعل يدخل يده فيه ويسويه كما يسوي اللقمة ويقول:
كل يا موصلي، ولا يذوق منه شيئا لأنه كان صائما، وكان يصوم الدهر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أخبرنا محمد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ كَثِيرًا: وَأَيُّ يَوْمٍ لَنَا مِنَ الْمَوْتِ؟! قَالَ يَحْيَى: ورأيت وكيعا أخذ في كتاب الزهد يقرؤه، فَلَمَّا بَلَغَ حَدِيثًا مِنْهُ تَرَكَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يُحَدِّثْ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، وَأَخَذَ فِيهِ بَلَغَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ، قَامَ أَيْضًا وَلَمْ يُحَدِّثْ، حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. قُلْتُ لِيَحْيَى: وَأَيُّ حَدِيثٍ هُوَ؟ قَالَ: حَدِيثُ مُجَاهِدٍ. قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِبَعْضِ جَسَدِي وقَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي. فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» .
ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا عن وكيع قال: أغلظ رجل لوكيع بن الجراح، فدخل وكيع بيتا، فعفر وجهه بالتراب، ثم خرج إلى الرجل، فقال زد وكيعا بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق القاضي-
بالأهواز- حَدَّثَنَا عيسى بن سليمان- وراق داود بن رشيد- حَدَّثَنَا داود قال: سمعت إبراهيم بن الشماس يقول: لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، صبر ولم يتزوج، ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، حدّثنا أَبُو الحسن بن لؤلؤ الوراق قال: سمعت أحمد بن محمّد ابن عبد الخالق يقول: سمعت عباسا الدوري قال: قال يحيى بن معين: رأيت ستة- أو سبعة- يحدثون ديانة قلت: من هم؟ قال: سعيد بن عامر، وأبو داود الحفري وحسين الجعفي، ووكيع بن الجرّاح، وعبد الله بن المبارك، والقعنبي.
أخبرنيه الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن جامع الدهان، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن العلاء قال: سمعت عباسا يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت من يحدث لله ستة: وكيع، وابن المبارك، وسعيد بن عامر، وحسين الجعفي، وأبو داود الحفري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن نعيم- هو البلخي- قال: سمعت يحيى بن معين يقول: والله ما رأيت أحدا يحدث لله تعالى غير وكيع بن الجراح، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قال: ذكر الْقَاضِي أَبُو الحسين علي بن الحسن الجرّاحي أن أحمد ابن مُحَمَّد بن سعيد حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قتيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وذكر وكيعا- فقال: ثقات الناس- أو أصحاب الحديث- أربعة:
وكيع، ويعلى بن عبيد، والقعنبي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي- وذكر وكيعا- فقال: ما رأيت أحدا أوعى للعلم منه، ولا أحفظ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة- قَالَ: سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم، والحفظ، والإسناد، والأبواب، مع خشوع وورع.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أيوب بْن المعافى قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
سمعت أَحْمَد بن حنبل- ذكر يوما وكيعا- فقال: ما رأت عيني مثله قط، يحفظ الحديث جيدا، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد الهاشمي قال: هذا كتاب جدي عيسى بْن موسى بْن أبي مُحَمَّد بْن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حدثني محمد بن داود النيسابوري قال:
سمعت أبا بكر الجارودي يقول: سمعت إسحاق- وذكر من حفظ وكيع شيئا لم أحفظه، ثم ختم بهذا- فقال: إن حفظ وكيع كان طبيعيا، وحفظنا تكلف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن حميرويه، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: سمعت قاسما الحربيّ قال: كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام، فيقول يا رؤاسي أي شيء سمعته؟ فيقول: حَدَّثَنِي فلان كذا قال وسفيان يتبسم ويتعجب من حفظه. قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع بن الجراح أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، كان وكيع جهبذا. قال ابن عمار: وسمعت وكيعا يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلا في صحيفة يوما. فنظرت في طرف منه ثم أعدته مكانه. قال ابن عمار: قلت لوكيع: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها؟ قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث، وأربعة أحاديث ليس بكثير في ألف وخمسمائة حديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، وأملى عليهم وكيع حديث سفيان عن الشيوخ ثم قال: لا عدت لهذا المجلس أبدا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته- يعني أبا داود- يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهيثم، ولا لحماد، ولا لمعمر.
قلت: حماد، هو ابن زيد.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
وكيع لم ير في يده كتاب قط، وابن عيينة، والثوري، وشعبة، لم ير في أيديهم كتاب قط.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: بلغني عَن يحيى بْن معين قَالَ: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط، كنت أحفظه فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط، كنت أحفظه، فإذا رجعت إلى المنزل كتبت.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا سعيد مُحَمَّد بن شاذان يقول:
سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: ألحوا يوما على أبي بكر بن عيّاش فقال ما ترون؟ عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس- عنى به وكيعا-.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد المزكي أخبركم السراج قَالَ: سمعت أبا رجاء يقول: سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك. فقلت له: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال لي: رجل المصرين- يعني وكيعا.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بْن النخاس حدثكم ابن أبي داود حَدَّثَنِي أبي عن شيخ ذكره قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: خرجت من الكوفة، وما بها أحد أروى عن إِسْمَاعِيل بن أبي خالد مني إلا غليم من بني رؤاس يقال له وكيع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين عن وكيع وابن أبي زائدة؟
فقال: وكيع أثبت من ابن أبي زائدة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ حدثكم تميم بن مُحَمَّد الطوسي قال: سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع بن الْجَرَّاح.
حَدَّثَنِي إبراهيم بن عُمَر البرمكي وعبد العزيز بن علي الأزجي قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البرذعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن أبي الحواري قال: أشهد على أَحْمَد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق، وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي- وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه- قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة، أخبرني أحمد بن أبي الحواري سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول: الثبت بالعراق يحيى، وعَبْد الرَّحْمَن، ووكيع. قال:
فذكرت ذلك ليحيى بن معين فقال: الثبت بالعراق وكيع.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطيّ، حدّثنا علي بن الحسن الجرّاحي، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن الجرّاح، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الوراق قال: سألت أَحْمَد بن حنبل فقلت: أيما أحب إليك؟ وكيع بن الجراح، أو عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، فقال: أما وكيع فصديقه حفص بن غياث البجلي. فلما ولي حفص القضاء ما كلمه وكيع حتى مات، وأما عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي فصديقه معاذ بن معاذ العنبري، فلما ولي معاذ القضاء ما زال عَبْد الرَّحْمَن صديقه حتى مات.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع، ووكيع أكثر خطأ من ابن مهديّ، وكيع قليل التصحيف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: قُلْتُ- يَعْنِي لأحمد بن حنبل-:
من أصحاب الثوري؟ قال: يحيى، ووكيع، وعَبْد الرَّحْمَن، وأبو نعيم. قلت: قدمت وكيعا على بن عَبْد الرَّحْمَن؟ قال: وكيع شيخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ وَكِيعٌ؟ فَقَالَ وَكِيعٌ. قُلْتُ: فَوَكِيعٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو نُعَيْمٍ؟ فَقَالَ: وَكِيعٌ.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه قَالَ: حدّثنا أبو الميمون البجلي، حدثنا أبو زرعة قال: قلت ليحيى بن معين: وكيع فوق أبي نعيم؟ قَالَ: نَعَمْ.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابْن مرابا قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبَّاس قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وكيع أثبت من عبد الرحمن بن مهدي في سفيان. وقال يحيى: قال وكيع: ما كتبت عن سفيان حديثه قط، إنما كنت أعدها- يعني أحفظها-. وقال عباس: سمعت يحيى وذُكِرَ له عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، ووكيع، فقال له رجل: تقدمون عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي؟ فقال يحيى: من قدم عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي على وكيع، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وقيل ليحيى إن قوما يقولون إن الفضل بن دكين أقل خطأ من وكيع، فدعا على من قال هذا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا ابن حميرويه، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار في وكيع: وأبي معاوية وكيع أثبت. قال: وسمعت ابن عمار يقول: سمعت أبا نعيم يقول: لا نفلح ما دام هذا الرؤاسي حيا- يعني وكيعا.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بأصبهان- حدّثنا محمّد بن علي المركب- بطرسوس- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: قال عبد الرّحمن: وكيع ويحيى يخالفانني، وهما أحفظ مني.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أورمة الأصبهاني قال: حَدَّثَنِي عبّاس العنبريّ عن علي بن المديني قال: جاء رجل إلى عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي فجعل يعرض بوكيع، قال: وكان بين عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي وبين وكيع بعض ما يكون بين الناس. قال: فقال عَبْد الرَّحْمَن للذي جعل يعرض بوكيع: قم عنا، بلغ من الأمر أن يعرّض بشيخنا؟! وكيع شيخنا وكبيرنا، ومن حملنا عنه العلم.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سئل أَبُو داود: أيما أحفظ، وكيع أو عَبْد الرَّحْمَن؟ فقال: وكيع كان أحفظ من عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، وكان عَبْد الرَّحْمَن أقل وهما، وكان أتقى
وسمعت أبا داود يقول: التقى وكيع وعَبْد الرَّحْمَن في المسجد الحرام بعد عشاء الآخرة، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح.
أَخْبَرَنَا أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس العصمي- إملاء- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفضل يَعْقُوب بن إِسْحَاق الفقيه الحَافِظ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من وكيع؟ فَقَالَ لَهُ رجل: ولا هشيم؟ فَقَالَ: وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع؟ فَقَالَ لَهُ الرجل: فإني سَمِعْتُ عَليّ بن المَدِينِيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من يزيد بن هَارُون؟ قَالَ: كَانَ يزيد بن هارون يحفظ من كتاب، كانت لَهُ جارية تحفظه من كتاب.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قال أبي: ما رأيت وكيعا قط شك في حديث إلا يوما واحدا، فقال: أمن ابن أبي شيبة؟ كأنه أراد أن يسأله أو يستفتيه. قال أبي: وما رأيت مع وكيع قط كتابا ولا رقعة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق وعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ- قَالَ محمد أَخْبَرَنَا، وقال عثمان حَدَّثَنَا- علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد القزوينيّ، حَدَّثَنَا الحسن بن الليث الرازي قال: سمعت أبا هشام الرفاعي مُحَمَّد بن يزيد قال:
دخلت المسجد الحرام فإذا رجل جالس يحدث والناس مجتمعون عليه كثير، قال:
فاطلعت فإذا عبيد الله بن موسى، قال: فقلت: يا أبا مُحَمَّد كثير الزبون، كثر الزبون.
قال: فدخلت الطواف فطفت أسبوعا واحدا، قال: فخرجت فإذا عبيد الله وحده قاعد، وإذا رجل خلف اسطوانة الحمراء قاعد يحدث، وقد اجتمع عليه زحام مثل ما على عبيد الله وزيادة، فاطلعت فنظرت فإذا وكيع بن الجراح. فقلت لعبيد الله: ما فعل الناس، أين زبونك؟ قال: قدم التنين فأخذهم، قدم وكيع بن الجراح تركوني وحدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَلِيحَ بْنَ وَكِيعٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي الْمَوْتُ أَخْرَجَ إِلَيَّ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ تَرَى يَدَيَّ؟ مَا ضَرَبْتُ بِهِمَا شَيْئًا قَطُّ.
قَالَ مَلِيحٌ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الأَبْدَالِ؟ قَالَ: الَّذِينَ لا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْئًا، وَإِنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ مِنْهُمْ.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وكيع بن الجراح كوفي ثقة، عابد صالح، أديب من حفاظ الحديث، وكان يفتي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: قال لي إبراهيم الحربي: حج وكيع، فكان لا يفتي بمنى حتى يرجع إلى مكة، فجاءه رجل إلى منى وهو عند قرن الثعالب محتبي. فقال: يا أبا سفيان بت البارحة بمكة- وكان جاء إلى طواف الزيارة- فنام بمكة. قال فقال لرجل بجنبه خراساني، قل له ذلك قل له، قال فقال لي: إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال فقلت: يا أبا سفيان أنا رجل منك وإليك أفتني، قال فقال للرجل الذي بجنبه، قل له والك، قل له، قال فقال لي الرجل أن أبا سفيان لا يفتي بمنى. قال فقلت له هو ذا أقول لك، فإن كان علي دم فقل لي برأسك نعم، وإن لم يكن علي شيء فقل لي برأسك لا.
