سُليم بن عتر بن سلمة بن مالك
ابن عتر بن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث بن أيدعان بن سعد ابن تجيب بن الأشرس بن شبيب بن السكون بن الأشرس بن كندة أبو سلمة التجيبي المصري قاضي مصر وقاصّها، كان يسمى الناسك لشدة عبادته. شهد خطبة عمر بالجابية. وعتر بكسر العين المهملة وسكون التاء باثنتين فوقها.
حدث سليم بن عتر قال: سجد لنا عمر بن الخطاب في سورة الحج سجدتين ثم قال: إن هذه السورة فُضلت بأن فيها سجدتين.
وحدث قال: خطبنا عمر بالجابية وهو على المنبر فقرأ آية سجدة. فنزل فسجد فيها.
قال سليم بن عتر:
صدرنا من الحج مع حفصة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعثمان محصور فكانت تسأل عنه ما فعل، حتى رأت راكبين فأرسلت تسألهما فقالا: قتل، فقالت: والذي نفسي بيده إنها للقرية التي قال الله " وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله " الآية.
روي أن سليم بن عتر كان رجلاً صالحاً، وكان يختم في كل ليلة ثلاث ختمات، ويأتي امرأته ويغتسل ثلاث مرات، وأن امرأته قالت بعد موته: رحمك الله، لقد كنت ترضي ربك، وترضي أهلك.
قال حرملة بن عمران: كان يوسف جالساً في هذا المسجد، يعني مسجد الفسطاط، ومعه الحجاج ابنه، فمر سليم بن عتر، فقام إليه يوسف فسلم عليه، وقال: إني أريد أن آتي أمير المؤمنين، فإن كانت لك حاجة فأمرني بها. قال: نعم، حاجتي أن تسأله أن يعزلني عن القضاء، فقال: والله، لوددت أن قضاة المسلمين كلهم مثلك. فكيف أسأله أن يعزلك؟ قال: ثم انصرف، فجلس، فقال له الحجاج ابنه: يا أبه، من هذا الذي قمت إليه؟ قال: يا بني، هذا سليم بن عتر قاضي أهل مصر وقاصهم، فقال: يغفر الله لك يا أبه. أنت يوسف بن أبي عقيل تقوم إلى رجل من كندة أو تجيب؟! فقال: والله يا بني إني لأرى الناس ما يُرحمون إلا بهذا وأشباهه، فقال: والله ما يفسد الناس على أمير المؤمنين إلا هذا وأشباهه، يقعدون
ويقعد إليهم أقوام أحداث فيذكرون سيرة أبي بكر وعمر فيخرجون على أمير المؤمنين، والله لو صفا هذا الأمر لسألت أمير المؤمنين أن يجعل لي السبيل فأقتل هذا وأشباهه، فقال: والله يا بني إني لأظن الله خلقك شقياً.
قال عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة: اختصم إلى سليم بن عتر في ميراث فقضى بين الورثة، ثم تناكروا فعادوا إليه، فقضى بينهم وكتب كتاباً بقضائه، أشهد فيه شيوخ الجند. قال: فكان أول القضاة بمصر سجل سجلاً بقضائه.
روي أنه ولي القضاء عشرين سنة.
وعن سليم بن عتر قال: لما قفلت من البحر تعبدت في غار سبعة أيام بالإسكندرية لم أصب فيها طعاماً ولا شراباً، ولولا أني خشيت أن أضعف لزدت فتممت عشراً.
قال الهيثم بن خالد: كنت خلف عمي سليم بن عتر فمر عليه كليب بن أبرهة، ووراءه علج يتبعه، فقال سليم: يا أبا رشدين، ألا حملته؟ قال: أحمل غلاماً مثل هذا ورائي؟ قال: أفلا قدمته بين يديك إلى باب المسجد؟ قال: ولم أفعل؟ قال: أفلا نظرت غلاماً صغيراً فحملته وراءك؟ قال: ما فعلت، قال سليم: سمعت أبا الدرداء يقول: لا يزال العبد يزداد من الله بعداً ما مُشي خلفه.
مر سليم بن عتر على مقبرة وهو حاقن قد غلبه البول، فقال له بعض أصحابه: لو نزلت إلى هذه المقابر فبلت في بعض حفرها، فبكى، ثم قال: سبحان الله، والله إني لأستحيي من الأموات كما أستحيي من الأحياء.
حدث أبو صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أن سليم بن عتر التجيبي كان يقص على الناس وهو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاري، وهو من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والله ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا.
توفي سليم بن عتر سنة خمس وسبعين بدمياط في إمرة عبد العزيز بن مروان.
