سويد بن سعيد الحدثاني قال غير واحد كان كثير التدليس.
Walī al-Dīn al-ʿIrāqī (d. 1422 CE) - al-Mudallisīn - ولي الدين العراقي - المدلسين
ا
ب
ت
ج
ح
ز
س
ش
ط
ع
ق
ل
م
ه
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 78 26. سفيان بن سعيد الثوري7 27. سفيان بن عيينة18 28. سلمة بن تمام الشقري3 29. سليمان الأعمش2 30. سليمان التيمي8 31. سويد بن سعيد الحدثاني632. شباك الضبي6 33. شريك بن عبد الله النخعي القاضي5 34. شعيب بن أيوب الصريفيني3 35. طاوس بن كيسان5 36. طلحة بن نافع أبو سفيان4 37. عباد بن منصور الناجي5 38. عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي1 39. عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي2 40. عبد الله بن أبي نجيح المكي2 41. عبد الله بن زيد أبو قلابة الجرمي3 42. عبد الله بن عطاء الطائفي المكي1 43. عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني8 44. عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد4 45. عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج11 46. عبد الملك بن عمير12 47. عبد الوهاب بن عطاء الخفاف10 48. عكرمة بن خالد3 49. عكرمة بن عمار9 50. علي بن غراب أبو الحسن الكوفي2 51. عمر بن علي المقدمي4 52. عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي4 53. عيسى بن موسى7 54. قتادة بن دعامة السدوسي5 55. لاحق بن حميد السدوسي أبو مجلز البصري...1 56. محرز بن عبد الله أبو رجاء الجزري3 57. محمد بن إسحاق بن يسار4 58. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري3 59. محمد بن خازم أبو معاوية الضرير3 60. محمد بن صدقة الفدكي أبو عبد الله3 61. محمد بن عبد الرحمن الطفاوي8 62. محمد بن عجلان المدني5 63. محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع4 64. محمد بن عيسى بن نجيح أبو جعفر بن الطباع...1 65. محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي...2 66. مروان بن معاوية الفزاري6 67. مغيرة بن مقسم الضبي4 68. مكحول الدمشقي5 69. موسى بن عقبة10 70. ميمون بن موسى المرائي البصري1 71. هشام بن عروة11 72. هشيم بن بشير7 73. يحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي6 74. يحيى بن أبي كثير4 75. يحيى بن سعيد الأنصاري3 76. يزيد بن أبي زياد6 77. يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي...2 78. يونس بن عبيد10 ◀ Prev. 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Walī al-Dīn al-ʿIrāqī (d. 1422 CE) - al-Mudallisīn - ولي الدين العراقي - المدلسين are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=161517&book=5571#ac51b6
سويد بن سعيد الحدثاني موصوف بالتدليس وصفه به الدارقطني والاسماعيلي وغيرهما وقد تغير في آخر عمره بسبب العمى فضعف بسبب ذلك وكان سماع مسلم منه قبل ذلك في صحته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115767&book=5571#e2bdb8
سويد بْن سَعِيد أبو مُحَمد الحدثاني الأنباري.
كان يسكن قرية بالأنبار يقال لها حديثة النورة.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال توفي سويد بْن سَعِيد بالحديثة أول شوال سنة أربعين ومِئَتَين فيه نظر وكان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه.
سمعتُ ابْن حماد يقول سويد بن سَعِيد الحدثاني ضعيف قال النسائي.
سمعت إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يُونُس يقول بلغني عن عَبد اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، قَال: قَال لي أبي اكتب عن سويد أحاديث ضمام.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعِمْرَانُ السَّخْتِيَانِيُّ، قالا: حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ شُعْبَة، عَن قَتادَة، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ وَهَذِهِ فِي الدِّيَةِ سَوَاءٌ يَعْنِي الْخُنْصُرُ وَالإِبْهَامُ فَقِيلَ لَهُ لَوْ صَلَّيْتَ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ فَصَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ أَتَى لَهَا شَهْرٌ وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ غَائِبًا.
قَالَ الشَّيْخ: وهذا الكلام الأول في متنه هذه وهذه سواء، وَهو مشهور عن شُعْبَة والكلام الثاني بهذا الإسناد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ أم سَعِيد لم يروه غير سويد ولم يجمع بين المتنين لنا أَحْمَد مما حدثناه عن سويد فغير المنجنيقي وعمران (ح) وحدثناه جماعة عن سويد فذكروا فيه المتن الثاني الغريب.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ يُونُس، حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة، عَن عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبد اللَّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ.
قَالَ الشَّيْخ: هكذا حَدَّثَنَاهُ عن سويد فقال المهدي من ولد فاطمة وإنما يروي الناس هذا الحديث، عنِ ابْن عُيَينة لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي فجاء سويد بلفظة أغرب من هذا وما أظن وافقه عليه أحد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبْدَةَ بْنِ حرب، حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا مُعْتَمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن أَبِي بَكْرٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
قَالَ الشيخ: هكذا حدثناه بن عبدة عن سويد وحدثناه أَحْمَد بْن حفص عن سويد عن معتمر، عن أبيه، عَن قَتادَة، عن عِكرمَة فذكر هذا الحديث.
وقد روى هذا الحديث مُحَمد بْن جامع العطار عن معتمر عن حجاج الباهلي، عن عِكرمَة، عنِ ابن عباس، حَدَّثَنا عنه علي الرازي وأظن أن الذي خلط في هذا الحديث معتمر.
قَالَ الشَّيْخ: سمعت جعفر الفريابي يقول أفادني أبو بكر الأعين في قطيعة الربيع سنة اثنين وثلاثين بحضرة أبي زُرْعَة وجمع كثير من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سويد وقال لي وقفه وثبت منه هذا الحديث هل سمع عيسى بن يُونُس فقد على سَعِيد فسألته فقال، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضْعًا وَسَبْعِينَ فِرْقَةً شَرُّهَا فِرْقَةُ قَوْمٍ يَقِيسُونَ الرَّأْيَ يَسْتَحِلُّونَ بِهِ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ به الحلال
قَالَ الشَّيْخ: قَالَ الفريابي ووقفت سويد عليه بعد أن، حَدَّثني ودار بيني وبينه كلام كثير.
وهذا إنما يعرف بنعيم بْن حماد ورواه عن عيسى بْن يُونُس فتكلم الناس فيه مجراه.
ثم رواه رجل من أهل خراسان، يُقَال له: الحكم ابن المُبَارك، يُكَنَّى أبا صالح الخواشتي يقال إنه لا بأس به ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث منهم عَبد الوهاب بْن الضحاك والنضر بْن طاهر وثالثهم سويد الأنباري.
ولسويد أحاديث كثيرة عن شيوخه روى عن مالك الموطأ ويقال إنه سمعه خلف حائط فضعف في مالك أَيضًا ولسويد مما أنكرت عليه غير ما ذكرت، وَهو إلى الضعف أقرب
مَن اسْمُه سيف.
كان يسكن قرية بالأنبار يقال لها حديثة النورة.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال توفي سويد بْن سَعِيد بالحديثة أول شوال سنة أربعين ومِئَتَين فيه نظر وكان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه.
سمعتُ ابْن حماد يقول سويد بن سَعِيد الحدثاني ضعيف قال النسائي.
سمعت إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يُونُس يقول بلغني عن عَبد اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حنبل، قَال: قَال لي أبي اكتب عن سويد أحاديث ضمام.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعِمْرَانُ السَّخْتِيَانِيُّ، قالا: حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ شُعْبَة، عَن قَتادَة، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ وَهَذِهِ فِي الدِّيَةِ سَوَاءٌ يَعْنِي الْخُنْصُرُ وَالإِبْهَامُ فَقِيلَ لَهُ لَوْ صَلَّيْتَ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ فَصَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ أَتَى لَهَا شَهْرٌ وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ غَائِبًا.
قَالَ الشَّيْخ: وهذا الكلام الأول في متنه هذه وهذه سواء، وَهو مشهور عن شُعْبَة والكلام الثاني بهذا الإسناد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ أم سَعِيد لم يروه غير سويد ولم يجمع بين المتنين لنا أَحْمَد مما حدثناه عن سويد فغير المنجنيقي وعمران (ح) وحدثناه جماعة عن سويد فذكروا فيه المتن الثاني الغريب.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ يُونُس، حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة، عَن عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبد اللَّهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ.