قال فقال للذي بجنبه قل له والك قل له، قال فقال لي إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فانصرفت فجئته بمكة والناس حوله حلق، قال: فقلت له يا أبا سفيان ما تقول في رجل جاء إلى طواف الزيارة فنام بمكة. قال فعرفني وقال ادخل ادخل، فدخلت إليه. فقال لي: هات مسألتك، قال فقلت له جئت إلى طواف الزيارة فنمت بمكة، قال فأكثر الليل أين كنت، بمكة أو بمنى؟ قلت: بمنى، قال: قم ليس عليك شيء. قال إبراهيم: لم يقل هذا أحد إلا مغيرة عن إبراهيم ومجاهد. قالا: من بات من وراء العقبة فعليه دم. وكأن أبا إسحاق الحربي ذهب إلى قول وكيع إذا كان أكثر الليل بمنى فليس عليه شيء. قال إبراهيم فحج في تلك الحجة ثم أخذه البطن، فما زال به البطن إلى فيد، فكان ينزل في كل ميل مرارا فمات بفيد، ودفن في الجبل آخر القبور سنة ثمان وتسعين ومائة في آخرها وثَمَّ قبر عَبْد الرَّحْمَن بن إسحاق القاضي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصواف قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: وكيع كان بينه وبين أبي نعيم سنة، هو أسن من أبي نعيم بسنة، ولد وكيع سنة تسع وعشرين، وأبو نعيم سنة ثلاثين.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ:
قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر-: قَالَ: قَالَ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بن نجيح المديني. ووكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس ويكنى أبا سفيان، مات سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قال.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج الضّبّيّ يقول.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قال: مات وكيع سنة سبع وتسعين. زاد ابن الفضل والطناجيري: ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا دعلج، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت أبا هشام فقال: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات وكيع في سنة ثمان وتسعين ومائة في طريق مكة بفيد.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن جعفر الراشدي.
وأخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله. قال: ومات وكيع وهو ابن ست وستين.
هكذا نسبه أبو أحمد الحافظ النيسابوري ولم يزد على هذا. وغيره رفع نسبه إلا أنه لم يذكر جمجة، وقد سقناه عند ذكر الجراح بن مليح. وكنية وكيع: أَبُو سفيان الرؤاسي الكوفي من قيس عيلان. قيل إن أصله من قرية من قرى نيسابور، وقيل بل
أصله من السغد. سمع إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، وَهشام بْن عروة، وسليمان الأعمش، وعبد الله بن عون، وابن جريج، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وشعبة.
روى عنه عبد الله بن المبارك، ويحيى بن آدم، وقتيبة بن سعيد، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بن جعفر الوكيعي، وعباس بن غالب الوراق، ويعقوب الدورقي، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر الراشدي.
وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله يقول: ولد وكيع سنة تسع وعشرين- يعني ومائة-.
أَخْبَرَنِي الحسين بن علي الطناجيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أَخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عقبة الشيباني، حَدَّثَنَا هارون بن حاتم قال: سأل داود بن يحيى بن يمان وكيعا- وأنا أسمع- فقال: يا أبا سفيان متى ولدت؟ قال:
سنة ثمان وعشرين ومائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدقاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عبد الله يقول: قدم وكيع بغداد وكان أبوه على بيت المال.
قلت: وورد بغداد بعد هذه المرة هو وَعَبْد اللَّهِ بْن إِدْرِيس، وحفص بْن غياث، وأراد الرشيد أن يولي أحدهم القضاء، فامتنع عليه وكيع وابن إدريس، وأجابه حفص وقد ذكرنا ذلك في أخبار حفص بن غياث، وورد بغداد مرة أخرى.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الطناجيري، حدّثنا أحمد بن منصور النوشري، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يوسف الجوهري قَالَ: سمعت بشر بن الحارث- إن شاء
الله- وسأله عباس العنبري عن الاعتكاف فقال: أما هاهنا فلا- يعني بغداد- فقال له عباس: قد اعتكف وكيع أربعين يوما، وحدثهم بحديثه كله. قال: قد كنت عنده- أحسبه قال في شهر رمضان- قال له عبّاس: هو معتكف؟ قال: نعم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: حَدَّثَنَا وكيع ببغداد عن سفيان عن خصيف عن عكرمة: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ
قال مثقلة موقرة. ثم حَدَّثَنَا وكيع بالكوفة عن سفيان عن جابر عن عكرمة السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ
[المزمل 18] .
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: قال إبراهيم الحربي: حدث وكيع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وحدث ابن مهدي وهو ابن أقل من خمس وثلاثين سنة.
أخبرني الجوهريّ والأزهريّ والطناجيري- قال الأزهري: أَخْبَرَنَا وقالا: حَدَّثَنَا- علي بن مُحَمَّد بن لؤلؤ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات، حدّثنا أبو يحيى النّاقد، حدّثنا محمّد بن خلف التّميميّ قال: سمعت وكيعا يقول: أتيت الأعمش فقلت حَدَّثَنِي. فقال لي: ما اسمك؟ فقلت وكيع، قال: اسم نبيل ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس، قال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قال قلت: ذاك أبي- وكان على بيت المال- قال: فقال لي اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. قال: فجئت إلى أبي فأخبرته فقال: خذ نصف العطاء فاذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، فاذهب به حتى يكون عشرة، قال: فأتيته بنصف عطائه. فأخذه فوضعه في كفه، وقال: هكذا، ثم سكت فقلت: حَدَّثَنِي، قال: اكتب. فأملى علي حديثين، قال: قلت وعدتني خمسة.
قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يعلم أن الأعمش مدرب، وقد شهد الوقائع! اذهب فجئ بتمامها وتعال أحدثك بخمسة أحاديث، قال:
فجئته فحَدَّثَنِي بخمسة، قال: فكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه فحَدَّثَنِي بخمسة أحاديث.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان النجاد قَالَا:
حدّثنا محمّد بن المثنّى، حَدَّثَنَا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: ترون هذا الرؤاسي؟ لا يموت حتى يكون له شأن.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدّثنا أحمد بن يوسف- هو التغلبي- حَدَّثَنَا الأخنسي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: مات سفيان الثوري فجلس وكيع بن الجراح في موضعه.
وأَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البرتي، حَدَّثَنَا القعنبي قال: كنا عند حماد بن زيد سنة سبعين، وكان عنده وكيع، فلما قام قالوا: هذا راوية سفيان. فقال: هذا- إن شئتم- أرجح من سفيان.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حميرويه الهرويّ، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: أخبرت عن شريك أن رجلا قدَّم إليه رجلا فادعى عليه مائة ألف دينار، قال: فأقر به. قال: فقال شريك: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير.
أَخْبَرَنَا عثمان بن مُحَمَّد الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب قال: حَدَّثَنِي رجل من أهل بيت وكيع قال:
أَوْرَثَتْ وَكِيعًا أُمُّهُ مائة ألف، قال: وما قَاسَمَ وكيع ميراثا قط. قال يحيى بن أيوب:
فأَخْبَرَنِي معاوية الهمداني قال قلت أيش صنعتم؟ قال: كما كنا نصنع في الميراث، قال: وكان يؤتى بطعامه ولباسه ولا يَسْأَلُ عن شيء، ولا يطلب شيئا، وكان لا يستعين بأحد ولا على وضوء. كان إذا أراد ذلك قام هو.
أخبرنا الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ، حدثني عبد الرّحمن بن حاتم المرادي، حَدَّثَنِي أسد بن عفير- أخو سعيد بن عفير- قَالَ: أَخْبَرَنِي رجل من أهل هذا الشأن، ثقة من أهل المروءة والأدب قال: جاء رجل إلى وكيع بن الجراح. فقال له: إني أمت إليك بحرمة، قال: ما حرمتك؟ قال:
كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش، قال: فوثب وكيع فدخل منزله فأخرج له صرة فيها دنانير، فقال: اعذرني فإني ما أملك غير هذا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قرئ على إسحاق النعالي- وأنا أسمع- حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني، حَدَّثَنَا علي بن عثمان النفيلي قال: قلت له- يعني أَحْمَد بن حنبل-
إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع، وعيسى بن يونس، وابن المبارك؟ فقال: من كذَّب أهل الصدق فهو الكاذب.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت يحيى بن معين قال: رأيت عند مَرْوَان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ، فلان رافضي، وفلان كذا وفلان كذا، ووكيع رافضي، قال يحيى فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم! قال: فما قال لي شيئا، ولو قال لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه، قال: فبلغ ذلك وكيعا فقال وكيع: يحيى صاحبنا قال فكان وكيع بعد ذلك يعرف لي ويوجب.
أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا عبيد الله بن ثابت الحريري قال: سمعت عباسا الدوري يقول ذاكرت أَحْمَد بن حنبل بحديث عن الأعمش فقال: حدّثنا وكيع، قلت: يا أبا عبد الله حُدِّثْنَاه عن أبي معاوية، فقال لي: حَدَّثَنَا وكيع بن الجراح، ولو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الفضل الشعراني يقول: سمعت جدي يقول: سمعت يحيى بن أكثم الْقَاضِي يقول: صحبت وكيعا في السفر والحضر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
أجاز لنا إبراهيم بن مخلد قَالَ: أَخْبَرَنَا مكرم بن أَحْمَد الْقَاضِي- ثم أخبرنا الصيمري- قراءة- أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا مكرم، أَخْبَرَنَا علي بن الحسين بن حبان عن أبيه قال: سمعت يحيى بن معين قال: ما رأيت أفضل من وكيع ابن الجراح، قيل له ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان لابن المبارك فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع. كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا. قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد القطان يفتي بقوله أيضا.
أخبرنا عثمان بن محمّد الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حدّثنا محمّد بن غالب، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حَدَّثَنِي بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه. قالوا: كان لا ينام- يعني وكيعا- حتى يقرأ حزبه في كل ليلة ثلث القرآن،
ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر، فيصلي الركعتين.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حدّثنا أبو سعيد الأشج، حَدَّثَنِي إبراهيم بن وكيع قال: كان أبي يصلي الليل فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي قال: وبلغني عن أبي نعيم قال: لا نفلح وذاك الكبش في بني رؤاس.
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ علي بن أم شيبان الهاشمي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرّحمن سفيان بن وكيع بن الجراح قال: حَدَّثَنِي أبي قال: كان أبي وكيع يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف، فيقيل إلى وقت صلاة الظهر، ثم يخرج فيصلي الظهر ويقصد طريق المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا، فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض، إلى حدود العصر. ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر، ثم يجلس فيدرس القرآن، ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل إلى منزله فيقدم إليه إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم له قربة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه ويقوم فيصلي ورده من الليل، وكلما صلى ركعتين- أو أكثر من شفع أو وتر- شرب منها حتى ينفدها، ثم ينام.
قرأت على التنوخي عن أبي الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف بْن يَعْقُوب بْن إسحاق بن البهلول الأنباري قال: حَدَّثَنِي أبي قال: حَدَّثَنِي جدي إسحاق بن البهلول قال: قدم علينا وكيع بن الجراح، فنزل في المسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه، فطلب مني نبيذا، فجئته بمخيسة ليلا، فأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب، فلما نفد ما كنت جئته به، أطفأ السراج فقلت له: ما هذا؟ فقال لو زدتنا لزدناك.
أخبرنا هلال بن محمّد الحفار، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا جعفر ابن مُحَمَّد- يعني الطيالسي- قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: سمعت رجلا سأل
وكيعا، فقال يا أبا سفيان شربت البارحة نبيذا، فرأيت فيما يرى النائم، كأن رجلا يقول إنك شربت خمرا، فقال وكيع: ذاك الشيطان.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى قال: قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع- أو قال تغدينا- فقال: أي شيء تريدون أجيئكم به؟ نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان قال: قلت تتكلم بهذا؟ قال: هو عندي أحل من ماء الفرات، قلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أخبرنا ابن حميرويه، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، وكان يفطر يوم الشك والعيد. قال فأخبرت أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام، قال: وولد، إما قال لوكيع. وإما قال لابن وكيع.
ولد- قال، فأطعم وكيع الناس الخبيص، قال: وأخرج ثمان جفان خبيص في المسجد وأراه قال في البيت، قال فجعل يدخل يده فيه ويسويه كما يسوي اللقمة ويقول:
كل يا موصلي، ولا يذوق منه شيئا لأنه كان صائما، وكان يصوم الدهر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أخبرنا محمد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ كَثِيرًا: وَأَيُّ يَوْمٍ لَنَا مِنَ الْمَوْتِ؟! قَالَ يَحْيَى: ورأيت وكيعا أخذ في كتاب الزهد يقرؤه، فَلَمَّا بَلَغَ حَدِيثًا مِنْهُ تَرَكَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يُحَدِّثْ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، وَأَخَذَ فِيهِ بَلَغَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ، قَامَ أَيْضًا وَلَمْ يُحَدِّثْ، حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. قُلْتُ لِيَحْيَى: وَأَيُّ حَدِيثٍ هُوَ؟ قَالَ: حَدِيثُ مُجَاهِدٍ. قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِبَعْضِ جَسَدِي وقَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي. فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» .
ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنِي بعض أصحابنا عن وكيع قال: أغلظ رجل لوكيع بن الجراح، فدخل وكيع بيتا، فعفر وجهه بالتراب، ثم خرج إلى الرجل، فقال زد وكيعا بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه.
أَخْبَرَنَا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق القاضي-
بالأهواز- حَدَّثَنَا عيسى بن سليمان- وراق داود بن رشيد- حَدَّثَنَا داود قال: سمعت إبراهيم بن الشماس يقول: لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، صبر ولم يتزوج، ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، حدّثنا أَبُو الحسن بن لؤلؤ الوراق قال: سمعت أحمد بن محمّد ابن عبد الخالق يقول: سمعت عباسا الدوري قال: قال يحيى بن معين: رأيت ستة- أو سبعة- يحدثون ديانة قلت: من هم؟ قال: سعيد بن عامر، وأبو داود الحفري وحسين الجعفي، ووكيع بن الجرّاح، وعبد الله بن المبارك، والقعنبي.
أخبرنيه الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن جامع الدهان، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن العلاء قال: سمعت عباسا يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت من يحدث لله ستة: وكيع، وابن المبارك، وسعيد بن عامر، وحسين الجعفي، وأبو داود الحفري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن نعيم- هو البلخي- قال: سمعت يحيى بن معين يقول: والله ما رأيت أحدا يحدث لله تعالى غير وكيع بن الجراح، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ قال: ذكر الْقَاضِي أَبُو الحسين علي بن الحسن الجرّاحي أن أحمد ابن مُحَمَّد بن سعيد حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قتيبة قَالَ: سمعت يحيى بن معين- وذكر وكيعا- فقال: ثقات الناس- أو أصحاب الحديث- أربعة:
وكيع، ويعلى بن عبيد، والقعنبي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي- وذكر وكيعا- فقال: ما رأيت أحدا أوعى للعلم منه، ولا أحفظ.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد- إجازة- قَالَ: سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حنبل يقول: ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم، والحفظ، والإسناد، والأبواب، مع خشوع وورع.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أيوب بْن المعافى قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
سمعت أَحْمَد بن حنبل- ذكر يوما وكيعا- فقال: ما رأت عيني مثله قط، يحفظ الحديث جيدا، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد الهاشمي قال: هذا كتاب جدي عيسى بْن موسى بْن أبي مُحَمَّد بْن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حدثني محمد بن داود النيسابوري قال:
سمعت أبا بكر الجارودي يقول: سمعت إسحاق- وذكر من حفظ وكيع شيئا لم أحفظه، ثم ختم بهذا- فقال: إن حفظ وكيع كان طبيعيا، وحفظنا تكلف.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا ابن حميرويه، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار يقول: سمعت قاسما الحربيّ قال: كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام، فيقول يا رؤاسي أي شيء سمعته؟ فيقول: حَدَّثَنِي فلان كذا قال وسفيان يتبسم ويتعجب من حفظه. قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع بن الجراح أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، كان وكيع جهبذا. قال ابن عمار: وسمعت وكيعا يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلا في صحيفة يوما. فنظرت في طرف منه ثم أعدته مكانه. قال ابن عمار: قلت لوكيع: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها؟ قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث، وأربعة أحاديث ليس بكثير في ألف وخمسمائة حديث.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، وأملى عليهم وكيع حديث سفيان عن الشيوخ ثم قال: لا عدت لهذا المجلس أبدا.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: وسمعته- يعني أبا داود- يقول: ما رؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهيثم، ولا لحماد، ولا لمعمر.
قلت: حماد، هو ابن زيد.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال:
وكيع لم ير في يده كتاب قط، وابن عيينة، والثوري، وشعبة، لم ير في أيديهم كتاب قط.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سفيان قَالَ: بلغني عَن يحيى بْن معين قَالَ: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط، كنت أحفظه فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط، كنت أحفظه، فإذا رجعت إلى المنزل كتبت.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا سعيد مُحَمَّد بن شاذان يقول:
سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: ألحوا يوما على أبي بكر بن عيّاش فقال ما ترون؟ عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس- عنى به وكيعا-.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد المزكي أخبركم السراج قَالَ: سمعت أبا رجاء يقول: سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك. فقلت له: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال لي: رجل المصرين- يعني وكيعا.
وأَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بْن النخاس حدثكم ابن أبي داود حَدَّثَنِي أبي عن شيخ ذكره قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: خرجت من الكوفة، وما بها أحد أروى عن إِسْمَاعِيل بن أبي خالد مني إلا غليم من بني رؤاس يقال له وكيع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سئل يَحْيَى بن معين عن وكيع وابن أبي زائدة؟
فقال: وكيع أثبت من ابن أبي زائدة.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ حدثكم تميم بن مُحَمَّد الطوسي قال: سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول: عليكم بمصنفات وكيع بن الْجَرَّاح.
حَدَّثَنِي إبراهيم بن عُمَر البرمكي وعبد العزيز بن علي الأزجي قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البرذعي، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن أبي الحواري قال: أشهد على أَحْمَد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق، وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد، وعَبْد الرَّحْمَن بن مهدي.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي- وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه- قَالَ: أخبرنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة، أخبرني أحمد بن أبي الحواري سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول: الثبت بالعراق يحيى، وعَبْد الرَّحْمَن، ووكيع. قال:
فذكرت ذلك ليحيى بن معين فقال: الثبت بالعراق وكيع.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطيّ، حدّثنا علي بن الحسن الجرّاحي، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن الجرّاح، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي الوراق قال: سألت أَحْمَد بن حنبل فقلت: أيما أحب إليك؟ وكيع بن الجراح، أو عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، فقال: أما وكيع فصديقه حفص بن غياث البجلي. فلما ولي حفص القضاء ما كلمه وكيع حتى مات، وأما عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي فصديقه معاذ بن معاذ العنبري، فلما ولي معاذ القضاء ما زال عَبْد الرَّحْمَن صديقه حتى مات.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع، ووكيع أكثر خطأ من ابن مهديّ، وكيع قليل التصحيف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: قُلْتُ- يَعْنِي لأحمد بن حنبل-:
من أصحاب الثوري؟ قال: يحيى، ووكيع، وعَبْد الرَّحْمَن، وأبو نعيم. قلت: قدمت وكيعا على بن عَبْد الرَّحْمَن؟ قال: وكيع شيخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ وَكِيعٌ؟ فَقَالَ وَكِيعٌ. قُلْتُ: فَوَكِيعٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو نُعَيْمٍ؟ فَقَالَ: وَكِيعٌ.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي وحَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه قَالَ: حدّثنا أبو الميمون البجلي، حدثنا أبو زرعة قال: قلت ليحيى بن معين: وكيع فوق أبي نعيم؟ قَالَ: نَعَمْ.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابْن مرابا قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبَّاس قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: وكيع أثبت من عبد الرحمن بن مهدي في سفيان. وقال يحيى: قال وكيع: ما كتبت عن سفيان حديثه قط، إنما كنت أعدها- يعني أحفظها-. وقال عباس: سمعت يحيى وذُكِرَ له عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، ووكيع، فقال له رجل: تقدمون عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي؟ فقال يحيى: من قدم عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي على وكيع، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وقيل ليحيى إن قوما يقولون إن الفضل بن دكين أقل خطأ من وكيع، فدعا على من قال هذا.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ، أخبرنا ابن حميرويه، أَخْبَرَنَا الحسين بن إدريس قَالَ: قَالَ ابن عمار في وكيع: وأبي معاوية وكيع أثبت. قال: وسمعت ابن عمار يقول: سمعت أبا نعيم يقول: لا نفلح ما دام هذا الرؤاسي حيا- يعني وكيعا.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بأصبهان- حدّثنا محمّد بن علي المركب- بطرسوس- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: قال عبد الرّحمن: وكيع ويحيى يخالفانني، وهما أحفظ مني.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أورمة الأصبهاني قال: حَدَّثَنِي عبّاس العنبريّ عن علي بن المديني قال: جاء رجل إلى عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي فجعل يعرض بوكيع، قال: وكان بين عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي وبين وكيع بعض ما يكون بين الناس. قال: فقال عَبْد الرَّحْمَن للذي جعل يعرض بوكيع: قم عنا، بلغ من الأمر أن يعرّض بشيخنا؟! وكيع شيخنا وكبيرنا، ومن حملنا عنه العلم.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سئل أَبُو داود: أيما أحفظ، وكيع أو عَبْد الرَّحْمَن؟ فقال: وكيع كان أحفظ من عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، وكان عَبْد الرَّحْمَن أقل وهما، وكان أتقى
وسمعت أبا داود يقول: التقى وكيع وعَبْد الرَّحْمَن في المسجد الحرام بعد عشاء الآخرة، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح.
أَخْبَرَنَا أبو عثمان سعيد بن العباس القرشي الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس العصمي- إملاء- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفضل يَعْقُوب بن إِسْحَاق الفقيه الحَافِظ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا صالح بن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من وكيع؟ فَقَالَ لَهُ رجل: ولا هشيم؟ فَقَالَ: وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع؟ فَقَالَ لَهُ الرجل: فإني سَمِعْتُ عَليّ بن المَدِينِيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا أحفظ من يزيد بن هَارُون؟ قَالَ: كَانَ يزيد بن هارون يحفظ من كتاب، كانت لَهُ جارية تحفظه من كتاب.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قال أبي: ما رأيت وكيعا قط شك في حديث إلا يوما واحدا، فقال: أمن ابن أبي شيبة؟ كأنه أراد أن يسأله أو يستفتيه. قال أبي: وما رأيت مع وكيع قط كتابا ولا رقعة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق وعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ- قَالَ محمد أَخْبَرَنَا، وقال عثمان حَدَّثَنَا- علي بن أَحْمَد بن مُحَمَّد القزوينيّ، حَدَّثَنَا الحسن بن الليث الرازي قال: سمعت أبا هشام الرفاعي مُحَمَّد بن يزيد قال:
دخلت المسجد الحرام فإذا رجل جالس يحدث والناس مجتمعون عليه كثير، قال:
فاطلعت فإذا عبيد الله بن موسى، قال: فقلت: يا أبا مُحَمَّد كثير الزبون، كثر الزبون.
قال: فدخلت الطواف فطفت أسبوعا واحدا، قال: فخرجت فإذا عبيد الله وحده قاعد، وإذا رجل خلف اسطوانة الحمراء قاعد يحدث، وقد اجتمع عليه زحام مثل ما على عبيد الله وزيادة، فاطلعت فنظرت فإذا وكيع بن الجراح. فقلت لعبيد الله: ما فعل الناس، أين زبونك؟ قال: قدم التنين فأخذهم، قدم وكيع بن الجراح تركوني وحدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش، حدّثنا الهيثم بن خلف، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَلِيحَ بْنَ وَكِيعٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي الْمَوْتُ أَخْرَجَ إِلَيَّ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ تَرَى يَدَيَّ؟ مَا ضَرَبْتُ بِهِمَا شَيْئًا قَطُّ.
قَالَ مَلِيحٌ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الأَبْدَالِ؟ قَالَ: الَّذِينَ لا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْئًا، وَإِنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ مِنْهُمْ.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمّد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال: وكيع بن الجراح كوفي ثقة، عابد صالح، أديب من حفاظ الحديث، وكان يفتي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قال: قال لي إبراهيم الحربي: حج وكيع، فكان لا يفتي بمنى حتى يرجع إلى مكة، فجاءه رجل إلى منى وهو عند قرن الثعالب محتبي. فقال: يا أبا سفيان بت البارحة بمكة- وكان جاء إلى طواف الزيارة- فنام بمكة. قال فقال لرجل بجنبه خراساني، قل له ذلك قل له، قال فقال لي: إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال فقلت: يا أبا سفيان أنا رجل منك وإليك أفتني، قال فقال للرجل الذي بجنبه، قل له والك، قل له، قال فقال لي الرجل أن أبا سفيان لا يفتي بمنى. قال فقلت له هو ذا أقول لك، فإن كان علي دم فقل لي برأسك نعم، وإن لم يكن علي شيء فقل لي برأسك لا.
