حفص بن غياث الكوفي القاضي أحد الثقات من أتباع التابعين وصفه أحمد بن حنبل والدارقطني بالتدليس.
Ibn ʿAdī al-Jurjānī (d. 976 CE) - Man rawā ʿanhum al-Bukhārī fī l-Ṣaḥīḥ - ابن عدي الجرجاني - من روى عنهم البخاري في الصحيح
ا
ب
ث
ج
ح
خ
د
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
ف
ق
م
ن
ه
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 293 1. حفص بن غياث الكوفي32. ابراهيم بن المنذر الحزامي ابو اسحاق1 3. ابراهيم بن حمزة الزبيري3 4. ابراهيم بن موسى الفراء الرازي ابو اسحاق...1 5. ابو بكر بن اصرم1 6. احمد بن بن واقد1 7. احمد بن ابي الطيب3 8. احمد بن ابي داود ابو جعفر المنادي4 9. احمد بن ابي رجاء3 10. احمد بن ابي سريج الرازي2 11. احمد بن ابي عمر1 12. احمد بن اسحاق السلمي1 13. احمد بن اشكاب الصفار2 14. احمد بن الحجاج المروزي2 15. احمد بن الحسن2 16. احمد بن المقدام العجلي2 17. احمد بن حميد الكوفي1 18. احمد بن سعيد ابو عبد الله الرباطي1 19. احمد بن شبيب بن سعيد الحبطي2 20. احمد بن صالح المصري ابو جعفر1 21. احمد بن عبد الله بن علي بن سويد3 22. احمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي...1 23. احمد بن عثمان بن حكيم الاودي الكوفي4 24. احمد بن عيسى المصري3 25. احمد بن محمد3 26. احمد بن محمد بن حنبل بن هلال4 27. احمد بن محمد بن عون القوس1 28. احمد بن يعقوب المسعودي1 29. ادم بن ابي اياس العسقلاني ابو الحسن1 30. ازهر بن جميل بن جناح1 31. اسحاق بن ابراهيم الصواف2 32. اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن ابو يعقوب...1 33. اسحاق بن ابراهيم بن مخلد الحنظلي1 34. اسحاق بن ابي عيسى3 35. اسحاق بن شاهين الواسطي ابو بشر1 36. اسحاق بن محمد بن اسماعيل بن عبد الله2 37. اسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج2 38. اسحاق بن نصر1 39. اسحاق بن يزيد2 40. اسحاق بن يزيد الدمشقي1 41. اسماعيل بن ابان الوراق2 42. اسماعيل بن الخليل3 43. اسماعيل بن عبد الله بن عبد الله المعروف بابن ابي اويس...1 44. اسيد بن زيد بن نجيح2 45. اصبغ بن الفرج2 46. العلاء بن عبد الجبار العطار المكي1 47. الوليد بن صالح10 48. امية بن بسطام العيشي3 49. ايوب بن سليمان بن بلال4 50. بدل بن المحبر3 51. بشر بن ادم4 52. بشر بن الحكم العبدي النيسابوري2 53. بشر بن بكر التنيسي2 54. بشر بن خالد2 55. بشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز3 56. بشر بن محمد المروزي2 57. بصري1 58. بيان بن عمرو البخاري1 59. ثابت بن محمد الزاهد الكوفي1 60. جمعة بن عبد الله2 61. حامد بن عمر البكراوي3 62. حبان بن موسى ابو محمد المروزي3 63. حجاج بن المنهال ابو محمد البصري1 64. حرمي بن حفص ابو1 65. حسان بن ابي عباد البصري1 66. حسان بن حسان البصري1 67. حسن بن ابي عباد الواسطي1 68. حسن بن الربيع البوراني الكوفي1 69. حسن بن الصباح البزار ابو يعلى1 70. حسن بن بشر البجلي1 71. حسن بن خلف بن شاذان الواسطي1 72. حسن بن عبد العزيز ابو علي الجروي1 73. حسن بن علي الهذلي ابو علي الحلواني1 74. حسن بن عمر بن ابراهيم العبدي البصري1 75. حسن بن عمر بن شفيق الجرمي1 76. حسن بن محمد بن الصباح ابو علي الزعفراني...1 77. حسن بن مدرك ابو محمد البصري1 78. حسين بن حريث ابو عمار المروزي1 79. حسين بن عيسى بن حمران ابو علي1 80. حسين بن منصور ابو علي1 81. حفص بن عمر ابو عمر الحوضي1 82. حكم بن نافع الحمصي ابو اليمان1 83. حماد بن حميد4 84. حيوة بن شريح5 85. خالد بن خلي الحمصي ابو القاسم1 86. خالد بن مخلد القطواني4 87. خالد بن يزيد الكاهلي1 88. خلاد بن يحيى المقرىء1 89. خلف بن خالد القرشي3 90. خليفة بن خياط ابو عمرو يلقب بشباب1 91. داود بن شبيب3 92. ربيع بن يحيى المرئي البصري1 93. روح بن عبد المؤمن المقرىء1 94. زكريا بن يحيى ابو السكين الطائي2 95. زكريا بن يحيى بن زكريا2 96. زهير بن حرب ابو خيثمة النسائي1 97. زياد بن ايوب ابو هاشم دلويه1 98. زياد بن يحيى ابو الخطاب1 99. زيد بن اخزم الطائي ابو طالب البصري1 100. سريج بن النعمان الجوهري1 ▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn ʿAdī al-Jurjānī (d. 976 CE) - Man rawā ʿanhum al-Bukhārī fī l-Ṣaḥīḥ - ابن عدي الجرجاني - من روى عنهم البخاري في الصحيح are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133016&book=5532#5511a5
حفص بْن غياث بْن طلق، أَبُو عُمَر النخعي الكوفي:
سمع عبيد اللَّه بْن عُمَر العمري، وَهشام بْن عروة، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَأبا إسحاق الشيباني، وَسليمان الأعمش، وَجعفر بْن مُحَمَّد بْن علي، وَليث بْن أَبِي سليم، وَداود بْن أَبِي هند، وَالحسن بْن عَبْد اللَّهِ، وَأشعث بْن عَبْد الملك، وَأشعث بْن سوار، وَابن جريج، وَمسعر بْن كدام، وَسفيان الثَّوْرِيّ. روى عنه ابنه عُمَر، وَأبو نعيم الفضل بْن دُكين، وَعفان بْن مسلم، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَعلي بن المديني، وَأبو خيثمة زهير بْن حرب، وَالحسن بْن عرفة، وَإسحاق بْن راهويه وَعامة الكوفيين. وولي حفص القضاء بِبغداد وحدث بها، ثُمَّ عزل وولى قضاء الكوفة.
أنبأنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم: سمعت أبا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثي يقول: حفص بْن غياث بْن طلق.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب، أنبأنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: حفص بْن غياث بن طلق بن
معاوية بْن مَالِك بْن الحارث بْن ثعلبة بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن جشم بن دهبل ابن سَعْد بْن مَالِك بْن النخع بْن مذحج.
أنبأنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قَالَ: كَانَ الرشيد وَلى أبا البختري وَهب بْن وَهب قضاء القضاة بِبَغْدَادَ بعد أَبِي يوسف، وَكَانَ على قضاء الشرقية عُمَر ابن حبيب فعزله وَولى حفص بْن غياث، ثُمَّ عزله واستقضاه على الكوفة.
أنبأنا محمّد بن عليّ بن الفتح، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا ابْن مخلد وقَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل قَالَ: سمعت أبا معمر يقول: لما جيء بحفص، وَابن إدريس، وَوكيع، إِلَى بَغْدَاد إِلَى القضاء، طرى حفص خضابه حين قرب من بَغْدَاد، فالتفت ابْن إدريس إلى وَكيع. فَقَالَ: أما هذا فقد قبل.
أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المقرئ، حَدَّثَنَا الباوردي الشَّافِعِيّ قَالَ: قَالَ حميد بْن الرّبيع: لما جيء بعبد الله ابن إدريس، وَحفص بْن غياث، وَوكيع بْن الجراح، إِلَى أمير المؤمنين هارون الرشيد ليوليهم القضاء، دخلوا عَلَيْهِ فأما ابْن إدريس فَقَالَ: السلام عليكم، وَطرح نفسه كأنه مفلوج، فَقَالَ هارون: خذوا بيد الشيخ لا فضل فِي هذا، وَأما وَكيع فَقَالَ: وَالله يا أمير المؤمنين ما أبصرت بها منذ سنة- وَوضع أصبعه على عينه- وَعنى أصبعه، فأعفاه، وَأما حفص بْن غياث فَقَالَ: لولا غلبة الدين وَالعيال ما وليت.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يزيد قَالَ: سمعت حفص بْن غياث قَالَ: كنا حيث خرجنا إِلَى بَغْدَاد يجيئنا أصحاب الحديث فيقول لهم ابْن إدريس: عليكم بالشعر وَالعربية. فقلت: ألا تتقي اللَّه؟ قوم يطلبون آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأمرهم يطلبون الشعر وَالعربية؟ لئن عدت لأسوءنك.
أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدثنا محمد بن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بْنِ الْمُسْتَفَاضِ، حدّثنا إسحاق بن سيّار النصيبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مَهْدِيّ قَالَ:
سمعت حفص بْن غياث- وَهُوَ قاض بالشرقية- يقول لرجل يسأل عَنْ مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيا؟ لأن يدخل الرجل أصبعه فِي عينه فيقتلعها فيرمي بها، خير له من أن يَكُون قاضيا.
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا الحسن بن عمر الشيعي قَالَ: سمعت بشرا- يعني ابْن الحارث- يقول: قَالَ حفص بْن غياث: لو رأيت أني أسر بما أنا فيه لهلكت.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمّد ابن عُثْمَان يقول: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سمعت عُمَر بْن حفص بْن غياث يقول: لما حضرت أَبِي الوفاة أغمي عَلَيْهِ، فبكيت عند رأسه، فأفاق فَقَالَ: ما يبكيك؟ قلت:
أبكي لفراقك، وَلما دخلت فيه من هذا الأمر- يعني القضاء- فَقَالَ: لا تبك فإني ما حللت سراويلي على حرام قط، ولأجلس بين يدي خصمان فباليت على من توجه الحكم منهما.
أنبأنا عليّ بن المحسن، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني عمر بن الحسن، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن مساور، عَنْ أبي هاشم الرفاعي أن حفص بْن غياث كَانَ جالسا فِي الشرقية للقضاء فأرسل إليه الخليفة يدعوه، فَقَالَ له: حتى أفرغ من أمر الخصوم، إذ كنت أجيرا لهم وَأصير إِلَى أمير المؤمنين، ولم يقم حتى تفرق الخصوم.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن الرّبيع، أنبأنا أَبُو الفضل الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن أبي مواس الكاتب، أنبأنا أبو عليّ الطوماري، حَدَّثَنِي عبيد بْن غنام بْن حفص بْن غياث، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: مرض حفص بْن غياث خمسة عشر يوما، فدفع إلي مائة درهم فَقَالَ: امض بها إِلَى العامل وَقل له هذه رزق خمسة عشر يوما لم أحكم فيها بين المسلمين لا حظ لي فيها.
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ وأبو الحسن أَحْمَد بْن عمر بْن روح النهرواني- قَالَ طاهر: حدّثنا، وقال أحمد: أنبأنا- المعافى بن زكريّا الجريري، حدّثنا محمّد بن مخلد بن جعفر الْعَطَّار، حَدَّثَنِي أَبُو علي بْن علان- إملاء من حفظه سنة ست وستين ومائتين- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن الليث قَالَ: باع رجل من أَهْل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم من مرزبان المجوسي وَكيل أم جَعْفَر، فمطله بثمنها وَحبسه، فطال ذلك على الرجل، فأتى بعض أصحاب حفص بْن غياث فشاوره، فَقَالَ: اذهب إليه فقل له أعطني ألف درهم وَأحيل عليك بالمال الباقي، وَأخرج إلى خراسان، فإن فعل هكذا فالقني حتى أشير عليك، ففعل الرجل وَأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم، فرجع إِلَى الرجل فأخبره فَقَالَ: عد إليه فقل له إذا ركبت غدا فطريقك على الْقَاضِي
تحضر وَأوكل رجلا يقبض المال وَأخرج، فإذا جلس إِلَى الْقَاضِي فادع عَلَيْهِ ما بقي لك من المال، فإذا أقر حبسه حفص وَأخذت مَالِك. فرجع إِلَى مرزبان فسأله فَقَالَ:
انتظرني بباب الْقَاضِي، فلما ركب من الغد وَثب إليه الرجل فَقَالَ: إن رأيت أن تنزل إِلَى الْقَاضِي حتى أوكل بقبض المال وَأخرج، فنزل مرزبان فتقدما إِلَى حفص بْن غياث فَقَالَ الرجل: أصلح اللَّه الْقَاضِي لي على هذا الرجل تسعة وَعشرون ألف درهم، فَقَالَ حفص: ما تقول يا مجوسي؟ قَالَ: صدق أصلح اللَّه الْقَاضِي، قَالَ: ما تقول يا رجل فقد أقر لك؟ قَالَ: يعطيني مالي أصلح اللَّه الْقَاضِي، فأقبل حفص على المجوسي فَقَالَ: ما تقول؟ قَالَ: هذا المال على السيدة، قَالَ: أنت أحمق، تقر ثُمَّ تقول على السيدة! ما تقول يا رجل؟ قَالَ: أصلح اللَّه الْقَاضِي إن أعطاني مالي وَإلا حبسته.
قَالَ حفص: ما تقول يا مجوسي؟ قَالَ: المال على السيدة، قَالَ حفص: خذوا بيده إِلَى الحبس، فلما حبس بلغ الخبر أم جَعْفَر فغضبت، وَبعثت إِلَى السندي وَجه إِلي مرزبان، وَكانت القضاة تحبس الغرماء فِي الحبس- فعجل السندي فأخرجه، وَبلغ حفصا الخبر.
