مُحَمَّد بن عبد الله الْأَزْدِيّ من أهل الْبَصْرَة يَرْوِي عَن عَاصِم بن هِلَال وَعبد الْوَهَّاب بن عَطاء حَدَّثنا عَنهُ الْحسن بن سُفْيَان وَأَبُو يعلى الْموصِلِي رُبمَا خَالف وَكَانَ من الْحفاظ
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الأزدي :
وهو أخو أبي بكر بن الباغندي. حدث عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ الصِّرِيفِينِيُّ، روى عنه محمد بن المظفر شيئا يسيرا، وذكر أنه سمع منه بالموصل.
قرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمّد
ابن محمّد بن سليمان أخو الباغنديّ حدّثنا شعيب بن أيّوب حدّثنا محمّد بن بشر أنبأنا شُعْبَةُ وسُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَرَى أحَدُكُمْ طعاما فلا يبعه حَتَّى يَقْبِضَهُ»
وهو أخو أبي بكر بن الباغندي. حدث عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ الصِّرِيفِينِيُّ، روى عنه محمد بن المظفر شيئا يسيرا، وذكر أنه سمع منه بالموصل.
قرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمّد
ابن محمّد بن سليمان أخو الباغنديّ حدّثنا شعيب بن أيّوب حدّثنا محمّد بن بشر أنبأنا شُعْبَةُ وسُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَرَى أحَدُكُمْ طعاما فلا يبعه حَتَّى يَقْبِضَهُ»
محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع، أبو عبد الله الأزدي، ويعرف بابن أبي حاتم :
من أَهْل الْبَصْرَة، سكن بَغْدَاد، وَحدث بِهَا عَن: يزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن داود الخريبي، وأبي عاصم النبيل، وداود بن المحبر، وخلف بن تميم، وهريم بن عثمان.
روى عنه: إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو أحمد محمد بن محمد الشطوي، ومحمد بن هارون الخضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحامليّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ، حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ- قَالَ: سمعت هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عُمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النسب»
. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني:
مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الكريم الأزدي، بصري سكن بغداد.
حدّثني بن أبي طالب عن الدارقطني. قَالَ: محمد بن يحيى الأزديّ بصري ثقة.
حدّثنا أبو القاسم الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي: ومات محمد بن يحيى الأزدي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
من أَهْل الْبَصْرَة، سكن بَغْدَاد، وَحدث بِهَا عَن: يزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن داود الخريبي، وأبي عاصم النبيل، وداود بن المحبر، وخلف بن تميم، وهريم بن عثمان.
روى عنه: إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو أحمد محمد بن محمد الشطوي، ومحمد بن هارون الخضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحامليّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ- إملاء- حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ، حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ- قَالَ: سمعت هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عُمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النسب»
. حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أبو الحسن الدارقطني:
مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عبد الكريم الأزدي، بصري سكن بغداد.
حدّثني بن أبي طالب عن الدارقطني. قَالَ: محمد بن يحيى الأزديّ بصري ثقة.
حدّثنا أبو القاسم الأزهريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكندي: ومات محمد بن يحيى الأزدي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ بن عبد الرحمن، أبو بكر الأزدي الواسطي، المعروف بابن الباغندي :
سمع محمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة الكوفيّين،
وشيبان بن فرّوخ الأيلي، وعلي بن المديني، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وسويد بن سعيد الحدثاني، ودحيما الدمشقي، وهشام بن عمار، والحارث بن مسكين، وغيرهم. من أهل الشام، ومصر، والكوفة وبغداد، والبصرة.
وكان كثير الحديث. رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة، وأخذ عن الحفاظ والأئمة، وسكن بغداد وحدث بِهَا فروى عنه الحسين بْن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ودعلج بن أحمد، وأبو علي بن الصواف، وَمُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وخلق يطول ذكرهم.
وكان فهما حافظا عارفا، وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه.
حَدَّثَنَا أبو عمر بن مهدي حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بن إبراهيم قَالَ كنت أرى مالك بن أنس يغير ثيابه يوم الجمعة حتى نعله.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ- بحضرة الدّارقطنيّ- حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أنبأنا عمرو بن سواد السرحي حدّثنا عبد الله بن وهب أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ» .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيُّ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَوَادٍ: هَذَا يُذْكَرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ فَاخْرُجْ إِلَى أَصْلِ كِتَابِهِ فَإِذَا فِيهِ كَمَّا حَدَّثَنَاهُ.
ثُمَّ حَدَّثَ من بعد مَجْلِسِهِ بِالْحَدِيثِ وَأَنَا حَاضِرٌ فَلَمَّا ذَكَرَهُ. قَالَ: وأخبرني بعض أصحابنا ممن نرجع إِلَى مَعْرِفَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يُذْكَرُ عِنْدَهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيٍّ.
قَالَ الْبَاغَنْدِيُّ: فَكَتَبْتُ كَلامَهُ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عنى.
حَدَّثَنِي أحمد بن علي البادا من حفظه في المذاكرة قَالَ سمعت أبا بكر الأبهري يقول سمعت أبا بكر بن الباغنديّ يقول: أنا أجيب عن ثلاثمائة ألف مسألة في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الأبهري: وسمعت أبا العباس بن عقدة يقول: أحفظ ثلاثين ألف حديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل البيت.
قَالَ ابن البادا: فجئت إلى أبي الحسين بن المظفر فأخبرته بقول الأبهري فقال:
صدق. أنا سمعت هذا القول منهما جميعا.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يذكر: أن الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه ويهذّه مثل تلاوة القرآن السريع القراءة. قَالَ: وكان يقول: حَدَّثَنَا فلان قَالَ حَدَّثَنَا فلان وَحَدَّثَنَا فلان- وهو يحرك رأسه- حتى تسقط عمامته.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت عمر بن أَحْمَد الواعظ يَقُول: قام أبو بكر الباغندي ليصلى، فكبر ثم قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سليمان لوين! فسبحنا به.
فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد لله رب العالمين.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن شجاع أبو بكر بالأهواز قَالَ كنا عند إبراهيم بن موسى الحوزي ببغداد وكان عنده أبو بكر الباغندي ينتقى عليه، فقال له إبراهيم بن موسى: هو ذا تسخر بي، أنت أكثر حديثا مني وأعرف وأحفظ للحديث. فقال له: قد حبب إلى هذا الحديث، بحسبك إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم فلم أقل له ادع الله لي. وقلت له: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش؟ فقال لي: «منصور منصور»
. حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري. قَالَ سمعت عبدان الأهوازي وذكر أبا بكر الباغندي. فقال: لم يزل معروفا بالطلب، كان معنا عند هشام بن عمار ودحيم.
سمعتُ أَبَا الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس يقول: كان محمد بن محمد الباغندي مدلسا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي. يقول:
سألت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية، ثم دخلت مصر وسألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئا، وكان للوزير الماضي- يعني أباه- حجرتان، إحداهما للباغندي يجيئه يوما ويقرأ له، والأخرى لليزيدي.
قَالَ أبو الفضل سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي كتب أبي بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر ابن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب مربع، والباقي محكوم، فرجع الباغندي ورأى الجزء في يدي فتغير وجهه، وسألته فقال: أيش هذا مربع، فغير ذلك ولم افطن له لأني أول ما كنت دخلت في كتب الحديث، ثم سألت عنه فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع. سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم وبقى مربع، فبرد على قلبي ولم أخرج عنه شيئا. قَالَ حمزة: وسالت أبا بكر بن عبدان عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي هل يدخل في الصحيح. فقال: لو خرجت الصحيح لم أدخله فيه، قيل له: لم؟ قَالَ: لأنه كان يخلط ويدلس. قَالَ:
وليس ممن كتبت عنه آثر عندي ولا أكثر حديثا منه إلا أنه شره. قَالَ: والباغندي أحفظ من ابن أبي داود.
قَالَ حمزة: وسالت الدارقطني عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي. قَالَ:
كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وربما سرق. وَقَالَ: أشد ما سمعت فيه، من الوزير ابن حنزابة.
وَقَالَ حمزة: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن عبدان يَقُولُ سمعت أبا عمرو الراسبي يقول دخلت على الباغندي أنا وابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله فكتبنا منها ما كتبنا، ثم أخرج إلينا تخريجه، ثم قَالَ له ابن مظاهر: يا أبا بكر اقبل نصيحتي ادفع إلى تخريجك هذا أعرفه وأخرج لك [ما] تصير به أبو بكر بن أبي شيبة، قَالَ ابن الراسبي قَالَ لي ابن مظاهر. هذا رجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول حَدَّثَنَا ووجدت في كتبه مواضع، ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم يقول أخبرنا.
حدّثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي خيثمة- وذكر عنده أَبُو بكر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ الباغندي- فقال: ثقة كثير الحديث لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه منطرح إليكم ولا تريدونه.
حدّثنا البرقاني. قال: سألت أبا بكر الإسماعيلي عن ابن الباغنديّ أبي بكر محمّد ابن محمد. فقال: لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا.
أو قَالَ كثير التصحيف ثم قَالَ: حكى لي عن سويد أنه كان يدلس.
قَالَ الإسماعيلي كأنه تعلم من سويد التدليس. قلت لم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: مات محمد بن محمد بن سليمان الباغندي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وهذا وهم.
والصواب ما حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأنبأنا السّمسار أنبأنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن أبا بكر الباغنديّ مات في سنة اثنتي عشرة [وثلاثمائة] قال ابن قانع: لأيام بقين [من ذي الحجة. وحَدَّثَنَا عبيد اللَّه] بْن عُمَر الواعظ عَنْ أَبِيهِ قال [توفي محمد بن محمد] بن سليمان الباغندي يوم السبت لعشرة بقين من [ذي الحجة سنة اثنتي عشرة] وثلاثمائة.
سمع محمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة الكوفيّين،
وشيبان بن فرّوخ الأيلي، وعلي بن المديني، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشوارب، وسويد بن سعيد الحدثاني، ودحيما الدمشقي، وهشام بن عمار، والحارث بن مسكين، وغيرهم. من أهل الشام، ومصر، والكوفة وبغداد، والبصرة.
وكان كثير الحديث. رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة، وأخذ عن الحفاظ والأئمة، وسكن بغداد وحدث بِهَا فروى عنه الحسين بْن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، ودعلج بن أحمد، وأبو علي بن الصواف، وَمُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وخلق يطول ذكرهم.
وكان فهما حافظا عارفا، وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه.