قال فقال للذي بجنبه قل له والك قل له، قال فقال لي إن أبا سفيان لا يفتي بمنى، قال: فانصرفت فجئته بمكة والناس حوله حلق، قال: فقلت له يا أبا سفيان ما تقول في رجل جاء إلى طواف الزيارة فنام بمكة. قال فعرفني وقال ادخل ادخل، فدخلت إليه. فقال لي: هات مسألتك، قال فقلت له جئت إلى طواف الزيارة فنمت بمكة، قال فأكثر الليل أين كنت، بمكة أو بمنى؟ قلت: بمنى، قال: قم ليس عليك شيء. قال إبراهيم: لم يقل هذا أحد إلا مغيرة عن إبراهيم ومجاهد. قالا: من بات من وراء العقبة فعليه دم. وكأن أبا إسحاق الحربي ذهب إلى قول وكيع إذا كان أكثر الليل بمنى فليس عليه شيء. قال إبراهيم فحج في تلك الحجة ثم أخذه البطن، فما زال به البطن إلى فيد، فكان ينزل في كل ميل مرارا فمات بفيد، ودفن في الجبل آخر القبور سنة ثمان وتسعين ومائة في آخرها وثَمَّ قبر عَبْد الرَّحْمَن بن إسحاق القاضي.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي بن الصواف قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: وكيع كان بينه وبين أبي نعيم سنة، هو أسن من أبي نعيم بسنة، ولد وكيع سنة تسع وعشرين، وأبو نعيم سنة ثلاثين.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن أَحْمَد الدقاق قَالَ:
قرئ على مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء- وأنا حاضر-: قَالَ: قَالَ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر بن نجيح المديني. ووكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس ويكنى أبا سفيان، مات سنة سبع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمّد الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قال.
وأخبرني الحسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج الضّبّيّ يقول.
وأخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قال: مات وكيع سنة سبع وتسعين. زاد ابن الفضل والطناجيري: ومائة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، حدّثنا دعلج، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت أبا هشام فقال: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات وكيع في سنة ثمان وتسعين ومائة في طريق مكة بفيد.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمد بن جعفر الراشدي.
وأخبرنا البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد الله. قال: ومات وكيع وهو ابن ست وستين.
وكيع بن الجراح
- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بْنُ رُؤَاسِ بْنِ كِلابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامر بْن صعصعة. ويكنى أبا سفيان. حج سنة ست وتسعين ومائة ثم انصرف من الحج فمات بفيد في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون. وكان ثقة مأمونا عالما رفيعا كثير الحديث حجة.
- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بْنُ رُؤَاسِ بْنِ كِلابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامر بْن صعصعة. ويكنى أبا سفيان. حج سنة ست وتسعين ومائة ثم انصرف من الحج فمات بفيد في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون. وكان ثقة مأمونا عالما رفيعا كثير الحديث حجة.
وَكِيع بن الْجراح
[وكيع بن الجراح] فمنهم بالكوفة وكيع بن الجراح بن عدي بن فرس أبو سفيان الرؤاسي من قيس عيلان كوفي وهو من الطبقة الثانية.
ما ذكر من علم وكيع بن الجراح وفقهه حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي: وكيع بن الجراح؟ فقال:
ما رأيت احدا اوعى (94 م) للعلم من وكيع [بن الجراح - 1] ولا أشبه باهل النسك منه.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان (60 د) الواسطي قال قلت للفضل بن عنبسة: مات وكيع بن الجراح، فقال مات؟ وتغير وجهه، وقال: رحمه الله، ما رأيت مثل وكيع منذ ثلاثين سنة.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال حدثني بعض أصحابنا قال قال سفيان الثوري لوكيع: لئن بقيت ليكثرن اختلاف أقدام الرجال إلى بني رؤاس.
قال أبو محمد:
يعني إلى محلته.
حدثنا عبد الرحمن ثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت ابن نمير يقول: وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لأبي بكر بن عياش: حدثنا، قال: قد كبرنا ونسينا، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان نا وكيع قال اختلفت إلى الأعمش سنتين.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن البراء قال قال علي ابن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر ثم انتهى علم هؤلاء الاثني عشر إلى ستة - إلى يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي ووكيع بن الجراح ويحيى بن زكرياء بن أبي زائدة وعبد الله بن المبارك ويحيى بن آدم.
ما ذكر من حفظ وكيع
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال سمعت اسحاق ابن إبراهيم - يعني ابن راهويه - يقول: حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع يوما قائما ووضع يده على الحائط وحدث سبعمائة حديث حفظا.
حدثنا عبد الرحمن أنا محمود بن آدم المروزي فيما كتب إلي قال رأيت وكيعا وبشر بن السري يتذاكران ليلة من العشاء إلى أن نودي بالفجر فلما أصبحنا قلنا لبشر كيف رأيت وكيعا؟ قال: ما رأيت أحفظ منه.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا سهل بن عثمان قال: ما رأيت أحفظ من وكيع.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت (95 م) أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرا كثيرا.
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد.
قال سمعت ابن نمير يقول: كانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا - يعني في الحفظ والإجلال.
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سئل أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع فقال: كان وكيع أسردهم.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن وكيع عن الأعمش أحب إليك أو عبد الله بن داود الخريبي؟ فقال: وكيع أحفظ من ابن داود الخريبي وأحفظ من ابن المبارك.
ما ذكر من فضل وكيع وزهده وورعه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت أبا جعفر
الجمال يقول: أتينا يوما وكيع بن الجراح فلم يخرج إلينا فظننا أنه يغسل ثيابه فلما كان بعد [غد - 1] خرج ونحن قعود وعليه ثيابه التي غسلت فلما بصرنا به فزعنا من النور الذي يتلالأ من وجهه، وقال لي رجل كان بجنبي: من هذا؟ ملك هذا؟ فتعجبنا من ذلك النور.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال قال يحيى بن يمان: إن لهذا الحديث رجالا خلقهم الله عزوجل منذ يوم خلق السموات والأرض، وإن وكيعا منهم.
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين الهرثمي قال سمعت أبا داود البستي وسأله أبو بكر الخراز (62 ك) [وغيره - 2] :
من أفضل من أدركت عندك؟ فقال: ما أدركت رجلا كان اخشع لله عزوجل من وكيع.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي البصري بمكة قال سمعت القعنبي - يعني عبد الله بن مسلمة - قال كنا عند حماد ابن زيد وجاء وكيع بن الجراح وسأله عن أشياء ثم ذهب فقيل [له - 1] يا أبا إسماعيل هذا صاحب الثوري، فقال: ليس الثوري عندنا بأفضل منه.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال رأيت وكيعا إذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه شئ، لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى، لا يتحرك، كأنه صخرة قائمة.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال قال لي عمر (96 م) ابن عثمان انحدر جانب رداء وكيع وهو في الصلاة فلم يرده
إلى عاتقه.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيع ابن الجراح يقول: ما نعيش إلا في ستره ولو كشف الغطاء لكشف عن أمر عظيم.
قال وسمعت وكيعا يقول: الصدق النية.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن جنبل قال قلت لأبي أيهما أصلح عندك وكيع أو يزيد؟ - يعني ابن هارون - قال: ما فيهما بحمد الله الاكل إلا إن وكيعا لم يختلط بالسلطان.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيعا يقول - وذاكره رجل شيئا من أمر المعاش أو الورع - فقال له وكيع: من أين تأكل؟ قال ميراث ورثته عن أبي، قال من أين هو لابيك قال: ورثه عن أبيه، قال من أين هو لجدك؟ قال: لا أدري، فقال وكيع: لو أن رجلا يظن (1) لا يأكل إلا الحلال (61 د) ولا يلبس إلا الحلال ولا يدخل إلا في حلال، قلنا له: انزع ثيابك وارم بنفسك في الفرات.
ثم قال وكيع: ما نجد إلا السعة، ما نجد إلا السعة.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال: ما سمعت وكيعا ذاكرا أحدا بسوء قط.
حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز قال سمعت يحيى بن زياد - يعني ابن أبي الخصيب - قال كنا عند وكيع ومعنا جماعة فقدم إلينا طبقا من رطب فجعل يرفع التمرة إلى فيه يوهمنا أنه يأكل ولا يأكلها إذا هو صائم.
ما ذكر من معرفة وكيع بن الجراح بناقلة الأخبار ورواة الآثار وكلامه فيهم حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت مقاتل بن محمد [قال سمعت وكيعا - 1] يقول: لقيت يونس بن يزيد الأيلي فذاكرته بأحاديث الزهري المعروفة فجهدت أن يقيم لي حديثا فما أقامه.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا يقول: أبو نجيح المكي ثقة.
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت محمد ابن بشار يقول سمعت وكيعا يقول: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث.
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني (97 م) نا عبد الله ابن عمران - يعني الأصبهاني - قال سمعت وكيعا يقول: يحيى بن الضريس من حفاظ الناس، لولا أنه خلط في حديثين - فذكر حديثا لمنصور.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن أبي سعد (2) البقال قال فقال: نعم، كان يروى عن أبي وائل وكان أبو وائل ثقة.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن عبد الرحمن بن خضير قال كان يروي عن أبي نجيح المكي وأبو نجيح ثقة.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى اخربنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن عمر بن هارون فقال: بات عندنا الليلة.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال أنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا يقول وسئل عن مقاتل بن سليمان فقال: سمعنا منه والله المستعان.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود قال سمعت وكيعا وذكر عنده يزيد بن إبراهيم فقال: نعم ثقة [ثقة - 1] .
حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن عرفة قال سمعت وكيعا وسألني عن عباد بن العوام فقال يحدث؟ قلت نعم، قال: ليس عندكم أحد يشبهه.
حدثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت محمد بن يزيد - يعني الرفاعي - قال سمعت وكيعا يقول: عبد العزيز بن أبي عثمان أثبت من بقي اليوم في جامع سفيان، اذهبوا فاسمعوا منه.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا [علي بن محمد - 2] الطنافسي قال سمعت وكيعا يقول: مهما شككتم في شئ فلا تشكوا أن جابر بن يزيد أبو محمد الجعفي ثقة، حدثنا عنه مسعر وسفيان وشعبة وحسن بن صالح.
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا الحسن بن الزبرقان (3) قال سمعت وكيعا يقول: لا نروي عن إبراهيم بن أبي يحيى حرفا.
حدثنا عبد الرحمن نا ابي علي بن محمد الطنافسي قال سمعت وكيع بن الجراح يقول: أتينا المعلي بن هلال وإن كتبه لمن أصح كتب، ثم ظهرت
أشياء ما نقدر أن نحدث عنه بشئ.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول
رأيت وكيعا يعرض عليه.
أحاديث المعلي بن هلال فجعل يقول قال أبو بكر الصديق: الكذب مجانب (98 م) للإيمان.
حدثنا عبد الرحمن نا ابي (63 ك) نا مقاتل بن محمد نا وكيع عن عيسى بن عمر الهمداني: وكان ثقة عن عمرو بن مرة.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا محمد بن سلمة الطوريني (1) قال سألت وكيعا عن أبي زهير - يعني عبد الرحمن بن مغراء - فقال: طلب الحديث قبلنا وبعدنا.
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا سهل بن عثمان قال سمعت وكيعا ونظر في حديث عبد الرحيم بن سليمان الرازي فقال: ما أصح حديثه، كان عبد الرحيم وحفص بن غياث يطلبان الحديث معا.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الحميدي (2) نا وكيع نا أبو حنيفة أنه سمع عطاء إن كان سمعه.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا علي بن محمد الطنافسي ثنا وكيع: نا حميد الأصم وكان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا علي بن محمد الطنافسي: ثنا وكيع قال: حدثني حوشب بن عقيل وكان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع: نا سكين بن عبد العزيز وكان ثقة عن أبيه عن ابن عباس.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن الصلت بن أبي عثمان القطان - قال وكيع: وكان ثقة - قال قلت للحسن.
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني يزيد بن خالد أخو محمود بن خالد قال سمعت وكيع بن الجراح يقول: [رأيت - 1] ثور بن يزيد فلم أر رجلا أعبد منه وكان إذا أقيمت الصلاة انتعل.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت وكيعا يقول: كنا نتتبع ما سمع الأعمش من مجاهد فإذا هي سبعة أو ثمانية - ثم حدثنا بها.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول: قدم علينا إسماعيل بن عياش فأخذ مني اطرافا لاسماعيل ابن أبي خالد فرأيته يخلط في أخذه.
فقال لي وكيع يروون: (62 د) عندكم عنه؟ قلت: أما الوليد ومروان فيرويان عنه، وأما الهيثم بن خارجة ومحمد بن إياس فكأنهم، قال واي شئ الهيثم وابن إياس؟ إنما أصحاب البلد الوليد ومروان.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال حدثني أبي نا وكيع (99 م) عن مسكين أبي هريرة التيمي - قال وكيع
: وكان ثبتا.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن حنبل - 2] فيما كتب إلي قال قلت لأبي رحمه الله: مسلم الأعور؟ قال كان وكيع لا يسميه، قلت: لم؟ قال [كان - 3] يضعفه.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قال وكيع: مغيرة بن زياد (4) الموصلي ثقة.