فَقَالَ: أحبس أنا وَيخرج السندي؟ لا جلست مجلسي هذا أَوْ يرد مرزبان إِلَى الحبس، فجاء السندي إِلَى أم جَعْفَر فَقَالَ: اللَّه اللَّه فِي، إنه حفص بْن غياث وَأخاف من أمير المؤمنين أن يقول لي: بأمر من أخرجته؟ رديه إِلَى الحبس وَأنا أكلم حفصا في أمره، فأجابته مرزبان إِلَى الحبس فقالت أم جَعْفَر: يا هارون قاضيك هذا أحمق، حبس وَكيلي وَاستخف به، فمره لا ينظر فِي الحكم، وَتولي أمره إِلَى أَبِي يوسف، فأمر لها بالكتاب، وَبلغ حفصا الخبر فَقَالَ للرجل: احضر لي شهودا حتى أسجل لك على المجوسي بالمال، فجلس حفص فسجل على المجوسي وَورد كتاب هارون مَعَ خادم له فَقَالَ: هذا كتاب أمير المؤمنين. قَالَ: مكانك نحن فِي شيء حتى نفرغ منه، فَقَالَ:
كتاب أمير المؤمنين، قَالَ: انظر ما يقال لك، فلما فرغ حفص من السجل أخذ الكتاب من الخادم فقرأه فَقَالَ: أقرأ على أمير المؤمنين السلام وَأخبره أن كتابه وَرد وَقد أنفذت الحكم، فَقَالَ الخادم: قد وَالله عرفت ما صنعت!! أبيت أن تأخذ كتاب أمير المؤمنين حتى تفرغ مما تريد وَالله لأخبرن أمير المؤمنين بما فعلت، فقال حفص: قل له ما أحببت، فجاء الخادم فأخبر هارون فضحك، وَقَالَ للحاجب: مر لحفص بْن غياث بثلاثين ألف درهم، فركب يَحْيَى بْن خَالِد فاستقبل حفصا منصرفا من مجلس القضاء، فَقَالَ: أيها الْقَاضِي قد سررت أمير المؤمنين اليوم، وَأمر لك بثلاثين ألف درهم، فما كَانَ السبب في هذا؟ قال: تمم الله سرور أمير المؤمنين، وَأحسن حفظه
وَكلاءته، ما زدت على ما أفعل كل يوم، ثم قال على ذاك ما أعلم إلا أن يَكُون سجلت على مرزبان المجوسي بما وَجب عَلَيْهِ، فَقَالَ يَحْيَى بْن خَالِد: فمن هذا سر أمير المؤمنين، فقال حفص: الحمد لله كثيرا، فقالت أم جَعْفَر لهارون: لا أنا وَلا أنت إلا أن تعزل حفصا، فأبى عليها. ثُمَّ ألحت عَلَيْهِ فعزله عَنِ الشرقية، وَولاه القضاء على الكوفة، فمكث عليها ثلاث عشرة سنة. وَكَانَ أَبُو يوسف لما وَلي حفص قَالَ لأصحابه: تعالوا نكتب نوادر حفص، فلما وَردت أحكامه وَقضاياه على أَبِي يوسف قَالَ له أصحابه: أين النوادر التي زعمت نكتبها؟ قَالَ: وَيحكم إن حفصا أراد اللَّه فوفقه. قَالَ ابْن مخلد قَالَ أَبُو علي: سمعت حسن بْن حَمَّاد سجادة يقول: قَالَ حفص ابن غياث: وَالله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة، وَمات يوم مات وَلم يخلف درهما، وخلف عليه تسعمائة درهم دينا، قَالَ سجادة: وَكَانَ يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث.
أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش أن الحسن بن سفيان أخبرهم قَالَ: أنبأنا أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت حفص بْن غياث يقول:
وَالله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. قَالَ ابْن أَبِي شيبة: وَولي الكوفة ثلاث عشرة سنة، وبغداد سنتين.
أنبأنا عليّ بن المحسن، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر، أخبرني عبد الباقي بن قانع، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن رزق قَالَ: لما وَلي حفص بْن غياث القضاء بالكوفة، قَالَ لهم أَبُو يوسف: اكسروا دفترا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه، فمرت قضاياه وَأحكامه كالقدح، فَقَالُوا لأبي يوسف: أما ترى؟ قَالَ: ما أصنع بقيام الليل، يريد أن اللَّه وَفقه بصلاة الليل فِي الحكم.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي حسين بْن المغيرة قَالَ: رأى رجل صالح: كأن زورقا غرق بين الجسرين، وَفيه عشرون قاضيا، فما نجا منهم إلا ثلاثة على سوآتهم خرق: حفص بْن غياث، وَالقاسم بْن معن، وشريك.
حدّثني محمّد بن عليّ الصوري، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر المقرئ، أنبأنا أحمد ابن محمّد بن زياد أبو سعيد، حَدَّثَنَا سعيد بْن سعيد بْن بشر بْن جحوان أبو عثمان الحارثي، حَدَّثَنَا طلق بْن غنام قَالَ: خرج حفص بْن غياث يريد الصلاة وَأنا خلفه فِي الزقاق، فقامت امرأة حسناء فقالت: أصلح اللَّه الْقَاضِي زوجني فإن لي أخوة يضرون
بي، قَالَ: فالتفت إلي فَقَالَ: يا طلق اذهب فزوجها إن كَانَ الَّذِي يخطبها كفؤا، فإن كَانَ يشرب النبيذ حتى يسكر فلا تزوجه، وَإن كَانَ رافضيا فلا تزوجه، قلت: أصلح اللَّه الْقَاضِي لم قلت هذا؟ قَالَ: إنه إن كَانَ رافضيا فإن الثلاث عنده وَاحدة، وَإن كَانَ يشرب النبيذ حتى يسكر فهو يطلق ولا يدري.
أنبأنا عليّ بن المحسن، أنبأنا طلحة بن محمّد، حدّثني عليّ بن محمّد بن عبيد، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ. قَالَ: كَانَ حفص بْن غياث وَهُوَ قاض على الكوفة، إذا يؤامروه فِي يتيمة يزوجها قَالَ لقيمها: سل عنه فإن كَانَ رافضيا لم يزوجه، وَإن كَانَ يعاقر على النبيذ لم يزوجه، قَالَ: لأنه يسكر ويطلق ويقيم عليها.
قال: وأنبأنا سُلَيْمَان قَالَ: قَالَ وَكيع بْن الجراح: أَهْل الكوفة اليوم بخير، أميرهم داود بْن عيسى، وَقاضيهم حفص بْن غياث، وَمحتسبهم حفص الدورقي.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي صفوان قَالَ: سمعت معاذ بْن معاذ يقول:
ما كَانَ أحد من القضاة يأتيني كتابه أحب إلي من كتاب حفص بْن غياث، كَانَ إذا كتب إلي كتابا كَانَ فِي كتابه: أما بعد أصلحنا اللَّه وَإياك بما أصلح به عباده الصالحين، فإنه هو الَّذِي أصلحهم، فكان ذلك يعجبني من كتابه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا قَالَ: قدم إلينا مُحَمَّد بْن طريف البجلي رطبا فسألنا أن نأكل فأبيت عَلَيْهِ، فَقَالَ: سمعت حفص بْن غياث يقول: من لم يأكل من طعامنا لم نحدثه.
قلت: وَكَانَ حفص كثير الحديث، حافظا له، ثبتا فيه، وَكَانَ أَيْضًا مقدما عند المشايخ الذين سمع منهم الحديث.
أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، وأنبأنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني- بأصبهان- أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قالا: قال أبو حفص عمرو ابن علي: سمعت يَحْيَى بْن سعيد يقول: ما رأيت أحدا يجترئ أن يسأل الأعمش إلا رجلين؛ حفص، وأبو معاوية.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: سمعت حفصا يقول: حَدَّثَنَا الأعمش بحديث يوما فجعل يقول: عَنْ من عَنْ من عَنْ من وَكنت وَالله أحفظه فلم أفتحه عَلَيْهِ. قَالَ يَحْيَى: أراد أن لا يسمعه أصحاب الحديث.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمّد الكاتب، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدّثنا ابن حيان قَالَ: وجدت فِي كتاب أَبِي بخط يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ-: جَمِيعُ مَا حَدَّثَ بِهِ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ بِبَغْدَادَ، وَالْكُوفَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حِفْظِهِ لم يكن يخرج كتابا، كتبوا عنه ثلاثة آلاف، أَرْبَعَةَ آلافِ حَدِيثٍ مِنْ حِفْظِهِ. وَقَالَ: سَأَلْتُ أَبَا زَكَرِيَّا عَن حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ ونَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَمْشِي. فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدٌ إِلا حَفْصٌ وَمَا أَرَاهُ إِلا وَهِمَ فِيهِ وَأَرَاهُ سَمِعَ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ فَغَلِطَ بِهَذَا.
أنبأنا بشرى بن عبد الله الفاتني، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد ابن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت له: - يعني لأبي عبد الله أحمد ابن حَنْبَل- الحديث الَّذِي يرويه حفص عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَر؛ كنا نأكل وَنحن نسعى، وَنشرب وَنحن قيام فَقَالَ: ما أدري ما ذاك- كالمنكر له- ما سمعت هذا إلا من ابْن أَبِي شيبة عَنْ حفص. قَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّهِ: ما سمعته من غير ابْن أَبِي شيبة؟ قَالَ: قلت له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وَما أدري رواه غيره أم لا. ثُمَّ سمعته أنا بعد من غير وَاحد عَنْ حفص، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: أما أنا فلم أسمعه إلا منه، ثُمَّ قَالَ: إنما هو حَدِيث يزيد بن عطارد.
أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهديّ، أنبأنا محمّد بن مخلد الدوري، حدّثنا أبو السائب سلم بن جنادة، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
وأنبأناه أبو بكر البرقانيّ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ:
وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ- قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ، حَدَّثَنَا ابْن أَبِي حاتم قَالَ: سئل أَبُو زرعة عَنْ هذا الحديث فَقَالَ أَبُو زرعة: رواه حفص وحده.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: قال عليّ بن المديني: نعس حفص نعسة- يعني حين روى حَدِيث عبيد اللَّه بْن عُمَر- وَإنما هو حديث أبي البزراء.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
. وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا مِمَّا قِيلَ إِنَّ حَفْصًا تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الأَعْمَشِ وَقَدْ تُوبِعَ عليه.
أنبأنا محمّد بن عليّ المقرئ، أنبأنا أبو مسلم بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث حفص عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «من أقال» الحديث. فَقَالَ أَبُو علي: حفص وَلي القضاء، وَجفا كتبه، وليس هذا الحديث في كتبه.
أنبأنا أبو سعد الماليني- قراءة- أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَتَكَلَّمُ فِي يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُ حَدِيثُ حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ نَادِمًا أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
؟ هُوَ ذَا كُتُبُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عندنا، وهُوَ ذَا كُتُبُ ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عِنْدَنَا، وَلَيْسَ فِيهِ مِنْ ذَا شَيْءٌ. قَالَ ابْن عدي: وقد روى هذا الحديث مالك ابن سعير عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مرزوق بْن عطية عَنِ الأعمش وَما قاله أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة- إن كَانَ قاله- فإن الْحُسَيْن بْن حميد لا يعتمد على روايته فِي ابْن معين، فإن
يَحْيَى أوثق وَأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك، وَبه يستبرأ أحوال الضعفاء.
وقد حدّث به عن حفص بن يَحْيَى، زَكَرِيَّا بْن عدي من رواية أَبِي عوف البزوري عنه.
أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: قَالَ علي: وَكَانَ يَحْيَى يقول:
حفص ثبت. فقلت: إنه يهم؟ فَقَالَ: كتابه صحيح. قَالَ يَحْيَى: لم أر بالكوفة مثل هؤلاء الثلاثة: حزام، وَحفص، وَابن أَبِي زائدة، كَانَ هؤلاء أصحاب حَدِيث. قَالَ يحيى: فلما أخرج حفص كتبه كَانَ كما قَالَ يَحْيَى، وَإذا فيها أخبار وَألفاظ كما قَالَ يحيى.
أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: بلغني عن عليّ بن المديني قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن سعيد الْقَطَّان يقول: أوثق أصحاب الأعمش، حفص بْن غياث، فأنكرت ذلك ثُمَّ قدمت الكوفة بأخرة، فأخرج إلى عمر ابن حفص كتاب أبيه عَنِ الأعمش، فجعلت أترحم على يَحْيَى. فَقَالَ لي عُمَر: تنظر فِي كتاب أَبِي وَتترحم على يَحْيَى؟ فقلت: سمعته يقول: حفص بْن غياث أوثق أصحاب الأعمش ولم أعلم حتى رأيت كتابه.
أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: كَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ لا يقدم بعد الكبار من أصحاب الأعمش غير حفص بْن غياث.
وَقَالَ أَبُو داود: سمعت عيسى بْن شاذان يقدم حفصا. وَكَانَ بعضهم يقدم أبا معاوية.
أنبأنا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر وأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد- قَالَ حمزة:
حدّثنا، وقال الآخر: أنبأنا- الوليد بن أبي بكر الأندلسي قال: أنبأنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حفص بْن غياث ثقة مأمون، فقيه وَكَانَ على قضاء الكوفة، وَكَانَ وَكيع ربما سئل عَنِ الشيء فيقول: اذهبوا إلى قاضينا فاسألوه. وكان سخيّا عفيفا مسلما.
أنبأنا البرقانيّ والأزهري قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن الخلّال، حَدَّثَنَا محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حفص بْن غياث ثقة ثبت، إذا حدث من كتابه، وَيتقى بعض حفظه.
أنبأنا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري وَعلي بْن الحسين صاحب العبّاسي قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى بْن معين أيهما أحفظ، ابْن إدريس أو حفص ابن غياث؟ فَقَالَ: كَانَ ابْن إدريس حافظا، وَكَانَ حفص بْن غياث صاحب حَدِيث له معرفة. فقيل له فابن فضيل؟ فَقَالَ: كَانَ ابْن إدريس أحفظ.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا ابن مرابا، حدّثنا عبّاس ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حفص أثبت من عَبْد الواحد بْن زِيَاد وَهُوَ أثبت من عَبْد اللَّهِ بْن إدريس.
أنبأنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أنبأنا محمّد بن المظفر، أنبأنا عليّ بن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يَحْيَى بْن معين- عَنْ حفص بْن غياث فقال: ثقة.
أنبأنا عليّ بن طلحة، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، حَدَّثَنَا ابْن خراش قَالَ: حفص بْن غياث كوفي ثقة.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أنبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ كَثِيرُ الْغَلَطِ.
وَقَالَ الْحُسَيْنُ: قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ فَذَكَرْتُ لَهُ أَنَّهُ ذَكَرَ لِي أَنَّ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ كَانَ كَثِيرَ الْغَلَطِ، فَقَالَ: لا، وَلكِنْ كَانَ لا يَحْفَظُ حَسَنًا، وَلكِنْ كَانَ إِذَا حَفِظَ الْحَدِيثَ فكان أي يَقُومُ بِهِ حَسَنًا. قَالَ: وَكَانَ لا يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ حَرْفًا، يَقُولُ لَوْ كَانَ قَلْبُكَ فِيهِ لَفَهِمْتَهُ.
قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: وَكَانَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ جِدًّا، وَلَقَدِ اسْتَفْهَمَهُ إِنْسَانٌ حَرْفًا من الْحَدِيثِ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا سَمِعْتَهَا مِنِّي وَأَنَا أَعْرِفُكَ، قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكُمْ حَدِيثُكُمْ عَنِ الأَعْمَشِ إِنَّمَا هُوَ عَنْ فُلانٍ عَنْ فُلانٍ لَيْسَ فِيهِ حَدَّثَنَا، وَلا سَمِعْتُ؟ قال: فقال:
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ عَنْ حذيفة يقول لنا: «يكون أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يُقِيمُونَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ، لا يَدَعُونَ مِنْهُ أَلِفًا وَلا وَاوًا، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ» قَالَ: وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَانَ عامة حَدِيث الأعمش عند حفص بْن غياث على الخبر وَالسماع.
قَالَ ابْن عمار: وَكَانَ بشر الحافي إذا جاء إِلَى حفص بْن غياث، وَإلى أَبِي معاوية، اعتزل ناحية وَلا يسمع منهما. فقلت له؟ فَقَالَ حفص هو قاض، وَأبو معاوية مرجئ يدعو إليه، وليس بيني وبينهم عمل.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أَبِي: رأيت مقدم فم حفص بْن غياث مضببة أسنانه بالذهب.
أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ قال: أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعتُ أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي يَقُولُ: وَحفص بْن غياث سنة أربع وَتسعين وَمائة- يعني مات-.
أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ: مات حفص بْن غياث سنة أربع وَتسعين وَمائة.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين، أنبأنا دعلج بن أحمد، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت أبا سعيد- يعني الأشج- فَقَالَ: مات حفص بْن غياث سنة أربع وتسعين ومائة.
أنبأنا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن حَسْنَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ- بِهَا- أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ بْنِ حيّان، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، حدّثنا خليفة ابن خياط.
وأنبأنا أبو حازم بن الفراء، أنبأنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حدّثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قالا:
حفص بْن غياث النخعي يكنى أبا عُمَر، مات سنة أربع وَتسعين وَمائة، زاد ابْن سَعْد:
فِي عشر ذي الحجة.
أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد ابن سعيد، حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حَدَّثَنَا عبيد بْن الصباح قَالَ: وَلد حفص بْن غياث سنة سبع عشرة وَمائة، وَمات سنة أربع وَتسعين وَمائة، وَولي القضاء سنة سبع وسبعين وله ستون سنة.
وأنبأنا الطّناجيريّ، أنبأنا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن عقبة الشّيباني، حَدَّثَنَا أَبُو بشر هارون بْن حاتم قَالَ: سئل حفص بْن غياث- وَأنا أسمع- عَنْ مولده فَقَالَ: وَلدت سنة سبع عشرة وَمائة. قَالَ أَبُو بشر:
وَفلج حفص بْن غياث حين مات ابْن إدريس، فمكث فِي البيت إِلَى سنة أربع وَتسعين وَمائة، ثُمَّ مات سنة أربع وَتسعين وَمائة فِي العشر، وَصلى عَلَيْهِ الفضل بْن الْعَبَّاس، وَكَانَ أمير الكوفة يومئذ.
أنبأنا ابن الفضل القطّان، أنبأنا دعلج، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا سلم بْن جنادة أَبُو السائب قَالَ: وَمات حفص وَالمحاربي سنة خمس وَتسعين وَمائة.
أنبأنا عليّ بن أحمد الرّزّاز، أنبأنا أبو عليّ بن الصّوّاف، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا عمرو بن عليّ.
وأنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. قالا: وَمات حفص بْن غياث سنة ست وَتسعين وَمائة.
سمع عبيد اللَّه بْن عُمَر العمري، وَهشام بْن عروة، وَإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وَأبا إسحاق الشيباني، وَسليمان الأعمش، وَجعفر بْن مُحَمَّد بْن علي، وَليث بْن أَبِي سليم، وَداود بْن أَبِي هند، وَالحسن بْن عَبْد اللَّهِ، وَأشعث بْن عَبْد الملك، وَأشعث بْن سوار، وَابن جريج، وَمسعر بْن كدام، وَسفيان الثَّوْرِيّ. روى عنه ابنه عُمَر، وَأبو نعيم الفضل بْن دُكين، وَعفان بْن مسلم، وَأحمد بْن حَنْبَل، وَيحيى بْن معين، وَعلي بن المديني، وَأبو خيثمة زهير بْن حرب، وَالحسن بْن عرفة، وَإسحاق بْن راهويه وَعامة الكوفيين. وولي حفص القضاء بِبغداد وحدث بها، ثُمَّ عزل وولى قضاء الكوفة.
أنبأنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: قَالَ لنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم: سمعت أبا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثي يقول: حفص بْن غياث بْن طلق.
أخبرني الأزهري، حدّثنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب، أنبأنا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قَالَ: حفص بْن غياث بن طلق بن
معاوية بْن مَالِك بْن الحارث بْن ثعلبة بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن جشم بن دهبل ابن سَعْد بْن مَالِك بْن النخع بْن مذحج.
أنبأنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قَالَ: كَانَ الرشيد وَلى أبا البختري وَهب بْن وَهب قضاء القضاة بِبَغْدَادَ بعد أَبِي يوسف، وَكَانَ على قضاء الشرقية عُمَر ابن حبيب فعزله وَولى حفص بْن غياث، ثُمَّ عزله واستقضاه على الكوفة.
أنبأنا محمّد بن عليّ بن الفتح، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حَدَّثَنَا ابْن مخلد وقَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل قَالَ: سمعت أبا معمر يقول: لما جيء بحفص، وَابن إدريس، وَوكيع، إِلَى بَغْدَاد إِلَى القضاء، طرى حفص خضابه حين قرب من بَغْدَاد، فالتفت ابْن إدريس إلى وَكيع. فَقَالَ: أما هذا فقد قبل.
أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المقرئ، حَدَّثَنَا الباوردي الشَّافِعِيّ قَالَ: قَالَ حميد بْن الرّبيع: لما جيء بعبد الله ابن إدريس، وَحفص بْن غياث، وَوكيع بْن الجراح، إِلَى أمير المؤمنين هارون الرشيد ليوليهم القضاء، دخلوا عَلَيْهِ فأما ابْن إدريس فَقَالَ: السلام عليكم، وَطرح نفسه كأنه مفلوج، فَقَالَ هارون: خذوا بيد الشيخ لا فضل فِي هذا، وَأما وَكيع فَقَالَ: وَالله يا أمير المؤمنين ما أبصرت بها منذ سنة- وَوضع أصبعه على عينه- وَعنى أصبعه، فأعفاه، وَأما حفص بْن غياث فَقَالَ: لولا غلبة الدين وَالعيال ما وليت.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يزيد قَالَ: سمعت حفص بْن غياث قَالَ: كنا حيث خرجنا إِلَى بَغْدَاد يجيئنا أصحاب الحديث فيقول لهم ابْن إدريس: عليكم بالشعر وَالعربية. فقلت: ألا تتقي اللَّه؟ قوم يطلبون آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأمرهم يطلبون الشعر وَالعربية؟ لئن عدت لأسوءنك.
أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدثنا محمد بن جَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بْنِ الْمُسْتَفَاضِ، حدّثنا إسحاق بن سيّار النصيبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مَهْدِيّ قَالَ:
سمعت حفص بْن غياث- وَهُوَ قاض بالشرقية- يقول لرجل يسأل عَنْ مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيا؟ لأن يدخل الرجل أصبعه فِي عينه فيقتلعها فيرمي بها، خير له من أن يَكُون قاضيا.
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا الحسن بن عمر الشيعي قَالَ: سمعت بشرا- يعني ابْن الحارث- يقول: قَالَ حفص بْن غياث: لو رأيت أني أسر بما أنا فيه لهلكت.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: سمعت محمّد ابن عُثْمَان يقول: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سمعت عُمَر بْن حفص بْن غياث يقول: لما حضرت أَبِي الوفاة أغمي عَلَيْهِ، فبكيت عند رأسه، فأفاق فَقَالَ: ما يبكيك؟ قلت:
أبكي لفراقك، وَلما دخلت فيه من هذا الأمر- يعني القضاء- فَقَالَ: لا تبك فإني ما حللت سراويلي على حرام قط، ولأجلس بين يدي خصمان فباليت على من توجه الحكم منهما.
أنبأنا عليّ بن المحسن، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني عمر بن الحسن، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن مساور، عَنْ أبي هاشم الرفاعي أن حفص بْن غياث كَانَ جالسا فِي الشرقية للقضاء فأرسل إليه الخليفة يدعوه، فَقَالَ له: حتى أفرغ من أمر الخصوم، إذ كنت أجيرا لهم وَأصير إِلَى أمير المؤمنين، ولم يقم حتى تفرق الخصوم.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن الرّبيع، أنبأنا أَبُو الفضل الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن أبي مواس الكاتب، أنبأنا أبو عليّ الطوماري، حَدَّثَنِي عبيد بْن غنام بْن حفص بْن غياث، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: مرض حفص بْن غياث خمسة عشر يوما، فدفع إلي مائة درهم فَقَالَ: امض بها إِلَى العامل وَقل له هذه رزق خمسة عشر يوما لم أحكم فيها بين المسلمين لا حظ لي فيها.
أنبأنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ وأبو الحسن أَحْمَد بْن عمر بْن روح النهرواني- قَالَ طاهر: حدّثنا، وقال أحمد: أنبأنا- المعافى بن زكريّا الجريري، حدّثنا محمّد بن مخلد بن جعفر الْعَطَّار، حَدَّثَنِي أَبُو علي بْن علان- إملاء من حفظه سنة ست وستين ومائتين- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن الليث قَالَ: باع رجل من أَهْل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم من مرزبان المجوسي وَكيل أم جَعْفَر، فمطله بثمنها وَحبسه، فطال ذلك على الرجل، فأتى بعض أصحاب حفص بْن غياث فشاوره، فَقَالَ: اذهب إليه فقل له أعطني ألف درهم وَأحيل عليك بالمال الباقي، وَأخرج إلى خراسان، فإن فعل هكذا فالقني حتى أشير عليك، ففعل الرجل وَأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم، فرجع إِلَى الرجل فأخبره فَقَالَ: عد إليه فقل له إذا ركبت غدا فطريقك على الْقَاضِي
تحضر وَأوكل رجلا يقبض المال وَأخرج، فإذا جلس إِلَى الْقَاضِي فادع عَلَيْهِ ما بقي لك من المال، فإذا أقر حبسه حفص وَأخذت مَالِك. فرجع إِلَى مرزبان فسأله فَقَالَ:
انتظرني بباب الْقَاضِي، فلما ركب من الغد وَثب إليه الرجل فَقَالَ: إن رأيت أن تنزل إِلَى الْقَاضِي حتى أوكل بقبض المال وَأخرج، فنزل مرزبان فتقدما إِلَى حفص بْن غياث فَقَالَ الرجل: أصلح اللَّه الْقَاضِي لي على هذا الرجل تسعة وَعشرون ألف درهم، فَقَالَ حفص: ما تقول يا مجوسي؟ قَالَ: صدق أصلح اللَّه الْقَاضِي، قَالَ: ما تقول يا رجل فقد أقر لك؟ قَالَ: يعطيني مالي أصلح اللَّه الْقَاضِي، فأقبل حفص على المجوسي فَقَالَ: ما تقول؟ قَالَ: هذا المال على السيدة، قَالَ: أنت أحمق، تقر ثُمَّ تقول على السيدة! ما تقول يا رجل؟ قَالَ: أصلح اللَّه الْقَاضِي إن أعطاني مالي وَإلا حبسته.
قَالَ حفص: ما تقول يا مجوسي؟ قَالَ: المال على السيدة، قَالَ حفص: خذوا بيده إِلَى الحبس، فلما حبس بلغ الخبر أم جَعْفَر فغضبت، وَبعثت إِلَى السندي وَجه إِلي مرزبان، وَكانت القضاة تحبس الغرماء فِي الحبس- فعجل السندي فأخرجه، وَبلغ حفصا الخبر.
فَقَالَ: أحبس أنا وَيخرج السندي؟ لا جلست مجلسي هذا أَوْ يرد مرزبان إِلَى الحبس، فجاء السندي إِلَى أم جَعْفَر فَقَالَ: اللَّه اللَّه فِي، إنه حفص بْن غياث وَأخاف من أمير المؤمنين أن يقول لي: بأمر من أخرجته؟ رديه إِلَى الحبس وَأنا أكلم حفصا في أمره، فأجابته مرزبان إِلَى الحبس فقالت أم جَعْفَر: يا هارون قاضيك هذا أحمق، حبس وَكيلي وَاستخف به، فمره لا ينظر فِي الحكم، وَتولي أمره إِلَى أَبِي يوسف، فأمر لها بالكتاب، وَبلغ حفصا الخبر فَقَالَ للرجل: احضر لي شهودا حتى أسجل لك على المجوسي بالمال، فجلس حفص فسجل على المجوسي وَورد كتاب هارون مَعَ خادم له فَقَالَ: هذا كتاب أمير المؤمنين. قَالَ: مكانك نحن فِي شيء حتى نفرغ منه، فَقَالَ:
كتاب أمير المؤمنين، قَالَ: انظر ما يقال لك، فلما فرغ حفص من السجل أخذ الكتاب من الخادم فقرأه فَقَالَ: أقرأ على أمير المؤمنين السلام وَأخبره أن كتابه وَرد وَقد أنفذت الحكم، فَقَالَ الخادم: قد وَالله عرفت ما صنعت!! أبيت أن تأخذ كتاب أمير المؤمنين حتى تفرغ مما تريد وَالله لأخبرن أمير المؤمنين بما فعلت، فقال حفص: قل له ما أحببت، فجاء الخادم فأخبر هارون فضحك، وَقَالَ للحاجب: مر لحفص بْن غياث بثلاثين ألف درهم، فركب يَحْيَى بْن خَالِد فاستقبل حفصا منصرفا من مجلس القضاء، فَقَالَ: أيها الْقَاضِي قد سررت أمير المؤمنين اليوم، وَأمر لك بثلاثين ألف درهم، فما كَانَ السبب في هذا؟ قال: تمم الله سرور أمير المؤمنين، وَأحسن حفظه
وَكلاءته، ما زدت على ما أفعل كل يوم، ثم قال على ذاك ما أعلم إلا أن يَكُون سجلت على مرزبان المجوسي بما وَجب عَلَيْهِ، فَقَالَ يَحْيَى بْن خَالِد: فمن هذا سر أمير المؤمنين، فقال حفص: الحمد لله كثيرا، فقالت أم جَعْفَر لهارون: لا أنا وَلا أنت إلا أن تعزل حفصا، فأبى عليها. ثُمَّ ألحت عَلَيْهِ فعزله عَنِ الشرقية، وَولاه القضاء على الكوفة، فمكث عليها ثلاث عشرة سنة. وَكَانَ أَبُو يوسف لما وَلي حفص قَالَ لأصحابه: تعالوا نكتب نوادر حفص، فلما وَردت أحكامه وَقضاياه على أَبِي يوسف قَالَ له أصحابه: أين النوادر التي زعمت نكتبها؟ قَالَ: وَيحكم إن حفصا أراد اللَّه فوفقه. قَالَ ابْن مخلد قَالَ أَبُو علي: سمعت حسن بْن حَمَّاد سجادة يقول: قَالَ حفص ابن غياث: وَالله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة، وَمات يوم مات وَلم يخلف درهما، وخلف عليه تسعمائة درهم دينا، قَالَ سجادة: وَكَانَ يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث.
أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش أن الحسن بن سفيان أخبرهم قَالَ: أنبأنا أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت حفص بْن غياث يقول:
وَالله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. قَالَ ابْن أَبِي شيبة: وَولي الكوفة ثلاث عشرة سنة، وبغداد سنتين.
أنبأنا عليّ بن المحسن، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر، أخبرني عبد الباقي بن قانع، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن رزق قَالَ: لما وَلي حفص بْن غياث القضاء بالكوفة، قَالَ لهم أَبُو يوسف: اكسروا دفترا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه، فمرت قضاياه وَأحكامه كالقدح، فَقَالُوا لأبي يوسف: أما ترى؟ قَالَ: ما أصنع بقيام الليل، يريد أن اللَّه وَفقه بصلاة الليل فِي الحكم.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي حسين بْن المغيرة قَالَ: رأى رجل صالح: كأن زورقا غرق بين الجسرين، وَفيه عشرون قاضيا، فما نجا منهم إلا ثلاثة على سوآتهم خرق: حفص بْن غياث، وَالقاسم بْن معن، وشريك.
حدّثني محمّد بن عليّ الصوري، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر المقرئ، أنبأنا أحمد ابن محمّد بن زياد أبو سعيد، حَدَّثَنَا سعيد بْن سعيد بْن بشر بْن جحوان أبو عثمان الحارثي، حَدَّثَنَا طلق بْن غنام قَالَ: خرج حفص بْن غياث يريد الصلاة وَأنا خلفه فِي الزقاق، فقامت امرأة حسناء فقالت: أصلح اللَّه الْقَاضِي زوجني فإن لي أخوة يضرون
بي، قَالَ: فالتفت إلي فَقَالَ: يا طلق اذهب فزوجها إن كَانَ الَّذِي يخطبها كفؤا، فإن كَانَ يشرب النبيذ حتى يسكر فلا تزوجه، وَإن كَانَ رافضيا فلا تزوجه، قلت: أصلح اللَّه الْقَاضِي لم قلت هذا؟ قَالَ: إنه إن كَانَ رافضيا فإن الثلاث عنده وَاحدة، وَإن كَانَ يشرب النبيذ حتى يسكر فهو يطلق ولا يدري.
أنبأنا عليّ بن المحسن، أنبأنا طلحة بن محمّد، حدّثني عليّ بن محمّد بن عبيد، حدّثنا أحمد بن زهير، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ. قَالَ: كَانَ حفص بْن غياث وَهُوَ قاض على الكوفة، إذا يؤامروه فِي يتيمة يزوجها قَالَ لقيمها: سل عنه فإن كَانَ رافضيا لم يزوجه، وَإن كَانَ يعاقر على النبيذ لم يزوجه، قَالَ: لأنه يسكر ويطلق ويقيم عليها.
قال: وأنبأنا سُلَيْمَان قَالَ: قَالَ وَكيع بْن الجراح: أَهْل الكوفة اليوم بخير، أميرهم داود بْن عيسى، وَقاضيهم حفص بْن غياث، وَمحتسبهم حفص الدورقي.
أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي صفوان قَالَ: سمعت معاذ بْن معاذ يقول:
ما كَانَ أحد من القضاة يأتيني كتابه أحب إلي من كتاب حفص بْن غياث، كَانَ إذا كتب إلي كتابا كَانَ فِي كتابه: أما بعد أصلحنا اللَّه وَإياك بما أصلح به عباده الصالحين، فإنه هو الَّذِي أصلحهم، فكان ذلك يعجبني من كتابه.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا قَالَ: قدم إلينا مُحَمَّد بْن طريف البجلي رطبا فسألنا أن نأكل فأبيت عَلَيْهِ، فَقَالَ: سمعت حفص بْن غياث يقول: من لم يأكل من طعامنا لم نحدثه.
قلت: وَكَانَ حفص كثير الحديث، حافظا له، ثبتا فيه، وَكَانَ أَيْضًا مقدما عند المشايخ الذين سمع منهم الحديث.
أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، وأنبأنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني- بأصبهان- أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قالا: قال أبو حفص عمرو ابن علي: سمعت يَحْيَى بْن سعيد يقول: ما رأيت أحدا يجترئ أن يسأل الأعمش إلا رجلين؛ حفص، وأبو معاوية.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: سمعت حفصا يقول: حَدَّثَنَا الأعمش بحديث يوما فجعل يقول: عَنْ من عَنْ من عَنْ من وَكنت وَالله أحفظه فلم أفتحه عَلَيْهِ. قَالَ يَحْيَى: أراد أن لا يسمعه أصحاب الحديث.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمّد الكاتب، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ، حدّثنا ابن حيان قَالَ: وجدت فِي كتاب أَبِي بخط يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ-: جَمِيعُ مَا حَدَّثَ بِهِ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ بِبَغْدَادَ، وَالْكُوفَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حِفْظِهِ لم يكن يخرج كتابا، كتبوا عنه ثلاثة آلاف، أَرْبَعَةَ آلافِ حَدِيثٍ مِنْ حِفْظِهِ. وَقَالَ: سَأَلْتُ أَبَا زَكَرِيَّا عَن حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ ونَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَمْشِي. فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدٌ إِلا حَفْصٌ وَمَا أَرَاهُ إِلا وَهِمَ فِيهِ وَأَرَاهُ سَمِعَ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ فَغَلِطَ بِهَذَا.
أنبأنا بشرى بن عبد الله الفاتني، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد ابن جعفر الرّاشدي، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: قلت له: - يعني لأبي عبد الله أحمد ابن حَنْبَل- الحديث الَّذِي يرويه حفص عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَر؛ كنا نأكل وَنحن نسعى، وَنشرب وَنحن قيام فَقَالَ: ما أدري ما ذاك- كالمنكر له- ما سمعت هذا إلا من ابْن أَبِي شيبة عَنْ حفص. قَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّهِ: ما سمعته من غير ابْن أَبِي شيبة؟ قَالَ: قلت له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وَما أدري رواه غيره أم لا. ثُمَّ سمعته أنا بعد من غير وَاحد عَنْ حفص، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: أما أنا فلم أسمعه إلا منه، ثُمَّ قَالَ: إنما هو حَدِيث يزيد بن عطارد.
أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهديّ، أنبأنا محمّد بن مخلد الدوري، حدّثنا أبو السائب سلم بن جنادة، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
وأنبأناه أبو بكر البرقانيّ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ:
وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ- قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ، حَدَّثَنَا ابْن أَبِي حاتم قَالَ: سئل أَبُو زرعة عَنْ هذا الحديث فَقَالَ أَبُو زرعة: رواه حفص وحده.
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: قال عليّ بن المديني: نعس حفص نعسة- يعني حين روى حَدِيث عبيد اللَّه بْن عُمَر- وَإنما هو حديث أبي البزراء.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شيبة، حدّثنا يحيى بن معين، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
. وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا مِمَّا قِيلَ إِنَّ حَفْصًا تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الأَعْمَشِ وَقَدْ تُوبِعَ عليه.
أنبأنا محمّد بن عليّ المقرئ، أنبأنا أبو مسلم بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث حفص عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «من أقال» الحديث. فَقَالَ أَبُو علي: حفص وَلي القضاء، وَجفا كتبه، وليس هذا الحديث في كتبه.
أنبأنا أبو سعد الماليني- قراءة- أنبأنا عَبْد اللَّه بْن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ الأَهْوَازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَتَكَلَّمُ فِي يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُ حَدِيثُ حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ نَادِمًا أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
؟ هُوَ ذَا كُتُبُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عندنا، وهُوَ ذَا كُتُبُ ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عِنْدَنَا، وَلَيْسَ فِيهِ مِنْ ذَا شَيْءٌ. قَالَ ابْن عدي: وقد روى هذا الحديث مالك ابن سعير عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مرزوق بْن عطية عَنِ الأعمش وَما قاله أَبُو بكر بْن أَبِي شيبة- إن كَانَ قاله- فإن الْحُسَيْن بْن حميد لا يعتمد على روايته فِي ابْن معين، فإن
يَحْيَى أوثق وَأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك، وَبه يستبرأ أحوال الضعفاء.
وقد حدّث به عن حفص بن يَحْيَى، زَكَرِيَّا بْن عدي من رواية أَبِي عوف البزوري عنه.
أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم قَالَ: قَالَ علي: وَكَانَ يَحْيَى يقول:
حفص ثبت. فقلت: إنه يهم؟ فَقَالَ: كتابه صحيح. قَالَ يَحْيَى: لم أر بالكوفة مثل هؤلاء الثلاثة: حزام، وَحفص، وَابن أَبِي زائدة، كَانَ هؤلاء أصحاب حَدِيث. قَالَ يحيى: فلما أخرج حفص كتبه كَانَ كما قَالَ يَحْيَى، وَإذا فيها أخبار وَألفاظ كما قَالَ يحيى.
أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: بلغني عن عليّ بن المديني قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن سعيد الْقَطَّان يقول: أوثق أصحاب الأعمش، حفص بْن غياث، فأنكرت ذلك ثُمَّ قدمت الكوفة بأخرة، فأخرج إلى عمر ابن حفص كتاب أبيه عَنِ الأعمش، فجعلت أترحم على يَحْيَى. فَقَالَ لي عُمَر: تنظر فِي كتاب أَبِي وَتترحم على يَحْيَى؟ فقلت: سمعته يقول: حفص بْن غياث أوثق أصحاب الأعمش ولم أعلم حتى رأيت كتابه.
أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: كَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيّ لا يقدم بعد الكبار من أصحاب الأعمش غير حفص بْن غياث.
وَقَالَ أَبُو داود: سمعت عيسى بْن شاذان يقدم حفصا. وَكَانَ بعضهم يقدم أبا معاوية.
أنبأنا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر وأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد- قَالَ حمزة:
حدّثنا، وقال الآخر: أنبأنا- الوليد بن أبي بكر الأندلسي قال: أنبأنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حفص بْن غياث ثقة مأمون، فقيه وَكَانَ على قضاء الكوفة، وَكَانَ وَكيع ربما سئل عَنِ الشيء فيقول: اذهبوا إلى قاضينا فاسألوه. وكان سخيّا عفيفا مسلما.
أنبأنا البرقانيّ والأزهري قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن الخلّال، حَدَّثَنَا محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: حفص بْن غياث ثقة ثبت، إذا حدث من كتابه، وَيتقى بعض حفظه.
أنبأنا هبة اللَّه بْن الْحَسَن الطبري وَعلي بْن الحسين صاحب العبّاسي قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ، حدّثنا بكر بن سهل، حَدَّثَنَا عَبْد الخالق بْن مَنْصُور قَالَ: وسئل يَحْيَى بْن معين أيهما أحفظ، ابْن إدريس أو حفص ابن غياث؟ فَقَالَ: كَانَ ابْن إدريس حافظا، وَكَانَ حفص بْن غياث صاحب حَدِيث له معرفة. فقيل له فابن فضيل؟ فَقَالَ: كَانَ ابْن إدريس أحفظ.
أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا ابن مرابا، حدّثنا عبّاس ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حفص أثبت من عَبْد الواحد بْن زِيَاد وَهُوَ أثبت من عَبْد اللَّهِ بْن إدريس.
أنبأنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، أنبأنا محمّد بن المظفر، أنبأنا عليّ بن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: وسألته- يعني يَحْيَى بْن معين- عَنْ حفص بْن غياث فقال: ثقة.
أنبأنا عليّ بن طلحة، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، حَدَّثَنَا ابْن خراش قَالَ: حفص بْن غياث كوفي ثقة.
أنبأنا البرقانيّ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، أنبأنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ كَثِيرُ الْغَلَطِ.
وَقَالَ الْحُسَيْنُ: قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ فَذَكَرْتُ لَهُ أَنَّهُ ذَكَرَ لِي أَنَّ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ كَانَ كَثِيرَ الْغَلَطِ، فَقَالَ: لا، وَلكِنْ كَانَ لا يَحْفَظُ حَسَنًا، وَلكِنْ كَانَ إِذَا حَفِظَ الْحَدِيثَ فكان أي يَقُومُ بِهِ حَسَنًا. قَالَ: وَكَانَ لا يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ حَرْفًا، يَقُولُ لَوْ كَانَ قَلْبُكَ فِيهِ لَفَهِمْتَهُ.
قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: وَكَانَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ جِدًّا، وَلَقَدِ اسْتَفْهَمَهُ إِنْسَانٌ حَرْفًا من الْحَدِيثِ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا سَمِعْتَهَا مِنِّي وَأَنَا أَعْرِفُكَ، قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكُمْ حَدِيثُكُمْ عَنِ الأَعْمَشِ إِنَّمَا هُوَ عَنْ فُلانٍ عَنْ فُلانٍ لَيْسَ فِيهِ حَدَّثَنَا، وَلا سَمِعْتُ؟ قال: فقال:
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ عَنْ حذيفة يقول لنا: «يكون أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يُقِيمُونَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ، لا يَدَعُونَ مِنْهُ أَلِفًا وَلا وَاوًا، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ» قَالَ: وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَانَ عامة حَدِيث الأعمش عند حفص بْن غياث على الخبر وَالسماع.
قَالَ ابْن عمار: وَكَانَ بشر الحافي إذا جاء إِلَى حفص بْن غياث، وَإلى أَبِي معاوية، اعتزل ناحية وَلا يسمع منهما. فقلت له؟ فَقَالَ حفص هو قاض، وَأبو معاوية مرجئ يدعو إليه، وليس بيني وبينهم عمل.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ أَبِي: رأيت مقدم فم حفص بْن غياث مضببة أسنانه بالذهب.
أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ قال: أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعتُ أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي يَقُولُ: وَحفص بْن غياث سنة أربع وَتسعين وَمائة- يعني مات-.
أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان قال: أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا ابْن نمير قَالَ: مات حفص بْن غياث سنة أربع وَتسعين وَمائة.
وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسين، أنبأنا دعلج بن أحمد، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الأبار قَالَ: سألت أبا سعيد- يعني الأشج- فَقَالَ: مات حفص بْن غياث سنة أربع وتسعين ومائة.
أنبأنا أَبُو سعيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن حَسْنَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ- بِهَا- أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرٍ بْنِ حيّان، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، حدّثنا خليفة ابن خياط.
وأنبأنا أبو حازم بن الفراء، أنبأنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي أسامة الحلبي، حدّثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب، حدّثنا ابن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد قالا:
حفص بْن غياث النخعي يكنى أبا عُمَر، مات سنة أربع وَتسعين وَمائة، زاد ابْن سَعْد:
فِي عشر ذي الحجة.
أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد ابن سعيد، حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حَدَّثَنَا عبيد بْن الصباح قَالَ: وَلد حفص بْن غياث سنة سبع عشرة وَمائة، وَمات سنة أربع وَتسعين وَمائة، وَولي القضاء سنة سبع وسبعين وله ستون سنة.
وأنبأنا الطّناجيريّ، أنبأنا مُحَمَّد بْن زَيْد بْن عَلِيّ بْن مروان الكوفيّ، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن عقبة الشّيباني، حَدَّثَنَا أَبُو بشر هارون بْن حاتم قَالَ: سئل حفص بْن غياث- وَأنا أسمع- عَنْ مولده فَقَالَ: وَلدت سنة سبع عشرة وَمائة. قَالَ أَبُو بشر:
وَفلج حفص بْن غياث حين مات ابْن إدريس، فمكث فِي البيت إِلَى سنة أربع وَتسعين وَمائة، ثُمَّ مات سنة أربع وَتسعين وَمائة فِي العشر، وَصلى عَلَيْهِ الفضل بْن الْعَبَّاس، وَكَانَ أمير الكوفة يومئذ.
أنبأنا ابن الفضل القطّان، أنبأنا دعلج، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا سلم بْن جنادة أَبُو السائب قَالَ: وَمات حفص وَالمحاربي سنة خمس وَتسعين وَمائة.
أنبأنا عليّ بن أحمد الرّزّاز، أنبأنا أبو عليّ بن الصّوّاف، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا عمرو بن عليّ.
وأنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. قالا: وَمات حفص بْن غياث سنة ست وَتسعين وَمائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133025&book=5532#44e8ff
حفص بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غياث بْن طلق النخعي، أَبُو الْحَسَن الكوفي:
قدم بَغْدَاد وَحدث عَنْ أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثي. روى عنه القاضي الجرّاحي.
أنبأنا عليّ بن عمر الحربيّ الزاهد، حدّثنا عليّ بن الحسن الجرّاحي، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ حَفْصُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غياث، حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدّثنا أبو أسامة عن ابن جريج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَقْدُمُ مِنْ سَفَرٍ إِلا نَهَارًا فِي الضُّحَى، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ.
قدم بَغْدَاد وَحدث عَنْ أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثي. روى عنه القاضي الجرّاحي.
أنبأنا عليّ بن عمر الحربيّ الزاهد، حدّثنا عليّ بن الحسن الجرّاحي، أنبأنا أَبُو الْحَسَنِ حَفْصُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غياث، حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، حدّثنا أبو أسامة عن ابن جريج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَقْدُمُ مِنْ سَفَرٍ إِلا نَهَارًا فِي الضُّحَى، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=121598&book=5532#04a4a4
حَفْص بن غياث بن طلق بن مُعَاوِيَة النَّخعِيّ كنيته أَبُو عمر مَاتَ سنة خمس أَو سِتّ وَتِسْعين وَمِائَة
روى عَن الْأَعْمَش وَدَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَغَيرهمَا وَعَاصِم الْأَحول فِي الْوضُوء وَغَيره وَهِشَام بن حسان فِي الصَّلَاة وَالْحج وَهِشَام بن عُرْوَة وخَالِد الْحذاء وَابْن جريج وَمُحَمّد بن يزِيد فِي الزَّكَاة وجعفر بن مُحَمَّد فِي الْحَج وعبد الواحد بن أَيمن فِي النِّكَاح وَيحيى بن سعيد فِي الْبيُوع وعبيد الله بن عمر فِي النذور وَمصْعَب بن سليم فِي الْأَطْعِمَة وَيزِيد بن عبد الله فِي الْمَعْرُوف وجده طلق بن مُعَاوِيَة فِيمَن مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة والْعَلَاء بن خَالِد الْكَاهِلِي فِي صفة النَّار وَإِسْمَاعِيل بن سميع فِي الزّهْد وَسليمَان التَّيْمِيّ فِي الْعَاطِس
روى عَنهُ ابْن أبي شيبَة وَابْنه عمر بن حَفْص وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير وَعَمْرو النَّاقِد وَأَبُو سعيد الْأَشَج وَأَبُو كريب وَزُهَيْر بن حَرْب وَسَهل بن عُثْمَان وَيحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن الْمثنى وَإِسْحَاق الْحَنْظَلِي وَمُحَمّد بن الصَّباح
روى عَن الْأَعْمَش وَدَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَغَيرهمَا وَعَاصِم الْأَحول فِي الْوضُوء وَغَيره وَهِشَام بن حسان فِي الصَّلَاة وَالْحج وَهِشَام بن عُرْوَة وخَالِد الْحذاء وَابْن جريج وَمُحَمّد بن يزِيد فِي الزَّكَاة وجعفر بن مُحَمَّد فِي الْحَج وعبد الواحد بن أَيمن فِي النِّكَاح وَيحيى بن سعيد فِي الْبيُوع وعبيد الله بن عمر فِي النذور وَمصْعَب بن سليم فِي الْأَطْعِمَة وَيزِيد بن عبد الله فِي الْمَعْرُوف وجده طلق بن مُعَاوِيَة فِيمَن مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة والْعَلَاء بن خَالِد الْكَاهِلِي فِي صفة النَّار وَإِسْمَاعِيل بن سميع فِي الزّهْد وَسليمَان التَّيْمِيّ فِي الْعَاطِس
روى عَنهُ ابْن أبي شيبَة وَابْنه عمر بن حَفْص وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير وَعَمْرو النَّاقِد وَأَبُو سعيد الْأَشَج وَأَبُو كريب وَزُهَيْر بن حَرْب وَسَهل بن عُثْمَان وَيحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن الْمثنى وَإِسْحَاق الْحَنْظَلِي وَمُحَمّد بن الصَّباح
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=121598&book=5532#f61464
حَفْصُ بنُ غِيَاثِ بنِ طَلْقِ بنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ
ابْنِ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ جُشَمَ بنِ وَهْبِيْلَ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّخَعِ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ العَلاَّمَةُ القَاضِي، أَبُو عُمَرَ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ، قَاضِي الكُوْفَةِ، وَمُحَدِّثُهَا، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبَغْدَادَ أَيْضاً.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي عٌبَيْدٍ، وَالعَلاَءِ بنِ المُسَيَّبِ، وَالأَعْمَشِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ المُهَاجِرِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَبُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَالعَلاَءِ بنِ خَالِدٍ، وَجدِّهِ طَلْقٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ رَفِيْقُهُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ عَمِّهِ طَلْقُ بنُ غَنَّامٍ، وَابْنُهُ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَيَحْيَى، وَعَلِيٌّ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وَسَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، وَسَهْلُ بنُ زَنْجَلَةَ، وَصَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَعَمْروٌ النَّاقِدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَهَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم، آخرُهُم: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ.قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: وَلَّى الرَّشِيْدُ قَضَاءَ الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ حَفْصاً، ثُمَّ نَقَلَهُ إِلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الجَمَّالُ: آخِرُ القُضَاةِ بِالكُوْفَةِ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، -يَعْنِي: الأَكَابِرَ-.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
قَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى: أَيُّهُمَا أَحْفَظُ: ابْنُ إِدْرِيْسَ أَوْ حَفْصٌ؟
فَقَالَ: ابْنُ إِدْرِيْسَ كَانَ حَافِظاً، وَكَانَ حَفْصٌ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، لَهُ مَعْرِفَةٌ.
قِيْلَ: فَابْنُ فُضَيْلٍ؟
قَالَ: كَانَ ابْنُ إِدْرِيْسَ أَحْفَظَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ فَقِيْهٌ.
كَانَ وَكِيْعٌ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيَقُوْلُ: اذْهَبُوا إِلَى قَاضِيْنَا، فَاسْأَلُوْهُ وَكَانَ شَيْخاً عَفِيْفاً مُسْلِماً.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَفْصٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ إِذَا حدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، وَيُتَّقَى بَعْضُ حَفِظِهِ.وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ قَالَ: حَفْصٌ أَوْثَقُ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: حَفْصٌ أَعْلَمُ بِالحَدِيْثِ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ.
أَبُو حَاتِمٍ: عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدّثتُ وَكِيْعاً بِحَدِيْثٍ، فَعجبَ، فَقَالَ: مَنْ جَاءَ بِهِ؟
قُلْتُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ.
قَالَ: إِذَا جَاءَ بِهِ أَبُو عُمَرَ، فَأَيَّ شَيْءٍ نَقُوْلُ نَحْنُ؟
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَاءَ حَفِظُهُ بَعْدَ مَا اسْتُقضِيَ، فَمَنْ كتبَ عَنْهُ مِنْ كِتَابِهِ، فَهُوَ صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَتْقَنُ وَأَحْفَظُ مِنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ.
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةٌ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى يَقُوْلُ: حَفْصٌ ثَبْتٌ.
قُلْتُ: إِنَّهُ يَهِمُ؟
فَقَالَ: كِتَابُهُ صَحِيْحٌ.
قَالَ يَحْيَى: لَمْ أَرَ بِالكُوْفَةِ مِثْلَ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ: حِزَامٍ، وَحَفْصٍ،
وَابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، كَانَ هَؤُلاَءِ أَصْحَابَ حَدِيْثٍ.قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا أَخْرَجَ حَفْصٌ كُتُبَهُ، كَانَ كَمَا قَالَ يَحْيَى، إِذَا فِيْهَا أَخْبَارٌ وَأَلْفَاظٌ.
عَبَّاسٌ: عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَفْصٌ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَأَثْبَتُ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: جَمِيْعُ مَا حَدَّثَ بِهِ حَفْصٌ بِبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يُخْرِجْ كِتَاباً، كَتَبُوا عَنْهُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ أَوْ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ مِنْ حِفْظِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ لاَ يُقدِّمُ بَعْدَ الكِبَارِ مِنْ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ غَيْرَ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَكَانَ عِيْسَى بنُ شَاذَانَ يُقَدِّمُ حَفْصاً، وَبَعْضُ الحُفَّاظِ قَدَّمَ أَبَا مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ: حَفْصٌ كَثِيْرُ الغَلَطِ.
وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ حَفْصٌ لاَ يَردُّ عَلَى أَحَدٍ حَرْفاً، يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ قَلْبُكَ فِيْهِ، لَفَهِمْتَهُ.
وَكَانَ عَسِراً فِي الحَدِيْثِ جِدّاً، لَقَدِ اسْتفهمَهُ إِنْسَانٌ حَرْفاً فِي الحَدِيْثِ، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ سَمِعتَهَا مِنِّي، وَأَنَا أَعرِفُكَ.
وَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكُمْ! حَدِيْثُكُم عَنِ الأَعْمَشِ إِنَّمَا هُوَ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ فُلاَن، لَيْسَ فِيْهِ: حَدَّثَنَا وَلاَ سَمِعْتُ؟
قَالَ: فَقَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ يَقُوْلُ: (لَيَأْتِيَنَّ أَقْوَامٌ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ، يُقِيْمُوْنَهُ إِقَامَةَ القِدْحِ، لاَ يَدَعُوْنَ مِنْهُ أَلِفاً وَلاَ وَاواً، وَلاَ يُجَاوِزُ إِيْمَانُهُم حَنَاجِرَهُم) .
قَالَ: وَذَكَرَ حَدِيْثاً آخَرَ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ حَدِيْثِ الأَعْمَشِ عِنْدَ حَفْصٍ عَلَى الخَبَرِ وَالسَّمَاعِ.قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: وَكَانَ بِشْرٌ الحَافِي إِذَا جَاءَ إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَإِلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ، اعْتزلَ نَاحِيَةً وَلاَ يَسْمَعُ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ لَهُ؟
فَقَالَ: حَفْصٌ هُوَ قَاضٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ مُرْجِئٌ يَدعُو إِلَيْهِ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُم عَملٌ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَهُوَ قَاضٍ بِالشَّرْقِيَّةِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ يَسْأَلُ عَنْ مَسَائِلِ القَضَاءِ: لَعَلَّك تُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ قَاضِياً، لأَنْ يُدْخِلَ الرَّجُلُ أُصْبُعَهُ فِي عَيْنِهِ، فَيَقتَلِعَهَا، فَيرمِي بِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ قَاضِياً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا وَلِيتُ القَضَاءَ حَتَّى حلَّتْ لِي المِيتَةُ.
وَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ دِرْهَماً، وَخلَّفَ عَلَيْهِ تِسْعَ مائَةِ دِرْهَمٍ دَيْناً.
قَالَ سَجَّادَةُ : كَانَ يُقَالُ: خُتِمَ القَضَاءُ بِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَارِثِيُّ، عَنْ طَلْقِ بنِ غَنَّامٍ قَالَ: خَرَجَ حَفْصٌ يُرِيْدُ الصَّلاَةَ، وَأَنَا خلفَهُ فِي الزُّقَاقِ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ، فَقَالَتْ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، زَوِّجْنِي، فَإِنَّ إِخْوَتِي يَضُرُّوْنَ بِي، فَالتفتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: يَا طَلْقُ! اذْهبْ، فَزَوِّجْهَا إِنْ كَانَ الَّذِي يَخطُبُهَا كفؤاً، فَإِنْ كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ حَتَّى يَسكرَ، فَلاَ تُزَوِّجْهُ، وَإِنْ كَانَ رَافِضِيّاً، فَلاَ تَزَوْجْهُ.فَقُلْتُ: لِمَ قُلْتَ هَذَا؟
قَالَ: إِنْ كَانَ رَافِضِيّاً فَإِنَّ الثَّلاَثَ عِنْدَهُ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ كَانَ يَشْربُ النَّبِيذَ حَتَّى يَسْكَرَ، فَهُوَ يُطَلِّقُ وَلاَ يَدْرِي.
وَعَنْ وَكِيْعٍ قَالَ: أَهْلُ الكُوْفَةِ اليَوْمَ بِخَيْرٍ، أَمِيْرُهُم دَاوُدُ بنُ عِيْسَى، وَقَاضِيْهِم حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَمُحْتَسِبُهُم حَفْصٌ الدَّوْرَقِيُّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ يَقُوْلُ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ القُضَاةِ يَأْتِيْنِي كِتَابُهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كِتَابِ حَفْصٍ، وَكَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَيَّ، كتبَ: أَمَّا بَعْدُ، أَصْلَحَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ بِمَا أَصلحَ بِهِ عبَادَهُ الصَّالِحِيْنَ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي أَصلَحَهُم.
فَكَانَ ذَلِكَ يُعْجِبُنِي مِنْ كِتَابِهِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ حَيَّوَيْه: قَدَّمَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بنُ طَرِيْفٍ البَجَلِيُّ رُطَباً، فَسَأَلَنَا أَنْ نَأْكُلَ، فَأَبِيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامَنَا لَمْ نُحَدِّثْهُ.
قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَرَرْتُ بِطَاقِ اللَّحَّامِيْنَ، فَإِذَا بِعُلَيَّانَ جَالِسٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ سرُوْرَ الدُّنْيَا وَحُزنَ الآخِرَةِ،
فَلْيَتَمَنَّ مَا هَذَا فِيْهِ، فَوَاللهِ لَقَدْ تَمنِيتُ أَنِّي كُنْتُ متُّ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ القَضَاءَ.وَقَالَ بِشْرٌ الحَافِي: قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: لَوْ رَأَيْتُ أَنِّي أُسَرُّ بِمَا أَنَا فِيْهِ، لَهَلَكْتُ.
أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَابْنُ رَوْحٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا المُعَافَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ بنُ عِلاَّنَ إِمْلاَءً سَنَةَ 266، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ اللَّيْثِ،
قَالَ: بَاعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ جِمَالاً بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ مَرْزُبَانَ المَجُوْسِيِّ، وَكِيلِ أُمِّ جَعْفَرٍ، فَمطَلَهُ بِثمَنِهَا، وَحَبَسَهُ، فَطَالَ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَأَتَى بَعْضُ أَصْحَابِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، فَشَاوَرَهُ.
فَقَالَ: اذْهبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: أَعْطنِي أَلفَ دِرْهَمٍ، وَأُحِيْلُ عَلَيْكَ بِالمَالِ البَاقِي، وَأَخْرُجُ إِلَى خُرَاسَانَ، فَإِذَا فَعلَ هَذَا فَالْقَنِي حَتَّى أُشِيْرَ عَلَيْكَ.
فَفَعَلَ الرَّجُلُ، وَأَعْطَاهُ مَرْزُبَانُ أَلفَ دِرْهَمٍ.
قَالَ: فَأَخْبَرَهُ.
فَقَالَ: عُدْ إِلَيْهِ، فَقُلْ: إِذَا ركبتَ غَداً، فَطَرِيْقُكَ عَلَى القَاضِي، تَحضُرُ، وَأُوكِلُ رَجُلاً يَقبِضُ المَالَ، وَأَخرُجُ، فَإِذَا جَلَسَ إِلَى القَاضِي فَادَّعِ عَلَيْهِ بِمَالِكَ، فَإِذَا أَقرَّ، حبسَهُ حَفْصٌ، وَأَخَذْتَ مَالَكَ.
فَرَجَعَ إِلَى مَرْزُبَانَ، وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: انْتظِرْنِي بِبَابِ القَاضِي.
فَلَمَّا ركبَ مِنَ الغَدِ، وَثَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَنزِلَ إِلَى القَاضِي حَتَّى أُوكِلَ بِقبضِ المَالِ، وَأَخْرَجَ.
فَنَزَلَ مَرْزُبَانُ، فَتَقَدَّمَا إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، لِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ تِسْعَةٌ وَعِشْرُوْنَ أَلفَ دِرْهَمٍ.
فَقَالَ حَفْصٌ: مَا تَقُوْلُ يَا مَجُوْسِيُّ؟
قَالَ: صدقَ، أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي.
قَالَ: مَا تَقُوْلُ يَا رَجُلُ، فَقَدْ أَقَرَّ لَكَ؟
قَالَ: يُعطِيْنِي مَالِي.
فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ؟
قَالَ: هَذَا المَالُ عَلَى
السَّيِّدَةِ.قَالَ: أَنْتَ أَحْمَق تُقِرُّ ثُمَّ تَقُوْلُ: هُوَ عَلَى السَّيِّدَةِ! مَا تَقُوْلُ يَا رَجُل؟
قَالَ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، إِنْ أَعْطَانِي مَالِي، وَإِلاَّ حَبَسْتَهُ.
قَالَ: مَا تَقُوْلُ يَا مَجُوْسِيُّ؟
قَالَ: المَالُ عَلَى السَّيِّدَةِ.
قَالَ القَاضِي: خُذُوا بِيَدِهِ إِلَى الحَبْسِ.
فَلَمَّا حُبِسَ، بَلغَ الخَبَرُ أُمَّ جَعْفَرٍ، فَغَضِبتْ، وَبعثَتْ إِلَى السِّنْدِيِّ: وَجِّهْ إِلَى مَرْزُبَانَ - وَكَانَتِ القُضَاةُ تَحبِسُ الغُرَمَاءَ فِي الحَبْسِ - فَعجَّلَ السِّنْدِيُّ، فَأَخْرَجَهُ، وَبلغ حَفْصاً الخَبَرُ، فَقَالَ: أَحبِسُ أَنَا؛ وَيُخرِجُ السِّنْدِيُّ!! لاَ جلَسْتُ أَوْ يُرَدُّ مَرْزُبَانُ الحَبْسَ.
فَجَاءَ السِّنْدِيُّ إِلَى أُمِّ جَعْفَرٍ، فَقَالَ: الله الله فِيَّ، إِنَّهُ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَأَخَافُ مِنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَنْ يَقُوْلُ لِي: بِأَمْرِ مَنْ أَخْرَجتَ؟ رُدِّيه إِلَى الحَبْسِ، وَأَنَا أُكلِّمُ حَفْصاً فِي أَمرِهِ.
فَأَجَابَتْهُ، فَرَجَعَ مَرْزُبَانُ إِلَى الحَبْسِ، فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ لِهَارُوْنَ: قَاضِيكَ هَذَا أَحْمَقُ، حَبَسَ وَكِيلِي، وَاسْتَخَفَّ بِهِ، فَمُرْهُ لاَ يَنْظُر فِي الحُكْمِ، وَتُوَلِّي أَمرَهُ إِلَى أَبِي يُوْسُفَ، فَأَمَر لَهَا بِالكِتَابِ، وَبلغَ حَفْصاً الخبَرُ.
فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَحضِرْنِي شُهُوْداً حَتَّى أُسجِّلَ لَكَ عَلَى المَجُوْسِيِّ بِالمَالِ، فَجَلَسَ حَفْصٌ، فَسجَّلَ عَلَى المَجُوْسِيِّ بِالمَالِ، وَوَرَدَ كِتَابُ هَارُوْنَ مَعَ خَادمٍ لَهُ، فَقَالَ: هَذَا كِتَاب أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: مَكَانَكَ، نَحْنُ فِي شَيْءٍ حَتَّى نَفرُغَ مِنْهُ.
فَقَالَ: كِتَابُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: انظُرْ مَا يُقَالُ لَكَ.
فَلَمَّا فَرَغَ حَفْصٌ مِنَ السِّجِلِّ، أَخَذَ الكِتَابَ مِنَ الخَادِمِ، فَقَرَأَهُ،
فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّ كِتَابَهُ وَرَدَ، وَقَدْ أَنْفَذتُ الحُكْمَ.
فَقَالَ الخَادِمُ: قَدْ -وَاللهِ- عرفْتُ مَا صنعْتَ؛ أَبَيْتَ أَنْ تَأْخُذَ كِتَابَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ حَتَّى تَفْرُغَ مِمَّا تُرِيْدُ، وَاللهِ لأُخْبِرَنَّهُ بِمَا فَعَلتَ.
قَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ مَا أَحْبَبْتَ.
فَجَاءَ الخَادِمُ فَأَخْبَرَ هَارُوْنَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ لِلْحَاجِبِ: مُرْ لِحفصٍ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَم، فَرَكِبَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ، فَاسْتقبلَ حَفْصاً مُنْصَرِفاً مِنْ مَجْلِس
القَضَاءِ.فَقَالَ: أَيُّهَا القَاضِي، قَدْ سَرَرْتَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اليَوْمَ، وَأَمرَ لَكَ بِمَالٍ، فَمَا كَانَ السَّبَبُ فِي هَذَا؟
قَالَ: تَمَّمَ اللهُ سرُوْرَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَحسَنَ حِفْظَهُ وَكلاَءتَه، مَا زدتُ عَلَى مَا أَفْعَلُ كُلَّ يَوْمٍ.
قَالَ: عَلَى ذَلِكَ؟
قَالَ: مَا أَعْلَمُ إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ سجَّلتُ عَلَى مَرْزُبَانَ المَجُوْسِيِّ بِمَا وَجَبَ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَمِنْ هَذَا سُرَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ حَفْصٌ: الحَمْدُ للهِ كَثِيْراً.
فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ لِهَارُوْنَ: لاَ أَنَا وَلاَ أَنْتَ إِلاَّ أَنْ تَعْزِلَ حَفْصاً، فَأَبَى عَلَيْهَا، ثُمَّ أَلَحَّتْ عَلَيْهِ فَعَزَلَهُ عَنِ الشَّرْقِيَّةِ، وَوَلاَّهُ قَضَاءَ الكُوْفَةِ، فَمَكَثَ عَلَيْهَا ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو يُوْسُفَ لَمَّا وُلِّي حَفْصٌ، قَالَ لأَصْحَابِهِ: تَعَالَوْا نَكْتُبْ نوَادِرَ حَفْصٍ، فَلَمَّا وَردتْ أَحْكَامُهُ وَقَضَايَاهُ عَلَى أَبَي يُوْسُفَ، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: أَيْنَ النَّوَادِرُ الَّتِي زعمتَ تَكْتُبُهَا؟
قَالَ: وَيْحَكُم، إِنَّ حَفْصاً أَرَادَ اللهَ، فَوَفَّقَهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُ مُقَدَّمَ فَمِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ مُضَبَّبَةٌ أَسْنَانُهُ بِالذَّهبِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ فِي حَدِيْثِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خَمِّرُوا وُجُوْهَ مَوْتَاكُم، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُوْدِ ) .
فَأَنْكَرهُ أَبِي، وَقَالَ: أَخْطَأَ، قَدْ حَدَّثَنَاهُ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مُرْسَلاً.
وَسُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ حَدِيْثٍ لِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: (كُنَّا نَأْكُلُ وَنَحْنُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَمْشِي ) .فَقَالَ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ حَفْصٌ، كَأَنَّهُ وَهِمَ فِيْهِ، سَمِعَ حَدِيْثَ عِمْرَانَ بنِ حُدَيْرٍ، فَغَلِطَ بِهَذَا.
وَيُرْوَى عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ حَفْصٌ يُخَلِّطُ فِي حَدِيْثِهِ.
قُلْتُ: احْتجَّ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ بَعْضُ قُضَاتِنَا عَلَى أَنَّ حَفْصاً لاَ يُحْتَجُّ بِهِ فِي تَفَرُّدِهِ عَنْ رِفَاقِهِ بِخَبَرٍ: (فَيُنَادَى بِصَوْتٍ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثاً إِلَى النَّارِ) فَهَذِهِ اللَّفْظَةُ ثَابِتَةٌ فِي (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ ) ، وَحَفْصٌ فَحُجَّةٌ،
وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ فَمَقْبُوْلَةٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الدَّقَّاقُ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَقرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ القِيَامَةِ) .
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ عَنْ يَحْيَى، فَوَقَعَ مُوَافقَةً عَالِيَةً، وَرَوَاهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ (المُسْنَدِ) عَنْ يَحْيَى، وَهُوَ يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ.
أَنْبَأَنَا الخَضِرُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الجُوَيْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ إِجَازَةً، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَقرَأْتُ عَلَى مَحْمُوْدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ اللُّغَوِيِّ، أَخْبَرَنَا النَّجِيْبُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ الصَّيْقَلِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي
حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ مَوْلَىً لأَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ذَنْبَانِ يُعَجَّلاَنِ، وَلاَ يُغْفَرَانِ: البَغْيُ وَقَطِيْعَةُ الرَّحِمِ ) .
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللهِ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ بنُ خُشَيْشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ، عَنْ مَعْرُوْفٍ،
قَالَ: خَرَجْنَا بِأَكْلُبٍ لَنَا، فَاسْتقبلَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، فَقَالَ: إِذَا أَرْسَلْتُمُوْهَا، فَقُوْلُوا: بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ اهْدِ صُدُورَهَا.
قَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
قَالَ هَارُوْنُ: وَفُلِجَ حَفْصٌ حِيْنَ مَاتَ ابْنُ إِدْرِيْسَ، فَمَكَثَ فِي البَيْتِ إِلَى أَنْ مَاتَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ فِي العشرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ أَمِيْرُ الكُوْفَةِ يَوْمَئِذٍ.
وَفِيْهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ خَلِيْفَةُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَالعُطَارِدِيُّ.
وَأَمَّا سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَالصَّحِيْحُ الأَوَّلُ.