قَالَ الشَّيْخ: هكذا حَدَّثَنَاهُ عن سويد فقال المهدي من ولد فاطمة وإنما يروي الناس هذا الحديث، عنِ ابْن عُيَينة لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي فجاء سويد بلفظة أغرب من هذا وما أظن وافقه عليه أحد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبْدَةَ بْنِ حرب، حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا مُعْتَمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن أَبِي بَكْرٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
قَالَ الشيخ: هكذا حدثناه بن عبدة عن سويد وحدثناه أَحْمَد بْن حفص عن سويد عن معتمر، عن أبيه، عَن قَتادَة، عن عِكرمَة فذكر هذا الحديث.
وقد روى هذا الحديث مُحَمد بْن جامع العطار عن معتمر عن حجاج الباهلي، عن عِكرمَة، عنِ ابن عباس، حَدَّثَنا عنه علي الرازي وأظن أن الذي خلط في هذا الحديث معتمر.
قَالَ الشَّيْخ: سمعت جعفر الفريابي يقول أفادني أبو بكر الأعين في قطيعة الربيع سنة اثنين وثلاثين بحضرة أبي زُرْعَة وجمع كثير من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سويد وقال لي وقفه وثبت منه هذا الحديث هل سمع عيسى بن يُونُس فقد على سَعِيد فسألته فقال، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضْعًا وَسَبْعِينَ فِرْقَةً شَرُّهَا فِرْقَةُ قَوْمٍ يَقِيسُونَ الرَّأْيَ يَسْتَحِلُّونَ بِهِ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ به الحلال
قَالَ الشَّيْخ: قَالَ الفريابي ووقفت سويد عليه بعد أن، حَدَّثني ودار بيني وبينه كلام كثير.
وهذا إنما يعرف بنعيم بْن حماد ورواه عن عيسى بْن يُونُس فتكلم الناس فيه مجراه.
ثم رواه رجل من أهل خراسان، يُقَال له: الحكم ابن المُبَارك، يُكَنَّى أبا صالح الخواشتي يقال إنه لا بأس به ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث منهم عَبد الوهاب بْن الضحاك والنضر بْن طاهر وثالثهم سويد الأنباري.
ولسويد أحاديث كثيرة عن شيوخه روى عن مالك الموطأ ويقال إنه سمعه خلف حائط فضعف في مالك أَيضًا ولسويد مما أنكرت عليه غير ما ذكرت، وَهو إلى الضعف أقرب
مَن اسْمُه سيف.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133478&book=5571#806096
سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار، أبو محمد الهرويّ [الحدّثاني] :
سكن حديثة النورة على فراسخ من الأنبار، وقدم بغداد وحدث بها عن مالك بن
أنس، وحفص بن ميسرة، وشريك بْن عَبْد اللَّه، وإبراهيم بْن سعد، وعلي بْن مسهر، ويحيى بْن زكريا بْن أبي زائدة، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية الضرير. روى عنه إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وأبو علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبيد العجل، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الجعد الوشاء، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو القاسم البغوي.
وكان قد كف بصره في آخر عمره، فربما لقن ما ليس من حديثه. ومن سمع منه وهو بصير، فحديثه عنه حسن.
وقال أبو حاتم الرازي: كان كثير التدليس وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قَيْصَرَ الضَّبِّيُّ- بِأَصْبَهَانَ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُسَيْرٍ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سليمان الحضرمي، حدّثنا سويد، حدّثنا ابن أبي الرجال، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ»
. أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سئل أبي عن سويد الأنباري فحرك رأسه وقال: ليس بشيء، وقال: الضرير إذا كانت عنده كتب فهو عيب شديد.
وقال: هذا أحد رجلين، إما رجل يحدث من كتابه، أو من حفظه. ثم قال: هو عندي لا شيء. قيل له فإنه يحفظ ثلاثة آلاف! قال: فهذا أشد، يكرر عليه.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: قُلْنَا لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: إِنَّ سُوَيْدَ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ»
فَقَالَ يَحْيَى: سُوَيْدٌ يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهِ فَيُقْتَلَ. قُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ: سُوَيْدٌ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، قَالَ:
هَذَا حَدِيثُ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، إِلا أَنَّ سُوَيْدًا أَتَى بِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ. قُلْتُ: فَقَدْ رَوَاهُ لِغَيْرِكَ عَنْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: عَسَى قِيلَ لَهُ فَرَجَعَ.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمّد
ابن موسى بن حماد يذكر عن يحيى بن معين قال: لو كان لي خيل ورجال لخرجت إلى سويد بن سعيد حتى أحاربه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا أبو علي حسين بْن فَهْم قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين- وذكر عنده سويد بن سعيد الحدثاني فقال: لا صلى الله عليه، قال: ولم يكن عنده بشيء.
أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سويد فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: سويد مات منذ حين. وسمعت يحيى قال: هو حلال الدم. وسمعت أحمد ذكره فقال: أرجو أن يكون صدوقا- أو قَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي وعلي بن أبي علي البصري وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ البرذعي- قال البرذعي: أَخْبَرَنَا. وقَالا: حَدَّثَنَا- مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ الشخير، حَدَّثَنَا أبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الخزاز السوسي قال: سألت يحيى بن معين عن سويد بن سعيد فقال: ما حدثك فاكتب عنه، وما حدّث به تلقينا فلا.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي، حدّثنا سعيد بن عمرو بن عمرو بن عمار البرذعي قال: رأيت أبا زرعة يسيء القول في سويد بن سعيد. وقال: رأيت منه شيئا لم يعجبني، قلت: ما هو؟ قال:
لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب عن ضمام ليست عندك فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان يقول حَدَّثَنَا به ضمام. وكان يدلس حديث حريز بن عثمان.
وحديث نيار بن مكرم، وحديث عبد الله بن عمرو «زُرْ غَبًّا» فقلت: أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة أحاديث من هؤلاء؟ فغضب، قال سعيد: فقلت لأبي زرعة فأيش حاله؟ فقال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قال لنا أبو بكر الإسماعيلي يوما في القلب من سويد شيء- يعني سويد بن سعيد- من جهة التدليس وما ذكر عنه في حديث عيسى بن يونس الذي كان يقال تفرد به نعيم بن حماد.
وقَالَ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: كان سويد من الحفاظ، وكان أبو عبد الله أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه صالح وعبد الله، يختلفان إليه فيسمعان منه، هذا معنى ما قاله حكاية عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل. قَالَ: ورأيت في تاريخ أبي طالب أنه سأله عن غير شيء من حديث سويد عن سويد بن عبد العزيز، وحفص بن ميسرة، فضعف حديث سويد بن عبد العزيز من أجله، لا من أجل سويد الأنباريّ.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: سويد بن سعيد صدوق، ومضطرب الحفظ، ولا سيما بعد ما عمي.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بْن عَبْد الله بْن مهران قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح ابن محمد يقول: سويد بن سعيد صدوق، إلا أنه كان أعمى، فكان يلقن أحاديث ليس من حديثه.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سويد بن سعيد الحدثاني ليس بثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السَّهْمِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ فَقَالَ: تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ:
حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: فَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ سُوَيْدٍ، وَجُرِّحَ سُوَيْدٌ لِرِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدّارقطنيّ: فلم يزل نَظُنُّ أَنَّ هَذَا كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأَنَّ سُوَيْدًا أَتَى أَمْرًا عَظِيمًا فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ، حَتَّى دَخَلْتُ مِصْرَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، وَوَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ الْبَغْدَادِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْمَنْجَنِيقِيِّ وَكَانَ ثِقَةً. رَوَى عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ كَمَا قَالَ سُوَيْدٌ سَوَاءً، وَتَخَلَّصَ سُوَيْدٌ، وَصَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَقَدْ حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَذَا، وَمَاتَ أَبُو عبد الرّحمن قبله.
قُلْتُ: وَقَدْ
حَدَّثَنَا بِالْحَدِيثِ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بن الجنيد الخطبي- لفظا- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الزبيبي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مرزوق البزوري- حدّثنا سويد، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
ومات سويد بن سعيد سنة أربعين ومائتين. ذكر غيره أن وفاته كانت في شوال.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سويد بن سعيد بالحديثة سنة أربعين، وكان قد بلغ المائة سنة، وكتبت عنه بالحديثة.