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سألت
وكيعا عن حديث ليث بن الي سليم فقال: لت ليث، كان سفيان لا يسمى ليثا.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن يزيد بن مردانبه فقال قال وكيع: ثنا يزيد بن مردانبه وكان ثقة.
[أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا وكيع بن الجراح: نا هشام الدستوائي وكان ثبتا - 1] .
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال قال أبو عقيل محمد بن حاجب المعروف بشاه سمعت عبد الرزاق قال قلت لوكيع: ما تقول في يحيى بن العلاء الرازي؟ قال: ما ترى ما كان أجمله، وما كان أفصحه، قلت ما تقول فيه؟ قال: ما أقول في رجل حدث بعشرة أحاديث في خلع النعل
إذا وضع الطعام.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عبد الله بن عمران الأصبهاني يقول سمعت وكيعا يقول: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود الطيالسي.
قال عبد الله بن عمران فذكرت ذلك لأبي داود فقال قل له: ولا لقصير.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول: كان وكيع إذا أتى على حديث حنظلة يقول.
(2) حدثنا حنظلة بن أبي سفيان وكان ثقة ثقة.
[حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن عكرمة بن عمار: وكان ثقة - 3] .
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع عن عيينة
ابن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني: وكان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سعت وكيعا يقول (1) : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرة وكان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا وسئل عن عمر بن هارون فقال: بات عندنا الليلة (2) - حاد عن الجواب.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال كان وكيع يفخر بسلمة بن نبيط يقول: حدثنا سلمة
ابن نبيط وكان ثقة.
(100 م) حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال قلنا لوكيع (3) يوما حدثنا بحديث الأعمش عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة: الرهن مركوب وحلوب، فحدثنا (4) وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة قال: الرهن مركوب ومحلوب، أيهما أصح إسنادا؟ الأعمش عن أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن أبي هريرة؟ قالوا: منصور عن إبراهيم، [قال - 5] :
والله ما أرى سمعه إبراهيم من أبي هريرة (6) .
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد قال سمعت وكيعا يقول: إذا [ذهب حفص - 7] من الكوفة ذهب غريب حديثها (8) ، وإذا ذهب ابن فضيل ذهب إسنادها.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب الي
قال قال أبي قال وكيع: كانوا يقولون (64 ك) إن عبد الوهاب بن مجاهد لم يسمع من أبيه.
ما ذكر من جودة أخذ وكيع [للعلم 1 -] حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول: ما أخذت حديثا قط عرضا (2) ، قلت عندنا من أخذ عرضا (3) ، قال: من عرف ما عرض مما سمع فخذ منه - يعني السماع.
ما ذكر من إتقان وكيع وتثبته حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت علي ابن المديني قلت: من أوثق أصحاب الثوري؟ قال: وكيع من الثقات.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال ذكرت ليحيى بن معين وكيعا فقال: وكيع عند نا ثبت.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد؟ -[يعني - 1] ابن هارون، قال: ما منهما بحمد الله الا ثبت.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن الحكم بن بشير (4) - يقول: وكيع عن سفيان غاية الإسناد ليس (5) بعده شئ.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سئل عبد الرحمن من أثبت في الأعمش بعد الثوري؟ فقال: ما اعدل بوكيع أحدا، فقال له رجل: يقولون أبو معاوية، فنفر من ذلك (101 م) وقال:
أبو معاوية عنده كذا وكذا وهما.
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال: أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال: الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجراح، ويحيى ابن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي.
حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول وقيل له قال يحيى بن معين وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدي فأيهما أحب إليك؟ قال: عبد الرحمن ثبت، ووكيع ثقة.
ما ذكر من جلالة وكيع حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا أبو جعفر الجمال قال سمعت أزهر البجلي يقول قال ابن عيينة سفيان لوكيع: إني لآنس بك وانت بالكوفة (63 د) .
حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو زرعة قال سمعت من يذكر عن أبي نعيم أنه كان يقول: لا نفلح ما بقى وكيع، فلما مات وكيع قال عبيد الله ابن موسى: قد مات الرواسي فليفلح (1) أبو نعيم.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا نوح بن حبيب نا وكيع نا عبد الرحمن بن مهدي قال حضرت موت سفيان فكان عامة كلامه: ما أشد الموت.
قال نوح بن حبيب فأتيت ابن مهدي فقلت أدركت موت سفيان وقد حدثنا وكيع عنك - وحكيت له الكلام وكان متكئا
فقعد فقال: أنا حدثت أبا سفيان جزى الله أبا سفيان خيرا، ومن مثل أبي سفيان؟ وما يقال لمثل ابي سفيان.
باب ما ذكر من تبجيل وكيع للعلم حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال كان [وكيع - 1] لا يتحدث في مجلسه ولا يبري قلم ولا يتبسم ولا يقوم أحد قائما، كانوا في مجلسه كأنهم في صلاة فإن أنكر منهم شيئا انتعل ودخل.
وكيع بن الجراح بن مليح
ابن عدي بن فرس بن جمحة. وفي نسبه اختلاف
أبو سفيان الرؤاسي الكوفي قدم دمشق.
حدث وكيع عن جعفر بن برقان بسنده إلى أبي هريرة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لقد هممت أن آمر بالصلاة، ثم آمر فتيتي، فيجمعوا حزم الحطب، ثم أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة ".
وحدث وكيع عن سعد بن أوس بسنده إلى شكل قال: قلت: يا رسول الله، علمني دعاء أنتفع به، قال: قل: " اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي ومنيي ".
وكان وكيع تقةً مأموناً عالياً رفيعاً كثير الحديث، حجة.
ولد وكيع سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة ثمان وعشرين ومئة.
قال وكيع: أتيت الأعمش، فقلت: حدثني، فقال لي: ما اسمك؟ فقلت: وكيع، قال: اسم نبيل ما أحسب إلا ستكون أديباً، أين تنزل من الكوفة؟ فقلت: في بني رؤاس، فقال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قلت: ذاك أبي، وكان على بيت المال، فقال: اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث.
فجئت أبي فأخبرته، فقال: خذ نصف العطاء، واذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، واذهب به حتى تكون عشرة.
قال: فأتيته بنصف عطائه فأخذه، فوضعه في كفه، ثم سكت، فقلت: حدثني، قال: اكتب، فأملى علي حديثين، قال: قلت: وعدتني خمسة، قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يعلم أن الأعمش مدرب، قد شهد الوقائع، اذهب فجئني بتمامها، وتعال أحدثك بخمسة أحاديث، فجئته فحدثني بخمسة، فكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه، فحدثني بخمسة أحاديث.
قال عبد الرزاق: رأيت الثوري وابن عيينة ومعمراً ومالكاً، ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع.
ذكر أحمد بن حنبل يوماً وكيعاً فقال: ما رات عيناي مثله قط، يحفظ الحديث جيداً، ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
قال علي بن خشرم: رأيت وكيعاً ما رأيت بيده كتاباً قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية للحفظ، فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قلت: إي والله، قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي أيهما أثبت عندك: وكيع أو يزيد؟ قال: ما منهما بحمد الله إلا ثبت، قلت: فأيهما أصلح عندك في الإيمان؟ فقال: ما منهما بحمد الله إلا مؤمن، ولكن وكيعاً لم يتلطخ بالسلطان، وما رأيت أحداً أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه بأهل النسك منه.
قال مروان: ما رأيت فيمن لقيت أخشع من وكيع، ما وصف لي أحد قط إلا رأيته دون الصفة إلا وكيع، فإني رأيته فوق ما وصف لي.
قدم رجل إلى شريك القاضي رجلاً، فادعى عليه مئة ألف دينار، فأقر به، فقال شريك: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير.
قال يحيى بن أكثم القاضي: صبحت وكيعاً في الحضر والسفر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
وحدث بعض من كان يلزمه قال: كان لا ينام حتى يقرأ جزأه في كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر، فيصلي الركعتين.
حدث رجل من أهل بيت وكيع قال: أورثت وكيعاً أمه مئة ألف، وما قاسم وكيع ميراثاً قط.
قال: وكان يؤتى بطعامه ولباسه، ولا يسأل عن شيء، ولا يطلب شيئاً، وكان لا يستعين بأحد، ولا على وضوء، كان إذا أراد ذلك قام هو.
قال عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع بن الجراح: حدثني أبي قال: كان أبي يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم
ينصرف فيقيل إلى وقت صلاة الظهر، ثم يخرج فيصلي الظهر، فيقصد طريق المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر ويقرأ القرآن ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل إلى منزله، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم إليه عشرة أرطال نبيذ، فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه، ثم يقوم فيصلي ورده من الليل، فكلما صلى ركعتين أو أكثر من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفذها، ثم ينام.
قال إسحاق بن البهلول: قدم علينا وكيع بن الجراح، فنزل في مسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه، فطلب مني نبيذاً، فجئته بمخيشته ليلاً، فأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب، فلما نفذ ما جئت به طفأ السراج، فقلت: ما هذا؟ فقال: لو زدتنا زدناك.
قال يحيى بن معين: سمعت رجلاً سأل وكيعاً فقال: يا أبا سفيان شربت البارحة نبيذاً، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلاً يقول لك: شربت خمراً. فقال وكيع: ذلك الشيطان.
قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع أو قال: تغذينا، فقال: أي شيء تريدون أجيئكم به، نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ قال: قلت: تكلم بهذا، قال: هو عندي أحل من ماء الفرات.
قلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
قدم وكيع مكة حاجاً، فرآه بن عياض، وكان وكيع سميناً. فقال الفضيل: ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟ فقال له وكيع: هذا من فرحي بالإسلام. فأفحمه.
قال سلم بن جنادة: جالست وكيع بن الجراح سبع سنين، فما رأيته بزق، ولا رأيته مس حصاة بيده، ولا رأيته جلس مجلسه فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.
أغلظ رجل لوكيع بن الجراح، فدخل وكيع بيتاً، فعفر وجهه في التراب، ثم خرج إلى الرجل، فقال: زد وكيعاً بدينه، فلولاه ما سلطت عليه.
قال بعض المشايخ: سألت وكيعاً عن مقدمه هو وابن إدريس وحفص على الرشيد هارون، فقال لي: ما سألني عن هذا أحد قبلك: قدمنا، فأقعدنا بين السريرين، فكان أول من دعا به أنا، فقال: يا وكيع، إن أهل بلدك طلبوا مني قاضياً، وسموك لي فيمن سموا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض. فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة. فقال هارون: اللهم غفراً، خذ عهدك أيها الرجل وامض. فقلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت صادقاً إنه لينبغي أن تقبل مني، وإن كنت كاذباً فما ينبغي أن تولي القضاء كذاباً. فقال: اخرج، فخرجت.
ودخل ابن إدريس، وكان هارون قد وسم له من ابن إدريس وسم، يعني خشونة جانبه. فدخل فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك، وما سمعناه يسلم إلا سلاماً خفياً، فقال له هارون: أتدري، لم دعوتك؟ قال: لا، قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضياً وسموك لي فيمن سموا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي، وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض. فقال له ابن إدريس: ليس أصلح للقضاء؛ فنكت هارون بأصبعه، وقال له: وددت أني لم أكن رأيتك. قال له
ابن إدريس: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك، فخرج.
ثم دخل حفص بن غياث، فقال له كما قال لنا؛ فقبل عهده، وخرج.
فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس، في كل كيس خمسة آلاف دينار، فقال: أمير المؤمنين يقرئكم السلام، ويقول لكم: قد لزمتكم في شخوصكم مؤنة، فاستعينوا بهذه في سفركم.
فقال وكيع: أقر أمير المؤمنين السلام، وقل له: قد وقعت مني بحيث يحب أمير المؤمنين، وأنا عنهما مستغن، وفي رعية أمير المؤمنين من هو أحوج إليها مني، فإن رأى أمير المؤمنين أن يصرفها إلى من أحب.
وأما ابن إدريس فصاح به: مر من ها هنا. وقبلها حفص.
وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا: عافانا الله وإياك، سألناك أن تدخل في أعمالنا، فلم تفعل، ووصلناك من أموالنا، فلم تقبل، فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه - إن شاء الله -.
فقال للرسول: إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه - إن شاء الله -.
ثم مضينا، فلما صرنا إلى الياسرية حضرت الصلاة، فنزلنا نتوضأ للصلاة.
قال وكيع: فنظرت إلى شرطي محموم قائم في الشمس، عليه سوادة، فطرحت كسائي عليه، وقلت: تدفأ إلى أن أتوضأ.
فجاء ابن إدريس فاستلبه، ثم قال لي: رحمته!؟ لا رحمك الله في الدنيا، أحد يرحم مثل ذا؟! ثم التفت إلى حفص، فقال له: يا حفص، قد علمت حين دخلت إلى سوق
أسد، فخضبت لحيتك، ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء، لا والله، لا كلمتك حتى تموت! قال: فما كلمه حتى مات.
جاء رجل إلى وكيع بن الجراح فقال له: إني أمت إليك بحرمة، قال: وما حرمتك؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش.
قال: فوثب وكيع، فدخل منزله؛ فأخرج له صرة فيها دنانير، وقال: اعذرني فإني ما أملك غيرها.
وكان وكيع لا يغضب بواحدة، فإذا غضب سكن غضبه بالتؤدة والوقار.
وكان وكيع إذا أتى مسجد الجامع يوم الجمعة في يوم مطير كان يخرج ونعلاه في يده، يخوض في الطين، ثم يدخل فيصلي.
فقيل له: كان يغسل قدميه؟ قال: لا.
وكان لا يصحبه أحد إلى المسجد، فإن سأله أحد في الطريق كان لا يزيد على أن يقول: في الطريق؟! في الطريق؟! على التؤدة.
قال وكيع: لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث ما حدثتكم.
قيل لابن معين: قوم يقدمون عبد الرحمن بن مهدي على وكيع، فقال ابن معين: من قدم عبد الرحمن على وكيع فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال يعقوب بن سفيان: كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم، ومن يحاسب نفسه، وعلم أن كلامه من عمله لم يقل مثل هذا، وكيع خير فاضل حافظ.
وسئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بن مهدي بقول من نأخذ؟ فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر، وخاصة في سفيان، - وكان معنياً بحديث سفيان -، وعبد الرحمن يسلم عليه السلف، ويجتنب شرب المسكر، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
قال علي بن عثمان بن نفيل: قلت لأحمد بن حنبل: إن فلاناً كان يقع في وكيع وعيسى بن يونس وابن المبارك. فقال: من كذب أهل الصدق فهو الكذاب.
قال يحيى بن معين: رأيت عند مروان بن معاوية لوحاً فيه أسماء شيوخ: فلان رافضي، وفلان كذا، وفلان كذا، ووكيع رافضي.
قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم، قال: فما قال لي شيئاً، ولو قال لي شيئاً لوثب أصحاب الحديث عليه.
قال: فبلغ ذلك وكيعاً، فقال: يحيى صاحبنا، قال: فكان بعد ذلك يعرف لي ويوجب.
وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه، ولا يقوم أحد من مجلسه، ولا يبرى فيه قلم، ولا يبتسم أحد، فإن تحدث أو برى صاح ونهى عنه، وكذا كان يكون ابن نمير، وكان يغضب ويصيح، وإذا رأى من يبري قلماً تغير وجهه غضباً.
وكان وكيع يكونون في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أمرهم شيئاً انتعل ودخل.
قال أحمد بن حنبل: أخطأ وكيع بن الجراح في خمس مئة حديث.
قال علي بن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجباً. كان يقول: حدثنا مسعر عن عيسة.
قال وكيع: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدث ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر.
قال وكيع: العاقل من عقل عن الله أمره، ليس من عقل تدبير دنياه.
حدث وكيع عن ابن أبي خالد عن البهي: أن أبا بكر جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، فأكب عليه، فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي، ما أطيب حياتك، وما أطيب ميتتك.
قال البهي: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك يوماً وليلة حتى ربا بطنه. وانثنت خنصره.
ولما حدث وكيع بهذا الحديث بمكة اجتمعت قريش، وأرادوا صلبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء سفيان بن عيينة، فقال: الله، الله، هذا فقيه أهل العراق، وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. ثم قال ابن عيينة: لم أكن سمعت هذا الحديث إلا أني أردت تخليصه.
قال علي: وسمعت هذا الحديث من وكيع بعد ما أرادوا صلبه، فتعجبت من جسارته.
قال علي: وأخبرت عن وكيع أنه احتج، فقال: إن عدة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يمت، فأحب الله أن يريهم آية الموت، منهم عمر بن الخطاب.
قال قتيبة: حدث وكيع بهذا الحديث في مكة سنة حج فيها الرشيد فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد ابن عبد العزيز بن أبي رواد.
فأما عبد المجيد فقال: يجب أن يقتل هذا، فإنه لم يرو هذا إلا وفي قلبه غش للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فسأل الرشيد سفيان بن عيينة، فقال: لا يجب عليه القتل، رجل سمع حديثاً؛ فرواه، لا يجب عليه القتل. المدينة أرض شديدة الحر، توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين فترك
إلى ليلة الأربعاء، لأن القوم كانوا في صلاح أمر أمة محمد، واختلفت قريش والأنصار، فمن ذلك تغير.
قال قتيبة: فكان وكيع إذا ذكر له فعل عبد المجيد، قال: ذلك رجل جاهل، سمع حديثاً لم يعرف وجهه، فتكلم بما تكلم.
وفي حديث آخر بمعناه: أنه لما حدث بهذا رفع أمره إلى العثماني، ودخل إليه سفيان، فكلمه فيه، فأبى العثماني إلا قتله. فقال له سفيان: إني لك ناصح، إن هذا من أهل العلم، وله عشيرة، وإن أقدمت عليه أقل ما يكون أن تقوم عليك عشيرته وولده بباب أمير المؤمنين، فيشخص لمناظرتهم. فعمل فيه كلام سفيان؛ وأطلقه.
قال الحارث بن صديق: فدخلت على العثماني، فقلت: الحمد لله الذي لم تقتل بهذا الرجل، وسلمك الله.
فقال: يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على.
خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله حولت أبي والشهداء بعد أربعين سنة، فوجدناهم رطاباً ينثنون، لم يتغير منهم شيء.
قال سعيد بن منصور: كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع وابن عيينة والعثماني. وقالوا: إذا قدم المدينة فلا تتكلوا على الوالي، وأرجموه بالحجارة حتى تقتلوه. فعزموا على ذلك. فقدم بريد على وكيع ألا يأتي المدينة، ويمضي من طريق الربذة. وكان جاوز مفرق الطريقين إلى المدينة، فلما أتاه البريد رجع إلى الربذة، ومضى إلى الكوفة.
قال مليح بن وكيع: لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يديه، فقال: يا بني ترى يدي ما ضربت بهما شيئاً قط.
قال مليح: وحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله صلى عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله، من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئاً، وإن وكيع بن الجراح منهم.
قال علي بن عثام: مرض وكيع: فدخلنا عليه نعوده، فقال: إن سفيان الثوري أتاني، فبشرني بجواره، فإني مبادر إليه.
توفي وكيع سنة ثمان وتسعين ومئة، وقيل: سنة ست وتسعين ومئة مصدره من الحج بفيد، وقيل: سنة سبع وتسعين ومئة، وهو ابن ست وستين.
قال سلمة بن عفار: رأيت وكيعاً في المنام، فقلت: ما صنع بك ربك؟ قال: الجنة، قلت: بأي شيء يا أبا سفيان؟ قال: بالعلم.
ابن عدي بن فرس بن جمحة. وفي نسبه اختلاف
أبو سفيان الرؤاسي الكوفي قدم دمشق.
حدث وكيع عن جعفر بن برقان بسنده إلى أبي هريرة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لقد هممت أن آمر بالصلاة، ثم آمر فتيتي، فيجمعوا حزم الحطب، ثم أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة ".
وحدث وكيع عن سعد بن أوس بسنده إلى شكل قال: قلت: يا رسول الله، علمني دعاء أنتفع به، قال: قل: " اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي ومنيي ".
وكان وكيع تقةً مأموناً عالياً رفيعاً كثير الحديث، حجة.
ولد وكيع سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة ثمان وعشرين ومئة.
قال وكيع: أتيت الأعمش، فقلت: حدثني، فقال لي: ما اسمك؟ فقلت: وكيع، قال: اسم نبيل ما أحسب إلا ستكون أديباً، أين تنزل من الكوفة؟ فقلت: في بني رؤاس، فقال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قلت: ذاك أبي، وكان على بيت المال، فقال: اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث.
فجئت أبي فأخبرته، فقال: خذ نصف العطاء، واذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، واذهب به حتى تكون عشرة.
قال: فأتيته بنصف عطائه فأخذه، فوضعه في كفه، ثم سكت، فقلت: حدثني، قال: اكتب، فأملى علي حديثين، قال: قلت: وعدتني خمسة، قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يعلم أن الأعمش مدرب، قد شهد الوقائع، اذهب فجئني بتمامها، وتعال أحدثك بخمسة أحاديث، فجئته فحدثني بخمسة، فكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه، فحدثني بخمسة أحاديث.
قال عبد الرزاق: رأيت الثوري وابن عيينة ومعمراً ومالكاً، ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع.
ذكر أحمد بن حنبل يوماً وكيعاً فقال: ما رات عيناي مثله قط، يحفظ الحديث جيداً، ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
قال علي بن خشرم: رأيت وكيعاً ما رأيت بيده كتاباً قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية للحفظ، فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قلت: إي والله، قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي أيهما أثبت عندك: وكيع أو يزيد؟ قال: ما منهما بحمد الله إلا ثبت، قلت: فأيهما أصلح عندك في الإيمان؟ فقال: ما منهما بحمد الله إلا مؤمن، ولكن وكيعاً لم يتلطخ بالسلطان، وما رأيت أحداً أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه بأهل النسك منه.
قال مروان: ما رأيت فيمن لقيت أخشع من وكيع، ما وصف لي أحد قط إلا رأيته دون الصفة إلا وكيع، فإني رأيته فوق ما وصف لي.
قدم رجل إلى شريك القاضي رجلاً، فادعى عليه مئة ألف دينار، فأقر به، فقال شريك: أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير.
قال يحيى بن أكثم القاضي: صبحت وكيعاً في الحضر والسفر، فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
وحدث بعض من كان يلزمه قال: كان لا ينام حتى يقرأ جزأه في كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر، فيصلي الركعتين.
حدث رجل من أهل بيت وكيع قال: أورثت وكيعاً أمه مئة ألف، وما قاسم وكيع ميراثاً قط.
قال: وكان يؤتى بطعامه ولباسه، ولا يسأل عن شيء، ولا يطلب شيئاً، وكان لا يستعين بأحد، ولا على وضوء، كان إذا أراد ذلك قام هو.
قال عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع بن الجراح: حدثني أبي قال: كان أبي يصوم الدهر، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار، ثم
ينصرف فيقيل إلى وقت صلاة الظهر، ثم يخرج فيصلي الظهر، فيقصد طريق المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر ويقرأ القرآن ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل إلى منزله، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم إليه عشرة أرطال نبيذ، فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه، ثم يقوم فيصلي ورده من الليل، فكلما صلى ركعتين أو أكثر من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفذها، ثم ينام.
قال إسحاق بن البهلول: قدم علينا وكيع بن الجراح، فنزل في مسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه، فطلب مني نبيذاً، فجئته بمخيشته ليلاً، فأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب، فلما نفذ ما جئت به طفأ السراج، فقلت: ما هذا؟ فقال: لو زدتنا زدناك.
قال يحيى بن معين: سمعت رجلاً سأل وكيعاً فقال: يا أبا سفيان شربت البارحة نبيذاً، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلاً يقول لك: شربت خمراً. فقال وكيع: ذلك الشيطان.
قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع أو قال: تغذينا، فقال: أي شيء تريدون أجيئكم به، نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ قال: قلت: تكلم بهذا، قال: هو عندي أحل من ماء الفرات.
قلت له: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
قدم وكيع مكة حاجاً، فرآه بن عياض، وكان وكيع سميناً. فقال الفضيل: ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟ فقال له وكيع: هذا من فرحي بالإسلام. فأفحمه.
قال سلم بن جنادة: جالست وكيع بن الجراح سبع سنين، فما رأيته بزق، ولا رأيته مس حصاة بيده، ولا رأيته جلس مجلسه فتحرك، وما رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.
أغلظ رجل لوكيع بن الجراح، فدخل وكيع بيتاً، فعفر وجهه في التراب، ثم خرج إلى الرجل، فقال: زد وكيعاً بدينه، فلولاه ما سلطت عليه.
قال بعض المشايخ: سألت وكيعاً عن مقدمه هو وابن إدريس وحفص على الرشيد هارون، فقال لي: ما سألني عن هذا أحد قبلك: قدمنا، فأقعدنا بين السريرين، فكان أول من دعا به أنا، فقال: يا وكيع، إن أهل بلدك طلبوا مني قاضياً، وسموك لي فيمن سموا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض. فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة. فقال هارون: اللهم غفراً، خذ عهدك أيها الرجل وامض. فقلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت صادقاً إنه لينبغي أن تقبل مني، وإن كنت كاذباً فما ينبغي أن تولي القضاء كذاباً. فقال: اخرج، فخرجت.