ابْنِ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ جُشَمَ بنِ وَهْبِيْلَ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّخَعِ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ العَلاَّمَةُ القَاضِي، أَبُو عُمَرَ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ، قَاضِي الكُوْفَةِ، وَمُحَدِّثُهَا، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبَغْدَادَ أَيْضاً.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي عٌبَيْدٍ، وَالعَلاَءِ بنِ المُسَيَّبِ، وَالأَعْمَشِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زَيْدِ بنِ المُهَاجِرِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَحَبِيْبِ بنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَبُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَلَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَالعَلاَءِ بنِ خَالِدٍ، وَجدِّهِ طَلْقٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ رَفِيْقُهُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ عَمِّهِ طَلْقُ بنُ غَنَّامٍ، وَابْنُهُ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، وَيَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَيَحْيَى، وَعَلِيٌّ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، وَسُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ، وَسَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، وَسَهْلُ بنُ زَنْجَلَةَ، وَصَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ، وَعَمْروٌ النَّاقِدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَهَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم، آخرُهُم: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ العُطَارِدِيُّ.قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: وَلَّى الرَّشِيْدُ قَضَاءَ الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ حَفْصاً، ثُمَّ نَقَلَهُ إِلَى قَضَاءِ الكُوْفَةِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الجَمَّالُ: آخِرُ القُضَاةِ بِالكُوْفَةِ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، -يَعْنِي: الأَكَابِرَ-.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
قَالَ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ مَنْصُوْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى: أَيُّهُمَا أَحْفَظُ: ابْنُ إِدْرِيْسَ أَوْ حَفْصٌ؟
فَقَالَ: ابْنُ إِدْرِيْسَ كَانَ حَافِظاً، وَكَانَ حَفْصٌ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، لَهُ مَعْرِفَةٌ.
قِيْلَ: فَابْنُ فُضَيْلٍ؟
قَالَ: كَانَ ابْنُ إِدْرِيْسَ أَحْفَظَ.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ فَقِيْهٌ.
كَانَ وَكِيْعٌ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيَقُوْلُ: اذْهَبُوا إِلَى قَاضِيْنَا، فَاسْأَلُوْهُ وَكَانَ شَيْخاً عَفِيْفاً مُسْلِماً.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَفْصٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ إِذَا حدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، وَيُتَّقَى بَعْضُ حَفِظِهِ.وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى القَطَّانِ قَالَ: حَفْصٌ أَوْثَقُ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: حَفْصٌ أَعْلَمُ بِالحَدِيْثِ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ.
أَبُو حَاتِمٍ: عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدّثتُ وَكِيْعاً بِحَدِيْثٍ، فَعجبَ، فَقَالَ: مَنْ جَاءَ بِهِ؟
قُلْتُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ.
قَالَ: إِذَا جَاءَ بِهِ أَبُو عُمَرَ، فَأَيَّ شَيْءٍ نَقُوْلُ نَحْنُ؟
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَاءَ حَفِظُهُ بَعْدَ مَا اسْتُقضِيَ، فَمَنْ كتبَ عَنْهُ مِنْ كِتَابِهِ، فَهُوَ صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَتْقَنُ وَأَحْفَظُ مِنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ.
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةٌ، عَنِ ابْنِ المَدِيْنِيِّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى يَقُوْلُ: حَفْصٌ ثَبْتٌ.
قُلْتُ: إِنَّهُ يَهِمُ؟
فَقَالَ: كِتَابُهُ صَحِيْحٌ.
قَالَ يَحْيَى: لَمْ أَرَ بِالكُوْفَةِ مِثْلَ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ: حِزَامٍ، وَحَفْصٍ،
وَابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، كَانَ هَؤُلاَءِ أَصْحَابَ حَدِيْثٍ.قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا أَخْرَجَ حَفْصٌ كُتُبَهُ، كَانَ كَمَا قَالَ يَحْيَى، إِذَا فِيْهَا أَخْبَارٌ وَأَلْفَاظٌ.
عَبَّاسٌ: عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَفْصٌ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَأَثْبَتُ مِنِ ابْنِ إِدْرِيْسَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: جَمِيْعُ مَا حَدَّثَ بِهِ حَفْصٌ بِبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يُخْرِجْ كِتَاباً، كَتَبُوا عَنْهُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ أَوْ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ مِنْ حِفْظِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ لاَ يُقدِّمُ بَعْدَ الكِبَارِ مِنْ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ غَيْرَ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَكَانَ عِيْسَى بنُ شَاذَانَ يُقَدِّمُ حَفْصاً، وَبَعْضُ الحُفَّاظِ قَدَّمَ أَبَا مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ دَاوُدُ بنُ رُشَيْدٍ: حَفْصٌ كَثِيْرُ الغَلَطِ.
وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ حَفْصٌ لاَ يَردُّ عَلَى أَحَدٍ حَرْفاً، يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ قَلْبُكَ فِيْهِ، لَفَهِمْتَهُ.
وَكَانَ عَسِراً فِي الحَدِيْثِ جِدّاً، لَقَدِ اسْتفهمَهُ إِنْسَانٌ حَرْفاً فِي الحَدِيْثِ، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ سَمِعتَهَا مِنِّي، وَأَنَا أَعرِفُكَ.
وَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكُمْ! حَدِيْثُكُم عَنِ الأَعْمَشِ إِنَّمَا هُوَ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ فُلاَن، لَيْسَ فِيْهِ: حَدَّثَنَا وَلاَ سَمِعْتُ؟
قَالَ: فَقَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ يَقُوْلُ: (لَيَأْتِيَنَّ أَقْوَامٌ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ، يُقِيْمُوْنَهُ إِقَامَةَ القِدْحِ، لاَ يَدَعُوْنَ مِنْهُ أَلِفاً وَلاَ وَاواً، وَلاَ يُجَاوِزُ إِيْمَانُهُم حَنَاجِرَهُم) .
قَالَ: وَذَكَرَ حَدِيْثاً آخَرَ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ حَدِيْثِ الأَعْمَشِ عِنْدَ حَفْصٍ عَلَى الخَبَرِ وَالسَّمَاعِ.قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: وَكَانَ بِشْرٌ الحَافِي إِذَا جَاءَ إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَإِلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ، اعْتزلَ نَاحِيَةً وَلاَ يَسْمَعُ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ لَهُ؟
فَقَالَ: حَفْصٌ هُوَ قَاضٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ مُرْجِئٌ يَدعُو إِلَيْهِ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُم عَملٌ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَهُوَ قَاضٍ بِالشَّرْقِيَّةِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ يَسْأَلُ عَنْ مَسَائِلِ القَضَاءِ: لَعَلَّك تُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ قَاضِياً، لأَنْ يُدْخِلَ الرَّجُلُ أُصْبُعَهُ فِي عَيْنِهِ، فَيَقتَلِعَهَا، فَيرمِي بِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ قَاضِياً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا وَلِيتُ القَضَاءَ حَتَّى حلَّتْ لِي المِيتَةُ.
وَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ دِرْهَماً، وَخلَّفَ عَلَيْهِ تِسْعَ مائَةِ دِرْهَمٍ دَيْناً.
قَالَ سَجَّادَةُ : كَانَ يُقَالُ: خُتِمَ القَضَاءُ بِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَارِثِيُّ، عَنْ طَلْقِ بنِ غَنَّامٍ قَالَ: خَرَجَ حَفْصٌ يُرِيْدُ الصَّلاَةَ، وَأَنَا خلفَهُ فِي الزُّقَاقِ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ، فَقَالَتْ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، زَوِّجْنِي، فَإِنَّ إِخْوَتِي يَضُرُّوْنَ بِي، فَالتفتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: يَا طَلْقُ! اذْهبْ، فَزَوِّجْهَا إِنْ كَانَ الَّذِي يَخطُبُهَا كفؤاً، فَإِنْ كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ حَتَّى يَسكرَ، فَلاَ تُزَوِّجْهُ، وَإِنْ كَانَ رَافِضِيّاً، فَلاَ تَزَوْجْهُ.فَقُلْتُ: لِمَ قُلْتَ هَذَا؟
قَالَ: إِنْ كَانَ رَافِضِيّاً فَإِنَّ الثَّلاَثَ عِنْدَهُ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ كَانَ يَشْربُ النَّبِيذَ حَتَّى يَسْكَرَ، فَهُوَ يُطَلِّقُ وَلاَ يَدْرِي.
وَعَنْ وَكِيْعٍ قَالَ: أَهْلُ الكُوْفَةِ اليَوْمَ بِخَيْرٍ، أَمِيْرُهُم دَاوُدُ بنُ عِيْسَى، وَقَاضِيْهِم حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَمُحْتَسِبُهُم حَفْصٌ الدَّوْرَقِيُّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بنَ مُعَاذٍ يَقُوْلُ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ القُضَاةِ يَأْتِيْنِي كِتَابُهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كِتَابِ حَفْصٍ، وَكَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَيَّ، كتبَ: أَمَّا بَعْدُ، أَصْلَحَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ بِمَا أَصلحَ بِهِ عبَادَهُ الصَّالِحِيْنَ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي أَصلَحَهُم.
فَكَانَ ذَلِكَ يُعْجِبُنِي مِنْ كِتَابِهِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ حَيَّوَيْه: قَدَّمَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بنُ طَرِيْفٍ البَجَلِيُّ رُطَباً، فَسَأَلَنَا أَنْ نَأْكُلَ، فَأَبِيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامَنَا لَمْ نُحَدِّثْهُ.
قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: مَرَرْتُ بِطَاقِ اللَّحَّامِيْنَ، فَإِذَا بِعُلَيَّانَ جَالِسٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ سرُوْرَ الدُّنْيَا وَحُزنَ الآخِرَةِ،
فَلْيَتَمَنَّ مَا هَذَا فِيْهِ، فَوَاللهِ لَقَدْ تَمنِيتُ أَنِّي كُنْتُ متُّ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ القَضَاءَ.وَقَالَ بِشْرٌ الحَافِي: قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: لَوْ رَأَيْتُ أَنِّي أُسَرُّ بِمَا أَنَا فِيْهِ، لَهَلَكْتُ.
أَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَابْنُ رَوْحٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا المُعَافَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ بنُ عِلاَّنَ إِمْلاَءً سَنَةَ 266، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ اللَّيْثِ،
قَالَ: بَاعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ جِمَالاً بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ مَرْزُبَانَ المَجُوْسِيِّ، وَكِيلِ أُمِّ جَعْفَرٍ، فَمطَلَهُ بِثمَنِهَا، وَحَبَسَهُ، فَطَالَ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَأَتَى بَعْضُ أَصْحَابِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، فَشَاوَرَهُ.
فَقَالَ: اذْهبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: أَعْطنِي أَلفَ دِرْهَمٍ، وَأُحِيْلُ عَلَيْكَ بِالمَالِ البَاقِي، وَأَخْرُجُ إِلَى خُرَاسَانَ، فَإِذَا فَعلَ هَذَا فَالْقَنِي حَتَّى أُشِيْرَ عَلَيْكَ.
فَفَعَلَ الرَّجُلُ، وَأَعْطَاهُ مَرْزُبَانُ أَلفَ دِرْهَمٍ.
قَالَ: فَأَخْبَرَهُ.
فَقَالَ: عُدْ إِلَيْهِ، فَقُلْ: إِذَا ركبتَ غَداً، فَطَرِيْقُكَ عَلَى القَاضِي، تَحضُرُ، وَأُوكِلُ رَجُلاً يَقبِضُ المَالَ، وَأَخرُجُ، فَإِذَا جَلَسَ إِلَى القَاضِي فَادَّعِ عَلَيْهِ بِمَالِكَ، فَإِذَا أَقرَّ، حبسَهُ حَفْصٌ، وَأَخَذْتَ مَالَكَ.
فَرَجَعَ إِلَى مَرْزُبَانَ، وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: انْتظِرْنِي بِبَابِ القَاضِي.
فَلَمَّا ركبَ مِنَ الغَدِ، وَثَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَنزِلَ إِلَى القَاضِي حَتَّى أُوكِلَ بِقبضِ المَالِ، وَأَخْرَجَ.
فَنَزَلَ مَرْزُبَانُ، فَتَقَدَّمَا إِلَى حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، لِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ تِسْعَةٌ وَعِشْرُوْنَ أَلفَ دِرْهَمٍ.
فَقَالَ حَفْصٌ: مَا تَقُوْلُ يَا مَجُوْسِيُّ؟
قَالَ: صدقَ، أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي.
قَالَ: مَا تَقُوْلُ يَا رَجُلُ، فَقَدْ أَقَرَّ لَكَ؟
قَالَ: يُعطِيْنِي مَالِي.
فَقَالَ: مَا تَقُوْلُ؟
قَالَ: هَذَا المَالُ عَلَى
السَّيِّدَةِ.قَالَ: أَنْتَ أَحْمَق تُقِرُّ ثُمَّ تَقُوْلُ: هُوَ عَلَى السَّيِّدَةِ! مَا تَقُوْلُ يَا رَجُل؟
قَالَ: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِي، إِنْ أَعْطَانِي مَالِي، وَإِلاَّ حَبَسْتَهُ.
قَالَ: مَا تَقُوْلُ يَا مَجُوْسِيُّ؟
قَالَ: المَالُ عَلَى السَّيِّدَةِ.
قَالَ القَاضِي: خُذُوا بِيَدِهِ إِلَى الحَبْسِ.
فَلَمَّا حُبِسَ، بَلغَ الخَبَرُ أُمَّ جَعْفَرٍ، فَغَضِبتْ، وَبعثَتْ إِلَى السِّنْدِيِّ: وَجِّهْ إِلَى مَرْزُبَانَ - وَكَانَتِ القُضَاةُ تَحبِسُ الغُرَمَاءَ فِي الحَبْسِ - فَعجَّلَ السِّنْدِيُّ، فَأَخْرَجَهُ، وَبلغ حَفْصاً الخَبَرُ، فَقَالَ: أَحبِسُ أَنَا؛ وَيُخرِجُ السِّنْدِيُّ!! لاَ جلَسْتُ أَوْ يُرَدُّ مَرْزُبَانُ الحَبْسَ.
فَجَاءَ السِّنْدِيُّ إِلَى أُمِّ جَعْفَرٍ، فَقَالَ: الله الله فِيَّ، إِنَّهُ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَأَخَافُ مِنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَنْ يَقُوْلُ لِي: بِأَمْرِ مَنْ أَخْرَجتَ؟ رُدِّيه إِلَى الحَبْسِ، وَأَنَا أُكلِّمُ حَفْصاً فِي أَمرِهِ.