سكن حديثة النورة على فراسخ من الأنبار، وقدم بغداد وحدث بها عن مالك بن
أنس، وحفص بن ميسرة، وشريك بْن عَبْد اللَّه، وإبراهيم بْن سعد، وعلي بْن مسهر، ويحيى بْن زكريا بْن أبي زائدة، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية الضرير. روى عنه إبراهيم بن هانئ النيسابوري، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وأبو علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبيد العجل، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الجعد الوشاء، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأبو القاسم البغوي.
وكان قد كف بصره في آخر عمره، فربما لقن ما ليس من حديثه. ومن سمع منه وهو بصير، فحديثه عنه حسن.
وقال أبو حاتم الرازي: كان كثير التدليس وهو صدوق.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ بْنِ قَيْصَرَ الضَّبِّيُّ- بِأَصْبَهَانَ- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُسَيْرٍ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سليمان الحضرمي، حدّثنا سويد، حدّثنا ابن أبي الرجال، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ»
. أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قال: سئل أبي عن سويد الأنباري فحرك رأسه وقال: ليس بشيء، وقال: الضرير إذا كانت عنده كتب فهو عيب شديد.
وقال: هذا أحد رجلين، إما رجل يحدث من كتابه، أو من حفظه. ثم قال: هو عندي لا شيء. قيل له فإنه يحفظ ثلاثة آلاف! قال: فهذا أشد، يكرر عليه.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حَدَّثَنَا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ: سمعت أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: قُلْنَا لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: إِنَّ سُوَيْدَ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ»
فَقَالَ يَحْيَى: سُوَيْدٌ يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهِ فَيُقْتَلَ. قُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ: سُوَيْدٌ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، قَالَ:
هَذَا حَدِيثُ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، إِلا أَنَّ سُوَيْدًا أَتَى بِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ. قُلْتُ: فَقَدْ رَوَاهُ لِغَيْرِكَ عَنْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: عَسَى قِيلَ لَهُ فَرَجَعَ.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمّد
ابن موسى بن حماد يذكر عن يحيى بن معين قال: لو كان لي خيل ورجال لخرجت إلى سويد بن سعيد حتى أحاربه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا أبو علي حسين بْن فَهْم قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين- وذكر عنده سويد بن سعيد الحدثاني فقال: لا صلى الله عليه، قال: ولم يكن عنده بشيء.
أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن سويد فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: سويد مات منذ حين. وسمعت يحيى قال: هو حلال الدم. وسمعت أحمد ذكره فقال: أرجو أن يكون صدوقا- أو قَالَ: لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي وعلي بن أبي علي البصري وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ البرذعي- قال البرذعي: أَخْبَرَنَا. وقَالا: حَدَّثَنَا- مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ الشخير، حَدَّثَنَا أبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الخزاز السوسي قال: سألت يحيى بن معين عن سويد بن سعيد فقال: ما حدثك فاكتب عنه، وما حدّث به تلقينا فلا.
أخبرنا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي، حدّثنا سعيد بن عمرو بن عمرو بن عمار البرذعي قال: رأيت أبا زرعة يسيء القول في سويد بن سعيد. وقال: رأيت منه شيئا لم يعجبني، قلت: ما هو؟ قال:
لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب عن ضمام ليست عندك فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان يقول حَدَّثَنَا به ضمام. وكان يدلس حديث حريز بن عثمان.
وحديث نيار بن مكرم، وحديث عبد الله بن عمرو «زُرْ غَبًّا» فقلت: أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة أحاديث من هؤلاء؟ فغضب، قال سعيد: فقلت لأبي زرعة فأيش حاله؟ فقال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قال لنا أبو بكر الإسماعيلي يوما في القلب من سويد شيء- يعني سويد بن سعيد- من جهة التدليس وما ذكر عنه في حديث عيسى بن يونس الذي كان يقال تفرد به نعيم بن حماد.
وقَالَ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: كان سويد من الحفاظ، وكان أبو عبد الله أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه صالح وعبد الله، يختلفان إليه فيسمعان منه، هذا معنى ما قاله حكاية عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل. قَالَ: ورأيت في تاريخ أبي طالب أنه سأله عن غير شيء من حديث سويد عن سويد بن عبد العزيز، وحفص بن ميسرة، فضعف حديث سويد بن عبد العزيز من أجله، لا من أجل سويد الأنباريّ.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قال: سويد بن سعيد صدوق، ومضطرب الحفظ، ولا سيما بعد ما عمي.
أَخْبَرَنِي محمد بن عليّ المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بْن عَبْد الله بْن مهران قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح ابن محمد يقول: سويد بن سعيد صدوق، إلا أنه كان أعمى، فكان يلقن أحاديث ليس من حديثه.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قال: سويد بن سعيد الحدثاني ليس بثقة.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السَّهْمِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ فَقَالَ: تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ:
حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: فَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ سُوَيْدٍ، وَجُرِّحَ سُوَيْدٌ لِرِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدّارقطنيّ: فلم يزل نَظُنُّ أَنَّ هَذَا كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأَنَّ سُوَيْدًا أَتَى أَمْرًا عَظِيمًا فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ، حَتَّى دَخَلْتُ مِصْرَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، وَوَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ الْبَغْدَادِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْمَنْجَنِيقِيِّ وَكَانَ ثِقَةً. رَوَى عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ كَمَا قَالَ سُوَيْدٌ سَوَاءً، وَتَخَلَّصَ سُوَيْدٌ، وَصَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَقَدْ حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَذَا، وَمَاتَ أَبُو عبد الرّحمن قبله.
قُلْتُ: وَقَدْ
حَدَّثَنَا بِالْحَدِيثِ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بن الجنيد الخطبي- لفظا- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الزبيبي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مرزوق البزوري- حدّثنا سويد، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
. أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ:
ومات سويد بن سعيد سنة أربعين ومائتين. ذكر غيره أن وفاته كانت في شوال.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات سويد بن سعيد بالحديثة سنة أربعين، وكان قد بلغ المائة سنة، وكتبت عنه بالحديثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156702&book=5571#2ec0ba
سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ سَهْلِ بنِ شَهْرَيَارَ
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ،
أَبُو مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، ثُمَّ الحَدَثَانِيُّ، الأَنْبَارِيُّ، نَزِيْلُ حَدِيْثَةِ النَّوْرَةِ، بُلَيْدَةٌ تَحْتَ عَانَةَ، وَفَوْقَ الأَنْبَارِ، رَحَّالٌ، جَوَّالٌ، صَاحِبُ حَدِيْثٍ وَعِنَايَةٍ بِهَذَا الشَّأْنِ.لَقِيَ الكِبَارَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ بِـ (المُوَطَّأِ) ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأُمَوِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرِّجَالِ، وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ الحَسَنِ الهِلاَلِيِّ، وَسَوَّارِ بنِ مُصْعَبٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ، وَحَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيِّ، وَعَبْدِ رَبِّهِ بنِ بارِقٍ، وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَلِيِّ بنِ مُسْهِرٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَفَرَجِ بنِ فَضَالَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالحَرَمَيْنِ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَمِصْرَ.
رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَبَقِيَّةُ - شَيْخُهُ - وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هَانئ، وَعُبَيْدٌ العِجْلُ، وَالحَسَنُ المَعْمَرِيُّ، وَإِسْحَاقُ المِنْجَنِيْقيُّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَعْدِ الوَشَّاءُ - رَاوِي (المُوَطَّأِ) عَنْهُ - وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَجَبٍ الأَنْبَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَالقَاسِمُ المُطَرِّزُ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: عَرَضتُ عَلَى أَبِي أَحَادِيْثَ لِسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ
ضِمَامِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، فَقَالَ لِي: اكتُبْهَا كُلَّهَا، أَوْ قَالَ: تَتَبَّعْهَا، فَإِنَّهُ صَالِحٌ، أَوْ قَالَ: ثِقَةٌ.قَالَ الحَسَنُ المَيْمُوْنِيُّ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ -يَعْنِي: أَحْمَدَ- عَنْ سُوَيْدٍ، فَقَالَ: مَا عَلِمتُ إِلاَّ خَيْراً.
فَقَالَ لَهُ: إِنْسَانٌ جَاءهُ بِكِتَابِ فَضَائِلَ، فَجَعَلَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَوَّلَهَا، وَأَخَّرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ.
فَعَجِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْ هَذَا، وَقَالَ: لَعَلَّهُ أُتِيَ مِنْ غَيْرِهِ.
قَالُوا لَهُ: وَثَمَّ تِلْكَ الأَشْيَاءُ؟
قَالَ: فَلِمَ تَسْمَعُونَهَا أَنْتُم، لاَ تَسْمَعُوهَا، وَلَمْ أَرَهُ يَقُوْلُ فِيْهِ إِلاَّ خَيْراً.