حَدَّثَنَا أبو عمر بن مهدي حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بن إبراهيم قَالَ كنت أرى مالك بن أنس يغير ثيابه يوم الجمعة حتى نعله.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ- بحضرة الدّارقطنيّ- حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أنبأنا عمرو بن سواد السرحي حدّثنا عبد الله بن وهب أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ» .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيُّ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَوَادٍ: هَذَا يُذْكَرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ فَاخْرُجْ إِلَى أَصْلِ كِتَابِهِ فَإِذَا فِيهِ كَمَّا حَدَّثَنَاهُ.
ثُمَّ حَدَّثَ من بعد مَجْلِسِهِ بِالْحَدِيثِ وَأَنَا حَاضِرٌ فَلَمَّا ذَكَرَهُ. قَالَ: وأخبرني بعض أصحابنا ممن نرجع إِلَى مَعْرِفَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يُذْكَرُ عِنْدَهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ عَلِيٍّ.
قَالَ الْبَاغَنْدِيُّ: فَكَتَبْتُ كَلامَهُ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عنى.
حَدَّثَنِي أحمد بن علي البادا من حفظه في المذاكرة قَالَ سمعت أبا بكر الأبهري يقول سمعت أبا بكر بن الباغنديّ يقول: أنا أجيب عن ثلاثمائة ألف مسألة في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الأبهري: وسمعت أبا العباس بن عقدة يقول: أحفظ ثلاثين ألف حديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل البيت.
قَالَ ابن البادا: فجئت إلى أبي الحسين بن المظفر فأخبرته بقول الأبهري فقال:
صدق. أنا سمعت هذا القول منهما جميعا.
سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يذكر: أن الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه ويهذّه مثل تلاوة القرآن السريع القراءة. قَالَ: وكان يقول: حَدَّثَنَا فلان قَالَ حَدَّثَنَا فلان وَحَدَّثَنَا فلان- وهو يحرك رأسه- حتى تسقط عمامته.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت عمر بن أَحْمَد الواعظ يَقُول: قام أبو بكر الباغندي ليصلى، فكبر ثم قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سليمان لوين! فسبحنا به.
فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد لله رب العالمين.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي بِصُورَ وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا. قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن شجاع أبو بكر بالأهواز قَالَ كنا عند إبراهيم بن موسى الحوزي ببغداد وكان عنده أبو بكر الباغندي ينتقى عليه، فقال له إبراهيم بن موسى: هو ذا تسخر بي، أنت أكثر حديثا مني وأعرف وأحفظ للحديث. فقال له: قد حبب إلى هذا الحديث، بحسبك إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم فلم أقل له ادع الله لي. وقلت له: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش؟ فقال لي: «منصور منصور»
. حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري. قَالَ سمعت عبدان الأهوازي وذكر أبا بكر الباغندي. فقال: لم يزل معروفا بالطلب، كان معنا عند هشام بن عمار ودحيم.
سمعتُ أَبَا الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس يقول: كان محمد بن محمد الباغندي مدلسا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي. يقول:
سألت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الحافظ عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية، ثم دخلت مصر وسألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئا، وكان للوزير الماضي- يعني أباه- حجرتان، إحداهما للباغندي يجيئه يوما ويقرأ له، والأخرى لليزيدي.
قَالَ أبو الفضل سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي كتب أبي بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر ابن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب مربع، والباقي محكوم، فرجع الباغندي ورأى الجزء في يدي فتغير وجهه، وسألته فقال: أيش هذا مربع، فغير ذلك ولم افطن له لأني أول ما كنت دخلت في كتب الحديث، ثم سألت عنه فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع. سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم وبقى مربع، فبرد على قلبي ولم أخرج عنه شيئا. قَالَ حمزة: وسالت أبا بكر بن عبدان عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي هل يدخل في الصحيح. فقال: لو خرجت الصحيح لم أدخله فيه، قيل له: لم؟ قَالَ: لأنه كان يخلط ويدلس. قَالَ:
وليس ممن كتبت عنه آثر عندي ولا أكثر حديثا منه إلا أنه شره. قَالَ: والباغندي أحفظ من ابن أبي داود.
قَالَ حمزة: وسالت الدارقطني عَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي. قَالَ:
كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وربما سرق. وَقَالَ: أشد ما سمعت فيه، من الوزير ابن حنزابة.
وَقَالَ حمزة: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن عبدان يَقُولُ سمعت أبا عمرو الراسبي يقول دخلت على الباغندي أنا وابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله فكتبنا منها ما كتبنا، ثم أخرج إلينا تخريجه، ثم قَالَ له ابن مظاهر: يا أبا بكر اقبل نصيحتي ادفع إلى تخريجك هذا أعرفه وأخرج لك [ما] تصير به أبو بكر بن أبي شيبة، قَالَ ابن الراسبي قَالَ لي ابن مظاهر. هذا رجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول حَدَّثَنَا ووجدت في كتبه مواضع، ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم يقول أخبرنا.
حدّثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبي حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي خيثمة- وذكر عنده أَبُو بكر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَارِثِ الباغندي- فقال: ثقة كثير الحديث لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه منطرح إليكم ولا تريدونه.
حدّثنا البرقاني. قال: سألت أبا بكر الإسماعيلي عن ابن الباغنديّ أبي بكر محمّد ابن محمد. فقال: لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا.
أو قَالَ كثير التصحيف ثم قَالَ: حكى لي عن سويد أنه كان يدلس.
قَالَ الإسماعيلي كأنه تعلم من سويد التدليس. قلت لم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: مات محمد بن محمد بن سليمان الباغندي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وهذا وهم.
والصواب ما حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر. وأنبأنا السّمسار أنبأنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع: أن أبا بكر الباغنديّ مات في سنة اثنتي عشرة [وثلاثمائة] قال ابن قانع: لأيام بقين [من ذي الحجة. وحَدَّثَنَا عبيد اللَّه] بْن عُمَر الواعظ عَنْ أَبِيهِ قال [توفي محمد بن محمد] بن سليمان الباغندي يوم السبت لعشرة بقين من [ذي الحجة سنة اثنتي عشرة] وثلاثمائة.
محمد بن القاسم بن محمد، أبو عبد الله الأزدي، يعرف بابن بنت كعب البزاز :
حدث عَنْ حميد بْن الربيع، والحسن بْن عرفة، وعلي بن حرب. وإبراهيم بن محمد العتيق . والهيثم بن سهل، وعلي بن الحسن الأنصاري. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن إسحاق القطيعيّ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة صالحا دينا.
أنبأنا أبو بكر البرقاني حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمّد الأزديّ ابن بنت كعب حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ- مِنْ وَلَدِ أبي أيّوب. حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سعيد عن أبي إسحاق عن الحارث بن عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «أَرْبَعَةٌ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ: إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ، وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَقَوْلُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ »
. قَالَ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ: لَمْ نَكْتُبْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمد ابن بنت كعب البزاز في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
حدث عَنْ حميد بْن الربيع، والحسن بْن عرفة، وعلي بن حرب. وإبراهيم بن محمد العتيق . والهيثم بن سهل، وعلي بن الحسن الأنصاري. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن إسحاق القطيعيّ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة صالحا دينا.
أنبأنا أبو بكر البرقاني حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمّد الأزديّ ابن بنت كعب حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ- مِنْ وَلَدِ أبي أيّوب. حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سعيد عن أبي إسحاق عن الحارث بن عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: «أَرْبَعَةٌ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ: إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ، وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَقَوْلُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ »
. قَالَ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ: لَمْ نَكْتُبْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ.
قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج: توفي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ محمد ابن بنت كعب البزاز في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسان بن سليم بن سعد ابن عبد الله بن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف ابن أسلم- وهو ثماله- بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن النضر بن الأزد بن الغوث، أبو العباس الأزدي ثم الثمالي، المعروف بالمبرد :
شيخ أهل النحو، وحافظ علم العربية، كان من أهل البصرة فسكن بغداد، وروى بها عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وغيرهما من الأدباء. وكان عالما فاضلا موثوقا به في الرواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار، كثير النوادر.
حدث عنه نفطويه النحوي، ومحمد بن أبي الأزهر، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو بكر الصولي، وأبو عبد الله الحكيمي، وأبو سهل بن زياد، وأبو علي الطوماري، وجماعة يتسع ذكرهم.
حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ قَالَ لي أبو العباس المبرد: كنت أناظر بين يدي جعفر بن القاسم فكان يقول: أراك عالما، أراك عالما، فكان هذا يحفظني، فلما رأى ذلك مني قَالَ: إن قولي لك أراك عالما ليس أنك عندي قبل اليوم على غير هذه الحال ثم انتقلت إليها، ولكن على قول الله تعالى: وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
[الانفطار 19] وإن كان الأمر اليوم ويومئذ لله.
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي البصري حدّثني أبي حَدَّثَنِي أبو علي الحسن بن سهل بن عبد الله الإيذجى حَدَّثَنِي أبو عبد الله المفجع قَالَ: كان المبرد لعظم حفظه اللغة واتساعه فيها، يتهم بالكذب، فتواضعنا على مسألة لا أصل لها نساله عنها لننظر كيف يجيب، وكنا قبل ذلك قد تمارينا في عروض بيت الشاعر:
أبا منذر افنيت فاستبق بعضنا
فقال بعضنا: هو من البحر الفلاني، وَقَالَ آخرون: هو من البحر الفلاني، فقطعناه وتردد على أفواهنا من تقطيعه ألق بعض، فقلت له: أنبئنا أيدك الله، ما القبعض عند العرب؟ فقال المبرد: القطن، يصدق ذلك قول أعرابي:
كأن سنامها حشى القبعضا
قَالَ فقلت لأصحابي: هو ذا ترون الجواب والشاهد، إن كان صحيحا فهو عجيب، وإن كان اختلق الجواب وعمل الشاهد في الحال فهو أعجب.
حدثنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز وحدّثنا سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد الله السيرافي قَالَ سمعت أبا بكر بْن مجاهد يقول: ما رأيت أحسن جوابا من المبرد في معاني القرآن فيما ليس فيه قول لمتقدم. قَالَ أبو سعيد وسمعته يقول: لقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب.
حدّثنا محمّد بن على بن يعقوب المعدّل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي بالكوفة.
قَالَ قَالَ أبو الحسن العروضي قَالَ لي أبو إسحاق الزجاج: لما قدم المبرد بغداد أتيته لأناظره، وكنت أقرأ على أبي العباس ثعلب، وأميل إلى قولهم- يعني الكوفيين- فعزمت على إعناته، فلما فاتحته ألجمني بالحجة وطالبني بالعلة، والزمني الزامات لم اهتد لها، فتبينت فضله، واسترجحت عقله، وجددت في ملازمته.
