مُحَمَّد بن عمر بن وَاقد ق الْأَسْلَمِيّ مَوْلَاهُم الْوَاقِدِيّ الْمدنِي القَاضِي صَاحب التصانيف وَأحد أوعية الْعلم على ضعفه قَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ يضع الحَدِيث وَقَالَ بن عدي أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة وَالْبَلَاء مِنْهُ وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ الْوَاقِدِيّ يضع الحَدِيث وَقَالَ بن رَاهَوَيْه هُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ فِي آخر تَرْجَمته اسْتَقر الْإِجْمَاع على وَهن الْوَاقِدِيّ انْتهى وَقد ذكر الْحَافِظ فتح الدّين بن سيد النَّاس فِي أول سيرته الْكُبْرَى تَرْجَمَة لمُحَمد بن إِسْحَاق وَالْجَوَاب عَمَّا رمي بِهِ الْوَاقِدِيّ وَهُوَ كَلَام حسن مليح فأنظره إِن أردته.
Al-Khaṭīb al-Baghdādī (d. 1071 CE) - Tārīkh Baghdād - الخطيب البغدادي - تاريخ بغداد
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 7749 1. محمد بن عمر بن واقد الأسلمي12. ابراهيم الاجري1 3. ابراهيم الاجري الكبير1 4. ابراهيم الكبشي المعدل1 5. ابراهيم امير المؤمنين المتقي لله بن جعفر المقتدر بالله بن احمد ال...1 6. ابراهيم بن ابي العباس ويقال ابن العباس ابو اسحاق السامري...1 7. ابراهيم بن ابي الليث ابو اسحاق1 8. ابراهيم بن ابي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة ابو اسحاق العدوي ا...1 9. ابراهيم بن ابي نعيم القفصي1 10. ابراهيم بن احمد ابو اسحاق المارستاني...1 11. ابراهيم بن احمد ابو اسحاق المروزي1 12. ابراهيم بن احمد الهمذاني1 13. ابراهيم بن احمد بن ابراهيم بن عبد الله ابو اسحاق المقرئ البزوري...1 14. ابراهيم بن احمد بن اسحاق بن ابراهيم المخرمي...1 15. ابراهيم بن احمد بن اسماعيل ابو اسحاق الخواص...1 16. ابراهيم بن احمد بن الحسن ابو اسحاق المقرئ القرميسيني...1 17. ابراهيم بن احمد بن الحسن بن علي ابو الحسن المقرئ...1 18. ابراهيم بن احمد بن النعمان ابو اسحاق الازدي...1 19. ابراهيم بن احمد بن بشران بن زكريا بن احمد بن الحجاج بن سيار بن بي...1 20. ابراهيم بن احمد بن جعفر بن موسى بن ابراهيم بن عبد الله بن سلام اب...1 21. ابراهيم بن احمد بن سهل بن شوكر ابو يوسف البغدادي...1 22. ابراهيم بن احمد بن عبد الرحمن المفسر...1 23. ابراهيم بن احمد بن عبد الله ابو اسحاق الرازي...1 24. ابراهيم بن احمد بن عبد الله بن يعيش ابو اسحاق...1 25. ابراهيم بن احمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله ابو اس...1 26. ابراهيم بن احمد بن عمر بن حمدان ابو اسحاق الفقيه ابن شاقلاء...1 27. ابراهيم بن احمد بن محمد ابو اسحاق الطبري النجوي...1 28. ابراهيم بن احمد بن محمد بن احمد بن عبد الله ابو اسحاق الطبري المق...1 29. ابراهيم بن احمد بن محمد بن موسى ابو اليسر الانصاري ابن الجوزي...1 30. ابراهيم بن احمد بن مروان ابو اسحاق الواسطي...1 31. ابراهيم بن احمد بن منصور ابو اسحاق الخضيب مولى بني هاشم...1 32. ابراهيم بن احمد بن نصر بن محمد ابو اسحاق الكاتب...1 33. ابراهيم بن ادريس ابو اسحاق النحوي1 34. ابراهيم بن ازر1 35. ابراهيم بن اسباط بن السكن ابو اسحاق البزاز...1 36. ابراهيم بن اسحاق ابو اسحاق الانصاري الغسيلي لانه...1 37. ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم ابو اسحاق...1 38. ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم بن مهران بن عبد الله ابو اسحاق الثقفي...1 39. ابراهيم بن اسحاق بن ابي العنبس ابو اسحاق الزهري القاضي الكوفي...1 40. ابراهيم بن اسحاق بن ابي خضرون ابو اسحاق الصيدلاني...1 41. ابراهيم بن اسحاق بن بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة ابو اسحاق...1 42. ابراهيم بن اسحاق بن عيسى ابو اسحاق الطالقاني...1 43. ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن مقسم ابو اسحاق البصري الاسدي ابن...1 44. ابراهيم بن اسماعيل بن محمد ابو اسحاق السوطي...1 45. ابراهيم بن الحارث بن اسماعيل ابو اسحاق البغدادي...2 46. ابراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت ابو اسحاق ...1 47. ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب امه فاطمة بنت الحسين...1 48. ابراهيم بن الحسين ابو اسحاق البنا الحنبلي...1 49. ابراهيم بن الحسين ابو اسحاق المؤدب الحلاج...1 50. ابراهيم بن الحسين بن الفرج الهمذاني1 51. ابراهيم بن الحسين بن حكمان ابو منصور الصيرفي ابن الكرجي...1 52. ابراهيم بن الحسين بن داود بن موسى ابو اسحاق القطان...1 53. ابراهيم بن الحسين بن زريق ابو اسحاق1 54. ابراهيم بن الحسين بن علي ابو اسحاق الخضيب الصفار...1 55. ابراهيم بن الحسين بن علي بن ابراهيم بن موسى بن عمران ابو اسحاق ال...1 56. ابراهيم بن السري ابو اسحاق المقرئ1 57. ابراهيم بن السري بن المغلس السقطي1 58. ابراهيم بن السري بن سهل ابو اسحاق النحوي الزجاج...1 59. ابراهيم بن الشاذ بن محمد بن اسحاق الجبلي...1 60. ابراهيم بن الصباح ابو اسحاق الدقاق1 61. ابراهيم بن الصلت الصوفي1 62. ابراهيم بن العباس بن محمد بن صول1 63. ابراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني1 64. ابراهيم بن القعقاع ابو اسحاق1 65. ابراهيم بن الليث النخشبي1 66. ابراهيم بن المبارك بن عبد الله ابو اسحاق...1 67. ابراهيم بن المختار ابو اسماعيل التميمي الرازي...1 68. ابراهيم بن المظفر بن عبيد الله بن خفيف ابو اسحاق السمسار...1 69. ابراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن...1 70. ابراهيم بن النضر بن مروان بن سويد العطار...1 71. ابراهيم بن الهيثم بن المهلب ابو اسحاق البلدي...2 72. ابراهيم بن الوليد بن ايوب ابو اسحاق الجشاش...1 73. ابراهيم بن اليسع ابو اسحاق الشعبي1 74. ابراهيم بن اورمة بن سياوش بن فروخ ابو اسحاق الاصبهاني الحافظ...1 75. ابراهيم بن ايوب الطبري1 76. ابراهيم بن بشار بن محمد ابو اسحاق الخراساني الصوفي...1 77. ابراهيم بن بكر ابو اسحاق الشيباني1 78. ابراهيم بن بيهويه بن منصور بن منصور بن موسى الفارسي...1 79. ابراهيم بن ثابت ابو اسحاق الدعاء1 80. ابراهيم بن جابر ابو اسحاق الفقيه1 81. ابراهيم بن جابر بن عبد الرحمن المروزي...1 82. ابراهيم بن جابر بن عيسى ابو اسحاق الغطريفي...1 83. ابراهيم بن جعفر الفقيه1 84. ابراهيم بن جعفر المتوكل علي الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون ا...1 85. ابراهيم بن جعفر بن محمد الفقيه ابن المخلص البصري...1 86. ابراهيم بن حامد بن شباب الاصبهاني1 87. ابراهيم بن حبيش بن دينار ابو اسحاق المعدل...1 88. ابراهيم بن حكيم القصار1 89. ابراهيم بن حماد بن ابراهيم بن يونس ابن نيطرا...1 90. ابراهيم بن حماد بن اسحاق بن اسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم ابو اس...1 91. ابراهيم بن حمد بن يوسف بن ابراهيم بن ابان ابو الفضل الهمذاني التا...1 92. ابراهيم بن حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث بن جنادة بن ...1 93. ابراهيم بن حيان البيع1 94. ابراهيم بن خالد بن ابي اليمان ابو ثور الكلبي الفقيه...1 95. ابراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك6 96. ابراهيم بن خفيف ابو اسحاق1 97. ابراهيم بن دارم بن احمد بن الحسين بن عبيد الله بن المغيرة بن عبيد...1 98. ابراهيم بن داود بن سليمان المنادي1 99. ابراهيم بن دبيس بن احمد بن علي الحداد...1 100. ابراهيم بن درستويه ابو اسحاق الفارسي الشيرازي...1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Khaṭīb al-Baghdādī (d. 1071 CE) - Tārīkh Baghdād - الخطيب البغدادي - تاريخ بغداد are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116231&book=5550#fe876a
مُحَمد بْنُ عُمَر بْن واقد الأسلمي مديني أَبُو عَبد اللَّه قاضي بغداد.
سَمِعْتُ عَبد الْمَلِكِ بْنَ مُحَمد يقول، حَدَّثَنا عَبد الوهاب بْن الفرات الهمداني سألت
يَحْيى ابن مَعِين عن الواقدي فقال ليس بثقة.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قَالَ: مُحَمد بْن عُمَر بْن واقد ضعيف.
وفي موضعٍ آخر ليس بشَيْءٍ (ح) وحدثنا بن حماد، حَدَّثَنا معاوية قلت ليحيى لم لم تعلم عليه حيث كَانَ الكتاب عندك قَالَ أستحي من ابنه، وَهو لي صديق قلت فماذا يقول: قَال: كَانَ يقلب حديث يُونُس يصيرها عن معمر ليس بثقة.
قَالَ معاوية قَال لي أحمد بْن حنبل هُوَ كذاب.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول الواقدي لَيْسَ بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا الْجُنَيْدِيُّ، حَدَّثَنا البُخارِيّ قَالَ مات مُحَمد بن عُمَر الواقدي أَبُو عَبد اللَّه الأسلمي المدني قاضي بغداد تركوه سنة سبع ومِئَتَين لاثنتي عشرة مضين من ذي الحجة كذبه أحمد.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ البُخارِيّ مُحَمد بْن عُمَر المديني قاضي بغداد متروك الحديث تركه أحمد، وابن نمير.
وقال النسائي مُحَمد بْن عُمَر الواقدي متروك الحديث.
حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمد الجواربي، حَدَّثَنا أحمد بن رجاء الفريابي، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: نَزَلَ بِالْحَجَرِ مَلَكٌ.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن الفضل بْن الدهقان، قَال: حَدَّثَنا الواقدي، حَدَّثَنا مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ نَهَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ أَسْعَدِ الْحُمَيْرِيِّ وَقَالَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا البيت
أَخْبَرنا عُمَر، حَدَّثَنا أحمد، حَدَّثَنا الواقدي، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الْمُنِيبِ عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ وَلَهُ صُحْبَةٌ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَكْبَرُ مِنَ الإِخْوَةِ بِمَنْزِلَةِ الأَبِّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بن حفص التستري، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَحْيى الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر الأَسْلَمِيُّ عَنْ أَخِيهِ شَمْلَةَ بْنِ عُمَر عَنْ عُمَر بْنِ كَثِيرِ بْنِ شَيْبَةَ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدَرُ الْوَجْهِ مِنَ النَّبِيذِ تَتَنَاثَرُ مِنْهُ الْحَسَنَاتُ.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس، وَعَبد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا الحسين بن علي بن زيد الصدائي، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر المدني، حَدَّثَنا عَاصِمُ بْنُ عُمَر بْنِ حَفْصٍ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا فَرْعَ، ولاَ عَتِيرَةَ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ حيان، حَدَّثَنا الحسين بن مرزوق، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ أَحَبَّ الطِّيبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسك والعود.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَعِيد الدستوائي، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الأسلمي، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ
عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلْيُضَحِّ.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مروان، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بن هشام، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا مَعْمَرٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبد اللَّهِ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَمَرَ بِذَبِيحَةِ الْغُلامِ أَنْ تُؤْكَلَ إِذَا سَمَّى.
حَدَّثَنَا عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مَرَوَانَ، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مَهْرَانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر الْوَاقِدِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتَانِ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ.
حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْبَكْرَاوِيُّ، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر الْوَاقِدِيُّ، عَن أبي حَزْرَة يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبد اللَّهِ الأَشَج عَنِ بُسْر بْنِ سَعِيد سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، قالَ: قُلتُ أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِلَى أَحَدٍ؟ قَال: لاَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الأهوازي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن إسحاق الصغاني، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: تَحْرِيكُ الأِصْبَعِ فِي الصَّلاةِ مَذْعَرَةٌ للشيطان
، حَدَّثَنا ابن صاعد، حَدَّثَنا بَكْرُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ، حَدَّثني مُحَمد بْنُ عُمَر خَالُ بَكْرُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ، حَدَّثني عَاصِمُ بْنُ عُمَر عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَن أَبِي، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي أَمْلَيْتُهَا لِلْوَاقِدِيِّ وَالَّتِي لَمْ أَذْكُرْهَا كُلَّهَا غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ، ومَنْ يَرْوِي عَنْهُ الْوَاقِدِيُّ مِنَ الثِّقَاتِ فَتِلْكَ الأحاديث غير محفوظة عنهم الامن رِوَايَةِ الْوَاقِدِيِّ وَالْبَلاءُ مِنْهُ وَمُتُونُ أَخْبَارِ الْوَاقِدِيِّ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ، وَهو بَيِّنُ الضَّعْفِ.
سَمِعْتُ عَبد الْمَلِكِ بْنَ مُحَمد يقول، حَدَّثَنا عَبد الوهاب بْن الفرات الهمداني سألت
يَحْيى ابن مَعِين عن الواقدي فقال ليس بثقة.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قَالَ: مُحَمد بْن عُمَر بْن واقد ضعيف.
وفي موضعٍ آخر ليس بشَيْءٍ (ح) وحدثنا بن حماد، حَدَّثَنا معاوية قلت ليحيى لم لم تعلم عليه حيث كَانَ الكتاب عندك قَالَ أستحي من ابنه، وَهو لي صديق قلت فماذا يقول: قَال: كَانَ يقلب حديث يُونُس يصيرها عن معمر ليس بثقة.
قَالَ معاوية قَال لي أحمد بْن حنبل هُوَ كذاب.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول الواقدي لَيْسَ بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا الْجُنَيْدِيُّ، حَدَّثَنا البُخارِيّ قَالَ مات مُحَمد بن عُمَر الواقدي أَبُو عَبد اللَّه الأسلمي المدني قاضي بغداد تركوه سنة سبع ومِئَتَين لاثنتي عشرة مضين من ذي الحجة كذبه أحمد.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ البُخارِيّ مُحَمد بْن عُمَر المديني قاضي بغداد متروك الحديث تركه أحمد، وابن نمير.
وقال النسائي مُحَمد بْن عُمَر الواقدي متروك الحديث.
حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمد الجواربي، حَدَّثَنا أحمد بن رجاء الفريابي، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: نَزَلَ بِالْحَجَرِ مَلَكٌ.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن الفضل بْن الدهقان، قَال: حَدَّثَنا الواقدي، حَدَّثَنا مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ نَهَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ أَسْعَدِ الْحُمَيْرِيِّ وَقَالَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا البيت
أَخْبَرنا عُمَر، حَدَّثَنا أحمد، حَدَّثَنا الواقدي، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الْمُنِيبِ عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ وَلَهُ صُحْبَةٌ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَكْبَرُ مِنَ الإِخْوَةِ بِمَنْزِلَةِ الأَبِّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بن حفص التستري، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَحْيى الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر الأَسْلَمِيُّ عَنْ أَخِيهِ شَمْلَةَ بْنِ عُمَر عَنْ عُمَر بْنِ كَثِيرِ بْنِ شَيْبَةَ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدَرُ الْوَجْهِ مِنَ النَّبِيذِ تَتَنَاثَرُ مِنْهُ الْحَسَنَاتُ.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُس، وَعَبد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا الحسين بن علي بن زيد الصدائي، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر المدني، حَدَّثَنا عَاصِمُ بْنُ عُمَر بْنِ حَفْصٍ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا فَرْعَ، ولاَ عَتِيرَةَ.
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ حيان، حَدَّثَنا الحسين بن مرزوق، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ أَحَبَّ الطِّيبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسك والعود.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد بْنِ سَعِيد الدستوائي، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الأسلمي، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عنِ ابْنِ شِهَابٍ
عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلْيُضَحِّ.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مروان، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بن هشام، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا مَعْمَرٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبد اللَّهِ، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَمَرَ بِذَبِيحَةِ الْغُلامِ أَنْ تُؤْكَلَ إِذَا سَمَّى.
حَدَّثَنَا عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مَرَوَانَ، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مَهْرَانَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر الْوَاقِدِيُّ، قَال: حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتَانِ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ.
حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْبَكْرَاوِيُّ، حَدَّثَنا سليمان الشاذكوني، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُمَر الْوَاقِدِيُّ، عَن أبي حَزْرَة يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبد اللَّهِ الأَشَج عَنِ بُسْر بْنِ سَعِيد سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ، قالَ: قُلتُ أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِلَى أَحَدٍ؟ قَال: لاَ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الأهوازي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن إسحاق الصغاني، حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: تَحْرِيكُ الأِصْبَعِ فِي الصَّلاةِ مَذْعَرَةٌ للشيطان
، حَدَّثَنا ابن صاعد، حَدَّثَنا بَكْرُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ، حَدَّثني مُحَمد بْنُ عُمَر خَالُ بَكْرُ بْنُ عَبد الْوَهَّابِ، حَدَّثني عَاصِمُ بْنُ عُمَر عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَن أَبِي، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي أَمْلَيْتُهَا لِلْوَاقِدِيِّ وَالَّتِي لَمْ أَذْكُرْهَا كُلَّهَا غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ، ومَنْ يَرْوِي عَنْهُ الْوَاقِدِيُّ مِنَ الثِّقَاتِ فَتِلْكَ الأحاديث غير محفوظة عنهم الامن رِوَايَةِ الْوَاقِدِيِّ وَالْبَلاءُ مِنْهُ وَمُتُونُ أَخْبَارِ الْوَاقِدِيِّ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ، وَهو بَيِّنُ الضَّعْفِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69656&book=5550#1e4423
- ومحمد بن عمر بن واقد. يكنى أبا عبد الله. مات سنة سبع ومائتين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=69656&book=5550#9d87de
محمد بن عمر بن واقد
أبو عبد الله الأسلمي مولاهم، المدني، المعروف بالواقدي، صاحب المغازي حدث عن أبي بكر بن إسماعيل بن محمد، بسنده إلى سعد قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيف العاص بن منبه يوم بدرٍ فأعطانيه، ونزلت في " يسألونك عن الأنفال ".
وحدث عن معمر، بسنده إلى أم سلمة، أنها كانت عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي وميمونة، قالت: فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعد أن أمر بالحجاب فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احتجبا منه " قلنا: يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصر ولا يعرفنا؟ قال: " أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟ " زاد في حديثٍ غيره: فجاء بشيءٍ لا حيلة فيه.
وكان أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد مولى لبني سهم من أسلم وكان نزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي؛ وكان عالماً بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه.
وولد سنة ثلاثين ومئة.
وجرحه قومٌ ووثقه آخرون، وكان جواداً كريماً مشهوراً بالسخاء، وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحدٍ، عرف أخيار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأحداث التي كانت في وقته، وبعد وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك.
كان الواقدي يقول: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حفظه وحفظي أكثر من كتبي.
ولما انتقل الواقدي من جانب الغربي حمل كتبه على عشرين ومئة وقرٍ.
قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غداً بالناس؛ فامتنع؛ قال: لا بد من ذلك؛ قال: يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة، قال: فأنا أحفظك، قال: فافعل؛ فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها فإذا ابتدأ في النصف الثاني نسي الأول؛ فأتعب المأمون ونعس، فقال لعلي بن صالح: يا علي حفظه أنت قال علي: ففعلت ونام المأمون، فجعلت أحفظه النصف الأول فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته؛ فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورةٍ شئت.
قال غسان: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ: " إن هذا لفي الصحف الأولى " صحف عيسى وموسى.
سئل مالك بن أنس عن المرأة التي سمت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم، فلقي الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال: الذي عندنا أنه قتلها؛ فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.
قال الواقدي: كنت حناطاً بالمدينة في يدي مئة ألف درهم للناس أضارب بها، فتلفت الدراهم فشخصت إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد، فجلست في دهليزه وآنست الخدم والحجاب، وسألتهم أن يوصلوني إليه فقالوا: إذا قدم الطعام إليه لم يحجب عنه أحد، ونحن ندخلك إليه ذلك الوقت؛ فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني: من أنت؟ وما قصتك؟ فأخبرته؛ فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز من ذلك فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادمٌ معه كيسٌ فيه ألف دينار فقال: الوزير يقرأ عليك السلام، ويقول لك: استعن بهذا على أمرك، وعد إلينا في غدٍ، فأخذته وعدت في اليوم الثاني فجلست معه على المائدة، وأنشأ يسائلني كما سألني في اليوم الأول فلما رفع الطعام دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز مني؛ فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادمٌ معه كيسٌ فيه ألف دينارٍ فقال: الوزير يقرأ عليك السلام ويقول: استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غدٍ؛ فأخذته وانصرفت وعدت ف اليوم الثالث، فأعطيت مثلما أعطيت في اليوم الأول والثاني؛ فلما كان في اليوم الرابع أعطيت الكيس كما أعطيت قبل ذلك وتركني بعد ذلك أقبل رأسه وقال: إنما منعتك ذلك لأنه لم يكن وصل إليك من معروفي ما يوجب هذا فالآن قد لحقك بعض النفع مني، يا غلام أعطه الدار الفلانية، يا غلام افرش له الفرش الفلاني،
يا غلام أعطه مئتي ألف درهم يقض دينه بمئة ألف ويصلح شأنه بمئة ألف، ثم قال لي: الزمني وكن في داري؛ فقلت: أعز الله الوزير لو أذنت لي بالشخوص إلى المدينة لأقضي الناس أموالهم ثم أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي؛ فقال: قد فعلت؛ وأمر بتجهيزي فشخصت إلى المدينة فقضيت ديني ثم رجعت إليه، فلم أزل في ناحيته.
قال الواقدي: حج الرشيد هارون فورد المدينة فقال ليحيى بن خالد: ارتد لي رجلاً عارفاً بالمدينة والمشاهد وكيف كان نزول جبريل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن أي وجهٍ كان يأتيه، وقبور الشهداء؛ فسأل يحيى بن خالد فكل دله علي، فبعث إلي فأتيته فقال لي: إن أمير المؤمنين يصلي العشاء الآخرة في المسجد وامض معنا إلى هذه المشاهد فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل.
فلما صليت العشاء الآخرة وإذا برجلين على حمارين فقال يحيى: أين الرجل؟ فأتيت به إلى دون المسجد فقلت: هذا الوضع الذي كان جبريل عليه السلام يأتيه؛ فنزلا فصليا ركعتين ودعوا الله ساعةً، وركبا وأنا بين أيديهما، فلم أدع موضعاً من المواضع ولا مشهداً من المشاهد إلا مررت بهما عليه، فجعلا يصليان ويجتهدان في الدعاء فوافينا المسجد وقد طلع الفجر وأذن المؤذن؛ فلما صارا إلى القصر قال لي يحيى: لا تبرح؛ فصليت الغداة في المسجد وهو على الرحلة إلى مكة فأذن لي يحيى بن خالد عليه بعد أن أصبحت، فأدنى مجلسي فقال لي: إن أمير المؤمنين لم يزل باكياً وقد أعجبه ما دللته عليه، وقد أمر لك بعشرة آلاف درهم؛ فدفعت إلي وقال: نحن على الرحلة اليوم ولا عليك أن تلقانا حيث كنا واستقرت بنا الدار إن شاء الله.
ورحل أمير المؤمنين وأتيت منزلي ومعي المال فقضينا منه ديناً واتسعنا، ثم إن الدهر أعضنا فقالت لي أم عبد الله: يا أبا عبد الله ما قعودك وهذا وزير أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصير إليه حيث استقر فرحلت من المدينة وأنا أظن القوم بالعراق فأتيت العراق فقالوا لي: أمير المؤمنين بالرقة فأردت الانصراف إلى المدينة ثم علمت أني بالمدينة
مختل الحال فعزمت على الرقة، فصرت إلى موضع الكراء فإذا عدة فتيان من الجند يريدون الرقة، فنظرنا في كراء الجمالين فإذا هو يصعب علينا فقالوا: هل لك أن تصير إلى السفن فهو أرفق بنا وأيسر من كراء الجمل؟ فقلت لهم: ما أعرف من هذا شيئاً والأمر إليكم؛ فصرنا إلى السفن فاكترينا، فما رأيت أحداً أبر في منهم، يتكلفون من حديثي وطعامي ما يتكلف الولد من والده حتى صرنا إلى موضع الجواز بالرقة وكان الجواز صعباً، فكتبوا إلى قائدهم بعدادهم وأدخلوني معهم فجزت مع القوم فصرت إلى موضعٍ لهم في خانٍ نزول، فأقمت معهم أياماً وطلبت الإذن على يحيى بن خالد فصعب علي، فأتيت أبا البختري وهو بي عارفٌ، فلقيته فقال لي: يا أبا عبد الله أخطأت على نفسك وغررت ولكني لست أدع أن أذكرك له؛ وكنت أغدو إلى بابه وأروح فقلت نفقتي واستحييت من رفقائي وتخرقت ثيابي وأتيت من ناحية أبي البختري، ولم أخبر رفقائي بشيءٍ، فخرجت منصرفاً إلى المدينة فمرةً أنا في سفينة ومرةً أمشي حتى وردت السيلحين وإذا بقافلةٍ من بغداد من أهل مدينة الرسول، وأخبروني أن صاحبهم بكار الزبيري أخرجه أمير المؤمنين ليوليه قضاء المدينة، والزبيري أصدق الناس لي، فأتيته بعد أن استراح وفرغ من غدائه، فقال لي: ماذا صنعت في غيبتك؟ فأخبرته بخبري وخبر أبي البختري، فقال: أما علمت أن أبا البختري لا يحب أن يذكرك لأحدٍ ولا ينبه باسمك فما الرأي؟ فقلت: أصير إلى المدينة؛ فقال: هذا رأيٌ خطأ، خرجت من المدينة على ما علمت، ولكن الرأي أن تصير معي فأنا الذاكر ليحيى أمرك؛ فركبت معهم إلى الرقة ودخلت على أصحابي فكأني وقعت عليهم من السماء، وقالوا: قد كنا في غم من أمرك؛ فخبرتهم خبري فأشاروا علي بلزوم الزبيري، وقالوا: هذا طعامك وشرابك، لا تهتم له، فغدوت إلى الزبيري إلى باب يحيى بن خالد فإذا هو قد خرج؛ فقال: أنسيت أمرك ولكن قف حتى أعود إليه، فدخل ثم خرج إلي الحاجب فدخلت عليه في حالٍ خسيسةٍ، وذلك في رمضان وقد بقي منه ثلاثة أو أربعة أيامٍ، فلما رآني يحيى على تلك الحال رأيت أثر الغم في وجهه، فسلم علي وأدنى مجلسي، وعنده قومٌ يجاذبونه فجعل
يذاكرني الحديث بعد الحديث فانقطعت عن إجابته وجعلت أجيء بالشيء ليس بالموافق لما يسأل، وجعل القوم يجيبون بأحسن الجواب، وأنا ساكتٌ، فلما خرج القوم خرجت فإذا خادم ليحيى خرج فقال لي: إن الوزير يأمرك أن تفطر عنده العشية؛ فلما صرت إلى أصحابي خبرتهم بالقصة وقلت: أخاف أن يكون غلط بي؛ فقال لي بعضهم: هذا رغيفين وقطعة جبن وهذه دابتي تركب إليه فإن أذن لك الحاجب دخلت ودفعت ما معك إلى الغلام، وإن تكن الأخرى صرت إلى بعض المساجد فأكلت ما معك وشربت من ماء المسجد؛ فانصرفت فوصلت إلى باب يحيى وقد صلى الناس المغرب؛ فلما رآني الحاجب قال: أبطأت وقد خرج الرسول في طلبك غير مرة؛ فدفعت ما كان معي إلى الغلام وأمرته بالمقام، فدخلت فقعدت، وقدم الوضوء فتوضأنا وكنا أقرب القوم إليه، فأفطرنا وصلينا العشاء الآخرة، ثم أخذنا مجالسنا فجعل يحيى يسائلني، وأنا منقطعٌ والقوم يجيبون بأشياء هي عندي على خلاف ما يجيبون؛ فلما ذهب الليل خرج القوم وخرجت فإذا غلامٌ لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه قابلةً قبل الوقت الذي جئت فيه يومك هذا؛ وناولني كيساً ما أدري ما فيه إلا أنه ملأني سروراً، فركبت ومعي الحاجب حتى صيرني إلى أصحابي، فدخلت عليهم وفتحت الكيس وإذا دنانير، فقالوا لي: ما كان رده عليك؟ فقلت: إن الغلام أمرني أن أوافيه قبل الوقت الذي كان في ليلتي هذه؛ وعددت الدنانير فإذا خمس مئة دينارٍ؛ فقال بعضهم: علي شراء دابتك، وقال آخر: علي السرج واللجام وما يصلحه، وقال آخر: علي حمامك وخضاب لحيتك وطيبك، وقال آخر: علي شراء كسوتك؛ وعددت مئة دينار فدفعتها إلى صاحب نفقتهم، فحلف القوم بأجمعهم أنهم لا يرزؤوني ديناراً ولا درهماُ، وما صليت الظهر إلا وأنا من أنبل
الناس، وحملت باقي الكيس إلى الزبيري، فلما رآني سر سروراً شديداً ثم أخبرته الخبر فقال: إني سأحضر إلى المدينة، فقلت: إني خلفت العيال على ما علمت، فدفعت إليه مئتي دينارٍ يوصلها إلى العيال، ثم صليت العصر وتهيأت بأحسن هيئةٍ، ثم صرت إلى باب يحيى بن خالد فأذن لي، فدخلت فلما رآني في تلك الحال نظرت إلى
السرور في وجهه، فجلست في مجلسي وابتدأت في الحديث الذي كان يذاكرني به والجواب فيه وكان الجواب على غير ما كان يجيب به القوم، فنظرت إلى القوم وتعظيمهم لي وأقبل يحيى يسألني وأجيب فيما يسألني والقوم سكوتٌ وأحضر الطعام فتعشينا، ثم صلى يحيى بنا العشاء الآخرة وأخذنا مجالسنا، فلم نزل في مذاكرةٍ، وجعل يحيى يسأل بعض القوم فينقطع، فلما انصرفنا إذا بالرسول لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه كل يومٍ في الوقت الذي جئت فيه يومك هذا؛ وناولني كيساً فانصرفت ومعي رسول الحاجب حتى صرت إلى أصحابي، ودفعت الكيس إلى القوم فكانوا به أشد سروراً مني؛ فلما كان الغد قلت لهم: أعدوا لي منزلاً بالقرب واشتروا لي جاريةً وغلاماً وأثاثاً ومتاعاً؛ فأعدوا لي ذلك، وسألتهم الإفطار عندي فأجابوا إلى ذلك بعد صعوبةٍ شديدةٍ، فلم أزل آتي يحيى بن خالد كل ليلةٍ في الوقت كلما رآني زاد سروراً، ولم يزل يدفع إلي في كل ليلة خمس مئة دينار حتى كان ليلة العيد فقال لي: يا أبا عبد الله تزين غداً لأمير المؤمنين بأحسن زي من زي القضاة، واعرض له وإنه سيسلني عنك وأخبره؛ فخرجت في أحسن زي وخرج أمير المؤمنين إلى المصلى فلحظني ولم أزل في الموكب، فلما كان بعد انصرافه صرت إلى باب يحيى فقال: ادخل بنا؛ فدخلنا فقال: ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك فأخبرته بخبر حجنا وإنك الرجل الذي سايرته تلك الليلة، وأمر لك بثلاثين ألف درهم؛ ثم أصبحت من الغد فدخلت إلى يحيى بن خالد فقلت: اشتد الشوق إلى العيال والصبيان؛ فقال: لا تفعل؛ فلم أزل أنازله حتى أذن لي واستخرج لي الثلاثين ألف درهم، وهيئت لي حراقة بجميع ما فيها، وأمر أن يشتري لي من طرائف الشام لأحملها معي إلى المدينة، وأمر وكيله أن يكتري لي إلى المدينة لا أكلف نفقة دينارٍ ولا درهم، فصرت إلى أصحابي فأخبرتهم الخبر وأردت صلتهم فحلفوا أن لا يرزؤوني شيئاً، فما رأيت مثل أخلاق القوم؛ فكيف ألام على حبي ليحيى بن خالد؟.الناس، وحملت باقي الكيس إلى الزبيري، فلما رآني سر سروراً شديداً ثم أخبرته الخبر فقال: إني سأحضر إلى المدينة، فقلت: إني خلفت العيال على ما علمت، فدفعت إليه مئتي دينارٍ يوصلها إلى العيال، ثم صليت العصر وتهيأت بأحسن هيئةٍ، ثم صرت إلى باب يحيى بن خالد فأذن لي، فدخلت فلما رآني في تلك الحال نظرت إلى السرور في وجهه، فجلست في مجلسي وابتدأت في الحديث الذي كان يذاكرني به والجواب فيه وكان الجواب على غير ما كان يجيب به القوم، فنظرت إلى القوم وتعظيمهم لي وأقبل يحيى يسألني وأجيب فيما يسألني والقوم سكوتٌ وأحضر الطعام فتعشينا، ثم صلى يحيى بنا العشاء الآخرة وأخذنا مجالسنا، فلم نزل في مذاكرةٍ، وجعل يحيى يسأل بعض القوم فينقطع، فلما انصرفنا إذا بالرسول لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه كل يومٍ في الوقت الذي جئت فيه يومك هذا؛ وناولني كيساً فانصرفت ومعي رسول الحاجب حتى صرت إلى أصحابي، ودفعت الكيس إلى القوم فكانوا به أشد سروراً مني؛ فلما كان الغد قلت لهم: أعدوا لي منزلاً بالقرب واشتروا لي جاريةً وغلاماً وأثاثاً ومتاعاً؛ فأعدوا لي ذلك، وسألتهم الإفطار عندي فأجابوا إلى ذلك بعد صعوبةٍ شديدةٍ، فلم أزل آتي يحيى بن خالد كل ليلةٍ في الوقت كلما رآني زاد سروراً، ولم يزل يدفع إلي في كل ليلة خمس مئة دينار حتى كان ليلة العيد فقال لي: يا أبا عبد الله تزين غداً لأمير المؤمنين بأحسن زي من زي القضاة، واعرض له وإنه سيسلني عنك وأخبره؛ فخرجت في أحسن زي وخرج أمير المؤمنين إلى المصلى فلحظني ولم أزل في الموكب، فلما كان بعد انصرافه صرت إلى باب يحيى فقال: ادخل بنا؛ فدخلنا فقال: ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك فأخبرته بخبر حجنا وإنك الرجل الذي سايرته تلك الليلة، وأمر لك بثلاثين ألف درهم؛ ثم أصبحت من الغد فدخلت إلى يحيى بن خالد فقلت: اشتد الشوق إلى العيال والصبيان؛ فقال: لا تفعل؛ فلم أزل أنازله حتى أذن لي واستخرج لي الثلاثين ألف درهم، وهيئت لي حراقة بجميع ما فيها، وأمر أن يشتري لي من طرائف الشام لأحملها معي إلى المدينة، وأمر وكيله أن يكتري لي إلى المدينة لا أكلف نفقة دينارٍ ولا درهم، فصرت إلى أصحابي فأخبرتهم الخبر وأردت صلتهم فحلفوا أن لا يرزؤوني شيئاً، فما رأيت مثل أخلاق القوم؛ فكيف ألام على حبي ليحيى بن خالد؟.
