Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=134312&book=5565#548609
عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي الحنطيّ الشاعر، المعروف بالببغاء :
كان شاعرا مجودا، وكاتبا مترسلا، مليح الألفاظ، جيد المعاني حسن القول في المديح، والغزل، والتشبيه، والأوصاف، وغير ذلك. وروى لنا جماعة عنه شيئا كثيرا من شعره. وهو: عبد الواحد بن نصر بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن الحارث بن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد العزيز بْن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.
أنشدنا القاضي أَبُو القاسم علي بْن المحسن التنوخي قال: أنشدنا أبو الفرج الببغاء لنفسه:
أكل وميض بارقة كذوب ... أما في الدهر شيء لا يريب؟
تشابهت الطباع فلا دنيء ... يخن إلى الثناء ولا حسيب
وشاع البخل في الأشياء حتى ... يكاد يشح بالريح الهبوب
فكيف أخص باسم العيب شيئا ... وأكثر ما نشاهده معيب؟
حدّثنا أبو حكيم الخوارزمي قال: كتب أبو الفرج الببغاء إلى سيف الدولة يشكره- وقد خلع عليه وحمله-: إن شكري نعمة الله علي بما جدده من ملاحظة سيدنا الأمير- أيده الله- حالي، وتداركه بطبيب التطول مرض آمالي، مالا أؤمل مع المبالغة والإغراق فيه، فك نفسي بحال من رق أياديه، غير أني أحسن لها النظر، وأجمل عندها الأحدوثة والخبر، بالدخول في جملة الشاكرين، والارتسام بفضيلة المخلصين، إذ كان- أدام الله عزه- قد نصر نباهتي على الخمول، واستنقذني من التعبد للتأميل، ولذلك أقول:
فصرت أمسك عن أوصاف نعمته ... عجزا وتنطق عن آثارها حالي
لما تحصنت من دهري بخلعته ... سمت بحملانه ألحاظ إقبالي
وواصلتني صلات منه رحت بها ... أختال ما بين عز الجاه والمال
فلينظر الدهر عقبي ما صبرت له ... إذ كان من بعض حسادي وعذالي
ألم أكده بحسن الانتظار إلى ... أن صنت حظي عن حط وترحال؟
بلغت من لا يحوز السؤل نائله ... ولا يدافع عن فضل وإفضال
يا عارضا لم أشم مذ كنت بارقه ... إلا رويت بغيث منه هطال
رويد جودك قد ضاقت به هممي ... ورد عني برغم الدهر إقلالي
لم يبق لي أمل أرجو نداك به ... دهري، لأنك قد أفنيت آمالي
أنشدنا أَبُو نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الثابتي قال: أنشدنا أَبُو الفرج عَبْد الواحد بْن نصر المخزومي لنفسه:
يا من تشابه منه الخلق والخلق ... فما تسافر إلا نحوه الحدق
توريد دمعي من خديك مختلس ... وسقم جسمي من جفنيك مسترق
لم يبق لي رمق أشكو هواك به ... وإنما يشتكي من به رمق
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الحسين التوزي قَالَ: توفي أبو الفرج الببغاء في ليلة السبت لثلاث بقين من شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.