حدّثنا الحسن بن على الجوهري حدّثنا أحمد بن إبراهيم حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الأزهر. قَالَ: كان المبرد ينسب إلى الأزد فقال فيه أحمد بن عبد السلام الشّاعر:
أيا ابن سراة الأزد- أزد شنوءة ... وأزد العتيك الصدر- رهط المهلب
أولئك أبناء المنايا إذا غدوا ... إلى الحرب عدوا واحدا ألف مقنب
حموا حرم الإسلام بالبيض والقنا ... وهم ضرموا نار الوغى بالتلهب
وهم سبط أنصار النبي محمد ... على أعجمي الخلق والمتعرب
وأنت الذي لا يبلغ الناس وصفه ... وإن أطنب المداح مع كل مطنب
رأيتك والفتح بن خاقان راكبا ... وأنت عديل الفتح في كل موكب
وكان أمير المؤمنين إذا دنا ... إليك يطيل الفكر بعد التعجب
وأوتيت علما لا يحيط بكنهه ... علوم بني الدنيا ولا علم ثعلب
يئوب إليك الناس حتى كأنهم ... ببابك في أعلى منى والمحصّب
حدّثنا أبو بكر البرقاني حدّثنا محمّد بن العبّاس الخرّاز قَالَ أنشدنا مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان قَالَ أنشدني بعض أصدقائنا يمدح المبرد:
رأيت محمد بن يزيد يسمو ... إلى العلياء في جاه وقدر
جليس خلائق وغذى ملك ... واعلم من رأيت بكل أمر
وفتيانيه الظرفاء فيه ... وأبهة الكبير بغير كبر
وينثر إن أجال الفكر درا ... وينثر لؤلؤا من غير فكر
وقالوا ثعلب رجل عليم ... وأين النجم من شمس وبدر؟
وقالوا ثعلب يملي ويفتي ... وأين الثّعلبان من الهزبر؟
حدّثنا الجوهري قال حدثنا محمد بن العباس قَالَ أنشدنا محمد بن المرزبان لبعض أصحاب المبرد يمدحه:
بنفسي أنت يا ابن يزيد من ذا ... يساوى ثعلبا بك غير قين؟
إذا مازتكما العلماء يوما ... رأت شأويكما متفاوتين
تفسر كل مقفلة بحذق ... ويستر كل واضحة بغين
كأن الشمس ما تمليه شرحا ... وما يمليه همزة بين بين
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة القضاعي المصري حدّثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي حدّثنا على بن أحمد المهلّبى حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الروذبارى حَدَّثَنَا محمد بن عبد الملك التاريخي قَالَ: قَالَ بعض الفتيان في أبيات له يمدح أبا العباس:
وإذا يقال من الفتى كل الفتى ... والشيخ والكهل الكريم العنصر؟
والمستضاء بعلمه وبرأيه ... وبعقله؟ قلت ابن عبد الأكبر
حدّثنا الأزهرى حدّثنا على بن عمر الحافظ حَدَّثَنَا أبو علي إسماعيل بن محمد النحوي قَالَ سمعت أبا العباس المبرد يقول: هجاني عبد الصّمد المعدّل فقال:
سألنا عن ثمالة كل حي ... فقال القائلون ومن ثماله؟
فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهاله
أنبأنا محمّد بن على بن مخلد الورّاق حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثني محمّد بن يزيد النحوي.
أخبرنا عبيد بن أحمد بن عثمان الصيرفي حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر حَدَّثَنِي محمد بن يزيد قَالَ قَالَ لي المازني: يا أبا العباس بلغني أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى المخيس، وإلى موضع المجانين والمعالجين فما معناك في ذلك؟ قَالَ فقلت: إن فيهم طرائف من ... من الأقسام فقال: خبرني ما
[لقيت من طرفهم] فقلت: دخلت يوما إلى مستقرهم، فرأيت مراتبهم على مقدار بليتهم، وإذا قوم قيام قد شدت أيديهم إلى الحيطان بالسلاسل، ونقبت من البيوت التي هم بها إلى غيرها مما يجاورها، لأن علاج أمثالهم أن يقوموا الليل والنهار لا يقعدون ولا يضطجعون، ومنهم من يجلب على رأسه ويدهن أوراده، ومنهم من ينهل ويعل بالدواء حسبما يحتاجون إليه، فدخلت مع ابن أبي خميصة وكان المتقلد للنفقة عليهم، ولتفقد أحوالهم، فنظروا إليه وأنا معه فأمسكوا عما كانوا عليه، فمررت على شيخ منهم تلوح صلعته، وتبرق للدهن جبهته، وهو جالس على حصير نظيف ووجهه إلى القبلة كأنه يريد الصلاة، فجاوزته إلى غيره فناداني: سبحان الله- أين السلام، من المجنون؟ ترى أنا أو أنت؟ فاستحييت منه، وقلت: السلام عليكم.
فقال: لو كنت ابتدات لأوجبت علينا حسن الرد عليك، على أنا نصرف سوء أدبك إلى أحسن جهاته من العذر، لأنه كان يقال: إن للداخل على القوم دهشة، اجلس أعزك الله عندنا، وأومأ إلى موضع من حصير ينفضه كأنه يوسع لي، فعزمت على الدنو منه فناداني ابن أبي خميصة: إياك إياك، فأحجمت عن ذلك ووقفت ناحية أستجلب مخاطبته، وأرصد الفائدة منه: ثم قَالَ وقد رأى معي محبرة يا هذا أرى آلة رجلين، أرجو أن لا تكون أحدهما، أتجالس أصحاب الحديث الأغثاء، أم الأدباء أصحاب النحو والشعر؟ قلت: الأدباء، قَالَ: أتعرف أبا عثمان المازني؟ قلت نعم- معرفة ثابتة، قَالَ فتعرف الذي يقول فيه:
وفتى من مازن ... ساد أهل البصرة
أمه معرفة ... وأبوه نكرة
قلت: لا أعرفه. قَالَ فتعرف غلاما له قد نبغ في هذا العصر معه ذهن وله حفظ، قد برز في النحو، وجلس في مجلس صاحبه وشاركه فيه يعرف بالمبرد؟ قلت أنا والله عين الخبير به، قَالَ: فهل أنشدك شيئا من عبثات شعره؟ قلت: لا أحسبه يحسن قول الشعر، قَالَ: يا سبحان الله أليس هو الذي يقول:
حبذا ماء العناقي ... د بريق الغانيات
بهما ينبت لحمي ... ودمي أي نبات
أيها الطالب أشهى ... من لذيذ الشهوات
كل بماء المزن تفا ... ح الخدود النّاعمات
قلت قد سمعته ينشد هذا في مجالس الأنس، قَالَ يا سبحان الله. ويستحي أن ينشد مثل هذا حول الكعبة؟ ما تسمع الناس يقولون في نسبه؟ قلت: يقولون هو من الأزد [أزد] شنوءة ثم ثماله، قَالَ قاتله الله ما أبعد غوره، أتعرف قوله:
سألنا عن ثمالة كل حي ... فقال القائلون ومن ثماله
فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهالة
فقال لي المبرد خل قومي ... فقومي معشر فيهم نذالة
قلت: اعرف هذه الأبيات لعبد الصمد بن المعدّل يقولها فيه. قَالَ: كذب والله كل من ادعى هذه غيره، هذه كلام رجل لا نسب له يريد أن يثبت له بهذا الشعر نسبا- قلت: أنت أعلم. قَالَ لي: يا هذا قد علمت بخفه روحك على قلبي وتمكنت بفصاحتك من استحساني، وقد أخرت ما كان يجب أن أقدمه: الكنية أصلحك الله؟
قلت: أبو العباس. قَالَ: فالاسم؟ قلت: محمد، قَالَ: فالأب؟ قلت: يزيد. قَالَ:
قبحك الله أحوجتني إلى الاعتذار إليك مما قدمت ذكره، ثم وثب باسطا إلى يده لمصافحتي، فرأيت القيد في رجله قد شد إلى خشبه في الأرض فأمنت عند ذلك غائلته. فقال لي: يا أبا العباس صن نفسك عن الدخول إلى هذه المواضع فليس يتهيأ لك في كل وقت أن تصادف مثلي في هذه الحال الجميلة، أنت المبرد، وجعل يصفق، وانقلبت عيناه، وتغيرت خلقته فبادرت مسرعا خوفا من أن تبدر منه بادره، وقبلت والله قوله، فلم أعاود الدخول إلى مخيس ولا غيره.
حدّثنا محمّد بن وشاح بن عبد الله حدّثنا عبد الصّمد بن أحمد بن حنش الخولاني حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد القطّان حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد قَالَ: سألت بشر بن سعد المرثدي حاجة، فتأخرت، فكتبت إليه:
وقاك الله من إخلاف وعد ... وهضم أخوة أو نقض عهد
فأنت المرتجى أدبا ورأيا ... وبيتك في الرواية من معد
وتجمعنا أواصر لازمات ... سداد الأسر من حسب وود
إذا لم تأت حاجاتي سراعا ... فقد ضمنتها بشر بن سعد
فأي الناس آمله لبر؟ ... وأرجوه لحلّ أو لعقد
أنبأنا البرقاني أنبأنا محمد بن العباس قَالَ أنشدنا عبيد الله بن أحمد بن طاهر قَالَ أنشدني أبي لنفسه في المبرد:
ويوم كحر الشوق في الصّدر والحشا ... على أنّه منه أحرّ وأومد
ظللت به عند المبرد ثاويا ... فما زلت في ألفاظه أتبرّد
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جعفر الأخرم حدّثنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري قَالَ: سمعت أبا الفضل بن طومار يقول: كنت عند محمّد بن نصر ابن بسام، فدخل عليه حاجبه فأعطاه رقعه وثلاثة دفاتر كبارا، فقرأ الرقعة فإذا المبرد قد أهدى إليه كتاب الروضة، وكان ابنه على حاضرا قَالَ فرمى بالجزء الأول- يعني إليه- وَقَالَ له: انظر يا بني، هذه أهداها إلينا أبو العباس المبرد، فأخذ ينظر فيه وكان بين يديه دواة، فشغل أبو جعفر يحدثنا، فأخذ على الدواة ووقع على ظهر الجزء شيئا وتركه، فلما انصرف.