رفع الواقدي رقعةً إلى المأمون يذكر فيها كثرة الدين وقلة صبره عليه؛ فوقع
المأمون: أنت رجلٌ فيك خلتان: الحياء والسخاء، فالسخاء أطلق ما في يديك والحياء منعك من إبلاغنا ما كنت فيه، وقد أمرت لك بمئة ألف درهم فإن كنت أصبت إرادتك فازدد في بسط يدك، وإن لم تصب إرادتك فبجنايتك على نفسك، فأنت كنت حدثتني إذ كنت على قضاء الرشيد بسندك إلى أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن مفاتيح أرزاق العباد بإزاء العرش، يبعث الله عز وجل إلى عباده على قدر نفقتهم، فمن قلل قلل له، ومن كثر كثر له، " قال الواقدي: وقد كنت أنسيت هذا الحديث فلما ذكره أمير المؤمنين كان أعجب إلي من الجائزة.
قال عبد الله بن عبيد الله: كنت عند الواقدي جالساً إذ ذكر يحيى بن خالد بن برمك؛ قال: فترحم عليه الواقدي فأكثر الترحم، فقلنا له: يا أبا عبد الله إنك لتكثر الترحم عليه قال: وكيف لا أكثر الترحم على رجلٍ أجزل عن حاله؛ كان قد بقي علي من شهر شعبان أقل من عشرة أيام، وما في المنزل دقيقٌ ولا سويق، فميزت ثلاثةً من إخواني في قلبي وقلت: أنزل بهم حاجتي؛ فدخلت على زوجتي أم عبد الله فقالت: ما وراءك وقد أصبحنا وليس في البيت عرضٌ من عروض الدنيا وقد ورد هذا الشهر؟ فقلت لها: قد ميزت ثلاثةً من إخواني أنزل بهم حاجتي؛ فقالت: مدنيون أم عراقيون؟ قلت: بعضٌ مدني ويعض عراقي؛ فقالت: اعرضهم علي، فقلت: فلان؛ فقالت: رجلٌ حسيبٌ ذو يسارٍ إلا أنه منان، لا أرى لك أن تأتيه، فسم الآخر قلت: فلان؛ قالت: رجلٌ حسيبٌ ذو مالٍ إلا أنه بخيلٌ، لا أرى لك أن تأتيه؛ فقلت: فلان؛ قالت: رجل كريمٌ حسيبٌ لا شيء عنده، ولا عليك أن تأتيه؛ قال: فأتيته، فرحب وقرب وقال: ما جاء بك؟ فأخبرته بورود الشهر وضيق الحال؛ ففكر ساعةً ثم قال: ارفع ثني الوساد فخذ ذلك الكيس؛ فإذا هي دراهم مكحلة، فأخذت الكيس وصرت إلى منزلي، فدعوت رجلاً يتولى قضاء حوائجي فأمليته حوائجي؛ فدق الباب فقالت الجارية: هذا فلان ابن فلان بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأذنت له، وحبت به، وقلت له: يا ابن رسول الله، ما جاء بك؟ فقال: يا عم أخرجني ورود هذا الشهر وليس عندنا شيءٌ؛
ففكرت ساعةً ثم قلت له: ارفع ثني الوسادة فخذ الكيس؛ ثم قلت لصاحبي: اخرج فخرج؛ فد خلت أم عبد الله فأخبرتها الخبر فقالت لي: وفقت وأحسنت؛ ثم فكرت في صديقٍ لي بقرب المنزل فأتيته فسلمت عليه فرحب وقرب، وقال: ما جاء بك يا أبا عبد الله؟ فخبرته بورود الشهر وضيق الحال ففكر ساعةً ثم قال لي: ارفع ثني الوساد وخذ الكيس، فخذ نصفه وأعطنا نصفه؛ فإذا كيسي بعينه، فأخذت خمس مئة ودفعت إليه خمس مئة، وصرت إلى منزلي ودعوت الذي يتولى حوائجي فأمليته حوائجي، فدق الباب فقالت الجارية: هذا خادمٌ نبيلٌ، فدخل فإذا كتابٌ من يحيى بن خالد يسألني المصير إليه في وقته؛ فأتيت إليه فسلمت عليه فرحب وقرب، وقال: تدري لم دعوتك؟ فقلت: لا؛ قال: أسهرني ليلتي هذه أفكر في أمرك وورود هذا الشهر وما عندك؛ فقلت: إن قصتي تطول؛ فقال: إن القصة كلما طالت كان أشهى لها؛ فخبرته بحديث أم عبد الله وحديث إخواني الثلاثة، وخبرته بحديث الطالبي، وخبر أخي الثاني المواسي له بالكيس؛ فدعا بالدواة وكتب رقعةً إلى خازنه فإذا كيسٌ فيه خمس مئة دينارٍ؛ فقال: يا أبا عبد الله استعن بهذا على شهرك؛ ثم رفع رقعةً أخرى فإذا مئتا دينار فقال: هذه لأم عبد الله لجزالتها وحسن عقلها، ثم رفع رقعةً أخرى فإذا مئتا دينا فقال: هذه للمواسي لك، ثم رقع قصةً أخرى فإذا مئتا دينار فقال: هذه للطالبي، ثم قال: انهض في حفظ الله؛ فكيف ألام في حبي للبرامكة ويحيى بن خالد خاصة؟.
قال الواقدي:
ضقت مرةً وحضر عيدٌ فعرفت صديقاً لي تاجراً بحاجتي إلى القرض، فأخرج لي كيساً مختوماً فيه ألف دينار ومئتا درهم، فأخذته فما استقر عندي حتى جاءني صديقٌ لي هاشمي فشكى إلي تأخر غلته وحاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي وأخبرتها فقالت: على أي شيءٍ عزمت؟ قلت: أقاسمه الكيس؛ قالت: ما صنعت شيئاً أتيت رجلاً سوقةً فأعطاك ألفاً ومئتي درهم، وجاءك رجلٌ له من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحمٌ ماسة تعطيه نصف ما أعطاك السوقة؟ ما هذا بشيء، أعطه الكيس كله؛ فأخرجت الكيس فدفعته إليه
ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي فسأله القرض فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمة عرفه وانصرف إلي فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين؛ فركبت إليه فأخبرته خبر الكيس، فقال: يا غلام هات تلك الدنانير، فجاءه بعشرة آلاف دينار، فقال: خذ ألفي دينار لك، وألفين لصديقك التاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم.
قال الواقدي: صار إلي من السلطان ست مئة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة.
قال عباس الدوري: مات الواقدي وهو على القضاء وليس به له كفن فبعث المأمون بأكفانه.
وتوفي الواقدي سنة ست ومئتين وقيل: سنة سبعٍ وله ثمانٍ وسبعون سنة، وهو على القضاء في الجانب الغربي ببغداد، ووصى إلي عبد الله بن هارون أمير المؤمنين فقبل وصيته وقضى دينه.
أبو عبد الله الأسلمي مولاهم، المدني، المعروف بالواقدي، صاحب المغازي حدث عن أبي بكر بن إسماعيل بن محمد، بسنده إلى سعد قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيف العاص بن منبه يوم بدرٍ فأعطانيه، ونزلت في " يسألونك عن الأنفال ".
وحدث عن معمر، بسنده إلى أم سلمة، أنها كانت عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي وميمونة، قالت: فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعد أن أمر بالحجاب فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احتجبا منه " قلنا: يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصر ولا يعرفنا؟ قال: " أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟ " زاد في حديثٍ غيره: فجاء بشيءٍ لا حيلة فيه.
وكان أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد مولى لبني سهم من أسلم وكان نزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي؛ وكان عالماً بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه.
وولد سنة ثلاثين ومئة.
وجرحه قومٌ ووثقه آخرون، وكان جواداً كريماً مشهوراً بالسخاء، وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحدٍ، عرف أخيار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأحداث التي كانت في وقته، وبعد وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك.
كان الواقدي يقول: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حفظه وحفظي أكثر من كتبي.
ولما انتقل الواقدي من جانب الغربي حمل كتبه على عشرين ومئة وقرٍ.
قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غداً بالناس؛ فامتنع؛ قال: لا بد من ذلك؛ قال: يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة، قال: فأنا أحفظك، قال: فافعل؛ فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها فإذا ابتدأ في النصف الثاني نسي الأول؛ فأتعب المأمون ونعس، فقال لعلي بن صالح: يا علي حفظه أنت قال علي: ففعلت ونام المأمون، فجعلت أحفظه النصف الأول فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته؛ فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورةٍ شئت.
قال غسان: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ: " إن هذا لفي الصحف الأولى " صحف عيسى وموسى.
سئل مالك بن أنس عن المرأة التي سمت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم، فلقي الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال: الذي عندنا أنه قتلها؛ فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.
قال الواقدي: كنت حناطاً بالمدينة في يدي مئة ألف درهم للناس أضارب بها، فتلفت الدراهم فشخصت إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد، فجلست في دهليزه وآنست الخدم والحجاب، وسألتهم أن يوصلوني إليه فقالوا: إذا قدم الطعام إليه لم يحجب عنه أحد، ونحن ندخلك إليه ذلك الوقت؛ فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني: من أنت؟ وما قصتك؟ فأخبرته؛ فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز من ذلك فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادمٌ معه كيسٌ فيه ألف دينار فقال: الوزير يقرأ عليك السلام، ويقول لك: استعن بهذا على أمرك، وعد إلينا في غدٍ، فأخذته وعدت في اليوم الثاني فجلست معه على المائدة، وأنشأ يسائلني كما سألني في اليوم الأول فلما رفع الطعام دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز مني؛ فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادمٌ معه كيسٌ فيه ألف دينارٍ فقال: الوزير يقرأ عليك السلام ويقول: استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غدٍ؛ فأخذته وانصرفت وعدت ف اليوم الثالث، فأعطيت مثلما أعطيت في اليوم الأول والثاني؛ فلما كان في اليوم الرابع أعطيت الكيس كما أعطيت قبل ذلك وتركني بعد ذلك أقبل رأسه وقال: إنما منعتك ذلك لأنه لم يكن وصل إليك من معروفي ما يوجب هذا فالآن قد لحقك بعض النفع مني، يا غلام أعطه الدار الفلانية، يا غلام افرش له الفرش الفلاني،
يا غلام أعطه مئتي ألف درهم يقض دينه بمئة ألف ويصلح شأنه بمئة ألف، ثم قال لي: الزمني وكن في داري؛ فقلت: أعز الله الوزير لو أذنت لي بالشخوص إلى المدينة لأقضي الناس أموالهم ثم أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي؛ فقال: قد فعلت؛ وأمر بتجهيزي فشخصت إلى المدينة فقضيت ديني ثم رجعت إليه، فلم أزل في ناحيته.
قال الواقدي: حج الرشيد هارون فورد المدينة فقال ليحيى بن خالد: ارتد لي رجلاً عارفاً بالمدينة والمشاهد وكيف كان نزول جبريل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن أي وجهٍ كان يأتيه، وقبور الشهداء؛ فسأل يحيى بن خالد فكل دله علي، فبعث إلي فأتيته فقال لي: إن أمير المؤمنين يصلي العشاء الآخرة في المسجد وامض معنا إلى هذه المشاهد فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل.
فلما صليت العشاء الآخرة وإذا برجلين على حمارين فقال يحيى: أين الرجل؟ فأتيت به إلى دون المسجد فقلت: هذا الوضع الذي كان جبريل عليه السلام يأتيه؛ فنزلا فصليا ركعتين ودعوا الله ساعةً، وركبا وأنا بين أيديهما، فلم أدع موضعاً من المواضع ولا مشهداً من المشاهد إلا مررت بهما عليه، فجعلا يصليان ويجتهدان في الدعاء فوافينا المسجد وقد طلع الفجر وأذن المؤذن؛ فلما صارا إلى القصر قال لي يحيى: لا تبرح؛ فصليت الغداة في المسجد وهو على الرحلة إلى مكة فأذن لي يحيى بن خالد عليه بعد أن أصبحت، فأدنى مجلسي فقال لي: إن أمير المؤمنين لم يزل باكياً وقد أعجبه ما دللته عليه، وقد أمر لك بعشرة آلاف درهم؛ فدفعت إلي وقال: نحن على الرحلة اليوم ولا عليك أن تلقانا حيث كنا واستقرت بنا الدار إن شاء الله.