ودخل ابن إدريس، وكان هارون قد وسم له من ابن إدريس وسم، يعني خشونة جانبه. فدخل فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك، وما سمعناه يسلم إلا سلاماً خفياً، فقال له هارون: أتدري، لم دعوتك؟ قال: لا، قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضياً وسموك لي فيمن سموا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي، وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض. فقال له ابن إدريس: ليس أصلح للقضاء؛ فنكت هارون بأصبعه، وقال له: وددت أني لم أكن رأيتك. قال له
ابن إدريس: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك، فخرج.
ثم دخل حفص بن غياث، فقال له كما قال لنا؛ فقبل عهده، وخرج.
فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس، في كل كيس خمسة آلاف دينار، فقال: أمير المؤمنين يقرئكم السلام، ويقول لكم: قد لزمتكم في شخوصكم مؤنة، فاستعينوا بهذه في سفركم.
فقال وكيع: أقر أمير المؤمنين السلام، وقل له: قد وقعت مني بحيث يحب أمير المؤمنين، وأنا عنهما مستغن، وفي رعية أمير المؤمنين من هو أحوج إليها مني، فإن رأى أمير المؤمنين أن يصرفها إلى من أحب.
وأما ابن إدريس فصاح به: مر من ها هنا. وقبلها حفص.
وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا: عافانا الله وإياك، سألناك أن تدخل في أعمالنا، فلم تفعل، ووصلناك من أموالنا، فلم تقبل، فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه - إن شاء الله -.
فقال للرسول: إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه - إن شاء الله -.
ثم مضينا، فلما صرنا إلى الياسرية حضرت الصلاة، فنزلنا نتوضأ للصلاة.
قال وكيع: فنظرت إلى شرطي محموم قائم في الشمس، عليه سوادة، فطرحت كسائي عليه، وقلت: تدفأ إلى أن أتوضأ.
فجاء ابن إدريس فاستلبه، ثم قال لي: رحمته!؟ لا رحمك الله في الدنيا، أحد يرحم مثل ذا؟! ثم التفت إلى حفص، فقال له: يا حفص، قد علمت حين دخلت إلى سوق
أسد، فخضبت لحيتك، ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء، لا والله، لا كلمتك حتى تموت! قال: فما كلمه حتى مات.
جاء رجل إلى وكيع بن الجراح فقال له: إني أمت إليك بحرمة، قال: وما حرمتك؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش.
قال: فوثب وكيع، فدخل منزله؛ فأخرج له صرة فيها دنانير، وقال: اعذرني فإني ما أملك غيرها.
وكان وكيع لا يغضب بواحدة، فإذا غضب سكن غضبه بالتؤدة والوقار.
وكان وكيع إذا أتى مسجد الجامع يوم الجمعة في يوم مطير كان يخرج ونعلاه في يده، يخوض في الطين، ثم يدخل فيصلي.
فقيل له: كان يغسل قدميه؟ قال: لا.
وكان لا يصحبه أحد إلى المسجد، فإن سأله أحد في الطريق كان لا يزيد على أن يقول: في الطريق؟! في الطريق؟! على التؤدة.
قال وكيع: لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث ما حدثتكم.
قيل لابن معين: قوم يقدمون عبد الرحمن بن مهدي على وكيع، فقال ابن معين: من قدم عبد الرحمن على وكيع فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال يعقوب بن سفيان: كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم، ومن يحاسب نفسه، وعلم أن كلامه من عمله لم يقل مثل هذا، وكيع خير فاضل حافظ.
وسئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بن مهدي بقول من نأخذ؟ فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر، وخاصة في سفيان، - وكان معنياً بحديث سفيان -، وعبد الرحمن يسلم عليه السلف، ويجتنب شرب المسكر، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
قال علي بن عثمان بن نفيل: قلت لأحمد بن حنبل: إن فلاناً كان يقع في وكيع وعيسى بن يونس وابن المبارك. فقال: من كذب أهل الصدق فهو الكذاب.
قال يحيى بن معين: رأيت عند مروان بن معاوية لوحاً فيه أسماء شيوخ: فلان رافضي، وفلان كذا، وفلان كذا، ووكيع رافضي.
قال يحيى: فقلت له: وكيع خير منك، قال: مني؟ قلت: نعم، قال: فما قال لي شيئاً، ولو قال لي شيئاً لوثب أصحاب الحديث عليه.
قال: فبلغ ذلك وكيعاً، فقال: يحيى صاحبنا، قال: فكان بعد ذلك يعرف لي ويوجب.
وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه، ولا يقوم أحد من مجلسه، ولا يبرى فيه قلم، ولا يبتسم أحد، فإن تحدث أو برى صاح ونهى عنه، وكذا كان يكون ابن نمير، وكان يغضب ويصيح، وإذا رأى من يبري قلماً تغير وجهه غضباً.
وكان وكيع يكونون في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أمرهم شيئاً انتعل ودخل.
قال أحمد بن حنبل: أخطأ وكيع بن الجراح في خمس مئة حديث.
قال علي بن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجباً. كان يقول: حدثنا مسعر عن عيسة.
قال وكيع: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدث ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر.
قال وكيع: العاقل من عقل عن الله أمره، ليس من عقل تدبير دنياه.
حدث وكيع عن ابن أبي خالد عن البهي: أن أبا بكر جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، فأكب عليه، فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي، ما أطيب حياتك، وما أطيب ميتتك.
قال البهي: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك يوماً وليلة حتى ربا بطنه. وانثنت خنصره.
ولما حدث وكيع بهذا الحديث بمكة اجتمعت قريش، وأرادوا صلبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء سفيان بن عيينة، فقال: الله، الله، هذا فقيه أهل العراق، وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. ثم قال ابن عيينة: لم أكن سمعت هذا الحديث إلا أني أردت تخليصه.
قال علي: وسمعت هذا الحديث من وكيع بعد ما أرادوا صلبه، فتعجبت من جسارته.
قال علي: وأخبرت عن وكيع أنه احتج، فقال: إن عدة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يمت، فأحب الله أن يريهم آية الموت، منهم عمر بن الخطاب.
قال قتيبة: حدث وكيع بهذا الحديث في مكة سنة حج فيها الرشيد فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد ابن عبد العزيز بن أبي رواد.
فأما عبد المجيد فقال: يجب أن يقتل هذا، فإنه لم يرو هذا إلا وفي قلبه غش للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فسأل الرشيد سفيان بن عيينة، فقال: لا يجب عليه القتل، رجل سمع حديثاً؛ فرواه، لا يجب عليه القتل. المدينة أرض شديدة الحر، توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين فترك
إلى ليلة الأربعاء، لأن القوم كانوا في صلاح أمر أمة محمد، واختلفت قريش والأنصار، فمن ذلك تغير.
قال قتيبة: فكان وكيع إذا ذكر له فعل عبد المجيد، قال: ذلك رجل جاهل، سمع حديثاً لم يعرف وجهه، فتكلم بما تكلم.
وفي حديث آخر بمعناه: أنه لما حدث بهذا رفع أمره إلى العثماني، ودخل إليه سفيان، فكلمه فيه، فأبى العثماني إلا قتله. فقال له سفيان: إني لك ناصح، إن هذا من أهل العلم، وله عشيرة، وإن أقدمت عليه أقل ما يكون أن تقوم عليك عشيرته وولده بباب أمير المؤمنين، فيشخص لمناظرتهم. فعمل فيه كلام سفيان؛ وأطلقه.
قال الحارث بن صديق: فدخلت على العثماني، فقلت: الحمد لله الذي لم تقتل بهذا الرجل، وسلمك الله.
فقال: يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على.
خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله حولت أبي والشهداء بعد أربعين سنة، فوجدناهم رطاباً ينثنون، لم يتغير منهم شيء.
قال سعيد بن منصور: كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع وابن عيينة والعثماني. وقالوا: إذا قدم المدينة فلا تتكلوا على الوالي، وأرجموه بالحجارة حتى تقتلوه. فعزموا على ذلك. فقدم بريد على وكيع ألا يأتي المدينة، ويمضي من طريق الربذة. وكان جاوز مفرق الطريقين إلى المدينة، فلما أتاه البريد رجع إلى الربذة، ومضى إلى الكوفة.
قال مليح بن وكيع: لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يديه، فقال: يا بني ترى يدي ما ضربت بهما شيئاً قط.
قال مليح: وحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله صلى عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله، من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئاً، وإن وكيع بن الجراح منهم.
قال علي بن عثام: مرض وكيع: فدخلنا عليه نعوده، فقال: إن سفيان الثوري أتاني، فبشرني بجواره، فإني مبادر إليه.
توفي وكيع سنة ثمان وتسعين ومئة، وقيل: سنة ست وتسعين ومئة مصدره من الحج بفيد، وقيل: سنة سبع وتسعين ومئة، وهو ابن ست وستين.
قال سلمة بن عفار: رأيت وكيعاً في المنام، فقلت: ما صنع بك ربك؟ قال: الجنة، قلت: بأي شيء يا أبا سفيان؟ قال: بالعلم.
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدى الرؤاسي أبو سفيان من الحفاظ المتقنين
وأهل الفضل في الدين ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وحدث وذاكر وبث كان مولده سنة تسع وعشرين ومائة ومات بفيد في طريق مكة سنة ست وتسعين ومائة
وأهل الفضل في الدين ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وحدث وذاكر وبث كان مولده سنة تسع وعشرين ومائة ومات بفيد في طريق مكة سنة ست وتسعين ومائة
وكيع بْن الجراح بْن مليح بْن عدي بْن فرس أَبُو سفيان الرؤاسي
من قيس عيلان الكوفي سمع بْن أَبِي خَالِد والأعمش والثوري وابْن عون روى عَنْهُ ابْن المبارك ويحيى بْن آدم قَالَ عَبْد اللَّه بْن أَبِي الأسود مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة، وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة، وقَالَ وكيع سمعت الأعمش سنة خمس وأربعين (فجاء نا خبر مُحَمَّد أَنَّهُ قد خرج بالمدينة وهشام بْن عروة عَنْدنا فمات الأعمش سنة ثمان وأربعين - 1) ومائة وخرجنا فِيهَا إلى البصرة.
باب وردان
من قيس عيلان الكوفي سمع بْن أَبِي خَالِد والأعمش والثوري وابْن عون روى عَنْهُ ابْن المبارك ويحيى بْن آدم قَالَ عَبْد اللَّه بْن أَبِي الأسود مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة، وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة، وقَالَ وكيع سمعت الأعمش سنة خمس وأربعين (فجاء نا خبر مُحَمَّد أَنَّهُ قد خرج بالمدينة وهشام بْن عروة عَنْدنا فمات الأعمش سنة ثمان وأربعين - 1) ومائة وخرجنا فِيهَا إلى البصرة.
