مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بن عبد الله بن الهدير بن مُحرز بن عبد الْعُزَّى بن عَامر بن الْحَارِث بن حَارِثَة بن سعد بن تيم بن مرّة وَكَانَ الْمُنْكَدر خَال عَائِشَة فَشكى إِلَيْهَا حَاجَة فَقَالَت لَهُ أول شَيْء يأتيني أعطيكه فجاءتها عشرَة آلَاف دِرْهَم فبعثتها إِلَيْهِ فَاشْترى مِنْهَا جَارِيَة فَولدت لَهُ مُحَمَّدًا وَإِخْوَته حَكَاهُ بن خَيْثَمَة عَن مُصعب وَمُحَمّد هَذَا يكنى أَبَا بكر وَيُقَال أَبُو عبد الله التَّيْمِيّ الْقرشِي أَخُو عمر وَأبي بكر أخرج البُخَارِيّ فِي الْوضُوء وَغير مَوضِع عَن مَالك وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة وَابْن جريج وَسعد بن إِبْرَاهِيم وَغَيرهم عَنهُ عَن جَابر بن عبد الله وَأنس وَعُرْوَة وَالزُّبَيْر وعامر بن سعد قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي الأويسي حَدثنِي مَالك قَالَ كَانَ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر سيد الْقُرَّاء لَا يكَاد أحد يسْأَله عَن حَدِيث إِلَّا كَاد يبكي قَالَ البُخَارِيّ قَالَ عَليّ عَن بن عُيَيْنَة بلغ سنه نيفا وَسبعين جالسناه إِن شَاءَ الله سنة ثَلَاث وَعشْرين عَام الزُّهْرِيّ فجئناه فِي الْحَج وَالْعمْرَة قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي هَارُون بن مُحَمَّد قَالَ مَاتَ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ ثِقَة
Al-Dhahabī (d. 1348 CE) - Siyar aʿlām al-nubalāʾ - الذهبي - سير أعلام النبلاء
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 5806 1. محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير...22. أبان بن تغلب الربعي الكوفي1 3. أبان بن سعيد الأموي1 4. أبان بن صمعة الأنصاري البصري1 5. أبان بن عثمان بن عفان الأموي المدني1 6. أبان بن يزيد العطار أبو يزيد1 7. أبق الملك المظفر بن محمد بن بوري بن طغتكين...1 8. أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد النيسابوري...1 9. أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله1 10. أبو أحمد الفراء محمد بن عبد الوهاب بن حبيب...1 11. أبو أحمد الفرضي عبيد الله بن محمد بن أحمد...1 12. أبو أحمد القلانسي مصعب بن أحمد1 13. أبو أحمد المؤدب حسين بن محمد المروذي...1 14. أبو أحمد منصور بن محمد المهلبي1 15. أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم1 16. أبو أسامة الهروي محمد بن أحمد بن محمد...1 17. أبو أسامة حماد بن أسامة بن زيد الكوفي...1 18. أبو أسماء الرحبي الدمشقي1 19. أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة بن البدن...1 20. أبو أمامة الباهلي3 21. أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري2 22. أبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق1 23. أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي...1 24. أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب...1 25. أبو أيوب المورياني سليمان بن أبي سليمان الخوزي...1 26. أبو إبراهيم الزهري أحمد بن سعد1 27. أبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله ويقال فيه عيذ الله بن إد...1 28. أبو إسحاق إبراهيم بن الحجاج النيلي البصري...1 29. أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي...1 30. أبو إسحاق ابن حمزة إبراهيم بن محمد الأصبهاني...1 31. أبو إسحاق الإسفراييني إبراهيم بن محمد...1 32. أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله1 33. أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان...1 34. أبو إسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف...1 35. أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد1 36. أبو إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد1 37. أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي1 38. أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد الثقفي...1 39. أبو الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو1 40. أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن الأسدي...1 41. أبو الأشعث الصنعاني شراحيل بن آدة1 42. أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي1 43. أبو البختري الطائي سعيد بن فيروز1 44. أبو البختري وهب بن وهب بن كثير الأسدي...1 45. أبو البدر الكرخي إبراهيم بن محمد بن منصور...1 46. أبو التقي اليزني هشام بن عبد الملك1 47. أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي البصري...1 48. أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي1 49. أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي البصري...1 50. أبو الحارث البساسيري1 51. أبو الحباب سعيد بن يسار المدني1 52. أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الأهوازي...1 53. أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الحاتمي...1 54. أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي...1 55. أبو الحسن الآبنوسي أحمد بن عبد الله بن علي...1 56. أبو الحسن البصري العطار1 57. أبو الحسن القزاز1 58. أبو الحسن بن الزاغوني علي بن عبيد الله بن نصر...1 59. أبو الحسن سنان بن سلمان بن محمد البصري الباطني...1 60. أبو الحسن علي بن عبد الله بن خالد السفياني...1 61. أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الجرجاني...1 62. أبو الحسين البصري محمد بن علي بن الطيب...1 63. أبو الحسين الزاهد بن أبي عبد الله بن حمزة المقدسي...1 64. أبو الحسين بن الفراء محمد بن محمد بن الحسين...1 65. أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن حسن العراقي...1 66. أبو الخير التيناتي الأقطع1 67. أبو الخير الصفار محمد بن موسى بن عبد الله...1 68. أبو الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الأصبهاني...1 69. أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي...1 70. أبو الدر ياقوت الرومي التاجر السفار1 71. أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري...1 72. أبو الربيع بن سالم سليمان بن موسى بن سالم الحميري...1 73. أبو الرقعمق أبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي...1 74. أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي1 75. أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس1 76. أبو الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي المدني...1 77. أبو السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى الهمذاني...1 78. أبو السفر سعيد بن يحمد الهمداني1 79. أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي اليحمدي...1 80. أبو الشعثاء سليم بن أسود المحاربي الكوفي...1 81. أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان...1 82. أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي1 83. أبو الضحي مسلم بن صبيح القرشي1 84. أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني1 85. أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الكناني...1 86. أبو الطيب الطبري طاهر بن عبد الله بن طاهر...1 87. أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي القرشي...1 88. أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي البصري...1 89. أبو العباس أحمد بن نجم1 90. أبو العباس أحمد بن نصر التميمي1 91. أبو العتاهية إسماعيل بن قاسم بن سويد العنزي...1 92. أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم المغربي...1 93. أبو العز محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد...1 94. أبو العز مفضل بن علي الشافعي1 95. أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان...1 96. أبو العلاء الهمداني الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد...1 97. أبو العميس المسعودي عتبة بن عبد الله بن عتبة...1 98. أبو الغادية الصحابي1 99. أبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري1 100. أبو الفتح الأزدي محمد بن الحسين بن أحمد...1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Dhahabī (d. 1348 CE) - Siyar aʿlām al-nubalāʾ - الذهبي - سير أعلام النبلاء are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120660&book=5563#3ee3ef
مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بن عبد الله بن الهدير التَّيْمِيّ روى عَن أَبِيه وَجَابِر وَابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَأبي أَيُّوب وَأبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَخلق وروى عَنهُ ابْنه يُوسُف والمنكدر وَالزهْرِيّ وَأَبُو حنيفَة وَمَالك وَشعْبَة والسفيانان وَخلق قَالَ بن عُيَيْنَة كَانَ من معادن الصدْق ويجتمع إِلَيْهِ الصالحون وَوَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَيُقَال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120660&book=5563#bd9ddc
مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بن عبد الله [بن الهدير التَّيْمِيّ أَبُو عبد الله] [رَوَى عَن أَبِيه] وَأنس بن مَالك وَعُرْوَة بن الزبير وعامر بن سعد رَوَى عَنهُ مَالك وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة وَابْن جريج وَسعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعبيد الله بن عَمْرو بن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَعبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الموَالِي فِي (الْوضُوء) قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي هَارُون بن مُحَمَّد قَالَ مَاتَ سنة 131 وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ فِي ولَايَة مَرْوَان بن مُحَمَّد
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73183&book=5563#6aa11b
محمد بن المنكدر بن عبد الله
ابن الهدير ابن محرز بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بنمرة أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر التيمي المدني حدث عن جابر، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، قال: " إذا هم أحدكم بالأمر، وأراد الأمر فليصل ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت نتعلم هذا الأمر تسمية بغيته خيراً لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وبارك لي فيه، وإن كنت تعلمه شراً لي مثل ذلك فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ".
