أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم أبو عبد الله القرشي الفهري مولاهم المصري، يقال له: بحشل، لقب له، وهو ابن أخي عبد الله بن وهب المصري، مات في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين.
روى عن: عمه أبي محمد عبد الله بن وهب بن مسلم الفقيه المصري صاحب مالك بن أنس.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الصلاة والزكاة والجهاد والفضائل وغير ذلك.
وقد روى أبو عبد الله البخاري عن أحمد غير منسوب، عن عبد الله بن وهب في غير موضع من الجامع.
فذكر أبو نصر الكلاباذي قال: قال لي أبو أحمد الحافظ محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري أحمد عن ابن وهب في جامع البخاري: هو ابن أخي ابن وهب.
وقال لي أبو عبد الله بن منده: كلما قال البخاري في الجامع، نا أحمد ابن وهب، فهو ابن صالح المصري.
ولم يخرج البخاري عن أحمد بن عبد الرحمن في الصحيح شيئًا، وإذا حدث عن أحمد بن عيسى نسبه.
وذكره أيضًا أبو عبد الله الحاكم فقال: ومن قال إنه ابن أخي ابن وهب ـ يعني أحمد ـ غير منسوب الذي حدث عنه البخاري في الجامع فقد وهم وغلط، والدليل على ذلك أن المشايخ الذي ترك أبو عبد الله الرواية عنهم في الجامع الصحيح قد روى عنهم في سائر مصنفاته كابي صالح وغيره، ولس له ـ رحمه الله ـ عن ابن أخي ابن وهب رواية في موضع، فهذا يدل على أنه لم يكتب عنه أو كتب عنه ثم ترك الرواية عنه أصلاً والله أعلم.
قال محمد: وقد روى أحمد بن عبد الرحمن بن وهب هذا عن عبد الملك شعيب بن الليث بن سعد الفهمي المصري.
روى عنه: أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة السلمي، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وأبو جعفر أحمد بن محمد ابن سلامة الطحاوي، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وغيرهم.
وذكره أبو أحمد الحاكم في الأسماء والكنى فقال: ليس بالمتين عنده.
وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أبا زرعة يقول: أدركناه ولم نكتب عنه، سمعت أبي يقول: أردكته وكتبت عنه.
سمعت أبا زرعة وأتاه بعض رفقائي فحكى عن أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب أنه رجع عن تلك الأحاديث، فقال أبو زرعة: إن رجوعه ما يحسن حاله ولا يبلغ به المنزلة التي كان قبل، سمعت أبي يقول: نا أبو عبيد الله ابن أخي ابن
وهب ثم قال: كتبنا عنه وأمره مستقيم ثم خلط بعد، ثم جاءني خبره أنه رجع عن التخليط.
وقال ابن أبي حاتم أيضًا: سألت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عنه فقال: ثقة ما رأينا إلا خيرًا، قلت: سمع من عمه، قال: إني والله سمعت أبي يقول: سمعت عبد الملك بن شعيب الليث يقول: أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ثقة ما رأينا إلا خيرًا، قلت: سمع من عمه، قال: إني والله سائل أبي عنه بعد ذلك فقال: كان صدوقًا.
وقال أبو عبد الله الحاكم في المدخل: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري.
روى عند مسلم أحاديث كثيرة، واحتج بها في المسند الصحيح.
قلت لأبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: إنه يحدث عن أحمد ابن عبد الرحمن قال: إن أحمد بن عبد الرحمن ابتلي بعد خروج مسلم من مصر.
قال أبو عبد الله الحاكم: فأما أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فإنا لا نشك في اختلاطه بعد الخمسين، وهو بعد خروج مسلم ـ رحمه الله ـ من مصر، والدليل عليه أحاديث جمعت عليه بمصر لا يكاد يقبلها العقل، وأهل الصنعة، من تأملها منهم علم أنها مخلوقة، أدخلت عليه فقبلها، منها:
عن عمه، عن مالك، عن الزهري، عن أنس "إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة".
ومنها عن عمه، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: "إن الله زادكم صلاة".
وعن عمه عن موسى بن يعقوب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس "من كذب ... ".
وعن عمه، عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، "إن بلالاً يؤذن بليل ... ".
وعن عمه، عن أسامة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر "شر قتيل قتيل بين الصفين يبتغي الملك".
فهذه خمسة من جملة أحاديث جمعت عليه حدث بها، وقد عرض عليه أبو
بكر محمد بن إسحاق منها عدة أحاديث فأنكر بعضها، وأقر له بالبعض، فمما أقر له بها:
حديثه عن عمه، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن أنس قال: لما حملت أم إبراهيم بإبراهيم، وقع في قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء لأنه كان خرج بها معه نسيب لها من المصر.
وعن عمه، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: سمعت عمار ابن ياسر بصفين في اليوم الذي قتل فيه وهو ينادي لقيت الجبار وتزوجت الحور العين، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عهد لي أن أن آخر زادي من الدنيا ضخ من لبن.
قال: وكان فيما حدث عن عمه، عن الثوري، عن عاصم الأحال، عن أنس وكذب فضرب عليه، قال: وأما أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس رحمنا الله وإياه فحدثونا عن أبيه أبي محمد أنه عرض كتاب أبيه إليه على أحمد بن عبد الرحمن يساله الرجوع عن أحاديث منها، فثبت عليها ولم يرجع عنها، فما يشبه حال مسلم معه إلا حال المتقدمين من أصحاب سعيد بن أبي عروبة أنهم أخذوا عنه قبل الاختلاط، وكانوا فيها على أصلهم الصحيح، وكذلك مسلم أخذ عنه قبل تغيره واختلاطه.