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ: كَانَ سُوَيْدٌ مِنَ الحُفَّاظِ، وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يَنْتَقِي عَلَيْهِ لِوَلَدَيْهِ صَالِحٍ وَعَبْدِ اللهِ يَخْتَلِفَانِ إِلَيْهِ، فَيَسْمَعَانِ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، يَقُوْلُ: سُوَيْدٌ مَاتَ مُنْذُ حِيْنَ.
قُلْتُ: عَنَى أَنَّهُ مَاتَ ذِكْرُهُ لِلِيْنِهِ، وَإِلاَّ فَقَدْ بَقِيَ سُوَيْدٌ بَعْدَ يَحْيَى سَبْعَ سِنِيْنَ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: هُوَ حَلاَلُ الدَّمِ.
وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: هُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ، أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى السُّوْسِيُّ الخَزَّازُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، فَقَالَ:
مَا حَدَّثَكَ، فَاكْتُبْ عَنْهُ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ تَلْقِيْناً، فَلاَ.
أَي: إِنَّهُ كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِيْنَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ المَدِيْنِيُّ: سُئِلَ أَبِي عَنْ سُوَيْدٍ الأَنْبَارِيِّ، فَحَرَّكَ
رَأْسَهُ، وَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.وَقَالَ: هَذَا أَحَدُ رَجُلَيْنِ: إِمَّا يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، أَوْ مِنْ كِتَابِهِ.
ثُمَّ قَالَ: هُوَ عِنْدِي لاَ شَيْءَ.
قِيْلَ لَهُ: فَأَيْنَ حِفظُهُ ثَلاَثَ آلاَفٍ؟
قَالَ: هَذَا أَيْسَرُ، تُكَرَّرُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: صَدُوْقٌ، مُضَّطَرِبُ الحِفْظِ، وَلاَ سِيَّمَا بَعْدَ مَا عَمِيَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، يُدَلِّسُ، وَيُكْثِرُ ذَلِكَ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَتَلَقَّنَ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيْثهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلاَ مَأْمُوْنٍ.
أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ حَلاَلُ الدَّمِ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: صَدُوْقٌ عَمِيَ، فَكَانَ يُلَقَّنُ أَحَادِيْثَ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيْثِهِ.
وَقَالَ الحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ: عَمِيَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَرُبَّمَا لُقِّنَ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِهِ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَهُوَ بَصِيْرٌ، فَحَدِيْثُهُ عَنْهُ أَحْسَنُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: هُوَ شَيْخٌ، هُوَ سِدَادٌ مِنْ عَيْشٍ.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُسِيْءُ القَوْلَ فِي سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَقَالَ: رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئاً لَمْ يُعْجِبْنِي.
قُلْتُ: مَا هُوَ؟
قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ مِنْ مِصْرَ، مَرَرْتُ بِهِ، فَأَقَمتُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدِي أَحَادِيْثَ لاِبْنِ وَهْبٍ، عَنْ ضِمَامٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَكَ.
فَقَالَ: ذَاكِرْنِي بِهَا.
فَأَخْرَجتُ الكُتُبَ، وَأَقبَلتُ أُذَاكِرُهُ، فَكُلَّمَا كُنْتُ أُذَاكِرُهُ، كَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا بِهِ ضِمَامٌ، وَكَانَ يُدَلِّسُ حَدِيْثَ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَحَدِيْثَ نِيَارِ بنِ مُكْرَمٍ، وَحَدِيْثَ عَبْدِ
اللهِ بنِ عَمْرٍو: (زُرْ غِبّاً ) .فَقُلْتُ: أَبُو مُحَمَّدٍ لَمْ يَسْمَعْ هَذِهِ الثَّلاَثَةَ أَحَادِيْثَ مِنْ هَؤُلاَءِ، فَغَضِبَ.
قَالَ البَرْذَعِيُّ: فَقُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ، فَأَيْشٍ حَالُهُ؟
قَالَ: أَمَّا كُتُبُهُ فَصِحَاحٌ، وَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ أُصُوْلَهُ، فَأَكْتُبُ مِنْهَا، فَأَمَّا إِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، فَلاَ.
وَقُلْنَا لاِبْنِ مَعِيْنٍ: إِنَّ سُوَيْداً يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قَالَ فِي دِيْنِنَا بِرَأْيِهِ، فَاقْتُلُوْهُ) .
فَقَالَ يَحْيَى: يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهِ، فَيُقْتَلَ.
فَقِيْلَ لأَبِي زُرْعَةَ: سُوَيْدٌ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ إِسْحَاقَ بنِ نَجِيْحٍ.
فَقَالَ: هَذَا حَدِيْثُ إِسْحَاقَ بنِ نَجِيْحٍ، إِلاَّ أَنَّ سُوَيْداً أَتَى بِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ.
قُلْتُ: فَقَدْ رَوَاهُ لِغَيْرِكَ عَنِ ابْنِ نَجِيْحٍ.
قَالَ: عَسَى قِيْلَ لَهُ، فَرَجَعَ.
ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ جَعْفَراً الفِرْيَابِيَّ يَقُوْلُ: أَفَادَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ فِي قَطِيْعَةِ الرَّبِيْعِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ، بِحَضرَةِ أَبِي زُرْعَةَ، وَجَمعٍ مِنْ رُؤَسَاءِ
أَصْحَابِ الحَدِيْثِ حِيْنَ أَرَدْتُ أَنْ أَخرُجَ إِلَى سُوَيْدٍ، فَقَالَ: وَقِّفْهُ، وَتَثَبَّتْ مِنْهُ، هَلْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ؟فَقَدِمْتُ عَلَى سُوَيْدٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُس، عَنْ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ:
عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً، شَرُّهَا قَوْمٌ يَقِيْسُوْنَ الرَّأْيَ، يَسْتَحِلُّوْنَ بِهِ الحَرَامَ، وَيُحَرِّمُوْنَ بِهِ الحَلاَلَ ) .
فَوَقَفْتُ سُوَيْداً عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي بِهِ، وَدَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلاَمٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: فَهَذَا إِنَّمَا يُعرَفُ بِنُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِيْهِ مِنْ جَرَّاهُ، ثُمَّ رَوَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، يُقَالُ لَهُ: الحَكَمُ بنُ المُبَارَكِ، يُكْنَى أَبَا صَالِحٍ الخَوَاسْتِيَّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، ثُمَّ سَرَقَهُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ مِمَّنْ يُعْرَفُوْنَ بِسَرِقَةِ الحَدِيْثِ، مِنْهُم: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الضَّحَّاكِ، وَالنَّضْرُ بنُ طَاهِرٍ، وَثَالِثُهُم سُوَيْدٌ الأَنْبَارِيُّ.
وَلِسُوَيْدٍ أَحَادِيْثُ كَثِيْرَةٌ عَنْ شُيُوْخِهِ، رَوَى عَنْ مَالِكٍ (المُوَطَّأَ) وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَمِعَهُ خَلْفَ حَائِطٍ، فَضُعِّفَ فِي مَالِكٍ أَيْضاً، وَهُوَ إِلَى الضَّعِيْفِ أَقْرَبُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: فِي القَلْبِ مِنْ سُوَيْدٍ مِنْ جِهَةِ التَّدْلِيْسِ، وَمَا ذُكِرَ عَنْهُ فِي حَدِيْثِ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ الَّذِي يُقَالُ: تَفَرَّدَ بِهِ نُعَيمٌ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، فَقَالَ:تَكَلَّمَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ) .
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ سُوَيْدٍ، وَجُرِّحَ سُوَيْدٌ؛ لِرِوَايَتِهِ لِهَذَا الحَدِيْثِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَلَمْ نَزَلْ نَظُنُّ أَنَّ هَذَا كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأَنَّ سُوَيْداً أَتَى أَمراً عَظِيْماً فِي رِوَايَةِ هَذَا، حَتَّى دَخَلْتُ مِصْرَ، فَوَجَدْتُ هَذَا الحَدِيْثَ فِي (مُسْنَدِ أَبِي يَعْقُوْبَ المِنْجَنِيْقيِّ) - وَكَانَ ثِقَةً - رَوَاهُ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، فَتَخَلَّصَ سُوَيْدٌ.
وَصَحَّ الحَدِيْثُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَقَدْ حَدَّثَ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوْبَ هَذَا.
قَالَ البُخَارِيُّ: حَدِيْثُ سُوَيْدٍ مُنْكَرٌ.
وَقَدْ رَوَى: ابْنُ الجَوْزِيِّ، أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ قَالَ: هُوَ مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ.
فَهَذَا النَّقلُ مَرْدُوْدٌ، لَمْ يَقُلْهُ أَحْمَدُ.
وَمِنْ مَنَاكِيْرِ سُوَيْدٍ - وَهُوَ مَشْهُوْرٌ عَنْهُ -: عَنْ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَوْ صَلَّيْتَ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ.
فَصَلَّى عَلَيْهَا بَعْدَ شَهْرٍ، وَكَانَ غَائِباً.
وَهَذَا لَمْ يُتَابَعْ سُوَيْدٌ عَلَيْهِ.
سُوَيْدٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مَرْفُوْعاً: (المَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ) .
رَوَاهُ: إِسْحَاقُ المِنْجَنِيْقيُّ عَنْهُ، وَإِنَّمَا رَوَى النَّاسُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بِالإِسْنَادِ: (يَمْلِكُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) .
أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ مِنْ كِتَابِهِ الأَصْلِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهْدَى لأَبِي بَكْرٍ.
قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ يُتَابَعْ سُوَيْدٌ عَلَيْهِ.
رَوَى: الحَسَنُ بنُ فَهْمٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ - وَذَكَرَ سُوَيْداً - فَقَالَ: لاَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي حَدِيْثِ: (مَنْ قَالَ فِي دِيْنِنَا بِرَأْيِهِ، فَاقْتُلُوْهُ)
هَذَا الحَدِيْثُ الَّذِي قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَوْ وَجَدْتُ دَرَقَةً وَسَيْفاً، لَغَزَوْتُ سُوَيْداً الأَنْبَارِيَّ.وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: أُنْكِرَ عَلَى سُوَيْدٍ حَدِيْثُ: (مَنْ عَشِقَ وَعَفَّ وَكَتَمَ وَمَاتَ، مَاتَ شهيداً ) .
ثُمَّ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ يَحْيَى لَمَّا ذُكِرَ لَهُ هَذَا، قَالَ: لَوْ كَانَ لِي فَرَسٌ وَرُمْحٌ، غَزَوْتُ سُوَيْداً.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قُلْتُ لِمُسْلِمٍ: كَيْفَ اسْتَجَزْتَ الرِّوَايَةَ عَنْ سُوَيْدٍ فِي (الصَّحِيْحِ) ؟
قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ كُنْتُ آتِي بِنُسْخَةِ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ؟
قُلْتُ: مَا كَانَ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُخَرِّجَ لَهُ فِي الأُصُوْلِ، وَلَيْتَهُ عَضَدَ أَحَادِيْثَ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، بِأَنْ رَوَاهَا بِنُزُوْلِ دَرَجَةٍ أَيْضاً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَعْبَلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ كَانَ فِيْهِمُ المُرْجِئَةُ وَالقَدَرِيَّةُ يُشَوِّشُوْنَ عَلَيْهِ أَمْرَ أُمَّتِهِ، وَإِنَّ اللهَ لَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ سَبْعِيْنَ نَبِيّاً ) . وَهَذَا مُنْكَرٌ.
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا البَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ الحَسَنِ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كُلُّ مَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَنَفْسِهِ، فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَمَا وَقَى بِهِ عِرْضَهُ، فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَنْفَقَ مِنْ نَفَقَةٍ، فَعَلَى اللهِ خَلَفُهَا، إِلاَّ مَا كَانَ فِي بُنْيَانٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ ) .
غَرِيْبٌ جِدّاً.
إِبرَاهيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَةَ نِفْطَوَيْه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً، قَالَ: (منْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ ) .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ القَرَافِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنْ صَالِحٍ الدَّهَّانِ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ:
نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِ البِرِّ، فَإذَا الصَّلاَةُ تُجْهِدُ البَدَنَ، وَلاَ تُجْهِدُ المَالَ، وَكَذَلِكَ الصِّيَامُ.
قَالَ: وَالحَجُّ يُجْهِدُ المَالَ وَالبَدَنَ، فَرَأَيْتُ أَنَّ الحَجَّ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ.
فَضْلُ الأَعْمَالِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، إِنَّمَا هُوَ التَّوقِيفُ، وَوَرَدَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيْثُ عِدَّةٌ، لَكِنْ إِذَا قُلْنَا مَثَلاً: أَفْضَلُ الأَعْمَالِ الصَّلاَةُ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ المِقْدَارَ الَّذِي هُوَ مِنَ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ مِنَ الحَجِّ مَرَّةً.
وَكَذَا إِذَا قُلْنَا: الصَّلاَةُ
أَفْضَلُ مِنَ الصَّوْمِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ، بَلِ المُسْلِمَانِ يَصُوْمَانِ يَوْماً، وَيُصَلِّيَانِ رَكْعَتَيْنِ مِنَ النَّفْلِ، وَبَيْنَهُمَا مِنْ مُضَاعَفَةِ الثَّوَابِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيْمٌ لِمَا يَقَعُ فِي ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ.قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ سُوَيْدٌ يَوْمَ الفِطْرِ، سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، بِالحَدِيْثَةِ.
قَالَ البَغَوِيُّ: بَلَغَ مائَةَ سَنَةٍ.
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ،
أَبُو مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، ثُمَّ الحَدَثَانِيُّ، الأَنْبَارِيُّ، نَزِيْلُ حَدِيْثَةِ النَّوْرَةِ، بُلَيْدَةٌ تَحْتَ عَانَةَ، وَفَوْقَ الأَنْبَارِ، رَحَّالٌ، جَوَّالٌ، صَاحِبُ حَدِيْثٍ وَعِنَايَةٍ بِهَذَا الشَّأْنِ.لَقِيَ الكِبَارَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ بِـ (المُوَطَّأِ) ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأُمَوِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرِّجَالِ، وَشَرِيْكٍ القَاضِي، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ الحَسَنِ الهِلاَلِيِّ، وَسَوَّارِ بنِ مُصْعَبٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ، وَحَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيِّ، وَعَبْدِ رَبِّهِ بنِ بارِقٍ، وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أَبِي مَالِكٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَبَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَعَلِيِّ بنِ مُسْهِرٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَفَرَجِ بنِ فَضَالَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِالحَرَمَيْنِ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَمِصْرَ.
رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَبَقِيَّةُ - شَيْخُهُ - وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَبَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ هَانئ، وَعُبَيْدٌ العِجْلُ، وَالحَسَنُ المَعْمَرِيُّ، وَإِسْحَاقُ المِنْجَنِيْقيُّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَعْدِ الوَشَّاءُ - رَاوِي (المُوَطَّأِ) عَنْهُ - وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَجَبٍ الأَنْبَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَالقَاسِمُ المُطَرِّزُ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: عَرَضتُ عَلَى أَبِي أَحَادِيْثَ لِسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ
ضِمَامِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، فَقَالَ لِي: اكتُبْهَا كُلَّهَا، أَوْ قَالَ: تَتَبَّعْهَا، فَإِنَّهُ صَالِحٌ، أَوْ قَالَ: ثِقَةٌ.قَالَ الحَسَنُ المَيْمُوْنِيُّ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ -يَعْنِي: أَحْمَدَ- عَنْ سُوَيْدٍ، فَقَالَ: مَا عَلِمتُ إِلاَّ خَيْراً.
فَقَالَ لَهُ: إِنْسَانٌ جَاءهُ بِكِتَابِ فَضَائِلَ، فَجَعَلَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَوَّلَهَا، وَأَخَّرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ.
فَعَجِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مِنْ هَذَا، وَقَالَ: لَعَلَّهُ أُتِيَ مِنْ غَيْرِهِ.
قَالُوا لَهُ: وَثَمَّ تِلْكَ الأَشْيَاءُ؟
قَالَ: فَلِمَ تَسْمَعُونَهَا أَنْتُم، لاَ تَسْمَعُوهَا، وَلَمْ أَرَهُ يَقُوْلُ فِيْهِ إِلاَّ خَيْراً.
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ: كَانَ سُوَيْدٌ مِنَ الحُفَّاظِ، وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يَنْتَقِي عَلَيْهِ لِوَلَدَيْهِ صَالِحٍ وَعَبْدِ اللهِ يَخْتَلِفَانِ إِلَيْهِ، فَيَسْمَعَانِ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، يَقُوْلُ: سُوَيْدٌ مَاتَ مُنْذُ حِيْنَ.