ابن عتر بن وهب بن عوف بن معاوية بن الحارث بن أيدعان بن سعد ابن تجيب بن الأشرس بن شبيب بن السكون بن الأشرس بن كندة أبو سلمة التجيبي المصري قاضي مصر وقاصّها، كان يسمى الناسك لشدة عبادته. شهد خطبة عمر بالجابية. وعتر بكسر العين المهملة وسكون التاء باثنتين فوقها.
حدث سليم بن عتر قال: سجد لنا عمر بن الخطاب في سورة الحج سجدتين ثم قال: إن هذه السورة فُضلت بأن فيها سجدتين.
وحدث قال: خطبنا عمر بالجابية وهو على المنبر فقرأ آية سجدة. فنزل فسجد فيها.
قال سليم بن عتر:
صدرنا من الحج مع حفصة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعثمان محصور فكانت تسأل عنه ما فعل، حتى رأت راكبين فأرسلت تسألهما فقالا: قتل، فقالت: والذي نفسي بيده إنها للقرية التي قال الله " وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله " الآية.
روي أن سليم بن عتر كان رجلاً صالحاً، وكان يختم في كل ليلة ثلاث ختمات، ويأتي امرأته ويغتسل ثلاث مرات، وأن امرأته قالت بعد موته: رحمك الله، لقد كنت ترضي ربك، وترضي أهلك.
قال حرملة بن عمران: كان يوسف جالساً في هذا المسجد، يعني مسجد الفسطاط، ومعه الحجاج ابنه، فمر سليم بن عتر، فقام إليه يوسف فسلم عليه، وقال: إني أريد أن آتي أمير المؤمنين، فإن كانت لك حاجة فأمرني بها. قال: نعم، حاجتي أن تسأله أن يعزلني عن القضاء، فقال: والله، لوددت أن قضاة المسلمين كلهم مثلك. فكيف أسأله أن يعزلك؟ قال: ثم انصرف، فجلس، فقال له الحجاج ابنه: يا أبه، من هذا الذي قمت إليه؟ قال: يا بني، هذا سليم بن عتر قاضي أهل مصر وقاصهم، فقال: يغفر الله لك يا أبه. أنت يوسف بن أبي عقيل تقوم إلى رجل من كندة أو تجيب؟! فقال: والله يا بني إني لأرى الناس ما يُرحمون إلا بهذا وأشباهه، فقال: والله ما يفسد الناس على أمير المؤمنين إلا هذا وأشباهه، يقعدون
ويقعد إليهم أقوام أحداث فيذكرون سيرة أبي بكر وعمر فيخرجون على أمير المؤمنين، والله لو صفا هذا الأمر لسألت أمير المؤمنين أن يجعل لي السبيل فأقتل هذا وأشباهه، فقال: والله يا بني إني لأظن الله خلقك شقياً.
قال عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة: اختصم إلى سليم بن عتر في ميراث فقضى بين الورثة، ثم تناكروا فعادوا إليه، فقضى بينهم وكتب كتاباً بقضائه، أشهد فيه شيوخ الجند. قال: فكان أول القضاة بمصر سجل سجلاً بقضائه.
روي أنه ولي القضاء عشرين سنة.
وعن سليم بن عتر قال: لما قفلت من البحر تعبدت في غار سبعة أيام بالإسكندرية لم أصب فيها طعاماً ولا شراباً، ولولا أني خشيت أن أضعف لزدت فتممت عشراً.
قال الهيثم بن خالد: كنت خلف عمي سليم بن عتر فمر عليه كليب بن أبرهة، ووراءه علج يتبعه، فقال سليم: يا أبا رشدين، ألا حملته؟ قال: أحمل غلاماً مثل هذا ورائي؟ قال: أفلا قدمته بين يديك إلى باب المسجد؟ قال: ولم أفعل؟ قال: أفلا نظرت غلاماً صغيراً فحملته وراءك؟ قال: ما فعلت، قال سليم: سمعت أبا الدرداء يقول: لا يزال العبد يزداد من الله بعداً ما مُشي خلفه.
مر سليم بن عتر على مقبرة وهو حاقن قد غلبه البول، فقال له بعض أصحابه: لو نزلت إلى هذه المقابر فبلت في بعض حفرها، فبكى، ثم قال: سبحان الله، والله إني لأستحيي من الأموات كما أستحيي من الأحياء.
حدث أبو صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أن سليم بن عتر التجيبي كان يقص على الناس وهو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاري، وهو من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والله ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا.
توفي سليم بن عتر سنة خمس وسبعين بدمياط في إمرة عبد العزيز بن مروان.