ورحل أمير المؤمنين وأتيت منزلي ومعي المال فقضينا منه ديناً واتسعنا، ثم إن الدهر أعضنا فقالت لي أم عبد الله: يا أبا عبد الله ما قعودك وهذا وزير أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصير إليه حيث استقر فرحلت من المدينة وأنا أظن القوم بالعراق فأتيت العراق فقالوا لي: أمير المؤمنين بالرقة فأردت الانصراف إلى المدينة ثم علمت أني بالمدينة
مختل الحال فعزمت على الرقة، فصرت إلى موضع الكراء فإذا عدة فتيان من الجند يريدون الرقة، فنظرنا في كراء الجمالين فإذا هو يصعب علينا فقالوا: هل لك أن تصير إلى السفن فهو أرفق بنا وأيسر من كراء الجمل؟ فقلت لهم: ما أعرف من هذا شيئاً والأمر إليكم؛ فصرنا إلى السفن فاكترينا، فما رأيت أحداً أبر في منهم، يتكلفون من حديثي وطعامي ما يتكلف الولد من والده حتى صرنا إلى موضع الجواز بالرقة وكان الجواز صعباً، فكتبوا إلى قائدهم بعدادهم وأدخلوني معهم فجزت مع القوم فصرت إلى موضعٍ لهم في خانٍ نزول، فأقمت معهم أياماً وطلبت الإذن على يحيى بن خالد فصعب علي، فأتيت أبا البختري وهو بي عارفٌ، فلقيته فقال لي: يا أبا عبد الله أخطأت على نفسك وغررت ولكني لست أدع أن أذكرك له؛ وكنت أغدو إلى بابه وأروح فقلت نفقتي واستحييت من رفقائي وتخرقت ثيابي وأتيت من ناحية أبي البختري، ولم أخبر رفقائي بشيءٍ، فخرجت منصرفاً إلى المدينة فمرةً أنا في سفينة ومرةً أمشي حتى وردت السيلحين وإذا بقافلةٍ من بغداد من أهل مدينة الرسول، وأخبروني أن صاحبهم بكار الزبيري أخرجه أمير المؤمنين ليوليه قضاء المدينة، والزبيري أصدق الناس لي، فأتيته بعد أن استراح وفرغ من غدائه، فقال لي: ماذا صنعت في غيبتك؟ فأخبرته بخبري وخبر أبي البختري، فقال: أما علمت أن أبا البختري لا يحب أن يذكرك لأحدٍ ولا ينبه باسمك فما الرأي؟ فقلت: أصير إلى المدينة؛ فقال: هذا رأيٌ خطأ، خرجت من المدينة على ما علمت، ولكن الرأي أن تصير معي فأنا الذاكر ليحيى أمرك؛ فركبت معهم إلى الرقة ودخلت على أصحابي فكأني وقعت عليهم من السماء، وقالوا: قد كنا في غم من أمرك؛ فخبرتهم خبري فأشاروا علي بلزوم الزبيري، وقالوا: هذا طعامك وشرابك، لا تهتم له، فغدوت إلى الزبيري إلى باب يحيى بن خالد فإذا هو قد خرج؛ فقال: أنسيت أمرك ولكن قف حتى أعود إليه، فدخل ثم خرج إلي الحاجب فدخلت عليه في حالٍ خسيسةٍ، وذلك في رمضان وقد بقي منه ثلاثة أو أربعة أيامٍ، فلما رآني يحيى على تلك الحال رأيت أثر الغم في وجهه، فسلم علي وأدنى مجلسي، وعنده قومٌ يجاذبونه فجعل
يذاكرني الحديث بعد الحديث فانقطعت عن إجابته وجعلت أجيء بالشيء ليس بالموافق لما يسأل، وجعل القوم يجيبون بأحسن الجواب، وأنا ساكتٌ، فلما خرج القوم خرجت فإذا خادم ليحيى خرج فقال لي: إن الوزير يأمرك أن تفطر عنده العشية؛ فلما صرت إلى أصحابي خبرتهم بالقصة وقلت: أخاف أن يكون غلط بي؛ فقال لي بعضهم: هذا رغيفين وقطعة جبن وهذه دابتي تركب إليه فإن أذن لك الحاجب دخلت ودفعت ما معك إلى الغلام، وإن تكن الأخرى صرت إلى بعض المساجد فأكلت ما معك وشربت من ماء المسجد؛ فانصرفت فوصلت إلى باب يحيى وقد صلى الناس المغرب؛ فلما رآني الحاجب قال: أبطأت وقد خرج الرسول في طلبك غير مرة؛ فدفعت ما كان معي إلى الغلام وأمرته بالمقام، فدخلت فقعدت، وقدم الوضوء فتوضأنا وكنا أقرب القوم إليه، فأفطرنا وصلينا العشاء الآخرة، ثم أخذنا مجالسنا فجعل يحيى يسائلني، وأنا منقطعٌ والقوم يجيبون بأشياء هي عندي على خلاف ما يجيبون؛ فلما ذهب الليل خرج القوم وخرجت فإذا غلامٌ لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه قابلةً قبل الوقت الذي جئت فيه يومك هذا؛ وناولني كيساً ما أدري ما فيه إلا أنه ملأني سروراً، فركبت ومعي الحاجب حتى صيرني إلى أصحابي، فدخلت عليهم وفتحت الكيس وإذا دنانير، فقالوا لي: ما كان رده عليك؟ فقلت: إن الغلام أمرني أن أوافيه قبل الوقت الذي كان في ليلتي هذه؛ وعددت الدنانير فإذا خمس مئة دينارٍ؛ فقال بعضهم: علي شراء دابتك، وقال آخر: علي السرج واللجام وما يصلحه، وقال آخر: علي حمامك وخضاب لحيتك وطيبك، وقال آخر: علي شراء كسوتك؛ وعددت مئة دينار فدفعتها إلى صاحب نفقتهم، فحلف القوم بأجمعهم أنهم لا يرزؤوني ديناراً ولا درهماُ، وما صليت الظهر إلا وأنا من أنبل
الناس، وحملت باقي الكيس إلى الزبيري، فلما رآني سر سروراً شديداً ثم أخبرته الخبر فقال: إني سأحضر إلى المدينة، فقلت: إني خلفت العيال على ما علمت، فدفعت إليه مئتي دينارٍ يوصلها إلى العيال، ثم صليت العصر وتهيأت بأحسن هيئةٍ، ثم صرت إلى باب يحيى بن خالد فأذن لي، فدخلت فلما رآني في تلك الحال نظرت إلى
السرور في وجهه، فجلست في مجلسي وابتدأت في الحديث الذي كان يذاكرني به والجواب فيه وكان الجواب على غير ما كان يجيب به القوم، فنظرت إلى القوم وتعظيمهم لي وأقبل يحيى يسألني وأجيب فيما يسألني والقوم سكوتٌ وأحضر الطعام فتعشينا، ثم صلى يحيى بنا العشاء الآخرة وأخذنا مجالسنا، فلم نزل في مذاكرةٍ، وجعل يحيى يسأل بعض القوم فينقطع، فلما انصرفنا إذا بالرسول لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه كل يومٍ في الوقت الذي جئت فيه يومك هذا؛ وناولني كيساً فانصرفت ومعي رسول الحاجب حتى صرت إلى أصحابي، ودفعت الكيس إلى القوم فكانوا به أشد سروراً مني؛ فلما كان الغد قلت لهم: أعدوا لي منزلاً بالقرب واشتروا لي جاريةً وغلاماً وأثاثاً ومتاعاً؛ فأعدوا لي ذلك، وسألتهم الإفطار عندي فأجابوا إلى ذلك بعد صعوبةٍ شديدةٍ، فلم أزل آتي يحيى بن خالد كل ليلةٍ في الوقت كلما رآني زاد سروراً، ولم يزل يدفع إلي في كل ليلة خمس مئة دينار حتى كان ليلة العيد فقال لي: يا أبا عبد الله تزين غداً لأمير المؤمنين بأحسن زي من زي القضاة، واعرض له وإنه سيسلني عنك وأخبره؛ فخرجت في أحسن زي وخرج أمير المؤمنين إلى المصلى فلحظني ولم أزل في الموكب، فلما كان بعد انصرافه صرت إلى باب يحيى فقال: ادخل بنا؛ فدخلنا فقال: ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك فأخبرته بخبر حجنا وإنك الرجل الذي سايرته تلك الليلة، وأمر لك بثلاثين ألف درهم؛ ثم أصبحت من الغد فدخلت إلى يحيى بن خالد فقلت: اشتد الشوق إلى العيال والصبيان؛ فقال: لا تفعل؛ فلم أزل أنازله حتى أذن لي واستخرج لي الثلاثين ألف درهم، وهيئت لي حراقة بجميع ما فيها، وأمر أن يشتري لي من طرائف الشام لأحملها معي إلى المدينة، وأمر وكيله أن يكتري لي إلى المدينة لا أكلف نفقة دينارٍ ولا درهم، فصرت إلى أصحابي فأخبرتهم الخبر وأردت صلتهم فحلفوا أن لا يرزؤوني شيئاً، فما رأيت مثل أخلاق القوم؛ فكيف ألام على حبي ليحيى بن خالد؟.الناس، وحملت باقي الكيس إلى الزبيري، فلما رآني سر سروراً شديداً ثم أخبرته الخبر فقال: إني سأحضر إلى المدينة، فقلت: إني خلفت العيال على ما علمت، فدفعت إليه مئتي دينارٍ يوصلها إلى العيال، ثم صليت العصر وتهيأت بأحسن هيئةٍ، ثم صرت إلى باب يحيى بن خالد فأذن لي، فدخلت فلما رآني في تلك الحال نظرت إلى السرور في وجهه، فجلست في مجلسي وابتدأت في الحديث الذي كان يذاكرني به والجواب فيه وكان الجواب على غير ما كان يجيب به القوم، فنظرت إلى القوم وتعظيمهم لي وأقبل يحيى يسألني وأجيب فيما يسألني والقوم سكوتٌ وأحضر الطعام فتعشينا، ثم صلى يحيى بنا العشاء الآخرة وأخذنا مجالسنا، فلم نزل في مذاكرةٍ، وجعل يحيى يسأل بعض القوم فينقطع، فلما انصرفنا إذا بالرسول لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه كل يومٍ في الوقت الذي جئت فيه يومك هذا؛ وناولني كيساً فانصرفت ومعي رسول الحاجب حتى صرت إلى أصحابي، ودفعت الكيس إلى القوم فكانوا به أشد سروراً مني؛ فلما كان الغد قلت لهم: أعدوا لي منزلاً بالقرب واشتروا لي جاريةً وغلاماً وأثاثاً ومتاعاً؛ فأعدوا لي ذلك، وسألتهم الإفطار عندي فأجابوا إلى ذلك بعد صعوبةٍ شديدةٍ، فلم أزل آتي يحيى بن خالد كل ليلةٍ في الوقت كلما رآني زاد سروراً، ولم يزل يدفع إلي في كل ليلة خمس مئة دينار حتى كان ليلة العيد فقال لي: يا أبا عبد الله تزين غداً لأمير المؤمنين بأحسن زي من زي القضاة، واعرض له وإنه سيسلني عنك وأخبره؛ فخرجت في أحسن زي وخرج أمير المؤمنين إلى المصلى فلحظني ولم أزل في الموكب، فلما كان بعد انصرافه صرت إلى باب يحيى فقال: ادخل بنا؛ فدخلنا فقال: ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك فأخبرته بخبر حجنا وإنك الرجل الذي سايرته تلك الليلة، وأمر لك بثلاثين ألف درهم؛ ثم أصبحت من الغد فدخلت إلى يحيى بن خالد فقلت: اشتد الشوق إلى العيال والصبيان؛ فقال: لا تفعل؛ فلم أزل أنازله حتى أذن لي واستخرج لي الثلاثين ألف درهم، وهيئت لي حراقة بجميع ما فيها، وأمر أن يشتري لي من طرائف الشام لأحملها معي إلى المدينة، وأمر وكيله أن يكتري لي إلى المدينة لا أكلف نفقة دينارٍ ولا درهم، فصرت إلى أصحابي فأخبرتهم الخبر وأردت صلتهم فحلفوا أن لا يرزؤوني شيئاً، فما رأيت مثل أخلاق القوم؛ فكيف ألام على حبي ليحيى بن خالد؟.
رفع الواقدي رقعةً إلى المأمون يذكر فيها كثرة الدين وقلة صبره عليه؛ فوقع
المأمون: أنت رجلٌ فيك خلتان: الحياء والسخاء، فالسخاء أطلق ما في يديك والحياء منعك من إبلاغنا ما كنت فيه، وقد أمرت لك بمئة ألف درهم فإن كنت أصبت إرادتك فازدد في بسط يدك، وإن لم تصب إرادتك فبجنايتك على نفسك، فأنت كنت حدثتني إذ كنت على قضاء الرشيد بسندك إلى أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن مفاتيح أرزاق العباد بإزاء العرش، يبعث الله عز وجل إلى عباده على قدر نفقتهم، فمن قلل قلل له، ومن كثر كثر له، " قال الواقدي: وقد كنت أنسيت هذا الحديث فلما ذكره أمير المؤمنين كان أعجب إلي من الجائزة.
قال عبد الله بن عبيد الله: كنت عند الواقدي جالساً إذ ذكر يحيى بن خالد بن برمك؛ قال: فترحم عليه الواقدي فأكثر الترحم، فقلنا له: يا أبا عبد الله إنك لتكثر الترحم عليه قال: وكيف لا أكثر الترحم على رجلٍ أجزل عن حاله؛ كان قد بقي علي من شهر شعبان أقل من عشرة أيام، وما في المنزل دقيقٌ ولا سويق، فميزت ثلاثةً من إخواني في قلبي وقلت: أنزل بهم حاجتي؛ فدخلت على زوجتي أم عبد الله فقالت: ما وراءك وقد أصبحنا وليس في البيت عرضٌ من عروض الدنيا وقد ورد هذا الشهر؟ فقلت لها: قد ميزت ثلاثةً من إخواني أنزل بهم حاجتي؛ فقالت: مدنيون أم عراقيون؟ قلت: بعضٌ مدني ويعض عراقي؛ فقالت: اعرضهم علي، فقلت: فلان؛ فقالت: رجلٌ حسيبٌ ذو يسارٍ إلا أنه منان، لا أرى لك أن تأتيه، فسم الآخر قلت: فلان؛ قالت: رجلٌ حسيبٌ ذو مالٍ إلا أنه بخيلٌ، لا أرى لك أن تأتيه؛ فقلت: فلان؛ قالت: رجل كريمٌ حسيبٌ لا شيء عنده، ولا عليك أن تأتيه؛ قال: فأتيته، فرحب وقرب وقال: ما جاء بك؟ فأخبرته بورود الشهر وضيق الحال؛ ففكر ساعةً ثم قال: ارفع ثني الوساد فخذ ذلك الكيس؛ فإذا هي دراهم مكحلة، فأخذت الكيس وصرت إلى منزلي، فدعوت رجلاً يتولى قضاء حوائجي فأمليته حوائجي؛ فدق الباب فقالت الجارية: هذا فلان ابن فلان بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأذنت له، وحبت به، وقلت له: يا ابن رسول الله، ما جاء بك؟ فقال: يا عم أخرجني ورود هذا الشهر وليس عندنا شيءٌ؛
ففكرت ساعةً ثم قلت له: ارفع ثني الوسادة فخذ الكيس؛ ثم قلت لصاحبي: اخرج فخرج؛ فد خلت أم عبد الله فأخبرتها الخبر فقالت لي: وفقت وأحسنت؛ ثم فكرت في صديقٍ لي بقرب المنزل فأتيته فسلمت عليه فرحب وقرب، وقال: ما جاء بك يا أبا عبد الله؟ فخبرته بورود الشهر وضيق الحال ففكر ساعةً ثم قال لي: ارفع ثني الوساد وخذ الكيس، فخذ نصفه وأعطنا نصفه؛ فإذا كيسي بعينه، فأخذت خمس مئة ودفعت إليه خمس مئة، وصرت إلى منزلي ودعوت الذي يتولى حوائجي فأمليته حوائجي، فدق الباب فقالت الجارية: هذا خادمٌ نبيلٌ، فدخل فإذا كتابٌ من يحيى بن خالد يسألني المصير إليه في وقته؛ فأتيت إليه فسلمت عليه فرحب وقرب، وقال: تدري لم دعوتك؟ فقلت: لا؛ قال: أسهرني ليلتي هذه أفكر في أمرك وورود هذا الشهر وما عندك؛ فقلت: إن قصتي تطول؛ فقال: إن القصة كلما طالت كان أشهى لها؛ فخبرته بحديث أم عبد الله وحديث إخواني الثلاثة، وخبرته بحديث الطالبي، وخبر أخي الثاني المواسي له بالكيس؛ فدعا بالدواة وكتب رقعةً إلى خازنه فإذا كيسٌ فيه خمس مئة دينارٍ؛ فقال: يا أبا عبد الله استعن بهذا على شهرك؛ ثم رفع رقعةً أخرى فإذا مئتا دينار فقال: هذه لأم عبد الله لجزالتها وحسن عقلها، ثم رفع رقعةً أخرى فإذا مئتا دينا فقال: هذه للمواسي لك، ثم رقع قصةً أخرى فإذا مئتا دينار فقال: هذه للطالبي، ثم قال: انهض في حفظ الله؛ فكيف ألام في حبي للبرامكة ويحيى بن خالد خاصة؟.
قال الواقدي:
ضقت مرةً وحضر عيدٌ فعرفت صديقاً لي تاجراً بحاجتي إلى القرض، فأخرج لي كيساً مختوماً فيه ألف دينار ومئتا درهم، فأخذته فما استقر عندي حتى جاءني صديقٌ لي هاشمي فشكى إلي تأخر غلته وحاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي وأخبرتها فقالت: على أي شيءٍ عزمت؟ قلت: أقاسمه الكيس؛ قالت: ما صنعت شيئاً أتيت رجلاً سوقةً فأعطاك ألفاً ومئتي درهم، وجاءك رجلٌ له من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحمٌ ماسة تعطيه نصف ما أعطاك السوقة؟ ما هذا بشيء، أعطه الكيس كله؛ فأخرجت الكيس فدفعته إليه
ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي فسأله القرض فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمة عرفه وانصرف إلي فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين؛ فركبت إليه فأخبرته خبر الكيس، فقال: يا غلام هات تلك الدنانير، فجاءه بعشرة آلاف دينار، فقال: خذ ألفي دينار لك، وألفين لصديقك التاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم.
قال الواقدي: صار إلي من السلطان ست مئة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة.
قال عباس الدوري: مات الواقدي وهو على القضاء وليس به له كفن فبعث المأمون بأكفانه.
وتوفي الواقدي سنة ست ومئتين وقيل: سنة سبعٍ وله ثمانٍ وسبعون سنة، وهو على القضاء في الجانب الغربي ببغداد، ووصى إلي عبد الله بن هارون أمير المؤمنين فقبل وصيته وقضى دينه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114309&book=5550#e066d5
مُحَمَّد بن عمر بن وَاقد الْوَاقِدِيّ الْأَسْلَمِيّ الْمَدِينِيّ قَاضِي بَغْدَاد كنيته أَبُو عبد الله يروي عَن مَالك وَأهل الْمَدِينَة مَاتَ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ أَو بعْدهَا بقريب بِبَغْدَاد يَوْم الثُّلَاثَاء لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من رَجَب كَانَ مِمَّن يحفظ أَيَّام النَّاس وسيرهم وَكَانَ يَرْوِي عَن الثِّقَات المقلوبات وَعَن الْأَثْبَات المعضلات حَتَّى رُبمَا سبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لذَلِك كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يكذبهُ رَوَى عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْعَفْرَاءِ عَن بن عُمَرَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحَرَّمُ مِنَ الرَّضَاعِ إِلا عَشْرُ رَضَعَاتٍ رَوَاهُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى البجرمي سَمِعت مُحَمَّد بن الْمُنْذر سَمِعت عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بن معِين يَقُول الْوَاقِدِيّ لَيْسَ بِشَيْء أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سَمِعت أَبَا غَالب بن بنت مُعَاوِيَة بن عَمْرو سَمِعت عَليّ بن الْمَدِينِيّ يَقُول الْوَاقِدِيّ يضع الحَدِيث
قَالَ أَبُو حَاتِم وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَوْلانِيُّ بِطَرَسُوسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيه
قَالَ أَبُو حَاتِم وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَوْلانِيُّ بِطَرَسُوسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيه
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71864&book=5550#4f1a95
محمد بن عمر بن واقد الواقدي، الأسلمي
قال إسحاق بن منصور: قَالَ أحمد -رضي اللَّه عنه-: الواقدي كان يقلب الأحاديثَ، يلقي حديثَ ابن أخي ابن شهاب على معمر ونحو هذا.