قُلْتُ: عَنَى أَنَّهُ مَاتَ ذِكْرُهُ لِلِيْنِهِ، وَإِلاَّ فَقَدْ بَقِيَ سُوَيْدٌ بَعْدَ يَحْيَى سَبْعَ سِنِيْنَ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُوْلُ: هُوَ حَلاَلُ الدَّمِ.
وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُوْلُ: هُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ، أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى السُّوْسِيُّ الخَزَّازُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، فَقَالَ:
مَا حَدَّثَكَ، فَاكْتُبْ عَنْهُ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ تَلْقِيْناً، فَلاَ.
أَي: إِنَّهُ كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِيْنَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ المَدِيْنِيُّ: سُئِلَ أَبِي عَنْ سُوَيْدٍ الأَنْبَارِيِّ، فَحَرَّكَ
رَأْسَهُ، وَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.وَقَالَ: هَذَا أَحَدُ رَجُلَيْنِ: إِمَّا يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، أَوْ مِنْ كِتَابِهِ.
ثُمَّ قَالَ: هُوَ عِنْدِي لاَ شَيْءَ.
قِيْلَ لَهُ: فَأَيْنَ حِفظُهُ ثَلاَثَ آلاَفٍ؟
قَالَ: هَذَا أَيْسَرُ، تُكَرَّرُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: صَدُوْقٌ، مُضَّطَرِبُ الحِفْظِ، وَلاَ سِيَّمَا بَعْدَ مَا عَمِيَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، يُدَلِّسُ، وَيُكْثِرُ ذَلِكَ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَتَلَقَّنَ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيْثهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلاَ مَأْمُوْنٍ.
أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ حَلاَلُ الدَّمِ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: صَدُوْقٌ عَمِيَ، فَكَانَ يُلَقَّنُ أَحَادِيْثَ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيْثِهِ.
وَقَالَ الحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ: عَمِيَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَرُبَّمَا لُقِّنَ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيْثِهِ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَهُوَ بَصِيْرٌ، فَحَدِيْثُهُ عَنْهُ أَحْسَنُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: هُوَ شَيْخٌ، هُوَ سِدَادٌ مِنْ عَيْشٍ.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُسِيْءُ القَوْلَ فِي سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَقَالَ: رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئاً لَمْ يُعْجِبْنِي.
قُلْتُ: مَا هُوَ؟
قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ مِنْ مِصْرَ، مَرَرْتُ بِهِ، فَأَقَمتُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدِي أَحَادِيْثَ لاِبْنِ وَهْبٍ، عَنْ ضِمَامٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَكَ.
فَقَالَ: ذَاكِرْنِي بِهَا.
فَأَخْرَجتُ الكُتُبَ، وَأَقبَلتُ أُذَاكِرُهُ، فَكُلَّمَا كُنْتُ أُذَاكِرُهُ، كَانَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا بِهِ ضِمَامٌ، وَكَانَ يُدَلِّسُ حَدِيْثَ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَحَدِيْثَ نِيَارِ بنِ مُكْرَمٍ، وَحَدِيْثَ عَبْدِ
اللهِ بنِ عَمْرٍو: (زُرْ غِبّاً ) .فَقُلْتُ: أَبُو مُحَمَّدٍ لَمْ يَسْمَعْ هَذِهِ الثَّلاَثَةَ أَحَادِيْثَ مِنْ هَؤُلاَءِ، فَغَضِبَ.
قَالَ البَرْذَعِيُّ: فَقُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ، فَأَيْشٍ حَالُهُ؟
قَالَ: أَمَّا كُتُبُهُ فَصِحَاحٌ، وَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ أُصُوْلَهُ، فَأَكْتُبُ مِنْهَا، فَأَمَّا إِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، فَلاَ.
وَقُلْنَا لاِبْنِ مَعِيْنٍ: إِنَّ سُوَيْداً يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قَالَ فِي دِيْنِنَا بِرَأْيِهِ، فَاقْتُلُوْهُ) .
فَقَالَ يَحْيَى: يَنْبَغِي أَنْ يُبْدَأَ بِهِ، فَيُقْتَلَ.
فَقِيْلَ لأَبِي زُرْعَةَ: سُوَيْدٌ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ إِسْحَاقَ بنِ نَجِيْحٍ.
فَقَالَ: هَذَا حَدِيْثُ إِسْحَاقَ بنِ نَجِيْحٍ، إِلاَّ أَنَّ سُوَيْداً أَتَى بِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ.
قُلْتُ: فَقَدْ رَوَاهُ لِغَيْرِكَ عَنِ ابْنِ نَجِيْحٍ.
قَالَ: عَسَى قِيْلَ لَهُ، فَرَجَعَ.
ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ جَعْفَراً الفِرْيَابِيَّ يَقُوْلُ: أَفَادَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ فِي قَطِيْعَةِ الرَّبِيْعِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ، بِحَضرَةِ أَبِي زُرْعَةَ، وَجَمعٍ مِنْ رُؤَسَاءِ
أَصْحَابِ الحَدِيْثِ حِيْنَ أَرَدْتُ أَنْ أَخرُجَ إِلَى سُوَيْدٍ، فَقَالَ: وَقِّفْهُ، وَتَثَبَّتْ مِنْهُ، هَلْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ؟فَقَدِمْتُ عَلَى سُوَيْدٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُس، عَنْ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ:
عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً، شَرُّهَا قَوْمٌ يَقِيْسُوْنَ الرَّأْيَ، يَسْتَحِلُّوْنَ بِهِ الحَرَامَ، وَيُحَرِّمُوْنَ بِهِ الحَلاَلَ ) .
فَوَقَفْتُ سُوَيْداً عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي بِهِ، وَدَارَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلاَمٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: فَهَذَا إِنَّمَا يُعرَفُ بِنُعَيْمِ بنِ حَمَّادٍ، فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِيْهِ مِنْ جَرَّاهُ، ثُمَّ رَوَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، يُقَالُ لَهُ: الحَكَمُ بنُ المُبَارَكِ، يُكْنَى أَبَا صَالِحٍ الخَوَاسْتِيَّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، ثُمَّ سَرَقَهُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ مِمَّنْ يُعْرَفُوْنَ بِسَرِقَةِ الحَدِيْثِ، مِنْهُم: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الضَّحَّاكِ، وَالنَّضْرُ بنُ طَاهِرٍ، وَثَالِثُهُم سُوَيْدٌ الأَنْبَارِيُّ.
وَلِسُوَيْدٍ أَحَادِيْثُ كَثِيْرَةٌ عَنْ شُيُوْخِهِ، رَوَى عَنْ مَالِكٍ (المُوَطَّأَ) وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَمِعَهُ خَلْفَ حَائِطٍ، فَضُعِّفَ فِي مَالِكٍ أَيْضاً، وَهُوَ إِلَى الضَّعِيْفِ أَقْرَبُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: فِي القَلْبِ مِنْ سُوَيْدٍ مِنْ جِهَةِ التَّدْلِيْسِ، وَمَا ذُكِرَ عَنْهُ فِي حَدِيْثِ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ الَّذِي يُقَالُ: تَفَرَّدَ بِهِ نُعَيمٌ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، فَقَالَ:تَكَلَّمَ فِيْهِ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ) .
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ سُوَيْدٍ، وَجُرِّحَ سُوَيْدٌ؛ لِرِوَايَتِهِ لِهَذَا الحَدِيْثِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَلَمْ نَزَلْ نَظُنُّ أَنَّ هَذَا كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأَنَّ سُوَيْداً أَتَى أَمراً عَظِيْماً فِي رِوَايَةِ هَذَا، حَتَّى دَخَلْتُ مِصْرَ، فَوَجَدْتُ هَذَا الحَدِيْثَ فِي (مُسْنَدِ أَبِي يَعْقُوْبَ المِنْجَنِيْقيِّ) - وَكَانَ ثِقَةً - رَوَاهُ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، فَتَخَلَّصَ سُوَيْدٌ.
وَصَحَّ الحَدِيْثُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَقَدْ حَدَّثَ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوْبَ هَذَا.
قَالَ البُخَارِيُّ: حَدِيْثُ سُوَيْدٍ مُنْكَرٌ.
وَقَدْ رَوَى: ابْنُ الجَوْزِيِّ، أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ قَالَ: هُوَ مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ.
فَهَذَا النَّقلُ مَرْدُوْدٌ، لَمْ يَقُلْهُ أَحْمَدُ.