قَالَ أبو جعفر: أروني أي شيء قد وقع هذا المشئوم؟ فإذا هو:
لو برا الله المبرد ... من جحيم يتوقد
كان في الروضة حقا ... من جميع الناس أبرد
أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازى أنبأنا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعيد السكرى قَالَ: حكى لنا أبو العباس بن عمار أن محمد بن يزيد النحوي المبرد صحف في كتاب الروضة في قوله: حبيب بن خدرة: فقال، جدرة، وفي ربعي بن حراش فقال خراش، فقال بعض الشعراء يهجوه:
غير أن الفتى كما زعم النّا ... س دعي مصحف كذاب
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني حدّثنا عبد الله ابن محمد بن أبي سعيد قَالَ: أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لنفسه:
كثرت في المبرد الآداب ... واستقلت في عقله الألباب
غير أن الفتى كما زعم النا ... س دعى مصحف كذاب
حدّثنا على بن أيّوب القمي حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: كُنَّا يومًا عِنْدَ أبي العباس المبرد، فجاءه رجل فسلم عليه واستحفى نفسه في لقائه، فأنشد أبو العباس:
إن الزمان وإن شطت مذاهبه ... مني ومنك فإن القلب مقترب
لن ينقص النأي ودي ما حييت لكم ... ولا يميل به جد ولا لعب
حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عُمَر اليمني- بمصر- قَالَ: أنشدنا أحمد بن مروان المالكي قال أنشدنى بعض أصحابنا لثعلب في المبرد حين مات:
مات المبرد وانقضت أيامه ... وسينقضي بعد المبرد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقى نصفه فسيخرب
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو العباس محمد بن يزيد الأزدي الثمالي المعروف بالمبرد- وكان في العلم بنحو البصريين فردا- في سنة خمس وثمانين ومائتين.
حدّثنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع قَالَ: ومات محمد بن يزيد بن عبد الأكبر- أبو العباس النحوي المعروف بالمبرد- في شوال سنة خمس وثمانين.
وَقَالَ ابن المنادي: سمعنا منه أحاديث في تضاعيف أول كتاب معاني القرآن.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة عشر ومائتين.
شيخ أهل النحو، وحافظ علم العربية، كان من أهل البصرة فسكن بغداد، وروى بها عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وغيرهما من الأدباء. وكان عالما فاضلا موثوقا به في الرواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار، كثير النوادر.
حدث عنه نفطويه النحوي، ومحمد بن أبي الأزهر، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو بكر الصولي، وأبو عبد الله الحكيمي، وأبو سهل بن زياد، وأبو علي الطوماري، وجماعة يتسع ذكرهم.
حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ قَالَ لي أبو العباس المبرد: كنت أناظر بين يدي جعفر بن القاسم فكان يقول: أراك عالما، أراك عالما، فكان هذا يحفظني، فلما رأى ذلك مني قَالَ: إن قولي لك أراك عالما ليس أنك عندي قبل اليوم على غير هذه الحال ثم انتقلت إليها، ولكن على قول الله تعالى: وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
[الانفطار 19] وإن كان الأمر اليوم ويومئذ لله.
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي البصري حدّثني أبي حَدَّثَنِي أبو علي الحسن بن سهل بن عبد الله الإيذجى حَدَّثَنِي أبو عبد الله المفجع قَالَ: كان المبرد لعظم حفظه اللغة واتساعه فيها، يتهم بالكذب، فتواضعنا على مسألة لا أصل لها نساله عنها لننظر كيف يجيب، وكنا قبل ذلك قد تمارينا في عروض بيت الشاعر:
أبا منذر افنيت فاستبق بعضنا
فقال بعضنا: هو من البحر الفلاني، وَقَالَ آخرون: هو من البحر الفلاني، فقطعناه وتردد على أفواهنا من تقطيعه ألق بعض، فقلت له: أنبئنا أيدك الله، ما القبعض عند العرب؟ فقال المبرد: القطن، يصدق ذلك قول أعرابي:
كأن سنامها حشى القبعضا
قَالَ فقلت لأصحابي: هو ذا ترون الجواب والشاهد، إن كان صحيحا فهو عجيب، وإن كان اختلق الجواب وعمل الشاهد في الحال فهو أعجب.
حدثنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز وحدّثنا سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد الله السيرافي قَالَ سمعت أبا بكر بْن مجاهد يقول: ما رأيت أحسن جوابا من المبرد في معاني القرآن فيما ليس فيه قول لمتقدم. قَالَ أبو سعيد وسمعته يقول: لقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب.
حدّثنا محمّد بن على بن يعقوب المعدّل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي بالكوفة.
قَالَ قَالَ أبو الحسن العروضي قَالَ لي أبو إسحاق الزجاج: لما قدم المبرد بغداد أتيته لأناظره، وكنت أقرأ على أبي العباس ثعلب، وأميل إلى قولهم- يعني الكوفيين- فعزمت على إعناته، فلما فاتحته ألجمني بالحجة وطالبني بالعلة، والزمني الزامات لم اهتد لها، فتبينت فضله، واسترجحت عقله، وجددت في ملازمته.
حدّثنا الحسن بن على الجوهري حدّثنا أحمد بن إبراهيم حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الأزهر. قَالَ: كان المبرد ينسب إلى الأزد فقال فيه أحمد بن عبد السلام الشّاعر:
أيا ابن سراة الأزد- أزد شنوءة ... وأزد العتيك الصدر- رهط المهلب
أولئك أبناء المنايا إذا غدوا ... إلى الحرب عدوا واحدا ألف مقنب
حموا حرم الإسلام بالبيض والقنا ... وهم ضرموا نار الوغى بالتلهب
وهم سبط أنصار النبي محمد ... على أعجمي الخلق والمتعرب
وأنت الذي لا يبلغ الناس وصفه ... وإن أطنب المداح مع كل مطنب
رأيتك والفتح بن خاقان راكبا ... وأنت عديل الفتح في كل موكب
وكان أمير المؤمنين إذا دنا ... إليك يطيل الفكر بعد التعجب
وأوتيت علما لا يحيط بكنهه ... علوم بني الدنيا ولا علم ثعلب
يئوب إليك الناس حتى كأنهم ... ببابك في أعلى منى والمحصّب
حدّثنا أبو بكر البرقاني حدّثنا محمّد بن العبّاس الخرّاز قَالَ أنشدنا مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان قَالَ أنشدني بعض أصدقائنا يمدح المبرد:
رأيت محمد بن يزيد يسمو ... إلى العلياء في جاه وقدر
جليس خلائق وغذى ملك ... واعلم من رأيت بكل أمر
وفتيانيه الظرفاء فيه ... وأبهة الكبير بغير كبر
وينثر إن أجال الفكر درا ... وينثر لؤلؤا من غير فكر
وقالوا ثعلب رجل عليم ... وأين النجم من شمس وبدر؟
وقالوا ثعلب يملي ويفتي ... وأين الثّعلبان من الهزبر؟
حدّثنا الجوهري قال حدثنا محمد بن العباس قَالَ أنشدنا محمد بن المرزبان لبعض أصحاب المبرد يمدحه:
بنفسي أنت يا ابن يزيد من ذا ... يساوى ثعلبا بك غير قين؟
إذا مازتكما العلماء يوما ... رأت شأويكما متفاوتين
تفسر كل مقفلة بحذق ... ويستر كل واضحة بغين
كأن الشمس ما تمليه شرحا ... وما يمليه همزة بين بين
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سلامة القضاعي المصري حدّثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي حدّثنا على بن أحمد المهلّبى حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الروذبارى حَدَّثَنَا محمد بن عبد الملك التاريخي قَالَ: قَالَ بعض الفتيان في أبيات له يمدح أبا العباس:
وإذا يقال من الفتى كل الفتى ... والشيخ والكهل الكريم العنصر؟
والمستضاء بعلمه وبرأيه ... وبعقله؟ قلت ابن عبد الأكبر
حدّثنا الأزهرى حدّثنا على بن عمر الحافظ حَدَّثَنَا أبو علي إسماعيل بن محمد النحوي قَالَ سمعت أبا العباس المبرد يقول: هجاني عبد الصّمد المعدّل فقال:
سألنا عن ثمالة كل حي ... فقال القائلون ومن ثماله؟
فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهاله
أنبأنا محمّد بن على بن مخلد الورّاق حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثني محمّد بن يزيد النحوي.
أخبرنا عبيد بن أحمد بن عثمان الصيرفي حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر حَدَّثَنِي محمد بن يزيد قَالَ قَالَ لي المازني: يا أبا العباس بلغني أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى المخيس، وإلى موضع المجانين والمعالجين فما معناك في ذلك؟ قَالَ فقلت: إن فيهم طرائف من ... من الأقسام فقال: خبرني ما
[لقيت من طرفهم] فقلت: دخلت يوما إلى مستقرهم، فرأيت مراتبهم على مقدار بليتهم، وإذا قوم قيام قد شدت أيديهم إلى الحيطان بالسلاسل، ونقبت من البيوت التي هم بها إلى غيرها مما يجاورها، لأن علاج أمثالهم أن يقوموا الليل والنهار لا يقعدون ولا يضطجعون، ومنهم من يجلب على رأسه ويدهن أوراده، ومنهم من ينهل ويعل بالدواء حسبما يحتاجون إليه، فدخلت مع ابن أبي خميصة وكان المتقلد للنفقة عليهم، ولتفقد أحوالهم، فنظروا إليه وأنا معه فأمسكوا عما كانوا عليه، فمررت على شيخ منهم تلوح صلعته، وتبرق للدهن جبهته، وهو جالس على حصير نظيف ووجهه إلى القبلة كأنه يريد الصلاة، فجاوزته إلى غيره فناداني: سبحان الله- أين السلام، من المجنون؟ ترى أنا أو أنت؟ فاستحييت منه، وقلت: السلام عليكم.