قَالَ إسحاق: كما وصف وأشد؛ لأنَّه عندي ممن يضعُ الأحاديثَ.
"مسائل الكوسج" (3262).
قال البخاري: تركه أحمد وابن نمير (1).
"التاريخ الكبير" 1/ 178.
قال المروذي: وسمعته سئل عن الواقدي، فقيل له: قال ابن المبارك: دعونا من بحر الواقدي؛ فقال: شهدت وكيعًا -وقد سألوه عن حديث في مسح الحصى- فقال: لو كنت عند الواقدي، لحدثك هكذا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (248).
قال حرب: وسألته عن الواقدي وأبي البختري، فزبرني، وقال: نحن بعد في أبي البختري، وقال: آه، آه.
"مسائل حرب" ص 451.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت وكيعًا يقول لأبي عبد الرحمن -يعني: الضرير وحدث بحديث زمعة في غسل حصى الجمار؛ فقال: لو كنت عند الوقدي لحدثك فيه بكذا وكذا؛ يعني: كثيرًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5138).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كان الواقدي يبعث إلى المنبهي -يعني: عبد المنعم- يستعير كتبه يقول: أدخلها في كتبه، وكنا نرى أن عنده كتبًا من كتب الزهري أو كتب ابن أخي الزهري فكان يحيل، وربما يجمع يقول: فلان وفلان عن الزهرى، إخال حديث نبهان عن معمر، والحديث لم يروه معمر أيضًا هو حديث يونس حدثناه عبد الرزاق عن ابن المبارك عن يونس كان يحيل الحديث ليس هذا من حديث معمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5139).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ما أشك في الواقدي أنه كان يقلبها -يعني: أحاديث- وذكر منها حديث نبهان عن أم سلمة "أفعمياوان أنتما" (1)، يقول: يحيل حديث معمر، يونس عن معمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5166).
قال علي بن المديني: قال لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتب -أي: الواقدي- عن ابن أبي يحيى.
قال: قلت: وما تصنع به؟ قال: انظر فيها أعتبرها، قال: ففتحها.
ثم قال: أقرأها علي، قال قلت: وما تصنع به؟ قال: انظر فيها.
قال: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟
قال لي: وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها.
قال: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم.
"تاريخ بغداد" 3/ 12.
قال عبد اللَّه بن علي بن المديني: سمعت أبي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
"تاريخ بغداد" 3/ 13.
قال معاوية بن صالح: قال لي أحمد بن حنبل: هو كذاب.
"تاريخ بغداد" 3/ 13، "الكامل" 7/ 481، "تهذيب الكمال" 26/ 186. "سير أعلام النبلاء" 9/ 462.
قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: الواقدي لم يكن مقنعًا: ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد؛ فقال: جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين، أو قال: منذ زمان.
"تاريخ بغداد" 3/ 15.
قال إبراهيم الحربي سمعت أحمد -وذكر الواقدي- فقال: ليس أنكر عليه شيئًا إلا جمعه الأسانيد، ومجيئه بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا.
"تاريخ بغداد" 3/ 16، "تاريخ دمشق" 54/ 455.
قال الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم نزل ندافع أمر الواقدي، حتى روى عن معمر، عن الزهرى، عن نبهان، عن أم سلمة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "أفعمياوان أنتما" فجاء بشيء لا حيلة فيه، والحديث حديث يونس (1) لم يروه غيره.
"تاريخ بغداد" 3/ 16، "تهذيب الكمال" 26/ 982.
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول في حديث نبهان هذا: قوله "أفعمياوان أنتمًا" قال: هذا حديث يونس لم يروه غيره.
قال أبو عبد اللَّه: وكان الواقدي رواه عن معمر وتبسم (1)، أي ليس من حديث معمر، حدثناه عبد الرزاق، عن ابن المبارك، عن يونس.
"تاريخ بغداد" 3/ 17، "تهذيب الكمال" 26/ 182.
قال علي بن المديني: أردت أن أسمع من الواقدي، فكتب إلى أحمد ابن حنبل فذكر الواقدي وقال: كيف تستحل أن تكتب عن رجل روى عن معمر حديث نبهان مكاتب أم سلمة، وهذا حديث يونس تفرد به.
"تاريخ بغداد" 3/ 18، "تهذيب الكمال" 26/ 183.
قال الحربي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: الواقدي ثقة.
"سير أعلام النبلاء" 9/ 461.
قال إسحاق بن منصور: قَالَ أحمد -رضي اللَّه عنه-: الواقدي كان يقلب الأحاديثَ، يلقي حديثَ ابن أخي ابن شهاب على معمر ونحو هذا.
قَالَ إسحاق: كما وصف وأشد؛ لأنَّه عندي ممن يضعُ الأحاديثَ.
"مسائل الكوسج" (3262).
قال البخاري: تركه أحمد وابن نمير (1).
"التاريخ الكبير" 1/ 178.
قال المروذي: وسمعته سئل عن الواقدي، فقيل له: قال ابن المبارك: دعونا من بحر الواقدي؛ فقال: شهدت وكيعًا -وقد سألوه عن حديث في مسح الحصى- فقال: لو كنت عند الواقدي، لحدثك هكذا.
"العلل" رواية المروذي وغيره (248).
قال حرب: وسألته عن الواقدي وأبي البختري، فزبرني، وقال: نحن بعد في أبي البختري، وقال: آه، آه.
"مسائل حرب" ص 451.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت وكيعًا يقول لأبي عبد الرحمن -يعني: الضرير وحدث بحديث زمعة في غسل حصى الجمار؛ فقال: لو كنت عند الوقدي لحدثك فيه بكذا وكذا؛ يعني: كثيرًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5138).
وقال عبد اللَّه: قال أبي: كان الواقدي يبعث إلى المنبهي -يعني: عبد المنعم- يستعير كتبه يقول: أدخلها في كتبه، وكنا نرى أن عنده كتبًا من كتب الزهري أو كتب ابن أخي الزهري فكان يحيل، وربما يجمع يقول: فلان وفلان عن الزهرى، إخال حديث نبهان عن معمر، والحديث لم يروه معمر أيضًا هو حديث يونس حدثناه عبد الرزاق عن ابن المبارك عن يونس كان يحيل الحديث ليس هذا من حديث معمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5139).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ما أشك في الواقدي أنه كان يقلبها -يعني: أحاديث- وذكر منها حديث نبهان عن أم سلمة "أفعمياوان أنتما" (1)، يقول: يحيل حديث معمر، يونس عن معمر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5166).
قال علي بن المديني: قال لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتب -أي: الواقدي- عن ابن أبي يحيى.
قال: قلت: وما تصنع به؟ قال: انظر فيها أعتبرها، قال: ففتحها.
ثم قال: أقرأها علي، قال قلت: وما تصنع به؟ قال: انظر فيها.
قال: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟
قال لي: وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها.
قال: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم.
"تاريخ بغداد" 3/ 12.
قال عبد اللَّه بن علي بن المديني: سمعت أبي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
"تاريخ بغداد" 3/ 13.
قال معاوية بن صالح: قال لي أحمد بن حنبل: هو كذاب.
"تاريخ بغداد" 3/ 13، "الكامل" 7/ 481، "تهذيب الكمال" 26/ 186. "سير أعلام النبلاء" 9/ 462.
قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: الواقدي لم يكن مقنعًا: ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد؛ فقال: جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين، أو قال: منذ زمان.
"تاريخ بغداد" 3/ 15.
قال إبراهيم الحربي سمعت أحمد -وذكر الواقدي- فقال: ليس أنكر عليه شيئًا إلا جمعه الأسانيد، ومجيئه بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا.
"تاريخ بغداد" 3/ 16، "تاريخ دمشق" 54/ 455.
قال الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم نزل ندافع أمر الواقدي، حتى روى عن معمر، عن الزهرى، عن نبهان، عن أم سلمة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "أفعمياوان أنتما" فجاء بشيء لا حيلة فيه، والحديث حديث يونس (1) لم يروه غيره.
"تاريخ بغداد" 3/ 16، "تهذيب الكمال" 26/ 982.
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول في حديث نبهان هذا: قوله "أفعمياوان أنتمًا" قال: هذا حديث يونس لم يروه غيره.
قال أبو عبد اللَّه: وكان الواقدي رواه عن معمر وتبسم (1)، أي ليس من حديث معمر، حدثناه عبد الرزاق، عن ابن المبارك، عن يونس.
"تاريخ بغداد" 3/ 17، "تهذيب الكمال" 26/ 182.
قال علي بن المديني: أردت أن أسمع من الواقدي، فكتب إلى أحمد ابن حنبل فذكر الواقدي وقال: كيف تستحل أن تكتب عن رجل روى عن معمر حديث نبهان مكاتب أم سلمة، وهذا حديث يونس تفرد به.
"تاريخ بغداد" 3/ 18، "تهذيب الكمال" 26/ 183.
قال الحربي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: الواقدي ثقة.
"سير أعلام النبلاء" 9/ 461.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=147348&book=5550#515cd3
مُحَمَّد بن عمر بن وَاقد أَبُو عبد الله الْأَسْلَمِيّ الْوَاقِدِيّ قَاضِي بَغْدَاد قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هُوَ كَذَّاب كَانَ يقلب الْأَحَادِيث يلقِي حَدِيث ابْن أخي الزُّهْرِيّ على معمر وَنَحْو ذَا وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِشَيْء لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ البُخَارِيّ والرازي وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَذكر الرَّازِيّ وَالنَّسَائِيّ أَنه كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ الدراقطني فِيهِ ضعف وَقَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة وَالْبَلَاء مِنْهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#32cd3d
محمد بن عمر وهو ابن ابى حفص الانصاري العطار روى عن السدي روى عنه أبو نعيم سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#fd11ad
مُحَمَّد بن عمر عَن الْحسن قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَجْهُول
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#5f1500
مُحَمَّد بْن عمر شيخ يروي عَن الْحسن روى عَنهُ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#507e1a
مُحَمَّد بْن عُمَر
سَمِعَ الْحَسَن روى عَنْهُ سَعِيد بْن أَبِي هلال.
سَمِعَ الْحَسَن روى عَنْهُ سَعِيد بْن أَبِي هلال.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#bcd230
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب. وأمه أسماء بنت عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فولد محمد بن عمر عمر وعبد الله وعبيد الله وكلهم قد روي عنهم الحديث وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم.
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب. وأمه أسماء بنت عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فولد محمد بن عمر عمر وعبد الله وعبيد الله وكلهم قد روي عنهم الحديث وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#e469f0
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم. وأمه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب. فولد محمد بن عمر: عمر. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد. وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم. وقد روي عنه. سمع من أبيه. ومن علي بن حسين. وكان قليل الحديث. وقد أدرك أول خلافة أبي العباس.
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم. وأمه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب. فولد محمد بن عمر: عمر. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد. وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم. وقد روي عنه. سمع من أبيه. ومن علي بن حسين. وكان قليل الحديث. وقد أدرك أول خلافة أبي العباس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#6e4d10
محمد بن عمر روى عن الحسن روى عنه سعيد بن أبي هلال سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: هو مجهول .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#9bf225
محمد بن عمر
- محمد بن عمر بن واقد الأسلمي. مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي. ويكنى أبا عبد الله. وكان من أهل المدينة فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها. وخرج إلى الشام والرقة. ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدي. فلم يزل قاضيًا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سبع ومائتين. ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. وقد روى عن محمد بن عجلان وربيعة والضحاك بن عثمان ومعمر وابن جريج وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وأسامة بن زيد ومخرمة بن بكير وأفلح بن سعيد وأفلح بن حميد وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وابن أبي ذيب. وكان عالمًا بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.
