نَافِع بن جُبَير بن مطعم بن عدي الْقرشِي كنيته أَبُو مُحَمَّد يرْوى
عَن أَبِيه وَجَمَاعَة من أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ من خِيَار النَّاس كَانَ يحجّ مَاشِيا وناقته تقاد وَكَانَ يخضب بالوسمة روى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَالنَّاس توفّي فِي ولَايَة سُلَيْمَان بن عبد الْملك أمه أم قتال بنت نَافِع بن ضريب
عَن أَبِيه وَجَمَاعَة من أَصْحَاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ من خِيَار النَّاس كَانَ يحجّ مَاشِيا وناقته تقاد وَكَانَ يخضب بالوسمة روى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَالنَّاس توفّي فِي ولَايَة سُلَيْمَان بن عبد الْملك أمه أم قتال بنت نَافِع بن ضريب
نافع بن جبير بن مطعم بن عدي
ابن نوفل بن عبد مناف أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله القرشي المدني قدم دمشق على عبد الملك بن مروان.
حدث عن أبي سريج الخزاعي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ".
وفيه زيادة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه وجائزته يومه وليلته، والضيافة ثلاث، ولا يحل له أن يثوب عنده حتى يحرجه، فما أنفق عليه بعد ثلاث فهو صدقة ".
وحدث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر وإذنها صماتها ".
مر عبد الملك بن مروان بقبر معاوية ومعه نافع بن جبير فقال: نشدتك الله ما علمك به؟ قال: كان ينطقه العلم ويسكته الحلم؛ قال: صدقت. وتمثل: " من الطويل "
وما الدهر والأيام إلا كما أرى ... رزية مال أو فراق حبيب
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
قال نافع بن جبير لأبي الحارث بن عبد الله بن السائب - وكان أبو الحارث من فصحاء العرب -: ألا تذهب بنا إلى الحرة نتمخر الريح فقال له أبو الحارث: إنما تمخر الحمير، قال: نستنشئ، قال: إنما تستنشئ الكلاب، قال: فما أقول؟ قال: نتنسم الريح، فقال له نافع بن جبير: صه صه، أنا ابن عبد مناف، فألطه، فقال أبو الحارث: ألصقتك، والله، عبد مناف بالدكادك، ذهبت عليك هاشم بالنبوة وأمية بالخلافة، فتركوك بين فرثها والجبة، أنفاً في السماء وشرفاً في الماء.
فقال ابن أبي عتيق لنافع: يا نافع قد كنت مرجواً قبل هذا، فقال نافع: ما أصنع بمن صح نسبه ومذق لسانه.
كان نافع بن جبير يحج ماشياً وناقته أو راحلته تقاد معه مرحولة.
قال نافع بن جبير: ما صخبت بمكة قط، ولا أخرت أفضالي قط، من استقرضنيها أقرضته.
وكان يقضي مناسكه على رجليه.
شوى نافع بن جبير دجاجة، فجاء سائل فأعطاها إياه، فقال له إنسان في ذلك؛ فقال: إني أبغي ما هو خير منها.
قيل لنافع: ألا تشد الجنازة؟ فقال: كما أنت حتى أنوي، ففكر هنيهة، ثم قال: امض.
قال نافع: من لم يشهد الجنازة إلا ليراه أهلها، فلا يشهدها.
وعن نافع بن جبير: أنه قيل له: إن الناس يقولون - كأنه يعني التيه - فقال: والله لقد ركبت الحمار، ولبست الشملة، وحلبت الشاة، وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما فيمن فعل ذلك من الكبر شيء ".
جلس نافع بن جبير إلى حلقة العلاء بن عبد الرحمن وهو يقرئ الناس، فلما فرغ، قال: أتدرون لم جلست إليكم؟ قالوا: جلست لتسمع، قال: لا، ولكني جلست إليكم لأتواضع إلى الله بالجلوس إليكم.
وحضرت الصلاة فقدم نافع رجلاً، فلما صلى قال: أتدري لم قدمتك؟ قال: قدمتني لأصلي بكم، قال: لا، ولكني قدمتك لأتواضع إلى الله بالصلاة خلفك.
قال الحجاج لنافع بن جبير، وذكر ابن عمر، فقال الحجاج: أهو الذي قال لي: كذا وكذا، ألا أكون ضربت عنقه؟ فقال له نافع: أراد الله بك خيراً من الذي أردت بنفسك.
قال الحجاج: صدقت.
قال الحجاج: وعمر الذي يقول: إنه سيكون للناس نفرة من سلطانهم، فأعوذ بالله
أن يدركني وإياكم ذلك، أهواء متبعة، وما كان عليه لو أدرك ذلك فقال بالسيف هكذا وهكذا، وأشار سفيان عن يمينه وشماله.
فقال نافع: أما إنه كان من خير أمرائكم، قال: صدقت.
قدم نافع بن جبير الكوفة وبها الحجاج، فقال له الحجاج: قتلت عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن مطيع، وعبد الله بن صفوان، وددت أني كنت قتلت عبد الله بن عمر.
فقال له نافع: يا هذا، ما أراد الله بك خير مما أردت بنفسك، فلما خرج لقيه عنبسة بن سعيد، فقال: لا خير لك في المقام عند هذا، فقد كلمته بما كلمته به، فقال: إني لم أرده، إنما أردت الثغر.
فدخل على الحجاج مودعاً، فقال له: لو أقمت عندنا.
فقال: إني لم أردك إنما أردت الثغر إلى دستبا نغزو الديلم.
توفي نافع بن جبير في خلافة سليمان. قالوا: في سنة تسع وتسعين.
ابن نوفل بن عبد مناف أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله القرشي المدني قدم دمشق على عبد الملك بن مروان.
حدث عن أبي سريج الخزاعي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ".
وفيه زيادة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه وجائزته يومه وليلته، والضيافة ثلاث، ولا يحل له أن يثوب عنده حتى يحرجه، فما أنفق عليه بعد ثلاث فهو صدقة ".
وحدث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر وإذنها صماتها ".
مر عبد الملك بن مروان بقبر معاوية ومعه نافع بن جبير فقال: نشدتك الله ما علمك به؟ قال: كان ينطقه العلم ويسكته الحلم؛ قال: صدقت. وتمثل: " من الطويل "
وما الدهر والأيام إلا كما أرى ... رزية مال أو فراق حبيب
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
قال نافع بن جبير لأبي الحارث بن عبد الله بن السائب - وكان أبو الحارث من فصحاء العرب -: ألا تذهب بنا إلى الحرة نتمخر الريح فقال له أبو الحارث: إنما تمخر الحمير، قال: نستنشئ، قال: إنما تستنشئ الكلاب، قال: فما أقول؟ قال: نتنسم الريح، فقال له نافع بن جبير: صه صه، أنا ابن عبد مناف، فألطه، فقال أبو الحارث: ألصقتك، والله، عبد مناف بالدكادك، ذهبت عليك هاشم بالنبوة وأمية بالخلافة، فتركوك بين فرثها والجبة، أنفاً في السماء وشرفاً في الماء.
فقال ابن أبي عتيق لنافع: يا نافع قد كنت مرجواً قبل هذا، فقال نافع: ما أصنع بمن صح نسبه ومذق لسانه.
كان نافع بن جبير يحج ماشياً وناقته أو راحلته تقاد معه مرحولة.
قال نافع بن جبير: ما صخبت بمكة قط، ولا أخرت أفضالي قط، من استقرضنيها أقرضته.
وكان يقضي مناسكه على رجليه.
شوى نافع بن جبير دجاجة، فجاء سائل فأعطاها إياه، فقال له إنسان في ذلك؛ فقال: إني أبغي ما هو خير منها.
قيل لنافع: ألا تشد الجنازة؟ فقال: كما أنت حتى أنوي، ففكر هنيهة، ثم قال: امض.
قال نافع: من لم يشهد الجنازة إلا ليراه أهلها، فلا يشهدها.
وعن نافع بن جبير: أنه قيل له: إن الناس يقولون - كأنه يعني التيه - فقال: والله لقد ركبت الحمار، ولبست الشملة، وحلبت الشاة، وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما فيمن فعل ذلك من الكبر شيء ".
جلس نافع بن جبير إلى حلقة العلاء بن عبد الرحمن وهو يقرئ الناس، فلما فرغ، قال: أتدرون لم جلست إليكم؟ قالوا: جلست لتسمع، قال: لا، ولكني جلست إليكم لأتواضع إلى الله بالجلوس إليكم.
وحضرت الصلاة فقدم نافع رجلاً، فلما صلى قال: أتدري لم قدمتك؟ قال: قدمتني لأصلي بكم، قال: لا، ولكني قدمتك لأتواضع إلى الله بالصلاة خلفك.
قال الحجاج لنافع بن جبير، وذكر ابن عمر، فقال الحجاج: أهو الذي قال لي: كذا وكذا، ألا أكون ضربت عنقه؟ فقال له نافع: أراد الله بك خيراً من الذي أردت بنفسك.
قال الحجاج: صدقت.
قال الحجاج: وعمر الذي يقول: إنه سيكون للناس نفرة من سلطانهم، فأعوذ بالله
أن يدركني وإياكم ذلك، أهواء متبعة، وما كان عليه لو أدرك ذلك فقال بالسيف هكذا وهكذا، وأشار سفيان عن يمينه وشماله.
فقال نافع: أما إنه كان من خير أمرائكم، قال: صدقت.
قدم نافع بن جبير الكوفة وبها الحجاج، فقال له الحجاج: قتلت عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن مطيع، وعبد الله بن صفوان، وددت أني كنت قتلت عبد الله بن عمر.
فقال له نافع: يا هذا، ما أراد الله بك خير مما أردت بنفسك، فلما خرج لقيه عنبسة بن سعيد، فقال: لا خير لك في المقام عند هذا، فقد كلمته بما كلمته به، فقال: إني لم أرده، إنما أردت الثغر.
فدخل على الحجاج مودعاً، فقال له: لو أقمت عندنا.
فقال: إني لم أردك إنما أردت الثغر إلى دستبا نغزو الديلم.
توفي نافع بن جبير في خلافة سليمان. قالوا: في سنة تسع وتسعين.