Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154712&book=5567#4116e8
يزيد بن عبد الرحمن الهمداني
ابن أبي مالك هانئ الهمداني الفقيه قاضي دمشق.
حدث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا بعث جيشاً أو سرية أوصى صاحبهم بتقوى الله، في خاصة نفسه وبمن معه من المؤمنين. ثم قال: " اغزوا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً، فإذا أنت لقيت عدوك من المشركين إن شاء الله فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال، أيهم أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن قبلوا فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبرهم أنهم كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين، وليس لهم في الفيء والغنيمة حتى يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ".
وحدث عن أنس بن مالك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل، خطوتها عند منتهى طرفها، فركبت ومعي جبريل، فسارت بي، ثم قال: انزل فصل، فنزلت فصليت فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة، وإليها المهاجر إن شاء الله. ثم قال: انزل فصل، فنزلت فصليت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى، ثم دخلت بيت المقدس، فجمع لي الأنبياء، فقدمني جبريل فصليت بهم، ثم صعد بي إلى سماء الدنيا، فإذا فيها آدم، فقال لي: سلم عليه، فقال: مرحباً بابني والنبي الصالح، ثم دخلت السماء الثانية فإذا فيها ابنا الخالة يحيى وعيسى، ثم دخلت السماء الثالثة فوجدت فيها يوسف، ثم دخلت السماء الرابعة فوجدت فيها هارون، ثم دخلت السماء الخامسة، فوجدت فيها إدريس، قال الله عز وجل: " ورفعناه مكاناً علياً " ثم صعدت السماء السادسة
فوجدت فيها موسى، ثم صعدت السماء السابعة فوجدت فيها إبراهيم، ثم صعدت فوق سبع سموات، فغشيتني ضبابة، فخررت ساجداً، فقيل لي: إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت على أمتك خمسين صلاة، فقم بها أنت وأمتك، فمررت على إبراهيم، فلم يسألني شيئاً، ثم مررت على موسى فقال: كم فرض عليك وعلى أمتك؟ قلت: خمسين صلاة. قال: إنك لن تستطيع أن تقوم بها أنت ولا أمتك، فسل ربك التخفيف، فرجعت فأتيت سدرة المنتهى فخررت ساجداً، فقلت: يا رب، فرضت علي وعلى أمتي خمسين صلاة، فلن أستطيع أن أقوم بها أنا ولا أمتي، فخفف عني عشراً، فمررت على موسى فسألني، فقلت: خفف عني عشراً، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف، فخفف عني عشراً، ثم قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف، فأتيت سدرة المنتهى، فخررت ساجداً، فقال: إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، فخمس خمسين، فقم بها أنت وأمتك، فعلمت أنها من الله. فمررت على موسى، فقال لي: كم فرض عليك؟ فقلت: خمس صلوات، فقال: فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بهما. فعلمت أنها من الله ".
وحدث عن خالد بن معدان عن أبي أمامة أن رجلاً قال: يا رسول الله، هل يتناكح أهل الجنة؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم، دحاماً دحاماً، ولكن لا مني ولا منية ".
توفي يزيد سنة ثلاثين ومئة بدمشق، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
قال يزيد بن أبي مالك: رأيت واثلة بن الأسقع صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسلم على الجنازة تسليمةً.
قال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحد أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك، لا مكحول، ولا غيره.
وعن يزيد بن أبي مالك الدمشقي: ليس من عبد يؤمن بالله واليوم الآخر إلا وهو ينظر إلى الله يوم القيامة عياناً إلا الحكم بجور، فإنه لا يحل له أن ينظر إلى الله، وهو أعمى.
وقيل: إنه كان باقياً إلى سنة ثمان وثلاثين ومئة. وفيها مات وهو ابن ثمان وسبعين سنة.