باب وردان
وَكِيع بن الْجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة أَبُو سُفْيَان الرُّؤَاسِي الْكُوفِي من قيس غيلَان
روى عَن كهمس بن الْحسن فِي الْإِيمَان وزَكَرِيا بن إِسْحَاق وَالثَّوْري وَالْأَعْمَش ومسعر وَهِشَام الدستوَائي وفضيل بن غَزوَان وَيزِيد بن إِبْرَاهِيم وَهِشَام بن عُرْوَة وَإِسْرَائِيل فِي الْوضُوء وَشعْبَة فِي الْوضُوء وَالزَّكَاة وَغَيرهمَا وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة وَحَمَّاد بن سَلمَة فِي الصَّلَاة وَإِسْمَاعِيل بن
أبي خَالِد وجعفر بن زبرقان فِي الصَّلَاة وَالدُّعَاء وَطَلْحَة بن يحيى وَأبي سِنَان ضرار الْأَوْزَاعِيّ فِي الصَّلَاة والأشربة وَالدُّعَاء والبحتري بن الْمُخْتَار وَأَبِيهِ الْجراح فِي الصَّلَاة وَعمْرَان بن حدير ويعلى بن الْحَارِث الْمحَاربي فِي الصَّلَاة ومُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح فِي الصَّوْم وحاجب بن عمر فِي الصَّوْم وَسَعِيد بن عبيد الطَّائِي فِي الْجَنَائِز وَمُحَمّد بن قيس الْأَسدي فِي الْجَنَائِز وَمَالك بن مغول فِي الْجَنَائِز وَغَيرهَا وَابْن أبي ذِئْب فِي الصَّوْم وَابْن عون فِي الصَّوْم وعزرة بن ثَابت فِي الْحَج والأطعمة ومساور الْوراق فِي الْحَج وعبد الحميد بن جَعْفَر فِي الْأَحْكَام وَالنِّكَاح وَابْن جريج فِي الْبيُوع وَالْقدر وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان فِي الْبيُوع وَإِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي فِي الْبيُوع والأشربة وَعلي بن صَالح وَأُسَامَة بن زيد فِي الْجِهَاد وَعِكْرِمَة بن عمار فِي الْأَشْرِبَة والفتن وَعقبَة بن التوأم فِي الْأَشْرِبَة ومعرف بن وَاصل فِي الْأَشْرِبَة وَمُعَاوِيَة بن أبي مزرد فِي الْبر وَعُثْمَان الشحام فِي الْفِتَن وقرة بن خَالِد فِي الزّهْد
روى عَنهُ زُهَيْر بن حَرْب وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَإِسْحَاق وَأَبُو سعيد الأشبح وَابْن نمير وَيحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن الصَّباح وَعَمْرو النَّاقِد وعبد الله بن هَاشم فِي الصَّلَاة وَالْحج وَمُحَمّد بن حَاتِم وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وَسَعِيد بن أَزْهَر الوَاسِطِيّ وَابْن أبي عمر وَعلي بن خشرم وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وقتيبة بن سعيد وَيُقَال إِن أصل وَكِيع من نيسابور من قَرْيَة قرى استوا مَاتَ بفيد منصرفا من الْحَج وَكَانَ حَافِظًا متقنا
روى عَن كهمس بن الْحسن فِي الْإِيمَان وزَكَرِيا بن إِسْحَاق وَالثَّوْري وَالْأَعْمَش ومسعر وَهِشَام الدستوَائي وفضيل بن غَزوَان وَيزِيد بن إِبْرَاهِيم وَهِشَام بن عُرْوَة وَإِسْرَائِيل فِي الْوضُوء وَشعْبَة فِي الْوضُوء وَالزَّكَاة وَغَيرهمَا وزَكَرِيا بن أبي زَائِدَة وَحَمَّاد بن سَلمَة فِي الصَّلَاة وَإِسْمَاعِيل بن
أبي خَالِد وجعفر بن زبرقان فِي الصَّلَاة وَالدُّعَاء وَطَلْحَة بن يحيى وَأبي سِنَان ضرار الْأَوْزَاعِيّ فِي الصَّلَاة والأشربة وَالدُّعَاء والبحتري بن الْمُخْتَار وَأَبِيهِ الْجراح فِي الصَّلَاة وَعمْرَان بن حدير ويعلى بن الْحَارِث الْمحَاربي فِي الصَّلَاة ومُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح فِي الصَّوْم وحاجب بن عمر فِي الصَّوْم وَسَعِيد بن عبيد الطَّائِي فِي الْجَنَائِز وَمُحَمّد بن قيس الْأَسدي فِي الْجَنَائِز وَمَالك بن مغول فِي الْجَنَائِز وَغَيرهَا وَابْن أبي ذِئْب فِي الصَّوْم وَابْن عون فِي الصَّوْم وعزرة بن ثَابت فِي الْحَج والأطعمة ومساور الْوراق فِي الْحَج وعبد الحميد بن جَعْفَر فِي الْأَحْكَام وَالنِّكَاح وَابْن جريج فِي الْبيُوع وَالْقدر وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان فِي الْبيُوع وَإِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي فِي الْبيُوع والأشربة وَعلي بن صَالح وَأُسَامَة بن زيد فِي الْجِهَاد وَعِكْرِمَة بن عمار فِي الْأَشْرِبَة والفتن وَعقبَة بن التوأم فِي الْأَشْرِبَة ومعرف بن وَاصل فِي الْأَشْرِبَة وَمُعَاوِيَة بن أبي مزرد فِي الْبر وَعُثْمَان الشحام فِي الْفِتَن وقرة بن خَالِد فِي الزّهْد
روى عَنهُ زُهَيْر بن حَرْب وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَإِسْحَاق وَأَبُو سعيد الأشبح وَابْن نمير وَيحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن الصَّباح وَعَمْرو النَّاقِد وعبد الله بن هَاشم فِي الصَّلَاة وَالْحج وَمُحَمّد بن حَاتِم وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وَسَعِيد بن أَزْهَر الوَاسِطِيّ وَابْن أبي عمر وَعلي بن خشرم وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وقتيبة بن سعيد وَيُقَال إِن أصل وَكِيع من نيسابور من قَرْيَة قرى استوا مَاتَ بفيد منصرفا من الْحَج وَكَانَ حَافِظًا متقنا
وَكِيع بن الْجراح بن مليح بن عدي بن فرس أَبُو سُفْيَان الرُّؤَاسِي من قيس غيلَان سمع إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَالْأَعْمَش وَالثَّوْري وَشعْبَة وَعلي بن الْمُبَارك رَوَى عَنهُ الْحميدِي وَمُحَمّد بن سَلام وَيَحْيَى بن جَعْفَر بن أعين وَيَحْيَى بن مُوسَى وَإِسْحَاق الْحَنْظَلِي وَمُحَمّد بن مقَاتل وَابْن نمير فِي الْعلم
قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ولد سنة 129 وَقَالَ عبد الله بن أبي الْأسود مَاتَ سنة 197 وَهُوَ عَلَى هَذَا التَّقْدِير ابْن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة قَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة 197 وَقَالَ ابْن نمير وَقَالَ كَاتب الْوَاقِدِيّ مَاتَ بفيد منصرفا من الْحَج فِي الْمحرم سنة 197 وَقَالَ الْغلابِي عَن ابْن حَنْبَل حج وَكِيع سنة 196 وَمَات فِي الطَّرِيق
قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ولد سنة 129 وَقَالَ عبد الله بن أبي الْأسود مَاتَ سنة 197 وَهُوَ عَلَى هَذَا التَّقْدِير ابْن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة قَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة 197 وَقَالَ ابْن نمير وَقَالَ كَاتب الْوَاقِدِيّ مَاتَ بفيد منصرفا من الْحَج فِي الْمحرم سنة 197 وَقَالَ الْغلابِي عَن ابْن حَنْبَل حج وَكِيع سنة 196 وَمَات فِي الطَّرِيق
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس أبو سفيان الرؤاسي من قيس عيلان كوفي روى عن الأعمش وإسماعيل بن ابى خالد وهشام
ابن عروة وعبد الله بن عون روى عنه يزيد بن هارون ومسدد وابن نفيل والحميدي وأحمد بن حنبل وابن نمير وعثمان وعبد الله ابنا أبي شيبة سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن نا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لأبي بكر بن عياش حدثنا قال: قد كبرنا ونسينا الحديث اذهب إلى وكيع في بني رؤاس [حدثنا احمد بن سنان حدثنا موسى بن داود وهو قاضى طرسوس قال سمعت عثمان بن زائدة الرازي وكان رجلا صالحا قال قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه؟ قال عليك بزائدة بن قدامة وسفيان بن عيينة.
قال قلت فاين
أبو بكر بن عياش؟ قال ان اردت التفسير فعنده - ] نا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان نا وكيع قال اختلفت إلى الاعمش سنتين.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل قال قلت لأبي: أيما أثبت عندك؟ وكيع أو يزيد [يعنى - ] بن هارون؟ فقال: ( م ) ما منهما بحمد الله الا ثبت.
قلت فأيهما اصلح عندك في الابدان قال: ما ( ك) منهما بحمد الله إلا [كل إلا - ] ان وكيعا لم يتلطخ بالسلطان، وما رأيت أحدا أوعى للعلم من وكيع؟ ولا اشبه باهل النسك.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا، وكان وكيع احفظ من عبد الرحمن من مهدى كثيرا كثيرا.
ثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت
علي بن المديني: من أوثق أصحاب الثوري؟ قال: يحيى القطان وعبد الرحمن ابن مهدى ووكيع بن الجراح هؤلاء الثقات (نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال ذكرت ليحيى بن معين وكيعا، قال: وكيع عندنا ثبت - ] نا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت ابن نمير يقول وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس، ولكن ليس مثل ابن إدريس، وكانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا، يعني في الحفظ والإجلال، وسمع [وكيع - ] من سعيد بن أبي عروبة باخرة.
نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [فيما كتب إلى قال - ] نا عثمان [بن سعيد قال - ] قلت ليحيى بن معين عبد الرحمن احب اليك في سفيان أو وكيع؟ قال: وكيع، قلت فوكيع احب اليك أو أبو نعيم؟ فقال وكيع.
قال عثمان عبد الرحمن كأنه اثبت من وكيع.
قلت فابن المبارك اعجب اليك أو وكيع؟ فلم يفضل.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن وكيع عن الأعمش احب اليك أو ابن داود؟ فقال:
وكيع أحفظ من ابن داود الخريبي وأحفظ من ابن المبارك.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول وقيل له قال يحيى بن معين وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدى قلت لابي ايهما أحب إليك؟ قال: عبد الرحمن ثبت، ووكيع ثقة.
ابن عروة وعبد الله بن عون روى عنه يزيد بن هارون ومسدد وابن نفيل والحميدي وأحمد بن حنبل وابن نمير وعثمان وعبد الله ابنا أبي شيبة سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن نا أحمد بن أبي الحواري قال قلت لأبي بكر بن عياش حدثنا قال: قد كبرنا ونسينا الحديث اذهب إلى وكيع في بني رؤاس [حدثنا احمد بن سنان حدثنا موسى بن داود وهو قاضى طرسوس قال سمعت عثمان بن زائدة الرازي وكان رجلا صالحا قال قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه؟ قال عليك بزائدة بن قدامة وسفيان بن عيينة.
قال قلت فاين
أبو بكر بن عياش؟ قال ان اردت التفسير فعنده - ] نا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان نا وكيع قال اختلفت إلى الاعمش سنتين.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل قال قلت لأبي: أيما أثبت عندك؟ وكيع أو يزيد [يعنى - ] بن هارون؟ فقال: ( م ) ما منهما بحمد الله الا ثبت.
قلت فأيهما اصلح عندك في الابدان قال: ما ( ك) منهما بحمد الله إلا [كل إلا - ] ان وكيعا لم يتلطخ بالسلطان، وما رأيت أحدا أوعى للعلم من وكيع؟ ولا اشبه باهل النسك.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا، وكان وكيع احفظ من عبد الرحمن من مهدى كثيرا كثيرا.
ثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت
علي بن المديني: من أوثق أصحاب الثوري؟ قال: يحيى القطان وعبد الرحمن ابن مهدى ووكيع بن الجراح هؤلاء الثقات (نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال ذكرت ليحيى بن معين وكيعا، قال: وكيع عندنا ثبت - ] نا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت ابن نمير يقول وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس، ولكن ليس مثل ابن إدريس، وكانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا، يعني في الحفظ والإجلال، وسمع [وكيع - ] من سعيد بن أبي عروبة باخرة.
نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق [فيما كتب إلى قال - ] نا عثمان [بن سعيد قال - ] قلت ليحيى بن معين عبد الرحمن احب اليك في سفيان أو وكيع؟ قال: وكيع، قلت فوكيع احب اليك أو أبو نعيم؟ فقال وكيع.
قال عثمان عبد الرحمن كأنه اثبت من وكيع.
قلت فابن المبارك اعجب اليك أو وكيع؟ فلم يفضل.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن وكيع عن الأعمش احب اليك أو ابن داود؟ فقال:
وكيع أحفظ من ابن داود الخريبي وأحفظ من ابن المبارك.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول وقيل له قال يحيى بن معين وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدى قلت لابي ايهما أحب إليك؟ قال: عبد الرحمن ثبت، ووكيع ثقة.
وَكِيع بن الْجراح بن مليح بن عدى بن فرس بن جمجمة بن سُفْيَان بن عَمْرو بن الْحَارِث بن عَمْرو بن عبيد بن رؤاس الرُّؤَاسِي من أهل الْكُوفَة كُنْيَتُهُ أَبُو سُفْيَان يروي عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد والكوفيين روى عَنْهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَأهل الْعرَاق وَكَانَ حَافِظًا متقنا سَمِعت مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ يَقُول سَمِعت فياض بْن زُهَيْر يَقُول مَا رَأينَا بيد وَكِيع كتابا قطّ كَانَ يقْرَأ كتبه من حفظه قَالَ أَبُو حَاتِم رَضِي الله عَنْهُ كَانَ مولد وَكِيع سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة وَمَات سنة سِتّ أَو سبع وَتِسْعين وَمِائَة بفيد فِي طَرِيق مَكَّة وَكَانَ أَبوهُ الْجراح على بَيت المَال للمهدي وَأم وَكِيع بنت عمْرَة بْن شَدَّاد بْن ثَوْر من رؤاس