فقال: لو كنت ابتدات لأوجبت علينا حسن الرد عليك، على أنا نصرف سوء أدبك إلى أحسن جهاته من العذر، لأنه كان يقال: إن للداخل على القوم دهشة، اجلس أعزك الله عندنا، وأومأ إلى موضع من حصير ينفضه كأنه يوسع لي، فعزمت على الدنو منه فناداني ابن أبي خميصة: إياك إياك، فأحجمت عن ذلك ووقفت ناحية أستجلب مخاطبته، وأرصد الفائدة منه: ثم قَالَ وقد رأى معي محبرة يا هذا أرى آلة رجلين، أرجو أن لا تكون أحدهما، أتجالس أصحاب الحديث الأغثاء، أم الأدباء أصحاب النحو والشعر؟ قلت: الأدباء، قَالَ: أتعرف أبا عثمان المازني؟ قلت نعم- معرفة ثابتة، قَالَ فتعرف الذي يقول فيه:
وفتى من مازن ... ساد أهل البصرة
أمه معرفة ... وأبوه نكرة
قلت: لا أعرفه. قَالَ فتعرف غلاما له قد نبغ في هذا العصر معه ذهن وله حفظ، قد برز في النحو، وجلس في مجلس صاحبه وشاركه فيه يعرف بالمبرد؟ قلت أنا والله عين الخبير به، قَالَ: فهل أنشدك شيئا من عبثات شعره؟ قلت: لا أحسبه يحسن قول الشعر، قَالَ: يا سبحان الله أليس هو الذي يقول:
حبذا ماء العناقي ... د بريق الغانيات
بهما ينبت لحمي ... ودمي أي نبات
أيها الطالب أشهى ... من لذيذ الشهوات
كل بماء المزن تفا ... ح الخدود النّاعمات
قلت قد سمعته ينشد هذا في مجالس الأنس، قَالَ يا سبحان الله. ويستحي أن ينشد مثل هذا حول الكعبة؟ ما تسمع الناس يقولون في نسبه؟ قلت: يقولون هو من الأزد [أزد] شنوءة ثم ثماله، قَالَ قاتله الله ما أبعد غوره، أتعرف قوله:
سألنا عن ثمالة كل حي ... فقال القائلون ومن ثماله
فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهالة
فقال لي المبرد خل قومي ... فقومي معشر فيهم نذالة
قلت: اعرف هذه الأبيات لعبد الصمد بن المعدّل يقولها فيه. قَالَ: كذب والله كل من ادعى هذه غيره، هذه كلام رجل لا نسب له يريد أن يثبت له بهذا الشعر نسبا- قلت: أنت أعلم. قَالَ لي: يا هذا قد علمت بخفه روحك على قلبي وتمكنت بفصاحتك من استحساني، وقد أخرت ما كان يجب أن أقدمه: الكنية أصلحك الله؟
قلت: أبو العباس. قَالَ: فالاسم؟ قلت: محمد، قَالَ: فالأب؟ قلت: يزيد. قَالَ:
قبحك الله أحوجتني إلى الاعتذار إليك مما قدمت ذكره، ثم وثب باسطا إلى يده لمصافحتي، فرأيت القيد في رجله قد شد إلى خشبه في الأرض فأمنت عند ذلك غائلته. فقال لي: يا أبا العباس صن نفسك عن الدخول إلى هذه المواضع فليس يتهيأ لك في كل وقت أن تصادف مثلي في هذه الحال الجميلة، أنت المبرد، وجعل يصفق، وانقلبت عيناه، وتغيرت خلقته فبادرت مسرعا خوفا من أن تبدر منه بادره، وقبلت والله قوله، فلم أعاود الدخول إلى مخيس ولا غيره.
حدّثنا محمّد بن وشاح بن عبد الله حدّثنا عبد الصّمد بن أحمد بن حنش الخولاني حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد القطّان حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد قَالَ: سألت بشر بن سعد المرثدي حاجة، فتأخرت، فكتبت إليه:
وقاك الله من إخلاف وعد ... وهضم أخوة أو نقض عهد
فأنت المرتجى أدبا ورأيا ... وبيتك في الرواية من معد
وتجمعنا أواصر لازمات ... سداد الأسر من حسب وود
إذا لم تأت حاجاتي سراعا ... فقد ضمنتها بشر بن سعد
فأي الناس آمله لبر؟ ... وأرجوه لحلّ أو لعقد
أنبأنا البرقاني أنبأنا محمد بن العباس قَالَ أنشدنا عبيد الله بن أحمد بن طاهر قَالَ أنشدني أبي لنفسه في المبرد:
ويوم كحر الشوق في الصّدر والحشا ... على أنّه منه أحرّ وأومد
ظللت به عند المبرد ثاويا ... فما زلت في ألفاظه أتبرّد
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جعفر الأخرم حدّثنا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري قَالَ: سمعت أبا الفضل بن طومار يقول: كنت عند محمّد بن نصر ابن بسام، فدخل عليه حاجبه فأعطاه رقعه وثلاثة دفاتر كبارا، فقرأ الرقعة فإذا المبرد قد أهدى إليه كتاب الروضة، وكان ابنه على حاضرا قَالَ فرمى بالجزء الأول- يعني إليه- وَقَالَ له: انظر يا بني، هذه أهداها إلينا أبو العباس المبرد، فأخذ ينظر فيه وكان بين يديه دواة، فشغل أبو جعفر يحدثنا، فأخذ على الدواة ووقع على ظهر الجزء شيئا وتركه، فلما انصرف.
قَالَ أبو جعفر: أروني أي شيء قد وقع هذا المشئوم؟ فإذا هو:
لو برا الله المبرد ... من جحيم يتوقد
كان في الروضة حقا ... من جميع الناس أبرد
أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازى أنبأنا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعيد السكرى قَالَ: حكى لنا أبو العباس بن عمار أن محمد بن يزيد النحوي المبرد صحف في كتاب الروضة في قوله: حبيب بن خدرة: فقال، جدرة، وفي ربعي بن حراش فقال خراش، فقال بعض الشعراء يهجوه:
غير أن الفتى كما زعم النّا ... س دعي مصحف كذاب
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني حدّثنا عبد الله ابن محمد بن أبي سعيد قَالَ: أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لنفسه:
كثرت في المبرد الآداب ... واستقلت في عقله الألباب
غير أن الفتى كما زعم النا ... س دعى مصحف كذاب
حدّثنا على بن أيّوب القمي حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: كُنَّا يومًا عِنْدَ أبي العباس المبرد، فجاءه رجل فسلم عليه واستحفى نفسه في لقائه، فأنشد أبو العباس:
إن الزمان وإن شطت مذاهبه ... مني ومنك فإن القلب مقترب
لن ينقص النأي ودي ما حييت لكم ... ولا يميل به جد ولا لعب
حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عُمَر اليمني- بمصر- قَالَ: أنشدنا أحمد بن مروان المالكي قال أنشدنى بعض أصحابنا لثعلب في المبرد حين مات:
مات المبرد وانقضت أيامه ... وسينقضي بعد المبرد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقى نصفه فسيخرب
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو العباس محمد بن يزيد الأزدي الثمالي المعروف بالمبرد- وكان في العلم بنحو البصريين فردا- في سنة خمس وثمانين ومائتين.
حدّثنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع قَالَ: ومات محمد بن يزيد بن عبد الأكبر- أبو العباس النحوي المعروف بالمبرد- في شوال سنة خمس وثمانين.
وَقَالَ ابن المنادي: سمعنا منه أحاديث في تضاعيف أول كتاب معاني القرآن.
قُلْتُ: وبلغني أن مولده كَانَ فِي سنة عشر ومائتين.
مُحَمَّدُ بْنُ حَفْص بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن صهبان، أبو بكر الأزدي المعروف والده بأبي عمر الدوري المقرئ:
وهو أخو أبي جعفر. سمع أسود بْن عامر شاذان، وأحمد بْن إِسْحَاق الحضرمي، ومحمد بْن مصعب القرقساني، وَأَبَا نعيم الْفَضْل بن دكين، وحجاج بن محمد، والحكم بن مُوسَى، ويحيى بن أَيُّوبَ العابد، ويحيى بن أبي بكير، وأبا عبيد القاسم ابن سلام. روى عنه جماعة: منهم عبد الله بن إسحاق المدائني، وحاجب بن أركين الفرغاني، ومحمد بن مخلد الدوري، وسماه صاحب حاجب بن أركين: أحمد. ونحن نذكره بعد في باب أحمد، أن شاء اللَّه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الدُّورِيُّ قَالَ نبأنا أحمد بن إسحاق قال نبأنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ بَيَانٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْبُزَاقُ في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها »
. قال الشيخ أبو بكر: كذا رواه محمد بن أبي عمر الدوري قَالَ فيه عن بيان عن أنس، وهو وهم، إنما رواه أبو عوانة عن قتادة عن أنس؛ ولا نعلم روى هذا الحديث عن أحمد بن إسحاق إلا محمد بن حفص.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة تسع وخمسين ومائتين فيها مات أبو بكر محمد بن أبي عمر الضرير المقرئ.
وهو أخو أبي جعفر. سمع أسود بْن عامر شاذان، وأحمد بْن إِسْحَاق الحضرمي، ومحمد بْن مصعب القرقساني، وَأَبَا نعيم الْفَضْل بن دكين، وحجاج بن محمد، والحكم بن مُوسَى، ويحيى بن أَيُّوبَ العابد، ويحيى بن أبي بكير، وأبا عبيد القاسم ابن سلام. روى عنه جماعة: منهم عبد الله بن إسحاق المدائني، وحاجب بن أركين الفرغاني، ومحمد بن مخلد الدوري، وسماه صاحب حاجب بن أركين: أحمد. ونحن نذكره بعد في باب أحمد، أن شاء اللَّه.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الدُّورِيُّ قَالَ نبأنا أحمد بن إسحاق قال نبأنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ بَيَانٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْبُزَاقُ في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها »
. قال الشيخ أبو بكر: كذا رواه محمد بن أبي عمر الدوري قَالَ فيه عن بيان عن أنس، وهو وهم، إنما رواه أبو عوانة عن قتادة عن أنس؛ ولا نعلم روى هذا الحديث عن أحمد بن إسحاق إلا محمد بن حفص.
قرأت فِي كتاب مُحَمَّد بن مخلد بخطه: سنة تسع وخمسين ومائتين فيها مات أبو بكر محمد بن أبي عمر الضرير المقرئ.
محمد بن محمد بن يحيى بن سليمان، أبو بكر الأزدي المقرئ :
بصري الأصل يعرف بابن وزير الرشيد. حدث عن بسطام بن الفضل أخي عارم، ومحمد بن معمر النجراني. روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا علي بن يعقوب القاضي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الأَزْدِيُّ المقرئ حدّثنا محمّد بن معمر النجراني حدّثنا حميد بن حمّاد بن خوار حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ؟ قَالَ: «مَنْ إِذَا قَرَأَ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»
. تفرد بروايته ابن خوار وخالفه إسماعيل بن عمر عن مسعر عن عبد الكريم عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم.
بصري الأصل يعرف بابن وزير الرشيد. حدث عن بسطام بن الفضل أخي عارم، ومحمد بن معمر النجراني. روى عنه عَلِيّ بْن عُمَر السكري.
أَخْبَرَنَا علي بن يعقوب القاضي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الأَزْدِيُّ المقرئ حدّثنا محمّد بن معمر النجراني حدّثنا حميد بن حمّاد بن خوار حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ؟ قَالَ: «مَنْ إِذَا قَرَأَ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»
. تفرد بروايته ابن خوار وخالفه إسماعيل بن عمر عن مسعر عن عبد الكريم عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم.
محمد بن عبد الرحيم بن أَحْمَد بن إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سعيد بن مازن بن عمرو، أبو بكر الأزدي المازني الكاتب :
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، وإسماعيل بن العبّاس الوزان، وعبيد الله بن أحمد بن بكر التميمي، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري. حَدَّثَنَا عنه ابنه علي، والحسن بن محمد الخلال، وعمر بن إبراهيم الفقيه، وعلي بن المحسن التنوخي.
وَقَالَ لي الخلال: مات أبو بكر المازني في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: توفِي أَبُو بكر المازني مستهل شهر ربيع الأخر من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبيد
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطوسي، وإسماعيل بن العبّاس الوزان، وعبيد الله بن أحمد بن بكر التميمي، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري. حَدَّثَنَا عنه ابنه علي، والحسن بن محمد الخلال، وعمر بن إبراهيم الفقيه، وعلي بن المحسن التنوخي.
وَقَالَ لي الخلال: مات أبو بكر المازني في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: توفِي أَبُو بكر المازني مستهل شهر ربيع الأخر من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبيد
مُحَمَّدُ بْنُ حَفْص بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن صهبان، أبو جعفر الأزدي المعروف والده بأبي عمر الدوري المقرئ:
سمع أباه، وقبيصة بن عقبة، وأبا بكر بن أبي شيبة، وَيحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وَأحمد بْن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو العباس بن واصل المقرئ. وحدث عنه أبوه أحاديث كثيرة في كتاب «قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وقد أوردناها في كتاب «رواية الآباء عن الأبناء» .
سمع أباه، وقبيصة بن عقبة، وأبا بكر بن أبي شيبة، وَيحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وَأحمد بْن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو العباس بن واصل المقرئ. وحدث عنه أبوه أحاديث كثيرة في كتاب «قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وقد أوردناها في كتاب «رواية الآباء عن الأبناء» .
مُحَمَّد بْن عباد بْن عباد بْن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة، الأزدي البصري، واسم أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبيح بن كندي بن عمرو بن عدي ابن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأزد بن عمران بن عمرو، المعروف بمزيقيا :
كان محمد يتولى الصلاة والإمارة بالبصرة؛ وقدم بغداد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ، وعن صالح المري، وهشيم بن بشير. روى عنه ابن القاسم، وإبراهيم الحربي، وأبو العباس الكديمي، وأبو العبّاس محمد بن القاسم، وأبو قلابة الرقاشي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أيّوب سليمان ابن إسحاق بن الخليل الْجَلابُ. قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاق الحربي: قدم علينا محمد بن عباد المهلبي فذهبنا إليه يوما فسمعنا منه كل شيء نريد، ولم يكن بصيرا بالحديث، حَدَّثَنَا بحديث فقال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بهرة وغلط. إنما التزقت الباء بالقاف ولم يكن بصيرا بالحديث. وحدث بحديث عن عبد الرحمن بن جابر. فقال: عبد الرحمن بن حدير. فقيل له: هذا عبد الرحمن بن جابر. فكان يقول عن ابن جدير، وإنما كان ألف الذي في جابر قصيرة كأنها دال فقال جدير.
قلت: وكان محمد بن عباد سخيا كريما.
أَخْبَرَنَا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنَا يزيد بن محمد بن المهلب قَالَ: سمعت أبي يقول: كتب منصور بن المهدي إلى محمد بن عباد يشكو دينا، وضيق ذات يد، وجفوة سلطانه، فبعث إليه بعشرة آلاف دينار.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قال المأمون
لمحمد بن عباد: أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال. فقال محمد: منع الموجود، سوء ظن بالمعبود. فقال له المأمون: لو شئت أبقيت على نفسك، فإن هذا المال الذي تنفقه ما أبعد رجوعه إليك. قَالَ: يا أمير المؤمنين موّله مولى غني لا يفتقر.
قَالَ: فاستحسن المأمون ذلك منه وَقَالَ للناس: من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمد بن عباد. فجاءت الأموال إليه من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم واحد. وَقَالَ: إن الكريم لا تحنكه التجارب.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي المحتسب، حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا أبو بكر ابن الأنباريّ، حَدَّثَنِي أبي عن المغيرة بن محمد وغيره. قَالَ: قَالَ المأمون لمحمد بن عباد المهلبي: أبا محمد بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أدخل دار ضيافتك قبل أن يتصرف في حاجاته، فكيف تسع هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين منع الموجود سوء ظن بالمعبود. فاستحسنه منه وأوصل إليه المأمون ما مبلغه ستة آلاف ألف درهم. ومات وعليه خمسون ألف دينار دينا، قَالَ: وَقَالَ المأمون لمحمد: يا محمد ما أكثر الطاعنين على أبي المهلب! فقال له: يا أمير المؤمنين هم كما قال الشّاعر:
إن الغرانيق تلقاها محسدة ... ولا ترى للئام الناس حسادا
قَالَ أبي: قَالَ المغيرة: وهذا البيت من شعر مدح به عمر بن لحاء يزيد بن المهلب وأوله:
إن المهلب قوم إن نسبتهم ... كانوا الأكارم آباء وأجدادا
كم حاسد لهم بغيا لفضلهم ... وما دنا من مساعيهم ولا كادا
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي إبراهيم بن عبد الرحمن. قَالَ: لما احتضر محمّد بن عباد دخل عليه نفر من قومه كانوا يحسدونه، فلما خرجوا قَالَ متمثلا:
تمنى رجال أن أموت فإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فما عيش من يبغي خلافي بضائري ... وما موت من يمضى أمامي بمخلدى
فقل للذي يبغى خلاف الذي مضى ... تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
أخبرنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا محمد بن زكريا الغلابي قَالَ: قيل للعتبي:
مات محمّد بن عبّاد المهلّبي بالبصرة. [فقال: نحن متنا بفقده، وهو حي بمجده. مات بالبصرة سنة أربع عشرة ومائتين] .
كان محمد يتولى الصلاة والإمارة بالبصرة؛ وقدم بغداد وحدث بها عَنْ أَبِيهِ، وعن صالح المري، وهشيم بن بشير. روى عنه ابن القاسم، وإبراهيم الحربي، وأبو العباس الكديمي، وأبو العبّاس محمد بن القاسم، وأبو قلابة الرقاشي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أيّوب سليمان ابن إسحاق بن الخليل الْجَلابُ. قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاق الحربي: قدم علينا محمد بن عباد المهلبي فذهبنا إليه يوما فسمعنا منه كل شيء نريد، ولم يكن بصيرا بالحديث، حَدَّثَنَا بحديث فقال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بهرة وغلط. إنما التزقت الباء بالقاف ولم يكن بصيرا بالحديث. وحدث بحديث عن عبد الرحمن بن جابر. فقال: عبد الرحمن بن حدير. فقيل له: هذا عبد الرحمن بن جابر. فكان يقول عن ابن جدير، وإنما كان ألف الذي في جابر قصيرة كأنها دال فقال جدير.
قلت: وكان محمد بن عباد سخيا كريما.
أَخْبَرَنَا سلامة بن الحسين المقرئ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنَا يزيد بن محمد بن المهلب قَالَ: سمعت أبي يقول: كتب منصور بن المهدي إلى محمد بن عباد يشكو دينا، وضيق ذات يد، وجفوة سلطانه، فبعث إليه بعشرة آلاف دينار.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قال المأمون
لمحمد بن عباد: أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال. فقال محمد: منع الموجود، سوء ظن بالمعبود. فقال له المأمون: لو شئت أبقيت على نفسك، فإن هذا المال الذي تنفقه ما أبعد رجوعه إليك. قَالَ: يا أمير المؤمنين موّله مولى غني لا يفتقر.
قَالَ: فاستحسن المأمون ذلك منه وَقَالَ للناس: من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمد بن عباد. فجاءت الأموال إليه من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم واحد. وَقَالَ: إن الكريم لا تحنكه التجارب.
أَخْبَرَنِي أحمد بن علي المحتسب، حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، حدّثنا أبو بكر ابن الأنباريّ، حَدَّثَنِي أبي عن المغيرة بن محمد وغيره. قَالَ: قَالَ المأمون لمحمد بن عباد المهلبي: أبا محمد بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أدخل دار ضيافتك قبل أن يتصرف في حاجاته، فكيف تسع هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين منع الموجود سوء ظن بالمعبود. فاستحسنه منه وأوصل إليه المأمون ما مبلغه ستة آلاف ألف درهم. ومات وعليه خمسون ألف دينار دينا، قَالَ: وَقَالَ المأمون لمحمد: يا محمد ما أكثر الطاعنين على أبي المهلب! فقال له: يا أمير المؤمنين هم كما قال الشّاعر:
إن الغرانيق تلقاها محسدة ... ولا ترى للئام الناس حسادا
قَالَ أبي: قَالَ المغيرة: وهذا البيت من شعر مدح به عمر بن لحاء يزيد بن المهلب وأوله:
إن المهلب قوم إن نسبتهم ... كانوا الأكارم آباء وأجدادا
كم حاسد لهم بغيا لفضلهم ... وما دنا من مساعيهم ولا كادا
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنِي إبراهيم بن عبد الرحمن. قَالَ: لما احتضر محمّد بن عباد دخل عليه نفر من قومه كانوا يحسدونه، فلما خرجوا قَالَ متمثلا:
تمنى رجال أن أموت فإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فما عيش من يبغي خلافي بضائري ... وما موت من يمضى أمامي بمخلدى
فقل للذي يبغى خلاف الذي مضى ... تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
أخبرنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا محمد بن زكريا الغلابي قَالَ: قيل للعتبي:
مات محمّد بن عبّاد المهلّبي بالبصرة. [فقال: نحن متنا بفقده، وهو حي بمجده. مات بالبصرة سنة أربع عشرة ومائتين] .
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بن زيد بن درهم، أبو عمر القاضي الأزدي مولى آل جرير بْن حازم :
سمع محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وزيد بن أخرم، وعثمان بن هشام بن دلهم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وطبقتهم.