وَمِنْ مَنَاكِيْرِ سُوَيْدٍ - وَهُوَ مَشْهُوْرٌ عَنْهُ -: عَنْ يَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَوْ صَلَّيْتَ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ.
فَصَلَّى عَلَيْهَا بَعْدَ شَهْرٍ، وَكَانَ غَائِباً.
وَهَذَا لَمْ يُتَابَعْ سُوَيْدٌ عَلَيْهِ.
سُوَيْدٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مَرْفُوْعاً: (المَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ) .
رَوَاهُ: إِسْحَاقُ المِنْجَنِيْقيُّ عَنْهُ، وَإِنَّمَا رَوَى النَّاسُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بِالإِسْنَادِ: (يَمْلِكُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) .
أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ مِنْ كِتَابِهِ الأَصْلِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهْدَى لأَبِي بَكْرٍ.
قَالَ الخَطِيْبُ: لَمْ يُتَابَعْ سُوَيْدٌ عَلَيْهِ.
رَوَى: الحَسَنُ بنُ فَهْمٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ - وَذَكَرَ سُوَيْداً - فَقَالَ: لاَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي حَدِيْثِ: (مَنْ قَالَ فِي دِيْنِنَا بِرَأْيِهِ، فَاقْتُلُوْهُ)
هَذَا الحَدِيْثُ الَّذِي قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: لَوْ وَجَدْتُ دَرَقَةً وَسَيْفاً، لَغَزَوْتُ سُوَيْداً الأَنْبَارِيَّ.وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: أُنْكِرَ عَلَى سُوَيْدٍ حَدِيْثُ: (مَنْ عَشِقَ وَعَفَّ وَكَتَمَ وَمَاتَ، مَاتَ شهيداً ) .
ثُمَّ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ يَحْيَى لَمَّا ذُكِرَ لَهُ هَذَا، قَالَ: لَوْ كَانَ لِي فَرَسٌ وَرُمْحٌ، غَزَوْتُ سُوَيْداً.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قُلْتُ لِمُسْلِمٍ: كَيْفَ اسْتَجَزْتَ الرِّوَايَةَ عَنْ سُوَيْدٍ فِي (الصَّحِيْحِ) ؟
قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ كُنْتُ آتِي بِنُسْخَةِ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ؟
قُلْتُ: مَا كَانَ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُخَرِّجَ لَهُ فِي الأُصُوْلِ، وَلَيْتَهُ عَضَدَ أَحَادِيْثَ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، بِأَنْ رَوَاهَا بِنُزُوْلِ دَرَجَةٍ أَيْضاً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَعْبَلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ كَانَ فِيْهِمُ المُرْجِئَةُ وَالقَدَرِيَّةُ يُشَوِّشُوْنَ عَلَيْهِ أَمْرَ أُمَّتِهِ، وَإِنَّ اللهَ لَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ سَبْعِيْنَ نَبِيّاً ) . وَهَذَا مُنْكَرٌ.
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا البَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ الحَسَنِ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كُلُّ مَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَنَفْسِهِ، فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَمَا وَقَى بِهِ عِرْضَهُ، فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَنْفَقَ مِنْ نَفَقَةٍ، فَعَلَى اللهِ خَلَفُهَا، إِلاَّ مَا كَانَ فِي بُنْيَانٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ ) .
غَرِيْبٌ جِدّاً.
إِبرَاهيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَةَ نِفْطَوَيْه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً، قَالَ: (منْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ ) .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ القَرَافِيُّ، أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنْ صَالِحٍ الدَّهَّانِ، عَنْ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ:
نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِ البِرِّ، فَإذَا الصَّلاَةُ تُجْهِدُ البَدَنَ، وَلاَ تُجْهِدُ المَالَ، وَكَذَلِكَ الصِّيَامُ.
قَالَ: وَالحَجُّ يُجْهِدُ المَالَ وَالبَدَنَ، فَرَأَيْتُ أَنَّ الحَجَّ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ.
فَضْلُ الأَعْمَالِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، إِنَّمَا هُوَ التَّوقِيفُ، وَوَرَدَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيْثُ عِدَّةٌ، لَكِنْ إِذَا قُلْنَا مَثَلاً: أَفْضَلُ الأَعْمَالِ الصَّلاَةُ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ المِقْدَارَ الَّذِي هُوَ مِنَ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ مِنَ الحَجِّ مَرَّةً.
وَكَذَا إِذَا قُلْنَا: الصَّلاَةُ
أَفْضَلُ مِنَ الصَّوْمِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ، بَلِ المُسْلِمَانِ يَصُوْمَانِ يَوْماً، وَيُصَلِّيَانِ رَكْعَتَيْنِ مِنَ النَّفْلِ، وَبَيْنَهُمَا مِنْ مُضَاعَفَةِ الثَّوَابِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيْمٌ لِمَا يَقَعُ فِي ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ.قَالَ البُخَارِيُّ: مَاتَ سُوَيْدٌ يَوْمَ الفِطْرِ، سنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، بِالحَدِيْثَةِ.
قَالَ البَغَوِيُّ: بَلَغَ مائَةَ سَنَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148215&book=5571#275877
سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار أبو محمد الهروي ويقال الأنباري.
سكن الحديثة من أرض الشام.
قال البخاري: مات بالحديثة في أول شوال سنة أربعين ومائتين.
وقال غيره: مات يوم الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة أربعين ومائتين.
روى عن: أبي عمر حفص بن ميسرة الصنعاني، وأبي عمر حفص بن غياث النخعي الكوفي، وأبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، وأبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي، وأبي عبد الله مروان بن معاوية الفزاري، وأبي الحسن علي بن مسهر القرشي، وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني، وأبي محمد عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وأبي محمد معتمر بن سليمان التيمي، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي، وابي تمام عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المدني، وأبي إسحاق إبراهيم بن سعد الزهري، وأبي عبد الله شريك بن عبد الله النخعي، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي وغيرهم.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والطهارة، والصلاة، والصيام، والحج، والرضاع، والبيوع، والحدود، والأيمان، والنذور وغير ذلك.
وروى عنه: أبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط العبدي، وأبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري نزيل بغداد، وأبو لبيد محمد بن إدريس السرخسي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن يونس البغدادي، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبو العباس محمد بن علي بن الفضل البغدادي المعروف بفستقة، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وغيرهم.
وذكره أبو أحمد الحاكم فقال: عمي في آخر عمره فربما لقن ما ليس من حديثه، فمن سمع منه وهو بصير فحديثة عنه أحسن.
ثم قال أبو أحمد: وجدت في كتابي بخط يدي عن محمد بن سليمان بن فارس ولم أر عليه علامة السماع عن محمد بن إسماعيل البخاري.
توفي سويد بن سعيد بالحديثة فيه نظر، كان عمى فلقن ما ليس من حديثه.
قال أبو أحمد: وأنا أبو العباس الثقفي قال: سمعت أحمد بن عبد الله بن زياد أبا جعفر الديباجي ـ قال: سمعت أبا بكر الأعين يقول: وسألته عن سويد بن سعيد فقال شداد بن عمر: هو شيخ.
وقال أبو حاتم البستي: سويد بن سعيد الحدثاني يأتي عن الثقات بالمعضلات، وروى عن علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدًا".
وذكره أبو عبد الله الحاكم في المدخل فقال: سويد بن سعيد الأنباري قد أكثر مسلم الرواية عنه، وأكثر ما ذكر عنه حفص بن ميسرة أنكر عليه حديثة عن علي بن مسهر في العشق.
وقيل إن يحيى بن معين لما ذكر له هذا قلا: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدًا.
فقال أبو عبد الرحمن النسائي: سويد الحدثاني ضعيف، وإنما ذكرت قول أبي عبد الرحمن فيه لأنه يتورع أن ينطق إلا بعد خبره، فالذي نقول في هذا أن الذي اعتمده مسلم من أحاديثة أحاديث حفص بن ميسرة وقد غمز في غيره، والذي عرفته من احتياط مسلم لدينه في أمثاله أنه لو وقف من حال سويد على ما وقف عليه غيره من هؤلاء الأئمة لترك الرواية عنه عن حفص بن ميسرة وغيره، فسمعت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ ببغداد يوثق سويدًا ويقول: إن الذي أنكر عليه يحيى بن معين حديث أبي معاوية عن الأعمش عن عطية، عن أبي سعيد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
وقال لنا هذا: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى".
