Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150739&book=5558#0579b4
حصين بن نمير بن نابل بن لبيد
ابن جعثنة بن الحارث بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة، وهو ثور بن عفير ابن عدي بن الحارث أبو عبد الرحمن الكندي ثم السكوني من أهل حمص.
كان بدمشق حين عزم معاوية على الخروج إلى صفين وخرج معه، وولي الصائفة ليزيد بن معاوية، وكان أميراً على جند حمص، وكان في الجيش الذي وجهه يزيد إلى أهل المدينة من دمشق لقتال أهل الحرة، واستخلفه مسلم بن عقبة المعروف بمسرف على الجيش، وقاتل ابن الزبير، وكان بالجابية حين عقدت لمروان بن الحكم الخلافة.
حدث يزيد بن الحصين بن نمير السكوني عن أبيه قال: جاء بلال يخطب على أخيه، وكان عمر استعمل بلالاً على الأردن فقال: أنا بلال وهذا أخي، كنا عبدين فأعتقنا الله، وكنا ضالين فهدانا الله، وكنا عائلين فأغنانا الله، فإن تنكحونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا إله إلا الله، قال: فأنكحوه، وكانت المرأة عربية من كندة.
لما مرت السكون مع أول كندة مع حصين بن نمير السكوني ومعاوية بن حديج في أربع مئة فاعترضهم عمر، فإذا فيهم فتية دلمٌ سباط مع معاوية بن حديج، فأعرض عنهم، ثم أعرض ثم أعرض، فقيل له: مالك ولهؤلاء؟ فقال: إني عنهم لمتردد، وما مر بي قوم من العرب أكره إلي منهم، ثم أمضاهم فكان بعد يكثر أن يتذكرهم بالكراهية.
وتعجب الناس من رأي عمر حين تعقبوه، بعد ما كان من أمر الفتنة الذي كان،
وإذا هم رؤوس تلك الفتنة، فكان منهم من غزا عثمان، وكان منهم رجل يقال له: سودان بن حمران قتل عثمان بن عفان، وإذا منهم رجل حليف يقال له: جلد بن ملجم قتل علي بن أبي طالب، وإذا منهم معاوية بن حديج، فنهض في قوم منهم يتتبع قتلة عثمان يقتلهم، وإذا منهم قوم يهوون قتل عثمان، وكان فيهم حصين، وهو الذي حاصر ابن الزبير بمكة، ورمى الكعبة بالمنجنيق، فسترت بالخشب فاحترقت.
حدث جماعة، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قال: أمر يزيد مسلم بن عقبة وقال: إن حدث بك حدث فحصين بن نمير على الناس، فورد مسلم بن عقبة المدينة، فمنعوه أن يدخلها، فأوقع بهم وأنهبها ثلاثاً، ثم خرج يريد ابن الزبير، فلما كان بالمشلل نزل به الموت، فدعا حصين بن نمير فقال له: يا بردعة الحمار، لولا عهد أمير المؤمنين إلي فيك ما عهدت إليك، اسمع عهدي: لا تمكن قريشاً من أذنك ولا تزدهم على ثلاث: الوقاف ثم الثقاف ثم الانصراف. وأعلم الناس أن الحصين واليهم ومات مكانه، فدفن على ظهر المشلل لسبع بقين من المحرم سنة أربع وستين.
ومضى حصين بن نمير في أصحابه حتى قدم مكة، فنزل بالحجون إلى بئر ميمون، وعسكر هناك، فكان يحاصر ابن الزبير، فكان الحصر أربعة وستين يوماً يتقاتلون فيها أشد القتال، ونصب الحصين المنجنيق على ابن الزبير، فكان الحصر أربعة وستين يوماً يتقاتلون فيها أشد القتال، ونصب الحصين المنجنيق على ابن الزبير وأصحابه، ورمى الكعبة، وقتل من الفريقين بشر كثير، وأصاب المسور فلقة من حجر المنجنيق، فمات ليلة جاء نعي يزيد بن معاوية، وذلك لهلال ربيع الآخر سنة أربع وستين.
فكلم حصين بن نمير ومن معه من أهل الشام عبد الله بن الزبير: إن يدعهم يطوفوا بالبيت وينصرفوا عنه، فشاور في ذلك أصحابه، ثم أذن لهم، فطافوا.
وكلم ابن الزبير الحصين بن نمير، وقال له: قد مات يزيد، وأنا أحق الناس بهذا الأمر، لأن عثمان عهد إلي في ذلك عهداً صلى به خلفي طلحة والزبير وعرفته أم المؤمنين فبايعني، وادخل فيما يدخل فيه الناس معي يكن لك ما لهم وعليك ما عليهم.
فقال له الحصين بن نمير: إني والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي، أقدم للشام فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعتك وقاتلت من عصاك، وإن وجدتهم مجتمعين على غيرك أطعته وقاتلتك، ولكن سر أنت معي إلى الشام أملكك رقاب العرب.
فقال له ابن الزبير: أو أبعث رسولاً؟ قال: تباً لك سائر اليوم، إن رسولك لا يكون مثلك.
وافترقا، وأمن الناس، ووضعت الحرب أوزارها، وأقام أهل الشام أياماً يبتاعون حوائجهم ويتجهزون، ثم انصرفوا راجعين إلى الشام، فدعا ابن الزبير من يومئذ إلى نفسه.
وفي سنة ست وستين عام الخازر، قتل عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير وجرير بن شراحيل الكندي في آخرين، وقيل: في سنة سبع وستين، قتلهم إبراهيم بن الأشتر وبعث برؤوسهم إلى المختار، فبعث بها إلى ابن الزبير، فنصبت بالمدينة ومكة.
وقيل: إن المختار لما بعث برأس ابن زياد وحصين بن نمير مع رؤوس أناس من أشراف أهل الشام قال ابن الزبير: انصبوا رأس كل رجل منهم عند قذافته التي كان يرمينا منها.
قال محمد بن إسماعيل: ثم أحرق مصعب بن الزبير المختار، وأحرق إبراهيم بن الأشتر عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير، فقال عبد الملك بن مروان وأتي بجسد ابن الأشتر لمولى لحصين بن نمير: حرقه كما حرق مولاك.