وكان ثقة فاضلا. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن حبابة، وغيرهم.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: أبو عمر القاضي، كان مولده بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: وفي هذه السنة- يعني سنة أربع وثمانين ومائتين- ولى أبو عمر محمّد ابن يوسف قضاء مدينة المنصور، والأعمال المتصلة بها، والقضاء بين أهل بزرج سابور، والراذانين، وسكرود، وقطربل، وجلس في المسجد الجامع بالمدينة. وأبو عمر محمّد بن يوسف في الحكام لا نظير له عقلا، وحلما وذكاء، وتمكنا واستيفاء للمعاني الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفته باقدار الناس ومواضعهم، وحسن التأني في الأحكام، والحفظ لما يجرى على يده.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ. قَالَ: أبو عمر محمد بن يوسف من تصفح أخبار الناس لم يخف عليه موضعه، وإذا بالغنا في وصفه كنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب، ومن سعادة جده أن المثل ضرب بعقله وحلمه، وانتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله، حتى إن الإنسان كان إذا بالغ في وصف رجل. قَالَ: كأنه أبو عمر القاضي! وإذا امتلأ الإنسان غيظا. قَالَ: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت. سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة، والرياسة، والصبر على المكاره، واحتمال كل جريرة إن لحقته من عدوه، وغلط إن جرى من صديقه، وتعطفه بالإحسان إلى الكبير والصغير، واصطناع المعروف عند الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، ثم استخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي، فكان يحكم بين أهل مدينة المنصور رياسة، وبين أهل الجانب الشرقي خلافة، إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فإن أبا حازم توفي- وكان قاضيا على الكرخ أعنى الشرقيه- فنقل أبو عمر عن مدينة المنصور إلى قضاء الشرقيه، فكان على ذلك إلى سنة ست وتسعين ومائتين، ثم صرف هو ووالده يوسف عن جميع ما كان إليهما، وتوفي والده سنة سبع وتسعين ومائتين، وما زال أبو عمر ملازما لمنزله إلى سنة إحدى وثلاثمائة، فإن أبا الحسن علي بن عيسى تقلد الوزارة، فأشار على المقتدر به، فرضي عنه، وقلده الجانب الشرقي والشرقيه
وعدة نواح من السواد، والشام والحرمين، واليمن وغير ذلك، وقلده القضاء سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل- يعني ابن إسحاق- وقطعة من التفسير وعمل مسندا كبيرا قرا أكثره على الناس، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث، وذلك أن العلماء وأصحاب الحديث كانوا يتجملون بحضور مجلسه، حتى أنه كان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم بن منيع- وهو قريب من أبيه في السن والإسناد- وابن صاعد على يساره، وأبو بكر النيسابوري بين يديه، وسائر الحفاظ حول سريره، وتوفي في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، وله ثمان وسبعون سنة.
وكان يذكر عن جده يعقوب حديثا لقنه إياه وهو ابن أربع سنين. عن وهب بن جرير عن أبيه عن الحسن «لا بأس بالكحل للصائم» .
حدّثنا على بن أبي على المعدّل حدثنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ. قَالَ قَالَ لي أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه الذي تقلد بعد ذلك القضاء:
لما ولي أبو عمر محمد بن يوسف القضاء، طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من قلة فقهه، فكنا نستفتي فنقول: امضوا إلى القاضي. ونراعي ما يحكم به، فيدافع عن الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم على واجبه وألطف، ثم تجيئنا الفتاوى في تلك القصص فنخاف أن نخرج إن لم نفت، فنفتي، فتعود الفتاوى إليه فيحكم بما يفتى به الفقهاء، فما عثرنا عليه بخطأة.
حَدَّثَنَا القاضي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي حدّثنا محمّد بن جعفر التّميمى- بالكوفة- أَخْبَرَنِي أبو الحسن العروضي عن أبي عمر القاضي. قال: قدم إليه ابن النديم بن المنجم في شيء كان بينهما، فقال له ابن المنجم: إن هذا يدل بخاصة له عند القاضي. فقال أبو عمر ما أنكرها! وأنها لنافعة له عندي، غير ضارة لك. إن كان الحق له كفيناه مئونة اجتذابه، وإن كان عليه سلمناه إليك من غير استذلال له.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد الطبري يقول سمعت بعض شهود الحضرة القدماء يقول: كنت بحضرة أبي عمر القاضي وجماعة من شهوده وخلفائه الذين يأنس بهم، فأحضر ثوبا يمانيا قيل له في ثمنه خمسين دينارا، فاستحسنه كل من حضر المجلس، فقال: يا غلام، هات القلانسي. فجاء، فقال: اقطع جميع هذا الثوب قلانس، واحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة، ثم
التفت إلينا فقال: إنكم استحسنتموه بأجمعكم، ولو استحسنه واحد لوهبته له، فلما اشتركت في استحسانه لم أجد طريقا إلى أن يحصل لكل واحد شيء منه إلا بأن أجعله قلانس، فيأخذ كل واحد منكم واحدة منها.
سمعت علي بن محمد بن الحسن الحربي يقول: كان يقال إن إسماعيل القاضي:
بكاتبه، ويوسف القاضي: بابنه. وأبو الحسين بن أبي عمر: بأبيه. والوصف في جميع هذه الأمور عائد إلى أبي عمر. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ حكى لي الحمدوني أن إسماعيل القاضي ببغداد كان يحب الاجتماع مع إبراهيم الحربي، فقيل لإبراهيم لو لقيته؟ فقال: ما أقصد من له حاجب. فقيل ذلك لإسماعيل، فنحَّى الحاجب عن بابه أياما. فذكر ذلك لإبراهيم فقصده فلما دخل تلقاه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي وكان بين يدي إسماعيل قائما، فلما نزع إبراهيم نعله أمر أبو عمر غلاما له أن يرفع نعل إبراهيم في منديل معه، فلما طال المجلس بين إبراهيم وإسماعيل، وجرى بينهما من العلم ما تعجب منه الحاضرون، وأراد إبراهيم القيام، نفذ أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من حيث رآها ملفوفة في المنديل، فقال- إبراهيم- لأبي عمر: رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة. فقيل إن عمر لما توفي رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:
أدركتني دعوة الرجل الصالح إبراهيم فغفر لي، قَالَ البرقاني: أو كما قَالَ لي الحمدوني.
حَدَّثَنَا على بن المحسن- من حفظه- حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ قَالَ لي أبي: دخلت يوما على القاضي أبو عمر محمد بن يوسف وبين يديه ابن ابنه أبو نصر- وقد ترعرع، فقال لي: يا أبا بكر:
إذا الرجال ولدت أولادها ... واضطربت من كبر أعضادها
وجعلت إعلالها تعدادها ... فهي زروع قد دنى حصادها
فقلت: يبقى الله القاضي. فقال: ثم أيش؟! حدّثنا أحمد بن أبي جعفر قَالَ: سمعت الْقَاضِي أبا الْحَسَن الجراحي يقول:
وأَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي. قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: توفي القاضي أبو عمر في سنة عشرين وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن علي بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. وأنبأنا عمر بن إبراهيم الفقيه حَدَّثَنَا عيسى بن حامد القاضي. قالا: مات أبو عمر القاضي يوم
الأربعاء لخمس بقين- وَقَالَ عيسى: لسبع بقين، من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة. قَالَ ابن كامل: ودفن في داره.
سمع محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وزيد بن أخرم، وعثمان بن هشام بن دلهم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وطبقتهم.
وكان ثقة فاضلا. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه، وأبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن حبابة، وغيرهم.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قَالَ: أبو عمر القاضي، كان مولده بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة. قال: وفي هذه السنة- يعني سنة أربع وثمانين ومائتين- ولى أبو عمر محمّد ابن يوسف قضاء مدينة المنصور، والأعمال المتصلة بها، والقضاء بين أهل بزرج سابور، والراذانين، وسكرود، وقطربل، وجلس في المسجد الجامع بالمدينة. وأبو عمر محمّد بن يوسف في الحكام لا نظير له عقلا، وحلما وذكاء، وتمكنا واستيفاء للمعاني الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفته باقدار الناس ومواضعهم، وحسن التأني في الأحكام، والحفظ لما يجرى على يده.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهِدُ. قَالَ: أبو عمر محمد بن يوسف من تصفح أخبار الناس لم يخف عليه موضعه، وإذا بالغنا في وصفه كنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب، ومن سعادة جده أن المثل ضرب بعقله وحلمه، وانتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله، حتى إن الإنسان كان إذا بالغ في وصف رجل. قَالَ: كأنه أبو عمر القاضي! وإذا امتلأ الإنسان غيظا. قَالَ: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت. سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة، والرياسة، والصبر على المكاره، واحتمال كل جريرة إن لحقته من عدوه، وغلط إن جرى من صديقه، وتعطفه بالإحسان إلى الكبير والصغير، واصطناع المعروف عند الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، ثم استخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي، فكان يحكم بين أهل مدينة المنصور رياسة، وبين أهل الجانب الشرقي خلافة، إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فإن أبا حازم توفي- وكان قاضيا على الكرخ أعنى الشرقيه- فنقل أبو عمر عن مدينة المنصور إلى قضاء الشرقيه، فكان على ذلك إلى سنة ست وتسعين ومائتين، ثم صرف هو ووالده يوسف عن جميع ما كان إليهما، وتوفي والده سنة سبع وتسعين ومائتين، وما زال أبو عمر ملازما لمنزله إلى سنة إحدى وثلاثمائة، فإن أبا الحسن علي بن عيسى تقلد الوزارة، فأشار على المقتدر به، فرضي عنه، وقلده الجانب الشرقي والشرقيه
وعدة نواح من السواد، والشام والحرمين، واليمن وغير ذلك، وقلده القضاء سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل- يعني ابن إسحاق- وقطعة من التفسير وعمل مسندا كبيرا قرا أكثره على الناس، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث، وذلك أن العلماء وأصحاب الحديث كانوا يتجملون بحضور مجلسه، حتى أنه كان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم بن منيع- وهو قريب من أبيه في السن والإسناد- وابن صاعد على يساره، وأبو بكر النيسابوري بين يديه، وسائر الحفاظ حول سريره، وتوفي في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، وله ثمان وسبعون سنة.
وكان يذكر عن جده يعقوب حديثا لقنه إياه وهو ابن أربع سنين. عن وهب بن جرير عن أبيه عن الحسن «لا بأس بالكحل للصائم» .
حدّثنا على بن أبي على المعدّل حدثنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ. قَالَ قَالَ لي أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه الذي تقلد بعد ذلك القضاء:
لما ولي أبو عمر محمد بن يوسف القضاء، طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من قلة فقهه، فكنا نستفتي فنقول: امضوا إلى القاضي. ونراعي ما يحكم به، فيدافع عن الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم على واجبه وألطف، ثم تجيئنا الفتاوى في تلك القصص فنخاف أن نخرج إن لم نفت، فنفتي، فتعود الفتاوى إليه فيحكم بما يفتى به الفقهاء، فما عثرنا عليه بخطأة.