وحدث هو وجماعةٌ من أمثاله:
خرجوا إلى الوليد، وكان أرسل إليهم يستفتيهم في شيءٍ، فكانوا يجمعون بين الظهر والعصر إذا زالت الشمس.
وكان الوليد بن يزيد استقدم محمد بن المنكدر الشام مع جماعةٍ من فقهاء المدينة يستفتيه في طلاق زوجته أم سلمة.
قال صدقة بن عبد الله: جئت إلى محمد بن المنكدر وأنا مغضب، فقلت له: أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: أنا ولكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حدثني جابر بن عبد الله، أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا طلاق لما لا تملك، ولا عتق لما لا تملك ".
كان المنكدر خال عائشة، فشكى إليها الحاجة، فقالت له: أول شيءٍ يأتيني أبعث به إليك؛ فجاءتها عشرة آلاف درهمٍ فبعثت بها إليه، فاشترى المنكدر جاريةً من العشرة آلاف، فولدت له محمداً وأخويه.
وكان ابن المنكدر من معادن الصدق، ويجتمع إليه الصالحون، وكان سفيان يقول: لم ندرك أحداً أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من محمد بن المنكدر؛ وكان ابن المنكدر هو الغاية في الإتقان والحفظ والزهد، وهو حجةٌ.
قال سفيان: تعبد ابن المنكدر وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادةٍ.
قال ابن بكير: محمد، وأبو بكر، وعمر، بنو المنكدر لا يدري أيهم أفضل قالت أم محمد بن المنكدر: يا بني، لو نمت، فقد طال سهرك فقال لها: يا أمه إني لأرى الليل قد أقبل فيهولني سواده، فأصبح ولم تنقض منه نهمتي بعد قال إبراهيم: رأيت محمد بن المنكدر يصلي في مقدم المسجد، فإذا انصرف مشى قليلاً ثم استقبل القبلة فمد يديه ودعا، ثم يمشي ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو؛ قال: كان يفعل ذلك حتى يخرج من المسجد فعل المودع.
وكان ابن المنكدر ربما قام الليل يصلي، ويقول: كم من عين الآن ساهرةٍ في رزقي؛ وكان له جارٌ مبتلى، قال: فكان يرفع صوته من الليل يصيح، فكان محمد يرفع صوته بالحمد؛ فقيل له في ذلك، فقال: يرفع صوته بالبلاء، وأرفع صوتي بالنعمة.
كان محمد بن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه، ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع.
وقال محمد: قال الله عز وجل: " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " قال: تأكله النار
حتى تبلغ فؤاده وهو حي؛ قال: وما لأهل النار راحةٌ غير العويل والبكاء.
قال عباد المنقري: قرأت على محمد بن المنكدر آخر الزمر، فبكى الشيخ بكاءً غير متباكٍ؛ ثم قال: حدثني عبد الله بن عمر قال: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخر الزمر وهو على المنبر، فتحول المنبر من تحته مرتين.
كان محمد بن المنكدر يجلس مع أصحابه، وكان يصيبه صماتٌ، فكان يقوم ويضع خده على قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يرجع، فعوتب في ذلك فقال: إنه يصيبني خطرةٌ، فإذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان يأتي موضعاً من المسجد في السحر، يتمرغ فيه، ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الموضع؛ أراه قال: في النوم.
قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنةً حتى استقامت.
وكان محمد بن المنكدر يستقرض ويحج؛ فقيل: أتستقرض وتحج؟ قال: نعم، أرجو قضاءها.
وكان يحج كل سنةٍ، ويحج معه عددٌ من أصحابه؛ فبينا هو يوماً في منزلٍ من منازل مكة إذ قال لغلامٍ له: اذهب فاشتر لنا كذا؛ فقال الغلام: ما أصبح عندنا درهمٌ فما فوقه؛ قال: اذهب فإن الله يأتي به؛ قال: من أين؟ قال: سبحان الله؛ ثم رفع صوته بالتلبية، وكذا أصحابه الذين معه؛ وكان إبراهيم بن هشام قد حج تلك السنة، فسمع أصواتهم، فقال: ما هؤلاء؟ فقيل له: محمد بن المنكدر وأصحابه حجوا، ومحمد يحتمل مؤونتهم ويحملهم فقال: ما بد من أن يعان محمدٌ على هذا الذي يصنع؛ فبعث إليه بأربعة آلاف درهم من ساعته، فدفعها محمد إلى غلامه، وقال له: ألم أقل لك: اشتر لنا ما أمرتك فإن الله يأتي بهذا؟ وقد أتانا الله بما ترى.
قيل لمحمد بن المنكدر: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن.
وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان.
وكان إذا حج أخرج نساءه وصبيانه في الحج؛ فقيل: لم ذلك؟ فقال: أعرضهم لله عز وجل.
وكان يحج وعليه دين، فقيل له في ذلك، فقال: هو أقضى للدين؛ يعني إذا حججت قضى الله عني ديني.
وقال محمد بن المنكدر:
لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان.
قال محمد بن المنكدر: لذة الدنيا قضاء حوائج الإخوان، وإدخال السرور على الناس، والتنفيس عن المكروب.
بعث محمد بن المنكدر إلى صفوان بن سليم أربعين ديناراً ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجلٍ فرغ صفوان لعبادة ربه كان محمد بن المنكدر قد ضاق، فبينا صفوان بن سليم يصلي في المسجد ينتظر الليل، أتاه آتٍ، فوضع على نعله خمسين ديناراً، فأخذها وحمد الله، وانصرف صفوان إلى بيته؛ فقال لمولاته سلامة: إن أخي محمداً أمسى مضيقاً، اذهبي إليه بهذه الدنانير، فإنه يكفينا أن نأخذ منها خمسةً أو أربعةً فقالت: الساعة؟ قال: نعم، إنك تجدينه الساعة في محرابه يسأل الله، يقول: ائتني بها من حيث شئت، وكيف شئت، وأنى شئت، فخرجت بستةٍ وأربعين ديناراً، أو بخمسةٍ وأربعين، فأتته بها، فوقفت تسمع، فإذا هو يقول: اللهم ائتني بها من حيث شئت وأنى شئت وكيف شئت من ساعتي هذه، يا إلهي؛ قالت: فدققت الباب عليه، فدفعتها إليه، فحمد الله على ذلك.
قدم رجلٌ بمالٍ المدينة، فقال: دلوني على رجلٍ من قريش أعطيه هذا المال؛ فدلوه
على عمر بن المنكدر، فأعطاه، فأبى أن يقبله؛ فقال: هذا أبى، فمن بعده؟ فدلوه على أبي بكر بن المنكدر، فأعطاه فأبى أن يقبل؛ قال: فمن بعدهما؟ قالوا: محمد بن المنكدر؛ قال: فأتاه فأبى أن يقبل؛ فقال الرجل: يا أهل المدينة إن استطعتم أن يلدكم كلكم المنكدر فافعلوا.
قال محمد بن المنكدر: بات أخي عمر يصلي الليل، وبت أغمز قدمي أمي، فما يسرني أن ليلتي ليلته.
قال: ودخل أعرابي المدينة فرأى حال بني المنكدر، وموقفهم من الناس، وفضلهم، ثم خرج فسأله رجلٌ: كيف تركت أهل المدينة؟ قال: بخيرٍ، وإن استطعت أن تكون من آل المنكدر فكن.
وكان محمد بن المنكدر يضع خده على الأرض، ثم يقول لأمه: يا أمه قومي ضعي قدمك على خدي.
قال ابن المنكدر: لا تمازح الصبيان فتهون عليهم، ويستخفون بك.
قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن المنكدر: أي الخصال أوضع للمرء؟ قال: كثرة كلامه، وإذاعته أسراره، وثقته بكل أحدٍ.
تبع محمد بن المنكدر جنازة رجلٍ كان يسفه بالمدينة، فعوتب في ذلك، وقيل له: أمثلك يحضر جنازة مثل هذا؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يراني أرى رحمته عجزت عن أحدٍ من خلقه.
قيل لمحمد بن المنكدر: أتصلي على فلان وكان لا يدع لله محرماً إلا انتهكه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أني أرى أن رحمته لا تسع فلاناً.
خرج قومٌ غزاةً، وخرج معهم محمد بن المنكدر، وكانت صائفةً؛ فبينا هم يسيرون في الساقة قال رجل منهم: أشتهي جنباً طرياً فقال محمد بن المنكدر: استطعموا الله يطعمكم، فإنه القادر؛ فدعا القوم فلم يسيروا إلا قليلاً حتى وجدوا مكتلاً مخيطاً، كأنما أتي
به من السيالة أو الروحاء، فإذا هو جبنٌ رطبٌ فقال بعض القوم: لو كان عسلاً؛ فقال محمد: إن الذي أطعمكم جبناً ها هنا قادرٌ على أن يطعمكم عسلاً، فاستطعموا؛ فدعا القوم، فساروا قليلاً فوجدوا فاقرة عسلٍ على الطرق؛ فنزلوا فأكلوا.
استودع محمد بن المنكدر وديعةً، فاحتاج إليها، فأنفقها، فجاء صاحبها يطلبها، فقام فتوضأ وصلى، ثم دعا فقال: يا ساد الهواء بالسماء، ويا كابس الأرض على الماء، ويا واحد قبل كل أحدٍ كان، ويا واحد بعد كل أحدٍ يكون، أد عني أمانتي؛ فسمع قائلاً يقول: خذ هذه فأد بها عن أمانتك، واقصر في الخطبة فإنك لن تراني.
أودع رجلٌ محمد بن المنكدر خمس مئة دينارٍ، فاستفقها محمد بن المنكدر، فقدم الرجل فجعل ابن المنكدر يدعو ويقول: اللهم إنك تعلم أن فلاناً أودعني خمس مئة دينارٍ، فاستنفقتها، وقد قدم وليست عندي، اللهم فاقضها عني ولا تفضحني؛ فسمع عامر بن عبد الله بن الزبير دعاءه، فصر خمس مئة دينارٍ، ووضعها بين يدي محمد بن المنكدر وهو مشغولٌ بالصلاة والدعاء لا يشعر، فانصرف محمد من صلاته، فرآها فأخذها؛ قال عامر: فخشيت أن يفتتن، فأخبرته بها وأخبرته بما خفت عليه من الفتنة.
قال ابن المنكدر لأبي حازم: ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بخيرٍ وما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيراً قط؛ فقال أبو حازم: لا تظن أن ذلك من قبلك، ولكن انظر إلى الذي من قبله فاشكره.
قال ابن زيد:
كان المرهب الخبيث يتبدا لابن المنكدر فيما بينه وبين المنبر في المسجد، ويرعبه، فأصبح ذات يوم فأتى إلى أبي فقال: يا أبا أسامة، ألا أخبرك خبراً؛ إني رأيت الخبيث أتاني في النوم، فقاتلني فقاتلته، ثم إني أخذت بشعفةٍ في رأسه، فشقها الله بشقتين،
فرميت شقةً ها هنا وشقةً ها هنا، فأرجو أن يكون الله قد أعانني عليه؛ قال: فما رآه ابن المنكدر بعد ذلك.
وقال محمد بن المنكدر: يا رب، أرني كيف الدنيا عندك حتى أعرفها؛ قال: فأتي في منامه، فقيل له: ابن المنكدر سألت الله أن يريك الدنيا كيف هي عنده، فإن هذا شيءٌ لا يكون أبداً.
قال ابن المنكدر: أمحلنا بالمدينة إمحالاً شديداً، وتوالت سنون؛ قال محمد: فإني لفي المسجد بعد شطر الليل وليس في السماء سحابةٌ، وأنا في مقدم المسجد، فدخل أمامي متقنعٌ برداءٍ عليه، فأسمعته يلح في الدعاء، إلى أن سمعته يقول: أقسمت عليك أي رب قسماً، ويردده؛ قال: فما زال يردد هذا القسم: أقسم عليك أي رب من ساعتي هذه؛ قال: فوالله إن مشينا حتى رأيت السحاب يتألف، وما رأينا قبل ذلك في السماء قزعةً ولا شيئاً، ثم مطرت فسحت، فكانت السماء عزالي وأودع مطرٍ رأيته قط، فأسمعه يقول: أي رب لا هدم فيه ولا غرق ولا ملأ فيه ولا محق؛ قال: ثم سلم الإمام من الصبح، وتقنع الرجل منصرفاً، وتبعته حتى جاء زقاق اللبادين، فدخل في مسربةٍ له، فلما أصبحت سألت عنه، قالوا: هذا زياد النجار، هذا رجلٌ ليس له فراشٌ، إنما هو يكابد الليل صلاةً ودعاءً وهو من الدعائين، وكل عملٍ عمله أخفاه جهده؛ قال محمد بن المنكدر: فذكرت قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رب ذي طمرين خفي، لو أقسم على الله لأبره " قال محمد: فزارني بعد ذلك وخالني، فكره بعض ما ذكرت له، وقال: اطو هذا يا أبا عبد الله، فإنما جزاؤه عند الذي عملناه له؛ قال محمد بن المنكدر: فما ذكرته بعد أن نهاني باسمه؛ وقلت: رجل كذا، ليرغب راغبٌ في الدعاء ويعلم أن في الناس صالحين.
وفي آخر بمعناه: وانصرف حتى أتى دار أنسٍ فدخل موضعاً، فأخرج مفتاحاً، ففتح ثم دخل؛ قال: ورجعت، فلما سبحت أتيته فإذا أنا أسمع نجراً في بيته، فسلمت، ثم قلت: أدخل؟ قال: ادخل؛ فإذا هو ينجر أقداحاً يعملها؛ فقلت: كيف أصبحت أصلحك
الله؟ فاستشهرها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك قلت: إني قد سمعت أقسامك البارحة على الله يا أخي، هل لك في نفقةٍ تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة؟ قال: لا، ولكن غير ذلك، لا تذكرني لأحدٍ ولا تذكر هذا لأحدٍ حتى أموت، ولا تأتني يا بن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس؛ فقلت: إني أحب أن ألقاك؛ قال: القني في المسجد؛ وكان فارسياً، فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحدٍ حتى مات الرجل؛ قال: ثم انتقل من تلك الدار فلم ير ولم يدر أين ذهب، فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح.
قال محمد بن المنكدر: إن الله تعالى ليصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد ولده وداره، حتى يصل إلى الدويرات حوله، ما يزالون في حفظٍ من الله؛ وفي روايةٍ: ما يزالون في ستر الله وحفظه.
قال ابن المنكدر: لو أن رجلاً صام الدهر لا يفطر، وقام الليل لا يفتر، وتصدق بماله، وجاهد في سبيل الله، واجتنب محارم الله، غير أنه يؤتى به يوم القيامة على رؤوس الخلائق، في ذلك الجمع الأعظم بين يدي رب العالمين، فيقال: إن هذا عظم في عينيه ما صغر الله، وصغر في عينيه ما عظم الله، كيف ترى تكون حاله؟ فمن منا ليس هكذا الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب والخطايا.
قال ابن المنكدر: العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.
اجتمعوا حول ابن المنكدر وهو يصلي، وكان رجلاً عابداً، فانصرف إليهم، فقال: قد أتعبتم الواعظين، إلى متى تساقون سوق البهائم قال ابن المنكدر: نعم العون على تقوى الله الغنى.
وعن محمد بن المنكدر: أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ قال: أخشى آيةً من كتاب الله، قال الله عز وجل: " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب.
وذكرت هذه الحكاية عن أحد أخوي محمد، أبي بكر أو عمر، وأنه قال: ما أبكي أن أكون أتيت شيئاً ركبته من معاصي الله عز وجل اجتراءً على الله سبحانه، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئاً أحسبه هيناً وهو عند الله عظيمٌ؛ قال: وبكى الآخر عند الموت، فقيل له مثل ذلك، فقال: إني سمعت الله عز وجل يقول لقومٍ: " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " وأنا أنتظر ما ترون، والله ما أدري ما يبدو لي.
جاء صفوان إلى محمد بن المنكدر، وهو في الموت، فقال: يا أبا عبد الله كأني أراك قد شق عليك الموت فما زال يهون عليه وينجلي عنه، حتى لكأن في وجهه المصابيح؛ ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك؛ ثم قضى.
توفي محمد بن المنكدر في خلافة مروان بن محمد، قالوا: سنة ثمانٍ وعشرين؛ وقيل: سنة ثلاثين ومئة؛ وقيل: سنة إحدى وثلاثين ومئة؛ وقيل: سنة ست وثلاثين ومئة.
قال المنكدر بن محمد بن المنكدر: رأيت في منامي كأني دخلت مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا الناس مجتمعون على رجلٍ في الروضة، فقلت: من هذا؟ فقيل: رجلٌ قدم من الآخرة يخبر الناس عن موتاهم؛ فإذا الرجل صفوان بن سليم، والناس يسألونه وهو يخبرهم؛ وفي آخر: فأراني أهاب أن أسأله عن أبي لأني ما أدري ما يخبرني، فقال: أما ها هنا أحدٌ يسألني عن محمد بن المنكدر؟ وطفق الناس يقولون: هذا ابنه، هذا ابنه؛ ففرجت الناس فقلت: أخبرنا رحمك الله؛ قال: أعطاه الله من الجنة كذا، وأعطاه كذا، وأعطاه، وأرضاه، وأسكنه منازل في الجنة وبوأه، ولا طعن عليه ولا موت.
ابن الهدير ابن محرز بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بنمرة أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر التيمي المدني حدث عن جابر، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، قال: " إذا هم أحدكم بالأمر، وأراد الأمر فليصل ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت نتعلم هذا الأمر تسمية بغيته خيراً لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وبارك لي فيه، وإن كنت تعلمه شراً لي مثل ذلك فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ".
وحدث هو وجماعةٌ من أمثاله:
خرجوا إلى الوليد، وكان أرسل إليهم يستفتيهم في شيءٍ، فكانوا يجمعون بين الظهر والعصر إذا زالت الشمس.
وكان الوليد بن يزيد استقدم محمد بن المنكدر الشام مع جماعةٍ من فقهاء المدينة يستفتيه في طلاق زوجته أم سلمة.
قال صدقة بن عبد الله: جئت إلى محمد بن المنكدر وأنا مغضب، فقلت له: أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: أنا ولكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حدثني جابر بن عبد الله، أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا طلاق لما لا تملك، ولا عتق لما لا تملك ".
كان المنكدر خال عائشة، فشكى إليها الحاجة، فقالت له: أول شيءٍ يأتيني أبعث به إليك؛ فجاءتها عشرة آلاف درهمٍ فبعثت بها إليه، فاشترى المنكدر جاريةً من العشرة آلاف، فولدت له محمداً وأخويه.
وكان ابن المنكدر من معادن الصدق، ويجتمع إليه الصالحون، وكان سفيان يقول: لم ندرك أحداً أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من محمد بن المنكدر؛ وكان ابن المنكدر هو الغاية في الإتقان والحفظ والزهد، وهو حجةٌ.
قال سفيان: تعبد ابن المنكدر وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادةٍ.
قال ابن بكير: محمد، وأبو بكر، وعمر، بنو المنكدر لا يدري أيهم أفضل قالت أم محمد بن المنكدر: يا بني، لو نمت، فقد طال سهرك فقال لها: يا أمه إني لأرى الليل قد أقبل فيهولني سواده، فأصبح ولم تنقض منه نهمتي بعد قال إبراهيم: رأيت محمد بن المنكدر يصلي في مقدم المسجد، فإذا انصرف مشى قليلاً ثم استقبل القبلة فمد يديه ودعا، ثم يمشي ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو؛ قال: كان يفعل ذلك حتى يخرج من المسجد فعل المودع.
وكان ابن المنكدر ربما قام الليل يصلي، ويقول: كم من عين الآن ساهرةٍ في رزقي؛ وكان له جارٌ مبتلى، قال: فكان يرفع صوته من الليل يصيح، فكان محمد يرفع صوته بالحمد؛ فقيل له في ذلك، فقال: يرفع صوته بالبلاء، وأرفع صوتي بالنعمة.
كان محمد بن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه، ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع.
وقال محمد: قال الله عز وجل: " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " قال: تأكله النار
حتى تبلغ فؤاده وهو حي؛ قال: وما لأهل النار راحةٌ غير العويل والبكاء.
قال عباد المنقري: قرأت على محمد بن المنكدر آخر الزمر، فبكى الشيخ بكاءً غير متباكٍ؛ ثم قال: حدثني عبد الله بن عمر قال: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخر الزمر وهو على المنبر، فتحول المنبر من تحته مرتين.
كان محمد بن المنكدر يجلس مع أصحابه، وكان يصيبه صماتٌ، فكان يقوم ويضع خده على قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يرجع، فعوتب في ذلك فقال: إنه يصيبني خطرةٌ، فإذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان يأتي موضعاً من المسجد في السحر، يتمرغ فيه، ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الموضع؛ أراه قال: في النوم.
قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنةً حتى استقامت.
وكان محمد بن المنكدر يستقرض ويحج؛ فقيل: أتستقرض وتحج؟ قال: نعم، أرجو قضاءها.
وكان يحج كل سنةٍ، ويحج معه عددٌ من أصحابه؛ فبينا هو يوماً في منزلٍ من منازل مكة إذ قال لغلامٍ له: اذهب فاشتر لنا كذا؛ فقال الغلام: ما أصبح عندنا درهمٌ فما فوقه؛ قال: اذهب فإن الله يأتي به؛ قال: من أين؟ قال: سبحان الله؛ ثم رفع صوته بالتلبية، وكذا أصحابه الذين معه؛ وكان إبراهيم بن هشام قد حج تلك السنة، فسمع أصواتهم، فقال: ما هؤلاء؟ فقيل له: محمد بن المنكدر وأصحابه حجوا، ومحمد يحتمل مؤونتهم ويحملهم فقال: ما بد من أن يعان محمدٌ على هذا الذي يصنع؛ فبعث إليه بأربعة آلاف درهم من ساعته، فدفعها محمد إلى غلامه، وقال له: ألم أقل لك: اشتر لنا ما أمرتك فإن الله يأتي بهذا؟ وقد أتانا الله بما ترى.
قيل لمحمد بن المنكدر: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن.
وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان.
وكان إذا حج أخرج نساءه وصبيانه في الحج؛ فقيل: لم ذلك؟ فقال: أعرضهم لله عز وجل.
وكان يحج وعليه دين، فقيل له في ذلك، فقال: هو أقضى للدين؛ يعني إذا حججت قضى الله عني ديني.
وقال محمد بن المنكدر:
لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان.
قال محمد بن المنكدر: لذة الدنيا قضاء حوائج الإخوان، وإدخال السرور على الناس، والتنفيس عن المكروب.
بعث محمد بن المنكدر إلى صفوان بن سليم أربعين ديناراً ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجلٍ فرغ صفوان لعبادة ربه كان محمد بن المنكدر قد ضاق، فبينا صفوان بن سليم يصلي في المسجد ينتظر الليل، أتاه آتٍ، فوضع على نعله خمسين ديناراً، فأخذها وحمد الله، وانصرف صفوان إلى بيته؛ فقال لمولاته سلامة: إن أخي محمداً أمسى مضيقاً، اذهبي إليه بهذه الدنانير، فإنه يكفينا أن نأخذ منها خمسةً أو أربعةً فقالت: الساعة؟ قال: نعم، إنك تجدينه الساعة في محرابه يسأل الله، يقول: ائتني بها من حيث شئت، وكيف شئت، وأنى شئت، فخرجت بستةٍ وأربعين ديناراً، أو بخمسةٍ وأربعين، فأتته بها، فوقفت تسمع، فإذا هو يقول: اللهم ائتني بها من حيث شئت وأنى شئت وكيف شئت من ساعتي هذه، يا إلهي؛ قالت: فدققت الباب عليه، فدفعتها إليه، فحمد الله على ذلك.
قدم رجلٌ بمالٍ المدينة، فقال: دلوني على رجلٍ من قريش أعطيه هذا المال؛ فدلوه
على عمر بن المنكدر، فأعطاه، فأبى أن يقبله؛ فقال: هذا أبى، فمن بعده؟ فدلوه على أبي بكر بن المنكدر، فأعطاه فأبى أن يقبل؛ قال: فمن بعدهما؟ قالوا: محمد بن المنكدر؛ قال: فأتاه فأبى أن يقبل؛ فقال الرجل: يا أهل المدينة إن استطعتم أن يلدكم كلكم المنكدر فافعلوا.
قال محمد بن المنكدر: بات أخي عمر يصلي الليل، وبت أغمز قدمي أمي، فما يسرني أن ليلتي ليلته.
قال: ودخل أعرابي المدينة فرأى حال بني المنكدر، وموقفهم من الناس، وفضلهم، ثم خرج فسأله رجلٌ: كيف تركت أهل المدينة؟ قال: بخيرٍ، وإن استطعت أن تكون من آل المنكدر فكن.
وكان محمد بن المنكدر يضع خده على الأرض، ثم يقول لأمه: يا أمه قومي ضعي قدمك على خدي.
قال ابن المنكدر: لا تمازح الصبيان فتهون عليهم، ويستخفون بك.
قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن المنكدر: أي الخصال أوضع للمرء؟ قال: كثرة كلامه، وإذاعته أسراره، وثقته بكل أحدٍ.
تبع محمد بن المنكدر جنازة رجلٍ كان يسفه بالمدينة، فعوتب في ذلك، وقيل له: أمثلك يحضر جنازة مثل هذا؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يراني أرى رحمته عجزت عن أحدٍ من خلقه.
قيل لمحمد بن المنكدر: أتصلي على فلان وكان لا يدع لله محرماً إلا انتهكه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أني أرى أن رحمته لا تسع فلاناً.
خرج قومٌ غزاةً، وخرج معهم محمد بن المنكدر، وكانت صائفةً؛ فبينا هم يسيرون في الساقة قال رجل منهم: أشتهي جنباً طرياً فقال محمد بن المنكدر: استطعموا الله يطعمكم، فإنه القادر؛ فدعا القوم فلم يسيروا إلا قليلاً حتى وجدوا مكتلاً مخيطاً، كأنما أتي
به من السيالة أو الروحاء، فإذا هو جبنٌ رطبٌ فقال بعض القوم: لو كان عسلاً؛ فقال محمد: إن الذي أطعمكم جبناً ها هنا قادرٌ على أن يطعمكم عسلاً، فاستطعموا؛ فدعا القوم، فساروا قليلاً فوجدوا فاقرة عسلٍ على الطرق؛ فنزلوا فأكلوا.
استودع محمد بن المنكدر وديعةً، فاحتاج إليها، فأنفقها، فجاء صاحبها يطلبها، فقام فتوضأ وصلى، ثم دعا فقال: يا ساد الهواء بالسماء، ويا كابس الأرض على الماء، ويا واحد قبل كل أحدٍ كان، ويا واحد بعد كل أحدٍ يكون، أد عني أمانتي؛ فسمع قائلاً يقول: خذ هذه فأد بها عن أمانتك، واقصر في الخطبة فإنك لن تراني.
أودع رجلٌ محمد بن المنكدر خمس مئة دينارٍ، فاستفقها محمد بن المنكدر، فقدم الرجل فجعل ابن المنكدر يدعو ويقول: اللهم إنك تعلم أن فلاناً أودعني خمس مئة دينارٍ، فاستنفقتها، وقد قدم وليست عندي، اللهم فاقضها عني ولا تفضحني؛ فسمع عامر بن عبد الله بن الزبير دعاءه، فصر خمس مئة دينارٍ، ووضعها بين يدي محمد بن المنكدر وهو مشغولٌ بالصلاة والدعاء لا يشعر، فانصرف محمد من صلاته، فرآها فأخذها؛ قال عامر: فخشيت أن يفتتن، فأخبرته بها وأخبرته بما خفت عليه من الفتنة.
قال ابن المنكدر لأبي حازم: ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بخيرٍ وما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيراً قط؛ فقال أبو حازم: لا تظن أن ذلك من قبلك، ولكن انظر إلى الذي من قبله فاشكره.
قال ابن زيد:
كان المرهب الخبيث يتبدا لابن المنكدر فيما بينه وبين المنبر في المسجد، ويرعبه، فأصبح ذات يوم فأتى إلى أبي فقال: يا أبا أسامة، ألا أخبرك خبراً؛ إني رأيت الخبيث أتاني في النوم، فقاتلني فقاتلته، ثم إني أخذت بشعفةٍ في رأسه، فشقها الله بشقتين،
فرميت شقةً ها هنا وشقةً ها هنا، فأرجو أن يكون الله قد أعانني عليه؛ قال: فما رآه ابن المنكدر بعد ذلك.
وقال محمد بن المنكدر: يا رب، أرني كيف الدنيا عندك حتى أعرفها؛ قال: فأتي في منامه، فقيل له: ابن المنكدر سألت الله أن يريك الدنيا كيف هي عنده، فإن هذا شيءٌ لا يكون أبداً.
قال ابن المنكدر: أمحلنا بالمدينة إمحالاً شديداً، وتوالت سنون؛ قال محمد: فإني لفي المسجد بعد شطر الليل وليس في السماء سحابةٌ، وأنا في مقدم المسجد، فدخل أمامي متقنعٌ برداءٍ عليه، فأسمعته يلح في الدعاء، إلى أن سمعته يقول: أقسمت عليك أي رب قسماً، ويردده؛ قال: فما زال يردد هذا القسم: أقسم عليك أي رب من ساعتي هذه؛ قال: فوالله إن مشينا حتى رأيت السحاب يتألف، وما رأينا قبل ذلك في السماء قزعةً ولا شيئاً، ثم مطرت فسحت، فكانت السماء عزالي وأودع مطرٍ رأيته قط، فأسمعه يقول: أي رب لا هدم فيه ولا غرق ولا ملأ فيه ولا محق؛ قال: ثم سلم الإمام من الصبح، وتقنع الرجل منصرفاً، وتبعته حتى جاء زقاق اللبادين، فدخل في مسربةٍ له، فلما أصبحت سألت عنه، قالوا: هذا زياد النجار، هذا رجلٌ ليس له فراشٌ، إنما هو يكابد الليل صلاةً ودعاءً وهو من الدعائين، وكل عملٍ عمله أخفاه جهده؛ قال محمد بن المنكدر: فذكرت قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رب ذي طمرين خفي، لو أقسم على الله لأبره " قال محمد: فزارني بعد ذلك وخالني، فكره بعض ما ذكرت له، وقال: اطو هذا يا أبا عبد الله، فإنما جزاؤه عند الذي عملناه له؛ قال محمد بن المنكدر: فما ذكرته بعد أن نهاني باسمه؛ وقلت: رجل كذا، ليرغب راغبٌ في الدعاء ويعلم أن في الناس صالحين.
وفي آخر بمعناه: وانصرف حتى أتى دار أنسٍ فدخل موضعاً، فأخرج مفتاحاً، ففتح ثم دخل؛ قال: ورجعت، فلما سبحت أتيته فإذا أنا أسمع نجراً في بيته، فسلمت، ثم قلت: أدخل؟ قال: ادخل؛ فإذا هو ينجر أقداحاً يعملها؛ فقلت: كيف أصبحت أصلحك
الله؟ فاستشهرها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك قلت: إني قد سمعت أقسامك البارحة على الله يا أخي، هل لك في نفقةٍ تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة؟ قال: لا، ولكن غير ذلك، لا تذكرني لأحدٍ ولا تذكر هذا لأحدٍ حتى أموت، ولا تأتني يا بن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس؛ فقلت: إني أحب أن ألقاك؛ قال: القني في المسجد؛ وكان فارسياً، فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحدٍ حتى مات الرجل؛ قال: ثم انتقل من تلك الدار فلم ير ولم يدر أين ذهب، فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح.
قال محمد بن المنكدر: إن الله تعالى ليصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد ولده وداره، حتى يصل إلى الدويرات حوله، ما يزالون في حفظٍ من الله؛ وفي روايةٍ: ما يزالون في ستر الله وحفظه.
قال ابن المنكدر: لو أن رجلاً صام الدهر لا يفطر، وقام الليل لا يفتر، وتصدق بماله، وجاهد في سبيل الله، واجتنب محارم الله، غير أنه يؤتى به يوم القيامة على رؤوس الخلائق، في ذلك الجمع الأعظم بين يدي رب العالمين، فيقال: إن هذا عظم في عينيه ما صغر الله، وصغر في عينيه ما عظم الله، كيف ترى تكون حاله؟ فمن منا ليس هكذا الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب والخطايا.
قال ابن المنكدر: العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.
اجتمعوا حول ابن المنكدر وهو يصلي، وكان رجلاً عابداً، فانصرف إليهم، فقال: قد أتعبتم الواعظين، إلى متى تساقون سوق البهائم قال ابن المنكدر: نعم العون على تقوى الله الغنى.
وعن محمد بن المنكدر: أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ قال: أخشى آيةً من كتاب الله، قال الله عز وجل: " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب.
وذكرت هذه الحكاية عن أحد أخوي محمد، أبي بكر أو عمر، وأنه قال: ما أبكي أن أكون أتيت شيئاً ركبته من معاصي الله عز وجل اجتراءً على الله سبحانه، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئاً أحسبه هيناً وهو عند الله عظيمٌ؛ قال: وبكى الآخر عند الموت، فقيل له مثل ذلك، فقال: إني سمعت الله عز وجل يقول لقومٍ: " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " وأنا أنتظر ما ترون، والله ما أدري ما يبدو لي.
جاء صفوان إلى محمد بن المنكدر، وهو في الموت، فقال: يا أبا عبد الله كأني أراك قد شق عليك الموت فما زال يهون عليه وينجلي عنه، حتى لكأن في وجهه المصابيح؛ ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك؛ ثم قضى.
توفي محمد بن المنكدر في خلافة مروان بن محمد، قالوا: سنة ثمانٍ وعشرين؛ وقيل: سنة ثلاثين ومئة؛ وقيل: سنة إحدى وثلاثين ومئة؛ وقيل: سنة ست وثلاثين ومئة.
قال المنكدر بن محمد بن المنكدر: رأيت في منامي كأني دخلت مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا الناس مجتمعون على رجلٍ في الروضة، فقلت: من هذا؟ فقيل: رجلٌ قدم من الآخرة يخبر الناس عن موتاهم؛ فإذا الرجل صفوان بن سليم، والناس يسألونه وهو يخبرهم؛ وفي آخر: فأراني أهاب أن أسأله عن أبي لأني ما أدري ما يخبرني، فقال: أما ها هنا أحدٌ يسألني عن محمد بن المنكدر؟ وطفق الناس يقولون: هذا ابنه، هذا ابنه؛ ففرجت الناس فقلت: أخبرنا رحمك الله؛ قال: أعطاه الله من الجنة كذا، وأعطاه كذا، وأعطاه، وأرضاه، وأسكنه منازل في الجنة وبوأه، ولا طعن عليه ولا موت.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73183&book=5563#23be7c
مُحَمَّد بْن المنكدر بْن عَبْد اللَّه بْن الهدير قرشي تيمي
مدني
سَمِعَ جَابِر بْن عَبْد اللَّه وابْن الزبير وعمه ربيعة سَمِعَ منه الثوري
وشُعْبَة وعُمَرو بْن دينار، كنيته أَبُو بكر وقال اسمعيل كنيته أَبُو عَبْد اللَّه، الْقُرَشِيّ، قَالَ لي الأويسي حدثني مالك قَالَ كَانَ مُحَمَّد سيد القراء لا يكاد أحد يسألُهُ عَنْ حديث إلا كاد أن يبكي، وقَالَ علي عَنِ ابْن عيينة بلغ سنه نيفا وسبعين ولم أر أحدا أجدر أن يحمل (1) عَنْهُ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه جالسناه عام الزُّهْرِيّ، كَانَ يجيئنا فِي الحج والْعُمَرة وكَانَ صديقا لعُمَرو.
مدني
سَمِعَ جَابِر بْن عَبْد اللَّه وابْن الزبير وعمه ربيعة سَمِعَ منه الثوري
وشُعْبَة وعُمَرو بْن دينار، كنيته أَبُو بكر وقال اسمعيل كنيته أَبُو عَبْد اللَّه، الْقُرَشِيّ، قَالَ لي الأويسي حدثني مالك قَالَ كَانَ مُحَمَّد سيد القراء لا يكاد أحد يسألُهُ عَنْ حديث إلا كاد أن يبكي، وقَالَ علي عَنِ ابْن عيينة بلغ سنه نيفا وسبعين ولم أر أحدا أجدر أن يحمل (1) عَنْهُ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه جالسناه عام الزُّهْرِيّ، كَانَ يجيئنا فِي الحج والْعُمَرة وكَانَ صديقا لعُمَرو.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5563#d3dcea
محمد بن المنكدر: "مدني"، تابعي، ثقة، رجل صالح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5563#919218
محمّد بن المنكدر، أحد الأعلام، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ، توفي سنة (130).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5563#e6b89b
محمد بن المنكدر، عن رجل من الأنصار، عن أبيه
ع: محمد بن المنكدر عن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا فأصغى إصغاء حتى أنكرناه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه، فقال: " إن جبريل أتاني فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده المؤمن، قال: يا جبريل، قد استجبت لعبدي المؤمن، وقضيت حاجته، وإني أحب صوته "، ثم أصغى الثانية فطال إصغاؤه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه فقال: " جاءني جبريل، فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده الكافر، قال: يا جبريل، اقض حاجته، فإني أبغض صوته ".
أخرجه أبو نعيم.
ع: محمد بن المنكدر عن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا فأصغى إصغاء حتى أنكرناه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه، فقال: " إن جبريل أتاني فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده المؤمن، قال: يا جبريل، قد استجبت لعبدي المؤمن، وقضيت حاجته، وإني أحب صوته "، ثم أصغى الثانية فطال إصغاؤه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه فقال: " جاءني جبريل، فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده الكافر، قال: يا جبريل، اقض حاجته، فإني أبغض صوته ".
أخرجه أبو نعيم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5563#41f387
محمد بن المنكدر التميمي أبو عبد الله روى عن جابر وابن عمر واميمة بنت رقيقة وعبد الله بن الزبير واسماء ابنة ابى بكر وسفينة وابى رافع روى عنه الزهري وعمرو بن دينار وهشام بن عروة وايوب السختيانى وابو حازم سلمة بن دينار ومالك وابن جريج والثوري وشعبة ومعمر
وعبد العزيز الماجشون وأبو عوانة سمعت أبي يقول ذلك: نا عبد الرحمن نا عمر بن شبة بن عبيدة النميري البصري نا هارون - يعني ابن معروف نا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ - قال: كان محمد بن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون نا عبد الرحمن أنا أبو بكر محمد بن عمير الطبري قال قال أبو بكر يعني عبد الله بن الزبير الحميدي: محمد بن المنكدر حافظ.
نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: محمد بن المنكدر ثقة.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن محمد بن المنكدر فقال: ثقة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5563#49cac4
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، وَأَصْغَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ إِصْغَاءَهُ حَتَّى أَنْكَرْنَاهُ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْغَيْتَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ حَتَّى شَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ، قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ وَقَضَيْتُ حَاجَتَهُ، فَأَخِّرْ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُحِبُّ صَوْتَهُ " ثُمَّ أَصْغَى الثَّانِيَةَ، فَطَالَ إِصْغَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَصْغَيْتَ الثَّانِيَةَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ؟ قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اقْضِ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، وَأَصْغَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ إِصْغَاءَهُ حَتَّى أَنْكَرْنَاهُ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْغَيْتَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ حَتَّى شَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ، قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ وَقَضَيْتُ حَاجَتَهُ، فَأَخِّرْ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُحِبُّ صَوْتَهُ " ثُمَّ أَصْغَى الثَّانِيَةَ، فَطَالَ إِصْغَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَصْغَيْتَ الثَّانِيَةَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ؟ قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اقْضِ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ "
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5563#0d5e9e
مُحَمَّدُ بن المنكدر
- مُحَمَّدُ بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. ويكنى أبا عبد الله. فولد محمد بن المنكدر: عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لأم ولد. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي. فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلافٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ. فَقَالَتْ مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ! قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ.. فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةً. فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ: مُحَمَّدًا. وَأَبَا بَكْرٍ. وَعُمَرَ. بَنِي الْمُنْكَدِرِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ: تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ. وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لا تمزح مع الصبيان. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ. قَالَ: وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ. كَانَ يَرْهَقُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ. أَوْ قَالَ: عَنْ أَحَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَأَبُو حَازِمٍ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ. وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلاةٍ. وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. فَيَتَحَدَّثُونَ وَلا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بكلمات. ويدعون بِدَعَوَاتٍ. وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ- فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ. فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الموسم ثم لا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلا فِي كُلِّ موسمٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لأُمِّهِ يَا أَمَّهْ قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ يُصَلِّي. وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ الآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي. قَالَ: وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى. قَالَ: فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ. قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَنِّي ضَرِيتُ بِالدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ. وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ: إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ. وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الانْطِلاقَ إِلَى الْيَمَنِ. وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ لَهُ: مَتَى تُرِيدُ الانْطِلاقَ؟ فَقَالَ: غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ. يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ. وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ. فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ. ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ. فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ. وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا. فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالَ لِمَوْلاتِهِ سَلامَةَ: إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً. أَوْ أَرْبَعَةً. فَقَالَتْ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ. يَقُولُ: ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. قَالَ: فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا. فَأَتَتْهُ بِهَا. فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ. فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي! فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ. إِذْ قَالَ لِغُلامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلامُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ. قَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ. فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مؤونتهم. وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ. فَقَالَ: مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى. فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قال: أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا. وتوالت سنون. قال محمد: فو الله إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ. وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ. فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ ساعتي هذه. قال: فو الله إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلا شَيْئًا. ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ. فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى. وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ! فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ لا هَدْمَ فِيهِ وَلا غَرَقَ. وَلا بَلاءَ فِيهِ وَلا مَحْقَ. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ الإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ. وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا. وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ. قَالُوا: هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ. هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ. إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً. وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ. وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. . قَالَ مُحَمَّدٌ: فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ. فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ. وَقَالَ: اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ. وَقُلْتُ: رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ لَيْسَا نَظِيفَيْنِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ. وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ. وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا. قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُكْثِرُ الإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلاثِينَ. أَوْ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
- مُحَمَّدُ بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. ويكنى أبا عبد الله. فولد محمد بن المنكدر: عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لأم ولد. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي. فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلافٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ. فَقَالَتْ مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ! قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ.. فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةً. فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ: مُحَمَّدًا. وَأَبَا بَكْرٍ. وَعُمَرَ. بَنِي الْمُنْكَدِرِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ: تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ. وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لا تمزح مع الصبيان. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ. قَالَ: وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ. كَانَ يَرْهَقُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ. أَوْ قَالَ: عَنْ أَحَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَأَبُو حَازِمٍ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ. وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلاةٍ. وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. فَيَتَحَدَّثُونَ وَلا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بكلمات. ويدعون بِدَعَوَاتٍ. وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ- فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ. فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الموسم ثم لا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلا فِي كُلِّ موسمٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لأُمِّهِ يَا أَمَّهْ قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ يُصَلِّي. وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ الآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي. قَالَ: وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى. قَالَ: فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ. قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَنِّي ضَرِيتُ بِالدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ. وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ: إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ. وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الانْطِلاقَ إِلَى الْيَمَنِ. وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ لَهُ: مَتَى تُرِيدُ الانْطِلاقَ؟ فَقَالَ: غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ. يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ. وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ. فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ. ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ. فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ. وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا. فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالَ لِمَوْلاتِهِ سَلامَةَ: إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً. أَوْ أَرْبَعَةً. فَقَالَتْ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ. يَقُولُ: ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. قَالَ: فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا. فَأَتَتْهُ بِهَا. فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ. فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي! فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ. إِذْ قَالَ لِغُلامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلامُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ. قَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ. فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مؤونتهم. وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ. فَقَالَ: مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى. فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قال: أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا. وتوالت سنون. قال محمد: فو الله إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ. وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ. فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ ساعتي هذه. قال: فو الله إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلا شَيْئًا. ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ. فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى. وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ! فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ لا هَدْمَ فِيهِ وَلا غَرَقَ. وَلا بَلاءَ فِيهِ وَلا مَحْقَ. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ الإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ. وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا. وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ. قَالُوا: هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ. هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ. إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً. وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ. وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. . قَالَ مُحَمَّدٌ: فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ. فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ. وَقَالَ: اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ. وَقُلْتُ: رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ لَيْسَا نَظِيفَيْنِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ. وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ. وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا. قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُكْثِرُ الإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلاثِينَ. أَوْ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5563#a3f7e2
مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72898&book=5563#8c50d0
مُحَمَّد بْن طلحة أَبُو عَبْد اللَّه التيمي الْقُرَشِيّ المديني ويقَالَ لَهُ ابْن الطويل
سَمِعَ أبا سهيل بن مالك، وقال لى اسمعيل بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عثمان بْن عبيد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ ابن لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أدَدَ بْنِ الهميسع ابن نابت بن اسمعيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المنكدر
ابن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الْهُدَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَيَا كَعْبُ مَا نَسِيَ رَبُّكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا بَيْتًا قُلْتَهُ، قَالَ وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ أَنْشِدْهُ يَا أَبَا بَكْرٍ! فَأَنْشَدَهُ أَبُو بكر
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا * وَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلابِ
سَمِعَ أبا سهيل بن مالك، وقال لى اسمعيل بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عثمان بْن عبيد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ ابن لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أدَدَ بْنِ الهميسع ابن نابت بن اسمعيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المنكدر
ابن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الْهُدَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَيَا كَعْبُ مَا نَسِيَ رَبُّكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا بَيْتًا قُلْتَهُ، قَالَ وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ أَنْشِدْهُ يَا أَبَا بَكْرٍ! فَأَنْشَدَهُ أَبُو بكر
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا * وَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلابِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69319&book=5563#91f3c4
- ومحمد بن المنكدر بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة. أمه أم ولد، يكنى أبا عبد الله. مات سنة ست وثلاثين ومائة.