فَأَجَابَتْهُ، فَرَجَعَ مَرْزُبَانُ إِلَى الحَبْسِ، فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ لِهَارُوْنَ: قَاضِيكَ هَذَا أَحْمَقُ، حَبَسَ وَكِيلِي، وَاسْتَخَفَّ بِهِ، فَمُرْهُ لاَ يَنْظُر فِي الحُكْمِ، وَتُوَلِّي أَمرَهُ إِلَى أَبِي يُوْسُفَ، فَأَمَر لَهَا بِالكِتَابِ، وَبلغَ حَفْصاً الخبَرُ.
فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَحضِرْنِي شُهُوْداً حَتَّى أُسجِّلَ لَكَ عَلَى المَجُوْسِيِّ بِالمَالِ، فَجَلَسَ حَفْصٌ، فَسجَّلَ عَلَى المَجُوْسِيِّ بِالمَالِ، وَوَرَدَ كِتَابُ هَارُوْنَ مَعَ خَادمٍ لَهُ، فَقَالَ: هَذَا كِتَاب أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: مَكَانَكَ، نَحْنُ فِي شَيْءٍ حَتَّى نَفرُغَ مِنْهُ.
فَقَالَ: كِتَابُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: انظُرْ مَا يُقَالُ لَكَ.
فَلَمَّا فَرَغَ حَفْصٌ مِنَ السِّجِلِّ، أَخَذَ الكِتَابَ مِنَ الخَادِمِ، فَقَرَأَهُ،
فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّ كِتَابَهُ وَرَدَ، وَقَدْ أَنْفَذتُ الحُكْمَ.
فَقَالَ الخَادِمُ: قَدْ -وَاللهِ- عرفْتُ مَا صنعْتَ؛ أَبَيْتَ أَنْ تَأْخُذَ كِتَابَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ حَتَّى تَفْرُغَ مِمَّا تُرِيْدُ، وَاللهِ لأُخْبِرَنَّهُ بِمَا فَعَلتَ.
قَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ مَا أَحْبَبْتَ.
فَجَاءَ الخَادِمُ فَأَخْبَرَ هَارُوْنَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ لِلْحَاجِبِ: مُرْ لِحفصٍ بِثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَم، فَرَكِبَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ، فَاسْتقبلَ حَفْصاً مُنْصَرِفاً مِنْ مَجْلِس
القَضَاءِ.فَقَالَ: أَيُّهَا القَاضِي، قَدْ سَرَرْتَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اليَوْمَ، وَأَمرَ لَكَ بِمَالٍ، فَمَا كَانَ السَّبَبُ فِي هَذَا؟
قَالَ: تَمَّمَ اللهُ سرُوْرَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَحسَنَ حِفْظَهُ وَكلاَءتَه، مَا زدتُ عَلَى مَا أَفْعَلُ كُلَّ يَوْمٍ.
قَالَ: عَلَى ذَلِكَ؟
قَالَ: مَا أَعْلَمُ إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ سجَّلتُ عَلَى مَرْزُبَانَ المَجُوْسِيِّ بِمَا وَجَبَ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَمِنْ هَذَا سُرَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ حَفْصٌ: الحَمْدُ للهِ كَثِيْراً.
فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ لِهَارُوْنَ: لاَ أَنَا وَلاَ أَنْتَ إِلاَّ أَنْ تَعْزِلَ حَفْصاً، فَأَبَى عَلَيْهَا، ثُمَّ أَلَحَّتْ عَلَيْهِ فَعَزَلَهُ عَنِ الشَّرْقِيَّةِ، وَوَلاَّهُ قَضَاءَ الكُوْفَةِ، فَمَكَثَ عَلَيْهَا ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو يُوْسُفَ لَمَّا وُلِّي حَفْصٌ، قَالَ لأَصْحَابِهِ: تَعَالَوْا نَكْتُبْ نوَادِرَ حَفْصٍ، فَلَمَّا وَردتْ أَحْكَامُهُ وَقَضَايَاهُ عَلَى أَبَي يُوْسُفَ، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: أَيْنَ النَّوَادِرُ الَّتِي زعمتَ تَكْتُبُهَا؟
قَالَ: وَيْحَكُم، إِنَّ حَفْصاً أَرَادَ اللهَ، فَوَفَّقَهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُ مُقَدَّمَ فَمِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ مُضَبَّبَةٌ أَسْنَانُهُ بِالذَّهبِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ فِي حَدِيْثِ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خَمِّرُوا وُجُوْهَ مَوْتَاكُم، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِاليَهُوْدِ ) .
فَأَنْكَرهُ أَبِي، وَقَالَ: أَخْطَأَ، قَدْ حَدَّثَنَاهُ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مُرْسَلاً.
وَسُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ حَدِيْثٍ لِحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: (كُنَّا نَأْكُلُ وَنَحْنُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَمْشِي ) .فَقَالَ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ حَفْصٌ، كَأَنَّهُ وَهِمَ فِيْهِ، سَمِعَ حَدِيْثَ عِمْرَانَ بنِ حُدَيْرٍ، فَغَلِطَ بِهَذَا.
وَيُرْوَى عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ حَفْصٌ يُخَلِّطُ فِي حَدِيْثِهِ.
قُلْتُ: احْتجَّ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ بَعْضُ قُضَاتِنَا عَلَى أَنَّ حَفْصاً لاَ يُحْتَجُّ بِهِ فِي تَفَرُّدِهِ عَنْ رِفَاقِهِ بِخَبَرٍ: (فَيُنَادَى بِصَوْتٍ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثاً إِلَى النَّارِ) فَهَذِهِ اللَّفْظَةُ ثَابِتَةٌ فِي (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ ) ، وَحَفْصٌ فَحُجَّةٌ،
وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ فَمَقْبُوْلَةٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِقِرَاءتِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ الدَّقَّاقُ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَقرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الزَّاهِدُ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ القِيَامَةِ) .
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ عَنْ يَحْيَى، فَوَقَعَ مُوَافقَةً عَالِيَةً، وَرَوَاهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ (المُسْنَدِ) عَنْ يَحْيَى، وَهُوَ يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ.
أَنْبَأَنَا الخَضِرُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الجُوَيْنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ إِجَازَةً، عَنْ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَقرَأْتُ عَلَى مَحْمُوْدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ اللُّغَوِيِّ، أَخْبَرَنَا النَّجِيْبُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ الصَّيْقَلِ، أَخْبَرْنَا ابْنُ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي
حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ مَوْلَىً لأَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ذَنْبَانِ يُعَجَّلاَنِ، وَلاَ يُغْفَرَانِ: البَغْيُ وَقَطِيْعَةُ الرَّحِمِ ) .
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللهِ القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ بنُ خُشَيْشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ المُنَادِي، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ، عَنْ مَعْرُوْفٍ،
قَالَ: خَرَجْنَا بِأَكْلُبٍ لَنَا، فَاسْتقبلَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، فَقَالَ: إِذَا أَرْسَلْتُمُوْهَا، فَقُوْلُوا: بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ اهْدِ صُدُورَهَا.
قَالَ هَارُوْنُ بنُ حَاتِمٍ: سَمِعْتُ حَفْصَ بنَ غِيَاثٍ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
قَالَ هَارُوْنُ: وَفُلِجَ حَفْصٌ حِيْنَ مَاتَ ابْنُ إِدْرِيْسَ، فَمَكَثَ فِي البَيْتِ إِلَى أَنْ مَاتَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ فِي العشرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ أَمِيْرُ الكُوْفَةِ يَوْمَئِذٍ.
وَفِيْهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ خَلِيْفَةُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ، وَالعُطَارِدِيُّ.
وَأَمَّا سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ.وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَأَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ، وَالصَّحِيْحُ الأَوَّلُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=162517&book=5532#ba4f47
حفص بن غياث - بمعجمة مكسورة وياء ومثلثة - ابن طلق بن معاوية النخعي أبو عمر الكوفي القاضي.
روى عن أبي مالك الاشجعي وعاصم الاحول وهشام بن عروة والاعمش والثوري وابن جريج وخلق.
وعنه أحمد وإسحاق وأبو كريب وابن معين وأبو داود
الجفري وآخرون.
قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً، ثبتاً، إلا أنه كان يدلس وأطلق يحيى بن معين القول بتوثيقه.
وقال أبو حاتم حفص اتقن واحفظ من أبي خالد الاحمر
وقال أبو زرعة ساء حفظه بعدما استقضي فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح وإلا فهو كذاب
وقال الحافظ في " هدي الساري": حفص من الأئمة الأثبات أجمعوا على توثيقه والاحتجاج به إلا أنه في الآخر ساء حفظه فمن سمع من كتابه أصح ممن سمع من حفظه
قال أبو زرعة: وقال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد القطان يقول: حفص أوثق أصحاب الأعمش. قال فكنت أنكر ذلك فلم اقدمت الكوفة بأخرة أخرج إلي ابنه عمر كتاب أبيه عن الأعمش فجعلت أترحم على القطان.
قال الحافظ بعد هذا: قلت: اعتمد البخاري على حفص هذا في حديث الأعمش، لأنه كان يميز ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه.
نبه على ذلك أبو الفضل بن طاهر وهو كما قال.
وقال في التقريب: ثقة فقيه تغير حفظه قليل في الآخر من الثامنة مات سنة أربع أو خمس وتسعين وقد قارب الثمانين /ع.
روى عن أبي مالك الاشجعي وعاصم الاحول وهشام بن عروة والاعمش والثوري وابن جريج وخلق.
وعنه أحمد وإسحاق وأبو كريب وابن معين وأبو داود
الجفري وآخرون.
قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً، ثبتاً، إلا أنه كان يدلس وأطلق يحيى بن معين القول بتوثيقه.
وقال أبو حاتم حفص اتقن واحفظ من أبي خالد الاحمر
وقال أبو زرعة ساء حفظه بعدما استقضي فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح وإلا فهو كذاب
وقال الحافظ في " هدي الساري": حفص من الأئمة الأثبات أجمعوا على توثيقه والاحتجاج به إلا أنه في الآخر ساء حفظه فمن سمع من كتابه أصح ممن سمع من حفظه
قال أبو زرعة: وقال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد القطان يقول: حفص أوثق أصحاب الأعمش. قال فكنت أنكر ذلك فلم اقدمت الكوفة بأخرة أخرج إلي ابنه عمر كتاب أبيه عن الأعمش فجعلت أترحم على القطان.
قال الحافظ بعد هذا: قلت: اعتمد البخاري على حفص هذا في حديث الأعمش، لأنه كان يميز ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه.
نبه على ذلك أبو الفضل بن طاهر وهو كما قال.
وقال في التقريب: ثقة فقيه تغير حفظه قليل في الآخر من الثامنة مات سنة أربع أو خمس وتسعين وقد قارب الثمانين /ع.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=161201&book=5532#fd5232
حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة النخعي أبو عمر الكوفي قاضيها وقاضي بغداد أيضا
[التعليق]
قلت: وحفص بن غياث النخعي أبو عمر الكوفي القاضي ثقة فقيه، احتج بروايته أصحاب الكتب الستة كلهم، تغير حفظه في الآخر قليلاً، وذلك أنه ولي القضاء وجفا كتبه فمن كتب عنه من كتابه فهو صحيح كما قال أبو زرعة، وهذا التغير أقرب إلى سوء الحفظ منه إلى معنى الاختلاط المصطلح عليه، ونسبه أحمد وابن سعد إلى التدليس. مات حفص سنة أربع وتسعين ومائة على الصحيح والله تعالى أعلم.
[التعليق]
قلت: وحفص بن غياث النخعي أبو عمر الكوفي القاضي ثقة فقيه، احتج بروايته أصحاب الكتب الستة كلهم، تغير حفظه في الآخر قليلاً، وذلك أنه ولي القضاء وجفا كتبه فمن كتب عنه من كتابه فهو صحيح كما قال أبو زرعة، وهذا التغير أقرب إلى سوء الحفظ منه إلى معنى الاختلاط المصطلح عليه، ونسبه أحمد وابن سعد إلى التدليس. مات حفص سنة أربع وتسعين ومائة على الصحيح والله تعالى أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=75072&book=5532#672a25
حَفْص بن غياث بن طلق بن مُعَاوِيَة أَبُو عمر النَّخعِيّ قَاضِي الْكُوفَة يروي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَالْأَعْمَش روى عَنهُ ابْنه عمر بن حَفْص وَأهل الْعرَاق مَاتَ سنة خمس أَو سِتّ وَتِسْعين وَمِائَة فِي عشر ذِي الْحجَّة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=75072&book=5532#8b9f70
حفص بْن غياث بْن طلق بْن معاوية أَبُو عُمَر النخعي الكوفي
قاضي الكوفة، سَمِعَ الأعمش، قَالَ مُحَمَّد بْن المثنى: مات سنة ست وتسعين ومائة، سَمِعَ منه ابنه عُمَر.
قاضي الكوفة، سَمِعَ الأعمش، قَالَ مُحَمَّد بْن المثنى: مات سنة ست وتسعين ومائة، سَمِعَ منه ابنه عُمَر.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=75072&book=5532#7fda48
حَفْص بن غياث بن طلق بن مُعَاوِيَة بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة أَبُو عمر النَّخعِيّ الْكُوفِي قاضيها سمع الْأَعْمَش وعاصما الْأَحول وبريد بن عبد الله رَوَى عَنهُ ابْنه عمر وَإِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الحنطلي وَمُحَمّد بن الْحسن الْأَسدي فِي الْغسْل والمناقب ومواضع
مَاتَ سنة 196 قَالَه البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن مَحْبُوب وَقَالَ قَالَ
مُحَمَّد بن مَحْبُوب سَمِعت حفصا يَقُول ولدت سنة 117 قَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة 194 وَقَالَ ابْن نمير مثل أبي عِيسَى وَقَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه مثله وَذكر أَبُو دَاوُد وَمثله قَالَ كَاتب الْوَاقِدِيّ مَاتَ فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة 194
مَاتَ سنة 196 قَالَه البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن مَحْبُوب وَقَالَ قَالَ
مُحَمَّد بن مَحْبُوب سَمِعت حفصا يَقُول ولدت سنة 117 قَالَ أَبُو عِيسَى مَاتَ سنة 194 وَقَالَ ابْن نمير مثل أبي عِيسَى وَقَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه مثله وَذكر أَبُو دَاوُد وَمثله قَالَ كَاتب الْوَاقِدِيّ مَاتَ فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة 194