فما زلنا نحفظة من قول يحيى ولا نشك أنه كما قال وأن سويدًا وهم فيه حتى رأيته بمصر بعد سنة سبع وخمسين عند محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري شيخ ثقة، عن أبي يعقوب المنجنيقي، عن أبي كريب، عن أبي معاوية عن الأعمش، عن عطية عن أبي سعيد عن النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ وفي وسطها هذا الحديث، وغلى جنبه أنت مني بمنزلة هارون من موسى، فأما حديث العشق فإنه موضوع عليه.
قال محمد: أرجو أن يكون سويد هذا صدوقًا في الحديث.
قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أبا داود عن سويد الحدثاني فقال: ذاكرت به يحيى فقال: ثقة، روى عن مالك ونظرائة.
وذكره مسلمة بن قاسم فقال عنه: ثقة، روى عنه ابو داود.
ووثقة أيضًا أبو الحسن الدارقطني (رحمه الله).
وذكر ابن أبي حاتم أنه سمع أباه يقول: كان صدوقًا وكان يدلس ويكثر ذلك ـ يعني التدليس ـ.
سكن الحديثة من أرض الشام.
قال البخاري: مات بالحديثة في أول شوال سنة أربعين ومائتين.
وقال غيره: مات يوم الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة أربعين ومائتين.
روى عن: أبي عمر حفص بن ميسرة الصنعاني، وأبي عمر حفص بن غياث النخعي الكوفي، وأبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، وأبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي، وأبي عبد الله مروان بن معاوية الفزاري، وأبي الحسن علي بن مسهر القرشي، وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني، وأبي محمد عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وأبي محمد معتمر بن سليمان التيمي، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي، وابي تمام عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المدني، وأبي إسحاق إبراهيم بن سعد الزهري، وأبي عبد الله شريك بن عبد الله النخعي، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي وغيرهم.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والطهارة، والصلاة، والصيام، والحج، والرضاع، والبيوع، والحدود، والأيمان، والنذور وغير ذلك.
وروى عنه: أبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط العبدي، وأبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري نزيل بغداد، وأبو لبيد محمد بن إدريس السرخسي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن يونس البغدادي، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبو العباس محمد بن علي بن الفضل البغدادي المعروف بفستقة، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وغيرهم.
وذكره أبو أحمد الحاكم فقال: عمي في آخر عمره فربما لقن ما ليس من حديثه، فمن سمع منه وهو بصير فحديثة عنه أحسن.
ثم قال أبو أحمد: وجدت في كتابي بخط يدي عن محمد بن سليمان بن فارس ولم أر عليه علامة السماع عن محمد بن إسماعيل البخاري.
توفي سويد بن سعيد بالحديثة فيه نظر، كان عمى فلقن ما ليس من حديثه.
قال أبو أحمد: وأنا أبو العباس الثقفي قال: سمعت أحمد بن عبد الله بن زياد أبا جعفر الديباجي ـ قال: سمعت أبا بكر الأعين يقول: وسألته عن سويد بن سعيد فقال شداد بن عمر: هو شيخ.
وقال أبو حاتم البستي: سويد بن سعيد الحدثاني يأتي عن الثقات بالمعضلات، وروى عن علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدًا".
وذكره أبو عبد الله الحاكم في المدخل فقال: سويد بن سعيد الأنباري قد أكثر مسلم الرواية عنه، وأكثر ما ذكر عنه حفص بن ميسرة أنكر عليه حديثة عن علي بن مسهر في العشق.
وقيل إن يحيى بن معين لما ذكر له هذا قلا: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدًا.
فقال أبو عبد الرحمن النسائي: سويد الحدثاني ضعيف، وإنما ذكرت قول أبي عبد الرحمن فيه لأنه يتورع أن ينطق إلا بعد خبره، فالذي نقول في هذا أن الذي اعتمده مسلم من أحاديثة أحاديث حفص بن ميسرة وقد غمز في غيره، والذي عرفته من احتياط مسلم لدينه في أمثاله أنه لو وقف من حال سويد على ما وقف عليه غيره من هؤلاء الأئمة لترك الرواية عنه عن حفص بن ميسرة وغيره، فسمعت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ ببغداد يوثق سويدًا ويقول: إن الذي أنكر عليه يحيى بن معين حديث أبي معاوية عن الأعمش عن عطية، عن أبي سعيد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
وقال لنا هذا: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى".
فما زلنا نحفظة من قول يحيى ولا نشك أنه كما قال وأن سويدًا وهم فيه حتى رأيته بمصر بعد سنة سبع وخمسين عند محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري شيخ ثقة، عن أبي يعقوب المنجنيقي، عن أبي كريب، عن أبي معاوية عن الأعمش، عن عطية عن أبي سعيد عن النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ وفي وسطها هذا الحديث، وغلى جنبه أنت مني بمنزلة هارون من موسى، فأما حديث العشق فإنه موضوع عليه.
قال محمد: أرجو أن يكون سويد هذا صدوقًا في الحديث.
قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أبا داود عن سويد الحدثاني فقال: ذاكرت به يحيى فقال: ثقة، روى عن مالك ونظرائة.
وذكره مسلمة بن قاسم فقال عنه: ثقة، روى عنه ابو داود.
ووثقة أيضًا أبو الحسن الدارقطني (رحمه الله).
وذكر ابن أبي حاتم أنه سمع أباه يقول: كان صدوقًا وكان يدلس ويكثر ذلك ـ يعني التدليس ـ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=121808&book=5571#ab58c5
سُوَيْد بن سعيد بن سهل بن شهريار القهروي الحدثاني سكن الحديثة كنيته أَبُو مُحَمَّد
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مَاتَ أول شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
روى عَن مَرْوَان بن مُعَاوِيَة فِي الْإِيمَان وَعلي بن مسْهر وَحَفْص بن ميسرَة وَمَالك وَيحيى بن زَكَرِيَّا أبي زَائِدَة فِي النِّكَاح ومعتمر بن سُلَيْمَان فِي النِّكَاح وَالْجَامِع وَغَيرهمَا والوليد بن مُسلم فِي الْإِيمَان وسُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي الْجِهَاد وعبد العزيز بن أبي حَازِم فِي اللبَاس وعبد الوهاب الثَّقَفِيّ فِي الْفَضَائِل
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مَاتَ أول شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
روى عَن مَرْوَان بن مُعَاوِيَة فِي الْإِيمَان وَعلي بن مسْهر وَحَفْص بن ميسرَة وَمَالك وَيحيى بن زَكَرِيَّا أبي زَائِدَة فِي النِّكَاح ومعتمر بن سُلَيْمَان فِي النِّكَاح وَالْجَامِع وَغَيرهمَا والوليد بن مُسلم فِي الْإِيمَان وسُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي الْجِهَاد وعبد العزيز بن أبي حَازِم فِي اللبَاس وعبد الوهاب الثَّقَفِيّ فِي الْفَضَائِل
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=77193&book=5571#98372e
سُوَيْدُ بنُ نَصْرٍ أَبُو الفَضْلِ المَرْوَزِيُّ
الشَّاهُ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو الفَضْلِ المَرْوَزِيُّ، مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ المُبَارَكِ - وَأَكْثَرَ عَنْهُ - وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَنُوْحِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ الهَرَوِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ.تُوُفِّيَ: سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، بِمَرْوَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَرَوِيُّ الحَدَثَانِيُّ، فَالحَدَثَانِيُّ أَكْبَرُهُمَا وَأَشْهُرُهُمَا، وَالشَّاهُ أَوْثَقُهُمَا وَأَتْقَنُهُمَا.
الشَّاهُ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو الفَضْلِ المَرْوَزِيُّ، مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ المُبَارَكِ - وَأَكْثَرَ عَنْهُ - وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَنُوْحِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ إِدْرِيْسَ الهَرَوِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ.تُوُفِّيَ: سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، بِمَرْوَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَرَوِيُّ الحَدَثَانِيُّ، فَالحَدَثَانِيُّ أَكْبَرُهُمَا وَأَشْهُرُهُمَا، وَالشَّاهُ أَوْثَقُهُمَا وَأَتْقَنُهُمَا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=77193&book=5571#9833c1
سويد بْن نصر أَبُو الفضل المروزي،
مات سنة أربعين ومائتين وهو ابْن إحدى وتسعين سنة، سَمِعَ ابْن المبارك.
مات سنة أربعين ومائتين وهو ابْن إحدى وتسعين سنة، سَمِعَ ابْن المبارك.