حَدَّثَنَا القاضي أبو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي حدّثنا محمّد بن جعفر التّميمى- بالكوفة- أَخْبَرَنِي أبو الحسن العروضي عن أبي عمر القاضي. قال: قدم إليه ابن النديم بن المنجم في شيء كان بينهما، فقال له ابن المنجم: إن هذا يدل بخاصة له عند القاضي. فقال أبو عمر ما أنكرها! وأنها لنافعة له عندي، غير ضارة لك. إن كان الحق له كفيناه مئونة اجتذابه، وإن كان عليه سلمناه إليك من غير استذلال له.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَد الطبري يقول سمعت بعض شهود الحضرة القدماء يقول: كنت بحضرة أبي عمر القاضي وجماعة من شهوده وخلفائه الذين يأنس بهم، فأحضر ثوبا يمانيا قيل له في ثمنه خمسين دينارا، فاستحسنه كل من حضر المجلس، فقال: يا غلام، هات القلانسي. فجاء، فقال: اقطع جميع هذا الثوب قلانس، واحمل إلى كل واحد من أصحابنا قلنسوة، ثم
التفت إلينا فقال: إنكم استحسنتموه بأجمعكم، ولو استحسنه واحد لوهبته له، فلما اشتركت في استحسانه لم أجد طريقا إلى أن يحصل لكل واحد شيء منه إلا بأن أجعله قلانس، فيأخذ كل واحد منكم واحدة منها.
سمعت علي بن محمد بن الحسن الحربي يقول: كان يقال إن إسماعيل القاضي:
بكاتبه، ويوسف القاضي: بابنه. وأبو الحسين بن أبي عمر: بأبيه. والوصف في جميع هذه الأمور عائد إلى أبي عمر. أو كما قَالَ.
حَدَّثَنَا أبو بكر البرقاني قَالَ حكى لي الحمدوني أن إسماعيل القاضي ببغداد كان يحب الاجتماع مع إبراهيم الحربي، فقيل لإبراهيم لو لقيته؟ فقال: ما أقصد من له حاجب. فقيل ذلك لإسماعيل، فنحَّى الحاجب عن بابه أياما. فذكر ذلك لإبراهيم فقصده فلما دخل تلقاه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي وكان بين يدي إسماعيل قائما، فلما نزع إبراهيم نعله أمر أبو عمر غلاما له أن يرفع نعل إبراهيم في منديل معه، فلما طال المجلس بين إبراهيم وإسماعيل، وجرى بينهما من العلم ما تعجب منه الحاضرون، وأراد إبراهيم القيام، نفذ أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من حيث رآها ملفوفة في المنديل، فقال- إبراهيم- لأبي عمر: رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة. فقيل إن عمر لما توفي رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:
أدركتني دعوة الرجل الصالح إبراهيم فغفر لي، قَالَ البرقاني: أو كما قَالَ لي الحمدوني.
حَدَّثَنَا على بن المحسن- من حفظه- حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأسدي قَالَ قَالَ لي أبي: دخلت يوما على القاضي أبو عمر محمد بن يوسف وبين يديه ابن ابنه أبو نصر- وقد ترعرع، فقال لي: يا أبا بكر:
إذا الرجال ولدت أولادها ... واضطربت من كبر أعضادها
وجعلت إعلالها تعدادها ... فهي زروع قد دنى حصادها
فقلت: يبقى الله القاضي. فقال: ثم أيش؟! حدّثنا أحمد بن أبي جعفر قَالَ: سمعت الْقَاضِي أبا الْحَسَن الجراحي يقول:
وأَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي الصيرفي. قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: توفي القاضي أبو عمر في سنة عشرين وثلاثمائة.
قرأت على الحسن بن علي بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. وأنبأنا عمر بن إبراهيم الفقيه حَدَّثَنَا عيسى بن حامد القاضي. قالا: مات أبو عمر القاضي يوم
الأربعاء لخمس بقين- وَقَالَ عيسى: لسبع بقين، من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة. قَالَ ابن كامل: ودفن في داره.
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أبو بكر الأزدي :
بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب
الأدب وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار. وورد بغداد بعد أن أسن، فأقام بها إلى آخر عمره. وحدث عن عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبى الفضل الرياشي. وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السيرافي، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال نبأنا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن قَالَ: قَالَ لنا ابن دريد أنا محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم- قبيل- ابن غانم بن دوس- قبيل- بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عَبْد الله بْن مالك بْن نصر بْن الأزد- قبيل- بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان. قَالَ ابن دريد: وحمامي هذا أول من أسلم من آبائي، وهو من السبعين ركبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أدوه: وفي هذا يقول قائلهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه ... طريد نفته مذحج والسكاسك
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ نبأنا الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد اللغوي قَالَ سمعت ابن دريد يقول: مولدي بالبصرة سكة صالح سنة ثلاث وعشرين وَمائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب قَالَ أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قَالَ أنشدنا أبو بكر بن دريد، وَقَالَ هذا أول شيء قلته من الشعر:
ثوب الشباب علي اليوم بهجته ... وسوف تنزعه عنى يد الكبر
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شيب على خطر
سمعت أبا بكر محمد بن روق بن علي الأسدي يقول كان يقال إن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
حَدَّثَنِي علي بن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بن يوسف الأزرق قَالَ حَدَّثَنِي جماعة، عن أبي بكر بن دريد إنه قَالَ: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي،
وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يرويني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها آذنتنا ببينها أسماء. فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا.
ثم دعا بالمعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فإلى أن رجع المعلم حفظت ديوان الحارث بن حلزة بأسره، فخرج المعلم فعرفته ذلك، فاستعظمه وأخذ يعتبره علي فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره، فأعطاني ما كان وعدني به.
قَالَ أبو الحسن: وكان أبو بكر واسع الحفظ جدا ما رأيت أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وما رأيته قد قرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا الحسن الدارقطني، عن ابن دريد فقال تكلموا فيه.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه [ما ] قَالَ الأصمعي، فكان يقول في واحد حَدَّثَنَا الرياشي، وفي آخر حَدَّثَنَا أبو حاتم، وفي آخر حَدَّثَنَا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي [يقول ] : كما يجيء على قلبه.
كتب إلى أبو ذر الهرويّ سمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا بكر بن شاذان يَقُول مات ابن دريد سنة إحدى وعشرين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو بكر ابن دريد في يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن نصر القاضي قَالَ
نبأنا أبو العلاء حمد بن عبد العزيز قَالَ كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنا لنفسه:
فقدت بابن دريد كل فائدة ... لما غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكى لفقد الجود مجتهدا ... فصرت أبكى لفقد الجود والأدب
حَدَّثَنِي هبة الله بن الحسن الأديب قَالَ قرأت بخط المحسن بن علي أن ابن دريد لما توفي حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن بها، وكان قد جاء في ذلك اليوم طش من مطر، وإذا بجنازة أخرى من نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطاق، فنظروا إذا هي جنازة أبي هاشم الجبائي. فقال الناس. مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، فدفنا جميعا في الخيزرانية.
بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب
الأدب وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار. وورد بغداد بعد أن أسن، فأقام بها إلى آخر عمره. وحدث عن عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبى الفضل الرياشي. وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السيرافي، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عبيد الله المرزباني، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال نبأنا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن قَالَ: قَالَ لنا ابن دريد أنا محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم- قبيل- ابن غانم بن دوس- قبيل- بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عَبْد الله بْن مالك بْن نصر بْن الأزد- قبيل- بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبإ بْن يشجب بْن يعرب بن قحطان. قَالَ ابن دريد: وحمامي هذا أول من أسلم من آبائي، وهو من السبعين ركبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أدوه: وفي هذا يقول قائلهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه ... طريد نفته مذحج والسكاسك
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ نبأنا الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد اللغوي قَالَ سمعت ابن دريد يقول: مولدي بالبصرة سكة صالح سنة ثلاث وعشرين وَمائتين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب قَالَ أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قَالَ أنشدنا أبو بكر بن دريد، وَقَالَ هذا أول شيء قلته من الشعر:
ثوب الشباب علي اليوم بهجته ... وسوف تنزعه عنى يد الكبر
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شيب على خطر
سمعت أبا بكر محمد بن روق بن علي الأسدي يقول كان يقال إن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
حَدَّثَنِي علي بن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بن يوسف الأزرق قَالَ حَدَّثَنِي جماعة، عن أبي بكر بن دريد إنه قَالَ: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي،
وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يرويني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها آذنتنا ببينها أسماء. فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا.
ثم دعا بالمعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فإلى أن رجع المعلم حفظت ديوان الحارث بن حلزة بأسره، فخرج المعلم فعرفته ذلك، فاستعظمه وأخذ يعتبره علي فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره، فأعطاني ما كان وعدني به.
قَالَ أبو الحسن: وكان أبو بكر واسع الحفظ جدا ما رأيت أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وما رأيته قد قرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا الحسن الدارقطني، عن ابن دريد فقال تكلموا فيه.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه [ما ] قَالَ الأصمعي، فكان يقول في واحد حَدَّثَنَا الرياشي، وفي آخر حَدَّثَنَا أبو حاتم، وفي آخر حَدَّثَنَا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي [يقول ] : كما يجيء على قلبه.
كتب إلى أبو ذر الهرويّ سمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ قَالَ سمعت أبا بكر بن شاذان يَقُول مات ابن دريد سنة إحدى وعشرين.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات أَبُو بكر ابن دريد في يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدّثني محمّد بن عليّ الصوري قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن نصر القاضي قَالَ
نبأنا أبو العلاء حمد بن عبد العزيز قَالَ كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنا لنفسه:
فقدت بابن دريد كل فائدة ... لما غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكى لفقد الجود مجتهدا ... فصرت أبكى لفقد الجود والأدب
حَدَّثَنِي هبة الله بن الحسن الأديب قَالَ قرأت بخط المحسن بن علي أن ابن دريد لما توفي حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن بها، وكان قد جاء في ذلك اليوم طش من مطر، وإذا بجنازة أخرى من نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطاق، فنظروا إذا هي جنازة أبي هاشم الجبائي. فقال الناس. مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، فدفنا جميعا في الخيزرانية.