روى عن: عمه أبي محمد عبد الله بن وهب بن مسلم الفقيه المصري صاحب مالك بن أنس.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب الصلاة والزكاة والجهاد والفضائل وغير ذلك.
وقد روى أبو عبد الله البخاري عن أحمد غير منسوب، عن عبد الله بن وهب في غير موضع من الجامع.
فذكر أبو نصر الكلاباذي قال: قال لي أبو أحمد الحافظ محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري أحمد عن ابن وهب في جامع البخاري: هو ابن أخي ابن وهب.
وقال لي أبو عبد الله بن منده: كلما قال البخاري في الجامع، نا أحمد ابن وهب، فهو ابن صالح المصري.
ولم يخرج البخاري عن أحمد بن عبد الرحمن في الصحيح شيئًا، وإذا حدث عن أحمد بن عيسى نسبه.
وذكره أيضًا أبو عبد الله الحاكم فقال: ومن قال إنه ابن أخي ابن وهب ـ يعني أحمد ـ غير منسوب الذي حدث عنه البخاري في الجامع فقد وهم وغلط، والدليل على ذلك أن المشايخ الذي ترك أبو عبد الله الرواية عنهم في الجامع الصحيح قد روى عنهم في سائر مصنفاته كابي صالح وغيره، ولس له ـ رحمه الله ـ عن ابن أخي ابن وهب رواية في موضع، فهذا يدل على أنه لم يكتب عنه أو كتب عنه ثم ترك الرواية عنه أصلاً والله أعلم.
قال محمد: وقد روى أحمد بن عبد الرحمن بن وهب هذا عن عبد الملك شعيب بن الليث بن سعد الفهمي المصري.
روى عنه: أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة السلمي، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وأبو جعفر أحمد بن محمد ابن سلامة الطحاوي، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وغيرهم.
وذكره أبو أحمد الحاكم في الأسماء والكنى فقال: ليس بالمتين عنده.
وقال أبو حاتم الرازي: سمعت أبا زرعة يقول: أدركناه ولم نكتب عنه، سمعت أبي يقول: أردكته وكتبت عنه.
سمعت أبا زرعة وأتاه بعض رفقائي فحكى عن أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب أنه رجع عن تلك الأحاديث، فقال أبو زرعة: إن رجوعه ما يحسن حاله ولا يبلغ به المنزلة التي كان قبل، سمعت أبي يقول: نا أبو عبيد الله ابن أخي ابن
وهب ثم قال: كتبنا عنه وأمره مستقيم ثم خلط بعد، ثم جاءني خبره أنه رجع عن التخليط.
وقال ابن أبي حاتم أيضًا: سألت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عنه فقال: ثقة ما رأينا إلا خيرًا، قلت: سمع من عمه، قال: إني والله سمعت أبي يقول: سمعت عبد الملك بن شعيب الليث يقول: أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ثقة ما رأينا إلا خيرًا، قلت: سمع من عمه، قال: إني والله سائل أبي عنه بعد ذلك فقال: كان صدوقًا.
وقال أبو عبد الله الحاكم في المدخل: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري.
روى عند مسلم أحاديث كثيرة، واحتج بها في المسند الصحيح.
قلت لأبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: إنه يحدث عن أحمد ابن عبد الرحمن قال: إن أحمد بن عبد الرحمن ابتلي بعد خروج مسلم من مصر.
قال أبو عبد الله الحاكم: فأما أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فإنا لا نشك في اختلاطه بعد الخمسين، وهو بعد خروج مسلم ـ رحمه الله ـ من مصر، والدليل عليه أحاديث جمعت عليه بمصر لا يكاد يقبلها العقل، وأهل الصنعة، من تأملها منهم علم أنها مخلوقة، أدخلت عليه فقبلها، منها:
عن عمه، عن مالك، عن الزهري، عن أنس "إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة".
ومنها عن عمه، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: "إن الله زادكم صلاة".
وعن عمه عن موسى بن يعقوب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس "من كذب ... ".
وعن عمه، عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، "إن بلالاً يؤذن بليل ... ".
وعن عمه، عن أسامة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر "شر قتيل قتيل بين الصفين يبتغي الملك".
فهذه خمسة من جملة أحاديث جمعت عليه حدث بها، وقد عرض عليه أبو
بكر محمد بن إسحاق منها عدة أحاديث فأنكر بعضها، وأقر له بالبعض، فمما أقر له بها:
حديثه عن عمه، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن أنس قال: لما حملت أم إبراهيم بإبراهيم، وقع في قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء لأنه كان خرج بها معه نسيب لها من المصر.
وعن عمه، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: سمعت عمار ابن ياسر بصفين في اليوم الذي قتل فيه وهو ينادي لقيت الجبار وتزوجت الحور العين، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عهد لي أن أن آخر زادي من الدنيا ضخ من لبن.
قال: وكان فيما حدث عن عمه، عن الثوري، عن عاصم الأحال، عن أنس وكذب فضرب عليه، قال: وأما أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس رحمنا الله وإياه فحدثونا عن أبيه أبي محمد أنه عرض كتاب أبيه إليه على أحمد بن عبد الرحمن يساله الرجوع عن أحاديث منها، فثبت عليها ولم يرجع عنها، فما يشبه حال مسلم معه إلا حال المتقدمين من أصحاب سعيد بن أبي عروبة أنهم أخذوا عنه قبل الاختلاط، وكانوا فيها على أصلهم الصحيح، وكذلك مسلم أخذ عنه قبل تغيره واختلاطه.