Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=138316&book=5557#2e37ae
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن الساوي، أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح بْن أَبِي سعد القاضي :
شهد هو وأبوه وجده، وقد تقدم ذكرهما، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بْن الْحُسَيْن الزينبي فِي يوم الأربعاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته، واستنابه قاضي القضاة أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الدامغاني فِي الحكم والقضاء بدار الخلافة فِي سنة ثمانين، وأذن للشهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله، فكان عَلَى القضاء إلى أن مات قاضي القضاة فِي آخر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين، فلما ولى ابن أخيه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد الدامغاني القضاء ببغداد فِي سنة ست وثمانين استناب القاضي عُبَيْد اللَّه بْن الساوي مدة ولايته إلى أن عزل فِي رجب سنة أربع وتسعين، فلزم ابن الساوي منزله وعجز عن الحركة والنهوض، وصار حليف الفراش إلى حين وفاته.
وكان شيخ القضاء والشهود فِي وقته، وآخر من بقى من شهود الزينبي، وكان فقيها فاضلًا عَلَى مذهب أَبِي حنيفة عارفا بالأحكام والقضايا ورعا متدينا عفيفا نزها، عليه مهابة ووقار، وله جلالة فِي النفوس ومكانة، وعلى وجهه أنوار الطاعة وهيبة الدين، وكان يقيم جاه الشرع، ويستوي عنده القوي والضعيف والشريف والدني، فِي مجلس الحكم، وإذا وجب حق عَلَى فقير وسأل صاحب الحق حبسه أدى عنه من ماله مع قلة ذات يده، بقي نيفا وخمسين سنة يشهد ويقضي بين الناس عَلَى أحسن طريقة وأجمل سيرة، يشكره الخاص والعام، سمع الحديث من أَبِي القَاسِم هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن وأبي الْحُسَيْن محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبي القَاسِم هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عمر الحريري وأبي نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الأسدي وأبي مُحَمَّد يحيى بْن عَلِيّ بْن الطراح وأبي الفتح مفلح بْن أَحْمَد الدومي وأبي البركات عَبْد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم.
حدث بكتاب «السنن» لأبي داود السجستاني وكتاب «النسب» للزبير بْن بكار عن أَبِي الْحُسَيْن بْن الفراء وبغير ذلك من الأجزاء، كتبت عنه، وكان ثقة نبيلًا، لم أر مثله فِي معناه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الجليل الساوي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطبري قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ الْغِطْرِيفِ بِجُرْجَانَ قَالَ: أنبأنا أبو خليفة، حدثنا عبد الرحمن ابن سلام، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ السَّاوِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ابن عمر الحريري قراءة عليه، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَاينِيُّ، حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، حدثنا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَطُوفِ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانٍ: «هَلْ قُلْتَ فِي أَبِي بَكْرٍ قيلا» ؟ قال: نعم،
قَالَ: «قُلْ وَأَنَا أَسْمَعُ» ، قَالَ:
وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ الْمُنِيفِ وَقَدْ ... طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ يَصْعَدُ الْجَبَلا
وَكَانَ رِدْفُ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا ... مِنَ الْبَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلا
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ: «صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ! هُوَ كَمَا قُلْتَ» .
سَمِعْت من أثق به يحكى أن شيخنا القاضي أَبَا مُحَمَّد بن الساوي قصده رجل تاجر بعد صلاة المغرب فِي منزله وذكر أن له غريما فِي الحبس وأنه قد أذن فِي إطلاقه لأنه متوجه إلى السفر فِي سحرة تلك الليلة، فلم يقدر القاضي فِي تلك الساعة عَلَى أحد من الغلمان بباب الحكم لينفذه إلى الحبس، وكان يومئذ شيخا كبيرا ضعيفا، فَقَالَ للتاجر: خذ بيدي حتى نصل إلى الحبس، فاتكأ عَلَى يد الرجل حتى أتى الحبس فأخرج المحبوس وَقَالَ: ما كان اللَّه ليراني وقد حبسته هذه الليلة عن مصالحه وقد أفرج عنه خصمه، ثم عاد إلى منزله- رحمه اللَّه عليه.
سألت القاضي أَبَا مُحَمَّد بْن الساوي عن مولده، [فقال] : في المحرم سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
ورأيت بخط أَبِي سعد بْن حمدون قَالَ: سألت ابن الساوي عن مولده فَقَالَ: فِي محرم سنة ثلاث عشرة- فاللَّه أعلم بالصحيح، وتوفى يوم الأحد التاسع من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية عند أهله، وكان آخر من بقي من بيته ولم يعقب.