- محمد بن عمر بن واقد الأسلمي. مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي. ويكنى أبا عبد الله. وكان من أهل المدينة فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها. وخرج إلى الشام والرقة. ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدي. فلم يزل قاضيًا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سبع ومائتين. ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. وقد روى عن محمد بن عجلان وربيعة والضحاك بن عثمان ومعمر وابن جريج وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وأسامة بن زيد ومخرمة بن بكير وأفلح بن سعيد وأفلح بن حميد وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وابن أبي ذيب. وكان عالمًا بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5550#2bfcbe
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
- مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم. وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين. وكان عالمًا بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه. وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: أَرْتَادُ لِي رَجُلا عَارِفًا بِالْمَدِينَةِ والمشاهد. وكيف كان نزول جبريل. ع. عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ كَانَ يَأْتِيهِ. وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ. فَسَأَلَ يحيى بن خالد. فكل دله عَلَيَّ. فَبَعَثَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ وَذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ عِشَاءَ الآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَمْضِي مَعَنَا إِلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل. ع. وَكُنْ بِالْقُرْبِ. فَلَمَّا صَلَّيْتُ عِشَاءَ الآخِرَةِ إِذَا أَنَا بِالشُّمُوعِ قَدْ خَرَجَتْ وَإِذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ عَلَى حِمَارَيْنِ. فَقَالَ يَحْيَى: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: هَا أَنَا ذَا. فَأَتَيْتُ بِهِ إِلَى دُورِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهُ. فَنَزَلا عَنْ حِمَارَيْهِمَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوُا اللَّهَ سَاعَةً ثُمَّ رَكَبَا وَأَنَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا. فَلَمْ أَدَعْ مَوْضِعًا مِنَ الْمَوَاضِعِ وَلا مَشْهَدًا مِنَ الْمَشَاهِدِ إِلا مَرَرْتُ بِهِمَا عَلَيْهِ. فَجَعَلا يُصَلِّيَانِ وَيَجْتَهِدَانِ فِي الدُّعَاءِ. فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى وَافِينَا الْمَسْجِدَ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ. فَلَمَّا صَارَا إِلَى الْقَصْرِ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لا تَبْرَحْ. فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي الْمَسْجِدِ. وَهُوَ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَى مَكَّةَ. فَأَذِنَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ. فَأَدْنَى مَجْلِسِي وَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ لَمْ يَزَلْ بَاكِيًا. وَقَدْ أَعْجَبَهُ مَا دَلَلْتُهُ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. فَإِذَا بَدَرَةٌ مُبْدَرَةٌ قَدْ دُفِعَتْ إِلَيَّ. وَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ خُذْهَا مُبَارَكٌ لَكَ فِيهَا. وَنَحْنُ عَلَى الرِّحْلَةِ الْيَوْمَ. وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَلَقَانَا حَيْثُ كُنَّا وَاسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَرَحَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَتَيْتُ مَنْزِلِي وَمَعِي ذَلِكَ الْمَالُ. فَقَضَيْنَا مِنْهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْنَا. وَزَوَّجْتُ بَعْضَ الْوَلَدِ. وَاتَّسَعْنَا. ثُمَّ إِنَّ الدَّهْرَ أَعَضَّنَا فَقَالَتْ لِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا قُعُودُكَ وَهَذَا وَزِيرُ أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصبر إِلَيْهِ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ؟ فَرَحَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَظُنُّ الْقَوْمَ بِالْعِرَاقِ. فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ فَسَأَلْتُ عَنْ خَبَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالُوا لِي: هُوَ بِالرَّقَّةِ. فَأَرَدْتُ الانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَلِ الْحَالِ. فَحَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أَصِيرَ إِلَى الرَّقَّةِ. فَصِرْتُ إِلَى مَوْضِعِ الْكَرَى فَإِذَا أَنَا بِعِدَّةِ فِتْيَانٍ مِنَ الْجُنْدِ يُرِيدُونَ الرَّقَّةَ. فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي وَأَنِّي أُرِيدُ الرقة. فنظرنا في كرى الجمالين فَإِذَا هِيَ تُضَعَّفُ عَلَيْنَا. فَقَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ هَلْ لَكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى السُّفُنِ فَهُوَ أَرْفَقُ بِنَا وَأَيْسَرُ عَلَيْنَا مِنْ كِرَى الْجِمَالِ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَيْئًا وَالأَمْرُ إِلَيْكُمْ. فَصِرْنَا إِلَى السُّفُنِ فَاكْتَرَيْنَا. فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَبَرَّ بِي مِنْهُمْ وَلا أَشْفَقَ وَلا أَحْوَطَ. يَتَكَلَّفُونَ مِنْ خِدْمَتِي وَطَعَامِي مَا يَتَكَلَّفُهُ الْوَلَدُ مِنْ وَالِدِهِ. حَتَّى صِرْنَا إِلَى مَوْضِعِ الْجَوَازِ بِالرَّقَّةِ. وَكَانَ الْجَوَازُ صَعْبًا جِدًّا. فَكَتَبُوا إِلَى قَائِدِهِمْ بِعِدَادِهِمْ وَأَدْخَلُونِي فِي عِدَادِهِمْ. فَمَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جَاءَنَا الإِذْنُ بِأَسْمَائِنَا فجزت مع القوم فصرت إلى موضع فِي خَانِ نُزُولٍ. فَأَقَمْتُ مَعَهُمْ أَيَّامًا وَطَلَبْتُ الإِذْنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَصَعُبَ عَلَيَّ. فأتيت أبا البحتري وَهُوَ بِي عَارِفٌ. فَلَقِيتُهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْطَأْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَغَرَّرْتَ وَلَكِنْ لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أَذْكُرَكَ لَهُ. وَكُنْتُ أَغْدُو إِلَى بَابِهِ وَأَرُوحُ فَقَلَّتْ نَفَقَتِي وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ رُفَقَائِي وَتَخَرَّقَتْ ثِيَابِي وَأَيِسْتُ مِنْ نَاحِيَةِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فَلَمْ أُخْبِرْ رُفَقَائِي بِشَيْءٍ. وَعُدْتُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَرَّةً أَنَا فِي سَفِينَةٍ. وَمَرَّةً أَمْشِي حَتَّى وَرَدْتُ السَّيْلَحِينَ. فَبَيْنَا أَنَا مُسْتَرِيحٌ فِي سُوقِهَا إِذَا أَنَا بِقَافِلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ. فَسَأَلْتُ مَنْ هُمْ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ مِنْ أهل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن صاحبهم بكار الزُّبَيْرِيَّ أَخْرَجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ. وَالزُّبَيْرِيُّ أَصْدَقُ النَّاسِ لِي. فَقُلْتُ أَدَعُهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَيَسْتَقِرَّ ثُمَّ آتِيَهُ. فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَنِ استراح وفرغ من غذائه. فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَاذَا صَنَعْتَ فِي غَيْبَتِكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَبِخَبَرِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ لا يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ لأَحَدٍ وَلا يُنَبِّهَ بِاسْمِكَ. فَمَا الرَّأْيُ؟ فَقُلْتُ: الرَّأْيُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: هَذَا رَأْيٌ خَطَأٌ. خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. وَلَكِنِ الرَّأْيَ أَنْ تَصِيرَ مَعِي فَأَنَا الذَّاكِرُ لِيَحْيَى أَمْرَكَ. فَرَكِبْتُ مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى الرَّقَّةِ. فَلَمَّا عَبَرْنَا الْجَوَازَ قَالَ لِي: تَصِيرُ مَعِي. فَقُلْتُ: لا. أَصِيرُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَنَا مُبَكِّرٌ عَلَيْكَ غَدًا لِنَصِيرَ جَمِيعًا إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَى أَصْحَابِي فَكَأَنِّي وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ. ثُمَّ قَالُوا لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ خَبَرُكَ فَقَدْ كُنَّا فِي غَمٍّ مِنْ أَمْرِكَ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي. فَأَشَارَ عَلَيَّ الْقَوْمُ بِلُزُومِ الزُّبَيْرِيِّ وَقَالُوا: هَذَا طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ لا تَهْتَمَّ لَهُ. فَغَدَوْتُ بِالْغَدَاةِ إِلَى بَابِ الزُّبَيْرِيِّ فَخُبِّرْتُ بِأَنَّهُ قَدْ رَكِبَ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَأَتَيْتُ بَابَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقَعَدْتُ مَلِيًّا فَإِذَا صَاحِبِي قَدْ خَرَجَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُنْسِيتُ أَنْ أُذَاكِرَهُ أَمْرَكَ وَلَكِنْ قِفْ بِالْبَابِ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْهِ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ الْحَاجِبُ فَقَالَ لِي: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَالَةٍ خَسِيسَةٍ. وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ. فَلَمَّا رَآنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ فِي تِلْكَ الْحَالِ رَأَيْتُ أَثَرَ الْغَمِّ فِي وَجْهِهِ. وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَرَّبَ مَجْلِسِي. وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يُحَادِثُونَهُ. فَجَعَلَ يُذَاكِرُنِي الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ فَانْقَطَعْتُ عَنْ إِجَابَتِهِ وَجَعَلْتُ أَجِيءُ بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِالْمُوَافِقِ لِمَا يَسْأَلُ. وَجَعَلَ الْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَحْسَنِ الْجَوَابِ وَأَنَا سَاكِتٌ. فَلَمَّا انْقَضَى الْمَجْلِسُ وَخَرَجَ الْقَوْمُ خَرَجْتُ فَإِذَا خَادِمٌ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَدْ خَرَجَ فَلَقِيَنِي عِنْدَ السِّتْرِ فَقَالَ لِي: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُفْطِرَ عِنْدَهُ الْعَشِيَّةَ. فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي خَبَّرْتُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ وَقُلْتُ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطٌ بِي. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: هَذِهِ رَغِيفَانِ وَقِطْعَةُ جُبْنٍ وَهَذِهِ دَابَّتِي تُرْكَبُ وَالْغُلامُ خَلْفَكَ. فَإِنْ أَذِنَ لَكَ الْحَاجِبُ بِالدُّخُولِ دَخَلْتَ وَدَفَعْتَ مَا مَعَكَ إِلَى الْغُلامِ. وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى صِرْتَ إِلَى بَعْضِ الْمَسَاجِدِ فَأَكَلْتَ مَا مَعَكَ وَشَرِبْتَ مِنْ مَاءِ الْمَسْجِدِ. فَانْصَرَفْتُ فَوَصَلْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ الْمَغْرِبَ. فَلَمَّا رَآنِي الْحَاجِبُ قَالَ: يَا شَيْخُ أَبْطَأْتَ وَقَدْ خَرَجَ الرَّسُولُ فِي طَلَبِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَدَفَعْتُ مَا كَانَ مَعِي إِلَى الْغُلامِ وَأَمَرْتُهُ بِالْمُقَامِ. فَدَخَلْتُ فَإِذَا الْقَوْمُ قَدْ تَوَافَوْا. فَسَلَّمْتُ وَقَعَدْتُ. وَقُدِّمَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأْنَا وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ. فَأَفْطَرْنَا وَقَرُبَتْ عِشَاءُ الآخِرَةِ فَصُلِّيَ بِنَا ثُمَّ أَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُنِي وَأَنَا مُنْقَطِعٌ وَالْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَشْيَاءَ هِيَ عِنْدِي عَلَى خِلافِ مَا يُجِيبُونَ. فَلَمَّا ذَهَبَ اللَّيْلُ خَرَجَ الْقَوْمُ وَخَرَجْتُ خَلْفَ بَعْضِهِمْ فَإِذَا غُلامٌ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ قَابِلَةً قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا مَا أَدْرِي مَا فِيهِ إِلا أَنَّهُ مَلأَنِي سُرُورًا. فَخَرَجْتُ إِلَى الْغُلامِ فَرَكِبْتُ وَمَعِي الْحَاجِبُ حَتَّى صَيَّرَنِي إِلَى أَصْحَابِي. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: اطْلُبُوا لِي سِرَاجًا. فَفَضَضْتُ الْكِيسَ فَإِذَا دَنَانِيرُ. فَقَالُوا لِي: مَا كَانَ رَدَّهُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْغُلامَ أَمَرَنِي أَنْ أُوَافِيهِ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ. وَعَدَدْتُ الدَّنَانِيرَ فَإِذَا خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: عَلَيَّ شِرَاءُ دَابَّتِكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ السُّرُجُ وَاللِّجَامُ وَمَا يُصْلِحُهُ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ حَمَّامُكَ وَخِضَابُ لِحْيَتِكَ وَطِيبُكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ شِرَاءُ كَسَوْتِكَ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الزِّيِّ الْقَوْمُ. فَعَدَدْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَدَفَعْتُهَا إِلَى صَاحِبِ نَفَقَتِهِمْ فَحَلَفَ الْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ أنهم لا يرزؤوني دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا. وَغَدَوْا بِالْغَدَاةِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى مَا انْتَدَبَ لِي فِيهِ. فَمَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ إِلا وَأَنَا مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ. وَحَمَلْتُ بَاقِي الْكَيْسِ إِلَى الزُّبَيْرِيِّ فَلَمَّا رَآنِي بِتِلْكَ الْحَالِ سُرَّ سُرُورًا شَدِيدًا. ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لِي: إِنِّي شَاخِصٌ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقُلْتُ: نَعَمْ إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ الْعِيَالَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ يُوَصِّلُهَا إِلَى الْعِيَالِ. ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعِي مِنَ الْكِيسِ. ثُمَّ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فَتَهَيَّأْتُ بِأَحْسَنَ هَيْئَةٍ. ثُمَّ حَضَرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَلَمَّا رآني الحاجب قام إلي فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى فَلَمَّا رَآنِي فِي تِلْكَ الْحَالِ نَظَرْتُ إِلَى السُّرُورِ فِي وَجْهِهِ. فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسِي ثُمَّ ابْتَدَأْتُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يُذَاكِرُنِي بِهِ وَالْجَوَابِ فِيهِ. وَكَانَ الْجَوَابُ عَلَى غَيْرِ مَا كَانَ يُجِيبُ بِهِ الْقَوْمُ. فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ وَتَقْطِيبِهِمْ لِي. وَأَقْبَلَ يَحْيَى يُسَائِلُنِي عَنْ حَدِيثِ كَذَا وَحَدِيثِ كَذَا فَأُجِيبُ فِيمَا يَسْأَلُنِي. وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ مَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِشَيْءٍ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ تَقَدَّمَ يَحْيَى فَصَلَّى. ثُمَّ أَحْضَرَ الطَّعَامَ فَتَعَشَّيْنَا. ثُمَّ صَلَّى بِنَا يَحْيَى عِشَاءَ الآخِرَةِ وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَلَمْ نَزَلْ فِي مُذَاكَرَةٍ. وَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُ بَعْضَ الْقَوْمِ فَيَنْقَطِعُ. فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الانْصِرَافِ انْصَرَفَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُمْ فَإِذَا الرَّسُولُ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا. فَانْصَرَفْتُ وَمَعِي رَسُولُ الْحَاجِبِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَصَبْتُ سِرَاجًا عِنْدَهُمْ فَدَفَعْتُ الْكِيسَ إِلَى الْقَوْمِ فَكَانُوا بِهِ أَشَدَّ سُرُورًا مِنِّي. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْتُ لَهُمْ: أَعِدُّوا لِي مَنْزِلا بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ وَاشْتَرُوا لِي جَارِيَةً وَغُلامًا خَبَّازًا وَأَثَاثًا وَمَتَاعًا. فَلَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ إِلا وَقَدْ أَعَدُّوا لِي ذَلِكَ. وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَكُونَ إِفْطَارُهُمْ عِنْدِي فَأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ صُعُوبَةٍ شَدِيدَةٍ. فَلَمْ أَزَلْ آتِي يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي الْوَقْتِ كُلَّمَا رَآنِي ازْدَادَ سُرُورًا. فَلَمْ يَزَلْ يَدْفَعُ إِلَيَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ حَتَّى كَانَ لَيْلَةُ الْعِيدِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَزَيَّنْ غَدًا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ مِنْ زِيِّ الْقُضَاةِ. وَاعْتَرِضْ لَهُ فَإِنَّهُ سَيَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِكَ فَأُخْبِرُهُ. فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْعِيدِ خَرَجْتُ فِي أَحْسَنِ زِيٍّ. وَخَرَجَ النَّاسُ. وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْمُصَلَّى. فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَلْحَظُنِي. فَلَمْ أَزَلْ فِي الْمَوْكِبِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ صِرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَلَحِقَنَا يَحْيَى بَعْدَ دُخُولِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ادْخُلْ بِنَا. فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا زَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ حَجَّتِنَا وَأَنَّكَ الرَّجُلُ الَّذِي سَايَرْتُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَأَمَرَ لَكَ بِثَلاثِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَأَنَا مُتَنَجِّزُهَا لَكَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ يَوْمِي ذَلِكَ فَدَخَلْتُ مِنَ الْغَدِ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ. حَاجَةٌ عَرَضَتْ وَقَدْ قَضَيْتُ عَلَى الْوَزِيرِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِقَضَائِهَا. فَقَالَ لِي: وَمَا ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: الإِذْنُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَدِ اشْتَدَّ الشَّوْقُ إِلَى الْعِيَالِ وَالصِّبْيَانِ. فَقَالَ لِي: لا تَفْعَلْ. فَلَمْ أَزَلْ أُنَازِلُهُ حَتَّى أَذِنَ لِي وَاسْتَخْرَجَ لِي الثَّلاثِينَ الأَلْفِ دِرْهَمٍ. وَهُيِّئَتْ لِي حَرَّاقَةٌ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا. وَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لِي مِنْ طَرَائِفِ الشَّامِ لأَحْمِلَهُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ. وَأَمَرَ وَكِيلَهُ بِالْعِرَاقِ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي إِلَى الْمَدِينَةِ لا أُكَلَّفُ نَفَقَةَ دِينَارٍ وَلا دِرْهَمٍ. فَصِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالْخَبَرِ وَحَلَفْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنِّي مَا أَصِلُهُمْ بِهِ. فَحَلَفَ الْقَوْمُ أَنَّهُمْ لا يرزؤوني دينارا ولا درهما. فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَخْلاقِهِمْ فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّي لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ؟ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ جَالِسًا إِذْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ. قَالَ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ الْوَاقِدِيُّ فَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَرَحَّمُ عَلَى رَجُلٍ أُخْبِرُكَ عَنْ حَالِهِ؟ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ وَمَا فِي الْمَنْزِلِ دَقِيقٌ وَلا سَوِيقٌ وَلا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا. فَمَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي فِي قَلْبِي فَقُلْتُ أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زَوْجَتِي فَقَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا مِنْ طَعَامْ أَوْ سَوِيقٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشَّهْرُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: قَدْ مَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَقَالَتْ: مَدَنِيُّونَ أَوْ عِرَاقِيُّونَ؟ قَالَ قُلْتُ: بَعْضٌ مَدِينِيٌّ وَبَعْضٌ عِرَاقِيٌّ. فَقَالَتِ: اعْرِضْهُمْ عَلَيَّ. فَقُلْتُ لَهَا: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو يَسَارٍ إِلا أَنَّهُ مَنَّانٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَسَمِّ الآخَرَ. فَسَمَّيْتُ الآخَرَ فَقُلْتُ: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو مَالٍ إِلا أَنَّهُ بِخَيْلٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَقُلْتُ فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ كَرِيمٌ حَسِيبٌ لا شَيْءَ عِنْدَهُ وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَاسْتَفْتَحْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ. فَرَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. قَالَ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذْ ذَلِكَ الْكِيسَ فَطَهِّرْهُ وَاسْتَنْفِقْهُ. فَإِذَا هِيَ دَرَاهِمُ مُكَحَّلَةٌ. فَأَخَذْتُ الْكِيسَ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ رَجُلا كَانَ يَتَوَلَّى شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ: اكْتُبْ مِنَ الدَّقِيقِ عَشَرَةَ أَقْفِزَةً. وَمِنَ الأُرْزِ قَفِيزًا. وَمِنَ السُّكَّرِ كَذَا. حَتَّى قَصَّ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَنْ هَذَا. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقُلْتُ: ائْذَنِي لَهُ. فَقُمْتُ لَهُ عَنْ مَجْلِسِي وَرَحَّبْتُ بِهِ وَقَرَّبْتُ وَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَمِّ أَخْرَجَنِي وُرُودُ هَذَا الشَّهْرِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ. فَفَكَّرْتُ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ بِمَا فِيهِ. فَأَخَذَ الْكَيْسَ. ثُمَّ قُلْتُ لِصَاحِبِي: اخْرُجْ. فَخَرَجَ. فَدَخَلَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لي: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ الْفَتَى؟ فَقُلْتُ لَهَا: دفعت إليه الكيس بأسره. فقالت: وُفِّقْتَ وَأَحْسَنْتَ. ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي صِدِّيقٍ لِي بِقُرْبِ الْمَنْزِلِ فَانْتَعَلْتُ وَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ وَقَرَّبَ ثم قال لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَخَبَّرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ. فَخُذْ نِصْفَهُ وَأَعْطِنَا نِصْفَهُ. فَإِذَا كِيسِي بِعَيْنِهِ. فَأَخَذْتُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةٍ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَلِي شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ خَمْسَةَ أَقْفِزَةِ دَقِيقٍ. فَكَتَبَ لِي جَمِيعَ مَا أَرَدْتُ مِنْ حَوَائِجِي. فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. فَخَرَجَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ: خَادِمٌ نَبِيلٌ. فَقُلْتُ لَهَا: ائْذَنِي لَهُ. فَنَزَلَ فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ يَسْأَلُنِي الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: اخْرُجْ. وَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَرَكِبْتُ دَابَّتِي ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ الْخَادِمِ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ. فَلَمَّا رَآنِي وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ: يَا غُلامُ مِرْفَقَةً. فَقَعَدْتُ إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ لِي: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَدْرِي لِمَ دَعَوْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. فَقَالَ: أَسْهَرَتْنِي لَيْلَتِي هَذِهِ فِكْرَةً فِي أَمْرِكَ وَوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ وَمَا عِنْدَكَ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ! إِنَّ قِصَّتِي تَطُولُ. فَقَالَ لِي: إِنَّ الْقِصَّةَ كُلَّمَا طَالَتْ كَانَ أَشْهَى لَهَا. فَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ أم عَبْدِ اللَّهِ وَحَدِيثِ إِخْوَانِي الثَّلاثَةِ وَمَا كَانَ مِنْ رَدِّهَا لَهُمْ. وَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ الطَّالِبِيِّ وَخَبَرِ أَخِي الثَّانِي الْمُوَاسِي لَهُ بِالْكِيسِ. فَقَالَ: يَا غُلامُ دَوَاةً. فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ. فَإِذَا كِيسٌ فِيهِ خَمْسُمِائَةُ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى شَهْرِكَ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ لِجَزَالَتِهَا وَحُسْنِ عَقْلِهَا. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلطَّالِبِيِّ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أخرى فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلْمُوَاسِي لَكَ. ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللَّهِ. قَالَ فَرَكِبْتُ مِنْ فَوْرِي فَأَتَيْتُ صَاحِبِي الَّذِي وَاسَانِي بِالْكَيْسِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمِائَتَيْ دِينَارٍ وَخَبَّرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَكَادَ يَمُوتُ فَرِحًا. ثُمَّ أَتَيْتُ الطَّالِبِيَّ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَدَعَا وَشَكَرَ. ثُمَّ دَخَلْتُ مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا الصُّرَّةَ فَدَعَتْ وَجَزَتْ خَيْرًا. فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّ الْبَرَامِكَةِ. يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ خَاصَّةً؟ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ. وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ وَقَضَى دَيْنَهُ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثلاثين ومائة.
- مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم. وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين. وكان عالمًا بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه. وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: أَرْتَادُ لِي رَجُلا عَارِفًا بِالْمَدِينَةِ والمشاهد. وكيف كان نزول جبريل. ع. عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ كَانَ يَأْتِيهِ. وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ. فَسَأَلَ يحيى بن خالد. فكل دله عَلَيَّ. فَبَعَثَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ وَذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ عِشَاءَ الآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَمْضِي مَعَنَا إِلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل. ع. وَكُنْ بِالْقُرْبِ. فَلَمَّا صَلَّيْتُ عِشَاءَ الآخِرَةِ إِذَا أَنَا بِالشُّمُوعِ قَدْ خَرَجَتْ وَإِذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ عَلَى حِمَارَيْنِ. فَقَالَ يَحْيَى: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: هَا أَنَا ذَا. فَأَتَيْتُ بِهِ إِلَى دُورِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهُ. فَنَزَلا عَنْ حِمَارَيْهِمَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوُا اللَّهَ سَاعَةً ثُمَّ رَكَبَا وَأَنَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا. فَلَمْ أَدَعْ مَوْضِعًا مِنَ الْمَوَاضِعِ وَلا مَشْهَدًا مِنَ الْمَشَاهِدِ إِلا مَرَرْتُ بِهِمَا عَلَيْهِ. فَجَعَلا يُصَلِّيَانِ وَيَجْتَهِدَانِ فِي الدُّعَاءِ. فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى وَافِينَا الْمَسْجِدَ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ. فَلَمَّا صَارَا إِلَى الْقَصْرِ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لا تَبْرَحْ. فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي الْمَسْجِدِ. وَهُوَ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَى مَكَّةَ. فَأَذِنَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ. فَأَدْنَى مَجْلِسِي وَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ لَمْ يَزَلْ بَاكِيًا. وَقَدْ أَعْجَبَهُ مَا دَلَلْتُهُ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. فَإِذَا بَدَرَةٌ مُبْدَرَةٌ قَدْ دُفِعَتْ إِلَيَّ. وَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ خُذْهَا مُبَارَكٌ لَكَ فِيهَا. وَنَحْنُ عَلَى الرِّحْلَةِ الْيَوْمَ. وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَلَقَانَا حَيْثُ كُنَّا وَاسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَرَحَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَتَيْتُ مَنْزِلِي وَمَعِي ذَلِكَ الْمَالُ. فَقَضَيْنَا مِنْهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْنَا. وَزَوَّجْتُ بَعْضَ الْوَلَدِ. وَاتَّسَعْنَا. ثُمَّ إِنَّ الدَّهْرَ أَعَضَّنَا فَقَالَتْ لِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا قُعُودُكَ وَهَذَا وَزِيرُ أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصبر إِلَيْهِ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ؟ فَرَحَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَظُنُّ الْقَوْمَ بِالْعِرَاقِ. فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ فَسَأَلْتُ عَنْ خَبَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالُوا لِي: هُوَ بِالرَّقَّةِ. فَأَرَدْتُ الانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَلِ الْحَالِ. فَحَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أَصِيرَ إِلَى الرَّقَّةِ. فَصِرْتُ إِلَى مَوْضِعِ الْكَرَى فَإِذَا أَنَا بِعِدَّةِ فِتْيَانٍ مِنَ الْجُنْدِ يُرِيدُونَ الرَّقَّةَ. فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي وَأَنِّي أُرِيدُ الرقة. فنظرنا في كرى الجمالين فَإِذَا هِيَ تُضَعَّفُ عَلَيْنَا. فَقَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ هَلْ لَكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى السُّفُنِ فَهُوَ أَرْفَقُ بِنَا وَأَيْسَرُ عَلَيْنَا مِنْ كِرَى الْجِمَالِ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَيْئًا وَالأَمْرُ إِلَيْكُمْ. فَصِرْنَا إِلَى السُّفُنِ فَاكْتَرَيْنَا. فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَبَرَّ بِي مِنْهُمْ وَلا أَشْفَقَ وَلا أَحْوَطَ. يَتَكَلَّفُونَ مِنْ خِدْمَتِي وَطَعَامِي مَا يَتَكَلَّفُهُ الْوَلَدُ مِنْ وَالِدِهِ. حَتَّى صِرْنَا إِلَى مَوْضِعِ الْجَوَازِ بِالرَّقَّةِ. وَكَانَ الْجَوَازُ صَعْبًا جِدًّا. فَكَتَبُوا إِلَى قَائِدِهِمْ بِعِدَادِهِمْ وَأَدْخَلُونِي فِي عِدَادِهِمْ. فَمَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جَاءَنَا الإِذْنُ بِأَسْمَائِنَا فجزت مع القوم فصرت إلى موضع فِي خَانِ نُزُولٍ. فَأَقَمْتُ مَعَهُمْ أَيَّامًا وَطَلَبْتُ الإِذْنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَصَعُبَ عَلَيَّ. فأتيت أبا البحتري وَهُوَ بِي عَارِفٌ. فَلَقِيتُهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْطَأْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَغَرَّرْتَ وَلَكِنْ لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أَذْكُرَكَ لَهُ. وَكُنْتُ أَغْدُو إِلَى بَابِهِ وَأَرُوحُ فَقَلَّتْ نَفَقَتِي وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ رُفَقَائِي وَتَخَرَّقَتْ ثِيَابِي وَأَيِسْتُ مِنْ نَاحِيَةِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فَلَمْ أُخْبِرْ رُفَقَائِي بِشَيْءٍ. وَعُدْتُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَرَّةً أَنَا فِي سَفِينَةٍ. وَمَرَّةً أَمْشِي حَتَّى وَرَدْتُ السَّيْلَحِينَ. فَبَيْنَا أَنَا مُسْتَرِيحٌ فِي سُوقِهَا إِذَا أَنَا بِقَافِلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ. فَسَأَلْتُ مَنْ هُمْ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ مِنْ أهل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن صاحبهم بكار الزُّبَيْرِيَّ أَخْرَجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ. وَالزُّبَيْرِيُّ أَصْدَقُ النَّاسِ لِي. فَقُلْتُ أَدَعُهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَيَسْتَقِرَّ ثُمَّ آتِيَهُ. فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَنِ استراح وفرغ من غذائه. فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَاذَا صَنَعْتَ فِي غَيْبَتِكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَبِخَبَرِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ لا يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ لأَحَدٍ وَلا يُنَبِّهَ بِاسْمِكَ. فَمَا الرَّأْيُ؟ فَقُلْتُ: الرَّأْيُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: هَذَا رَأْيٌ خَطَأٌ. خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. وَلَكِنِ الرَّأْيَ أَنْ تَصِيرَ مَعِي فَأَنَا الذَّاكِرُ لِيَحْيَى أَمْرَكَ. فَرَكِبْتُ مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى الرَّقَّةِ. فَلَمَّا عَبَرْنَا الْجَوَازَ قَالَ لِي: تَصِيرُ مَعِي. فَقُلْتُ: لا. أَصِيرُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَنَا مُبَكِّرٌ عَلَيْكَ غَدًا لِنَصِيرَ جَمِيعًا إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَى أَصْحَابِي فَكَأَنِّي وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ. ثُمَّ قَالُوا لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ خَبَرُكَ فَقَدْ كُنَّا فِي غَمٍّ مِنْ أَمْرِكَ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي. فَأَشَارَ عَلَيَّ الْقَوْمُ بِلُزُومِ الزُّبَيْرِيِّ وَقَالُوا: هَذَا طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ لا تَهْتَمَّ لَهُ. فَغَدَوْتُ بِالْغَدَاةِ إِلَى بَابِ الزُّبَيْرِيِّ فَخُبِّرْتُ بِأَنَّهُ قَدْ رَكِبَ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَأَتَيْتُ بَابَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقَعَدْتُ مَلِيًّا فَإِذَا صَاحِبِي قَدْ خَرَجَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُنْسِيتُ أَنْ أُذَاكِرَهُ أَمْرَكَ وَلَكِنْ قِفْ بِالْبَابِ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْهِ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ الْحَاجِبُ فَقَالَ لِي: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَالَةٍ خَسِيسَةٍ. وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ. فَلَمَّا رَآنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ فِي تِلْكَ الْحَالِ رَأَيْتُ أَثَرَ الْغَمِّ فِي وَجْهِهِ. وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَرَّبَ مَجْلِسِي. وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يُحَادِثُونَهُ. فَجَعَلَ يُذَاكِرُنِي الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ فَانْقَطَعْتُ عَنْ إِجَابَتِهِ وَجَعَلْتُ أَجِيءُ بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِالْمُوَافِقِ لِمَا يَسْأَلُ. وَجَعَلَ الْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَحْسَنِ الْجَوَابِ وَأَنَا سَاكِتٌ. فَلَمَّا انْقَضَى الْمَجْلِسُ وَخَرَجَ الْقَوْمُ خَرَجْتُ فَإِذَا خَادِمٌ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَدْ خَرَجَ فَلَقِيَنِي عِنْدَ السِّتْرِ فَقَالَ لِي: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُفْطِرَ عِنْدَهُ الْعَشِيَّةَ. فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي خَبَّرْتُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ وَقُلْتُ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطٌ بِي. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: هَذِهِ رَغِيفَانِ وَقِطْعَةُ جُبْنٍ وَهَذِهِ دَابَّتِي تُرْكَبُ وَالْغُلامُ خَلْفَكَ. فَإِنْ أَذِنَ لَكَ الْحَاجِبُ بِالدُّخُولِ دَخَلْتَ وَدَفَعْتَ مَا مَعَكَ إِلَى الْغُلامِ. وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى صِرْتَ إِلَى بَعْضِ الْمَسَاجِدِ فَأَكَلْتَ مَا مَعَكَ وَشَرِبْتَ مِنْ مَاءِ الْمَسْجِدِ. فَانْصَرَفْتُ فَوَصَلْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ الْمَغْرِبَ. فَلَمَّا رَآنِي الْحَاجِبُ قَالَ: يَا شَيْخُ أَبْطَأْتَ وَقَدْ خَرَجَ الرَّسُولُ فِي طَلَبِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَدَفَعْتُ مَا كَانَ مَعِي إِلَى الْغُلامِ وَأَمَرْتُهُ بِالْمُقَامِ. فَدَخَلْتُ فَإِذَا الْقَوْمُ قَدْ تَوَافَوْا. فَسَلَّمْتُ وَقَعَدْتُ. وَقُدِّمَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأْنَا وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ. فَأَفْطَرْنَا وَقَرُبَتْ عِشَاءُ الآخِرَةِ فَصُلِّيَ بِنَا ثُمَّ أَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُنِي وَأَنَا مُنْقَطِعٌ وَالْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَشْيَاءَ هِيَ عِنْدِي عَلَى خِلافِ مَا يُجِيبُونَ. فَلَمَّا ذَهَبَ اللَّيْلُ خَرَجَ الْقَوْمُ وَخَرَجْتُ خَلْفَ بَعْضِهِمْ فَإِذَا غُلامٌ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ قَابِلَةً قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا مَا أَدْرِي مَا فِيهِ إِلا أَنَّهُ مَلأَنِي سُرُورًا. فَخَرَجْتُ إِلَى الْغُلامِ فَرَكِبْتُ وَمَعِي الْحَاجِبُ حَتَّى صَيَّرَنِي إِلَى أَصْحَابِي. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: اطْلُبُوا لِي سِرَاجًا. فَفَضَضْتُ الْكِيسَ فَإِذَا دَنَانِيرُ. فَقَالُوا لِي: مَا كَانَ رَدَّهُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْغُلامَ أَمَرَنِي أَنْ أُوَافِيهِ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ. وَعَدَدْتُ الدَّنَانِيرَ فَإِذَا خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: عَلَيَّ شِرَاءُ دَابَّتِكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ السُّرُجُ وَاللِّجَامُ وَمَا يُصْلِحُهُ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ حَمَّامُكَ وَخِضَابُ لِحْيَتِكَ وَطِيبُكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ شِرَاءُ كَسَوْتِكَ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الزِّيِّ الْقَوْمُ. فَعَدَدْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَدَفَعْتُهَا إِلَى صَاحِبِ نَفَقَتِهِمْ فَحَلَفَ الْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ أنهم لا يرزؤوني دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا. وَغَدَوْا بِالْغَدَاةِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى مَا انْتَدَبَ لِي فِيهِ. فَمَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ إِلا وَأَنَا مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ. وَحَمَلْتُ بَاقِي الْكَيْسِ إِلَى الزُّبَيْرِيِّ فَلَمَّا رَآنِي بِتِلْكَ الْحَالِ سُرَّ سُرُورًا شَدِيدًا. ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لِي: إِنِّي شَاخِصٌ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقُلْتُ: نَعَمْ إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ الْعِيَالَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ يُوَصِّلُهَا إِلَى الْعِيَالِ. ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعِي مِنَ الْكِيسِ. ثُمَّ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فَتَهَيَّأْتُ بِأَحْسَنَ هَيْئَةٍ. ثُمَّ حَضَرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَلَمَّا رآني الحاجب قام إلي فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى فَلَمَّا رَآنِي فِي تِلْكَ الْحَالِ نَظَرْتُ إِلَى السُّرُورِ فِي وَجْهِهِ. فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسِي ثُمَّ ابْتَدَأْتُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يُذَاكِرُنِي بِهِ وَالْجَوَابِ فِيهِ. وَكَانَ الْجَوَابُ عَلَى غَيْرِ مَا كَانَ يُجِيبُ بِهِ الْقَوْمُ. فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ وَتَقْطِيبِهِمْ لِي. وَأَقْبَلَ يَحْيَى يُسَائِلُنِي عَنْ حَدِيثِ كَذَا وَحَدِيثِ كَذَا فَأُجِيبُ فِيمَا يَسْأَلُنِي. وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ مَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِشَيْءٍ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ تَقَدَّمَ يَحْيَى فَصَلَّى. ثُمَّ أَحْضَرَ الطَّعَامَ فَتَعَشَّيْنَا. ثُمَّ صَلَّى بِنَا يَحْيَى عِشَاءَ الآخِرَةِ وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَلَمْ نَزَلْ فِي مُذَاكَرَةٍ. وَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُ بَعْضَ الْقَوْمِ فَيَنْقَطِعُ. فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الانْصِرَافِ انْصَرَفَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُمْ فَإِذَا الرَّسُولُ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا. فَانْصَرَفْتُ وَمَعِي رَسُولُ الْحَاجِبِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَصَبْتُ سِرَاجًا عِنْدَهُمْ فَدَفَعْتُ الْكِيسَ إِلَى الْقَوْمِ فَكَانُوا بِهِ أَشَدَّ سُرُورًا مِنِّي. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْتُ لَهُمْ: أَعِدُّوا لِي مَنْزِلا بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ وَاشْتَرُوا لِي جَارِيَةً وَغُلامًا خَبَّازًا وَأَثَاثًا وَمَتَاعًا. فَلَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ إِلا وَقَدْ أَعَدُّوا لِي ذَلِكَ. وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَكُونَ إِفْطَارُهُمْ عِنْدِي فَأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ صُعُوبَةٍ شَدِيدَةٍ. فَلَمْ أَزَلْ آتِي يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي الْوَقْتِ كُلَّمَا رَآنِي ازْدَادَ سُرُورًا. فَلَمْ يَزَلْ يَدْفَعُ إِلَيَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ حَتَّى كَانَ لَيْلَةُ الْعِيدِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَزَيَّنْ غَدًا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ مِنْ زِيِّ الْقُضَاةِ. وَاعْتَرِضْ لَهُ فَإِنَّهُ سَيَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِكَ فَأُخْبِرُهُ. فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْعِيدِ خَرَجْتُ فِي أَحْسَنِ زِيٍّ. وَخَرَجَ النَّاسُ. وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْمُصَلَّى. فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَلْحَظُنِي. فَلَمْ أَزَلْ فِي الْمَوْكِبِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ صِرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَلَحِقَنَا يَحْيَى بَعْدَ دُخُولِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ادْخُلْ بِنَا. فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا زَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ حَجَّتِنَا وَأَنَّكَ الرَّجُلُ الَّذِي سَايَرْتُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَأَمَرَ لَكَ بِثَلاثِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَأَنَا مُتَنَجِّزُهَا لَكَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ يَوْمِي ذَلِكَ فَدَخَلْتُ مِنَ الْغَدِ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ. حَاجَةٌ عَرَضَتْ وَقَدْ قَضَيْتُ عَلَى الْوَزِيرِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِقَضَائِهَا. فَقَالَ لِي: وَمَا ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: الإِذْنُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَدِ اشْتَدَّ الشَّوْقُ إِلَى الْعِيَالِ وَالصِّبْيَانِ. فَقَالَ لِي: لا تَفْعَلْ. فَلَمْ أَزَلْ أُنَازِلُهُ حَتَّى أَذِنَ لِي وَاسْتَخْرَجَ لِي الثَّلاثِينَ الأَلْفِ دِرْهَمٍ. وَهُيِّئَتْ لِي حَرَّاقَةٌ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا. وَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لِي مِنْ طَرَائِفِ الشَّامِ لأَحْمِلَهُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ. وَأَمَرَ وَكِيلَهُ بِالْعِرَاقِ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي إِلَى الْمَدِينَةِ لا أُكَلَّفُ نَفَقَةَ دِينَارٍ وَلا دِرْهَمٍ. فَصِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالْخَبَرِ وَحَلَفْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنِّي مَا أَصِلُهُمْ بِهِ. فَحَلَفَ الْقَوْمُ أَنَّهُمْ لا يرزؤوني دينارا ولا درهما. فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَخْلاقِهِمْ فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّي لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ؟ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ جَالِسًا إِذْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ. قَالَ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ الْوَاقِدِيُّ فَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَرَحَّمُ عَلَى رَجُلٍ أُخْبِرُكَ عَنْ حَالِهِ؟ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ وَمَا فِي الْمَنْزِلِ دَقِيقٌ وَلا سَوِيقٌ وَلا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا. فَمَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي فِي قَلْبِي فَقُلْتُ أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زَوْجَتِي فَقَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا مِنْ طَعَامْ أَوْ سَوِيقٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشَّهْرُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: قَدْ مَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَقَالَتْ: مَدَنِيُّونَ أَوْ عِرَاقِيُّونَ؟ قَالَ قُلْتُ: بَعْضٌ مَدِينِيٌّ وَبَعْضٌ عِرَاقِيٌّ. فَقَالَتِ: اعْرِضْهُمْ عَلَيَّ. فَقُلْتُ لَهَا: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو يَسَارٍ إِلا أَنَّهُ مَنَّانٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَسَمِّ الآخَرَ. فَسَمَّيْتُ الآخَرَ فَقُلْتُ: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو مَالٍ إِلا أَنَّهُ بِخَيْلٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَقُلْتُ فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ كَرِيمٌ حَسِيبٌ لا شَيْءَ عِنْدَهُ وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَاسْتَفْتَحْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ. فَرَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. قَالَ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذْ ذَلِكَ الْكِيسَ فَطَهِّرْهُ وَاسْتَنْفِقْهُ. فَإِذَا هِيَ دَرَاهِمُ مُكَحَّلَةٌ. فَأَخَذْتُ الْكِيسَ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ رَجُلا كَانَ يَتَوَلَّى شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ: اكْتُبْ مِنَ الدَّقِيقِ عَشَرَةَ أَقْفِزَةً. وَمِنَ الأُرْزِ قَفِيزًا. وَمِنَ السُّكَّرِ كَذَا. حَتَّى قَصَّ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَنْ هَذَا. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقُلْتُ: ائْذَنِي لَهُ. فَقُمْتُ لَهُ عَنْ مَجْلِسِي وَرَحَّبْتُ بِهِ وَقَرَّبْتُ وَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَمِّ أَخْرَجَنِي وُرُودُ هَذَا الشَّهْرِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ. فَفَكَّرْتُ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ بِمَا فِيهِ. فَأَخَذَ الْكَيْسَ. ثُمَّ قُلْتُ لِصَاحِبِي: اخْرُجْ. فَخَرَجَ. فَدَخَلَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لي: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ الْفَتَى؟ فَقُلْتُ لَهَا: دفعت إليه الكيس بأسره. فقالت: وُفِّقْتَ وَأَحْسَنْتَ. ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي صِدِّيقٍ لِي بِقُرْبِ الْمَنْزِلِ فَانْتَعَلْتُ وَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ وَقَرَّبَ ثم قال لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَخَبَّرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ. فَخُذْ نِصْفَهُ وَأَعْطِنَا نِصْفَهُ. فَإِذَا كِيسِي بِعَيْنِهِ. فَأَخَذْتُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةٍ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَلِي شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ خَمْسَةَ أَقْفِزَةِ دَقِيقٍ. فَكَتَبَ لِي جَمِيعَ مَا أَرَدْتُ مِنْ حَوَائِجِي. فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. فَخَرَجَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ: خَادِمٌ نَبِيلٌ. فَقُلْتُ لَهَا: ائْذَنِي لَهُ. فَنَزَلَ فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ يَسْأَلُنِي الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: اخْرُجْ. وَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَرَكِبْتُ دَابَّتِي ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ الْخَادِمِ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ. فَلَمَّا رَآنِي وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ: يَا غُلامُ مِرْفَقَةً. فَقَعَدْتُ إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ لِي: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَدْرِي لِمَ دَعَوْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. فَقَالَ: أَسْهَرَتْنِي لَيْلَتِي هَذِهِ فِكْرَةً فِي أَمْرِكَ وَوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ وَمَا عِنْدَكَ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ! إِنَّ قِصَّتِي تَطُولُ. فَقَالَ لِي: إِنَّ الْقِصَّةَ كُلَّمَا طَالَتْ كَانَ أَشْهَى لَهَا. فَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ أم عَبْدِ اللَّهِ وَحَدِيثِ إِخْوَانِي الثَّلاثَةِ وَمَا كَانَ مِنْ رَدِّهَا لَهُمْ. وَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ الطَّالِبِيِّ وَخَبَرِ أَخِي الثَّانِي الْمُوَاسِي لَهُ بِالْكِيسِ. فَقَالَ: يَا غُلامُ دَوَاةً. فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ. فَإِذَا كِيسٌ فِيهِ خَمْسُمِائَةُ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى شَهْرِكَ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ لِجَزَالَتِهَا وَحُسْنِ عَقْلِهَا. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلطَّالِبِيِّ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أخرى فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلْمُوَاسِي لَكَ. ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللَّهِ. قَالَ فَرَكِبْتُ مِنْ فَوْرِي فَأَتَيْتُ صَاحِبِي الَّذِي وَاسَانِي بِالْكَيْسِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمِائَتَيْ دِينَارٍ وَخَبَّرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَكَادَ يَمُوتُ فَرِحًا. ثُمَّ أَتَيْتُ الطَّالِبِيَّ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَدَعَا وَشَكَرَ. ثُمَّ دَخَلْتُ مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا الصُّرَّةَ فَدَعَتْ وَجَزَتْ خَيْرًا. فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّ الْبَرَامِكَةِ. يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ خَاصَّةً؟ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ. وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ وَقَضَى دَيْنَهُ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثلاثين ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103078&book=5550#3a71e7
محمد بن عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بْن مضر
وَهُوَ من حلفاء بني عبد شمس. وقيل حلفاء حرب بْن أُمَيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، كَانَ قد هاجر مع أَبِيهِ وعميه إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ هاجر من مكة إِلَى المدينة مع أَبِيهِ. له صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه وعماته كلهم فِي مواضعهم من هَذَا الكتاب، والحمد للَّه.
وكان عَبْد اللَّهِ بْن جَحْش قد أوصى بابنه مُحَمَّد هَذَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ فاشترى لَهُ مالا بخيبر وأقطعه دارا بسوق الرقيق بالمدينة. وكان مولده قبل الهجرة بخمس سنين- ذكره مُحَمَّد بْن عُمَر. روى عَنْهُ أَبُو كَثِير مولاه حديثا حسنا فِي أن المؤمن لا يدخل الجنة وإن رزق الشهادة حَتَّى يقضي دينه.
وَهُوَ من حلفاء بني عبد شمس. وقيل حلفاء حرب بْن أُمَيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، كَانَ قد هاجر مع أَبِيهِ وعميه إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ هاجر من مكة إِلَى المدينة مع أَبِيهِ. له صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه وعماته كلهم فِي مواضعهم من هَذَا الكتاب، والحمد للَّه.
وكان عَبْد اللَّهِ بْن جَحْش قد أوصى بابنه مُحَمَّد هَذَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ فاشترى لَهُ مالا بخيبر وأقطعه دارا بسوق الرقيق بالمدينة. وكان مولده قبل الهجرة بخمس سنين- ذكره مُحَمَّد بْن عُمَر. روى عَنْهُ أَبُو كَثِير مولاه حديثا حسنا فِي أن المؤمن لا يدخل الجنة وإن رزق الشهادة حَتَّى يقضي دينه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103078&book=5550#d6084b
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ، وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ فَقَالَ: «يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ؟ " فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قُلْتَ أَمْسِ مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قُتِلَ ثَلَاثًا مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ " حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ , نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , نا عَبْدُ الْأَعْلَى , نا بُرْدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ كَاشِفٍ عَنْ فَخِذِهِ فَقَالَ: «غَطِّ فَخِذَكَ يَا مَعْمَرُ فَإِنَّهُ مِنَ الْعَوْرَةِ» وَقَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَدْنَا مَعَهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: «مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ» ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ الْأَوَّلِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ، نا أَبُو كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ أَدْخَلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ "
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ، وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ فَقَالَ: «يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ؟ " فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قُلْتَ أَمْسِ مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قُتِلَ ثَلَاثًا مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ " حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ , نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , نا عَبْدُ الْأَعْلَى , نا بُرْدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ كَاشِفٍ عَنْ فَخِذِهِ فَقَالَ: «غَطِّ فَخِذَكَ يَا مَعْمَرُ فَإِنَّهُ مِنَ الْعَوْرَةِ» وَقَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَدْنَا مَعَهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: «مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ» ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ الْأَوَّلِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ، نا أَبُو كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ أَدْخَلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ "
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=103078&book=5550#88dd08
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمَرَ الْأَسَدِيُّ أَسْنَدَ دُونَ الْعَشَرَةِ، حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ، كَانَ عَبْدُ اللهِ شَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكَ بْنُ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ، جَدَّتُهُ أُمُّ أَبِيهِ أُمُّ أُمَيْمَةَ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُتِلَ أَبُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَجُدِعَ أَنْفُهُ، وَعَمَّةُ مُحَمَّدٍ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَمَّتُهُ الْأُخْرَى حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، كَانَتْ حَمْنَةُ تَحْتَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ السَّجَّادِ، هَاجَرَ مَعَ أَبِيهِ وَعَمِّهِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ يُعَدُّ فِي قُرَيْشٍ بِالْحِلْفِ، وَذَلِكَ أَنَّ جَحْشًا قَدِمَ مَكَّةَ وَمَعَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ، فَقَالَ: لَا أَنْزِلُ عَنْ رَاحِلَتِي حَتَّى أُصَاهِرَ سَيِّدَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَأُحَالِفَ أَعَزَّ أَهْلِ مَكَّةَ، فَتَزَوَّجَ أُمَيْمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَحَالَفَ حَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ وَأَوْلَادُهُ مِنْهَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: " عَبْدُ اللهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي أَحْمَدَ ابْنَيْ جَحْشٍ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُ أَبِي أَحْمَدَ: عَبْدٌ أَدْرَكَ زَمَانَ عُمَرَ وَمَاتَ بَعْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ " وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بْنْتِ جَحْشٍ زَوْجَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَاكَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَوْصَى بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ، وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ عَلَى أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ مِنْهُمْ.
وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ، ثنا رَوْحُ بْنُ صَلَاحٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ، لَيْسَ ثَمَّ ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ، إِنَّمَا هِيَ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ»
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نَزَلَ فِي الدَّيْنِ؟» قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ» رَوَاهُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي آخَرِينَ، وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا لِي؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ» فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: «إِلَّا الدَّيْنَ سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا» رَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبَى كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى الْأَشْجَعِيَّيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا لِي إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ» . فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُرُّوهُ عَلَيَّ» فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ" أَبُو كَثِيرٍ اسْمُهُ: الْجُلَاسُ، وَهُوَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ. وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، أَوْ قَالَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ نَحْوَهُ، وَرُوَايَةُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو تُؤَيُّدُ هَذِهِ الرِّوَايَةَ؛ لِأَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لِأَنَّ عَبْدَ اللهِ وَمُحَمَّدًا جَمِيعًا رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ دَارِهِ بِالسُّوقِ، وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَيْكَ، فَإِنَّ الْفَخِذَيْنِ عَوْرَةٌ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَعْمَرٍ وَأَنَا مَعَهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَمِمَّنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَلَاءِ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَمَّا حَدِيثُ زَيْدٍ
- فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْش، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، فَقَالَ: «يَا مَعْمَرُ» ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، ح وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ، ثنا الْحِمَّانِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا هَيْثَمٌ يَعْنِي: ابْنَ خَارِجَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ، فَمَرَّ بِمَعْمَرٍ جَالِسًا عَلَى بَابِهِ مَكْشُوفَةٌ فَخِذُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ " كَانَتْ تَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَدْ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمِخْضَبَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكَ بْنُ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ، جَدَّتُهُ أُمُّ أَبِيهِ أُمُّ أُمَيْمَةَ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُتِلَ أَبُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَجُدِعَ أَنْفُهُ، وَعَمَّةُ مُحَمَّدٍ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَمَّتُهُ الْأُخْرَى حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، كَانَتْ حَمْنَةُ تَحْتَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ السَّجَّادِ، هَاجَرَ مَعَ أَبِيهِ وَعَمِّهِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ يُعَدُّ فِي قُرَيْشٍ بِالْحِلْفِ، وَذَلِكَ أَنَّ جَحْشًا قَدِمَ مَكَّةَ وَمَعَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ، فَقَالَ: لَا أَنْزِلُ عَنْ رَاحِلَتِي حَتَّى أُصَاهِرَ سَيِّدَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَأُحَالِفَ أَعَزَّ أَهْلِ مَكَّةَ، فَتَزَوَّجَ أُمَيْمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَحَالَفَ حَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ وَأَوْلَادُهُ مِنْهَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: " عَبْدُ اللهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِيَابِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي أَحْمَدَ ابْنَيْ جَحْشٍ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُ أَبِي أَحْمَدَ: عَبْدٌ أَدْرَكَ زَمَانَ عُمَرَ وَمَاتَ بَعْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ " وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بْنْتِ جَحْشٍ زَوْجَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَاكَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَوْصَى بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ، وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ عَلَى أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ مِنْهُمْ.
وَمِمَّا أَسْنَدَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ، ثنا رَوْحُ بْنُ صَلَاحٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ، لَيْسَ ثَمَّ ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ، إِنَّمَا هِيَ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ»
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نَزَلَ فِي الدَّيْنِ؟» قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ» رَوَاهُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي آخَرِينَ، وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا لِي؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ» فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: «إِلَّا الدَّيْنَ سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا» رَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبَى كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى الْأَشْجَعِيَّيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا لِي إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ» . فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُرُّوهُ عَلَيَّ» فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ" أَبُو كَثِيرٍ اسْمُهُ: الْجُلَاسُ، وَهُوَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ. وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، أَوْ قَالَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ نَحْوَهُ، وَرُوَايَةُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو تُؤَيُّدُ هَذِهِ الرِّوَايَةَ؛ لِأَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لِأَنَّ عَبْدَ اللهِ وَمُحَمَّدًا جَمِيعًا رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ دَارِهِ بِالسُّوقِ، وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَيْكَ، فَإِنَّ الْفَخِذَيْنِ عَوْرَةٌ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَعْمَرٍ وَأَنَا مَعَهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَمِمَّنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَلَاءِ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَمَّا حَدِيثُ زَيْدٍ
- فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْش، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، فَقَالَ: «يَا مَعْمَرُ» ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، ح وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ، ثنا الْحِمَّانِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا هَيْثَمٌ يَعْنِي: ابْنَ خَارِجَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ، فَمَرَّ بِمَعْمَرٍ جَالِسًا عَلَى بَابِهِ مَكْشُوفَةٌ فَخِذُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ " كَانَتْ تَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَدْ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمِخْضَبَ "