عبد الله بن زياد بن سمعان، مدني متروك، وسعيد بن سمعان ثقة تابعي مدني.
Al-Dāraquṭnī (d. 995 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - الدارقطني - الضعفاء والمتروكون
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 625 359. عبد الله بن بشير الشامي1 360. عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني3 361. عبد الله بن حكيم ابو بكر الداهري5 362. عبد الله بن حمدان بن وهب الدينوري1 363. عبد الله بن خراش5 364. عبد الله بن زياد بن سمعان5365. عبد الله بن سعيد بن ابي سعيد المقبري3 366. عبد الله بن سلمة الافطس5 367. عبد الله بن عامر الاسلمي3 368. عبد الله بن عبد القدوس3 369. عبد الله بن عمرو بن حسان الواقعي2 370. عبد الله بن لهيعة بن1 371. عبد الله بن محرر9 372. عبد الله بن محمد بن سنان الدوحي1 373. عبد الله بن مسلم بن هرمز6 374. عبد الله بن مسور ابو جعفر المدايني1 375. عبد الله بن ميسرة الكوفي1 376. عبد الملك بن حسين ابو مالك النخعي2 377. عبد الملك بن هارون بن عنترة الكوفي1 378. عبد المنعم بن ادريس بن سنان3 379. عبد المنعم بن نعيم ابو سعيد3 380. عبد الواحد بن زيد القاضي1 381. عبد الواحد بن قيس11 382. عبد الواحد بن ميمون ابو حمزة3 383. عبد الوهاب بن الضحاك العرضي2 384. عبد الوهاب بن مجاهد7 385. عبيد الله بن ابي حميد3 386. عبيد الله بن الوليد الوصافي10 387. عبيد الله بن تمام بن قيس1 388. عبيد الله بن زحر3 389. عبيد بن اسحاق العطار3 390. عبيد بن القاسم10 391. عثمان بن عبد الرحمن4 392. عثمان بن عمير ابو اليقظان6 393. عثمان بن مطر1 394. عثمان بن مقسم البري2 395. عطاء بن عجلان5 396. عطاف بن خالد المخزومي1 397. عطية بن الحارث1 398. عقبة بن عبد الله الرفاعي الاصم1 399. علاء بن زيد ايضا1 400. علاء بن زيدل1 401. علي بن ابي علي اللهبي7 402. علي بن حزور1 403. علي بن ظبيان6 404. علي بن يزيد الدمشقي ابو عبد الملك بن القاسم...1 405. عمارة بن جوين ابو هارون العبدي6 406. عمارة بن زاذان الصيدلاني3 407. عمر بن اسماعيل بن مجالد3 408. عمر بن حفص ابو حفص2 409. عمر بن راشد اليمامي4 410. عمر بن رياح الضرير1 411. عمر بن سعيد ابو حفص الدمشقي4 412. عمر بن صالح بن ابي الزاهرية2 413. عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي...3 414. عمر بن غياث وقيل1 415. عمر بن قيس سندل1 416. عمر بن محمد بن صهبان3 417. عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي3 418. عمر بن هارون البلخي6 419. عمرو بن ابي روق1 420. عمرو بن الازهر3 421. عمرو بن الحصين العقيلي2 422. عمرو بن ثابت بن هرمز ابو المقدام1 423. عمرو بن جابر ابو زرعة1 424. عمرو بن جرير ابو سعيد البجلي2 425. عمرو بن جميع6 426. عمرو بن خالد ابو خالد الواسطي1 427. عمرو بن زياد الثوباني1 428. عمرو بن شمر ابو عبد الله1 429. عمرو بن عبيد ابو عثمان1 430. عمرو بن عثمان الكلابي2 431. عمرو بن عطية العوفي3 432. عمرو بن قائد1 433. عمرو بن واقد4 434. عمير بن عمران الحنفي2 435. عنبسة بن سعيد10 436. عنبسة بن عبد الرحمن القرشي5 437. عيسى بن ابي عيسى الحناط1 438. عيسى بن المسيب6 439. عيسى بن قرطاس4 440. عيسى بن مهران المستعطف2 441. عيسى بن ميمون7 442. عيسى بن هاشم البري ابو معاوية1 443. غالب بن عبيد الله الجزري5 444. غانم بن الاحوص حجازي1 445. غطيف الجزري2 446. غطيفبن اعين1 447. غياث بن ابراهيم2 448. غياث بن كلوب2 449. فايد بن عبد الرحمن ابو الورقاء1 450. فرات بن السائب4 451. فرقد بن يعقوب السبخي ابو يعقوب1 452. فطر بن محمد العطار الاحدب2 453. فهد بن حيان5 454. فهد بن عوف ابو ربيعة3 455. قاسم بن ابراهيم الملطي2 456. قاسم بن ابي شيبة2 457. قاسم بن عبد الله بن عمر العمري1 458. قاسم بن محمد بن حماد الدلال1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Dāraquṭnī (d. 995 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - الدارقطني - الضعفاء والمتروكون are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133751&book=5538#02b5cd
عبد اللَّه بن زياد بن سَمعان المدائني. مولى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
حدث عن محمد بن كعب القرظي، ومجاهد بْن جبر، وابن شهاب الزُّهْرِيّ
ومُحَمَّد بْن عمرو بْن عطاء، ونافع مولى ابن عُمَر، ومُحَمَّد بْن المنكدر. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن وهب الْمَصْرِيّ، وشبابة بْن سوار، ومُحَمَّد بْن فضيل بن غزوان، وكثير بْن هشام، والْحَسَن بْن قتيبة المدائني، وعلي بْن الجعد. قدم ابن سمعان بغداد فِي أيام المهدي وحدث بها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ، وَلا عِتْقَ إِلا بَعْدَ مِلْكٍ»
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّه يَقُول: كَانَ ابن سمعان عند أَبِي عُبَيْد اللَّه فقَالَ:
حَدَّثَنَا مجاهد. فقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: واللَّه إني لأكبر منه واللَّه ما لقيت مجاهدًا! وفخم أَبُو عَبْد اللَّه كلامه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن سعد يحلف باللَّه لقد كَانَ ابن سمعان يكذب.
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حدّثنا عبد الله، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ذكروا عند إِبْرَاهِيم بْن سعد، ابن سمعان فقال: والله ما رأيته في حلقة من حلق الفقه قط، ولقد أخبرني ابن أخي الزهري- وسألته- هَلْ رَأَيْته عند عمك ابن شهاب الزُّهْرِيّ فقَالَ: واللَّه ما رَأَيْته قط.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْمَصْرِيّ- إملاء- حَدَّثَنَا عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن مقلاص، حدّثنا عبد الحميد بن الوليد، أَخْبَرَنِي ابن القاسم- يعني عَبْد الرَّحْمَن- قَالَ: سَأَلت مالك بْن أنس عَنِ ابن سمعان فقَالَ:
كذاب. فقلت: فيزيد بْن عياض؟ قَالَ: أكذب وأكذب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس بن المنذر، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي أويس قَالَ: كنت أجالس عبد الله ابن زياد بْن سمعان، وكنا نرى أنّهُ أخذ كتبًا غير سماعه، فبينا هو يحدث إذا انتهى إلى حديث لشهر بْن حوشب، فقَالَ: حَدَّثَنِي شهر بْن جوست. فقلت: من هذا؟ قَالَ رَجُل من أهل خراسان: اسمه من أسماء العجم، فقلت: لعلك تريد شهر بْن حوشب، فعلمنا حينئذ أنّهُ يأخذ الكتب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عمرو الأستوائي، وأبو الحسن ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الفارسيّ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا محمّد بن إدريس، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الحميد بْن أَبِي أويس قَالَ:
كنت جالسًا عند عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان فوجدته يحدث، فانتهى إلى حديث لشهر بْن حوشب فقَالَ: حَدَّثَنِي شهر بْن جوست، فقلت: من شهر بْن جوست؟
فقَالَ: بعض العجم من أهل خراسان قدموا علينا. فقلت: لعلك تريد شهر بْن حوشب؟ فسكت فذكرت ذَلِكَ لأبي معشر فقَالَ: أما سماعي من المشيخة فأيام كنت أضرب بالإبرة فِي حانوت أستاذي، كنت أرش الحانوت وأكنسه، فكان يجلس إلَيْهِ مُحَمَّد بْن كعب، ومُحَمَّد بْن قيس، وسعيد المقبري، فسمعت منهم مشافهة وأما ابن سمعان فإنما أخذ كتبه من الدواوين والصحف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدّثنا إسماعيل بن عَبْد اللَّه بْن سمعان بحديث النفل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فبلغ يَحْيَى بْن سَعِيد فأنكر عَلَيْهِ الرواية عَنِ ابن سمعان.
وَأَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العبسي، حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، حدّثنا سليمان بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبُو مسهر قَالَ:
سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يَقُول: قدم عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان العراق فزادوا فِي كتبه ثم دفعوها إلَيْهِ فقرأها فقالوا كَذَّابٌ.
أخبرنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول: ابْن سمعان مدني ضعيف الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: عَبْد اللَّه بْن سمعان لَيْسَ بثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ: عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان مديني لَيْسَ حديثه بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن النّضر العطّار، حدّثنا أحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سُئِلَ عليّ بن المديني- وأنا أسمع- عَنْ عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان فقَالَ: ذاك عندنا ضعيف ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يَقُول: ابن سمعان رَوى أحاديث مناكير، وضعفه جدًا، وقَالَ فِي موضع آخر: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْبَدَوِيِّ عَلَى الْقَرَوِيِّ»
قَالَ: ابْنُ سَمْعَانَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: إنما كَانَ يعرف ابْن سمعان بالمدينة بالصلاة، ولم يكن يعرف بالحديث. قَالَ أَبِي: الشاميون أروى الناس عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجّاج المروزيّ. قال: وذكر أبو عبد الله ابن سمعان فقال: كان متروك الحديث.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن سعد يحلف باللَّه أن ابْن سمعان يكذب.
وأخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد التيمي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد الكشوري قَالَ: سَأَلت أَبَا مصعب عَنِ ابْن سمعان فقَالَ: كَانَ مرمدًا.
وسألت يَحْيَى بْن معين فقَالَ: كَانَ كذابًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بْن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان ضعيف الحديث جدًّا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَفي كتاب جدي عَنِ ابْن رشدين قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صالِح- وذكر ابْن سمعان- فقَالَ: كَانَ يغير أسماء اللَّه، يَقُول: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ أَحْمَد وهذا هُوَ كذب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه- حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي صالح- همذاني- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: وعبد اللَّه بْن سمعان ضعيف.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان ذاهب.
سَمِعْتُ أَبَا مسهر يَقُول: سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يَقُول: أتى العراق فأمكنهم من كتبه، فزادوا فيها فقرأها عليهم فقَالُوا كذاب.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سَأَلت أبا دَاوُد عَنْ عَبْد اللَّه بْن سمعان فقال: عبد الله ابن سمعان. كَانَ من الكذابين، ولي قضاء المدينة.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان مدني متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان متروك الحديث.
حدث عن محمد بن كعب القرظي، ومجاهد بْن جبر، وابن شهاب الزُّهْرِيّ
ومُحَمَّد بْن عمرو بْن عطاء، ونافع مولى ابن عُمَر، ومُحَمَّد بْن المنكدر. روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن وهب الْمَصْرِيّ، وشبابة بْن سوار، ومُحَمَّد بْن فضيل بن غزوان، وكثير بْن هشام، والْحَسَن بْن قتيبة المدائني، وعلي بْن الجعد. قدم ابن سمعان بغداد فِي أيام المهدي وحدث بها.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا طَلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاحٍ، وَلا عِتْقَ إِلا بَعْدَ مِلْكٍ»
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّه يَقُول: كَانَ ابن سمعان عند أَبِي عُبَيْد اللَّه فقَالَ:
حَدَّثَنَا مجاهد. فقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: واللَّه إني لأكبر منه واللَّه ما لقيت مجاهدًا! وفخم أَبُو عَبْد اللَّه كلامه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن سعد يحلف باللَّه لقد كَانَ ابن سمعان يكذب.
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حدّثنا عبد الله، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ذكروا عند إِبْرَاهِيم بْن سعد، ابن سمعان فقال: والله ما رأيته في حلقة من حلق الفقه قط، ولقد أخبرني ابن أخي الزهري- وسألته- هَلْ رَأَيْته عند عمك ابن شهاب الزُّهْرِيّ فقَالَ: واللَّه ما رَأَيْته قط.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْمَصْرِيّ- إملاء- حَدَّثَنَا عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن مقلاص، حدّثنا عبد الحميد بن الوليد، أَخْبَرَنِي ابن القاسم- يعني عَبْد الرَّحْمَن- قَالَ: سَأَلت مالك بْن أنس عَنِ ابن سمعان فقَالَ:
كذاب. فقلت: فيزيد بْن عياض؟ قَالَ: أكذب وأكذب.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ، حدّثني محمّد بن إدريس بن المنذر، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي أويس قَالَ: كنت أجالس عبد الله ابن زياد بْن سمعان، وكنا نرى أنّهُ أخذ كتبًا غير سماعه، فبينا هو يحدث إذا انتهى إلى حديث لشهر بْن حوشب، فقَالَ: حَدَّثَنِي شهر بْن جوست. فقلت: من هذا؟ قَالَ رَجُل من أهل خراسان: اسمه من أسماء العجم، فقلت: لعلك تريد شهر بْن حوشب، فعلمنا حينئذ أنّهُ يأخذ الكتب.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عمرو الأستوائي، وأبو الحسن ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد قَالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الفارسيّ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا محمّد بن إدريس، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الحميد بْن أَبِي أويس قَالَ:
كنت جالسًا عند عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان فوجدته يحدث، فانتهى إلى حديث لشهر بْن حوشب فقَالَ: حَدَّثَنِي شهر بْن جوست، فقلت: من شهر بْن جوست؟
فقَالَ: بعض العجم من أهل خراسان قدموا علينا. فقلت: لعلك تريد شهر بْن حوشب؟ فسكت فذكرت ذَلِكَ لأبي معشر فقَالَ: أما سماعي من المشيخة فأيام كنت أضرب بالإبرة فِي حانوت أستاذي، كنت أرش الحانوت وأكنسه، فكان يجلس إلَيْهِ مُحَمَّد بْن كعب، ومُحَمَّد بْن قيس، وسعيد المقبري، فسمعت منهم مشافهة وأما ابن سمعان فإنما أخذ كتبه من الدواوين والصحف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، حدّثنا عبّاس بن محمّد، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدّثنا إسماعيل بن عَبْد اللَّه بْن سمعان بحديث النفل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فبلغ يَحْيَى بْن سَعِيد فأنكر عَلَيْهِ الرواية عَنِ ابن سمعان.
وَأَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، حدّثنا محمّد بن عمرو العبسي، حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، حدّثنا سليمان بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبُو مسهر قَالَ:
سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يَقُول: قدم عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان العراق فزادوا فِي كتبه ثم دفعوها إلَيْهِ فقرأها فقالوا كَذَّابٌ.
أخبرنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُول: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول: ابْن سمعان مدني ضعيف الحديث.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين قَالَ: عَبْد اللَّه بْن سمعان لَيْسَ بثقة.
أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قَالَ: عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان مديني لَيْسَ حديثه بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن النّضر العطّار، حدّثنا أحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سُئِلَ عليّ بن المديني- وأنا أسمع- عَنْ عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان فقَالَ: ذاك عندنا ضعيف ضعيف.
أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يَقُول: ابن سمعان رَوى أحاديث مناكير، وضعفه جدًا، وقَالَ فِي موضع آخر: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْبَدَوِيِّ عَلَى الْقَرَوِيِّ»
قَالَ: ابْنُ سَمْعَانَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: إنما كَانَ يعرف ابْن سمعان بالمدينة بالصلاة، ولم يكن يعرف بالحديث. قَالَ أَبِي: الشاميون أروى الناس عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجّاج المروزيّ. قال: وذكر أبو عبد الله ابن سمعان فقال: كان متروك الحديث.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن سعد يحلف باللَّه أن ابْن سمعان يكذب.
وأخبرنا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد التيمي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد الكشوري قَالَ: سَأَلت أَبَا مصعب عَنِ ابْن سمعان فقَالَ: كَانَ مرمدًا.
وسألت يَحْيَى بْن معين فقَالَ: كَانَ كذابًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْقَطَّان، أخبرنا عُثْمَان بْن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان ضعيف الحديث جدًّا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَفي كتاب جدي عَنِ ابْن رشدين قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صالِح- وذكر ابْن سمعان- فقَالَ: كَانَ يغير أسماء اللَّه، يَقُول: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ أَحْمَد وهذا هُوَ كذب.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه- حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي صالح- همذاني- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: وعبد اللَّه بْن سمعان ضعيف.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بْن علي الكتاني- بدمشق- حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: عبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان ذاهب.
سَمِعْتُ أَبَا مسهر يَقُول: سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يَقُول: أتى العراق فأمكنهم من كتبه، فزادوا فيها فقرأها عليهم فقَالُوا كذاب.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: سَأَلت أبا دَاوُد عَنْ عَبْد اللَّه بْن سمعان فقال: عبد الله ابن سمعان. كَانَ من الكذابين، ولي قضاء المدينة.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سمعان مدني متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني قَالَ: وعبد اللَّه بْن زياد بْن سمعان متروك الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=146720&book=5538#cc68aa
عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان أَبُو عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْمَدِينِيّ مولى أم سَلمَة يروي عَن نَافِع وَالزهْرِيّ قَالَ مَالك وَابْن إِسْحَاق كَانَ كذابا وَقَالَ أَحْمد مَتْرُوك الحَدِيث قَالَ وَسمعت إِبْرَاهِيم بن سعد يحلف بِاللَّه ان ابْن سمْعَان يكذب وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ مرّة لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء وَقَالَ مرّة كَذَّاب وَقَالَ السَّعْدِيّ ذَاهِب وَقَالَ النَّسَائِيّ وَعلي بن الْجُنَيْد وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان ((كَانَ يروي عَن من لم يره وَيحدث بِمَا لم يسمع))
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=139945&book=5538#348050
عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان الْمدنِي مولى أم سَلمَة أخرج البُخَارِيّ فِي كتاب الْعتْق عَن بن وهب عَن مَالك وَعَن بن قلان عَن سعيد المَقْبُري حَدِيث إِذا قَاتل أحدكُم فليجتنب الْوَجْه قَالَ أَبُو إِسْحَاق الْمُسْتَمْلِي قَالَ أَبُو حَرْب الَّذِي قَالَ بن فلَان هُوَ بن وهب بن فلَان هُوَ بن سمْعَان وَقَالَ أَخُوهُ الكلاباذي وَعبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان ضَعِيف الحَدِيث مُتَّفق على ضعفه فَلذَلِك لم يذكرهُ البُخَارِيّ قَالَ عبد الرَّحْمَن حَدثنَا أَبُو زرْعَة حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عمرَان الْمصْرِيّ حَدثنَا عبد الحميد بن الْوَلِيد عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم قَالَ سَأَلت مَالِكًا عَن بن سمْعَان فَقَالَ كَذَّاب قَالَ عبد الرَّحْمَن حَدثنَا مُحَمَّد بن حمويه سَمِعت أَبَا طَالب قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن بن سمْعَان قَالَ سَمِعت إِبْرَاهِيم بن سعد يَقُول هُوَ كَذَّاب قَالَ عبد الرَّحْمَن سَمِعت أبي يَقُول بن سمْعَان ضَعِيف الحَدِيث سَبيله سَبِيل التّرْك قَالَ عبد الرَّحْمَن امْتنع أَبُو زرْعَة من أَن يقْرَأ علينا حَدِيث بن سمْعَان وَقَالَ هُوَ لَا شَيْء
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=139945&book=5538#624539
عبد الله بن زياد بن سمعان المدني ضعفه الجمهور ووصفه بن حبان بالتدليس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=162085&book=5538#57ca32
عبد الله بن زِيَاد ق بن سمْعَان الْمدنِي الْفَقِيه ذكر الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمته أَشْيَاء من الْجرْح غير أَنه لم يذكر أَنه وضع وَقد قَالَ بن أبي حَاتِم فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل عَن أَحْمد بن صَالح من أَن بن سمْعَان كَانَ يضع للنَّاس يَعْنِي الحَدِيث انْتهى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70953&book=5538#83c1b2
عبد اللَّه بن زياد بن سليمان بن سمعان
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: سمعت إبراهيم بن سعد، وكان ذكر ابن حنبل عبد اللَّه بن زياد بن سمعان، قال: فجعل يحلف أنه كذاب -يعني: إبراهيم الذي حلف.
قال أحمد: ما رأيت أحدًا أجرأ منه يومئذ عليه.
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: زعموا أنه كان يحدث: حدثنا مجاهد، وابن إسحاق معه، فجعل ابن إسحاق يقول: باللَّه ما رأيت مثل هذا، أنا أكبر منه، وما رأيت مجاهدًا قط!
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: زعموا أخرج كتابه فإذا فيه ابن جريج عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، فقال: حدثنا جابر بن زيد.
قال: قال إبراهيم بن سعد: قلت لابن أخي ابن شهاب: رأيت ابن سمعان قط عند الزهري؟ قال: لا.
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان ابن سمعان يعرف بالمدينة بالعبادة، ثم أخذ في [. . .] (1) الحديث.
"سؤالات أبي داود" (570).
قال ابن هانئ: وسمعته يقول: ابن سمعان ليس حديثه بشيء.
"مسائل ابن هانئ" (2333)
قال المروذي: وذكر ابن سمعان؛ فقال: كان متروك الحديث.
وسئل عن ابن سمعان؛ فقال: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف أنه كذاب، قال: وكان يقول: سمعت مجاهدًا، فيقول ابن إسحاق: أنا واللَّه أكبر منه، وما سمعت منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (115)، (144)
قال حرب: سألتُ أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل عن ابن سمعان؟
فقال: هو متروك الحديث، وهو عبد اللَّه بن زياد بن سمعان.
قال أحمد: وكان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب.
قال: واجتمع هو وابن إسحاق فكان يقول: قال مجاهد، وسمعت مجاهدًا. فقال ابن إسحاق: ما رأيت كاليوم، لأنا أكبر منه ما رأيت مجاهدًا، ولا سمعت منه!
"مسائل حرب" ص 477
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف باللَّه لقد كان ابن سمعان يكذب.
قال أبي: ابن سمعان اسمه: عبد اللَّه بن زياد بن سمعان اجتمع محمد ابن إسحاق وابن سمعان عند أبي عبيد اللَّه أو غيره فجعل ابن سمعان يقول: حدثنا مجاهد. .، فجعل ابن إسحاق يقول: تاللَّه ما رأيت كاليوم قط، أنا أكبر منك، ما سمعت من مجاهد، ولا رأيته.
قال أبي: إنما كان يعرف ابن سمعان بالمدينة بالصلاة، ولم يكن يعرف بالحديث.
قال أبي: الشاميون أروى الناس عنه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (667)، (2015)، (4250)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: ذكروا عند إبراهيم بن سعد وأنا شاهد ابن سمعان فقال: واللَّه ما رأيته في حلق من خلق الفقه قط، ولقد أخبرني ابن أخي ابن شهاب وسألته عنه: هل رأيته عند محمد عمك؟ فقال: واللَّه ما رأيته عنده قط.
"العلل" رواية عبد اللَّه (668)، (4200)
قال أحمد بن أصرم المزني: سئل أبو عبد اللَّه -وأنا أسمع- عن ابن سمعان في الحديث؛ فقال: ليس بشيء.
"الضعفاء" للعقيلي 2/ 255
قال عبد اللَّه بن محمد بن سلام: سئل أحمد بن حنبل عن ابن سمعان؛ فقال: متروك الحديث، كان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب.
"الأباطيل والمناكير" 2/ 224
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: سمعت إبراهيم بن سعد، وكان ذكر ابن حنبل عبد اللَّه بن زياد بن سمعان، قال: فجعل يحلف أنه كذاب -يعني: إبراهيم الذي حلف.
قال أحمد: ما رأيت أحدًا أجرأ منه يومئذ عليه.
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: زعموا أنه كان يحدث: حدثنا مجاهد، وابن إسحاق معه، فجعل ابن إسحاق يقول: باللَّه ما رأيت مثل هذا، أنا أكبر منه، وما رأيت مجاهدًا قط!
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: زعموا أخرج كتابه فإذا فيه ابن جريج عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، فقال: حدثنا جابر بن زيد.
قال: قال إبراهيم بن سعد: قلت لابن أخي ابن شهاب: رأيت ابن سمعان قط عند الزهري؟ قال: لا.
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان ابن سمعان يعرف بالمدينة بالعبادة، ثم أخذ في [. . .] (1) الحديث.
"سؤالات أبي داود" (570).
قال ابن هانئ: وسمعته يقول: ابن سمعان ليس حديثه بشيء.
"مسائل ابن هانئ" (2333)
قال المروذي: وذكر ابن سمعان؛ فقال: كان متروك الحديث.
وسئل عن ابن سمعان؛ فقال: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف أنه كذاب، قال: وكان يقول: سمعت مجاهدًا، فيقول ابن إسحاق: أنا واللَّه أكبر منه، وما سمعت منه.
"العلل" رواية المروذي وغيره (115)، (144)
قال حرب: سألتُ أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل عن ابن سمعان؟
فقال: هو متروك الحديث، وهو عبد اللَّه بن زياد بن سمعان.
قال أحمد: وكان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب.
قال: واجتمع هو وابن إسحاق فكان يقول: قال مجاهد، وسمعت مجاهدًا. فقال ابن إسحاق: ما رأيت كاليوم، لأنا أكبر منه ما رأيت مجاهدًا، ولا سمعت منه!
"مسائل حرب" ص 477
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف باللَّه لقد كان ابن سمعان يكذب.
قال أبي: ابن سمعان اسمه: عبد اللَّه بن زياد بن سمعان اجتمع محمد ابن إسحاق وابن سمعان عند أبي عبيد اللَّه أو غيره فجعل ابن سمعان يقول: حدثنا مجاهد. .، فجعل ابن إسحاق يقول: تاللَّه ما رأيت كاليوم قط، أنا أكبر منك، ما سمعت من مجاهد، ولا رأيته.
قال أبي: إنما كان يعرف ابن سمعان بالمدينة بالصلاة، ولم يكن يعرف بالحديث.
قال أبي: الشاميون أروى الناس عنه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (667)، (2015)، (4250)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: ذكروا عند إبراهيم بن سعد وأنا شاهد ابن سمعان فقال: واللَّه ما رأيته في حلق من خلق الفقه قط، ولقد أخبرني ابن أخي ابن شهاب وسألته عنه: هل رأيته عند محمد عمك؟ فقال: واللَّه ما رأيته عنده قط.
"العلل" رواية عبد اللَّه (668)، (4200)
قال أحمد بن أصرم المزني: سئل أبو عبد اللَّه -وأنا أسمع- عن ابن سمعان في الحديث؛ فقال: ليس بشيء.
"الضعفاء" للعقيلي 2/ 255
قال عبد اللَّه بن محمد بن سلام: سئل أحمد بن حنبل عن ابن سمعان؛ فقال: متروك الحديث، كان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب.
"الأباطيل والمناكير" 2/ 224
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70953&book=5538#f9e7d1
عَبد اللَّهِ بْن زياد بْن سليمان بن سمعان القرشي المديني مولى أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، يُكَنَّى أبا عَبد الرحمن.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخارِيّ قال إبراهيم بن المنذر عَبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، وَهو مولى أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ القرشي المديني سكتوا عنه.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال عَبد اللَّهِ بْن زياد بْن سليمان بن سمعان مولى أم سلمة نسبه إبراهيم بن المنذر وكان مالك يضعفه سكتوا عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ فذكر نحوه.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سليمان، حَدَّثَنا ابن أبي مريم سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ بن سمعان ليس بثقة قال يَحْيى، حَدَّثني حجاج الأعور، عَن أبي عَبد الله قَال: كنتُ بين إسحاق، وابن سمعان فقال ابن سمعان سمعت مجاهدا، قَال: فَقال ابن إسحاق لا إله إلاَّ الله أنا والله أكبر منه ما رأيت مجاهدا وما سمعت منه.
قال ابن أبي مريم وسمعت أبا يَحْيى بن بُكَير يقول: قال هشام بن عروة في بن سمعان إنه حدث عنه بأحاديث والله ما حدثته بها ولقد كذب علي.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول بن سمعان مديني
ضعيف الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: عَبد اللَّهِ بْن زياد بْن سمعان مديني ليس حديثه بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، حَدَّثني أبي سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله إن بن سمعان يكذب.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي عَبد الله بن سمعان ذاهب.
قال السعدي سمعت أبا مسهر سمعت سَعِيد بن عَبد العزيز يقول أتى العراق فأمكنهم من كتبه فزادوا فيها فقرأه عليهم فقالوا كذاب.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا محمود بن خالد ويزيد بن عَبد الصمد، قالا: حَدَّثَنا أبو مسهر قال الأَوْزاعِيّ لم يكن بن سمعان صاحب علم إنما كان صاحب عمود قال أبو مسهر يعني صلاة.
حَدَّثَنَا ابن حماد وموسى بن العباس ويوسف بن الحجاج قالوا، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثني عُمَر بن عَبد الواحد، قالَ: قُلتُ لمالك بن أنس يا أبا عَبد الله ما تقول في بن سمعان، قَال: كان كذَّابًا زاد يوسف قال أبو مسهر، حَدَّثني هقل، قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزاعِيّ يقول لم يكن بن سمعان صاحب علم إنما كان صاحب عمود يعني صلاة.
حَدَّثَنَا يوسف بن الحجاج، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، حَدَّثني أحمد بن صالح، قالَ: قُلتُ لابن وهب ما كان مالك يقول في بن سمعان؟ قَال: لاَ تقبل قول بعضهم في بعض قال أحمد قال ابن وهب قلت لابن سمعان من عَبد الله بن عَبد الرحمن الذي رويت عنه قال لقيته في البحر فقال يَحْيى بن مَعِين قال حجاج اجتمع بن سمعان، وَمُحمد بن إسحاق عند أبي عُبَيد الله فقال ابن سمعان، حَدَّثَنا مجاهد فقال ابن إسحاق كذب والله ما سمع من مجاهد لأني أنا أسن منه ما سمعت من مجاهد شيئا، ولاَ رأيته.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس، عَن يَحْيى، قَال: قَال حجاج الأعور قال أبو عُبَيد الله صاحب المهدي كان عندنا بن سمعان، فقال: حَدَّثني مجاهد فقال مُحَمد بن إسحاق أنا والله أكبر منه ما سمعت من مجاهد.
حَدَّثَنَا نصر بن القاسم، حَدَّثَنا أبو همام، حَدَّثَنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنا عَبد الله بن زياد أبو
عَبد الرحمن مولى أم سلمة زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
وقال النسائي عَبد الله بن زياد بن سمعان متروك الحديث.
حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عاصم، حَدَّثَنا قيس بن حفص، حَدَّثَنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر قَال: مَا رأيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ شَرَابًا قط إلاَّ نفس فيه ثلاث كُلَّهَا يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمَّدُ لله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمد بن المنكدر عن طاووس، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا طَلاقَ إلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ، ولاَ عِتْقَ إلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمد بْنِ الصَّبَّاحِ الجرجرائي، حَدَّثَنا حُمَيْدُ بْنُ مِسْعِدَةَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا أَبُو الأَشْعَثِ، قَالا: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنِي عَبد اللَّهِ بْنُ سَمْعَانَ عَنْ سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الْمَقْبَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ فِي نَعْلَيْهِ فَإِنْ خَلَعَهُمَا فَلْيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، ولاَ يُؤْذِي بِهِمَا أَحَدًا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا رَوْحٌ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنُ سَمْعَانَ عَنْ سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَطَأُ بِنَعْلَيْهِ فِي الأَذَى قَالَ التُّرَابُ لَهُمَا طَهُورٌ.
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَير سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ الْقُرَشِيَّ الْمَدَنِيَّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبد الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ عَنْ
أَبِي هُرْيَرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبد اللَّهِ، وَعَبد الرَّحْمَنِ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمد بْن سلم، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَرَمُ الْمَرْءِ تَقْوَاهُ وَمُرُوَءَتُهُ عَقْلُهُ وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ.
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمد الْبَجَلِيُّ بِعَكَّةَ، وأَبُو عَرُوبة الْحَرَّانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ جُمْهان، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَثَوْبَهُ وَنَوْمَهُ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سفره فليعجل إلى أهله.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، أَخْبَرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّجَّارِ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّرْسُوسِيُّ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عنِ ابْنِ سَمْعَانَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد وَأَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ أَوِ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ بَرَصٌ فَلا يَلُومَنَّ إلاَّ نفسه
قال الشيخ: قال ابنُ عَدِي وهذه الأحاديث التي أمليتها بأسانيدها غير محفوظة ولابن سمعان من الحديث أحاديث صالحة ورأيت أروى الناس عنه عَبد الله بن وهب والضعف على حديثه ورواياته بين.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخارِيّ قال إبراهيم بن المنذر عَبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، وَهو مولى أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ القرشي المديني سكتوا عنه.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قال عَبد اللَّهِ بْن زياد بْن سليمان بن سمعان مولى أم سلمة نسبه إبراهيم بن المنذر وكان مالك يضعفه سكتوا عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ فذكر نحوه.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سليمان، حَدَّثَنا ابن أبي مريم سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ بن سمعان ليس بثقة قال يَحْيى، حَدَّثني حجاج الأعور، عَن أبي عَبد الله قَال: كنتُ بين إسحاق، وابن سمعان فقال ابن سمعان سمعت مجاهدا، قَال: فَقال ابن إسحاق لا إله إلاَّ الله أنا والله أكبر منه ما رأيت مجاهدا وما سمعت منه.
قال ابن أبي مريم وسمعت أبا يَحْيى بن بُكَير يقول: قال هشام بن عروة في بن سمعان إنه حدث عنه بأحاديث والله ما حدثته بها ولقد كذب علي.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يقول بن سمعان مديني
ضعيف الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: عَبد اللَّهِ بْن زياد بْن سمعان مديني ليس حديثه بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، حَدَّثني أبي سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله إن بن سمعان يكذب.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي عَبد الله بن سمعان ذاهب.
قال السعدي سمعت أبا مسهر سمعت سَعِيد بن عَبد العزيز يقول أتى العراق فأمكنهم من كتبه فزادوا فيها فقرأه عليهم فقالوا كذاب.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا محمود بن خالد ويزيد بن عَبد الصمد، قالا: حَدَّثَنا أبو مسهر قال الأَوْزاعِيّ لم يكن بن سمعان صاحب علم إنما كان صاحب عمود قال أبو مسهر يعني صلاة.
حَدَّثَنَا ابن حماد وموسى بن العباس ويوسف بن الحجاج قالوا، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، حَدَّثَنا أبو مسهر، حَدَّثني عُمَر بن عَبد الواحد، قالَ: قُلتُ لمالك بن أنس يا أبا عَبد الله ما تقول في بن سمعان، قَال: كان كذَّابًا زاد يوسف قال أبو مسهر، حَدَّثني هقل، قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزاعِيّ يقول لم يكن بن سمعان صاحب علم إنما كان صاحب عمود يعني صلاة.
حَدَّثَنَا يوسف بن الحجاج، حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ الدمشقي، حَدَّثني أحمد بن صالح، قالَ: قُلتُ لابن وهب ما كان مالك يقول في بن سمعان؟ قَال: لاَ تقبل قول بعضهم في بعض قال أحمد قال ابن وهب قلت لابن سمعان من عَبد الله بن عَبد الرحمن الذي رويت عنه قال لقيته في البحر فقال يَحْيى بن مَعِين قال حجاج اجتمع بن سمعان، وَمُحمد بن إسحاق عند أبي عُبَيد الله فقال ابن سمعان، حَدَّثَنا مجاهد فقال ابن إسحاق كذب والله ما سمع من مجاهد لأني أنا أسن منه ما سمعت من مجاهد شيئا، ولاَ رأيته.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا العباس، عَن يَحْيى، قَال: قَال حجاج الأعور قال أبو عُبَيد الله صاحب المهدي كان عندنا بن سمعان، فقال: حَدَّثني مجاهد فقال مُحَمد بن إسحاق أنا والله أكبر منه ما سمعت من مجاهد.
حَدَّثَنَا نصر بن القاسم، حَدَّثَنا أبو همام، حَدَّثَنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنا عَبد الله بن زياد أبو
عَبد الرحمن مولى أم سلمة زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
وقال النسائي عَبد الله بن زياد بن سمعان متروك الحديث.
حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عاصم، حَدَّثَنا قيس بن حفص، حَدَّثَنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر قَال: مَا رأيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ شَرَابًا قط إلاَّ نفس فيه ثلاث كُلَّهَا يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمَّدُ لله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمد بن المنكدر عن طاووس، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا طَلاقَ إلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ، ولاَ عِتْقَ إلاَّ بَعْدَ مِلْكٍ.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمد بْنِ الصَّبَّاحِ الجرجرائي، حَدَّثَنا حُمَيْدُ بْنُ مِسْعِدَةَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا أَبُو الأَشْعَثِ، قَالا: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنِي عَبد اللَّهِ بْنُ سَمْعَانَ عَنْ سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الْمَقْبَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ فِي نَعْلَيْهِ فَإِنْ خَلَعَهُمَا فَلْيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، ولاَ يُؤْذِي بِهِمَا أَحَدًا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا رَوْحٌ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنُ سَمْعَانَ عَنْ سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَطَأُ بِنَعْلَيْهِ فِي الأَذَى قَالَ التُّرَابُ لَهُمَا طَهُورٌ.
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَير سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ الْقُرَشِيَّ الْمَدَنِيَّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبد الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ عَنْ
أَبِي هُرْيَرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبد اللَّهِ، وَعَبد الرَّحْمَنِ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمد بْن سلم، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَرَمُ الْمَرْءِ تَقْوَاهُ وَمُرُوَءَتُهُ عَقْلُهُ وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ.
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمد الْبَجَلِيُّ بِعَكَّةَ، وأَبُو عَرُوبة الْحَرَّانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ جُمْهان، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَثَوْبَهُ وَنَوْمَهُ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سفره فليعجل إلى أهله.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، أَخْبَرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّجَّارِ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّرْسُوسِيُّ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عنِ ابْنِ سَمْعَانَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد وَأَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ أَوِ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ بَرَصٌ فَلا يَلُومَنَّ إلاَّ نفسه
قال الشيخ: قال ابنُ عَدِي وهذه الأحاديث التي أمليتها بأسانيدها غير محفوظة ولابن سمعان من الحديث أحاديث صالحة ورأيت أروى الناس عنه عَبد الله بن وهب والضعف على حديثه ورواياته بين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151909&book=5538#7a463c
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد أبي عمرو
أبو عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام في الحديث والفقه. كان يسكن دمشق خارج باب الفراديس بمحلة الأوزاع، ثم تحول إلى بيروت، فسكنها مرابطاً إلى أن مات بها.
حدث عن أبي جعفر محمد بن علي بسنده إلى ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مثل الراجع في صدقته كالكلب يقيء فيرجع في قيئه فيأكله.
وحدث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير بسنده إلى ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآتيه بوضوئه وحاجته، فكان يقوم من الليل فيقول: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، القوي، سبحانرب العالمين، سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين القوي. قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل لك حاجة قلت: يا رسول الله، مرافتك في الجنة، قال: فأعني بكثرة السجود.
والأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم. ولد سنة ثما وثمانين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح. وكان ثقة، مأموناً، حافظاً، صدوقاً، فاضلاً، خيراً، كثير الحديث والعلم، والفقه، حجة.
قال محمد بن إسماعيل:
عبد الرحمن الأوزاعي، ولم يكن منهم، نزل فيهم، والأوزاع من حمير الشام. وقال غيره: الأوزاع قرية بدمشق، إذا خرجت من باب الفراديس. قالوا: وكان ينزل الأوزاع فنسب إلى الأوزاع، وليس منهم. وعرض هذا القول على أحمد بن عمير - وكان علامة بحديث الشام وأنساب أهلها - فلم يرضه، وقال: إنما قيل أوزاعي لأنه من أوزاع القبائل، والأوزاع من قبائل شتى، وهو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحاً، وقول من نسبه إلى القرية التي هي خارج باب الفراديس أصح، وهو موضع مشهور بربض مدينة دمشق يعرف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائل شتى.
قال الأصمعي: الأوزاع: الفرق يقول: وزعت الشيء على القوم إذا فرقته عليهم، وهذا اسم جمع لا واحد له.
قال الرياشي: والأوزاع: بطون من العرب يجمعها هذا الاسم.
وقال العباس بن الوليد: إنما سمي الأوزاعي لأنه كانت هجرته معهم فنسب إليهم، وهو سيباني من بني سيبان، وكان اسمه عبد العزيز فسمى هو نفسه عبد الرحمن، وكان أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمه من سباء السند فكان ينزل في الأوزاع، فغلب عليه ذلك، والأوزاع قبيلة من حمير.
وإليه فتوى الفقه لأهل الشام لفضله فيهم وكثرة روايته، وكانفصيحاً، وكانت صنعته الكتابة والترسل، ورسائله تؤثر وتكتب.
روى عن مالك بن يخامر قال: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العرب كلها بنو إسماعيل بن إبراهيم إلا أربع قبائل: إلا السلف، والأوزع، وحضرموت، وثقيف.
قال الأوزاعي: كنت محتلماً أو شبيهاً به في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قال العباس بن الوليد بن مزيد سمعت أبي يقول: كان مولد الأوزاعي ببعلبك، ومنشؤه بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت، فما رأيت أبي يتعجب من شيء مما رآه في الدنيا تعجبه منه، فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء. كان الأوزاعي يتيماً فقيراً في حجر امرأة تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمك فيه بأن بلغته حيث رأيته، ثم يقول: يا بني، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها، أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعوها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكاً قط حتى يقهقه، ولا يلتفت إلى شيء إلا باكياً، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبك، ولا يرى ذلك فيه.
وكان الأوزاعي فوق الربعة، خفيف اللحية، به سمرة، وكان يخضب بالحناء.
قال الأوزاعي: مات أبي وأنا صغير، فذهبت ألعب مع الغلمان، فمر بنا فلان - وذكر شيخاً من العرب جليلاً - قال: ففر الصبيان حين رأوه، وثبت أنا، فقال: ابن من أنت فأخبرته، فقال: ابن أخي، يرحم الله أباك، فذهب بي إلى بيته، فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعثاً إلى اليمامة. فلما قدمت اليمامة، ودخلنا مسجد الجامع، فلما خرجنا قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجباً بك، يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدأ من هذا البعث أهدأ من هذا الشاب. قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتاباً أو ثلاثة عشر، فاحترق كله.
خرج الأوزاعي في بعث إلى اليمامة. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم إليها دخل مسجدها، فاستقبل
سارية يصلي إليها، وكان يحيى بن أبي كثير قريباً منه، فجعل يحيى ينظر إلى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته فأعجبته، وقال: ما أشبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة هذا لافتى بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة عمر بن عبد العزيز، قال: فقام رجل من جلساء يحيى فانتظر حتى إذا فرغ الأوزاعي من صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته أخيبره بما قال يحيى، فجاء الأوزاعي الديوان وأقام عند يحيى مدة يكتب عنه، ويمسع منه، فقال له يحي: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة لعلك أن تدرك الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فتأخذ عنهما، فانطلق إليهما فوجد الحسن قد مات قبل دخوله بشهرين، وابن سيرين حي، فذكر الأوزاعي أنه أتى بابه وهو مريض، قال: فكنا ندخل فنعوده، ونحن قيام لا نتكلم، وهو أيضاً لا يتكلم، فمكثنا أياماً فخرج إلينا الرجل الذي كان يوصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمنا إليه، فقلنا له: ما خبر الشيخ؟ قال: تركته قد لزق لسانه بحنكه، وهو يقول: لا إله إلا الله، ومات من يومه ذلك، وكان به البطن.
قال الأوزاعي: حججت، فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى، فقال لي: هل لقيت الحكم؟ قال: قلت: لا، قال: فاذهب فالقه، فما بين لاييتها أفقه منه، قال: فلقيته، فإذا برجل حسن السمت مقنع.
قال أبو رزين اللخمي: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة ومئة وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، ثم لم يزل يفتي بعد ذلك بقية عمره إلى أن توفي رحمة الله عليه.
قال هقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، أو نحوها من العلم، قال: وسئل يوماً عن مسألة فقال: ليس عندي فيه خبر، أي إن الذي أفتيتها كلها كان عندي أخبار.
قال إسماعيل بن عياش: انقلب الناس من غزاة الندوة سنة أربعين ومئة فسمعتهم يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.
فال أبو شعيب: قلت لأمية بن زيد بن أبي عثمان: أين الأوزاعي من مكحول؟ فقال: هو عندنا أرفع من مكحول، فقلت له: إن مكحولاً قد رأى أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وإن كان قد رآهم، فأين فضل الأوزاعي في نفسه؟ وقد جمع العبادة، والورع، والعلم، والقول، الحق.
قال إسحاق بن عباد الختلي: حدثني أبي قال: حججت في بعض السنين، فرأيت شيوخاً أحدهم راكب، والآخر يسوق به، وآخر يقود به، يقولون: أوسعوا للشيخ، وأسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب؟ ومن القائد؟ ومن السائق؟ فقالوا: الراكب الأوزاعي، والقائد مالك، والسائق الثوري، قال: لولا أنهم رأوا أنه أفضلهم ما فعلوا به ذلك.
بلغ سفيان الثوري وهو بمكة مقدم الأوزاعي، فخرج حتى لقيه بذي طوى. فلما لقيه حل رسن البعير من القطار، فوضعه على رقبته، فجعل يتخلل به، فإذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ.
قال عثمان بن عاصم، أخو علي بن عاصم: رأيت شيخاً بين الصفا والمروة على ناقة وشيخاً يقوده، واجتمع أصحاب الحديث عليه، فجعل الشيخ الذي يقود يقول: يا معشر الشباب، كفوا حتى نسأل الشيخ فقلت: من هذا الراكب؟ قالوا: هذا الأوزاعي، فقلت: من هذا الذي يقوده؟ قالوا: هذا سفيان الثوري.
قال احمد بن حنبل: دخل سفيان الثوري والأوزاعي على مالك. فلما خرجا قال مالك: أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للإمام، والآخر يصلح للإمامة، يعني الأوزاعي للإمامة، ولا يصلح سفيان.
لم يكن لمالك في سفيان رأي.
ذكر الأوزاعي عند مالك فقال: ذاك إمام يقتدى به.
قال محمد بن عبد الحكم: جاء أهل الثغر إلى مالك فقالوا له: إن رأي هذين الرجلين قد غلب على أهل الثغر: سفيان الثوري، والأوزاعي، فرأي من ترى نأخذ؟ فقال: مالك: كان الأوزاعي عندنا إماماً.
قال يحيى بن سعيد القطان: قال مالك بن أنس: اجتمع عندي الأوزاعي وسفيان الثوري وأبو حنيفة فقلت: فأيهم وجدته أكثر علماً؟ قال: كان أرجحهم الأوزاعي.
قال عبد الرحمن بن القاسم:
جئت يوماً إلى منزل مالك بن انس، فوجدت سفيان الثوري وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خارجين من عنده، فدخلت إلى مالك فقلت له: أبا عبد الله، لقيت الساعة الأوزاعي والثوري خارجين من عندك، فقال لي: أما أحدهما فمن الراسخين في العلم، يريد: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
قال عون بن حكيم: حججت مع الأوزاعي وكان حجاجاً، فلما أتينا المدينة أتى المسجد، فبلغ مالكاً مقدمه، فأتاه فسلم عليه، قال: فجلسا بين الظهر والعصر يتذاكران الفقه، فلا يذكران باباً من أبواب العلم إلا ذهب الأوزاعي عليه، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا العصر، فعاودا المذاكرة، فلم يزل الأوزاعي على تلك الحال حتى اصفرت الشمس، فناظره مالك في كتاب المكاتب والمدبر فخالفه فيه. فلما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا المغرب قلت لأصحابه: كيف رأيتم صاحبنا من صاحبكم؟ فقالوا: لو لم يكن في صاحبكم إلا سمته لأقررنا بفضله.
وروي أن مالكاً والأوزاعي اجتمعا في مسجد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتناظرا في المغازي فغمره الأوزاعي، ثم تناظرا في الفقه فغمره مالك.
قال سفيان بن عيينة: اجتمع الأوزاعي والثوري بمنى، فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يديك في خفض الركوع ورفعه؟ فقال الثوري: حدثنا يزيد بن أبي زياد، فقال الأوزاعي: أروي لك عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بيزيد بن أبي زياد؟! يريد: رجل ضعيف الحديث، وحديثه مخالف للسنة، قال: فاحمار وجه سفيان الثوري، فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت! قال الثوري: نعم، فقال الأوزاعي: قم بنا إلى المقام، نلتعن أينا على الحق، قال: فتبسم الثوري لما رأى الأوزاعي قد احتد، وقال: أنت المقدم.
قال الوليد بن مسلم: قال لي سعيد بن عبد العزيز: أما رأيت ابن عمرو الأوزاعي؟ قلت: بلى، قال: فاقتد يه، فقد كفاك من كان قبله.
قال علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل رجلين: الأوزاعي، والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. قال علي بن بكار: فقلت في نفسي: لو خيرت لهذه الأمة اخترت لها أبا إسحاق الفزاري.
وفي رواية: لو قيل لي: اختر لهذه الأمة: سفيان أو الأوزاعي لاخترت لها الأوزاعي لأنه كان أكثر توسعاً.
حدث الفزاري عن الأوزاعي قال: وكان والله إماماً إذ لا نصيب اليوم إماماً.
وقال إبراهيم بن محمد الفزاري: لو أن الأمة أصابتها شدة، والأوزاعي فيهم لرأيت لهم أن يفزعوا إليه.
قال محمد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز: كنا عند أبي إسحاق الفزاري يوماً فذكر الأوزاعي فقال: إن ذاك رجل كان شأنه عجباً. قال: فقال بعض أهل المجالس: وما كان عجبه يا أبا إسحاق؟ قال: يسأل عن الشيء، عندنا فيه الأثر، فيقول: ما عندي فيه شيء، وأنا أكره التكلف، ولعله يبتلى بلجاجة السائل حتى يردد عليه، فلا يعدو الأثر الذي عندنا، فقال بعض أهل المجلس: هذا أشبه بالوحي يا أبا إسحاق! قال: فأغضبه ذلك، وقال: من هذا نعجب كان والله يرد الجواب كما هو عندنا في الأثر، ولا يقدم منه مؤخراً، ولا يؤخر منه مقدماً.
قال أبو إسحاق الفزاري: ما رأيت أحداً كان أشد تواضعاً من الأوزاعي، ولا أرحم بالناس منه، وإن كان الرجل ليناديه فيقول: لبيك. وكان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
قال عبد الرحمن بن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، وسفيان بالكوفة، ومالك بن أنس بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
قال بقية: إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي، فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة، ومن طغى عليه عرفنا أنه صاحب بدعة.
قال الوليد بن مسلم: كان الأمر لا يبين على الأوزاعي حتى يتكلم، فإذا تكلم جل وملأ القلب.
قال صدقة بن عبد الله: ما رأيت أحداً أحلم، ولا أكمل، ولا أجمل فيما جمل من الأوزاعي.
قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبي يقول: ما رأيت الأوزاعي قط ضاحكاً مقهقهاً. وكان إذا أخذ في الفرائض كثر تبسمه، ولا رأيته باكياً قط.
قال موسى بن يسار: صحبت مكحولاً أربع عشرة سنة. قال عقبة: فسمعت موسى بن يسار يقول: ما رأيت أحداً قط أحد نظراً ولا أنفى للغل عن الإسلام من الأوزاعي.
قال محمد بن عجلان: ما أعلم مكان أحد أنصح للمسلمين من الأوزاعي.
قال إسحاق بن إبراهيم: إذا اجتمع سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي على أمر فهو سنة، وإن لم يكن في كتاب ناطق فإنهم أئمة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعاً.
قال إبراهيم بن إسحاق الحربي: سألت أحمد بن حنبل قلت: ما تقول في مالك بن أنس؟ فقال: حديث صحيح ورأي ضعيف. قلت: فالأوزاعي؟ قال: حديث ضعيف ورأي ضعيف. قلت: فالشافعي؟ قال: حديث صحيح ورأي صحيح.
قال أحمد البيهقي: قوله في الأوزاعي: حديث ضعيف يريد به بعض ما احتج به، لا انه ضعيف في الرواية، والأوزاعي إمام ثقة في نفسه، لكنه قد يحتج في بعض مسائله بأحاديث من عساه لم يقف على حاله، ثم يحتج بالمراسيل والمقاطيع وذلك بين في كتبه.
وعن الأوزاعي قال: كان السلف إذا صدع الفجر أو قبله شيئاً كأنما على رؤوسهم الطير مقبلين على أنفسهم، حتى لوأن حميماً لأحدهم غاب عنه حيناً ثم قدم ما التفت إليه، فلا يزالون كذلك حتى يكون قريباً من طلوع الشمس، ثم يقوم بعضهم إلى بعض فيتحلقون، فأول ما يقتضون فيه أمر معادهم وما هم صائرون إليه، ثم يتحلقون إلى الفقه والقرآن.
وعن الأوزاعي قال: طالب العلم بلا سكينة ولا حلم كالإناء المنخرق، كلما حمل فيه شيء تناثر.
قال الأوزاعي: كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم المزيف، فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا منه تركنا.
قال الوليد بن مسلم: كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثاً قال: يا غلام، قرأت القرآن؟ فإن قال: نعم قال: " يوصيكم الله في أولادكم " فإن قال: لا، قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم.
قال عمرو بن أبي سلمة: قلت للأوزاعي: في المناولة أقول فيها: حدثنا؟ قال: إن كنت حدثتك فقل، فقلت: أقول أخبرنا؟ قال: لا، قلت: فكيف أقول؟ قل: قال أبو عمرو، وعن أبي عمرو.
وعن الأوزاعي قال: ما زال هذا العلم غزيراً يتلاقاه الرجال حتى وقع في الصحف، فحمله أو دخل فيه غير أهله.
وفي رواية: كان هذا الأمر شيئاً شريفاً إذ كان الناس يتلاقونه بينهم. فلما كتب ذهب نوره، وصار إلى غير أهله.
قال أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر: بكر أصحاب الحديث على الأوزاعي، قال: فالتفت إليهم فقال: كم من حريص خاشع ليس بمنتفع ولا نافع.
قال أبو مسهر: وكان الأوزاعي لا يلحن.
قال بشر بن أبي بكر: سئل الأوزاعي فقيل: يا أبا عمرو، الرجل يسمع الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه لحن أيقيمه على عربيته؟ قال: نعم، إن سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يتكلم إلا بعربي.
وقال الأوزاعي: أعربوا الحديث، فإن القوم كانوا عرباً.
وقال الأوزاعي: لا بأس يا صلاح الخطأ واللحن في الحديث.
قال الوليد بن مسلم: احترقت كتب الأوزاعي زمنه الرجفة، ثلاثة عشر قنداقاً، فأتاه رجل بنسخها، قال: يا أبا عمرو، هذه نسخة كتابك، وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا.
مر إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - بالأوزاعي وحوله الناس فقال: على هذا عهدت الناس، كأنك معلم وحولك الصبيان، والله لوأن هذه الحلقة على أبي هريرة لعجز عنهم. قال: فقام الأوزاعي وترك الناس.
قال أبو عبيد الله كاتب المنصور: كانت ترد على المنصور من الأوزاعي - رحمه الله - كتب يتعجب منها، ويعجز كتابه عن الإجابة، فكانت تنسخ في دفاتر، وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها استحساناً لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد: وكان من أحظى كتابه عنده، وأشدهم تقدماً في صنعته: ينبغي أن نجيب الأوزاعي عن كتبه جواباً تاماً، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ذلك وإنما أرد عليه ما أحسن، وإن له نظماً في الكتب لا أظن أحداً من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق.
قال الوليد بن مسلم:
ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعيحختى رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقيل لي: إنه ها هنا في شبه غار. قال: فدخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا الأوزاعي جالس إلى جنبه. قال: فقلت: يا رسول الله، عمن أحمل العلم؟ قال لي: عن هذا، واشار إلى الأوزاعي رحمة الله عليه.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامي، فقلت: يا رسول الله، عمن أكتب العلم؟ فقال: عن الأوزاعي. قال: فقلت له: عبد الله بن سمعان؟ قال: لا.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسلمت عليه فقلت: يا رسول الله، ائذن لي في تقبيل يدك، قال: ومالك وتقبيل اليد؟ إنما تقبيل اليد من شكل الأعاجم، ثم قام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في مصلى ذلك البيت يصلي. قال الوليد: فحانت مني التفاتة، فإذا أنا بالأوزاعي قائم في مصلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعنه قال: رأيت في المنام كأني دفعت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا الشيخ مقبل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدثه، وإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل على الشيخ يسمع حديثه، قال: فسلمت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد علي السلام، ثم جلست إلى بعض الجلساء، فقتل للذي جلست إليه: من ذلك الشيخ الذي قد أقبل عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يسمع حديثه؟ قال: وما تعرف هذا؟ قال: قلت: لا قال: هذا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. قال: إنه لذو منزلة من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قال: نعم.
قال الأوزاعي: رايت كأن ملكين عرجا بي، وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقتل: بعزتك أي رب، أنت أعلم. قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني.
وفي رواية: فقال: يا عبد الرحمن، أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فقلت: بفضلك يا رب، فقلت: يا رب أمتني على الإسلام، فقال: وعلى السنة.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، أريد أن أحدثك بشيء، ولا أفعل حتى تعطيني موثقاً إنك لا تحدث به ما دمت حياً، قال: فقلت: افعل يا أبه، قال: إني رأيت فيما يرى النائم أني أدخلت الجنة، فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر وعمر، وهم يعالجون مصراع باب الجنة، فإذا ردوه زال، ثم يعالجونه فإذا ردوه زال، قال: فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا عبد الرحمن، ألا تمسك معنا؟ قال: فجئت فأمسكت معهم، فثبت. قال العباس: ونرى ذلك مما كان يذب عن السنة.
قال محمد بن شعيب: جلست إلى شيخ في المسجد - يعني: مسجد دمشق - فقال: أنا ميت يوم كذا وكذا. فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا به في الصحن يتفلى فقال: ما أخذتم السرير؟ خذوه قبل أن تسبقوا إليه. قلت: ما تقول رحمك الله؟ قال: هو ما أقول لك، إني رايت في المنام كأن طائراً وقع على ركنٍ من أركان هذه القبة، فسمعته يقول: فلان قدري، وفلان كذا، وأبو حفص عثمان بن أبي العاتكة نعم الرجل وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يوم كذا وكذا. قال: فما جاء الظهر حتى مات وأخرج بجنازته.
كان الأوزاعي من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، ما اتى عليه زوال قط إلا وهو فيه قائم يصلي.
قا الأوزاعي: من أطال القيام بالليل هون الله عليه طول القيام يوم القيامة.
قال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومئة، فما رأيته مضطجعاً على المحمل في ليلٍ ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.
وكان الأوزاعي لا يكلم أحداً بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله تعالى، فإن كلمه أحد أجابه.
وقال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
قال ابن عفان: حدثتني أمي قالت: دخلت على امرأة الأوزاعي فرأيت الحصير الذي يصلي عليه مبلولاً، فقلت: يا أختي، أخاف أن يكون الصبي بال على الحصير، فبكت وقالت: ذلك دموع الشيخ.
قال أبو مسهر: ما رئي الأوزاعي باكياً قط، ولا ضاحكاً حتى تبدو نواجذه، وإنما كان يتبسم أحياناً. كما روي في الحديث. وكان يحيي الليل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماةً وقرآنا وبكاء.
قال: وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماه، فتجده رطباً من دموعه في الليل. قال: وتفقدت ذلك في الشتاء، فلم يكن الموضع يجف في الصيف حتى يقلع الحصير من موضعه ويبسط غيره فيكون سبيله سبيل الأول.
دخل محمد بن عبد الله دمشق فهرب الأوزاعي، فبقي ثلاثة أيام صائماً يطوى، لا يجد ما يأكله، فقصد صديقاً له عند الإفطار، فقدم إليه، فقال: لو علمت قبل هذا لتقدمنا لك، فقام الأوزاعي وخرج عنه، ولم يفطر.
قال العباس بن مزيد: سمعت أصحابنايقولون: صار إلى الأوزاعي أكثر من سبعين ألف دينار، يعني من السلطان من بني امية وبني العباس. فلما مات ما خلف إلا سبعة دنانير، بقية من عطائه، وما كان له أرض ولا دار. قال العباس: نظرنا فإذاه قد أخرجها كلها في سبيل الله والفقراء.
وعن الأوزاعي: أنه ذكر الخردل، كان يحبه أو يتدواى به، فقال رجل من أهل صفورية: انا أبعث إليك منه يا أبا عمرو، فإنه ينبت عندنا كثير، بري. قال: فبعث إليه منه بصرة، وبعث بمسائل فبعث الأوزاعي بالخردل إلى السوق، فباعه، وأخذ ثمنه فلوساً فصرها في رقعته، وأجابه في المسائل، وكتب إليه: أن لم يحملني على ما صنعت شيء تكرهه، ولكن كانت معه مسائل فخفت أن يكون كهيئة الثمن لها.
قال محمد بن عيسى بن الطباع: أهدوا للأوزاعي هدية أصحاب الحيدث. فلما اجتمعوا قال لهم: أنتم بالخيار: إن شئتم قبلت هديتكم ولم أحدثكم وإن شئتم حدثتكم ورددت هديتكم.
قال أحمد بن أبي الحواري: بلغني أن نصرانياً أهدى إلى الأوزاعي جرة عسل، فقال له: يا أبا عمرو، تكتب إلى ملك بعلبك، فقال: إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك. قال: فرد الجرة، وكتب له، فوضع عنه ثلاثين ديناراً.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، لوكنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
قال أبو هزان: كان الأوزاعي من أسخا الناس، وإن كان الرجل ليعرض بالشيء فينقلب الأوزاعي، فيعالج الطعام فيدعوه.
كان الأوزاعي يقول: ندور مع السنة حيثما دارت.
وعن الأوزاعي قال: اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما يسعهم.
وعن الأوزاعي قال: يا بقية، لا تذكر أحداً من أصحاب نبيك إلا بخير، وأزيدك يا بقية: ولا أحداً من أمتك، قال بقية: إذا سمعت الرجل يقع في غيره فهو يقول: انا خير منه.
وقال لي الأوزاعي، يا بقية، العلم ما جاء عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وما لم يجئ عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليس بعلم.
وعن الأوزاعي قال: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.
وعن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
وعن الهيثم بن عمران قال: لي الأوزاعي: أعرى الإسلام تقوى في كل يوم، وتزيد أم تضعف وتضحل وترق؟ قلت: بل تضعف، وتضمحل وترق، فقال: صدقت، ولو كان القدر من عرى الإسلام لضعف واضمحل ورق، ولكنه بدعة وهو يطول وينمو أو يزيد.
قال الأوزاعي: لا يكون في آخر الزمان شيء أعز من أخ مؤنس، أو كسب درهم من حله، أو سنة يعمل بها.
قال الأوزاعي: كتب إلي قتادة من البصرة: إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة.
قال الأوزاعي: جئت إلى بيروت أرابط فيها، فلقيت سوداء عن المقابر فقلت لها: يا سوداء، أين العمارة؟ فقالت لي: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك، فقلت: هذه سوداء تقول هذا؟! لأقيمن بها، فأقمت ببيروت.
قال الأوزاعي: خرجت إلى الصحراء فإذا أنا برجل من جراد في السماء، وإذا أنا برجل راكب على جرادة منها، وهوشاكٍ في الحديد، وكلما قال بيده هكذا مال الجراد مع يده، وهو يقول: الدنيا باطل، باطل ما فيها، الدنياباطل، باطل ما فيها، الدنيا باطل، باطل ما فيها.
قال الأوزاعي: كان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة يصطاد، ولا ينتظر الجمعة، فخرج يوماً فخسف ببغلته، فلم يبق منها إلا أذنها.
كان الأوزاعي على باب دكان بحذاء درج مسجد بيروت، وحذاءه صاحب دكان يبيع فيه ناطفاً، وإلى جانبه صاحب دكان يبيع بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماً، وهو يقول: يا أحلى من الناطف، فقال الأوزاعي: سبحان الله، ما يرى هذا بالكذب بأساً.
حدث الوليد عن مكحول أنه قال: لو خيرت بين القضاء وبين ضرب رقبتين لاخترت ضرب رقبتي. قال: ثم قدم علينا الأوزاعي، وقد كانوا يريدون يولونه القضاء. قال: فحدثته بقول مكحول، ثم رأيته بعد وقد صرف ذلك عنه، قال: إن كنت لمن سدد لي رأيي.
قال سليمان بن عبد الرجمن: قال عقبة بن علقمة: أرادوا الأوزاعي للقضاء فامتنع، وأبى، فتركوه. قال: فقلت لعقبة: هم كانوا يكرهون الناس على ما يريدون، فكيف لم يكرهوا الأوزاعي؟! فقال: هيهات، إنه كان في أنفسهم أعظم قدراً من ذلك.
وعن الأوزاعي قال: كنا قبل اليوم نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا أئمة ينظر إلينا ويقتدى بنا، فينبغي لنا أن نتحفظ.
وفي رواية: فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم.
كان الأوزاعي يقول: إن المؤمن قليلاً، ويعمل كثيراً. وإن المنافق يقول كثيراً، ويعمل قليلاً.
وقال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير من العمل، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه.
كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يشار بك كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به. والسلام.
وقال الأوزاعي: لؤم بالرجل ودناءه نفس يفوته وقت الصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة بكسب دانق.
حدث الهقل بن زياد: أن الأوزاعي وعظ فقال في موعظته: أيها الناس، تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " فإنكم في دارٍ، الثواء فيها قليل، وأنتم فيها مرحلون، خلائف بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا أنفسها وزهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعماراً، وأمد أجساماً، وأعظم آثاراً، فجددوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد، مؤيدين ببطش شديد، وأجساد كالعماد، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم، فما تحسن منهم من أحد، ولا تسمع لهم ركزاً، كانوا بلهو الأمل آمنين، لميقات يوم غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتاً من عقوبة الله عز وجل، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه وزوال نعمه، ومساكن خاوية، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وأرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف، بهم ظهر الفساد في البر والبحر، فلا تكونوا أشباهاً لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، وتبلغ بالأماني، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى وانتهى، وعقل مثواه فمهد لنفسه.
قال محمد بن كثير: سمعت الأوزاعي يقول: البسيط
الملك ملكان مقرونان في قرن ... فأهنأ العيش عندي خفة المؤن
وصحة الجسم ملك ليس يعدله ... ملك وما الملك إلا صحة البدن
قال أبو سعيد هاشم بن مزيد: سمعت أحمد بن الغمر يقول: سمعت عبد الله بن أبي السايب يقول:
قلت لأبي عمرو الأوزاعي: يا أبا عمرو، رضي الله عنك، أخبرني عن تفسير حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتي على الناس زمان، المتمسك فيه بدينه كالقابض على الجمر، متى هو؟ قال الأوزاعي: إن لم يكن زماننا هذا فلا أدري متى هو. قال أبو سعيد: فقلت لأبي عبد الله، أحمد بن الغمر: يا أبا عبد الله، أخبرني عن قول الأوزاعي: زماننا هذا وما بعده أشد منه كما جاءت به الآثار. فلما جاءت المحنة التي نزلت به - لما نزل عبد الله بن علي حماة - بعث إلى الأوزاعي: فأشخص إليه. قال: فنزل على ثور بن يزيد الحمصي. قال الأوزاعي: فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة العشاء الآخرة إلى أن طلع الفجر، والأوزاعي ساكت، ما أجابه بحرف. فلما انفجر الفجر قام فتوضأ لصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة الصبح، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمى، وركب، فأتى حماة، فدخل الآذن، فأذن للأوزاعي. قال: فدخلت على عبد الله، وهو على سريره، وفي يده خيزرانة ينكت بها الأرض، وحوله المسودة بالسيوف المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمتة والغمد الحديد، والسيف والنطع بين يديه، فسلمت: فنكت في الأرض ثم رفع رأسه إلي وقال: يا أوزاعي، أتعد مقامنا هذا - أو مسيرنا - رابطاً؟ فقلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لامرأة يتزوجها، أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فنكت
بالخيزرانة نكتاً هو أشد من النكت الأول، وجعل من حوله يعضون لي أيديهم، ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية؟ قلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أنه لا يحل دم امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الزاني بعد إحصان، والمرتد عن الإسلام، والنفس بالنفس، فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، ما تقول في أموال بني أمية؟ فقلت: إن كانت لهم حراماً فهي عليك حرام، وإن كانت لهم حلالاً فما أحلها الله لك إلا بحقها. قال: فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ملياً ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، هممت أن أوليك القضاء، فقلت: اصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، قد كان انقطاعي إلى سلفك ومن مضى من أهل بيتك، وكانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما بتدأه آباؤه فليفعل. قال: كأنك تريد الإذن، قلت: إن ورائي لحرماً بهم حاجة إلى قيامي بهم وستري لهم. قال: فذاك لك. قال: فخرجت فركبت دابتي، وانصرفت. قال: فلم أعلم حين وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إلى بيروت إلا وعثمان على البريد. قال: قلت: بدأ الرجل في، فقال: إن الأمير غفل عن جائزتك، وقد بعث لك بمئتي دينار.
قال أحمد: قال ابن أبي العشرين - يعني: عبد الحميد: فلم يبرح الأوزاعي مكانه حتى فرقها في الأيتام والأرامل والفقراء، ثم وضع الرسائل في رد ما سمع من ثور بن يزيد في القدر.
وزاد في حديث آخر بمعناه قال: أخبرني عن الخلافة: وصية لنا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فورد علي أمر عظيم، واستسلمت للموت، فقلت: لأصدقنه، فقلت: أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، كان بيني وبين داود مودة، ثم قلت، لو كانت وصية من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ترك علي بن أبي طالب أحداً يتقدمه.
كتب أبو جعفر أمير المؤمنين إلى الأوزاعي:
أما بعد، فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه، فأطلعه طلعهم، واكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة، وبما أحببت وبدا لك. قال: فكتب إليه الأوزاعي: أما بعد، فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين يعلمني أنه قد جعل في عنقي ما جعل الله لرعيته في عنقه، ويأمرني أن أطلعه طلعهم وأكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة لهم، وبما أحببت، وبدا لي، فعليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله وطاعته، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لن تزيد حق الله عليك إلا عظيماً، ولا طاعته إلا وجوباً، ولا الإياس فيما خالف ذلك منه إلا إنكاراً. والسلام.
قال الأوزاعي: بعث إلي أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين وأنا بالساحل. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إليه سلمت عليه بالخلافة، ورد علي، واستجلسني ثم قال: ما الذي بطأ بك عنا يا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم، قلت: فانظر يا أمير المؤمنين ألا تجهل شيئاً مما أقول لك. قال: وكيف أجهله، وأنا أسألك عنه، وفيه وجهت إليك، وأقدمتك له؟! قلت: أن تسمعه ولا تعمل به: يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله، إن الله هو الحق المبين، فصاح بي الربيع وأهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة، فطابت نفسي، وانبسطت في الكلام، فقلت: يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنما هي نعمة من الله سيقت إليه، فإن قبلها يشكر، وإلا كانت حجة من الله عليه، ليزداد بها إثماً، ويزداد الله عليه سخطاً.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما وال بات غاشاً لرعيته حرم الله عليه الجنة.
يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله عز وجل، إن الله هو الحق المبين. يا أمير المؤمنين، إن الذي لين قلوب أمتكم لكم حين ولأكم أمورها لقرابتكم من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كان بهم رؤوفاً رحيماً، مواسياً لهم بنفسه في ذات يده، وعن الناس لحقيق أن تقوم له فيهم بالحق، وأن تكون بالقسط فيهم قائماً، ولعوراتهم ساتراً، لم تغلق عليه دونهم الأبواب، ولم تقم دونهم الحجاب، تبتهج بالنعمة عندهم، وتبتئس بما أصابهم من سوء. يا أمير المؤمنين، قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم، أجرهم وأسودهم، ومسلمهم وكافرهم، فكل له عليك نصيب من العدل، فكيف بك إذا اتبعك منهم فئام وراء فئام، ليس منهم أحد إلا وهو يشكو شكوة، أو يشكو بلية أدخلتها عليه، أو ظلامة سقتها إليه؟.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عروة بن رويم قال: كانت بيد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جريدة رطبة يستاك بها، ويردع بها المنافقين، فاتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، ما هذه الجريدة التي قد كسرت بها قرون أمتك، وملأت بها قلوبهم رعباً؟! فكيف بمن شقق أبشارهم، وسفك دماءهم، وخرب ديارهم وأجلاهم عن بلادهم، وغيبهم الخوف منه يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا إلى القصاص من نفسه في خدشة خدشها أعرابياً لم يتعمده، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك جباراً ولا متكبراً، فدعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعرابي فقال: اقتص مني، فقال الأعرابي: قد احللتك، بأبي أنت وأمي، وما كنت لأفعل ذلك أبداً، ولو أتيت على نفسي، فدعا الله له بخير.
يا أمير المؤمنين، رض نفسك لنفسك، وخذ لها الأمان من ربك، وارغب في جنة عرضها السموات والأرض التي يقول فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقيد قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها. يا أمير المؤمنين، إن الملك لو بقي لمن قبلك لم يصل إليك، وكذلك لا يبقى لك كما لم يبق لغيرك. يا أمير المؤمنين، ما جاء في تاويل هذه الآية عن جدك: " ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " قال: الصغيرة: التبسم، والكبيرة: الضحك. فكيف بما عملته الأيدي وأحصته الألسن؟ يا أمير المؤمنين، بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها، فكيف بمن حرم عدلك وهو على بساطك؟ يا أمير المؤمنين، تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: " يا داود إنا جعلنا لك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى ". قال: يا داود؛ إذا قعد الخصمان
بين يديك، فكان لك في أحدهما هوى فلا تتمنين في نفسك أن يكون الحق له، فيفلج على صاحبه، فأمحوك من نبوتي، ثم لا تكون خليفتي، ولا كرامة. يا داود، إني إنما جعلت رسلي إلى عبادي رعاء كرعاء الإبل، لعلمهم بالرعاية ورفقهم بالسياسة، ليجبروا الكسير، ويدلوا الهزيل على الكلأ والماء. يا أمير المؤمنين، إنك قد بليت بأمر لو عرض على السموات والأرض والجبال لأبين أن يحملنه وأشفقن منه.
يا أمير المؤمنين، حدثني يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن عمر بن الخطاب استعمل رجلاً من الأنصار على الصدقة، فرآه بعد أيام مقيماً فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟ أما علمت أن لك مثل أجر المجاهد في سبيل الله؟ قال: لا، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأنه بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما من والٍ يلي شيئاً من أمور المسلمين إلا أتي به يوم القيامة، يده مغلولة إلى عنقه، فيوقف على جسر في النار، ينتقض به ذلك الجسر انتقاضة تزيل كل عضو منه عن موضعه، ثم يعاد فيحاسب، فإن كان محسناً نجا بإحسانه، وإن كان مسيئاً انخرق به ذلك الجسر، فهوى به في النار سبعين خزيفاً. قال له: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي ذر وسلمان، فأرسل إليهما عمر فسألهما، فقالا: نعم، سمعناه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: واعمراه، من يتولاها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض. قال: فأخذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى، وانتحب حتى أبكاني، ثم قلت: يا أمير المؤمنين، قد سأل جدك العباس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمارة على مكة أو الطائف أو اليمن، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عباس، يا عم النبي، نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، نصيحةً منه لعمه وشفقة منه عليه، وإنه لا يغني عنه من الله شيئاً إذ أوحى إليه " وأنذر عشيرتك الأقربين " فقال: يا عباس عم النبي، يا صفية عمة النبي، ويا فاطمة بنت محمد، إني لست أغني عنكم من الله شيئاً، لي عملي ولكم عملكم. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه: لا يقيم أمر الناس إلا حصيف العقل، أريب العقدة، لا يطلع منه على عورة، ولا يحنق على جرة، ولا تأخذه في الله لومة لائم. وقال علي رضي الله عنه: السلطان أربعة أمراء: فأمير ظلف نفسه وعماله، فذلك كالمجاهد في سبيل الله، يد الله عليه باسطة بالرحمة. وأمير ظلف نفسه وأرتع عماله لضعفه فهو على شفى هلاك إلا أن يرحم الله - وفي رواية: إلا أن يتركهم - وأمير ظلف عماله وأربع نفسه فذلك الحطمة الذي قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شر الرعاء الحطمة، فهو الهالك وحده. وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعاً.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل عليه السلام أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أتيتك حين أمر الله بمنافيخ النار، فوضعت على النار لتسعر إلى يوم القيامة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جبريل، صف لي النار، فقال: إن الله أمر بها، فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، قم أوقد عليها ألف عام حتى أصفرت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا تطفأ - وقيل: لا يضيء لهبا ولا جمرها - والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من ثياب أهل النار ظهر لأهل الأرض لماتوا جميعاً، ولو أن ذنوباً من شرابها صب في مياه الأرض جميعاً لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله عز وجل وضع على جبال الأرض لزالت، وما استقلت، ولو أن رجلاً دخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه وعظمه، فبكى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكى جبريل لبكائه فقال: أتبكي يا محمد، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، ولم بكيت يا جبريل، وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه؟ فقال: أخاف أن أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وما روت، فهو الذي منعني من اتكالي على
منزلتي عند ربي، فأكون قد أمنت مكره، فلم يزالا يبكيان حتى نودي من السماء أن يا جبريل ويا محمد، إن الله قد آمنكما أن تغضباه، فيعذبكما.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اللهم، إن كنت تعلم أني لا أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على مال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني طرفة عين. يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام لله بحقه، وإن اكرم الكرم عند الله المقري، وإنه من طلب العز بطاعة الله رفعه الله وأعزه، ومن طلبه بمعصية الله أذله الله، ووضعه.
وهذه نصيحتي، والسلام عليك. ثم نهضت فقال: إلى أين؟ فقلت: إلى البلد والوطن بإذن الله وإذن أمير المؤمنين إن شاء الله قال: قد أذنت لك، وشكرت لك نصيحتك، وقبلتها بقبولها، والله هو المرفق للخير والمعين عليه، وبه أستعين، وعليه أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل، فلا تخلني من مطالعتك إياي بمثلها، فإنك المقبول القول، غير المتهم في النصيحة، قلت: أفعل إن شاء الله، فامر له بمال يستعين به على خروجه، فلم يقبله، وقال: أنا في غنى عنه، وما كنت لأبيع نصيحتي بعرض من أعراض الدنيا كلها، وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في رده.
رفع إلى المهدي أن الأوزاعي لا يلبس السواد ويحرمه، فقال لأبي عبيد الله وزيره: ادع هذا الشيخ فسله عما عنده من تحريم السواد، فأحضره أبو عبيد الله فقال له: يا شيخ، إنه رفع إلى أمير المؤمنين أنك تحرم السواد، فما عندك فيه؟ فقال: لا احرمه، ولكني أكرهه. قال: وما الذي تكره منه؟ فقال الأوزاعي: لم أر محرماً أحرم فيه، ولا عروساً جليت فيه، ولا ميتاً كفن فيه، فمن ها هنا أكرهه. فدخل أبو عبيد الله على المهدي فأخبره بقول الأوزاعي، فاستضحك المهدي، وقال: ما أحسن ما تخلص الشيخ، لا تعرضوا له، فإنه شيخ فاضل.
هكذا ورد المهدي، وإنما هو المنصور، والأوزاعي لم يبق إلى دولة المهدي.
قال بشر بن بكر:
كان والٍ بالشام قد أراد الأوزاعي على شيء فلم يجده عنه. قال: فهم أن يؤدبه، فقال له بعض من يعتاده: لا تفعل، فإنه لا مقام لك بالشام مع الأوزاعي، فإن يكن من أمير المؤمنين شيء كان من غيرك. قال: فكف عنه. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءه كتاب أن يخرج إلى فلان الشاري، فيقابله. قال: فقال له أولئك: الآن جاءك ما تحب منه، لو ضربت رقبته لم يجبك فيه بشيء. قال: فأرسل إليه، فاجتمع، واجتمع من كان يؤلبه على الأوزاعي وغيرهم. قال: فقال له الوالي: يا أبا عمرو، هذا كتاب أمير المؤمنين يأمر فيه بالخروج إلى هذا الظالم الشاري. قال: فقال الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير اليمامي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنما الأعمال بالنية، ولكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وروسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فقال له الوالي: أخبرك عن كتاب أمير المؤمنين وتعارضني بغيره؟! قال: فقال له الأوزاعي: اسكت، أخبرك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بغيره؟! قال: فأشار إليه بعض من كان يؤلبه عليه بيده أن يسكت. قال: فقال له: انصرف يا أبا عمرو. قال: فلما قام قال لهم الوالي: هذا رجل معصوم. قال: وقال الوالي لمن كان يؤلبه: إشارتكم إلي أن أسكت لم كان؟ قالوا: لو أشار إلى أهل الشام لضربت رقبتك.
قال ابن أبي العشرين: سمعت أميراً كان بالساحل يقول وقد دفنا الأوزاعي ونحن عند القبر: رحمك الله أبا عمرو، لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
قال أبو مهر: ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده، ما يجلس إليه أحد، وحتى ملئت أذنه شتماً وهو يسمع.
قال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت جالساً عند الثوري، فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب قلعت -
وفي رواية: من الشام رفعت - قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فجاء موت الأوزاعي في ذلك اليوم، أو تلك الليلة.
قال يحيى بن معين: مات الأوزاعي في الحمام.
قال خيران بن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي وكان الأوزاعي روى عنه قال: دخل الأوزاعي الحمام، وكان لصاحب الحمام حاجة، فاغلق الباب عليه، وذهب قال: ثم جاء ففتح الباب، فوجده ميتاً، قد وضع يده اليمنى تحت خده، وهو مستقبل القبلة.
وقيل: إن امرأته أغلقت عليه باب حمام فمات فيه. ولم تكن عامدة لذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة. قال: وما خلف ذهباً ولا فضة ولا عقاراً ولا متاعاً إلا ستة دنانير، فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب في ديوان الساحل.
توفي الأوزاعي سنة خمسين ومئة. وقيل: سنة إحدى وخمسين ومئة. وقيل: سنة ست وخمسين. وقيل: سنة سبع وخمسين. وكان مولده سنة فتح الطوانة. فلم يتم عمره سبعين سنة، وقيل: ولد سنة ثمان وثمانين. ولما مات شيع جنازته أهل أربعة أديان: المسلمون، واليهود، والنصارى، والقبط.
قال بشر بن أبي بكر: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة، فإذا سفيان بن سعيد الثوري والأوزاعي قاعدان، فقلت لهما: ما فعل مالك؟ فقالا: وأين مالك؟ رفع مالك.
قال يزيد بن مذعور: رأيت الأوزاعي في منامي فقلت: يا أبا عمرو، دلني على درجة أتقرب بها إلى الله عز وجل قال: ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء، ومن بعدها درجة المحرومين.
أبو عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام في الحديث والفقه. كان يسكن دمشق خارج باب الفراديس بمحلة الأوزاع، ثم تحول إلى بيروت، فسكنها مرابطاً إلى أن مات بها.
حدث عن أبي جعفر محمد بن علي بسنده إلى ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مثل الراجع في صدقته كالكلب يقيء فيرجع في قيئه فيأكله.
وحدث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير بسنده إلى ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآتيه بوضوئه وحاجته، فكان يقوم من الليل فيقول: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده، القوي، سبحانرب العالمين، سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين القوي. قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل لك حاجة قلت: يا رسول الله، مرافتك في الجنة، قال: فأعني بكثرة السجود.
والأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم. ولد سنة ثما وثمانين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح. وكان ثقة، مأموناً، حافظاً، صدوقاً، فاضلاً، خيراً، كثير الحديث والعلم، والفقه، حجة.
قال محمد بن إسماعيل:
عبد الرحمن الأوزاعي، ولم يكن منهم، نزل فيهم، والأوزاع من حمير الشام. وقال غيره: الأوزاع قرية بدمشق، إذا خرجت من باب الفراديس. قالوا: وكان ينزل الأوزاع فنسب إلى الأوزاع، وليس منهم. وعرض هذا القول على أحمد بن عمير - وكان علامة بحديث الشام وأنساب أهلها - فلم يرضه، وقال: إنما قيل أوزاعي لأنه من أوزاع القبائل، والأوزاع من قبائل شتى، وهو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحاً، وقول من نسبه إلى القرية التي هي خارج باب الفراديس أصح، وهو موضع مشهور بربض مدينة دمشق يعرف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائل شتى.
قال الأصمعي: الأوزاع: الفرق يقول: وزعت الشيء على القوم إذا فرقته عليهم، وهذا اسم جمع لا واحد له.
قال الرياشي: والأوزاع: بطون من العرب يجمعها هذا الاسم.
وقال العباس بن الوليد: إنما سمي الأوزاعي لأنه كانت هجرته معهم فنسب إليهم، وهو سيباني من بني سيبان، وكان اسمه عبد العزيز فسمى هو نفسه عبد الرحمن، وكان أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمه من سباء السند فكان ينزل في الأوزاع، فغلب عليه ذلك، والأوزاع قبيلة من حمير.
وإليه فتوى الفقه لأهل الشام لفضله فيهم وكثرة روايته، وكانفصيحاً، وكانت صنعته الكتابة والترسل، ورسائله تؤثر وتكتب.
روى عن مالك بن يخامر قال: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العرب كلها بنو إسماعيل بن إبراهيم إلا أربع قبائل: إلا السلف، والأوزع، وحضرموت، وثقيف.
قال الأوزاعي: كنت محتلماً أو شبيهاً به في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قال العباس بن الوليد بن مزيد سمعت أبي يقول: كان مولد الأوزاعي ببعلبك، ومنشؤه بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت، فما رأيت أبي يتعجب من شيء مما رآه في الدنيا تعجبه منه، فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء. كان الأوزاعي يتيماً فقيراً في حجر امرأة تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمك فيه بأن بلغته حيث رأيته، ثم يقول: يا بني، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها، أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعوها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكاً قط حتى يقهقه، ولا يلتفت إلى شيء إلا باكياً، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبك، ولا يرى ذلك فيه.
وكان الأوزاعي فوق الربعة، خفيف اللحية، به سمرة، وكان يخضب بالحناء.
قال الأوزاعي: مات أبي وأنا صغير، فذهبت ألعب مع الغلمان، فمر بنا فلان - وذكر شيخاً من العرب جليلاً - قال: ففر الصبيان حين رأوه، وثبت أنا، فقال: ابن من أنت فأخبرته، فقال: ابن أخي، يرحم الله أباك، فذهب بي إلى بيته، فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعثاً إلى اليمامة. فلما قدمت اليمامة، ودخلنا مسجد الجامع، فلما خرجنا قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجباً بك، يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدأ من هذا البعث أهدأ من هذا الشاب. قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتاباً أو ثلاثة عشر، فاحترق كله.
خرج الأوزاعي في بعث إلى اليمامة. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم إليها دخل مسجدها، فاستقبل
سارية يصلي إليها، وكان يحيى بن أبي كثير قريباً منه، فجعل يحيى ينظر إلى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته فأعجبته، وقال: ما أشبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة هذا لافتى بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة عمر بن عبد العزيز، قال: فقام رجل من جلساء يحيى فانتظر حتى إذا فرغ الأوزاعي من صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماته أخيبره بما قال يحيى، فجاء الأوزاعي الديوان وأقام عند يحيى مدة يكتب عنه، ويمسع منه، فقال له يحي: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة لعلك أن تدرك الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فتأخذ عنهما، فانطلق إليهما فوجد الحسن قد مات قبل دخوله بشهرين، وابن سيرين حي، فذكر الأوزاعي أنه أتى بابه وهو مريض، قال: فكنا ندخل فنعوده، ونحن قيام لا نتكلم، وهو أيضاً لا يتكلم، فمكثنا أياماً فخرج إلينا الرجل الذي كان يوصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمنا إليه، فقلنا له: ما خبر الشيخ؟ قال: تركته قد لزق لسانه بحنكه، وهو يقول: لا إله إلا الله، ومات من يومه ذلك، وكان به البطن.
قال الأوزاعي: حججت، فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى، فقال لي: هل لقيت الحكم؟ قال: قلت: لا، قال: فاذهب فالقه، فما بين لاييتها أفقه منه، قال: فلقيته، فإذا برجل حسن السمت مقنع.
قال أبو رزين اللخمي: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة ومئة وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، ثم لم يزل يفتي بعد ذلك بقية عمره إلى أن توفي رحمة الله عليه.
قال هقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، أو نحوها من العلم، قال: وسئل يوماً عن مسألة فقال: ليس عندي فيه خبر، أي إن الذي أفتيتها كلها كان عندي أخبار.
قال إسماعيل بن عياش: انقلب الناس من غزاة الندوة سنة أربعين ومئة فسمعتهم يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.
فال أبو شعيب: قلت لأمية بن زيد بن أبي عثمان: أين الأوزاعي من مكحول؟ فقال: هو عندنا أرفع من مكحول، فقلت له: إن مكحولاً قد رأى أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وإن كان قد رآهم، فأين فضل الأوزاعي في نفسه؟ وقد جمع العبادة، والورع، والعلم، والقول، الحق.
قال إسحاق بن عباد الختلي: حدثني أبي قال: حججت في بعض السنين، فرأيت شيوخاً أحدهم راكب، والآخر يسوق به، وآخر يقود به، يقولون: أوسعوا للشيخ، وأسعوا للشيخ، فقلت: من الراكب؟ ومن القائد؟ ومن السائق؟ فقالوا: الراكب الأوزاعي، والقائد مالك، والسائق الثوري، قال: لولا أنهم رأوا أنه أفضلهم ما فعلوا به ذلك.
بلغ سفيان الثوري وهو بمكة مقدم الأوزاعي، فخرج حتى لقيه بذي طوى. فلما لقيه حل رسن البعير من القطار، فوضعه على رقبته، فجعل يتخلل به، فإذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ.
قال عثمان بن عاصم، أخو علي بن عاصم: رأيت شيخاً بين الصفا والمروة على ناقة وشيخاً يقوده، واجتمع أصحاب الحديث عليه، فجعل الشيخ الذي يقود يقول: يا معشر الشباب، كفوا حتى نسأل الشيخ فقلت: من هذا الراكب؟ قالوا: هذا الأوزاعي، فقلت: من هذا الذي يقوده؟ قالوا: هذا سفيان الثوري.
قال احمد بن حنبل: دخل سفيان الثوري والأوزاعي على مالك. فلما خرجا قال مالك: أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للإمام، والآخر يصلح للإمامة، يعني الأوزاعي للإمامة، ولا يصلح سفيان.
لم يكن لمالك في سفيان رأي.
ذكر الأوزاعي عند مالك فقال: ذاك إمام يقتدى به.
قال محمد بن عبد الحكم: جاء أهل الثغر إلى مالك فقالوا له: إن رأي هذين الرجلين قد غلب على أهل الثغر: سفيان الثوري، والأوزاعي، فرأي من ترى نأخذ؟ فقال: مالك: كان الأوزاعي عندنا إماماً.
قال يحيى بن سعيد القطان: قال مالك بن أنس: اجتمع عندي الأوزاعي وسفيان الثوري وأبو حنيفة فقلت: فأيهم وجدته أكثر علماً؟ قال: كان أرجحهم الأوزاعي.
قال عبد الرحمن بن القاسم:
جئت يوماً إلى منزل مالك بن انس، فوجدت سفيان الثوري وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خارجين من عنده، فدخلت إلى مالك فقلت له: أبا عبد الله، لقيت الساعة الأوزاعي والثوري خارجين من عندك، فقال لي: أما أحدهما فمن الراسخين في العلم، يريد: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
قال عون بن حكيم: حججت مع الأوزاعي وكان حجاجاً، فلما أتينا المدينة أتى المسجد، فبلغ مالكاً مقدمه، فأتاه فسلم عليه، قال: فجلسا بين الظهر والعصر يتذاكران الفقه، فلا يذكران باباً من أبواب العلم إلا ذهب الأوزاعي عليه، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا العصر، فعاودا المذاكرة، فلم يزل الأوزاعي على تلك الحال حتى اصفرت الشمس، فناظره مالك في كتاب المكاتب والمدبر فخالفه فيه. فلما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلميا المغرب قلت لأصحابه: كيف رأيتم صاحبنا من صاحبكم؟ فقالوا: لو لم يكن في صاحبكم إلا سمته لأقررنا بفضله.
وروي أن مالكاً والأوزاعي اجتمعا في مسجد سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتناظرا في المغازي فغمره الأوزاعي، ثم تناظرا في الفقه فغمره مالك.
قال سفيان بن عيينة: اجتمع الأوزاعي والثوري بمنى، فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يديك في خفض الركوع ورفعه؟ فقال الثوري: حدثنا يزيد بن أبي زياد، فقال الأوزاعي: أروي لك عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بيزيد بن أبي زياد؟! يريد: رجل ضعيف الحديث، وحديثه مخالف للسنة، قال: فاحمار وجه سفيان الثوري، فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت! قال الثوري: نعم، فقال الأوزاعي: قم بنا إلى المقام، نلتعن أينا على الحق، قال: فتبسم الثوري لما رأى الأوزاعي قد احتد، وقال: أنت المقدم.
قال الوليد بن مسلم: قال لي سعيد بن عبد العزيز: أما رأيت ابن عمرو الأوزاعي؟ قلت: بلى، قال: فاقتد يه، فقد كفاك من كان قبله.
قال علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل رجلين: الأوزاعي، والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. قال علي بن بكار: فقلت في نفسي: لو خيرت لهذه الأمة اخترت لها أبا إسحاق الفزاري.
وفي رواية: لو قيل لي: اختر لهذه الأمة: سفيان أو الأوزاعي لاخترت لها الأوزاعي لأنه كان أكثر توسعاً.
حدث الفزاري عن الأوزاعي قال: وكان والله إماماً إذ لا نصيب اليوم إماماً.
وقال إبراهيم بن محمد الفزاري: لو أن الأمة أصابتها شدة، والأوزاعي فيهم لرأيت لهم أن يفزعوا إليه.
قال محمد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز: كنا عند أبي إسحاق الفزاري يوماً فذكر الأوزاعي فقال: إن ذاك رجل كان شأنه عجباً. قال: فقال بعض أهل المجالس: وما كان عجبه يا أبا إسحاق؟ قال: يسأل عن الشيء، عندنا فيه الأثر، فيقول: ما عندي فيه شيء، وأنا أكره التكلف، ولعله يبتلى بلجاجة السائل حتى يردد عليه، فلا يعدو الأثر الذي عندنا، فقال بعض أهل المجلس: هذا أشبه بالوحي يا أبا إسحاق! قال: فأغضبه ذلك، وقال: من هذا نعجب كان والله يرد الجواب كما هو عندنا في الأثر، ولا يقدم منه مؤخراً، ولا يؤخر منه مقدماً.
قال أبو إسحاق الفزاري: ما رأيت أحداً كان أشد تواضعاً من الأوزاعي، ولا أرحم بالناس منه، وإن كان الرجل ليناديه فيقول: لبيك. وكان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
قال عبد الرحمن بن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، وسفيان بالكوفة، ومالك بن أنس بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
قال بقية: إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي، فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة، ومن طغى عليه عرفنا أنه صاحب بدعة.
قال الوليد بن مسلم: كان الأمر لا يبين على الأوزاعي حتى يتكلم، فإذا تكلم جل وملأ القلب.
قال صدقة بن عبد الله: ما رأيت أحداً أحلم، ولا أكمل، ولا أجمل فيما جمل من الأوزاعي.
قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبي يقول: ما رأيت الأوزاعي قط ضاحكاً مقهقهاً. وكان إذا أخذ في الفرائض كثر تبسمه، ولا رأيته باكياً قط.
قال موسى بن يسار: صحبت مكحولاً أربع عشرة سنة. قال عقبة: فسمعت موسى بن يسار يقول: ما رأيت أحداً قط أحد نظراً ولا أنفى للغل عن الإسلام من الأوزاعي.
قال محمد بن عجلان: ما أعلم مكان أحد أنصح للمسلمين من الأوزاعي.
قال إسحاق بن إبراهيم: إذا اجتمع سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي على أمر فهو سنة، وإن لم يكن في كتاب ناطق فإنهم أئمة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعاً.
قال إبراهيم بن إسحاق الحربي: سألت أحمد بن حنبل قلت: ما تقول في مالك بن أنس؟ فقال: حديث صحيح ورأي ضعيف. قلت: فالأوزاعي؟ قال: حديث ضعيف ورأي ضعيف. قلت: فالشافعي؟ قال: حديث صحيح ورأي صحيح.
قال أحمد البيهقي: قوله في الأوزاعي: حديث ضعيف يريد به بعض ما احتج به، لا انه ضعيف في الرواية، والأوزاعي إمام ثقة في نفسه، لكنه قد يحتج في بعض مسائله بأحاديث من عساه لم يقف على حاله، ثم يحتج بالمراسيل والمقاطيع وذلك بين في كتبه.
وعن الأوزاعي قال: كان السلف إذا صدع الفجر أو قبله شيئاً كأنما على رؤوسهم الطير مقبلين على أنفسهم، حتى لوأن حميماً لأحدهم غاب عنه حيناً ثم قدم ما التفت إليه، فلا يزالون كذلك حتى يكون قريباً من طلوع الشمس، ثم يقوم بعضهم إلى بعض فيتحلقون، فأول ما يقتضون فيه أمر معادهم وما هم صائرون إليه، ثم يتحلقون إلى الفقه والقرآن.
وعن الأوزاعي قال: طالب العلم بلا سكينة ولا حلم كالإناء المنخرق، كلما حمل فيه شيء تناثر.
قال الأوزاعي: كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم المزيف، فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا منه تركنا.
قال الوليد بن مسلم: كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثاً قال: يا غلام، قرأت القرآن؟ فإن قال: نعم قال: " يوصيكم الله في أولادكم " فإن قال: لا، قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم.
قال عمرو بن أبي سلمة: قلت للأوزاعي: في المناولة أقول فيها: حدثنا؟ قال: إن كنت حدثتك فقل، فقلت: أقول أخبرنا؟ قال: لا، قلت: فكيف أقول؟ قل: قال أبو عمرو، وعن أبي عمرو.
وعن الأوزاعي قال: ما زال هذا العلم غزيراً يتلاقاه الرجال حتى وقع في الصحف، فحمله أو دخل فيه غير أهله.
وفي رواية: كان هذا الأمر شيئاً شريفاً إذ كان الناس يتلاقونه بينهم. فلما كتب ذهب نوره، وصار إلى غير أهله.
قال أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر: بكر أصحاب الحديث على الأوزاعي، قال: فالتفت إليهم فقال: كم من حريص خاشع ليس بمنتفع ولا نافع.
قال أبو مسهر: وكان الأوزاعي لا يلحن.
قال بشر بن أبي بكر: سئل الأوزاعي فقيل: يا أبا عمرو، الرجل يسمع الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه لحن أيقيمه على عربيته؟ قال: نعم، إن سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يتكلم إلا بعربي.
وقال الأوزاعي: أعربوا الحديث، فإن القوم كانوا عرباً.
وقال الأوزاعي: لا بأس يا صلاح الخطأ واللحن في الحديث.
قال الوليد بن مسلم: احترقت كتب الأوزاعي زمنه الرجفة، ثلاثة عشر قنداقاً، فأتاه رجل بنسخها، قال: يا أبا عمرو، هذه نسخة كتابك، وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا.
مر إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - بالأوزاعي وحوله الناس فقال: على هذا عهدت الناس، كأنك معلم وحولك الصبيان، والله لوأن هذه الحلقة على أبي هريرة لعجز عنهم. قال: فقام الأوزاعي وترك الناس.
قال أبو عبيد الله كاتب المنصور: كانت ترد على المنصور من الأوزاعي - رحمه الله - كتب يتعجب منها، ويعجز كتابه عن الإجابة، فكانت تنسخ في دفاتر، وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها استحساناً لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد: وكان من أحظى كتابه عنده، وأشدهم تقدماً في صنعته: ينبغي أن نجيب الأوزاعي عن كتبه جواباً تاماً، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ذلك وإنما أرد عليه ما أحسن، وإن له نظماً في الكتب لا أظن أحداً من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق.
قال الوليد بن مسلم:
ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعيحختى رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقيل لي: إنه ها هنا في شبه غار. قال: فدخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا الأوزاعي جالس إلى جنبه. قال: فقلت: يا رسول الله، عمن أحمل العلم؟ قال لي: عن هذا، واشار إلى الأوزاعي رحمة الله عليه.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامي، فقلت: يا رسول الله، عمن أكتب العلم؟ فقال: عن الأوزاعي. قال: فقلت له: عبد الله بن سمعان؟ قال: لا.
وعنه قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسلمت عليه فقلت: يا رسول الله، ائذن لي في تقبيل يدك، قال: ومالك وتقبيل اليد؟ إنما تقبيل اليد من شكل الأعاجم، ثم قام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في مصلى ذلك البيت يصلي. قال الوليد: فحانت مني التفاتة، فإذا أنا بالأوزاعي قائم في مصلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعنه قال: رأيت في المنام كأني دفعت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإذا الشيخ مقبل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدثه، وإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل على الشيخ يسمع حديثه، قال: فسلمت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد علي السلام، ثم جلست إلى بعض الجلساء، فقتل للذي جلست إليه: من ذلك الشيخ الذي قد أقبل عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يسمع حديثه؟ قال: وما تعرف هذا؟ قال: قلت: لا قال: هذا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. قال: إنه لذو منزلة من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قال: نعم.
قال الأوزاعي: رايت كأن ملكين عرجا بي، وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقتل: بعزتك أي رب، أنت أعلم. قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني.
وفي رواية: فقال: يا عبد الرحمن، أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فقلت: بفضلك يا رب، فقلت: يا رب أمتني على الإسلام، فقال: وعلى السنة.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، أريد أن أحدثك بشيء، ولا أفعل حتى تعطيني موثقاً إنك لا تحدث به ما دمت حياً، قال: فقلت: افعل يا أبه، قال: إني رأيت فيما يرى النائم أني أدخلت الجنة، فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر وعمر، وهم يعالجون مصراع باب الجنة، فإذا ردوه زال، ثم يعالجونه فإذا ردوه زال، قال: فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا عبد الرحمن، ألا تمسك معنا؟ قال: فجئت فأمسكت معهم، فثبت. قال العباس: ونرى ذلك مما كان يذب عن السنة.
قال محمد بن شعيب: جلست إلى شيخ في المسجد - يعني: مسجد دمشق - فقال: أنا ميت يوم كذا وكذا. فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا به في الصحن يتفلى فقال: ما أخذتم السرير؟ خذوه قبل أن تسبقوا إليه. قلت: ما تقول رحمك الله؟ قال: هو ما أقول لك، إني رايت في المنام كأن طائراً وقع على ركنٍ من أركان هذه القبة، فسمعته يقول: فلان قدري، وفلان كذا، وأبو حفص عثمان بن أبي العاتكة نعم الرجل وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يوم كذا وكذا. قال: فما جاء الظهر حتى مات وأخرج بجنازته.
كان الأوزاعي من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، ما اتى عليه زوال قط إلا وهو فيه قائم يصلي.
قا الأوزاعي: من أطال القيام بالليل هون الله عليه طول القيام يوم القيامة.
قال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومئة، فما رأيته مضطجعاً على المحمل في ليلٍ ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.
وكان الأوزاعي لا يكلم أحداً بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله تعالى، فإن كلمه أحد أجابه.
وقال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
قال ابن عفان: حدثتني أمي قالت: دخلت على امرأة الأوزاعي فرأيت الحصير الذي يصلي عليه مبلولاً، فقلت: يا أختي، أخاف أن يكون الصبي بال على الحصير، فبكت وقالت: ذلك دموع الشيخ.
قال أبو مسهر: ما رئي الأوزاعي باكياً قط، ولا ضاحكاً حتى تبدو نواجذه، وإنما كان يتبسم أحياناً. كما روي في الحديث. وكان يحيي الليل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماةً وقرآنا وبكاء.
قال: وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماه، فتجده رطباً من دموعه في الليل. قال: وتفقدت ذلك في الشتاء، فلم يكن الموضع يجف في الصيف حتى يقلع الحصير من موضعه ويبسط غيره فيكون سبيله سبيل الأول.
دخل محمد بن عبد الله دمشق فهرب الأوزاعي، فبقي ثلاثة أيام صائماً يطوى، لا يجد ما يأكله، فقصد صديقاً له عند الإفطار، فقدم إليه، فقال: لو علمت قبل هذا لتقدمنا لك، فقام الأوزاعي وخرج عنه، ولم يفطر.
قال العباس بن مزيد: سمعت أصحابنايقولون: صار إلى الأوزاعي أكثر من سبعين ألف دينار، يعني من السلطان من بني امية وبني العباس. فلما مات ما خلف إلا سبعة دنانير، بقية من عطائه، وما كان له أرض ولا دار. قال العباس: نظرنا فإذاه قد أخرجها كلها في سبيل الله والفقراء.
وعن الأوزاعي: أنه ذكر الخردل، كان يحبه أو يتدواى به، فقال رجل من أهل صفورية: انا أبعث إليك منه يا أبا عمرو، فإنه ينبت عندنا كثير، بري. قال: فبعث إليه منه بصرة، وبعث بمسائل فبعث الأوزاعي بالخردل إلى السوق، فباعه، وأخذ ثمنه فلوساً فصرها في رقعته، وأجابه في المسائل، وكتب إليه: أن لم يحملني على ما صنعت شيء تكرهه، ولكن كانت معه مسائل فخفت أن يكون كهيئة الثمن لها.
قال محمد بن عيسى بن الطباع: أهدوا للأوزاعي هدية أصحاب الحيدث. فلما اجتمعوا قال لهم: أنتم بالخيار: إن شئتم قبلت هديتكم ولم أحدثكم وإن شئتم حدثتكم ورددت هديتكم.
قال أحمد بن أبي الحواري: بلغني أن نصرانياً أهدى إلى الأوزاعي جرة عسل، فقال له: يا أبا عمرو، تكتب إلى ملك بعلبك، فقال: إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك. قال: فرد الجرة، وكتب له، فوضع عنه ثلاثين ديناراً.
قال محمد بن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني، لوكنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
قال أبو هزان: كان الأوزاعي من أسخا الناس، وإن كان الرجل ليعرض بالشيء فينقلب الأوزاعي، فيعالج الطعام فيدعوه.
كان الأوزاعي يقول: ندور مع السنة حيثما دارت.
وعن الأوزاعي قال: اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما يسعهم.
وعن الأوزاعي قال: يا بقية، لا تذكر أحداً من أصحاب نبيك إلا بخير، وأزيدك يا بقية: ولا أحداً من أمتك، قال بقية: إذا سمعت الرجل يقع في غيره فهو يقول: انا خير منه.
وقال لي الأوزاعي، يا بقية، العلم ما جاء عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وما لم يجئ عن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليس بعلم.
وعن الأوزاعي قال: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.
وعن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
وعن الهيثم بن عمران قال: لي الأوزاعي: أعرى الإسلام تقوى في كل يوم، وتزيد أم تضعف وتضحل وترق؟ قلت: بل تضعف، وتضمحل وترق، فقال: صدقت، ولو كان القدر من عرى الإسلام لضعف واضمحل ورق، ولكنه بدعة وهو يطول وينمو أو يزيد.
قال الأوزاعي: لا يكون في آخر الزمان شيء أعز من أخ مؤنس، أو كسب درهم من حله، أو سنة يعمل بها.
قال الأوزاعي: كتب إلي قتادة من البصرة: إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة.
قال الأوزاعي: جئت إلى بيروت أرابط فيها، فلقيت سوداء عن المقابر فقلت لها: يا سوداء، أين العمارة؟ فقالت لي: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك، فقلت: هذه سوداء تقول هذا؟! لأقيمن بها، فأقمت ببيروت.
قال الأوزاعي: خرجت إلى الصحراء فإذا أنا برجل من جراد في السماء، وإذا أنا برجل راكب على جرادة منها، وهوشاكٍ في الحديد، وكلما قال بيده هكذا مال الجراد مع يده، وهو يقول: الدنيا باطل، باطل ما فيها، الدنياباطل، باطل ما فيها، الدنيا باطل، باطل ما فيها.
قال الأوزاعي: كان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة يصطاد، ولا ينتظر الجمعة، فخرج يوماً فخسف ببغلته، فلم يبق منها إلا أذنها.
كان الأوزاعي على باب دكان بحذاء درج مسجد بيروت، وحذاءه صاحب دكان يبيع فيه ناطفاً، وإلى جانبه صاحب دكان يبيع بصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماً، وهو يقول: يا أحلى من الناطف، فقال الأوزاعي: سبحان الله، ما يرى هذا بالكذب بأساً.
حدث الوليد عن مكحول أنه قال: لو خيرت بين القضاء وبين ضرب رقبتين لاخترت ضرب رقبتي. قال: ثم قدم علينا الأوزاعي، وقد كانوا يريدون يولونه القضاء. قال: فحدثته بقول مكحول، ثم رأيته بعد وقد صرف ذلك عنه، قال: إن كنت لمن سدد لي رأيي.
قال سليمان بن عبد الرجمن: قال عقبة بن علقمة: أرادوا الأوزاعي للقضاء فامتنع، وأبى، فتركوه. قال: فقلت لعقبة: هم كانوا يكرهون الناس على ما يريدون، فكيف لم يكرهوا الأوزاعي؟! فقال: هيهات، إنه كان في أنفسهم أعظم قدراً من ذلك.
وعن الأوزاعي قال: كنا قبل اليوم نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا أئمة ينظر إلينا ويقتدى بنا، فينبغي لنا أن نتحفظ.
وفي رواية: فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم.
كان الأوزاعي يقول: إن المؤمن قليلاً، ويعمل كثيراً. وإن المنافق يقول كثيراً، ويعمل قليلاً.
وقال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير من العمل، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه.
كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يشار بك كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به. والسلام.
وقال الأوزاعي: لؤم بالرجل ودناءه نفس يفوته وقت الصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة بكسب دانق.
حدث الهقل بن زياد: أن الأوزاعي وعظ فقال في موعظته: أيها الناس، تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " فإنكم في دارٍ، الثواء فيها قليل، وأنتم فيها مرحلون، خلائف بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا أنفسها وزهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعماراً، وأمد أجساماً، وأعظم آثاراً، فجددوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد، مؤيدين ببطش شديد، وأجساد كالعماد، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم، فما تحسن منهم من أحد، ولا تسمع لهم ركزاً، كانوا بلهو الأمل آمنين، لميقات يوم غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتاً من عقوبة الله عز وجل، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه وزوال نعمه، ومساكن خاوية، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وأرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف، بهم ظهر الفساد في البر والبحر، فلا تكونوا أشباهاً لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، وتبلغ بالأماني، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى وانتهى، وعقل مثواه فمهد لنفسه.
قال محمد بن كثير: سمعت الأوزاعي يقول: البسيط
الملك ملكان مقرونان في قرن ... فأهنأ العيش عندي خفة المؤن
وصحة الجسم ملك ليس يعدله ... ملك وما الملك إلا صحة البدن
قال أبو سعيد هاشم بن مزيد: سمعت أحمد بن الغمر يقول: سمعت عبد الله بن أبي السايب يقول:
قلت لأبي عمرو الأوزاعي: يا أبا عمرو، رضي الله عنك، أخبرني عن تفسير حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتي على الناس زمان، المتمسك فيه بدينه كالقابض على الجمر، متى هو؟ قال الأوزاعي: إن لم يكن زماننا هذا فلا أدري متى هو. قال أبو سعيد: فقلت لأبي عبد الله، أحمد بن الغمر: يا أبا عبد الله، أخبرني عن قول الأوزاعي: زماننا هذا وما بعده أشد منه كما جاءت به الآثار. فلما جاءت المحنة التي نزلت به - لما نزل عبد الله بن علي حماة - بعث إلى الأوزاعي: فأشخص إليه. قال: فنزل على ثور بن يزيد الحمصي. قال الأوزاعي: فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة العشاء الآخرة إلى أن طلع الفجر، والأوزاعي ساكت، ما أجابه بحرف. فلما انفجر الفجر قام فتوضأ لصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة الصبح، ثم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمى، وركب، فأتى حماة، فدخل الآذن، فأذن للأوزاعي. قال: فدخلت على عبد الله، وهو على سريره، وفي يده خيزرانة ينكت بها الأرض، وحوله المسودة بالسيوف المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمتة والغمد الحديد، والسيف والنطع بين يديه، فسلمت: فنكت في الأرض ثم رفع رأسه إلي وقال: يا أوزاعي، أتعد مقامنا هذا - أو مسيرنا - رابطاً؟ فقلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لامرأة يتزوجها، أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فنكت
بالخيزرانة نكتاً هو أشد من النكت الأول، وجعل من حوله يعضون لي أيديهم، ثم رفع رأسه فقال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية؟ قلت: جاءت الآثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أنه لا يحل دم امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الزاني بعد إحصان، والمرتد عن الإسلام، والنفس بالنفس، فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، ما تقول في أموال بني أمية؟ فقلت: إن كانت لهم حراماً فهي عليك حرام، وإن كانت لهم حلالاً فما أحلها الله لك إلا بحقها. قال: فنكت بالخيزرانة نكتاً هو أشد من ذلك وأطرق ملياً ثم رفع رأسه، فقال: يا أوزاعي، هممت أن أوليك القضاء، فقلت: اصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، قد كان انقطاعي إلى سلفك ومن مضى من أهل بيتك، وكانوا بحقي عارفين، فإن رأى الأمير أن يستتم ما بتدأه آباؤه فليفعل. قال: كأنك تريد الإذن، قلت: إن ورائي لحرماً بهم حاجة إلى قيامي بهم وستري لهم. قال: فذاك لك. قال: فخرجت فركبت دابتي، وانصرفت. قال: فلم أعلم حين وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إلى بيروت إلا وعثمان على البريد. قال: قلت: بدأ الرجل في، فقال: إن الأمير غفل عن جائزتك، وقد بعث لك بمئتي دينار.
قال أحمد: قال ابن أبي العشرين - يعني: عبد الحميد: فلم يبرح الأوزاعي مكانه حتى فرقها في الأيتام والأرامل والفقراء، ثم وضع الرسائل في رد ما سمع من ثور بن يزيد في القدر.
وزاد في حديث آخر بمعناه قال: أخبرني عن الخلافة: وصية لنا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فورد علي أمر عظيم، واستسلمت للموت، فقلت: لأصدقنه، فقلت: أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمح الله الأمير، كان بيني وبين داود مودة، ثم قلت، لو كانت وصية من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ترك علي بن أبي طالب أحداً يتقدمه.
كتب أبو جعفر أمير المؤمنين إلى الأوزاعي:
أما بعد، فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه، فأطلعه طلعهم، واكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة، وبما أحببت وبدا لك. قال: فكتب إليه الأوزاعي: أما بعد، فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين يعلمني أنه قد جعل في عنقي ما جعل الله لرعيته في عنقه، ويأمرني أن أطلعه طلعهم وأكتب إليه بما رأيت فيه المصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحة لهم، وبما أحببت، وبدا لي، فعليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله وطاعته، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لن تزيد حق الله عليك إلا عظيماً، ولا طاعته إلا وجوباً، ولا الإياس فيما خالف ذلك منه إلا إنكاراً. والسلام.
قال الأوزاعي: بعث إلي أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين وأنا بالساحل. فلما وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمت إليه سلمت عليه بالخلافة، ورد علي، واستجلسني ثم قال: ما الذي بطأ بك عنا يا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنكم والاقتباس منكم، قلت: فانظر يا أمير المؤمنين ألا تجهل شيئاً مما أقول لك. قال: وكيف أجهله، وأنا أسألك عنه، وفيه وجهت إليك، وأقدمتك له؟! قلت: أن تسمعه ولا تعمل به: يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله، إن الله هو الحق المبين، فصاح بي الربيع وأهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة، فطابت نفسي، وانبسطت في الكلام، فقلت: يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنما هي نعمة من الله سيقت إليه، فإن قبلها يشكر، وإلا كانت حجة من الله عليه، ليزداد بها إثماً، ويزداد الله عليه سخطاً.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيما وال بات غاشاً لرعيته حرم الله عليه الجنة.
يا أمير المؤمنين، من كره الحق فقد كره الله عز وجل، إن الله هو الحق المبين. يا أمير المؤمنين، إن الذي لين قلوب أمتكم لكم حين ولأكم أمورها لقرابتكم من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كان بهم رؤوفاً رحيماً، مواسياً لهم بنفسه في ذات يده، وعن الناس لحقيق أن تقوم له فيهم بالحق، وأن تكون بالقسط فيهم قائماً، ولعوراتهم ساتراً، لم تغلق عليه دونهم الأبواب، ولم تقم دونهم الحجاب، تبتهج بالنعمة عندهم، وتبتئس بما أصابهم من سوء. يا أمير المؤمنين، قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم، أجرهم وأسودهم، ومسلمهم وكافرهم، فكل له عليك نصيب من العدل، فكيف بك إذا اتبعك منهم فئام وراء فئام، ليس منهم أحد إلا وهو يشكو شكوة، أو يشكو بلية أدخلتها عليه، أو ظلامة سقتها إليه؟.
يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن عروة بن رويم قال: كانت بيد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جريدة رطبة يستاك بها، ويردع بها المنافقين، فاتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، ما هذه الجريدة التي قد كسرت بها قرون أمتك، وملأت بها قلوبهم رعباً؟! فكيف بمن شقق أبشارهم، وسفك دماءهم، وخرب ديارهم وأجلاهم عن بلادهم، وغيبهم الخوف منه يا أمير المؤمنين، حدثني مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا إلى القصاص من نفسه في خدشة خدشها أعرابياً لم يتعمده، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك جباراً ولا متكبراً، فدعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعرابي فقال: اقتص مني، فقال الأعرابي: قد احللتك، بأبي أنت وأمي، وما كنت لأفعل ذلك أبداً، ولو أتيت على نفسي، فدعا الله له بخير.
يا أمير المؤمنين، رض نفسك لنفسك، وخذ لها الأمان من ربك، وارغب في جنة عرضها السموات والأرض التي يقول فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقيد قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها. يا أمير المؤمنين، إن الملك لو بقي لمن قبلك لم يصل إليك، وكذلك لا يبقى لك كما لم يبق لغيرك. يا أمير المؤمنين، ما جاء في تاويل هذه الآية عن جدك: " ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " قال: الصغيرة: التبسم، والكبيرة: الضحك. فكيف بما عملته الأيدي وأحصته الألسن؟ يا أمير المؤمنين، بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها، فكيف بمن حرم عدلك وهو على بساطك؟ يا أمير المؤمنين، تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: " يا داود إنا جعلنا لك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى ". قال: يا داود؛ إذا قعد الخصمان
بين يديك، فكان لك في أحدهما هوى فلا تتمنين في نفسك أن يكون الحق له، فيفلج على صاحبه، فأمحوك من نبوتي، ثم لا تكون خليفتي، ولا كرامة. يا داود، إني إنما جعلت رسلي إلى عبادي رعاء كرعاء الإبل، لعلمهم بالرعاية ورفقهم بالسياسة، ليجبروا الكسير، ويدلوا الهزيل على الكلأ والماء. يا أمير المؤمنين، إنك قد بليت بأمر لو عرض على السموات والأرض والجبال لأبين أن يحملنه وأشفقن منه.
يا أمير المؤمنين، حدثني يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن عمر بن الخطاب استعمل رجلاً من الأنصار على الصدقة، فرآه بعد أيام مقيماً فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟ أما علمت أن لك مثل أجر المجاهد في سبيل الله؟ قال: لا، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأنه بلغني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ما من والٍ يلي شيئاً من أمور المسلمين إلا أتي به يوم القيامة، يده مغلولة إلى عنقه، فيوقف على جسر في النار، ينتقض به ذلك الجسر انتقاضة تزيل كل عضو منه عن موضعه، ثم يعاد فيحاسب، فإن كان محسناً نجا بإحسانه، وإن كان مسيئاً انخرق به ذلك الجسر، فهوى به في النار سبعين خزيفاً. قال له: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي ذر وسلمان، فأرسل إليهما عمر فسألهما، فقالا: نعم، سمعناه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: واعمراه، من يتولاها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض. قال: فأخذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى، وانتحب حتى أبكاني، ثم قلت: يا أمير المؤمنين، قد سأل جدك العباس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمارة على مكة أو الطائف أو اليمن، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عباس، يا عم النبي، نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، نصيحةً منه لعمه وشفقة منه عليه، وإنه لا يغني عنه من الله شيئاً إذ أوحى إليه " وأنذر عشيرتك الأقربين " فقال: يا عباس عم النبي، يا صفية عمة النبي، ويا فاطمة بنت محمد، إني لست أغني عنكم من الله شيئاً، لي عملي ولكم عملكم. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه: لا يقيم أمر الناس إلا حصيف العقل، أريب العقدة، لا يطلع منه على عورة، ولا يحنق على جرة، ولا تأخذه في الله لومة لائم. وقال علي رضي الله عنه: السلطان أربعة أمراء: فأمير ظلف نفسه وعماله، فذلك كالمجاهد في سبيل الله، يد الله عليه باسطة بالرحمة. وأمير ظلف نفسه وأرتع عماله لضعفه فهو على شفى هلاك إلا أن يرحم الله - وفي رواية: إلا أن يتركهم - وأمير ظلف عماله وأربع نفسه فذلك الحطمة الذي قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شر الرعاء الحطمة، فهو الهالك وحده. وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعاً.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل عليه السلام أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أتيتك حين أمر الله بمنافيخ النار، فوضعت على النار لتسعر إلى يوم القيامة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا جبريل، صف لي النار، فقال: إن الله أمر بها، فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، قم أوقد عليها ألف عام حتى أصفرت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا تطفأ - وقيل: لا يضيء لهبا ولا جمرها - والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من ثياب أهل النار ظهر لأهل الأرض لماتوا جميعاً، ولو أن ذنوباً من شرابها صب في مياه الأرض جميعاً لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله عز وجل وضع على جبال الأرض لزالت، وما استقلت، ولو أن رجلاً دخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه وعظمه، فبكى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكى جبريل لبكائه فقال: أتبكي يا محمد، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، ولم بكيت يا جبريل، وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه؟ فقال: أخاف أن أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وما روت، فهو الذي منعني من اتكالي على
منزلتي عند ربي، فأكون قد أمنت مكره، فلم يزالا يبكيان حتى نودي من السماء أن يا جبريل ويا محمد، إن الله قد آمنكما أن تغضباه، فيعذبكما.
وقد بلغني يا أمير المؤمنين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اللهم، إن كنت تعلم أني لا أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على مال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني طرفة عين. يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام لله بحقه، وإن اكرم الكرم عند الله المقري، وإنه من طلب العز بطاعة الله رفعه الله وأعزه، ومن طلبه بمعصية الله أذله الله، ووضعه.
وهذه نصيحتي، والسلام عليك. ثم نهضت فقال: إلى أين؟ فقلت: إلى البلد والوطن بإذن الله وإذن أمير المؤمنين إن شاء الله قال: قد أذنت لك، وشكرت لك نصيحتك، وقبلتها بقبولها، والله هو المرفق للخير والمعين عليه، وبه أستعين، وعليه أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل، فلا تخلني من مطالعتك إياي بمثلها، فإنك المقبول القول، غير المتهم في النصيحة، قلت: أفعل إن شاء الله، فامر له بمال يستعين به على خروجه، فلم يقبله، وقال: أنا في غنى عنه، وما كنت لأبيع نصيحتي بعرض من أعراض الدنيا كلها، وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في رده.
رفع إلى المهدي أن الأوزاعي لا يلبس السواد ويحرمه، فقال لأبي عبيد الله وزيره: ادع هذا الشيخ فسله عما عنده من تحريم السواد، فأحضره أبو عبيد الله فقال له: يا شيخ، إنه رفع إلى أمير المؤمنين أنك تحرم السواد، فما عندك فيه؟ فقال: لا احرمه، ولكني أكرهه. قال: وما الذي تكره منه؟ فقال الأوزاعي: لم أر محرماً أحرم فيه، ولا عروساً جليت فيه، ولا ميتاً كفن فيه، فمن ها هنا أكرهه. فدخل أبو عبيد الله على المهدي فأخبره بقول الأوزاعي، فاستضحك المهدي، وقال: ما أحسن ما تخلص الشيخ، لا تعرضوا له، فإنه شيخ فاضل.
هكذا ورد المهدي، وإنما هو المنصور، والأوزاعي لم يبق إلى دولة المهدي.
قال بشر بن بكر:
كان والٍ بالشام قد أراد الأوزاعي على شيء فلم يجده عنه. قال: فهم أن يؤدبه، فقال له بعض من يعتاده: لا تفعل، فإنه لا مقام لك بالشام مع الأوزاعي، فإن يكن من أمير المؤمنين شيء كان من غيرك. قال: فكف عنه. قال: فبينما هم كذلك إذ جاءه كتاب أن يخرج إلى فلان الشاري، فيقابله. قال: فقال له أولئك: الآن جاءك ما تحب منه، لو ضربت رقبته لم يجبك فيه بشيء. قال: فأرسل إليه، فاجتمع، واجتمع من كان يؤلبه على الأوزاعي وغيرهم. قال: فقال له الوالي: يا أبا عمرو، هذا كتاب أمير المؤمنين يأمر فيه بالخروج إلى هذا الظالم الشاري. قال: فقال الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير اليمامي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنما الأعمال بالنية، ولكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وروسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه. قال: فقال له الوالي: أخبرك عن كتاب أمير المؤمنين وتعارضني بغيره؟! قال: فقال له الأوزاعي: اسكت، أخبرك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعارضني بغيره؟! قال: فأشار إليه بعض من كان يؤلبه عليه بيده أن يسكت. قال: فقال له: انصرف يا أبا عمرو. قال: فلما قام قال لهم الوالي: هذا رجل معصوم. قال: وقال الوالي لمن كان يؤلبه: إشارتكم إلي أن أسكت لم كان؟ قالوا: لو أشار إلى أهل الشام لضربت رقبتك.
قال ابن أبي العشرين: سمعت أميراً كان بالساحل يقول وقد دفنا الأوزاعي ونحن عند القبر: رحمك الله أبا عمرو، لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
قال أبو مهر: ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده، ما يجلس إليه أحد، وحتى ملئت أذنه شتماً وهو يسمع.
قال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت جالساً عند الثوري، فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب قلعت -
وفي رواية: من الشام رفعت - قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فجاء موت الأوزاعي في ذلك اليوم، أو تلك الليلة.
قال يحيى بن معين: مات الأوزاعي في الحمام.
قال خيران بن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي وكان الأوزاعي روى عنه قال: دخل الأوزاعي الحمام، وكان لصاحب الحمام حاجة، فاغلق الباب عليه، وذهب قال: ثم جاء ففتح الباب، فوجده ميتاً، قد وضع يده اليمنى تحت خده، وهو مستقبل القبلة.
وقيل: إن امرأته أغلقت عليه باب حمام فمات فيه. ولم تكن عامدة لذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة. قال: وما خلف ذهباً ولا فضة ولا عقاراً ولا متاعاً إلا ستة دنانير، فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب في ديوان الساحل.
توفي الأوزاعي سنة خمسين ومئة. وقيل: سنة إحدى وخمسين ومئة. وقيل: سنة ست وخمسين. وقيل: سنة سبع وخمسين. وكان مولده سنة فتح الطوانة. فلم يتم عمره سبعين سنة، وقيل: ولد سنة ثمان وثمانين. ولما مات شيع جنازته أهل أربعة أديان: المسلمون، واليهود، والنصارى، والقبط.
قال بشر بن أبي بكر: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة، فإذا سفيان بن سعيد الثوري والأوزاعي قاعدان، فقلت لهما: ما فعل مالك؟ فقالا: وأين مالك؟ رفع مالك.
قال يزيد بن مذعور: رأيت الأوزاعي في منامي فقلت: يا أبا عمرو، دلني على درجة أتقرب بها إلى الله عز وجل قال: ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء، ومن بعدها درجة المحرومين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=93373&book=5538#d0f0a9
عبد الله بن زياد بن سمعان مولى أم سلمة مديني، قال أبو محمد روى عن نافع مولى ابن عمر والزهري وربيعة وسليمان بن حبيب المحاربي ويحيى بن سعيد الأنصاري.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: روى عنه روح بن القاسم والمفضل بن فضالة وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وابن وهب.
نا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال نا عبد العزيز ابن عمران المصري نا عبد الحميد بن الوليد عن عبد الرحمن بن القاسم
قال: سألت مالكا عن ابن سمعان فقال: كذاب.
نا عبد الرحمن نا محمد ابن عوف قال قال يحيى بن معين ثنا الحجاج بن محمد الأعور عن أبي عبيدة - يعني عبد الواحد بن واصل - قال: كان عنده ( ك) ابن سمعان ومحمد بن إسحاق فقال ابن سمعان حدثني مجاهد فقال ابن
إسحاق: كذب والله أنا أكبر منه وما رأيت مجاهدا.
نا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أيوب بن سليمان بن بلال قال أخبرني أبو بكر بن أبي أويس قال أتيت ابن سمعان ( م ) فاخرج إلي كتابا فجعل يقرؤه فيقول حدثني فلان فمر على حديث فقال حدثني شهر بن حوشب فقلت من هذا؟ فقال [هذا - ] رجل من أهل خراسان مر علينا فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب فقال: نعم، فعلمت أنه يأخذ كتبا من غير سماع فيحدث به ولم أعد إليه.
نا عبد الرحمن حدثني أبي نا إسحاق بن الصيف قال سمعت أبا مسهر يقول سمعت سعيدا يعني ابن عبد العزيز يقول: قدم عليهم ابن سمعان فأخرج إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدثهم بها قالوا: كذاب، نا عبد الرحمن أنا حرب بن إسماعيل [الكرماني - ] فيما كتب إلى قال سألت أحمد بن حنبل عن عبد الله ابن سمعان فقال: هو متروك الحديث، كان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب.
نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه [بن الحسن - ] قال سمعت
أبا طالب قال سألت أحمد بن حنبل عن ابن سمعان قال: سمعت إبراهيم ابن سعد يقول: هو كذاب، قلت لابن أخي الزهري هل رأيت ابن سمان عند أحد من العلماء؟ قال: ما رأيته عند أحد منهم.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: ابن سمعان ضعيف [الحديث - ] ليس بشئ.
نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أحمد بن صالح يقول: أظن ابن سمعان [كان - ] يضع للناس يعني الحديث.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: ابن سمعان
ضعيف الحديث سبيله سبيل الترك قال أبو محمد امتنع أبو زرعة من أن يقرأ علينا حديث ابن سمعان وقال: هو لا شئ.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: روى عنه روح بن القاسم والمفضل بن فضالة وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وابن وهب.
نا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال نا عبد العزيز ابن عمران المصري نا عبد الحميد بن الوليد عن عبد الرحمن بن القاسم
قال: سألت مالكا عن ابن سمعان فقال: كذاب.
نا عبد الرحمن نا محمد ابن عوف قال قال يحيى بن معين ثنا الحجاج بن محمد الأعور عن أبي عبيدة - يعني عبد الواحد بن واصل - قال: كان عنده ( ك) ابن سمعان ومحمد بن إسحاق فقال ابن سمعان حدثني مجاهد فقال ابن
إسحاق: كذب والله أنا أكبر منه وما رأيت مجاهدا.
نا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أيوب بن سليمان بن بلال قال أخبرني أبو بكر بن أبي أويس قال أتيت ابن سمعان ( م ) فاخرج إلي كتابا فجعل يقرؤه فيقول حدثني فلان فمر على حديث فقال حدثني شهر بن حوشب فقلت من هذا؟ فقال [هذا - ] رجل من أهل خراسان مر علينا فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب فقال: نعم، فعلمت أنه يأخذ كتبا من غير سماع فيحدث به ولم أعد إليه.
نا عبد الرحمن حدثني أبي نا إسحاق بن الصيف قال سمعت أبا مسهر يقول سمعت سعيدا يعني ابن عبد العزيز يقول: قدم عليهم ابن سمعان فأخرج إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدثهم بها قالوا: كذاب، نا عبد الرحمن أنا حرب بن إسماعيل [الكرماني - ] فيما كتب إلى قال سألت أحمد بن حنبل عن عبد الله ابن سمعان فقال: هو متروك الحديث، كان إبراهيم بن سعد يرميه بالكذب.
نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه [بن الحسن - ] قال سمعت
أبا طالب قال سألت أحمد بن حنبل عن ابن سمعان قال: سمعت إبراهيم ابن سعد يقول: هو كذاب، قلت لابن أخي الزهري هل رأيت ابن سمان عند أحد من العلماء؟ قال: ما رأيته عند أحد منهم.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: ابن سمعان ضعيف [الحديث - ] ليس بشئ.
نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أحمد بن صالح يقول: أظن ابن سمعان [كان - ] يضع للناس يعني الحديث.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: ابن سمعان
ضعيف الحديث سبيله سبيل الترك قال أبو محمد امتنع أبو زرعة من أن يقرأ علينا حديث ابن سمعان وقال: هو لا شئ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156247&book=5538#1ff112
عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ الفِهْرِيُّ
مَوْلاَهُمْ الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الفِهْرِيُّ مَوْلاَهُمْ، المِصْرِيُّ، الحَافِظُ.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
أَرَّخَهُ ابْنُ يُوْنُسَ، وَقَالَ: قِيْلَ: وَلاَؤُهُ لِلأَنْصَارِ.
طَلَبَ العِلمَ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
رَوَى عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَحُيَيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ المَعَافِرِيِّ، وَحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَعُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، وَأَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بنِ زِيَادٍ، وَمُوْسَى بنِ أَيُّوْبَ الغَافِقِيِّ، وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادِ بنِ
سَمْعَانَ، وَمَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَحَرْملَةَ بنِ عِمْرَانَ، وَسَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ المَدَنِيِّ، وَالضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَيَّاشٍ القِتْبَانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادٍ الإِفْرِيْقِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.لَقِيَ بَعْضَ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَمِنْ كُنُوْزِ العَمَلِ.
ذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي كِتَابِ (العِلْمِ) لَهُ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ:
كَانَ أَوَّلُ أَمْرِي فِي العِبَادَةِ قَبْلَ طَلَبِ العِلْمِ، فَوَلِعَ بِيَ الشَّيْطَانُ فِي ذِكْرِ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَيْفَ خَلَقَهُ اللهُ -تَعَالَى- وَنَحْوِ هَذَا، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى شَيْخٍ، فَقَالَ لِي: ابْنَ وَهْبٍ.
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: اطْلُبِ العِلْمَ.
فَكَانَ سَبَبَ طَلَبِي العِلْمَ.
قُلْتُ: مَعَ أَنَّهُ طَلَبَ العِلمَ فِي الحَدَاثَةِ، نَعَمْ، وَحَدَّثَ عَنْهُ خَلقٌ كَثِيْرٌ، وَانتَشَرَ عِلْمُهُ، وَبَعُدَ صِيتُهُ.
رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ - شَيْخُه - وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَصْبَغُ بنُ الفَرَجِ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى التُّسْتَرِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَالحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَأَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ، وَعَمْرُو بنُ سَوَّادٍ، وَهَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيُّ، وَسُحْنُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ عَالِمُ المَغْرِبِ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَهْبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَعِيْسَى بنُ مَثْرُوْدٍ الغَافِقِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمْدَانِيُّ، وَغَيْرُهُم.
وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قَدْ عَمِيَ، وَقَطَعَ الحَدِيْثَ، وَرَأَيْتُ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ جَالِساً فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: آخُذُ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، ثُمَّ أَصِيْرُ إِلَى هِشَامٍ.فَلَمَّا فَرَغْتُ، قُمْتُ إِلَى مَنْزِلِ هِشَامٍ، فَقَالُوا: قَدْ نَامَ.
فَقُلْتُ: أَحُجُّ، وَأَرْجِعُ.
فَرَجَعتُ، فَوَجَدتُهُ قَدْ مَاتَ.
كَذَا هَذِهِ الرِّوَايَةُ، وَإِنَّمَا مَاتَ هِشَامٌ بِبَغْدَادَ، فَلَعَلَّهُ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ بَعْدُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ القَاسِمِ يَقُوْلُ:
لَوْ مَاتَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، لَضُرِبَتْ إِلَى ابْنِ وَهْبٍ أَكْبَادُ الإِبِلِ، مَا دَوَّنَ العِلْمَ أَحَدٌ تَدْوِينَهُ.
وَرَوَى: يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنِ ابْنِ وِهْبٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي نَافِعُ بنُ أَبِي نُعَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: نَظَرْتُ فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ لابْنِ وَهْبٍ، وَلاَ أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ لَهُ حَدِيْثاً لاَ أَصْلَ لَهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: ابْنُ وَهْبٍ أَفْقَهُ مِنِ ابْنِ القَاسِمِ.
قُلْتُ: (مُوَطَّأُ ابْنِ وَهْبٍ) كَبِيْرٌ، لَمْ أَرَهُ، وَلَهُ كِتَابُ (الجَامِعِ) ، وَكِتَابُ (البَيْعَةِ) ، وَكِتَابُ (المَنَاسِكِ) ، وَكِتَابُ (المَغَازِي) ، وَكِتَابُ (الرِّدَّةِ) ، وَكِتَابُ (تَفْسِيْرِ غَرِيْبِ المُوَطَّأِ) ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الحَافِظُ: حَدَّثَ ابْنُ وَهْبٍ بِمائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ، مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنْهُ، وَقَعَ عِنْدَنَا سَبْعُوْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ عَنْهُ.
قُلْتُ: كَيْفَ لاَ يَكُوْنُ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وَقَدْ ضَمَّ إِلَى عِلْمِهِ عِلْمَ
مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَغَيْرِهِم؟!قَالَ عَلِيُّ بنُ الجُنَيْدِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ يُعَظِّمُ ابْنَ وَهْبٍ، وَيَقُوْلُ: مَسَائِلُهُ عَنْ مَالِكٍ صَحِيْحَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ صَدُوْقٌ، صَالِحُ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي (كَامِلِهِ ) : هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ، لاَ أَعْلَمُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ ثِقَةٌ.
وَرَوَى: أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:
ابْنُ وَهْبٍ يَفصِلُ السَّمَاعَ مِنَ العَرْضِ، مَا أَصَحَّ حَدِيْثَهُ وَأَثْبَتَه! وَقَدْ كَانَ يُسِيءُ الأَخْذَ، لَكِنْ مَا رَوَاهُ أَوْ حَدَّثَ بِهِ، وَجَدتُهُ صَحِيْحاً.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
قَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ كِتَابُ (أَهْوَالِ يَوْمِ القِيَامَةِ) - تَأْلِيْفُهُ - فَخَرَّ مَغْشِيّاً.
قَالَ: فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِكَلِمَةٍ حَتَّى مَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.
وَعَنْ سُحْنُوْنَ الفَقِيْهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ وَهْبٍ قَدْ قَسَمَ دَهْرَهُ أَثْلاَثاً، ثُلُثاً فِي الرِّبَاطِ، وَثُلُثاً يُعَلِّمُ النَّاسَ بِمِصْرَ، وَثُلُثاً فِي الحَجِّ، وَذُكِرَ أَنَّهُ حَجَّ سِتّاً وَثَلاَثِيْنَ حَجَّةً.
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، قَالَ: دَعَوْتُ يُوْنُسَ بنَ يَزِيْدَ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسِي.وَبَلَغَنَا أَنَّ مَالِكاً الإِمَامَ كَانَ يَكْتُبُ إِلَيْهِ: إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ، وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا مَعَ غَيْرِهِ.
وَقَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ ابْنُ وَهْبٍ وَابْنُ القَاسِمِ، فَقَالَ مَالِكٌ: ابْنُ وَهْبٍ عَالِمٌ، وَابْنُ القَاسِمِ فَقِيْهٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمَذَانِيُّ: دَخَلَ ابْنُ وَهْبٍ الحَمَّامَ، فَسَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {وَإِذْ يَتَحَاجُّوْنَ فِي النَّارِ} [المُؤْمِنُ: 47] ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ بنُ أَبِي الغَمْرِ: كُنَّا نُسَمِّي ابْنَ وَهْبٍ: دِيْوَانَ العِلْمِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ: نَظَرْتُ لابْنِ وَهْبٍ فِي نَحْوِ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ.
قُلْتُ: هَذِهِ رِوَايَةٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: جَدُّ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، هُوَ مُسْلِمٌ، مَوْلَى رَيْحَانَةَ؛ مَوْلاَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أُنَيْسٍ الفِهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَحْشَلٌ: طَلَبَ عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَمِيْرُ عَمِّيَ لِيُوَلِّيَهُ القَضَاءَ، فَتَغَيَّبَ عَمِّي، فَهَدَمَ عَبَّادٌ بَعْضَ دَارِنَا، فَقَالَ الصَّبَّاحِيُّ لِعَبَّادٍ: مَتَى طَمِعَ هَذَا الكَذَا وَكَذَا أَنْ يَلِيَ القَضَاءَ؟!
فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمِّي، فَدَعَا عَلَيْهِ بِالعَمَى.
قَالَ: فَعَمِيَ الصَّبَّاحِيُّ بَعْدَ جُمُعَةٍ.
قَالَ حَجَّاجُ بنُ رِشْدِيْنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ يَتَذَمَّرُ وَيَصِيْحُ، فَأَشرَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ غُرْفَتِي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ! بَيْنَمَا أَنَا أَرْجُو أَنْ أُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ العُلَمَاءِ، أُحشَرُ فِي زُمْرَةِ القُضَاةِ.
قَالَ: فَتَغَيَّبَ فِي يَوْمِهِ، فَطَلبُوْهُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ:
نَذَرتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَاناً أَنْ أَصُوْمَ يَوْماً، فَأَجْهَدَنِي، فَكُنْتُ أَغْتَابُ وَأَصُوْمُ، فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَمَّا اغْتَبتُ إِنْسَاناً، أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ، فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ تَرَكتُ الغِيْبَةَ.
قُلْتُ: هَكَذَا -وَاللهِ- كَانَ العُلَمَاءُ، وَهَذَا هُوَ ثَمَرَةُ العِلْمِ النَّافِعِ، وَعَبْدُ اللهِ حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَحَدِيْثُهُ كَثِيْرٌ فِي الصِّحَاحِ، وَفِي دَوَاوِيْنِ الإِسْلاَمِ، وَحَسْبُكَ بِالنَّسَائِيِّ وَتَعَنُّتِهِ فِي النَّقْدِ حَيْثُ يَقُوْلُ: وَابْنُ وَهْبٍ ثِقَةٌ، مَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ حَدِيْثاً مُنْكَراً.
قُلْتُ: أَكْثَرَ فِي تَوَالِيْفِهِ مِنَ المَقَاطِيْعِ وَالمُعْضَلاَتِ، وَأَكْثَرَ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ وَبَابتِهِ، وَقَدْ تَمَعْقَلَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ فِي أَخذِهِ لِلْحَدِيْثِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَتَرَخَّصُ فِي الأَخذِ، وَسَوَاءٌ تَرَخَّصَ وَرَأَى ذَلِكَ سَائِغاً، أَوْ تَشَدَّدَ، فَمَنْ يَرْوِي مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَيَنْدُرُ المُنْكَرُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الإِتْقَانِ.
قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ بنُ عَمْرٍو: جَاءنَا نَعْيُ ابْنِ وَهْبٍ، وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ:
إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، أُصِيْبَ بِهِ المُسْلِمُوْنَ عَامَّةً، وَأُصِبْتُ بِهِ خَاصَّةً.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ ابْنُ وَهْبٍ لَهُ دُنْيَا وَثَرْوَةٌ، فَكَانَ يَصِلُ سُفْيَانَ، وَيَبَرُّهُ، فَلِهَذَا يَقُوْلُ: أُصِبْتُ بِهِ خَاصَّةً.قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: كَانُوا أَرَادُوا ابْنَ وَهْبٍ عَلَى القَضَاءِ، فَتَغَيَّبَ.
قَالَ: وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ وَقعَ لَنَا جُمْلَةٌ مِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ فِي (الخِلَعِيَّاتِ ) ، وَفِي (الثَّقَفِيَّاتِ ) ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ العُتْبِيَّ يَقُوْلُ:
حَدَّثَنِي سُحْنُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ فِي النَّومِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟
فَقَالَ: وَجَدتُ عِنْدَهُ مَا أُحِبُّ.
قَالَ لَهُ: فَأَيَّ أَعْمَالِكَ وَجَدتَ أَفْضَلَ؟
قَالَ: تِلاَوَةُ القُرْآنِ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَالمَسَائِلُ؟
فَكَانَ يُشِيْرُ بِأُصْبُعِهِ يُلَشِّيْهَا.
قَالَ: فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، فَيَقُوْلُ لِي: هُوَ فِي عِلِّيِّيْنَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ
مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ الخَوْلاَنِيُّ (ح) .وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، قَالَ:
قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الأَشْعَثِ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُم أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ - وَهَذَا لَفظُ أَحْمَدَ - أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ سَيْفٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَا يَوْمٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيْهِ عَبِيْداً مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ) .
زَادَ فِيْهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ: (وَإِنَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ ) .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَدِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عَنْ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجَدَ الحَرَامَ، وَصَلاَةُ الجَمَاعَةِ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ دَرَجَةً عَلَى صَلاَةِ الفَذِّ).
رَوَى: عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، سَمِعَ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ لِسُفْيَانَ:يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! الَّذِي عَرَضَ عَلَيْكَ فُلاَنٌ أَمْسِ، أَجِزْهَا لِي.
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: هَذَا الفِعلُ مَذْهَبُ طَائِفَةٍ، وَإِنَّ الرِّوَايَةَ سَائِغَةٌ بِهِ، وَبِهِ يَقُوْلُ: الزُّهْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَرَوَى: ابْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَخْزُوْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ، وَعِنْدَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، فَجَاءهُ ابْنُ وَهْبٍ بِجُزْءٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أُحَدِّثُ بِمَا فِيْهِ عَنْكَ؟
فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ: يَا شَيْخُ! هَذَا وَالرِّيْحُ سَوَاءٌ، ادْفَعِ الجُزءَ إِلَيْهِ حَتَّى نَنظُرَ فِي حَدِيْثِهِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الدَّوْرَقِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
ابْنُ وَهْبٍ لَيْسَ بِذَاكَ فِي ابْنِ جُرَيْجٍ، كَانَ يُسْتَصْغَرُ.
وَقَدْ وَرَدَ: أَنَّ اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ سَمِعَ مِنِ ابْنِ وَهْبٍ أَحَادِيْثَ ابْنِ جُرَيْجٍ.
فَمِنْ غَرَائِبِهِ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلاً
زَنَى، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجُلِدَ، ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّهُ مُحْصَنٌ، فَرَجَمَهُ.لَكِنَّ هَذَا تَابَعَهُ عَلَيْهِ: أَبُو عَاصِمٍ.
وَأَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
قَالَ هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيْثَ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ.
فَكَتَبْتُ لَهُ مائَتَيْنِ، وَحَدَّثْتُهُ بِهَا.
عَمْرُو بنُ سَوَّادٍ: قَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ:
سَمِعْتُ مِنْ ثَلاَثِ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ شَيْخاً، فَمَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَتَحَفَّظُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ.
يُوْنُسُ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَطَلَبْتُ العِلْمَ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَدَعَوْتُ يُوْنُسَ يَوْمَ عُرْسِي.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ،
قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، عَنِ العُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَ ذِي اليَدِيْنَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، قَالَ: صَنَّفَ ابْنُ وَهْبٍ مائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، كُلُّهُ سِوَى حَدِيْثَينِ عِنْدَ حَرْمَلَةَ.قُلْتُ: وَمَعَ هَذِهِ الكَثْرَةِ، فَيَعْتَرِفُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَيَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً مِنْ رِوَايَةِ ثِقَةٍ عَنْهُ.
وَرَوَى: أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:
مَا أَصَحَّ حَدِيْثَ ابْنِ وَهْبٍ وَأَثْبَتَه! يُفَصِّلُ السَّمَاعَ مِنَ العَرْضِ، وَالحَدِيْثَ مِنَ الحَدِيْثِ.
فَقِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ كَانَ سَيِّئَ الأَخْذِ؟
قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ إِذَا نَظَرتَ فِي حَدِيْثِهِ، وَمَا رَوَى عَنْ مَشَايِخِه، وَجَدتَه صَحِيْحاً - مَرَّ هَذَا مُخْتَصَراً -.
وَعَنِ الحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ، قَالَ: شَهِدتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَمَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ، فَسُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، فَسَأَلَ ابْنَ وَهْبٍ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا شَيْخُ أَهْلِ مِصْرَ، يُخْبِرُ عَنْ مَالِكٍ بِكَذَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: ابْنُ وَهْبٍ هُوَ الَّذِي عُنِيَ بِجمعِ مَا رَوَى أَهْلُ الحِجَازِ، وَأَهْلُ مِصْرَ، وَحَفِظَ عَلَيْهِم حَدِيْثَهُم، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَكَانَ مِنَ العُبَّادِ.
قَالَ يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: عُرِضَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ القَضَاءُ، فَجَنَّنَ نَفْسَهُ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ.
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي
قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ، فَسُئِلَ عَنْ تَخْلِيْلِ الأَصَابِعِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ، فَتَرَكْتُ حَتَّى خَفَّ المَجْلِسُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ سُنَّةً:
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا
تَوَضَّأْتَ خَلِّلْ أَصَابعَ رِجْلَيْكَ ) .فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يُسْأَلُ عَنْهُ، فَيَأْمُرُ بِتَخْلِيْلِ الأَصَابِعِ، وَقَالَ لِي: مَا سَمِعْتُ بِهَذَا الحَدِيْثِ قَطُّ إِلَى الآنَ.
سَمِعنَاهُ فِي (إِرْشَادِ) الخَلِيْلِيِّ: حَدَّثَنِي جَدِّي، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ، وَالقَاسِمُ بنُ عَلْقَمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحُ بنُ عِيْسَى، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
مَوْلاَهُمْ الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الفِهْرِيُّ مَوْلاَهُمْ، المِصْرِيُّ، الحَافِظُ.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
أَرَّخَهُ ابْنُ يُوْنُسَ، وَقَالَ: قِيْلَ: وَلاَؤُهُ لِلأَنْصَارِ.
طَلَبَ العِلمَ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
رَوَى عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَيُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ، وَحَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَحُيَيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ المَعَافِرِيِّ، وَحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَعُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَعَبْدِ الحَمِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ، وَمُوْسَى بنِ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، وَأَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بنِ زِيَادٍ، وَمُوْسَى بنِ أَيُّوْبَ الغَافِقِيِّ، وَأَفْلَحَ بنِ حُمَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ زِيَادِ بنِ
سَمْعَانَ، وَمَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَحَرْملَةَ بنِ عِمْرَانَ، وَسَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ المَدَنِيِّ، وَالضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَيَّاشٍ القِتْبَانِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادٍ الإِفْرِيْقِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.لَقِيَ بَعْضَ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ، وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَمِنْ كُنُوْزِ العَمَلِ.
ذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي كِتَابِ (العِلْمِ) لَهُ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ:
كَانَ أَوَّلُ أَمْرِي فِي العِبَادَةِ قَبْلَ طَلَبِ العِلْمِ، فَوَلِعَ بِيَ الشَّيْطَانُ فِي ذِكْرِ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَيْفَ خَلَقَهُ اللهُ -تَعَالَى- وَنَحْوِ هَذَا، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى شَيْخٍ، فَقَالَ لِي: ابْنَ وَهْبٍ.
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: اطْلُبِ العِلْمَ.
فَكَانَ سَبَبَ طَلَبِي العِلْمَ.
قُلْتُ: مَعَ أَنَّهُ طَلَبَ العِلمَ فِي الحَدَاثَةِ، نَعَمْ، وَحَدَّثَ عَنْهُ خَلقٌ كَثِيْرٌ، وَانتَشَرَ عِلْمُهُ، وَبَعُدَ صِيتُهُ.
رَوَى عَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ - شَيْخُه - وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَأَصْبَغُ بنُ الفَرَجِ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيْسَى التُّسْتَرِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، وَالحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَأَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ، وَعَمْرُو بنُ سَوَّادٍ، وَهَارُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ الأَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المَقَابِرِيُّ، وَسُحْنُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ عَالِمُ المَغْرِبِ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَهْبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَعِيْسَى بنُ مَثْرُوْدٍ الغَافِقِيُّ، وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيُّ، وَعَبْدُ المَلِكِ بنُ شُعَيْبِ بنِ اللَّيْثِ، وَأَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمْدَانِيُّ، وَغَيْرُهُم.
وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قَدْ عَمِيَ، وَقَطَعَ الحَدِيْثَ، وَرَأَيْتُ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ جَالِساً فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: آخُذُ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ، ثُمَّ أَصِيْرُ إِلَى هِشَامٍ.فَلَمَّا فَرَغْتُ، قُمْتُ إِلَى مَنْزِلِ هِشَامٍ، فَقَالُوا: قَدْ نَامَ.
فَقُلْتُ: أَحُجُّ، وَأَرْجِعُ.
فَرَجَعتُ، فَوَجَدتُهُ قَدْ مَاتَ.
كَذَا هَذِهِ الرِّوَايَةُ، وَإِنَّمَا مَاتَ هِشَامٌ بِبَغْدَادَ، فَلَعَلَّهُ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ بَعْدُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ القَاسِمِ يَقُوْلُ:
لَوْ مَاتَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، لَضُرِبَتْ إِلَى ابْنِ وَهْبٍ أَكْبَادُ الإِبِلِ، مَا دَوَّنَ العِلْمَ أَحَدٌ تَدْوِينَهُ.
وَرَوَى: يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنِ ابْنِ وِهْبٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي نَافِعُ بنُ أَبِي نُعَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: نَظَرْتُ فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ لابْنِ وَهْبٍ، وَلاَ أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ لَهُ حَدِيْثاً لاَ أَصْلَ لَهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: ابْنُ وَهْبٍ أَفْقَهُ مِنِ ابْنِ القَاسِمِ.
قُلْتُ: (مُوَطَّأُ ابْنِ وَهْبٍ) كَبِيْرٌ، لَمْ أَرَهُ، وَلَهُ كِتَابُ (الجَامِعِ) ، وَكِتَابُ (البَيْعَةِ) ، وَكِتَابُ (المَنَاسِكِ) ، وَكِتَابُ (المَغَازِي) ، وَكِتَابُ (الرِّدَّةِ) ، وَكِتَابُ (تَفْسِيْرِ غَرِيْبِ المُوَطَّأِ) ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الحَافِظُ: حَدَّثَ ابْنُ وَهْبٍ بِمائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ، مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنْهُ، وَقَعَ عِنْدَنَا سَبْعُوْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ عَنْهُ.
قُلْتُ: كَيْفَ لاَ يَكُوْنُ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، وَقَدْ ضَمَّ إِلَى عِلْمِهِ عِلْمَ
مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ، وَعَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَغَيْرِهِم؟!قَالَ عَلِيُّ بنُ الجُنَيْدِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ يُعَظِّمُ ابْنَ وَهْبٍ، وَيَقُوْلُ: مَسَائِلُهُ عَنْ مَالِكٍ صَحِيْحَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ صَدُوْقٌ، صَالِحُ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي (كَامِلِهِ ) : هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ، لاَ أَعْلَمُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ ثِقَةٌ.
وَرَوَى: أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:
ابْنُ وَهْبٍ يَفصِلُ السَّمَاعَ مِنَ العَرْضِ، مَا أَصَحَّ حَدِيْثَهُ وَأَثْبَتَه! وَقَدْ كَانَ يُسِيءُ الأَخْذَ، لَكِنْ مَا رَوَاهُ أَوْ حَدَّثَ بِهِ، وَجَدتُهُ صَحِيْحاً.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
قَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ كِتَابُ (أَهْوَالِ يَوْمِ القِيَامَةِ) - تَأْلِيْفُهُ - فَخَرَّ مَغْشِيّاً.
قَالَ: فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِكَلِمَةٍ حَتَّى مَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.
وَعَنْ سُحْنُوْنَ الفَقِيْهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ وَهْبٍ قَدْ قَسَمَ دَهْرَهُ أَثْلاَثاً، ثُلُثاً فِي الرِّبَاطِ، وَثُلُثاً يُعَلِّمُ النَّاسَ بِمِصْرَ، وَثُلُثاً فِي الحَجِّ، وَذُكِرَ أَنَّهُ حَجَّ سِتّاً وَثَلاَثِيْنَ حَجَّةً.
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، قَالَ: دَعَوْتُ يُوْنُسَ بنَ يَزِيْدَ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسِي.وَبَلَغَنَا أَنَّ مَالِكاً الإِمَامَ كَانَ يَكْتُبُ إِلَيْهِ: إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ، وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا مَعَ غَيْرِهِ.
وَقَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ ابْنُ وَهْبٍ وَابْنُ القَاسِمِ، فَقَالَ مَالِكٌ: ابْنُ وَهْبٍ عَالِمٌ، وَابْنُ القَاسِمِ فَقِيْهٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الهَمَذَانِيُّ: دَخَلَ ابْنُ وَهْبٍ الحَمَّامَ، فَسَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {وَإِذْ يَتَحَاجُّوْنَ فِي النَّارِ} [المُؤْمِنُ: 47] ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ بنُ أَبِي الغَمْرِ: كُنَّا نُسَمِّي ابْنَ وَهْبٍ: دِيْوَانَ العِلْمِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ: نَظَرْتُ لابْنِ وَهْبٍ فِي نَحْوِ ثَمَانِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ.
قُلْتُ: هَذِهِ رِوَايَةٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: جَدُّ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، هُوَ مُسْلِمٌ، مَوْلَى رَيْحَانَةَ؛ مَوْلاَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ أُنَيْسٍ الفِهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَحْشَلٌ: طَلَبَ عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَمِيْرُ عَمِّيَ لِيُوَلِّيَهُ القَضَاءَ، فَتَغَيَّبَ عَمِّي، فَهَدَمَ عَبَّادٌ بَعْضَ دَارِنَا، فَقَالَ الصَّبَّاحِيُّ لِعَبَّادٍ: مَتَى طَمِعَ هَذَا الكَذَا وَكَذَا أَنْ يَلِيَ القَضَاءَ؟!
فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمِّي، فَدَعَا عَلَيْهِ بِالعَمَى.
قَالَ: فَعَمِيَ الصَّبَّاحِيُّ بَعْدَ جُمُعَةٍ.
قَالَ حَجَّاجُ بنُ رِشْدِيْنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ وَهْبٍ يَتَذَمَّرُ وَيَصِيْحُ، فَأَشرَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ غُرْفَتِي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ! بَيْنَمَا أَنَا أَرْجُو أَنْ أُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ العُلَمَاءِ، أُحشَرُ فِي زُمْرَةِ القُضَاةِ.
قَالَ: فَتَغَيَّبَ فِي يَوْمِهِ، فَطَلبُوْهُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ:
نَذَرتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَاناً أَنْ أَصُوْمَ يَوْماً، فَأَجْهَدَنِي، فَكُنْتُ أَغْتَابُ وَأَصُوْمُ، فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَمَّا اغْتَبتُ إِنْسَاناً، أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ، فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ تَرَكتُ الغِيْبَةَ.
قُلْتُ: هَكَذَا -وَاللهِ- كَانَ العُلَمَاءُ، وَهَذَا هُوَ ثَمَرَةُ العِلْمِ النَّافِعِ، وَعَبْدُ اللهِ حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَحَدِيْثُهُ كَثِيْرٌ فِي الصِّحَاحِ، وَفِي دَوَاوِيْنِ الإِسْلاَمِ، وَحَسْبُكَ بِالنَّسَائِيِّ وَتَعَنُّتِهِ فِي النَّقْدِ حَيْثُ يَقُوْلُ: وَابْنُ وَهْبٍ ثِقَةٌ، مَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ حَدِيْثاً مُنْكَراً.
قُلْتُ: أَكْثَرَ فِي تَوَالِيْفِهِ مِنَ المَقَاطِيْعِ وَالمُعْضَلاَتِ، وَأَكْثَرَ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ وَبَابتِهِ، وَقَدْ تَمَعْقَلَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ فِي أَخذِهِ لِلْحَدِيْثِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَتَرَخَّصُ فِي الأَخذِ، وَسَوَاءٌ تَرَخَّصَ وَرَأَى ذَلِكَ سَائِغاً، أَوْ تَشَدَّدَ، فَمَنْ يَرْوِي مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ، وَيَنْدُرُ المُنْكَرُ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الإِتْقَانِ.
قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ بنُ عَمْرٍو: جَاءنَا نَعْيُ ابْنِ وَهْبٍ، وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ:
إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، أُصِيْبَ بِهِ المُسْلِمُوْنَ عَامَّةً، وَأُصِبْتُ بِهِ خَاصَّةً.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ ابْنُ وَهْبٍ لَهُ دُنْيَا وَثَرْوَةٌ، فَكَانَ يَصِلُ سُفْيَانَ، وَيَبَرُّهُ، فَلِهَذَا يَقُوْلُ: أُصِبْتُ بِهِ خَاصَّةً.قَالَ يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى: كَانُوا أَرَادُوا ابْنَ وَهْبٍ عَلَى القَضَاءِ، فَتَغَيَّبَ.
قَالَ: وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَقَدْ وَقعَ لَنَا جُمْلَةٌ مِنْ عَالِي حَدِيْثِهِ فِي (الخِلَعِيَّاتِ ) ، وَفِي (الثَّقَفِيَّاتِ ) ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ العُتْبِيَّ يَقُوْلُ:
حَدَّثَنِي سُحْنُوْنُ بنُ سَعِيْدٍ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ فِي النَّومِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟
فَقَالَ: وَجَدتُ عِنْدَهُ مَا أُحِبُّ.
قَالَ لَهُ: فَأَيَّ أَعْمَالِكَ وَجَدتَ أَفْضَلَ؟
قَالَ: تِلاَوَةُ القُرْآنِ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَالمَسَائِلُ؟
فَكَانَ يُشِيْرُ بِأُصْبُعِهِ يُلَشِّيْهَا.
قَالَ: فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، فَيَقُوْلُ لِي: هُوَ فِي عِلِّيِّيْنَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ البُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ
مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ الخَوْلاَنِيُّ (ح) .وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النَّقُّوْرِ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ إِمْلاَءً، قَالَ:
قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الأَشْعَثِ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُم أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ - وَهَذَا لَفظُ أَحْمَدَ - أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ، سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ سَيْفٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَا يَوْمٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيْهِ عَبِيْداً مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ) .
زَادَ فِيْهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُنْقِذٍ: (وَإِنَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ ) .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو المَدِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، عَنْ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجَدَ الحَرَامَ، وَصَلاَةُ الجَمَاعَةِ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ دَرَجَةً عَلَى صَلاَةِ الفَذِّ).
رَوَى: عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، سَمِعَ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ لِسُفْيَانَ:يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! الَّذِي عَرَضَ عَلَيْكَ فُلاَنٌ أَمْسِ، أَجِزْهَا لِي.
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: هَذَا الفِعلُ مَذْهَبُ طَائِفَةٍ، وَإِنَّ الرِّوَايَةَ سَائِغَةٌ بِهِ، وَبِهِ يَقُوْلُ: الزُّهْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَرَوَى: ابْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَخْزُوْمِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ، وَعِنْدَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، فَجَاءهُ ابْنُ وَهْبٍ بِجُزْءٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أُحَدِّثُ بِمَا فِيْهِ عَنْكَ؟
فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ: يَا شَيْخُ! هَذَا وَالرِّيْحُ سَوَاءٌ، ادْفَعِ الجُزءَ إِلَيْهِ حَتَّى نَنظُرَ فِي حَدِيْثِهِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الدَّوْرَقِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
ابْنُ وَهْبٍ لَيْسَ بِذَاكَ فِي ابْنِ جُرَيْجٍ، كَانَ يُسْتَصْغَرُ.
وَقَدْ وَرَدَ: أَنَّ اللَّيْثَ بنَ سَعْدٍ سَمِعَ مِنِ ابْنِ وَهْبٍ أَحَادِيْثَ ابْنِ جُرَيْجٍ.
فَمِنْ غَرَائِبِهِ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلاً
زَنَى، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجُلِدَ، ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّهُ مُحْصَنٌ، فَرَجَمَهُ.لَكِنَّ هَذَا تَابَعَهُ عَلَيْهِ: أَبُو عَاصِمٍ.
وَأَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
قَالَ هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُوْلُ:
قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيْثَ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ.
فَكَتَبْتُ لَهُ مائَتَيْنِ، وَحَدَّثْتُهُ بِهَا.
عَمْرُو بنُ سَوَّادٍ: قَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ:
سَمِعْتُ مِنْ ثَلاَثِ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ شَيْخاً، فَمَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَتَحَفَّظُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ.
يُوْنُسُ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَطَلَبْتُ العِلْمَ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَدَعَوْتُ يُوْنُسَ يَوْمَ عُرْسِي.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ،
قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ، عَنِ العُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَ ذِي اليَدِيْنَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ، قَالَ: صَنَّفَ ابْنُ وَهْبٍ مائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ، كُلُّهُ سِوَى حَدِيْثَينِ عِنْدَ حَرْمَلَةَ.قُلْتُ: وَمَعَ هَذِهِ الكَثْرَةِ، فَيَعْتَرِفُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَيَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً مِنْ رِوَايَةِ ثِقَةٍ عَنْهُ.
وَرَوَى: أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:
مَا أَصَحَّ حَدِيْثَ ابْنِ وَهْبٍ وَأَثْبَتَه! يُفَصِّلُ السَّمَاعَ مِنَ العَرْضِ، وَالحَدِيْثَ مِنَ الحَدِيْثِ.
فَقِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ كَانَ سَيِّئَ الأَخْذِ؟
قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ إِذَا نَظَرتَ فِي حَدِيْثِهِ، وَمَا رَوَى عَنْ مَشَايِخِه، وَجَدتَه صَحِيْحاً - مَرَّ هَذَا مُخْتَصَراً -.
وَعَنِ الحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ، قَالَ: شَهِدتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَمَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ، فَسُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، فَسَأَلَ ابْنَ وَهْبٍ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا شَيْخُ أَهْلِ مِصْرَ، يُخْبِرُ عَنْ مَالِكٍ بِكَذَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: ابْنُ وَهْبٍ هُوَ الَّذِي عُنِيَ بِجمعِ مَا رَوَى أَهْلُ الحِجَازِ، وَأَهْلُ مِصْرَ، وَحَفِظَ عَلَيْهِم حَدِيْثَهُم، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَكَانَ مِنَ العُبَّادِ.
قَالَ يُوْنُسُ الصَّدَفِيُّ: عُرِضَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ القَضَاءُ، فَجَنَّنَ نَفْسَهُ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ.
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي
قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ، فَسُئِلَ عَنْ تَخْلِيْلِ الأَصَابِعِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ، فَتَرَكْتُ حَتَّى خَفَّ المَجْلِسُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ سُنَّةً:
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا
تَوَضَّأْتَ خَلِّلْ أَصَابعَ رِجْلَيْكَ ) .فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يُسْأَلُ عَنْهُ، فَيَأْمُرُ بِتَخْلِيْلِ الأَصَابِعِ، وَقَالَ لِي: مَا سَمِعْتُ بِهَذَا الحَدِيْثِ قَطُّ إِلَى الآنَ.
سَمِعنَاهُ فِي (إِرْشَادِ) الخَلِيْلِيِّ: حَدَّثَنِي جَدِّي، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ، وَالقَاسِمُ بنُ عَلْقَمَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحُ بنُ عِيْسَى، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=78200&book=5538#a2baa6
عَبْد اللَّه بْن زياد بْن سُلَيْمَان بْن سَمْعَان مولى أم سلمة،
سكتوا عَنْهُ، نسبه إِبْرَاهِيم بْن المنذر المديني، كَانَ مالك يضعفه.
سكتوا عَنْهُ، نسبه إِبْرَاهِيم بْن المنذر المديني، كَانَ مالك يضعفه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=78200&book=5538#d623ff
عبد الله بن زياد بن سليمان
ابن سمعان أبو عبد الرحمن القرشي المدني مولى أم سلمة قدم دمشق وحدث بها واستقضاه الوليد بن يزيد في عسكره.
حدث عبد الله بن زياد بن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أشرك بالله فليس بمحصن.
وحدث عن الزهري بسنده إلى أبي سريحة حذيفة بن أسيد صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بين يدي الساعة عشر آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وفتح يأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها.. الحديث.
كذبه قوم وضعفوه.
وعن الوليد بن مسلم قال:
كتبت كتاباً عن ابن سمعان، فإنه لفي يدي إذ غلبتني عيني فنمت فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في النوم فقلت: يا رسول الله، هذا ابن سمعان حدثني عنك فقال: قل لابن سمعان يتق الله ولا يكذب علي. وحكي ذلك عن غير الوليد. والله أعلم.
ابن سمعان أبو عبد الرحمن القرشي المدني مولى أم سلمة قدم دمشق وحدث بها واستقضاه الوليد بن يزيد في عسكره.
حدث عبد الله بن زياد بن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أشرك بالله فليس بمحصن.
وحدث عن الزهري بسنده إلى أبي سريحة حذيفة بن أسيد صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بين يدي الساعة عشر آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وفتح يأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها.. الحديث.
كذبه قوم وضعفوه.
وعن الوليد بن مسلم قال:
كتبت كتاباً عن ابن سمعان، فإنه لفي يدي إذ غلبتني عيني فنمت فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في النوم فقلت: يا رسول الله، هذا ابن سمعان حدثني عنك فقال: قل لابن سمعان يتق الله ولا يكذب علي. وحكي ذلك عن غير الوليد. والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=161643&book=5538#bb5a25
عبد الله بن أبي أمية
عن فليح، وعنه عثمان بن خرَّزاد.
ليس بقوي. قال الدارقطني.
195 عبد الله بن زياد بن سمعان
عن العلاء بن عبد الرحمن.
متروك الحديث. قاله الدارقطني.
عن فليح، وعنه عثمان بن خرَّزاد.
ليس بقوي. قال الدارقطني.
195 عبد الله بن زياد بن سمعان
عن العلاء بن عبد الرحمن.
متروك الحديث. قاله الدارقطني.